وأُخر متشابهات

وأخر متشابهات – الحلقة 3

اسلاميات

الحلقة الثالثة: وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ

مقدمة من الدكتور نجيب: اختار الدكتور الكبيسي لهذه الحلقة ما يتناسب مع المولد النبوي الشريف.

الدكتور الكبيسي: كما تفضل الدكتور نجيب كنا قد اتفقنا أنا وإياه أن نتكلم بهذه الحلقة عن المولد النبوي الشريف وهو يوم من أيام الله كما قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴿5﴾ إبراهيم) وأيام الله هي أيام الانتصارات لبني إسرائيل من عبور النهر ونجاهم من آل فرعون وأعطاهم الماء وأعطاهم المعجزات الخ. وما من يومٍ من أيام المسلمين أعظم ولا أقدس ولا أكرم من يوم الميلاد ويوم البعثة، ميلاد الإنسانية كلها ولهذا سنؤجل هذا الحديث إن شاء الله عن المولد الشريف إلى غدٍ في سما دبي من حيث أن حلقتنا هذه أيضاً تتعلق بخطاب الله لرسوله الكريم (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿72﴾ يونس) (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ الزمر) (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿104﴾ يونس) وهكذا وما بينها من فروق بحروف. من أجل هذا سنتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الباب أبيّن الفرق بين (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) و (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) و (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) حروف مختلفة ولكنها تختلف في المعنى تماماً. وكالعادة جاءت بعض المشاركات الجيدة من بعض الأخوة منهم بلقيس الأنصاري من ليبيا وأم سرمد عراقية من ألمانيا ووحيد محمد وإخوانه من ألمانيا والصادق محمد قِدَم السودان والدكتور عامر الهاشمي مرة أخرى أيضاً من العراق وجاءنا فاكس جيد جداً بل يدل على أن صاحبه من العلماء لكن للأسف الشديد جاء ناقصاً هو يبدو أنه أكثر من خمسة أوراق لكن جاءتنا خمسة فقط وأوراق أخرى ناقصة ولا نعرف من هو الذي أرسله فقط نعرف الفاكس فنرجو من صاحب الفاكس أن يرسل لنا الورقة السادسة والسابعة إن كانت موجودة ويرسل لنا اسمه الكريم أيضاً والفاكس هو 00218617503051.

إذاً نتكلم عن هذه المتشابهات في هذه الآية التي يخاطب الله بها رسوله: مرة يقول لرسوله الكريم (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وراءها يقول له في الزمر (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾) أدخل (لأن) هذه جديدة غير الآيات الأخرى (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) وهذه هي أقوى الدلالات التي تترأس جميع الآيات الأخرى كما سنشرحه بعد قليل. في الأنعام (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾) هنا أول المسلمين، وفي يونس (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿104﴾) هذه المرة (من المؤمنين) وهذه أيضاً تعطي حلقة أو مرحلة من مراحل هذا النمو الكريم. طبعاً لا يمكن أن نصل إلى الفروق بين هذه الاختلافات اليسيرة بين كل آية وآية من حيث كونه متشابهاً ويحتمل أكثر من معنى، ما سأقوله واحد من المعاني وأنا قرأت في الفاكسات التي وردتنا من هؤلاء الأخوة والذين قبلهم في الحلقة الماضية كلاماً آخر كلام قد يستدرك علينا وهو صحيح أيضاً فلنعلم من الآن أن المتشابه يحتمل مائة رأي ورأي وإلى يوم القيامة سوف يبقى المتشابه يعطي عطاءً جديداً الكلمة القرآنية في المتشابه تعطي عطاءً جديداً في كل جيل ولهذا أنت في كل جيل تكتشف أن هنالك معنى وسر من الأسرار ولهذا المفسرون كل واحد جاء برأي الذي يقرأها يقول لك قال فلان كذا وقال فلان كذا كأنهم خلافات وهي ليست خلافات وإنما إضافات، هذا الرأي يضاف إلى الرأي الثاني فالآية فيها معنيان جاء رأي ثالث هذا ثلاثة أربعة خمسة ستة تتصاعد، يتصاعد الفهم على وفق ما للقارئ من أرضية ثقافية من عصره من زمانه من مكتشفاته وكل قارئٍ في عصره بناءاً على واقعه يفهم فهماً خاصاً لكي يأتي الذي بعده يضيف على هذا الفهم فهماً آخر. هذا في المتشابه وما من رأي يلغي الرأي الآخر. في المُحكم قد يلغي فهنالك خلاف بين الفقهاء هذا يجوز وهذا حلال وهذا حرام، هذا إلغاء للآخر لأن هذه قضية أحكام إذاً كل ما نقوله هنا واحد من الاجتهادات تضيفه ما لم تثبت بأن هذا خطأ مائة بالمائة وهذا في المتشابه لا يكون أبداً.

لكي نعرف ما الفرق بين هذه الآيات لماذا (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لا بد أن نعرف العلاقة، الطريق إلى الله ما هي مراحل الوصول إلى الله؟ كلنا في الطريق إلى الله ولكن الطريق إلى الله يختلف المسافرون فيه من حيث قوتهم وشجاعتهم ووسائل سفرهم في ناس تركب حمار في ناس تركب جمل في ناس تركب سيارة ناس تركب طيارة تصل في يومين وفي ناس يذهبون مشياً الكل سيصل لكن متفاوتون في الوصول ما هي المراحل التي ينبغي على المسلم أن يسير فيها لكي يصل في النهاية إلى الله عز وجل؟ هذه المراحل هي الإسلام القولي أولاً، الإيمان العام ثانياً، الإيمان الخاص ثالثاً، التقوى رابعاً، الإسلام المطلق خامساً والإسلام المطلق وأنت لاحظ أن الطريق إلى الله يبدأ بالإسلام وينتهي بالإسلام بدايته إسلام ونهايته إسلام. البداية إسلام بالقول قل لا إله إلا الله (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ﴿14﴾ الحجرات) يعني قلت لا إله إلا الله (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) حينئذٍ الإسلام الطريق الأول الابتدائي الذي يبدأ المسلم طريقه فيه إلى الله بشكلٍ صحيح هو الإسلام سواء كنت مسيحياً أو يهودياً أو نصرانياً أو صابئياً. الإسلام أولاً يعني أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هذا عنوان الدخول إلى الطريق إلى الله، إلى الطريق الصحيح إلى الله إذا قلت هناك إله آخر، هناك بديل يقرب إلى الله زلفى أنت لست مسلماً وأنت خاطئ ولن تصل وليس هذا طريقك. من أجل هذا الطريق الأول أن تسلم بلفظك بقولك أنا أؤمن بأن الله واحد لا شريك له وهذا لا يحاسب على ما في قلبه وعلى فعله بل يحاسب على لسانه (إذا قالوها عصموا مني) قال له (أشققت عن قلبه؟) إذا قال الإنسان لا إله إلا الله حينئذٍ هذا الرجل أعلن أنه موحدٌ لله عز وجل ولا يعبد إلهاً غير الله وهذه هي القضية المركزية لهذا الكون كله. ما من نبيٍ إلا أنزل الله قل لقومك أن يعبدوا الله وحده لا شريك له هكذا هذه البداية ولا يوجد بداية غيرها. لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبك نحن لا يعنينا أن يكون قلبك مصدقاً فيها هذه (مصدقاً بها قلبك) يوم القيامة نحن فقط إذا قلتها بلسانك أيّ واحد يقول لا إله إلا الله قد عصم دمه ونفسه وماله وأخذ كل الحقوق وأصبح واحداً من الأمة ولا يمكن لأحد أن يقول له ثلث الثلاثة كم؟ بأن يقول قول (إذا قالوها) من أجل هذا هذه الخطوة الأولى رجلك على أول الطريق أن تقول أنا لا أعبد أصنام ولا أعبد كذا ولا أشرك بالله أحداً إلهي وربي واحدٌ لا شريك له (قل لا إله إلا الله) هذا هو المفتاح للطريق كله هذا هو الإسلام الأول الإسلام اللفظي الإسلام القولي. وفي النهاية سوف ترى أن كل ما وراء ذلك يترتب على هذه المقولة ويأتي عليها تباعاً بمراحل كما الابتدائية والمتوسطة وثانوي وكلية وجامعة ودكتوراه والخ. البداية الابتدائي من دون الابتدائي لا يمكن أن تصل لا يمكن أن تقفز رأساً للثانوي أو الكلية لا بد من الابتدائي. الابتدائية في الإسلام (لا إله إلا الله) إذا قلتها بلسانك تكتسب جميع الحقوق وما من حق أحد أن يقول أنت كاذب أبداً والنبي صلى الله عليه وسلم رأى واحداً قتل واحداً بالقتال وكان ذلك المشرك يقاتل قتال المستبسلين فلما صرعه المسلم وأوشك أن يهوي عليه بالسيف قال لا إله إلا الله لكن هذا السيف سبق وقتله فغضب عليه النبي غضباً شديداً قال له( أقتلته وقد قالها؟!) وكررها حتى خاف المسلم فقال (يا رسول الله إنما قالها فرقاً من السيف) خوفاً من السيف قال (أشققت عن قلبه؟) يا الله! دستور ما يقبل خطأ هذا ما فيه احتمال ولا شبهة ولا اشتباه ولا اجتهاد إذا قال لا إله إلا الله كُفّ عنه (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴿94﴾ النساء) هذا الخطوة الأولى الإسلام القولي. بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي الإيمان وهو إيمان عام (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ﴿14﴾ الجن) إسلام قولي (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) ماذا قال فرعون وهو يغرق؟ (قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿90﴾ يونس) (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿2﴾ الحجر) هذا الإسلام القولي مقابل الكفر، كفر وإسلام كفر وإسلام، كفر يعني يقول لك أنا لا أعبد الله وإسلام يقول – وليس يعتقد – يقول فنحن لا يعنينا ماذا في قلبه يقول أنا أعبد الله وحده لا شريك له إذا صار هذا القول تصديقاً صار إيماناً. الفرق بين الإسلام والإيمان هو هذا، الإسلام يتطور حتى يصبح مصدَّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال والله أبداً لا إله إلا الله فعلاً والله هو الخالق الرازق وما في غيره ولا أشرك به شيئاً وكل ما عداه باطل، اقتنع صار مؤمناً عاماً هذا الذي صار مؤمناً عاماً الله قال (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴿25﴾ البقرة) كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلماً بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم صدق بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات صار مؤمناً عاماً دخل في دائرة الإيمان لكن بدون رتبة، يعني أنت في الجيش لكن بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبولاً (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿82﴾ البقرة) (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿45﴾ البقرة) يعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴿183﴾ البقرة) (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴿103﴾ النساء) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ﴿254﴾ البقرة) كل العبادات التي تترتب على الإسلام بدأ هذا الذي أسلم بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحاً وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة الإيمان العام صار من ضمن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ﴿200﴾ آل عمران) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ﴿135﴾ النساء) يعني الحلال والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلال والحرام هذا مؤمن عام. إذاً المرحلة الأولى الإسلام القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى الإيمان بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمناً خاصاً إتباعه للنبي إتباعاً واضحاً (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴿31﴾ آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه الله في الكتاب العزيز. رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحاً عظيماً وأعطاك مواصفاتهم، أعطى مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ تعامله مع النبي r تطبيقاً من الآن رجلاً يتبع (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) إتباع مع ورع وحينئذٍ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين في الطريق إلى الله في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات.

سؤال من الأخت أم منتصر من أمريكا: بالنسبة لسورة الحج آية رقم 2 (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿2﴾) كلمة (سكارى) وكلمة (وما هم بسكارى) طبعاً إجتهاد مني احتمال يحتمل خطأ احتمال يحتمل صواب فلا أدري لا أعلم؟ الإجابة: أُكتبي لنا فكرك هذا على الفاكس المعلن وسنأخذها بعين الاعتبار ونشكرك عليها.

هذه المرحلة الثالثة إذاً إيمان خاص إذا امتدحه الله بصفات محددة مثلاً (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ﴿175﴾ النساء) هذا اعتصام، توكّل، اسمع الأخرى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ﴿2﴾ الأنفال) هذا حصراً (إنما) المؤمن الخاص (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴿4﴾ الأنفال) شهادة بكالوريوس (هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لماذا؟ امتدحهم الله بصفات لا تتوفر في كل المؤمنين فليس كل المؤمنين توجل قلوبهم إذا ذكر الله ففي الغالب لا يخافون أما هؤلاء (إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) يعني تجده يتقزم ويتحفظ ويتلفت فالصحابة الكرام كانوا إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان نائماً يستيقظ يجلس فكيف إذا ذكر الله عز وجل؟ فقد أصبح مؤمناً خاصاً ممتازاً متميزاً بامتياز ولذلك أعطى الله مواصفاته كاملة في القرآن. اقرأ القرآن كم من مواصفات (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾ المؤمنون) وقد قالها في غير مكان وليس أي مؤمن بل (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿2﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿4﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿5﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿6﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿7﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴿8﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿9﴾ المؤمنون) صفات، صفات ما هذا الإنسان؟ ما هذا التميز؟ ما هذا التقدم العالي؟ ما هذه الرفعة؟ وقِس على هذا في كتاب الله عز وجل (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) يعني خاصين وقس على هذا (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ ﴿117﴾ التوبة) يعني حالة والله الواحد يشعر بالغيرة ما هذا المدح؟ ما هذا المدح؟ وناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا معروفين فلان وفلان وفلان مائة مائتين ثلاثمائة واحد أربعمائة واحد والآن هناك آلاف بل ملايين من هذه الأمة والحمد لله يتصفون بهذه الصفات.

اتصال من الأخ أبو محمد من رأس الخيمة: كتب الله لك الأجر ويشهد الله أن نحبك في الله، السؤال أنا بدأت مشروعاً طبعاً دفعني له إن شاء الله تعالى حب القرآن الكريم وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). شيخي الحبيب البداية تبدأ عندما تقرأ القرآن أو تنقل القرآن باللغة الإنجليزية إلى غير الناطقين بالعربية المترجمون يتحرون أن ينقلوا النص الكلمة بالكلمة حتى تكون مفيدة للقارئ وينقلوها بشكل مختصر. الشيء الذي وجدته أني تتبعت تقريباً عظماء المترجمين جزاهم الله خيراً في الترجمة مثل الشيخ خان ويوسف علي وباسكال وغيرهم من كبار المترجمين فوجدت أشياء يجب أن نقف عندها من باب خدمة الدين وخدمة القرآن الكريم. من أهم ما وجدت أنه مثلاً لفظ (المبين) كلمة المبين وردت في القرآن الكريم 22 مرة وعندما تتبعت ترجمة كلمة المبين وجدت أكثر من عشر ألفاظ يستخدمونها للفظة واحدة، فدفعني حبي للقرآن أن أعمل معجماً قرآنياً وصلت عندي عدد الكلمات إلى أكثر من 15 ألف كلمة فقط الكلمات بدون أن تتكرر، بواسطة الكمبيوتر أصبحنا بقدرة الله عز وجل نستطيع أن نخرج بخلاصة الكلمات ومن ثم نقوم بترجمة دقيقة فقد بنينا مصفوفة لأكثر المعاني مثلاً وجدت كلمة المبين عند أحد المترجمين أكثر من 16 مرة يستخدم لفظاً واحداً .ولكن أحياناً يمكن لأنه أخذت الترجمة منهم أربع سنوات وبعضهم يمكن عشر سنوات وهم يترجمون القرآن فلا شك أنهم كانوا يقوموا بهذه العملية يمكن تتساقط عنهم يعني يجدون لها معنى قريب فإذا المسلمين أو الباحثين يعني عملوا في هذا الجانب أنا في الواقع يشهد الله أنا وضعت لنفسي أن أعمل في هذا الباب حتى لو أخذ مني عمري كله. الله يكتب لكم الأجر وأنا على استعداد سيدي الحبيب على أن أبعث لك هذه الكلمات وهذا الجهد حتى تعينني على أن أتحرك فيه حركة يكون فيها خير للإسلام والمسلمين وخير لكتاب الله يعني أن ننقل كتاب الله كما أنزل بقدرة كان حتى يستفيد منه عامة المسلمين وجزاك الله خير.

الإجابة: جزاك الله خير وبارك الله فيك وأبشر والله إنك على خير بإذن الله (لأن تغدو تتعلم باباً من أبواب العلم خيرٌ لك من أن تصلي ألف ركعة) وأنت الآن من أهل الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن أولئك أهل الله وخاصته) يعني العلم به. وللعلم حتى تفرح والله الطلب الآن في أوروبا وفي أمريكا على القرآن ولكي يفهموه عجب بعد هذه الضجة على المسلمين فالغرب ليس كلهم أشرار والله فيهم ناس خيار وموضوعيين ويبحثون عن الحقيقة وإن شاء الله هذا الضغط على المسلمين سيأتي بنتائج عكسية تماماً بحيث بدأ منهم ناس تفهم القرآن وتبحث عن القرآن فإن شاء الله بهذا الجهد الكريم العظيم الذي اسأله تعالى أن يوفقك إليه سوف يفرحون من حيث أن يفهموا الكلمة العربية القرآنية كيف تترجم ترجمة أدبية وليس حرفياً فبارك الله بك يا أخي الكريم وحفظك الله.

اتصال من الأخ أبو خالد من السعودية: عندي سؤالين السؤال الأول: أنا أصلي بأبنائي في البيت فهنا من يقول لي أن صلاتي غير مقبولة لأنك لا تصلي في المسجد وعدم صلاتي في المسجد لوجود خلافات كثيرة وعدم اقتناعي ببعض الأشياء التي يتزعمونها،

السؤال الثاني: نفس الأشخاص عندما نتكلم عن رحمة الله سبحانه وتعالى تجدهم لا يعطون هذه الصفة حقها بالشكل المطلوب إلى درجة أن بعضهم يقول أن حتى الحديث (أن رحمات الله سبحانه وتعالى تتنزل يوم القيامة) قد يكون فيه نوع من الشك.

الإجابة: على السؤال الأخير إن شاء الله غداً على سما دبي سنتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث كونه رحمة للناس ما هذه الرحمة هذه؟ لماذا النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين؟ ما هي وجوه الرحمة؟ ومن ضمنها هذا. أما السؤال الأول هذا قضية اجتهادية حديث صحيح (لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد) منهم من فسرها لا صلاة كاملة وإلا هي مقبولة تسقط الفرض لكن ما فيها ذاك القيمة العالية بالأجر الأفضل في المسجد فصلاتك ليست حراماً وليست باطلة لكنك ضيعت على نفسك أجراً عظيماً إلا لعذرين حددهما النبي r قال (من خوفٍ أو مرض) لو كنت في العراق مستحيل أن تصلي في المسجد لأنهم سيقتلونك في الشارع الكل سيقتلك مصيبة سوداء أو كنت مريضاً ما عدا هذا النبي صلى الله عليه وسلم يغضب غضباً شديداً إذا واحد جار المسجد يصلي في البيت ولا يذهب للمسجد يغضب غضباً عظيماً وبالتالي همّ أن يحرق عليهم بيوتهم. تصور يا رجل فأدرك نفسك وخذ العيال المسجد ونحن والله نشوف في المساجد الصبح شباب رجال طيبين عاديين والله أفندية وموظفين يأتي بأولاده الصغار يوقظهم يصلون الصبح وشوي شوي يتعودون حتى يدمنوا على هذه الفضيلة العظيمة لأن من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله يا رجل هذا حديث عجيب.

إذا ًنحن الآن في المرحلة البداية العظيمة الإيمان الخاص، امتداح رب العالمين لهم يعني شيئاً (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (إنما المؤمنون ) وحينئذٍ تتبع في القرآن الكريم أين مدح المؤمنين؟ وبماذا امتدحهم؟ (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴿55﴾ النور) يعني كلام، هؤلاء بداية الرعيل العظيم الذي النبي صلى الله عليه وسلم بدأ مع هؤلاء من البداية لم يبدأ مع الذين قالوا نحن مسلمين فقط، بدأ من هنا قال (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أن هؤلاء هم أمتي قال r (متى أرى أحبابي؟ قالوا: نحن يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي، أحبابي قومٌ يأتوني من بعدي يتمنى أحدهم لو رآني بأهله وماله) يفديني بأهله وماله بس يراني مرة. هذا متتبع للسنة، حليم مع الناس، رقيق القلب، لا يكفِّر أحداً ولا يتهم أحد بالسوء أكثر من المهتدين فالمهتدي خلصان ولكنه يذهب للخطاء ينصحه ويحاول معه بالرفق واللين هذه البداية الإيمان الخاص تتبعوا مواصفاتهم في القرآن حيثما وجدت الله عز وجل يمتدح الإيمان بأفعال محددة يعني أمرهم شورى بينهم، صادقين في الوعد، يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، صفات لهؤلاء اعلم أن هؤلاء هم المؤمنون الخاصون الذين أمر الله نبيه أن يكون مع هؤلاء في بداية الطريق. النبي صلى الله عليه وسلم ماشي والذين أسلموا من أول يوم ماشين وراءه وغيرهم ماشين مسافة أقرب أم هؤلاء المؤمن الخاص (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي من المؤمنين ومع المؤمنين. هذه البداية بداية النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق إلى الله تتجحفل مع هؤلاء أحبابه (إن الرجل ليخرجنّ بالسنة يتبعها فمن تبعني فإنه مني) حينئذٍ هذا هو الإيمان الخاص الإيمان الممدوح بالقرآن. كلما تجد آية الله يمدح الإيمان (إنما المؤمنون) اعلم أنك بدأت مع طريق النبي إذا كنت واحداً منهم فأنت على المحجة البيضاء، أنت على الطريق طريق الزعامات يوم القيامة. مثلاً قوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) من الصفات (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ومرة قال (دَائِمُونَ) (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴿23﴾ المعارج) دائمون يعني يصليها في مكان الدوام أنت أين تداوم في الوظيفة؟ في بيتكم؟ تداوم في الدائرة، الصلاة تصلى في المسجد. المحافظون يعني لا يقطع صلاته على أركانها وشروطها وخشوعها لكن دائم لا تعني كل يوم هذه يحافظ، الدائم يؤديها في مكان أدائها في المكان الذي يداوم فيه كما يداوم الموظف في الدوام الرسمي في مكان الوظيفة، ولهذا يا أيها السعودي الكريم خذ أطفالك وصلي بهم في المسجد وسوف تدمن أربعين يوماً إذا صليت بهم كتبت لك براءتان من النار ومن النفاق.

المرحلة الرابعة بعد الإيمان الخاص لاحظ أولاً إسلام عام ثم إيمان عام ثم إيمان خاص، بعد الخاص التقوى (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ يونس) من هم؟ (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾ يونس) الإيمان غير التقوى (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا ﴿103﴾ البقرة) شوف اثنين انتقل من مسلم قولي إلى إيمان عام إلى إيمان خاص إلى تقوى (وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿278﴾ البقرة). إذا هكذا قلنا الإسلام القولي ثم الإيمان العام ثم الإيمان الخاص الذي ممدوح ثم التقوى. نحن قلنا الإيمان الخاص المتبع للسنة يعني هذا دخل الإسلام في قلبه ويحاول أن يطبقه تطبيقاً كاملاً في النوافل وكل شيء، يترقى يصبح متقياً، المتقي هذا يتعامل مع القرآن بعد أن خدم في الإيمان الخاص بالسُنّة الآن ترقى إلى القرآن (الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ البقرة) من حيث أن هذا الكتاب كما الله قال (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴿28﴾ فاطر) فرق بين أن يقرأ شيئاً وبين أن يتعلم فيه كما قال أخونا من رأس الخيمة، هذا يبحث في علومه هذا من المتقين وبالتالي هذا يقود من أجل ذلك دائماً في القرآن الكريم ماذا يقول؟ مثلاً (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿57﴾ يوسف) (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿18﴾ فصلت) وهكذا كل القرآن المتقي جاء بعد الإيمان الخاص بدأ يأخذ من منهل عظيم من كتاب الله عز وجل أي صار من أهل العلم والفهم في هذا الكتاب وأنتم تعرفون أن العلم والفهم في هذا الدين أفضل من أي عبادة أخرى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴿18﴾ آل عمران) (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) لا يجب أن تكون عالماً (من تعلّم كلمة أو كلمتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً إلا أدخله الله الجنة). حينئذٍ بعد هذا، بعد المتقين الذين هم شريحة من المؤمنين إيمان خاص تطلع شريحة متقون يأتي الإسلام الأخير الإسلام الذي هو الإسلام المطلق العملي صفة الخلق المجتبون الأخيار هؤلاء طبعاً تفاصيلهم موجودة. لكن باختصار ما رأيك لو أن رجلاً يحب امرأة دخل فيها في عشق كقيس وليلى بالله عليكم لو أن ليلى طلبت من قيس أن يقتل نفسه هل يتردد؟ أن يلقي بنفسه من شاهق يتردد؟ هل يمكن لقيس أن يعتب على ليلى؟ هل يمكن لقيس أن يرى عيباً في ليلى؟ لو أن ليلى قطعت قيس إرباً إرباً أيشكو منها قيس؟ هذا الإسلام النهائي عندما يقول عروة وعروة طبعاً ابتلي ابتلاءً قال له (وعزتك وجلالك لو قطعتني إرباً إرباً إرباً ما شكوت منك) من شدة إسلامه وتسليمه لله، الآخر قال (وعزتك وجلالك لو وضعتني في النار ما شكوت منك) هذا التسليم المطلق، هذا الرضا العالي وفعلاً هذا فقط مجموعة والأنبياء كلهم طبعاً ولهذا كل الأنبياء استسلموا لهذا وهنا لما النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) كيف هو؟ طبعاً إبراهيم قال أنا من المسلمين وداود قال وسليمان قال وسيدنا موسى وكلهم مسلمون لا يعني صاروا من دين محمد لا بل تعني أنه وصل إلى هذه المرحلة التي لا يعتب ليس فقط لا يعترض بل يتلذذ بكل بلاء الله له وفعلاً كانوا يتلذذون بالبلاء أكثر مما يتلذذون بالنعمة لشدة عشقهم لله (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴿100﴾ التوبة) وعن الصحابة أيضاً وليس فقط الأنبياء، سيدنا أبو بكر الصديق عندما كان قال( رضيت عن ربي فهل ربي راضٍ عني؟) هذا الرضا المطلق، هذا هو الإسلام النهائي الذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) هذه اللام لام التعليل يعني أنا (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ) انظر ماذا قال؟ (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿11﴾ الزمر) مخلص، أما موضوع الإخلاص هذا موضوع كبير (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ الزمر) طبعاً كما قلنا في الحلقة الأولى كل هذا الكلام يحتمل خمسين رأياً والمفسرون يعني لم يتركوا شيء إلا وذكروه لكن ما هو الفرق؟ من أسلوبهم كأنهم يخرجون عن الرأي الآخر ويطردون الرأي الآخر وهذا خطأ فكلهم صحيح الإمام الرازي أعجبني في هذا الباب يقول هذا المعنى ما هو (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ) طبعاً هذا الخطاب كله لمحمد صلى الله عليه وسلم كل هذه الخطابات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا نحن قلنا نستعيض عن هذا بالكلام عن المولد غداً إن شاء الله. (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) أما الإخلاص يا أخوان ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ لما معاذ ذهب إلى اليمن قال يا رسول الله أوصني فقال له: أخلص لله يكفك العمل القليل. ركعتان بإخلاص تساوي مليون ركعة فيها بعض فخر أو بعض اعتزاز شايف نفسك شوفة يمكن فيها بعض رياء لم تكن مستعداً لها ما كأنك ترى الله عز وجل الإخلاص هذا أعجوبة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وهذا للرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء)، عن أبي أمامة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله أريت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله؟) شخص ذهب للغزو صحيح لله ولكن يحب الناس يمدحوه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له) يعني معنى ذلك هذا هو الإخلاص الذي هو العملة النادرة. مسألة الإخلاص تعرفون هذه الدر الدانة الدانة تطلع من البحار ويغني عليها المغنين يا ليل دانة يا دانة هذه الدانة يبدو أنها ثمينة أم الجواهر، هذه الدانة تساوي مثلاً خمسين عمارة، خمسين برجاً تخيل واحد عنده خمسين برجاً وآخر عنده الدانة فقط هذه الدانة أفضل من هذه الأبراج معنى هذا لو عندك أعمال مليون سنة صوم وصلاة وقيام ليل لكن مثل صلاتنا وآخر عنده صلوات محدودة صلاة ركعتين بالليل بإخلاص هذه الدانة. حينئذٍ الله قال له (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) إلى هنا مفهوم والإخلاص كلام طويل يعني أحاديث ولكن ما بقى وقت يعني إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً. عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتُغيَ به وجه الله) عن عبادة بن الصامت قال (يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار). عن ابن عباس (من أخلص لله أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة) ولذلك لصعوبة الإخلاص صعوبة هائلة يعني ثقوا يمكن نحن أعمارنا تصل إلى مائة سنة يمكن فيها 1% إخلاص وقد لا يكون هذا الواحد بالمائة فماذا تقول الآية؟ (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) طيب أنت لماذا أمرت بذلك؟ هذا تفسير الرازي والرازي تعرفون فيلسوف الأمة، فهذا كلام الرازي أنت لماذا أمرت بذلك؟ قال (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الإسلام النهائي هو هذا الإخلاص الاستسلام (لو قطعتني إرباً إرباً ما شكوت منك) كلما زاد الله ببلائك ازددت قرباً منه وازددت رضىً عليه والنبي قال (إن كذا سووا بي كذا عملوا بي كذا) وفي الأخير قال (إن لم يكن بك علي غضباً فلا أبالي) حب، عشق. هذا العشق هو الإسلام النهائي الذي إذا وصلته فأنت مع (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴿69﴾ النساء) ولكن هذا ليس بالكلام، هذا بتربية دقيقة ومجاهدة النفس على عدم حب الشهرة وعدم حب المال وهيهات هيهات هذا كلام لكن الله لله من هؤلاء في كل قطر واحد اثنين بهؤلاء ينصر الناس وبهؤلاء يدفع الله البلاء عن الناس وبهؤلاء تتم النعم وبهؤلاء يتم العدل في الأرض لكنهم قلة حينئذٍ كلمة أسلم في البداية مجرد أن تقول لا إله إلا الله في النهاية استسلام وتسليم كامل واقرأ سيرة الصالحين من الأنبياء، يعني أنت عندما تقرأ قصة سيدنا أيوب هذا كم سنة والعذاب يجري عليه بشكل خيالي وهو سعيد بهذا والناس نبذوه في الصحراء ولا أحد يتقرب منه وزوجته رحمة رضي الله تعالى عنه تخدمه ليس معه أحد غيرها ومرة من المرات قالت له: يا أيوب أما آن ربك أن يشفيك؟ قال: أتعرضين على حبيبي والله لأن شفاني الله لأضربنك مائة سوط وفعلاً شفاه الله وقال له (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿44﴾ ص) كم واحد الله يقول له نعم العبد؟ والله هذا الذي يقول الله له نعم العبد أنت هذا كيف يتحملها الإنسان هذا؟. إذاً الفرق بين (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وهي البداية (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) ماذا يعني أول المسلمين؟ فهمنا الآن أول المسلمين نحن عندنا سباق امتحانات على وظيفة وظيفة طب وظيفة سفير واحد أخذ ستين واحد أخذ سبعين واحد أخذ ثمانين مائة واحد وجاء واحد وأخذ مائة بالمائة هذا الناجح هو أول الأوائل لأن كل مرة لما نعمل امتحانات الأول سبعين الامتحان الثاني الأول ثمانين الامتحان الثالث الأول خمسة وتسعين وهكذا هذا طلع مائة فهذا أول الأوائل. فالنبي صلى الله عليه وسلم فعلاً أول المسلمين ما من مسلمٍ راضٍ عن ربه بهذا الذي وصل إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولهذا كان خاتم الأنبياء ولذلك قال (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴿48﴾ الطور) (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ القلم). إذاً (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لأنه عام (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بداية التجحفل (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) على هذا الذي ذكرناه. من هنا إذن هذه الحروف وهذه الاختلافات في هذه الآية ليست زيادات وليست متساوية وإنما هي في الحقيقة إضافة معاني جديدة وهذا القرآن الكريم يرسم بالحروف من أجل هذا كان الحرف جملة (اتلوا القرآن فإن لكم بتلاوته كل حرفٍ عشر درجات لا أقول آلم حرف لكن أقول ألفُ حرف ولامُ حرف وميمٌ حرف) هكذا هو الأمر. من أجل هذا وصلنا في هذه الحلقة إلى أن كلمة (أنا من المؤمنين) (أنا من المسلمين) (أول المسلمين) (لأن أكون من المسلمين) هذه ليست زيادات وليست بلا معنى ككل شأن القرآن والغريب أن الفاكسات التي جاءتنا من هؤلاء الأسماء الكرام الذي قرأناهم اليوم والذين قرأناهم الحلقة الماضية هم بدايات فيها مئات الآيات كل واحد جمع عشرات الآيات وبينها فعلاً هذا الفرق الضئيل معنى هذا أن ثلثي القرآن فيه متشابه (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴿7﴾ آل عمران) وفعلاً الأحكام ثلث القرآن التي لا يوجد فيها تشابه، لكن التشابه في هذا الكتاب في الآيات المتشابهة التي ينبغي أن نستولد ونولد منها معاني جديدة في كل عصر كما قلنا في الحلقة الماضية (فانفجرت) عندنا (فانبسجت) حقيقة الفاكسات التي وصلتنا أغنتنا عن أن نتتبع ونتعب في البحث جاءتنا جاهزة من المشاهدين رضي الله عنهم وأنا واثق سيبعث كل واحدٍ قدح وقسم منهم لم يكتفي بأن يرسلها بل أبدى رأيه وفعلاً هناك بعض الآراء في غاية الروعة تضاف إلى ما عندنا وتضاف إلى ما قيل في بعض التفاسير.

د. نجيب: واليوم كذلك الأخت أم منتصر عندما سألت عن قوله تعالى (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى﴿2﴾ الحج) لعلها ترسل بما عندها.

الإجابة: كلمة سكارى يعني بدون خمرة سلوكهم سلوك السكرانين لا يسمع ولا يعي وسيرهم ليس منتظماً ومنهارة قواه وحرف الباء في كلمة بسكارى من باب التأكيد وليست زائدة لو قلنا وما هم سكارى استقام المعنى لكن جاءت الباب وما هم بسكارى أي لم يستعملوا أي آلة. وحينئذٍ هؤلاء في حقيقتهم الآن ليسوا سكارى حقيقيين فهنالك فرق بين سكران حقيقي وسكران يتشبه، فيبدو أنهم سكارى ولكنهم ليسوا بسكارى حقيقيين.

د. نجيب: ذكّرتني بكلمة لسفيان ابن عيينة بخصوص عندما ذكرت نعم العبد قال: سئل أيهما أفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟ قال: إن الله تعالى ابتلى عبدين أحدهما صابرٌ عبد صابر والآخر شاكر أما الصابر فهو أيوب وأما الشاكر فهو سليمان فقال عن الصابر (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) وقال عن الشاكر (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ ص) غداً لن يوزن الفقر والغنى وإنما يوزن الصبر والشكر وهما جناحان لطائرٍ واحد وهو الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

د. الكبيسي: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿13﴾ المائدة) والمحسنون جزء من الإيمان الخاص فأوصاف الإيمان الخاص أوصاف في القرآن الكريم واضحة من ضمنها الإحسان أن تعفو عن من ظلمك وأن تعطي من حرمك كل مدح لفريق موصوف من الإيمان فهو من الإحسان وعطاء وإنفاق وصبر وتجاوز عن الخطأ والكاظمين الغيظ والعافين وهكذا.

د. نجيب: جعلنا الله سبحانه وتعالى ممن يرتقون هذه المنازل فالإنسان على قدر منزلته في هذه الدنيا على قدر منزلته في الجنان يقول ابن القيم (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿13﴾الإنفطار) والله ما هو بنعيمٍ في الجنة فقط وإنما هو في الدنيا والبرزخ يوم القيامة. باسمكم أقدم الشكر الجزيل لشيخنا الجليل على هذه المحاضرة القيمة والندوة المباركة وجميع الأخوة الذين شاركوا معنا على الهواء وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 21/3/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها