وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 15/الجزء الأول

اسلاميات

 

الحلقة 15

بسم الله الرحمن الرحيم وقبل أن نبدأ في بيان هذه الحلقة الثانية من آل عمران نجيب على بعض المداخلات منها أم راضي من أمستردام يعني تقول تسأل الفرق بين (قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴿24﴾ آل عمران) وبين (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴿80﴾ البقرة) ونحن كنا قد شرحنا هذا في حلقة سابقة وقلنا أن المعدودات هي التي تتكرر كأيام العيد أيام رمضان والمعدودة فيها عدد لكنها غير متكررة.

كذلك من الأخ يمكن اسمه ديزوق معمر من الجزائر يتكلم عن أبواب الجنة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴿73﴾ الزمر) وقوله (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴿71﴾ الزمر) يعني أبواب الجنة فيها واو (وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) أبواب النار ما فيها (فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) من دون واو وأيضاً تكلمنا عنها سابقاً وقلنا (وفتحت) الواو للحال عندما يأتي أهل الجنة لدخولها يجدونها مفتوحة كما قال تعالى (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿50﴾ ص) أي أن الجنة عندما يدخلها النبي عليه الصلاة والسلام كانت مغلقة ولكن أول من يدق بابها كما قال المصطفى (أنا أول من يقعقع باب الجنة وأول من يدخلها) فتفتح له الجنة فهو أول داخل وإذا دخل النبي تبقى مفتوحة إلى الآخر بينما جهنم نعوذ بالله يجدونها مغلقة وكلما دخل فيها فوج أوصدت (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ﴿8﴾ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴿9﴾ الهمزة) وهذا شأن المجرمين فالمجرمين في كل مكان خلف أبواب من السجون والتحقيقات والدهاليز والسجون الثقيلة مغلقة مؤصدة عليهم.

الأخت إلهام فايد من سلطنة عمان لها كلام جميل عن (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ﴿14﴾ البقرة) و(وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴿76﴾ البقرة) نحن قلنا إذا خلوا إلى شياطينهم يعني رؤساءهم وإذا خلا بعضهم إلى بعض الرعية ناس تلوم ناس هي لها كلام جميل في هذا عن المنافقين وأنواع المنافقين وقلنا من أول حلقة إن هذا العلم أي المتشابه في القرآن يحتمل ألف تأويل وكل تأويل صحيح من حيث أنه يتناول جانب من الجوانب وفي كل جيل يكتشف الناس يكتشف المسلمون في هذا المتشابه جوانب جديدة على وفق ما يفتح الله لهم وعليهم من علم وفتوحات في هذا الكون. إذاً ما ذكرته الأخت إلهام صحيح وسنذكره في مكان آخر إن شاء الله.

أم نائل من أمريكا تتكلم عن قوله تعالى في آل عمران (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ ﴿157﴾ آل عمران) والآية التي تليها (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ ﴿158﴾ آل عمران) لماذا قدم القتل هنا؟ قلنا قدم القتل بالبداية قدم القتل لأن القتل شهادة هنا الكلام (قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ونحن نعرف أن الشهادة أعظم بكثير من أن تموت كما يموت الإنسان العادي أو كما يقول سيدنا خالد (أموت كما يموت البعير؟) فحينئذٍ القتل في سبيل الله هذه شهادة وعندما قدّم الموت قال هذا وهذا أنتم راجعون إلى الله عز وجل ورحمة الله تسع كل شيء ولكن في القتل فيها مغفرة كاملة.

(كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا) – ( كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ) – (كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ)

الموضوع الأول عندنا ثلاث آيات تبدأ تقول فيها (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴿11﴾ آل عمران) هنا الخلاف (كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا) وفي الأنفال (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴿52﴾ الأنفال) (كَفَرُوا) كفروا وليس كذبوا وكفروا (بِآَيَاتِ اللَّهِ) وليس (بِآَيَاتِنَا) وعندنا في الأنفال مرة ثانية (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ ﴿54﴾ الأنفال). إذاً (كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا)( كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ)(كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ) لماذا مرة كذبوا بآيتنا ربنا؟ يقول كذبوا بآيتنا نحن الله ثم قال كفروا بآيات الله الله طبعاً الإسم الأعظم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾الإخلاص) اسم الجلالة لا إله إلا الله لا يقبل إلا هكذا فالله هذا الاسم الأعظم. ثم (كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ) لماذا لم تكن بآيات إلههم؟ قطعاً هذا الاختلاف لا بد أن يكون له فروق في المعنى. الآيات نوعان مادية ومعنوية المادية هي آيات الكون (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ﴿12﴾ الإسراء) (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً﴿50﴾ المؤمنون) وهكذا كثير من الآيات تقول هذا الكلام أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الآيات المادية فيذكرها بدون إضافة (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ) كل شيء (بآياتنا) كل كلمة آية مضافة بآياتنا، بآيات الله، بآيات ربهم يتكلم عن الكتب السماوية كلام الله العظيم وأعظم ما يُعبد الله به ما خرج منه وهو كلامه. ولهذا رب العالمين تقديس لهذا الكلام مرة قال (بِآَيَاتِنَا) رب العالمين لما يتكلم بصيغة الجمع يعني أن الشيء الذي فعله لا يفعله غيره (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿58﴾ الحج) لكن هناك رازقين (إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿23﴾ النساء) هناك ناس غفورين ورحيمين أيضاً لكن لما يقول نحن (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴿9﴾ الحجر) هو فقط (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ ﴿12﴾ يس) (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ﴿24﴾ يوسف) من الذي يفعل هذا غير الله؟! شابٌ جميل وامرأة ملكة جميلة وشاب غريب مشرّد ونشأ في حضنها وفي بيتها وليس معهم إلا الله تراوده كل يوم فيأبى كيف؟ من يفعل هذا؟ قال (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ) نحن الله (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿24﴾ يوسف)، فرب العالمين تكلم عن التوراة والإنجيل و الزبور والفرقان والقرآن عن كل الآيات التي أنزلها على عباده بهذه إما (بِآَيَاتِنَا) (كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا) أو (بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ) إن الله رب العالمين الحمد لله رب العالمين صاحب النعم كلها نعم الربوبية. وبالتالي و(كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ) لفظ الجلالة ما من قدسية لشيء أعظم من أن ينسبه الله عز وجل إلى نفسه المعظمة بضمير المتكلم الجمع أو إلى الله أو إلى الرب. إذا رب العالمين أراد أن يقدس شيئاً نسبه في آنٍ واحد ثلاث مرات في كتابه العزيز إلى هذه الإضافات العظيمة ومع هذا هؤلاء الناس من كفار قريش، أنت لاحظ لما تكلم عن كفار قريش قال كفروا. الفرق بين كذبوا وكفروا، كذبوا قالوا هذا ليس نبي هذا ساحر هذا مجنون الخ، كلمة كفروا تكذيب زائد قتال وأن تعرف أن قريش قاتلوا الإسلام مقاتلة رهيبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما في مكة قال (ما تظنون أني فاعلٌ بكم) لكثرة ما آذوه فهذه حكاية الأحزاب وتأليب العرب على المسلمين وهم قلة وحصارهم في شعب أبي طالب يعني تعرفون السير. إذاً (كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ) وهو القرآن وحينئذٍ هل هناك شيء في هذا الكون؟ طبعاً لله آيات كثيرة شمس وقمر ونجوم وبحار ورب العالمين كل هذه الآيات الكونية ذكرها على أساس أنها من دلائل الوحدانية وهذا شيء ظاهر كل هذه الآيات الوحدانية من جبال وبحار وشمس وقمر وفي أنفسكم السمع والبصر والخ هل في هذه الآيات على عظمتها وضخامتها ودلالاتها هل فيها واحد أو كلها مجموعة هل تساوي آية من كتاب الله؟ الجواب لا، كل هذه الآيات الكونية لا تساوي آية من كتاب الله عز وجل. ومع هذا هذه آيات الله، هذه آياتنا، هذه آيات ربكم وتكذبون! ولهذا قال (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ﴿11﴾ آل عمران) (فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ﴿54﴾ الأنفال) من أجل هذه الآية تتكلم عن إضافة هذه الآيات القرآنية التوراتية الإنجيلية الزبورية الصحفية إبراهيم الصحيحة كما نزلت أضافها مرة إلى نفسه (بِآَيَاتِنَا) ومرة إلى اسم الله وهو لفظ الجلالة (بِآَيَاتِ اللَّهِ) ومرة (بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ) فأغلق عليهم الطرق وسد عليهم المنافذ من هذا الذي تأتيه آيات الله وآيات ربه وآياتنا نحن الله ومع هذا يكذب أو يكفر هكذا هو الفرق بين هذه الآيات.

(وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) – (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا)

الموضوع الثاني سيدنا زكريا قال (لَا تَذَرْنِي فَرْدًا ﴿89﴾ الأنبياء) لما الله قال بشرناه بيحيى ومريم بشروها بعيسى زكريا قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿40﴾ آل عمران) هذا سيدنا زكريا، في مكان آخر قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿8﴾ مريم). لماذا في الآية الأولى (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ), واو حال امرأتي مبتدأ الياء مضاف إليه عاقر خبر (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ). في الآية الثانية أدخل (كان) (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا). سيدنا زكريا ماذا قال بالضبط؟ أي واحدة منهما؟ وحدة مبتدأ وخبر والأخرى كان واسمها وخبرها ولكل واحدة معنى. (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) الآن (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) بالماضي ما الذي قاله سيدنا زكريا؟ في الحقيقة نحن كلنا نتصور أن كل هذا جرى بنفس الزمان والمكان لا طبعاً رب العالمين لما قال لسيدنا موسى (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴿88﴾ يونس) ماذا قال له الله؟ (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ﴿89﴾ يونس) أنت وهارون طبعاً الذي كان يدعو موسى هارون كان يقول آمين ولهذا المؤمِّن والداعي سواء قال (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) متى؟ يعني رأساً رب العالمين طمس على فرعون؟ لا بل بعد 40 سنة. حينئذٍ عندما تأتي آية أخرى تتحدث عن موضوع آخر نفس الآية فيها اختلاف تتكلم عن ساعة نزول العذاب بعد أربعين سنة. حينئذٍ نقول اختلاف العبارتين تُفهم القارئ المسلم أن سيدنا زكريا وقف مع ربه عن طريق الملائكة في حالتين: الحال عندما بشروه عندما رأى السيدة العذراء يأتيها رزقها رغداً ولا يعلم من أين (أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿37﴾ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿38﴾ آل عمران) (هُنَالِكَ) هنالك زمان ومكان (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) أعطيني ولد، بشروه قال (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ﴿39﴾ آل عمران) هذه البشارة، متى صار التنفيذ؟ كما يقول الرازي وغيره بعد ستين سنة صار الحمل من أجل هذا رب العالمين سبحانه وتعالى بهذه العبارتين المختلفتين (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) يحدثك وعليك أن تبحث وأنت العربي أو أنت متعلم العربية وكل مسلم لا بد أن يتعلمها كما يقول الإمام المودودي (تعلُّم العربية فرضٌ كالصلاة والصوم). إذاً هذه في وقتين مختلفين (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) ساعة ما بشر بيحيى (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) عندما حملت قال يا ربي أنى يكون لي ولد وهذه المرأة حامل وهي عاقر! مرة قال له (كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) ومرة قال (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴿9﴾ مريم). (كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) كلمة فعل غير عمل وغير خلق. فعل جزء من العمل يعني أنا أعمل سائق هنالك سائق قطار وسائق طائرة وسائق سيارة وتاكسي ولوري إذاً فِعلك أن تسوق الشيء الفلاني فالفعل جزء العمل. فرب العالمين لما يعمل عمل هذا الكون كله لما أصلح امرأة فيها خلل، أنت لاحظ حتى لا نسبق الأحداث لما السيدة العذراء نفس السؤال قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴿47﴾ آل عمران) ما الفرق؟ لأن هذه العاقر وهنالك عقيم وعاقر العاقر فيها خلل يعني تذهب للطبيب ويعالجها كما يحصل الآن كثير من الناس مدة سنة سنتين ثلاث أربع خمس عشرة لا تنجب تسمى عاقر ثم يصف لها الطبيب دواء فتنجب هذه عاقر فيها خلل أصلحوه. أما العقيم لا لو تأتي بكل أطباء العالم لا فائدة (أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴿41﴾ الذاريات) ما فيها أبداً خير فلما كانت عاقر قال (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ  ﴿90﴾ الأنبياء) في خلل أصلحناه هذا فِعل. سيدنا عيسى بدون زوج خلقه كخلق آدم (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴿59﴾ آل عمران). إذاً الفرق بين (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) وآية أخرى (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) أن الله سبحانه وتعالى لما بشره بالبداية قال له كيف وأنا امرأتي عاقر؟ (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) سنصلح لك هذا الخلل في امرأتك الله قال (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴿90﴾ الأنبياء) ولهذا العقر يزول بالدعاء كما هي هذه الآية. طبعاً الدعاء من الصالحين غير الدعاء من غيرهم فهو دعاء مصحوب بالعمل، هذا الفرق. إذاً كما هي العادة أن كل اختلاف في الجملة بأي شكل لا بد وأن يكون تحته معنىً آخر من حيث أن هذا القرآن الكريم من إعجازه أن الله أرسله للبشرية كافة على اختلاف أفكارهم وحضارتهم وثقافتهم وعلى اختلاف الأجيال إلى يوم القيامة من حيث أن الكلمة الواحدة معبأة بمعانٍ كما معبأة الأرض الكرة الأرضية هذه معبأة بكنوز ومعادن لا حصر لها كل جيل يجد فيها معدناً نفيساً يجعل الأرض تتطور إلى حدٍ كبير. سابقاً كان في أنواع من الكنوز والمياه والزراعة وما شاكل ذلك ثم جاء الغاز ثم البترول ثم الفوسفات ثم الذهب ثم الآن الزئبق الأحمر وهذا شيء جديد ويا عليم ما الذي سيظهر في المستقبل؟ كما أن الأرض لا تنتهي كنوزها فإن الكلمة القرآنية لا تنقضي عجائبها وإذا قرأت القرآن الكريم ورأيت كلاماً آخر لا تعجب فهذا معنى إضافي. قلنا القاعدة أن كل جيل عليه أن يُؤوّل هذا القرآن الكريم على وفق عقليته ومعرفته وحضارته واكتشافات زمانه ولا يكون أسيراً للجيل الذي قبله نعم كل الأجيال تتلمذ على الذي قبلها إلا هذا القرآن كل جيل السابق يتتلمذ على الذي بعده من حيث أن الذي بعده اكتشافاته وآفاقه وثقافته اتسعت. ولهذا لو عاد الصحابة الكرام اليوم لسألونا ماذا وجدتم في هذا القرآن الكريم من معاني جديدة؟ ولو قلنا لهم نحن بقينا على ما قلتم ليئسوا منا ربما شتمونا وحاشاهم أن يفعلوا ذلك لكن وقالوا كيف تصلّون؟ قلنا والله على وفق ما أمرتمونا أنتم وما نقلتوه عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات يعني حرام وحلال افعل ولا تفعل هذا هو الذي نقله الصحابة لنا وهم حجة علينا. المتشابه نحن حجة عليهم من أجل هذا عليك أن تفترض أنك تؤول القرآن في المتشابه لأول مرة ولا تلتفت إلى من قبلك أبداً لأنك أنت سيد الموقف من حيث أن ما تركوه تراث في المتشابه تراث فيه كلام. الآن نبتسم شفقة بهم نقول رحمكم الله هكذا كانت مفاهيم عصركم فالإنسان والمياه والحياة والكون والسموات والكرة الأرضية كلام بسيط على قدر زمانهم وزمانهم كان عظيماً لكن الآن طبعاً كلام نبتسم إشفاقاً واحتراماً لهم لكن نحن أصحاب الباع ونحن سنكون للذين سوف يأتون بعدنا بمائة عام كما هم أجدادنا بالنسبة لنا أيضاً سيضحكون علينا وعلى تفاسيرنا. إذاً هذا القرآن الكلمة في المتشابه لا تنقضي عجائبها فلا يضيقن صدرك إذا سمعت تأويلين من شخصين لآية واحدة تحتمل مائة تأويل وتأويل وكلها تضاف وهذا معنى لا تنقضي عجائبه هذا جزء من المعنى ومعانيه الأخرى كثيرة هذا عن زكريا. مرة أخرى عن سيدنا زكريا قال (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً ﴿10﴾ مريم) طبعاً نحن لم نتكلم عن العقر فالعقر يا جماعة من العبادات العظيمة ما ابتلى الله عبداً مؤمناً بالله إلا وهو يريد أن ينجيه (إذا أحب الله عبداً ابتلاه) نحن نعلم أن العقر كالعقم يسبب للأم للمرأة ولزوجها آلاماً كثيرة لو يعلم كل من ابتلي بهذا الداء وحرمه الله من الذرية أن هذا الداء خيرٌ له من أن يجاهد بالدنيا كلها وأن يقضي عمره ساجداً وأن ينفق كنوز الدنيا كلها. ما من عملٍ أرجى له يوم القيامة من هذا الهم الذي أصابه بهذا البلاء الذي ابتلاه الله به (إن العبد لتسبق له المنزلة عند الله فلا يبلغها بعمل) فلان الفلاني الله قال اجعلوه في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وهو رجل على قد حاله فعمله هذا لا يوصله (إن العبد لتسبق له المنزلة عند الله فلا يبلغها بعمل فيسلط الله عليه الهمّ) الهمّ همّ المرض همّ العيال همّ الظلم إذا كان مظلوماً والهموم في الدنيا كثيرة ولكن لا شك كل همّ يفرج همّ سنة سنتين ثلاث ويذهب يمكن أسبوع يمكن شهر يكفر ذنوبك وتمشي ويمكن يوم كقصة هذا الذي معه حذاءه أو معه بضاعة وتركها تحت إبطه وظل يتكلم ثم هو تصور أنه تركها في حجره ولما نظر إلى حجره ولم يجد شيئاً فزع وقال أين أشيائي حتى نبهوه أنها تحت إبطه يعني ثانية يقول فيغفر الله له بهذه الفزعة فزع لمدة ثانية ثانيتين غفر الله له انظر إلى رحمة رب العالمين، فما بالك بهم عشرين ثلاثين أربعين سنةّ كلنا رأينا أناس ابتلاهم الله بعقم أو عقر مهمومين إذا جاءهم ضيف عنده أطفال ينقهرون زوجته تعبانه تخاف من أن يطلقها هو تعبان ليس لديه أولاد ولا ذرية هذا الهمّ يرفعه يوم القيامة إلى مصافّ النبيين هناك ناس قاتلوا وناس تقطعت أوصالهم وناس تصلي ليل نهار وهناك ناس علماء أفاضل وحكام عادلين عانوا الأمرين مع شعوبهم بالعدل كل هؤلاء لا يوازون عاقراً أو عقيماً (وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) تلاحظ حينئذٍ فلا تبتئس. الدنيا فانية كما ترى والله الدنيا فانية.

الدكتور نجيب: سيدي الشيخ أليس من المناسب أن يكون قصة الخضر عليه السلام في قوله تعالى (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿80﴾ الكهف)؟

الدكتور الكبيسي: فعلاً واحد جاءه ولد وفرحان به وأقول لك شيء كل الكون الآن يا ما أولاد ذكور وكانوا شقاء لآبائهم شقاء بفسقهم أو كفرهم أو إجرامهم أو عقوقهم في أبناء لا يعرفون أين أبوه وأمه وملأوا أبويهم هماً لعقوقه بهم وهناك ناس صالحون. على كل حال لو علم الله أن في ذريتك خيراً لك لأعطاك الذرية فما جعلك عقيماً أو عاقراً أنت أو زوجتك إلا وهو يريد أن يرفعكما يوم القيامة فلا تبتئسوا (من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه) فآثروا ما يبقى على ما يفنى كما قال الدكتور نجيب هذه آية عظيمة (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) والله قال (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴿14﴾ التغابن) الحمد لله رب العالمين.

نرجع على سيدنا زكريا أيضاً بعد ما وضحنا الفرق بين (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ).

ثلاثة أيام – ثلاث ليال

نرجع إلى قوله (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴿41﴾ آل عمران) هذا في آل عمران في آية مريم (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ﴿10﴾ مريم) لماذا في الآية الأولى ثلاث أيام وفي الثانية ثلاث ليال؟ يريد أن يفهمك يقول لك يا عبد أن أوامر الله عز وجل. قبله الله قال (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا﴿32﴾ الكهف) هل صحيح أنك أنت مدرس ويأمرك مدير المدرسة بأمر فتنفذه كيفما يتفق يعني لم تتقنه مثل ما يأمرك الملك بأمر عسكري أو اقتصادي أو إداري لا تتلخبط به أبداً لأنك ربما تعدم؟! ولهذا أشقى الناس القريبون من الملوك يقول لك السلطان كالنار إذا اقتربت منه جداً احترقت على غلطة على هفوة تنتهي وإذا ابتعدت عنه كثيراً بردت فكن في النصف. إذا كنت واثقاً من نفسك أنك تستطيع أن تنفذ إرادته وأوامره بحب وإخلاص وصدق وبحذافيرها فاذهب تصعد يجعلك أغنى الناس وأكرم الناس وأشهر الناس وشخصية عظيمة على شرط أن لا تخطيء خطأ واحد وتنتهي بينما إذا كنت بعيداً من الرعية وتلخبطت لا يهم فأنت ماشي عندك راتب والخ فما بالك برب العالمين سبحانه وتعالى؟! القريبون من الله وهم الأنبياء والرسل عليهم أن ينفذوا أوامر الله بالضبط وبحذافيرها أي خلل انتهوا. إضافة إلى الأنبياء الأولياء الصالحون أصحاب الكرامات والخوراق كما يقول الإمام ابن تيميه عنده كتاب عن هؤلاء الناس عن التصوف يمكن الجزء الحادي عشر بالفتاوى عنده جزأين عظيمين جزء الفتاوى 11 و 12 الفتاوى والسلوك يتكلم عن الصالحين الذين يقتربون من ربهم العباد الزهاد حينئذٍ هؤلاء الناس لما اقتربوا من الله كثيراً يعني تكلم عن زهاد الصحابة وكراماتهم عجائب بالرواية والسند خوارق العادات لا حصر لها إذا أخليت مرة واحدة أخطأت مرة واحدة تهوي. ابن تيميه يقول هؤلاء أصحاب الكرامات من الأولياء والصالحين إذا هوى لن يعود، يا اللهّ انظر إلى مكر الله نحن كلنا نتوب ونرجع ونتوب ونستغفر ونخطئ ونتوب نحن من الرعية أما أن تكون أنت مثل أبو بكر مثل عمر مثل علي مثل فلان وفلان هؤلاء أصحاب الكرامات والخوارق الذين يتصرفون بالكون ثم لاحظ أنت أنك شفت نفسك رب العالمين أعطاك كرامات وكذا تتدلل تقوم تتصرف تصرفات كما واحد أحد وزراء الملك يمزح أمامه وهو يتكلم مثلاً يمدد رجليه لا يوجد احترام أو يعني يضحك ضحكة غير مؤدبة ينتهي يقول خلاص هذا بعد لا تدخلوه فلا يرجع ولا يعود إذا طردك الملك من حاشيته فلن تعود، فإياك أن تخطئ. هكذا رب العالمين تصور نزل جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم لتعيين ليلة القدر بالضبط وطبعاً (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿3﴾ القدر) فمن يقيم هذه الليلة كأنه صام وصلى وحج أربع وثمانين سنة تضاف إلى رصيدك في كل عام والنبي صلى الله عليه وسلم خرج فرح لكي يبشر أصحابه أن ليلة القدر في اليوم الفلاني بالوصف والدقة لما دخل المسجد وجد صحابيين يتلاحيان في دَيْن وهذا منهيٌ عنه في الإسلام جنبوا مساجدكم الأطفال والبيع والشراء ونشدان الضالة والمماراة تصور سيدنا أُبيّ وأبو موسى الأشعري جلسا في المسجد يتلاحيان في آية فالنبي خرج عليهم كما يفقأ في وجهه حب الرمان وجهه أحمر قال (مه يا أمة محمد أبهذا أمرتم أم بهذا بُعثت؟ أنا ضمين ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو مخطئ وأنا ضمين ببيت في وسط الجنة لمن ترك المراء وهو.محق) المراء الخلاف الجدل العقيم هكذا أنت ما دمت في رحاب الله في المسجد من أخطر الذنوب في المسجد تضحك وتتلاحى وتحكي كلام دنيا هذا ليس من المساجد. من أجل ذلك هذه الآية تُعلِّم سيدنا زكريا كيف يؤدي الذي عليه بالضبط قال تصوم ثلاث ليال ومرة قال له ثلاث أيام يعني أعطاه الوصف كاملاً نصف ساعة إذا زائد أو ناقص تلغى هذه المعجزة وهذا العطاء الكريم الذي هو من أعظم المعجزات. هكذا هو الفرق بين ثلاث ليال وثلاثة أيام حاصر الخطأ أن لا يقع خطأ.

الدكتور نجيب: بمناسبة العطاء ذكرتني بابن عطاء الله السكندري العارف في الله في حكمه العطائية الذي أوجز هذا المعنى الذي تفضلت به وأعجز فقال (حسنات الأبرار سيئات المقربين).

د. نجيب: وبالنسبة لسيدنا أبو بكر الصديق كيف أن الله سبحانه وتعالى عاتبه عندما قطع أُعطياته.

الدكتور الكبيسي: شخص اتهم ابنته بالزنا وقذفها وكان الصديق ينفق عليه فقال لن أنفق عليه مرة أخرى فقال له كيف؟ ألا تحب أن يغفر الله لكم ليش أنت عادي؟ أعفو واصفح واغفر (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿22﴾ النور) هكذا ثق لو كنا نحن لكان حقك يا أخي حقك هذا أقل عقاب لكن هذا أبو بكر. بلعمة بن باعوراء صدّيق سيدنا موسى صدّيق يوم من الأيام جاء شخص وسأله سؤالاً وأعطاه هدية فأخذها يعني طلب منه مبلغاً من المال أو ثمن لهذا الذي يفعله فانظر ماذا قال فيه رب العالمين (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿175﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿176﴾ الأعراف) فقط لأنه أخذ قليل من المال لماذا؟ ولو قليل أنت صدّيق كيف تفعل هذا؟! فالصغيرة عندهم كبيرة ولهذا سيدنا زكريا قال له كن دقيقاً أنت هذه عندك معجزة علامتها أن تصوم ثلاثة أيام إياك أن تتلخبط ثلاث ليال وثلاثة أيام يعني لا تحسبها على حسب الليالي فقط أو الأيام فقط. كانت العبادات توقيفية لا زيادة ولا نقصان ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على العلماء (من ضحك ضحكة فقد مج من العلم مجة) يعني عالم جليل وتضحك معناها خلص علمنا نحن كل يوم نضحك كثيرا.ً ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم من استظهر القرآن لا ينبغي أن يضحك مع من يضحك ولا أن يمزح مع من يمزح والقرآن في جوفه. هذه أثمان ثمن الجودة حتى في حياتنا الدنيا الجودة لها آدابها ولها تقاليدها ولها وقارها.

الدكتور نجيب: يقول الأوزاعي كنا نضحك ونمزح أما وقد أصبحنا أئمة يُقتدى بنا فينبغي أن لا نضحك ولا نمزح أمام الناس.

إتصال من الأخ يوسف من أبو ظبي: كنتم تتكلمون عن التصوف بالنسبة للتصوف بعض الناس عندهم فهم آخر يعتقدون أن التصوف هذا شيء غير طيب؟

الإجابة: يا أخ يوسف أنا واحد من الناس قد أكون مخطأً أنا لا أحب أي عنوان آخر غير الإسلام إطلاقاً لا أحب التصوف ولا الوهابية ولا السلفية ولا الاخوان المسلمين ولا حزب التحرير كل من له عنوان بالمائة مائة يعني أن يبغض الآخرين فقد هلك. إذا رفعك عنوانك إلى بغض الآخرين فقد هلكت. نحن مسلمون فقط لكن مسلمون هناك علماء هناك مجاهدون هناك عابدون والله قال (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ﴿112﴾ التوبة) ورب العالمين تكلم عن الخضر وقال (عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65﴾ الكهف) العلم اللدني أما هذه العناوين صوفي وسلفي الخ يا سيدي هذه العناوين مصنوعة عن قصدٍ أو حسن نية والله ما أنتجت إلا كراهية وبغضاء (ولا تقوم الساعة حتى يظهر فيكم التمايز) بالجامع تصلون هذا لا يسلم على هذا أخوان مسلمان وهذا حزب التحرير وهذا وهابي وهذا صوفي وهذا سلفي وهذا شيعي وهذا سني وهذا معتزلي اتقوا الله في هذا الدين والله ما من عنوان ينجو يوم القيامة ما من عنوان آخر غير الإسلام ينجو يوم القيامة إلا العناوين التي أقرها القرآن الأنصار والمهاجرين والرضوانيين فقط هذه الثلاث عناوين جاء بها الكتاب العزيز.

إتصال من الأخ أبو أحمد من السويد: شيخنا هل يجوز المرأة العاقر إذا تطلقت أن تتجوز رأساً؟

الإجابة: لا فلا بد من العدة فالعدة موجودة لاحتمال أنك ربما ترجعها. هي العدة محاولة وفتح أمل أنكما أثناء العدة وعلى شرط أن تبقى في بيت زوجها الذي طلقها (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴿1﴾ الطلاق) نحن الآن خطأ فتصور واحد طلق زوجته وبقيت ثلاثة أشهر في البيت ثق بالثلاث شهور لا بد أن يتراجعا لا بد لكن الآن منذ أن يحدث الطلاق حملت حقيبتها وخرجت وهذا خطأ. وأنت كونها عاقر هي ليس لأنها عاقر أو غير عاقر بل لكي نحاول أن نرجعهم لأن الطلاق حالة بغيضة لا تجوز في هذا الدين حرام إلا من خيانة في نفسٍ أو مال وما عداه ما في سبب يبيح الطلاق.

أنى يكون لي ولد – أنى يكون لي غلام

أولاً نقول عن السيدة مريم مرة قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ ﴿47﴾ آل عمران) وفي مريم (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴿20﴾ مريم) من دون ربِّ لماذا؟ في الأولى لما قالت ربي لما جاءها مجموعة من الملائكة وجاءها جبريل وكان جو ملائكي وبشروها قالت ربِّ (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) وأنا ما عندي زوج وما مسسني بشر، ولما قالت (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) لم يكن هنالك ملائكة فقط رأت شخصاً (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ ﴿18﴾ مريم) أنت من؟ (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾ مريم) ارتعبت خافت فهي كانت في زاوية كانت في تلة كبيرة داخل بستان تختلي بها للذكر والصلاة والدعاء وفجأة هذا الرجل أمامها فتعوذت منه (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴿18﴾ مريم) إذا كان أنت من التقوى فأعوذ بالله منك وإذا لم تكن تقي الاستعاذة لا تفيدك لأنك أنت لا تعرف الله ولا تعرف شيئاً والخ فحينئذٍ قال لها (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ ﴿19﴾ مريم) ففي هذا الجو المرعوب وكذا ووحدها وهذا الرجل ممكن أن يكون لصاً أو فاتكاً أو فاجراً فقال لها (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾ مريم) ففي صرخة قالت (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ﴿20﴾ مريم) في صرخة لم تقل يا ربي لأنه هو كان ريبة كله الموقف كان مريباً هذه أول مرة ولكن في المرة الثانية قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) مرة قالت ولد وانظر إلى دقة القرآن الكريم لما قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) لما كانت تخاطب الله في الجو القدسي مع الملائكة كانت تسأل ليس عن الولد الغلام بنت أو ولد هي مبدأ الحمل فالولد ينطبق على الاثنين (البنت والولد) فقالت كيف أحمل وأنا لم يمسسني رجل؟! أما في الثانية لما قال (إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿45﴾ آل عمران) قالت (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ). إذاً (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) قالتها عندما كانت في جو الملائكة للبشارة التي أنتي ستلدين غلام ولما لم تقل ربي (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) كانت في عركة كانت في قضية من الريبة ومن الخوف ومن الفزع قالت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) هذا هو الفرق بين (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) وبين (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) وفرق بين (يَكُونُ لِي وَلَدٌ) وبين (يَكُونُ لِي غُلَامٌ) هكذا.

بُثّت الحلقة بتاريخ 13/6/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها