وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 19/الجزء الثاني

اسلاميات

(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ) – (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)

أخيراً قوله تعالى (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿199﴾ آل عمران) (إنّ) حرف مشبه بالفعل، طبعاً هذه هي آخر آية في أيدينا من سورة آل عمران وبذلك نكون قد انتهينا من هذه السورة المباركة. (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لله) يعني هؤلاء نسخة من الثلاثي الذي هو متميز (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) هؤلاء الثلاثة كلهم شاهدون على كل الأنبياء، كلهم من ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً (مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ولهذا كل فلسفة الديانات الثلاثة هي ملة إبراهيم عليه السلام. فأنتم لا تتصورون أن أهل الكتاب من يهود ونصارى الذين شنوا عليكم الغارة والحملة وحرّفوا التوراة وحرّفوا الإنجيل وأشركوا بالله، الذي يقول المسيح ابن الله والذي يقول عزير ابن الله وحرفوها وحرفوا الكَلِم من بعد مواضعه وفي مواضعه هذه آيتان أيضاً لم نتناولها (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴿41﴾ المائدة) وفي آية أخرى (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴿13﴾ المائدة) عن مواضعه أي ساعة ما ينزل أول ما نزل هم حرفوا الوحي منذ أن حكى لهم سيدنا موسى وعيسى حرّفوه، (مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) بعد سنة سنتين قرن قرنين ثلاثة أربعة خمسة غيروا بالتوراة ورب العالمين أخبر بالحالتين (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) و (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) ولا تزال العملية مستمرة إلى يوم القيامة. فرب العالمين يقول وسط هذا الركام من التحريف ومن الشِرْك هناك من أهل الكتاب بالتأكيد مؤكد (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ) موحدين وأنت لاحظ (من) للتبعيض فهم ليس كثير هؤلاء الناس لم يقل إن بعض أهل الكتاب بل قال إنّ من والفرق بين بعض ومن أن (من) أقل البعضية. وحينئذٍ رب العالمين يخبرنا وهذا موجود كلنا رأيناهم في كل مكان في الغرب في بلادنا هناك نصارى ويهود موحدون يعني أنا أمس أقرأ بالخليج عن بني إسرائيل واليهود فعلاً هناك طائفة قرأت مقالاً في جريدة الخليج يتكلمون عن أن هناك طائفة يهودية توحد الله عز وجل وتؤمن بجميع الديانات وموحِّدة والخ فعلاً كما الله قال وصدق الله العظيم (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا). إذاً الفرق بين (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) شهادة عظيمة في أن هنالك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى هم وفق ما عليه المسلمون مع اختلاف الشريعة. حينئذٍ دينٍ واحد يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله يؤمن بالقرآن يؤمن بمحمد يؤمن بعيسى يؤمن بالإنجيل وبالتوراة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾ المائدة) إذاً هؤلاء موجودون إلى يوم القيامة، إذاً هذه الآية تقول (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ). آية أخرى تقول في النساء 159 (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴿159﴾ النساء) (وإنْ) وليس (وإنّ)، هذه الآية تتحدث عن من ينكر سيدنا المسيح وخاصة من اليهود باعتبار أن اليهود هم الذين ادعوا أنهم صلبوه وقتلوه وكفّروه وما آمنوا به وإلى هذا اليوم استطاع اليهود أن يُصهينوا ملايين النصارى وحينئذٍ هذا المسيحي المتصهين يعتبر مرتداً عن الدين المسيحي لكن الله سبحانه وتعالى يثبت بأنه قال (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) ما في واحد من اليهود ممن ينكر سيدنا عيسى إلا قبل أن يموت وهو في حالة الاحتضار كما قال تعالى (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ الواقعة) تلك الدقائق القليلة تساوي العالم كله تساوي عمرك كله (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿22﴾ ق) حينئذٍ سوف ترى السيد المسيح عليه السلام في تلك الثواني وتؤمن تقول آمنت بأن عيسى رسول الله ولكن حيث لا ينفعك إيمانك (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) من أجل ذلك قال (وَإِنْ). هناك إنّ من أخوات إن مشددة للتأكيد وتأكيدان إنّ واللام (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (لمن) داخلة على خبر (إنّ). الثانية هذه نافية (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) هكذا هو الأمر إذاً من أجل هذا نحن نعلم بأن هناك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى عقائدهم سليمة لم يرتدوا ولم يحرفوا ولم يشركوا وهذا من قوانين لله سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) أخبرنا أن الأمة أيضاً ستدخل في متاهات كما هو الآن الأمة الآن في متاهاتها كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم الفتن وفتن يرقق بعضها بعضاً كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه مُهلِكتي حتى إذا جاءت التي بعدها رقت الأولى) هكذا هو الأمر لكن تبقى طائفة من هذه الأمة لا تكفر ولا تشرك ولا تقتل ولا تلوث يدها بدم مسلمٍ أبداً وتحترم الديانات جميعاً وتحفظ وصية الله ورسوله بأهل الكتاب (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴿46﴾ العنكبوت) والنبي صلى الله عليه وسلم آخر ما قال (أوصيكم بذمةٍ محمدٍ خيراً) والقرآن الكريم وفق بين الديانات الثلاثة ووحدها (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿6﴾ الصف) من فضل الله 99 وتسعة أعشار من هذه الأمة تؤمن بهذا أن سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد هم ثلاثة مراحل لدين واحد الذين يؤمنون بهذا الذي نؤمن به قِلّة من أهل الكتاب (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) الذين اهتدوا من أهل الكتاب وآمنوا بجميع الرسل (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴿285﴾ البقرة) قِلّة، قال (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) لماذا سريع الحساب؟ لأنه يعلم كل دخائل الناس (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴿16﴾ ق) رب العالمين ليس في حاجة إلى أن يقرأ الأعمال يعلم كل شيء ولهذا فإن حسابه سريع جداً يعني أقرب إليك من أن يرتد إليك طرفك، هذا الفرق بين (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) وبين (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ).

هكذا نكون قد أتينا إلى نهاية سورة آل عمران ونرجو ممن يشاهدنا أن يستدرك علينا إذا كنا قد تركنا شيئاً وكما حصل كثيراً عدة مرات كما تروننا نرجع نحن إلى سورة البقرة وهذا من استدراكات المشاهدين الكرام. وأما الآية التي نحن بصدد انتظار أن يستكمل شرحها قوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿213﴾ البقرة) جاءتنا عدة ردود وعدة مشاركات 7 أو 8 جيدة جداً تصب في نفس الخانة وإن شاء الله في الحلقة القادمة نختم بها هذا الجهد من آل عمران نتكلم عنها وهي آية عميقة وإلى الآن ما وصلت إلى معناها الذي يشفي الصدور. قرأت في التفسير كلاماً ومشاركات جيدة أيضاً أضافت ولكنها لا تزال مغلقة في بعض أجوائها إن شاء الله رب العالمين يفتح علينا وعليكم بمشاركاتكم حتى نصل إلى شيء مما يبهج النفس بأن وصلنا إلى معناها الحقيقي.

د. نجيب: ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (أقرأ في الآية الواحدة سبعين تفسيراً ولكنني لا يشفي لي غليلاً ولا عليلاً فأظل ساجداً لله تعالى داعياً يا مُعلِّم إبراهيم علِّمني يا مُفهِّم سليمان فهمني) هذا القرآن بالفتح.

إتصال من الأخ خالد من العين: أريد أن اسأل في سورة الكهف ما الفرق بين قوله تعالى (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿72﴾ الكهف) وقوله (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82﴾الكهف)؟

الإجابة: تسطع وتستطيع أولاً نحن شرحناها سابقاً ومع هذا طبعاً نحن نتكلم سورة بسورة لما يأتي الكهف إن شاء الله نقرأها ومع هذا تكلمنا فيها وإكراماً لك تستطع وتسطع نحن عندنا قاعدة في اللغة العربية زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى فتستطيع أكثر من كلمة تسطع وهنا يتحدث سيدنا موسى عليه السلام لما كان مع الخضر ونحن تحدثنا في هذا في بابها كلاماً جريئاً نسأل الله تعالى أن يغفر لنا قلنا بأن صاحب سيدنا موسى هو محمد صلى الله عليه وسلم ونحن ثابت عندنا في الكتاب والسنة أنهما التقيا ثلاثتهم. إذاً تسطع يعني أقل من قدرتك على الاستطاعة فالاستطاعة أقوى من الاسطاعة وكلٌ منهما يتناسب مع الجهد الذي اعترض عليه سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم.

الدكتور نجيب: سيدي الفاضل بالنسبة لأحد الأخوة سأل من فترة طويلة عندما يحفظ القرآن الكريم تختلط عليه الآيات المتشابهات فإذا به ينتقل من سورة إلى سورة ومن آية إلى آية ولعل التفقه في توجيه هذه الآيات هي أفضل وسيلة للتغلب على مشكلة الحفظ؟

الدكتور الكبيسي: إذا أدرك الفرق بين هذا التشابه بالحرف بالحركة هذا يساعده على الحفظ.

الدكتور نجيب: وخاصة في تذييل الآيات القرآنية بأسماء الله تعالى الحسنى وبغيرها من المعاني.

الدكتور الكبيسي: لا شك أن محاولة استظهار القرآن فيه توفيق من الله عز وجل لأن هناك من الناس من حاولوا جهدهم وما استطاعوا وهناك رب العالمين ييسر لهم وهناك من حفظوا ونسوا. فهذا من توفيق الله عليك أن تتوسل إلى الله بطاعته طاعة مخصوصة لحفظ القرآن الكريم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾ فاطر) إذاً الناس هكذا منهم من لا يفكر بأن يحفظ لا بقرة ولا آل عمران ولا زهراوين هذا ظالم نفسه ومنهم من هو حافظ للبقرة وآل عمران ومنهم سابق استظهره (آلا إن لله آهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن) أولئك أهل الله وخاصته من استظهر القرآن فأحلّ حلاله وحرّم حرامه حرّم الله عليه النار.

الدكتور نجيب: معنى هذا إذاً من هذا الحديث أن الحفظ الوارد في السنة الشريفة ليس مقصوراً على الاستظهار المجرّد بل مشفوعاً بتحليل حلاله وتحريم حرامه.

الدكتور الكبيسي: قطعاً (رُبّ قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه) يعني يقرأ آية تحريم الخمر وهو يشرب الخمر حتى ولو حفظه فهناك ناس غير مسلمين حفظوا من باب الثقافة والمعرفة واللغة أنا أعرف في مصر أربع خمس أساتذة نصارى حفظوه عن ظهر قلب كلُغة

الدكتور نجيب: وأتذكر في هذا الموقف مكرم عبيد المحامي المصري الشهير الذي كان يحفظ القرآن الكريم ولما سُئل في ذلك قال أتقوّى في المحاججة في قاعة المحاماة بالاحتجاج بالقرآن الكريم. نسأل الله تعالى أن يكون هذا الحفظ في قلوبنا وصدورنا وأعمالنا ويجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء حزننا وذهاب وهمنا وغمنا. باسمكم جميعاً أجدد الشكر والدعاء منكم لفضيلة شيخنا الجليل داعين المولى أن يتم علينا هذه النعمة في الدارين والسلام عليكم ورحمة الله.

بُثّت الحلقة بتاريخ 18/7/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها