الحلقة الأولى: عرض عام لما يتعلق بالبرنامج.
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) آل عمران)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله الطيبين وصحابته الأكرمين. أحمد الله بجميع محامده وأصلي وأسلم على صفوة خلقه وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. انتهينا من البرنامج الذي أخذناه من ألفه إلى يائه واستقصينا كل كلمات القرآن حصراً على مدى أربع سنين أو يزيد وقد كان ذلك البرنامج موفقاً من حيث تقبل الأمة له تقبلاً حسناً وخاصة أهل العلم والفضل واللغة والأدب وخاصة منهم المشتغلون بكتاب الله عز وجل. وسوف يكون لذلك البرنامج أثر كبير في مستقبل الأيام والسنين عندما يتجحفل حوله الطلاب فيطورون كل منظومة من منظوماته إلى رسالة علمية تستجلي أسرارها ورموزها وما أكثر ذلك. وننتقل الآن إلى إعجاز لغوي آخر وهو كصاحبه الذي مضى لم يلق عناية كاملة حتى أي عناية مما يوصل الفكرة إلى الناس فكما أن الكلمة وأخواتها لم يكن أحد من المفسرين يعترف أنه ليس في القرآن مترادف وإنما يقولون جاء مثل أتى مثل وصل وهكذا وحينئذ أثبتنا بالأدلة القاطعة أن ذلك وهمٌ وأننا كنا قد ظلمنا القرآن الكريم عندما أهملنا هذا الباب العظيم على وفق ما تحدثنا عنه إيجازاً فكل منظومة من المنظومات تكلمنا عنها بأربعين دقيقة أو بثلاثين دقيقة عندما تختزل المشاركات وهذه فقط لبيان الفرق اللغوي بين كلمة وكلمة ولكن يبقى بعد ذلك ماذا يترتب على هذا من علم وما يترتب على هذا من آثار وهو ما بدأ الآن طلاب العلم في أكثر من دولة إسلامية يبحثون في هذه المنظومات عما يترتب عليها من آثار علمية وقد بلغنا أو عرفنا أسماء عدد لا بأس به من طلاب العلم من أصحاب الرسائل الجامعية كل واحد منهم أخذ منظومة من المنظومات ويتصلون بنا تلفونياً للمشاركة والمناقشة وقد توغلوا في هذا الباب لاستجلاء هذا العلم الجديد.هذا الموضوع هو أيضاً إعجازي جديد والآية واضحة (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) وهاأنتم كل يوم في هذه الأيام تسمعون هذا النفر من الذين فسدت عقولهم وقلوبهم وفي قلوبهم زيغ يحاولون الطعن في هذا القرآن الكريم من حيث أنه متناقض مع نفسه وليس دقيقاً وأن هذا من وضع محمد كيف مرة يقول يوم كأنه خمسين ألف سنة ومرة ألف سنة؟ هذا تناقض وعدة شُبه غبية وتافهة وحاقدة ولكنها ربما تنطلي على الناس وجلاؤها كما قال تعالى يدركها أصحاب العلم الراسخ (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا). وأنتم تعلمون أيضاً أن كل الفرق الضالة في التاريخ الإسلامي نشأت لأن أحد الناس بخبث ولؤم التقط واحدة من هذه المتشابهات وبرهن على أن القرآن خطأ أو أنه يفهم من القرآن ما لم يفهموه بناء على هذه المتشابهات واختط لهم ضلالة من الضلالات التي مزقت الأمة مزقاً كما هو واقعها اليوم ناهيك عن الفرق التي اندثرت والتاريخ الإسلامي مليء بهذه الفرق التي استغلت المتشابه في القرآن واستغلت عدم إنجلاء معانيها أو التوفيق بينها عند العلماء وحينئذ اتخذوها ذريعة لشق صفوف هذه الأمة وقد أفلحوا إلى حين لكن الله عز وجل في النهاية يكشف مكرهم وكيدهم ونسمع كل يوم مثل هذا الكلام في فضائيات معينة وعليها عناوين معينة وهذا الكلام سقط وربما ينخدع به الناس وفعلاً انخدع به بعض الناس. هذا البرنامج سوف نقتفي كل المتاشبه في القرآن، لماذا قال تعالى مرة سبع سنابل ومرة سبع سنبلات؟ ومرة قال (فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً (60) البقرة) ومرة ثانية يقول (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (160) الأعراف)؟ وقِس على هذا كما سأذكر بعد قليل من أسباب التشابه الذي هو في غاية القيمة وفي غاية الإعجاز هذا التشابه يحتوي في أعماقه على صور كثيرة. (وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا (161) الأعراف) (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ (58) البقرة) ماذا قال موسى؟ في الحقيقة قيل لهم هذا وهذا، هذا في مناسبة وهذا في مناسبة، وسأذكر بعض قليل مواطن التشابه التي استغلها أعداء الأمة وربما انطلت على بعضهم حتى ابتعدوا عن هذا الدين متخذين لهم فرقة ضالة أو سباباً أو شتماً أو تشكيكاً وهذا هو قدر هذه الأمة “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها” ورب العالمين عز وجل يصورها خير تصوير (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ) يستغلون عدم عمق الناس بالعلم ينحرفون بهم (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ولكن على شرط أن يكون من منطلق إيماني (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا) لماذا؟ إن بعض هذا المتشابه غير المسلمين هم الذين حلّوه، مسألة الزمن ونسبية الزمن نحن لم نعرفها وعرفها الآخرون وثبت مما فعلوا أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون من عند غير الله (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) النساء) وليس فيه اختلاف واحد وإنما هذا الاختلاف كما ترون سوف نصل إلى أن فيه إعجازاً هائلاً من حيث أن الكلمة القرآنية معبأة بعدّة معانٍ في كل مناسبة تختار لك معنى وفي كل جيل تختار لك معنى على وفق حاجاتك. هكذا هو الأمر.عندنا في هذا البرنامج سوف نأخذ سورة سورة ومقدّماً أقول لن نستقصي كل المتشابه لأننا لو أردنا أن نستقصي كل المتاشبه لاقتضى ذلك أربع خمس سنوات كما فعلنا مع برنامج الكلمة وأخواتها. سوف نعطي لكل نوع من المتشابه وهو أنواعه كثيرة جداً كما يقول الزمخشري وغيره يقول “من المتشابه إختلاف العبارة ونسق الجملة” مثلاً كما قلنا قبل قليل (وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا (161) الأعراف) (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ (58) البقرة) يقولون هذا كلام محمد مرة يقول هذا ومرة يقول هذا، وحينئذ سوف تعرفون أن هذا معجزة لغوية لأنها بهذا الحرف وهذا التغيير وهذا التشابه يؤصِّل لقضية لا بد أن يعرفها المسلمون ويعرفها قُرّاء القرآن ولكن كلٌ في زمانه كلما تطور الزمن اكتشفوا أن هذا الاختلاف في هذا النسق إنما هو إعجاز من إعجاز هذا الكتاب. كذلك أيضاً “تغيير بنية الكلِم” (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ (123) طه) وفي آية أخرى يقول (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ (38) البقرة) الفرق بين تبع واتبع بالصورة عظيم، كلٌ من تبع واتبع ترسم صورة لا ترسمها الكلمة الأخرى وبهاتني الصورتين من تبع واتبع تأخذ الصورة الحقيقية الكاملة.
قبل أن أواصل أكرر مرة ثانية أن كل واحد من المشاهدين إذا كان قد إلتفت إلى آيتين فيهما متشابه وأشكل عليه الأمر أو أشكل عليه الأمر وبدأ هو يحاول فك هذا التشابه والتوفيق بين الآيتين فنسأله ونرجوه أن يراسلنا على عنوان فاكس البرنامج وكل مداخلة أو زيادة في العلم أو في الشرح سوف تكتب في البرنامج بإسم هذا الذي اتصل بنا وهذا عندما يُكتب الكتاب سوف نقول اتصل فلان وقال كذا وهذه أمور ليس فيها كبير، رُبّ واحد ليس عالماً باللغة ولكن له حسٌ لغوي، مرة واحد أعرابي بدوي كان جالساً وأحد القرّاء أعتقد أنه عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في المسجد النبوي والأعرابي ينصت للقارئ فقرأ هذه الآية (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا (103) آل عمران) فانتفض الأعرابي وقال: والله ما أخرجنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية فقال ابن مسعود خذوها من غير فقيه. إذن هذه القضايا لا تحتاج أن تكون أنت عالماً أو لغوياً أو فقيهاً أو ما شاكل ذلك وإنما ذوق، العلم الأول والثاني يعتمد – إضافة إلى المصادر العلمية – على الذوق والإحساس بالحرف واللغة والجُرس، وحينئذ رُب متفوق من غير العلماء ورُب عالم لا يتذوق كالشعر الشاعرية لا تلزم أن تكون أنت مثقفاً فرُب أميّ يقول الشعر ورُب عالمٍ عظيم لا يقول بيتاً واحداً من الشعر الشاعرية والتذوق الرقيق وفهم المعنى البعيد هذه ملكات لا يلزم لها إلا حسٌ مرهف وما أكثر أصحاب الحس المرهف في هذه الأمة كهذا البدوي الذي قال في قوله تعالى (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) إذن نحن أسلمنا وأنقدنا منها فكيف يعيدنا فيها يوم القيامة؟ قال والله ما أنقذنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها، انظر لهذا الحس البعيد! وكثير في التاريخ الإسلامي رجل عامي من الناس انتبه إلى معنى من معاني القرآن فسجلت وصارت قضية باسمه لأنها قضية صحيحة، هكذا هو هذا البرنامج وهذا العلم عندما تحدثنا عن هذا البرنامج في الحلقة الأخيرة من برنامج الكلمة وأخواتها جاءتنا عدة رسائل وعدة فاكسات من بعض الفضلاء ومنهم الدكتور عامر الهاشمي وهو طبيب بحِسِّه فَهِم أن هناك آيتان تبدوان متشابهتين وفعلاً وُفِّق توفيقاً عظيماً إلى التوفيق بينهما وسوف نذكر هاتين القضيتين في البرامج اللاحقة. فكل من يسمعنا من الآن فصاعداً إلى أن ننتهي عليه أن لا يضيع هذا وأن ينفع السامعين به وتكتب هذه المسألة التي اكتشفها بإسمه علماً بأننا لن نستطيع أن نستقصي القرآن الكريم كله لأن ثلثي القرآن متشابه وكثير جداً من آياته وهو أصلاً القرآن الكريم تستطيع أن تقول كله متشابه وتستطيع أن تقول كله محكم لكن الذي نعنيه نحن هناك محكم متشابه وهناك متشابه محكم يعني هي آية إحكام آية محكمة، مثلاً اليهود قالوا (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً (80) البقرة) وآية أخرى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ (24) آل عمران) ما الفرق؟ للأسف المفسرون قالوا أنهما نفس المعنى وهذا غير صحيح. المعدودات يعني أنا عندي أيام محددة تتكرر كل سنة ما تختلف مثل أيام العيد، مثل رمضان وفي الحج (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ (203) البقرة) في كل سنة ما تتغير، هذه المعدودات. حينئذ هذه لها معنى. في أيام معدودة عندنا 360 يوم أنا أربع خمس أيام لا على التعيين سنسافر أيام معدودة لأمر ما، هذه معدودة لأنها ليست محددة كما في قوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ (261) البقرة) و(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ (43) يوسف) رأى الملك رؤيا سبع سنبلات وحدها في الصحراء في حديقة وحدها يعني هي واحدة اثنتان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة في حديقة في صحراء رآها وحدها، أما في قوله تعالى (سنابل) سبع سنابل في حقل من السنبل، سبع سنابل محددة معينة لها ميزة في حقل كبير من السنبل وهي ليست منفردة أو منقطعة وهذا الفرق بين واحد لا يعمل عملاً صالحاً إطلاقاً في حياته كله عمل سبع عملات هذا سبع سنبلات وواحد من الصالحين يصوم ويصلي وهو ملتزم لذلك حسناته لا حصر لها لكن فيها سبعة في غاية الروعة والرسول r يقول : ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” معناها هؤلاء جزء من كل. حينئذ هذا الكتاب العزيز فيه عجائب وفيه إعجاز لا يمكن لك أن تتصورها إلا أن نبدأ بها واحدة واحدة كما انتيهنا من الكلمة وأخواتها وبدأنا في هذا البرنامج ” وأُخر متشابهات” والله سبحانه وتعالى إذا مدّ في أعمارنا يكون لنا شأناً آخر.
إتصال من الأخت أم محمد من رأس الخيمة: تسأل عن الكتب التي يمكن أن تقرأها في السنة النبوية الصحيحة؟ أنصحك بأن تأخذي في البدايات كتاب رياض الصالحين وكتاب الترغيب والترهيب المحقق وهو صحيح الترغيب والترهيب ولا باس أن تقرأي كتاب الترغيب والترهيب كله يشكل لك ملكة وتتعرفين على أحاديث النبي r في كل مجالات الحياة حتى تتكون عندك فكرة ثم بعدها تقرأين البخاري ومسلم وغيرها إن شاء الله تعالى.
(فاكس البرنامج الذي يمكن إرسال المشاركات عليه هو: 0097143617443)
هذه بعض الحالات التي تملأ القرآن الكريم في هذه الاختلافات. عندنا أحياناً مثلاً التعريف والتنكير: سيدنا إبراهيم لما بدأ يبني الكعبة مرة قل (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا (126) البقرة) نكرة ومرة قال (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا (35) إبراهيم) معرّفاً، يقولون ما هذا التناقض؟ هو ماذا قال؟ هو قال جملة ما هي؟ هو قال هذا بلداً مرة وقال هذا البلد مرة، قال (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا) قبل أن يُبنى لما قال له تعالى إبن هذا البيت (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ (127) البقرة) لم يبنوه بعد هنا قال (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا) أي هذا الذي سوف نبنيه اجعله بلداً آمناً فلما بُني البلد واكتمل وطافا به وأصبح بلداً قال (رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا) أي الذي بنيناه اجعله آمناً. إذن معنى هذا أن سيدنا إبراهيم u دعا لهذا البلد مرتين مرة قبل بنائه عندما كان مجرد بلد نكرة لا نعرف كيف سيكون وعندما انتهى منه أيضاً دعا له وقال (رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا).
كذلك عندنا مسألة تغيير الكلمة وهذا كله من أنواع المتشابه وما أكثرها، للعلم طبعاً جميعاً القصص القرآني كله متشابه (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ (111) يوسف) القصة في عدة سور ما عدا قصة يوسف جاءت في سورة واحدة والباقي موزع بين عدة سور كلما وجدت اختلافاً بين سورة وسرة بكلمة إعلم أن هذا جزء آخر من القصة عليك أن تعرفه مثلاً (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً (60) البقرة) في سورة أخرى (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (160) الأعراف) البعض يقول لماذا قال مرة انفجرت ومرة انبجست؟ هذا في غاية الدقة، الإنفجار ليس كالإنبجاس كما كان يقول الكثير قبل أن نعرض برنامجنا الكلمة وأخواتها، إنفجر غير إنبجس، إنفجر ساعة خروج الماء من الأرض الصلبة أو الحجر الصلبة عندما إنفجر الحجر أين ذهب الماء؟ سال الماء هذا السيل يسمى إنبجاساً فالانبجاس كانبجاس الجرح، إذا انبجس جرحك هو ينفجر أولاً ثم ينبجس بحيث يسيل الدم إلى مكان بعيد، رب العالمين يذكر لنا الحالتين حالة بني إسرائيل مع موسى ساعة الانفجار عندما انفجر هذا الحجر وخرج منه ماء زلال عذب وانفجر بقوة انفجاره بقوة أدى إلى أنه ينبجس أي سال في الأرض التي هي بعد الحجر لكي يشرب منه 12 لواء من ألوية بني إسرائيل، كيف يشرب 12 فرقة من حجر؟ فسال هذا الماء فانبجست. إذن هاتان الآيتان تتحدثان عن تسلسل الواقعة وكل كلمة ترسم جزءاً من صورة وهكذا هو كل القصص القرآني. الإنبجاس لا يكون إلا بعد الإنفجار.
إتصال من أم فراس من الشارقة تستفسر عن مسألة وفاة الرسول r فالبعض يقولون ذكرى استشهاد الرسول r والبعض يقول ذكرى وفاته فهل هذا صحيح؟ نحن نحتفل الآن بالمولد النبوي وهذه الخلافات مما أخبر بها النبي r أنها سوف تدب بين الفرقة حتى يضاد أحدنا الآخر والواضح أنك عراقية وتعلمين ماذا يجري في العراق مما تشيب لهوله الولدان ونخشى أن يمتد هذا إلى بلدان أخرى, الآية واضحة (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ (144) آل عمران) وهذا أيضاً من إعجاز القرآن الكريم لأن محمداً r مات مقتولاً بالسُم وهذه قضية ثابتة حتى في آخر أيامه لما كان يتألم قال: “إن السمّ الذي أخذته في خيبر قطّع أبهري” وهذا حديث صحيح والنبي r بعد ثلاث سنوات من تناوله الشاة المسمومة التي دسّها اليهود إليه فأخذ منها لقمة من الذراع وكانت هذه المرأة اليهودية تعرف أن محمداً r يحب لحم الذراع فدسّت في الذراع سماً قاتلاً فما أن وضعه على شفتيه حتى ألقاه قال إن هذا يحدثني أنه مسموم لكن بعد أن مسّت شفتيه مساً رقيقاً، هذا المسّ تغلغل فيه السم وبقي يعاني منه ثلاث سنوات فمات مسموماً فهو مات قتيلاً وقتل ميتاً وهكذا نعرف إعجاز الآية ولا حول ولا قوة إلا بالله والله يا ابنتي نحن في عصر علينا أن نتمسك بهذا الدين وإلا هلكنا، نحن في فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً هذا الشقاق المتعمد هذا الخلاف المصطنع الذي هو لمصلحة الغير والله تعالى يتولى الصالحين (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ (42) إبراهيم).
إذن هكذا هو الفرق بين انفجرت وانبجست. وتحدثنا عن قوله تعالى (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً (80) البقرة) وفي آية أخرى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ (24) آل عمران) إذن هما مذهبان كما قلنا اليهود والنصارى وغيرهم كما أن المسلمين مذاهب وآراء وأفكار ونحن في كل جزئية هناك أفكار للعلماء تختلف وهذا في غاية الصحة العلمية أن العلماء يختلفون وهذا العقل البشري الذي لا يختلف هو الحيوان (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء (171) البقرة) مليون نعجة تقودها بصوت واحد. قسم من بني إسرائيل الله سيعذبنا خمسة أيام من أيام شهر ما وآخرون قالوا خمسة أيام ليست معلومة والله تعالى لما نقل آراءهم وأفكارهم بهاتين الكلمتين لخص لنا أن بني إسرائيل منقسمون في هذه الأيام.
إتصال من الأخت فاطمة أم عبد الرحمن من السعودية تهنيء الدكتور على البرنامج الجديد وتقول أن الإعجاز القرآني هو فيمن يتدبر القرآن الكريم.
يقول الدكتور نجيب ذكرت شيخنا نماذج كموضوعات بالنسبة للتشابه قد يكون في التقديم والتأخير والتنكير والتعريف وقد يكون أيضاً في الترادف وقد يكون في الحروف.
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) الزمر) (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ (122) الأنعام) ميْت وميّت بالسكون أو الشدة. ميْتاً هذا الميت الحقيقي الذي مات ووضِع نحن خطأ أن نقول فلان ميّت. نحن كلنا سنموت يوماً ونحن من أصحاب القابلية للموت نحن ميّتون في المستقبل فالميت الحالي يقال له ميْت وللأسف الناس يقولون ميّت. الشاعر دقيق فقال:ليس من مات فاستراح بميْت إنما الميْت ميّت الأحياء
الميْت مستريح لكن الذي هو حيّ الآن هو كالميت من حيث لا قيمة له.
سؤال من الدكتور نجيب: يراودني قوله تعالى في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ (60) التوبة) هذه الأصناف دخلت عليها اللام ثم تبدأ الأصناف الأخرى بـ (في) (وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ)؟
إذا أبقانا الله تعالى على قيد الحياة وفي هذه المناسبة لا ننسى أننا نحن جميعاً والسامعين وهذه البرامج مدينة بالفضل لله تعالى أولاً إلى سمو الشيخ محمد بن راشد الذي أتاح لهذه البرامج الأرضية الممكنة والمناخ المناسب ورعاها بصدره الرحب ما كانت تستمر أبداً فهي في صحيفة أعماله وقد يكون نحن فينا رياء لكن الرجل هو سبب من غير أن يعرف ذلك أحد وهي خالصة لوجه الله وإن شاء الله في صحيفة أعماله أسأل الله تعالى أن يوفقه وأولاده الكرام كما عرفناهم بهذا الأداء الرائع بعد أو وظفهم في أماكنهم وكلنا فوجئنا بهذا الأداء العظيم مع أنهم كانوا متواضعين بسطاء في هذه المناصب التي تولوها تعجب من هذا الأداء الذي يسر القلب فسمو الشيخ محمد إذا أراد له تعالى أن يأذن لنا أن نستمر بهذه البرامج إلى النهاية هناك برامج أخرى إجابة على سؤالك من ضمنها هذا الحرف، كيف أن الحرف في القرآن جملة، الحرف في القرآن آية كما قال r القرآن اتلوه فإن الله يأجركم بكل حرف عشر درجات “لا أقول ألم حرف وإنما أقول ألف حرف ولام حرف وميم حرف” وفعلاً الحرف في القرآن كلمات وجمل تغير المعنى تغييراً كاملاً إلى صورة أخرى ومثلاً قوله تعالى
إتصال من الأخت نور من الشارقة تعلق على اتصال الأخت أم فراس حول مسألة وفاة الرسول r كيف نوفق بين ما ذكرته وبين تخيير ملك الموت له بين الحياة وبين جوار رب العالمين؟
رب العالمين قادر على أن يشفيه، سيدنا يونس بقي في بظن الحوت وأنجاه الله تعالى. الحديث الذي ذكرتيه حول تخيير ملك الموت للرسول r هذا الخيار جاءه في ساعة الاحتضار وكان r يرفع يده ويقول اللهم الرفيق الأعلى فلا يوجد أي تناقض. فلو أحب أن يشفيه الله تعالى لشفاه ورب العالمين أحيا الموتى فما بالنا في أن يشفي عبداً من عباده وسيدنا أيوب بقي مصاباً بالمرض سبعون سنة ثم شفاه الله تعالى. لو تأملنا ما في هذه الأمة من تردي كله أساسه المتشابه. مثلاً أبو بكر الصديق قسم من الأمة يلعنه ويقولون في قوله تعالى (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (40) التوبة) قالوا الصاحب الكلب والآية الأخرى (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) التكوير). هذا في كل الأجيال وعلى امتداد الساحة الإسلامية وكأنه اختبار وابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت). لو تأملت في الجنة بخيالك الدنيوي الذي لا يمكن أن يصل إلى أدنى حقيقتها تقول كل هذا الجمال والبهاء بركعتين نصليهما؟! كلا وإنما بالبلاء والصبر والتأني وإنكار الذات والطاعة.
إتصال من الأخ محمد من الشارقة يسأل عن جواز الاقتصاص من قتلة أهله في العراق إذا عرفهم؟ هل هذا جائز شرعاً؟
عند الفتن عليك بقول الرسول r تعتزل الفرق كلها وتعض على غصن شجرة والحديث يقول على هذه الفتن لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لم قتل ولا المقتول فيم قُتل” إلى آخر الحديث “فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف فضع على ثوبك على رأسك يبوء بإثمك وإثمه”، دع هذا القاتل يذهب إلى ربه وقد تورط بهذه الجريمة لأنه ما من جريمة بعد الرشك أعظم من الدماء ولهذا أول ما سيقضى به بين الخلق يوم القيامة الدماء وسيأتي القاتل مغلولاً يقول المقتول يا رب إسأل هذا لم قتلني؟ وحينئذ لا شفاعة له ولا يشفع للقاتل والنبي r قال: “لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً” “لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس” وخاصة أولئك الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً لذلك اتركهم لله تعالى فهذا الأمر لا يقضي فيه إلا الله عز وجل.
لما نقرأ وصف الجنة في الكتاب والسنة لا يمكن أن تتخيلها هذا كله لا بعدد الركعات وإنما بالبلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) فلا بد من الفتنة والفتن تعصف بالناس عصفاً كما في الحديث” لا تقوم الساعة حتى تكون فتن يرقق بعضها بعضاً كلما جاءت فتنة قالوا هذه مهلكتي حتى إذا جاءت الأخرى رقّت هذه” ونحن في عصر ينبغي علينا الصبر والاتكال على الله تعالى التسليم وكما قالت الأخت علينا أن نتسامح وأن نترك الأمر لله لأن الله تعالى ليس غافلاً.
بعض الكلمات مدغمة وبعضها غير مدغم مثلاً (إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) بالتاء وآية أخرى (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) بالشدة، أحدهما عندما تكون متوضأ وهناك أناس من المسلمين وهذه سنة عظيمة من ساعة أن يستيقظ إلى ساعة ما ينام هو متوضأ وكلما انتقض وضوؤه يتوضأ فهو دائم الطهور هذا المطهرين أما الذي يصلي وينقض وضوؤه ويجدد وضوءه قبل الصلاة هذا متطهر، فرب العالمين يرسم بهذه التاء المدغمة يرسم أيهما مطّهر وأيهما متطهر وكلا الحالتين عظيمة كقوله تعالى (فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ (222) البقرة) لم تكن طاهرة مجرد انقطع عنها الدم.
مثلاً يقول تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) لقمان) وفي آية أخرى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) الشورى) الأولى ليس فيها لام والثانية فيها لام فما الفرق؟ كل مصيبة تقع عليك وليس لك فيها خصم مثلاً حُرِقت سيارتك، خسرت تجارتك هذه ليس لك فيها غريم هذه من عزم الأمور ليس فيها صبر لا تحس بالظلم أما القتول والسجون وغمط الحق والتهجير هذا يغلي كما قال أخونا من العراق كيف تصبر؟ وكما قال تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ (148) النساء) الظلم قاسي على النفس عندما تكون مظلوماً وظالمك أمامك لكن أن تصبر على قاتل وقد وقع بيدك ثم تقول له إذهب قد عفوت عنك.
إتصال من الأخ محمد من أبو ظبي يسأل عن البنوك الإسلامية فأجاب الدكتور الكبيسي أنه أخذ عهداً على نفسه أن لا يفتي كما كان الصحابة يفعلون وأحال السائل إلى الشيخ أحمد الحداد والشيخ محمد سلطان العلماء في برامجهما على قناة دبي للإجابة على سؤاله.
هذا البرنامج إن شاء الله تعالى بداية حسنة وسوف نأخذ كل آيتين تختلفان بتؤدة وهدوء ونرجو من كل من يسمعنا أن يسعفنا بما عنده ويحاول التوفيق بين كلمتين ولو مرة واحدة وهي في صحيفة أعمالهم.
بُثّت الحلقة بتاريخ 7/3/2008م