وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 116

اسلاميات

الحلقة 116

(فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) – (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) الأعراف)

الدُّكْتُوْر نَجِيْب: بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم الْحَمْد لِلَّه وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى سَيِّدِنَا ونبينا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَبَعْد، مَع شَيْخِنَا الجليل الْعَلِامَة الْأَسْتَاذ الْدُكْتُوْر أَحْمَد الْكُبَيسي حَفِظَه الْلَّه فِي برنامجنا (وأٌخر متشابهات) في حلّته الجديدة وديكوره الجديد.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. انتهينا من سورة الأعراف وندخل في سورة الأنفال وعندما تصفحنا هذه السورة الجليلة ما وجدنا فيها إلا آيتين فقط تدخل في موضوعنا من حيث كونهما متشابهتان مع آيتين أخريين في سور أخرى فأردنا أن نتوقف عندهما قليلاً قبل أن ننتقل إلى السور التي بعدها مباشرة إن شاء الله.

في الأنفال 35 (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) وفي الأعراف 39 (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) الأعراف) نفس الأحوال ونفس الموضوع ونفس البيئة والخطاب كله في جهنم بين الأعوان والمتعاونين على الشر أو بين الأقوياء وضعفائهم. من قوانين هذا الكون كل ملك قوي إمبراطور إمبراطورية من آدم إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة يحاول هذا الإمبراطور أن يجد له أعواناً من ضعفاء عدوه ولكن له عدو قوة أخرى ولا بد أن يسيطر عليها بأبخس الأثمان. فيختار بعض التافهين المجهولين الذين لا شأن لهم يقويهم يعطيهم يمنّيهم فيخونوا أمتهم وقومهم لحسابه لقاء منصب عظيم أو مال خيالي. والتاريخ مليء الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية والفرس والعرب وكل الإمبراطوريات تفعل هذا. أبرهة النجاشي اشترى أبا رغال فأعطاه مالاً وفيراً فقاده إلى الكعبة لكي يهدمها ولولا طير الأبابيل تلك المعجزة لكانت الكعبة انتهت وكانت قريش أبيدوا إبادة كاملة ولولا نجح أبرهة لولى هذا وجعله رئيس القوم. عندما جاء هولاكو إلى بغداد قاده واحد اسمه إبن العلقمي فأعطاه مالاً وفيراً خيال نقله من معدم إلى ملياردير والتاريخ مليء. موسليني كان أيضاً رجلاً مغموراً هتلر لما كان إمبراطور وكانت جيوشه تدك أبواب موسكو ولينغراد اشترى موسليني وصار معه حلفاً وهكذا التاريخ مليء وإلى هذا اليوم هناك أناس في أيام ستالين باعوا بلادهم لستالين لقاء أن يكون رئيس جمهورية حتى في أوروبا الشرقية في بعض الدول العربية باعوا أنفسهم لموسكو على زمان ستالين وجورباتشوف قوة هائلة تملك نصف الكرة الأرضية وصاروا شيوعيين وباعوا بلادهم وخيرها وثرواتها لتلك الإمبراطورية الهائلة التي كانت تملك نصف الكرة الأرضية والغريب أنها لم تدم إلا مائة عام ولا أحد يدري لماذا؟ في حين الإمبراطوريات تدوم ألف سنة كما كان العرب وكما كان الفرس وكما كان الرومان واليونان وكما كان الإنجليز وأمريكا حتى أمريكا في الحقيقة والغريب أن أمريكا على قوتها الأسطورية التي لم يحدث في التاريخ مثيلها لم تعمر الآن أمريكا في نهايتها كيف انهارت هذه القوات الهائلة التي لم تعرف الأيام ولا الدنيا مثلهم قوة؟! لم يحدث في التاريخ أن قوتين كالإتحاد السوفييتي وكأمريكا يتصارعان بهذا العمق الهائل يعني كان الفرس والروم على نحو أمريكا والإتحاد فقد كانوا يقاتلون بالسيف كانوا كثرة عددية فقط

الدكتور نجيب: وقد ذكرت سيدي في حلقات متفرقة أن من قانون الله سبحانه وتعالى على ظهر هذا الوجود أن لا تنفرد قوة (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) الروم) ما أن الفرس سيطروا على الكرة الأرضية وانفردوا إلا أن الله بشر المؤمنين قريباً سيزول هذا الملك،

الدكتور الكبيسي: وجاء العرب بعدهم ألف عام المسلمون بقوا ألف عام وهي أطول إمبراطورية. المهم كل الإمبراطوريات بما فيها المسلمين وهذا قانون حربي قانون سياسي تجد لها عملاء تشتريهم بالمال أو بمنصب يعني رؤساء دول أوروبا الشرقية نصبتهم موسكو. الآن الجمهوريات كالعراق وأفغانستان نصبتهم أمريكا وهذا منطقي تاريخي. الذي يحصل ما يلي أن هؤلاء الذين سيطروا أصحاب القوة هؤلاء كافرون لأنهم كفروا بشعوب أخرى واحتلوها وقتلوها وهذا كفر من كفر النعمة والكفر أنواع. الذين عاونوهم هؤلاء خونة وجواسيس والخ يوم القيامة سيجتمعون في النار وبالتالي إقرأ في القرآن الكريم سبع أو ثمان حالات من حالات الحوار بين الأقوياء جداً الذين سخروا الضعفاء والضعفاء (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) البقرة) السؤال أين في الآيتين؟ رب العالمين لما يخاطب الأقوياء يخاطب الألمان ويخاطب الروس والأمريكان والفرس والخ الذين آذوا الشعب الآخر باحتلاله كان غدراً لم يكن لهداية أو توحيد أو ثقافة أحياناً الاحتلال ثقافي في احتلال حضاري يعني مثلاً فرنسا لما جاءت إلى مصر نابليون جاء بحملة ثقافية فتح جامعات وطرق وجاء بقطارات في الحقيقة كانت ثقافية ولا ينكر هذا أحد في لا الإنجليز خاصة إذا جاءوا فقط يجتاحون الاقتصاد ويدمرون كل شيء. هذا بالتاريخ هناك ناس عندما يحتلون أو يسيطرون أو يستعمرون يطورون كما كان المسلمون جابوا لهم بالتوحيد وشالوا عنهم الأصنام حققوا المساواة المسلمون خرجوا من ديارهم باختيارهم وهكذا. فهؤلاء الذين يكفرون بالنعم يقول لهم رب العالمين للأسياد الأقوياء (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) كفرتم بالشعوب وبحقوقها وبمستقبلها وبالديمقراطية وبالحرية وفعلاً دمرتم الدنيا ماذا يحدث اليوم في العالم العربي في بعض الدول من الجرائم التي لا يمكن لعقلك أن تتخيلها أن حاكم يفعل هذا بشعبه؟ لأنه ليس حاكم ليس من الشعب جابوا ناس وخلوه هنا فالذين جابوه رب العالمين يقول لهم (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) هؤلاء الأقزام الذين جابوهم وكانوا تافهين لا قيمة لهم ونصّبوهم (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) أنتم أعطوكم منصب خلوك رئيس جمهورية أعطوك فلوس مليارات 120 مليار وليس بالدرهم ولا بالجنيه بل بالدولار حينئذٍ أنت خلاص أنت كسبت مكاسب هائلة الآن تذوق العذاب بما كنتم تكسبون. أما الأول دفع ما كسب دفع فلوس ومع إسرائيل في ناس قبضت في ناس تدعي أنها هي مقاومة والخ قبضت بنوا الجدار بالمليارات وضعوا في جيوبهم هؤلاء على إسرائيل يقول (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) وهذا يقول (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من مكاسب أخذتم أرصدة ومناصب وشهرة وذهاب وإياب ومجد وأضواء. إذاً هكذا هاتان الآيتان اللتان تتحدث عن كل القوى (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم) حينئذٍ هذا في كل الكون من قوانين الكون ويلٌ للمغلوب المغلوب هذا حاله والغالب هذا حاله. الغالب يفرض إرادته بفلوسه فلوس مناصب سمعة نشاط شهرة يسخر لك كل ما تريد على أن تبيعه بلادك وأهلها ومن عليها وما في بطن الأرض, وهذا الذي جرى لكل احتلال في العصر الحديث. وحينئذٍ هذا الرئيس رئيس الجمهورية أصبح رئيس وما كان يحلم أن يكون فرّاشاً وقسم منهم كانوا فراشين فعلاً والله العظيم قسم منهم كانوا فرّاشين وكانوا باعة متجولين وكان واحد منهم يعمل كباب في الشارع هذا من الكباب في الشارع يصير رئيس جمهورية وعنده رصيد بالتريليونات خلاص أخذ ثمنها يوم القيامة لما رب العالمين يخاصمهم (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) إبراهيم) حينئذٍ قال لهم (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) أنت بقيت مؤمن مسلم توحد الله وممكن تصلي لكن أنت خنت بلادك وبعتها وكسبت مكاسب دنيوية (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) أما أنت تحتل فقط لقضايا سياسية أما تحتل وتنهب وتسرق وتدمر البلد عن آخرها هذا كفر بالنعمة وكفر بالسياسة وكفر بالإنسانية وكفر بحقوق الإنسانية فهذا (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ). إذاً هذا الفرق بين الآيتين رب العالمين عندما خاطب التابعين الضعفاء الجبناء قال (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) وعندما خاطب القادة الأقوياء الطغاة الفراعنة قال (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ). هكذا هو الفرق بين آية الأعراف وآية الأنفال أنها في نفس الموضوع في نفس الصيغة تنتهي بكلمتين مختلفتين للسادة الأقوياء (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) وللجبناء العملاء الذين باعوا بلادهم وأرضها وخيرها وشعبهم قال (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) وقد كسبتم شيئاً عظيماً

د. نجيب: مثل الشيطان (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر)

د. الكبيسي: وهو هكذا (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الأنعام) (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) الزخرف) ولهذا ما من عميل إلا سوف يتبرأ من أسياده يوم القيامة وفي الغالب يتبرأ منه في الدنيا قبل يوم القيامة وكما هو الآن فالناس الآن الذين هم محصورون كالكلاب في المسجد تصور كلب في المسجد؟ الكل يطارده فهؤلاء الذين يقصفونهم أسيادهم الذين جابوهم انقلبوا عليهم فهذا في الدنيا قبل الآخرة.

إذاً هذه القضية فتأمل في التاريخ كل عميل مرة أنا قرأت هنا في جريدة البيان عن واحد فلسطيني كتب مذكراته في جريدة البيان يتحدث كيف نظموه اليهود جاسوساً وكيف أعطوه ملايين ووضعوا له شقة في فرنسا وشقة في إيطاليا وطيارة خاصة يعني دللوه إلى أن انتهى أمره وانتهت وظيفته. وهذا جيش لبنان الذي كان يقاتل عشرين سنة لحساب إسرائيل بدأ في الشوارع هكذا (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) إن في ذلك لعبرة وهم كلاهما في النار يختصمون (أنحن صددناكم) (بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا) يخاطب الجبابرة الأسياد (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)

د. نجيب: ويتكرر هذا الحوار في القرآن الكريم في مواطن عديدة.

———فاصل——–

د. الكبيسي: انتهينا من هذا المشهد في سورة الأنفال الآية الأولى وتأتي الآية الثانية والأخيرة في الأنفال التي فيها بعض التشابه وهي الآية 72 رب العالمين يتكلم عن من يخدمون بلادهم بإخلاص ويثني عليهم ثناء كبير ولكن قال هؤلاء الذين خدموا بلاهم وشعبهم وعمّروا ويعني تفننوا في إسعاد شعبهم قال (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) الأنفال) (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وفي سورة التوبة (الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) التوبة) (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) آية تقول (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وأخرى تقول (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) هذا القرآن الكريم كل شيء فيه مغزى وفيه سر مثل قوله عن البحار (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ (14) النحل) وفي آية أخرى (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِر (12) فاطر) لماذا؟ لما نقول (فِيهِ مَوَاخِر) بدأنا بالبحر والبحر فيه أسرار وفيه آيات الله العجائب وفيه خلق الله سبحانه وتعالى وضرب الله به المثل. إذاً عندما نقول (فيه) والضمير للبحر قدّم البحر لفت نظرك إلى آيات الله في البحار (فِيهِ مَوَاخِر)، ولما قال (مَوَاخِرَ فِيهِ) قدّم السفن عليك أن تبحث في هذا السر الإلهي التي جعل هذه البواخر كما تراها تموج البحار وتجول وتصول. إذاً هكذا كما الله قال (هَارُونَ وَمُوسَى (70) طه) ومرة قال (مُوسَى وَهَارُونَ (48) الشعراء) لما قال موسى وهارون موسى صاحب الرسالة وهارون مساعد وبالتالي لا بد أن يتقدم ولما قال (هَارُونَ وَمُوسَى) لفت نظرك إلى ما في هارون من ميزة لماذا هارون كانت تحبه بنو إسرائيل؟ قال (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الأعراف) حينئذٍ تعرف أن لهارون ميزة وميزة هارون أنه كان شفيقاً رفيقاً لا يصلح أن يكون ملكاً كسيدنا موسى بهذه القوة (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ (15) القصص) لكن كان ممكن أن يكون يعني عامل رحمة ورأفة عندما يكون واحد مظلوم أو سيدنا موسى يقسو عليه أو يحقق العدل بقوة يروح يكلمه فكان رفيقاً جداً ببني إسرائيل فسيدنا موسى يمثل الحاكم القوي وسيدنا هارون يمثل العنصر الذي يلجأ إليه أفراد الشعب عندما يعني يضيقون ذرعاً بحاكمهم العادل لكنه قوي ما في تلاعب ولا مزاح كل شيء. إذاً فسيدنا هارون كانوا يُلجأ إليه لكي ينصفهم من قوة سيدنا موسى في الحق. أحياناً كما يقول رب العالمين (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (90) النحل) ليس بالعدل دائماً العدل والإحسان لا بد أن يمشيان مع بعضهم أنت حاكم قوي وهذا لا يكون إلا قوياً وإلا ضاع والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يولي أعظم الصحابة لأن فيهم ضعف قالوا يا رسول الله ألا تستعمل معاذ وهو أعلم الصحابة؟ ولما طلب الإمارة قال صلى الله عليه وسلم (إنك امرؤ فيك ضعف) فالأمير قوي والحاكم قوي في الحق لكن هذا القوي في الحق يحتاج إلى شخص بجواره يمتص غضب الآخرين يعطيهم يداريهم يلطّفهم الخ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) ساعة عدل وساعة إحسان إذا كنت تريد أن تحكم بقوة دع واحداً إلى جوارك تستأمنه هذا أخوه وأخوه الكبير. إذاً لما قدم هارون لفت نظرك إلى هذه الضرورة وأنه لا بد للحاكم القوي العادل كسيدنا موسى أن يكون إلى جانبه مساعد رؤوف رحيم رقيق يلجأ إليه الشعب لكي يتوازن الأمر هنا عدل وهنا إحسان ولا يستغني أحدهما عن الآخر فضلاً على أنه أفصح منه لساناً (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) القصص) فعلًأ رئيس وزراء ناجح وهذه قوة إعلامية. نعود إلى الآيتين لما قال (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) هنا قدم في سبيل الله لفت نظرك إلى قوتهم هم هؤلاء الرجال العظماء الحاكمون المجاهدون الجيش القوي الذي له سطوة يعني جاهد بقوته وعقليته ولكنه فيما بعد استعمل الأموال والأنفس وهو في الحقيقة ثروته وبضاعته وقوته. ولما قدم الأموال (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) واحد ما عنده قوة هو عنده فلوس ومنهم سيدنا عثمان أعطى كل ماله ولم يبقي ولا شيء سيدنا خالد ما أعطى فلوس لكن سيدنا خالد هو سيدنا خالد بذراعه وشجاعته وبطولته النادرة. إذاً هاتان الآيتان مرة تتكلم وتمدح الذين جاهدوا ونظموا وحكموا وعمروا الدنيا بقوتهم الإنسانية الشخصية هؤلاء (فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ) قدّم عليهم في سبيل الله هؤلاء ناس لهم قوة وجدانية وقوة ذاتية. لما قدم أموال وأنفس لا، هؤلاء ناس ما عندهم يعني قوة لكن عندهم مال والمال قوة (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) المال قوة والدولة التي ليس لديها مال لا تبقى فلا بد من مال لا بد من عطاء عطاء للجنود وللشعب وللعدو أحياناً بمعاهدات اقتصادي فالمال عصب هذا الكون ولهذا قال (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) فعلاً المال الثروة الاقتصادية الاقتصاد هذا أقوى من القنابل. أوروبا في الحقيقة حكمت العالم العربي ليس بالدبابة والخ بل بالاقتصاد سيطروا على كل مصادر القوة في العالم العربي واستطاعوا توظيفها وشاركوا العرب وشاركوا المسلمين بل العالم الثالث كلهم شاركوا بالعمل لكن القيادة بأيديهم وهذا من حقهم لأنهم كانوا أصحاب بصر وبصيرة ولذا غلبوا العالم اقتصادياً والآن الحرب اقتصادية وليست عسكرية. إذاً (الْمَالُ وَالْبَنُونَ) من أجل هذا رب العالمين مرة يقدم المال قال (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ومرة لا، قدم القوة وقال (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ)هذا الفرق بين التعبيرين وبهذا ننتهي من الأنفال،

الدكتور نجيب: دائماً يقترن المال بالنفس كما تفضلت وأغلب الأحوال المال متقدم على النفس؟ (إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم)

الدكتور الكبيسي: في كل الأحوال، أنت لو كنت مليونير تحمي مالك بنفسك أو تحمي نفسك بمالك؟ تحمي مالك بنفسك وكيف مات المتنبي؟ المتنبي طلع من بغداد وراح خرسان وشال كل فلوسه الرجال وهناك يعطونه الملوك والرؤساء وكما تعرف هو أشعر الخلق والشعر سلاح يعني مرة ملك أعطى أحد الشعراء مبلغ هائل ببيتين من الشعر فقال له ابنه كل هذا المال على بيتين؟ فقال له يا ابني هذا المال سيصرفه بعد عام لن تجد ولا درهم أما هذان البيتين سيقرؤها الناس إلى يوم القيامة وحصل هذا فعلاً والمتنبي هكذا الذي يمدحه المتنبي يرفع والذي يذمه ينخفض فلماذا قتله كافور؟ قتله بسبب قصيدته (لا تشتري العبد إلا والعصا معه) إذاً هذا المتنبي عنده فلوس كثيرة وذهب فذهب من بغداد إلى خراسان وفي طريقه واجه قاطع طريق وعرفه قاطع الطريق وسأله ماذا عندك يا أبو الطيب؟ قال أعطيني كل أموالك وإلا قتلتك فحاول فيه المتنبي أن يتركه فقال له سأقتلك إن لم تعطني كل ما تملك قال ما أعطيك فقتله إذا هكذا هو الأمر،

د. نجيب: تقديم المال على النفس لأن الإنسان يفدي ماله بنفسه وكثير من الناس لا يستطيع أن يجاهد بنفسه كالنساء والأطفال والخ

د. الكبيسي: سيدنا عثمان لما جهز الجيش قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (ماذا على عثمان بعد هذا) المال أحياناً أقوى منك. إذاً هكذا انتهينا من الآيتين الكريمتين في سورة الأنفال وبذلك ننتهي من سورة الأنفال وهذه من توفيقات الله يعني نحن في كل سورة قطعنا أشهر في هذه السورة المباركة فقط وجدنا هاتين الآيتين من المتشابه وهكذا ألقينا عليهم الضوء بما كنتم تكفرون للسادة وبما كنتم تكسبون للعملاء وبين بأموالهم وأنفسهم لأصحاب الأموال وفي سبيل الله بأموالهم لأصحاب الجهاد هناك قادة كسيدنا خالد بنفسه وهكذا.

الدكتور نجيب: قضية الاقتران يا شيخ في القرآن الكريم يعني النفس مع المال دائماً الأولاد مع المال دائماً هناك ازدواجية واقتران بين الكلمتين في القرآن

الدكتور الكبيسي: إذا اجتمع لك البنون مع المال فقد حيلت لك الدنيا وما فيها. عندك فلوس وما عندك ابن والله ناقص والعكس صحيح عندك ابن وما عندك مال إذاً مذكر ومال أنت سيد القوم.

ننتقل إلى سورة التوبة وسورة التوبة مليئة بالآيات التي فيها تشابه إعجازي نقفز رأساً إلى 104 (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) نحن نعرف يقبل التوبة من عباده والآيات تقول هكذا (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) نحن نقول أنا أخذت منك المال أخذت منك مالاً أما أخذت عنك مالاً هذه تحتاج إلى وقفة، قبلت منك المال هدية هذه مفهومة قبلت عنك الهدية هذه بحاجة إلى تفسير.

فداء من العراق: كنا في بغداد وانتقلنا وأنا وزوجي كلانا موظفين وحصلت لنا فرصة أن نمتلك سكن لكن بالأقساط والدفعة الأولى لم نستطع أن ندفعها فليس لدينا هذا المبلغ فأخت زوجي تشتغل ببنك وتوسطت لنا فأخذنا القسط الأول من خلال البنك لكن المشكلة انه به ربح، فهل يعتبر علينا ربا؟

الدكتور الكبيسي: اسمعي يا بنتي هذا الموضوع تكلمت فيه كثيراً خذوها قاعدة العراق بوضعه الحالي الاستثنائي إذا كنتم لا تملكون بيتاً في أي مكان في الدنيا وساكنين بالإيجار ممكن أن تشتروا هذا البيت بهذه الطريقة لأن هذه ضرورة (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) البقرة) وخاصة أن المال مال الدولة ولا يوجد هنالك أكثر من ضرورة العراقيين فالعراقيون في محنة لم تحدث ولا مرة فحينئذٍ إذا ما عندك بيت وساكنة بالإيجار والإيجار الآن يقتضي مالاً كثيرة وخطورة كثيرة فاشتري بيتاً واحداً بالحد الأدنى حتى لو غرفتين. هذا مال الدولة أنت تتعاملين مع الدولة وليس أفراد.

حسن بوشناق من السعودية: سؤالي عن الوضع العالمي ككل والعربي بالأخص في هذه الحالة الواحد ماذا يفعل؟ يدعي أو يشارك؟

الإجابة: والله لو كنت تستطيع أن تعتزل كل الفتن كلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (حتى لتكاد أن تعض على غصن الشجرة) والله لا تدري إلا إذا هداك الله لأن تعرف أين الحق. أما في هذا الذي نحن فيه شغلة كبيرة يا ابني والله خطورة أخشى أن نكون في هذا الذي قاله فيه النبي صلى الله عليه وسلم (فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) أخشى أن بعض هذه الأحداث مدفوعة الثمن فتكون المصيبة السوداء.

——-فاصل———-

د. الكبيسي: ننتقل إلى سورة التوبة وهي سورة لها خطورتها من حيث أحداثها. نحن نعرف (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) من بحرف الجر وهذا منطقي، أخذت الكتاب منك، أخذت منك الهدية، أما أخذت عنك هذه جديدة. رب العالمين يقول (هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) عن عباده وليس من عباده.

ناصر من العراق: أريد أسألك بخصوص الربا الذي يكون في شغلات تجارية في العراق وبمسؤولية الحكومة يعني مثلاً جلب سيارات يجيبها للعراق يبيعها بالتقسيط للمواطن يستقطع من راتبه وهذه السيارات محملة فوق سعرها؟

الإجابة: في كل الدنيا البيع بالآجِل غير البيع بالعاجل على شرط أن لا تفرق الصفقة فلا يقول له إذا بالآجل ترى بخمسة آلاف وإذا بالعاجل بألفين لا، يقول له أنت كيف تشتري؟ يقول له بالآجل يقول له هذه بخمسة آلاف قبل واحدة. في العراق هكذا يجيبون لك السيارة ويشترونها من الشركة بألف درهم يبيعونها بألف وخمسمائة شيء منطقي هذا واحد، نحن كلامنا ليس عن السيارات كلامنا الدائر الآن على البيت أن الدولة الآن تعطي قرضاً ربوياً لبناء بيت هذا معروف أولاً كونها دولة واثنين كونكم في أزمة عجيبة غريبة، ثلاثة الضرورة ونحن قال (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ) ما من ضرورة أعظم ولا أكثر إلحاحاً من بيت للسكنى (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا (80) النحل) واحد عايش في الشارع وكم من العراقيين الآن ينامون في الشارع وعلى الأرصفة هذا يجوز له إذا لم يكن يملك بيتاً في العالم كله له الحق أن يشتري أولاً لم يأخذه من مرابي وإنما لأنه مال الدولة والدولة ولية أمر بإجماع المسلمين إذا أبوك أعطاك قرض بفائدة يجوز لأنه يعلمك التجارة وهكذا الدولة أولاً لأنه مال الدولة الشيء الثاني لبناء بيت ولمرة واحدة على شرط أن لا تملك بيتاً هذه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات.

أحمد من السودان: عندي مداخلة في الآية في سورة الأعراف (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الأعراف) في تفسير الجلالين أن شركاء هنا بكسر الشين والتنوين والمقصود به ليس الله أنهم أشركوا بالله وإنما جعلوا له شخصاً آخر شريكاً، الثانية في تفسير المرة التي فاتت وابعث وأرسل وجدت أن كل الآيات التي ذكر فيها وابعث كلها فيها يكون الخطاب لأمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هذا وأعتقد أنه تكريم لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خصص المؤمنين الذين اتبعوا الرسل صلى الله عليه وسلم خاصة أما أرسل لكافة الناس.

الإجابة: أحسنت بارك الله فيك، أنت ومن سبقك من الذين تحدثوا وصلتم إلى مستويات لا بأس بها وإن شاء الله يوم بعد يوم سنجمع ما قاله الجمهور من النسوة والرجال وقد أفادونا كثيراً وإن شاء الله في النهاية سنصل إلى تفسير رائع والقرآن حمال أوجه.

وهيان من دبي: عندي استفسار بخصوص غسل الجنابة للمرأة إذا كان شعرها طويل؟

الإجابة: إذا كان شعرها طويل تلبس شيء على شعرها ثم تستحم من الجنابة ثم تمسح عليه مسحاً فقط وهذا من سعة هذا الدين يقول الفقهاء إذا كان شعر المرأة غزيراً تلف شعرها ثم تستحم كاملاً وبعد أن تنتهي من الاستحمام تمسح عليه مسحاً كما تمسح على رأسها أثناء الوضوء وهذا من سعة هذا الدين ومن الرخص.

أمجد من العراق: هل الأغاني حرام، الموسيقى والشعر حرام؟

الإجابة: يا أمجد نحن الآن السؤال هل أن الزنا حلال أو حرام هل أن الربا حلال أو حرام حكاية الأغاني أغاني من يا ابن الحلال؟! (أنتم اليوم في زمن لو ترك أحدكم عشر ما أنزل الله لهلك وسيأتي على الناس زمن لو عبد فيهم أحدهم بعشر ما أنزل لنجا) هذا واحد. اثنين الأغاني التي هي بأصوات العرب ولحونها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (اقرأوا القرآن بأصوات العرب ولحونها) تعال شوف الأغاني في الخليج هذه ما فيها شيء إطلاقاً هذه أصوات العرب ولحونها بالسيف رجال معهم طبل ما في هذا شيء. لكن هذا الغناء الذي تتكلم عنه في التلفزيون هذا ما هو بغناء هذه دعارة امرأة عارية ترقص ومعها راقصة وشعرها مكشوف والذين معها عراة مختلطون ونصهم سكارى هذا ليس لنا يا ابني أما الغناء العربي كما يغنى في الأفراح وكما حضر النبي صلى الله عليه وسلم بل أنشد لهم أتيناكم أتيناكم، هذه أصوات العرب ولحونها أغاني كريمة فيها معاني والله العظيم لا يتذوقها إلا الرجل صاحب الذوق الرفيع أما هذه المياعة فهذه ليست بغناء إذاً الموسيقى بهذا الجو بالأفراح وغير الأفراح إذا كانت من هذه اللحون ما فيها شيء.

أم مروان: أنا قرأت هذا الكتاب عن قصص القرآن والطبعة جميلة جداً وممتع الكتاب وثري لكن عندي تعليق لو سمحت هو ثقيل جديد والواحد يريد أن يحتفظ لأحفاده بهذا الكتاب لكن ثقله مشكلة في حمله إلى بلد آخر.

الدكتور الكبيسي: أنت أصبت الحقيقة يا أم مروان هذه الطبعة الرابعة ثقيلة جداً بينما الأولى والثانية والثالثة أخف وقد طبع حوالي المليون وقد عملناه للشباب كما تفضلت يقرأه الشباب ولسلالته يصبح عالم للقصص وعندنا كتاب آخر للكبار والآن بدأ يطبع طبعة خامسة كما تفضلت سهل وجميل وليس ثقيلاً وإنما يستطيع الطفل أن يقرأه ونحن كلنا عانينا من الطبعة الأخيرة السوداء لأنها جداً ثقيلة حقيقة المطبعة جاءوا بورق صقيل جداً هو كما تعرفين 360 قصة على أيام السنة من آدم إلى موت النبي صلى الله عليه وسلم واستفاد منه المسلمون فائدة هائلة من حيث أن جميع الشباب الذين قرأوه صاروا ملمين بالقصص القرآني الذي هو ثلث القرآن لكن الطباعة هذه الطبعة الرابعة التي طبعت في دار المعرفة في بيروت فعلاً ثقيلة بينما الطبعات الأولى جميلة جداً حقيقة طبعها صدام حسين على نفقته أرادها للشباب والآن طبعت مرة ثانية وثالثة على نفس الطبعة طبعتها وزارة الإعلام في بغداد على نفس الطبعة وبنفس الجمال وبنفس خفية الوزن والآن تطبع إن شاء الله قريباً تصدر الطبعة الأخرى أيضاً بورق أقل وزناً إضافة إلى كتاب آخر وهو للكبار من حيث فلسفته البرنامج الذي قدمناه أنا ونجيب ليس وحدي وإنما أنا نجيب شريكان،

د. نجيب: نجيب إجابة سريعة ونكمل في التفصيل في الحلقة القادمة بإذن الله.

د. الكبيسي: (عن) و(من) نفتح الآفاق عن كلمة من وعن باختصار قبلت منك الشيء يعني استلمته منك مباشرة قبلت عنك الشيء ممكن واحد آخر أعطاني إياه قال لي هذا بعثه لك فلان هذا ما يعني (هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) أنت تشوف نفسك يوم القيامة ذنوبك مغفورة وأنت ما استغفرت ولا تبت في غيرك تاب عنك.

د. نجيب: شيخي الموضوع يستحق التفصيل، نكمل الموضوع في الحلقة القادمة إن شاء الله لأن الحديث يتعلق بالتوبة ونحن محتاجون إلى تجديد التوبة بداية ونهاية ووسطاً ولكي نعطي الموضوع حقه من وعن وبقية متشابهات القرآن الكريم في الحلقات القادمة يتفضل الشيخ بالتفضيل في هذا الموضوع. باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل وأعتذر أن الوقت قد ضاق علينا ولم أعطيه المجال، نلتقيكم في الحلقة القادمة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 29/4/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.

=====================

الحلقة 116 (29-4-2011)

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2428

على

 

Fileape

على

 

Fileape