وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 44

اسلاميات

الحلقة 44

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ها نحن مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور العلامة أحمد الكبيسي حفظه الله مواصلاً تلك الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة) – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة)

نبدأ بسورة المائدة والآية رقم 2 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة) (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) وفي المائدة رقم 8 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة) (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) مرة لا يجرمنكم شنأن قوم أن تعتدوا ومرة لا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا ما الفرق بين الآيتين؟ وكلاهما في سورة واحدة؟ في الحقيقة هاتان الآيتان تتحدثان عن من في يده السلطة الذي يستطيع أن يعدل أو لا يعدل ويستطيع أن يعتدي أو لا يعتدي واضح أن الذي يستطيع أن يعتدي أو لا يعتدي من بيده سلطة سياسية حاكم سواء كان ضابط شرطة أو ضابط جيش أو مدير عام المهم واحد يستطيع أن يفعل وأن يعتدي عليك ولا يستطيع أحد أن يحاسبه إلا الله عز وجل فهذا حال. الحال الثاني الذي بيده أن يعدل ومش حكاية اعتداء أو عدم اعتداء من بيده القوة لا هناك من بيده الحكم يحكم عليك ظلماً أو عدلاً لهذا جاءت بعدها قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) النساء) إذاً قضية قضائية. فعندنا جهتان خطيرتان عظيمتان ممكن أن يكونوا خير خلق الله يوم القيامة ويمكن أن يكونوا شر خلق الله يوم القيامة وهم الحكام والقضاة. وقضية نعرفها وقد تحدثنا عنها كثيراً نتحدث عنها اليوم من جانب آخر من جانب هذا التشابه في كتاب الله عز وجل بين أن تعتدوا وبين أن لا تعدلوا. الأولى يخاطب بها الحكام والحاكمون والحاكم ليس الذي يكون رئيس الدولة لا بل السلطات التنفيذية في الدولة يعني السلطات العسكرية وشرطة وقضاء ويعني موظفين كبار الخ كل من بيده سلطة على الآخر حتى ضابط على جندي، معلم على طالب، مدير عام على موظف ممكن أن يعتدي عليه تأخير ترقية مثلاً أو فصل أو كتابة تقرير غير طيب أو قد يحبسه إذا كان ضابط شرطي المهم أي نوع من أنواع الاعتداء من السلطة عندنا فرق دائماً بين تظالم الأقران هذا في الغالب يعفى عنه يوم القيامة رب العالمين يرضي عنهم كما في الحديث أن الله سبحانه وتعالى ينزل للحساب بين البشر بين عباده ثم يأتي المتخاصمان وأحدهما يطلب الآخر فرب العالمين يقول للمظلوم منهما انظر فوق بعد أن حكم على الظالم بالنار يقول للمطلوم انظر فوق فيرى ملكاً عظيماً فيقول يا رب هذا لمن؟ يقول لك إن عفوت عن أخيك، هذا عن تظالم الأقران كما حدث من وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في عرفة والمزدلفة (غفرت لأمتك إلا الظالم منهم) هذا في عرفة. وفي المزدلفة قال (سأغفر للظالم وأرضي المظلوم عنه). هذا تظالم الأقران معلم مع معلم ضابط مع ضابط حاكم مع حاكم زوج مع زوجة يعني أما لا ذاك الذي هو ظلم الأعلى صاحب القوة والنفوذ إما أن يكون حاكماً وإما أن يكون قاضياً فالآيتان تخاطبان الأولى أن تعتدوا لكل من بيده سلطة أن يعتدي على غيره الثاني أن لا تعدلوا أي أن ترفع الظلم عن هذا الذي جاءك وكلا الحالين يا أيها الحاكم أو يا أيها القاضي كلا الحالين الخطاب لكما في حالة مخصوصة إنسانية عجيبة غريبة وهي أن كل منكما يبغض هذا الآخر بغضاً شديداً وقد امتلأ قلبه قيحاً ودماً عليه. يعني أنت سواء كنت قاضياً أو حاكماً واحد اعتدى عليك وسبك وتأمر عليك وشتمك يعني عملك أشياء عجيبة غريبة وشاء الله سبحانه وتعالى أن جعله تحت رحمتك وأنت قاضٍ أو جعله تحت رحمتك وأنت حاكم سواء كنت ملكاً أو بيدك سلطة تستطيع أن تسجن وتحبس وكذا ضابط شرطة ضابط مخابرات أو مدير عام وهو موظف لديك مثلاً الخ لو تعلم كم أن هذه قضية عند الله عجيبة لماذا؟ لأن فيها مشقة وحينئذٍ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) الفتنة وضع الذهب على النار كلنا رأينا الصاغة يضعون الذهب على نار قوية حامية لكي تذيبه ولكي يستخلص منه الذهب من الغش من الشبه حينئذٍ أيُّ حالة هذه! فرب العالمين قال (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) بين كل مائة قاضي قد تجد واحد وبين مائة رئيس دولة قد تجد واحداً أو لا تجد يمكن بالألف تجد واحداً بالمائة لا أعتقد تجد واحد يعرف أن هذا آذاه وتآمر عليه وقد يسبه وقد يكذب عليه وقد يشنع عليه يعني رجل مؤذي بطبيعته ويستطيع هذا الحاكم السياسي أن يفعل به ما يفعل ولكن يقول له روح لوجه الله وهذا ما حصل في التاريخ إلا نادر واحد اثنين ثلاثة وليس هذا فقط ليس أنه لا يحبسه أو يخرجه من السجن بل يكرمه (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ولهذا رب العالمين يقول عن هذا الحاكم (يوم من أيام إمامٍ عادل خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها) واحد من الصالحين عاش ستين سنة من عمره طبعاً هو بدأ من الخمسة عشرة سنة قبلها ليس عليه عبادات بعد الخمسة عشرة عاش ستين سنة ومات وعمره خمس وسبعين سنة وستين سنة وهو يقوم الليل مصلياً باكياً خاشعاً (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا (16) السجدة) (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ (79)الإسراء) (أهل الليل أشراف أمتي) (ينادي منادي يوم القيامة أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيدخلون الجنة من غير حساب ويساق الباقي إلى ساحة الحساب) (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) المزمل) واحد ستين سنة يقوم يصلي ويستغفر (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) آل عمران) ستين سنة يقوم الليل ويصوم النهار وهذا الحاكم العادل رئيس الدولة رئيس الجمهورية الأمير الشيخ الحاكم الإمبراطور الخليفة ساعة في ساعة صعبة أحضروا له متهمين بمؤامرة أو قاموا بمشكلة المهم في غاية الإخلال بالنظام ويستحقون الإعدام قال لهم اذهبوا إلى أهلكم وربما يكرمهم (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران) يعني تخيل واحد ما عنده غير لقمة ما عنده غير شربة ماء ورأى واحد محتاج أعطاه إياه كما فعل التاريخ هذا الرجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم جاءه اثنان ما عندهم عشاء فسأل عليه الصلاة والسلام قال (من يعشيهما؟) قال: أنا يا رسول الله، أخذهم معه البيت وعنده عشر أطفال وقال لزوجته جاءنا ضيفان من النبي صلى الله عليه وسلم هل لديك شيء؟ قالت والله ما عندي شيء إلا عشاء الأولاد فقال: شاغليهم حتى يناموا فظلت تحكي لهم القصص إلى أن ناموا ثم أعطته العشاء وهو قدر بسيط ثم طلب منها أن تطفئ السراج وفعلاً أطفئوا السراج بشكل لطيف وجلسوا يأكلون مع الضيوف فالزوج والزوجة لأنه ظلمة يتظاهران بأنهما يأكلان يعني يصدرون أصوات بفمهم لكن الضيف أكل كل الطعام لأنه لا يكفي إلا واحد وصباحاً النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ضحك الله من صنيعكما) هذا الذي ينفق في السراء والضراء مريض فقير عنده ما عنده يعطيه يؤثرون على أنفسهم (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) واحد هذا اعتدى عليك وأنت حاكم وصاحب سلطة ومع هذا تترفع وتكبر في عين الله عز وجل وفي عين نفسك بهذا العمل العظيم وتقول له روح عفوت عنك يا الله! هذا الإمام العادل من السبعة الين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله. يعني يوم القيامة لو تعلمون ذلك الموقف العصيب الرهيب الفزع الأكبر أماكن مثل مقصورات كلنا نراها مقصورات جالس فيها فلان وفلان وفلان على أولهم وعلى رأسهم إمام عادل وفي حديث آخر (إمام عادل رفيق موفق) يا الله! ما هذا الوصف النبوي الكريم هذا! يعدل وهو رفيق بالناس لطيف وموفق كل أعماله موفق ينفع الناس مشاريعه للناس الخ هذا أول من يجلس يوم القيامة في ظلٍ ليس معه أحدٌ لأنه هو الواجهة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول (أدنى الناس إلى الله مجلساً يوم القيامة إمامٌ عادل) فحينئذٍ هذا ليس سهلاً قلت لكم ثق بالألف واحد يا الله! ولهذا النبي قال عن الإمارة قال حسرة وندامة. من أجل ذلك يعني هؤلاء الذين لهم سلطة على الناس يعني ليس شرطاً أن يكون ملكاً أي شخص له سلطة واحد عريف بالجيش عنده عشرة شرطة (ما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه وملك آخر يرمى قفاه على النار وعينه إلى الله قال ألقه ألقاه على حاله تلك فهو في مأواه سبعين خريفاً سبعين سنة هو ينزل في قعر جهنم) جهنم طبعاً بقدر الكرة الأرضية تريليون مرة. حينئذٍ هكذا هي الإمارة لكن الله سبحانه وتعالى قد يصطفي واحد من عباده عادل رقيق موفق أصيل ابن ناس الشعب كلهم شعبه كلهم أهله يعرفهم واحداً واحداً قبيلة قبيلة حينئذٍ هؤلاء الناس يعفو عن صغيرهم ويحترم كبيرهم يتغاضى. يا الله! كل ساعة من ساعات عمره وهو حاكم تساوي صلاة ستين سنة عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها. إذاً هذا (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ) لا يدفعك تجعل أنت كل تجارتك في الدنيا أن تعتدي أنت تستطيع أن تعتدي. وحينئذٍ يا سيدي الكريم وعليك أن تعرف أن الله إذا اصطفاك في مكانٍ ما تستطيع أن تحسن أو تسيء وعلمك كيف أن الإحسان سيعطيك مرتبة عالية ثم ضربت بهذا عرض الحائط ولجأت إلى الاعتداء والظلم والبطش والاعتقال والتعذيب ومصادرة الأموال والطرد من الدولة والتهجير أو الحكم بالسجن المؤبد أو الأشغال الشاقة وكلها ضلال في ضلال يا الله! وحينئذٍ أنت وأبو لهب في مكان واحد مع أنك تمتعت في الدنيا وصرت ملكاً أو أميراً ولكن دعتك قوتك إلى ظلم الناس ولم تتذكر قدرة الله عليك قدرة الله عليك الآن وأنت في هذه النار الخالدة.

د. نجيب: وغيرهم ممن من الله عليهم بهذا العفو والعدل لا يأتي ذلك في غالب الأحيان إلا بأناس مخلصين ممن يشفعون ويستعملون جاههم ومنزلتهم التي قربهم الله تعالى إلى هؤلاء بأن يتدخلوا ويقنعوا هؤلاء الحكام بالعفو عن الناس وخاصة في نلك الحالات العصيبة كالتي فيها الإعدام والسجن.

د. الكبيسي: وهذه عبادة أخرى هذه الشفاعة وتحتاج إلى حلقة كاملة ولهذا رب حاكمٍ ظالم يريد أن يبطش ويعتدي فيأتي هذا الشافع يشفع فيأخذ الأجر وربما يكون سبباً في أن هذا الحاكم لا يظلم وقد يكون الحاكم هو أحياناً الحاكم العادل هو يقول للناس إذا رأيتم واحد يستحق الشفقة تعرفون عنه خيراً بلغوني ولهذا إذا أحب الله ملكاً وهبه البطانة الصالحة. إذاً هكذا هو موضوع الإمارة. لماذا الحاكم يخشى منه هذا؟ الحكم ينبغي أن يكون قوياً من سمت الحاكم بل من شروطه أن يكون قوياً ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبو ذر (يا أبو ذر لا تلينّ الحكم إني أراك ضعيف وإنها ندامة يوم القيامة فإياك أن تلي الحكم أو أن تلينّ مال اليتيم) معنى ذلك أنك أنت ما دام ضعيف ستحدث الفوضى وقد يكون هناك من يحكم باسمك ويظلمون وأنت لا تفعل لا تستطيع أن تفعل شيء وفعلاً في حكام في التاريخ أتباعه أخذوا على يديه يعذبون الناس يعني كان هناك حكام في التاريخ الإسلامي في إفريقيا وفي مصر وفي أيام العباسيين كان هناك من يقال لهم العياريين كالفتوات الآن يقول له جب لي مائة ألف ليرة أشقياء على الناس هذا موجود ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك في هذا التاريخ يعني لما تأخذ تاريخ المسلمين مثلاً لماذا برز سيدنا عمر بل الخلفاء الراشدين؟ هذا توفيق من رب العالمين، عمر بن عبد العزيز من بني أمية ناس تلعن سيدنا علي وتقتل معاوية يقول والله إني نجاني الله فقد نجوت، دفن حجر بن عدي زاهد الصحابة دفنوه حياً. مثلاً الأمر بسب سيدنا علي على المنابر الخ شاهدنا هذه السلطة وقوة السلطة وإغراء السلطة تجعلك قاسياً لماذا؟ مطلوب منك أن تكون قوي وبين القوة والقسوة شعرة هذا الحاكم الموفق المسند القوي إذا تمسك بهذه الشعرة هو هذا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون هؤلاء الناس ماتوا وما ظلموا أحداً مع أن لهم سلطة هائلة. إذاً يا سيدي هي محنة كبيرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال ينبغي أن يكون الحاكم قوياً هذه القوة قد تدفعه للبطش فعليك أن تحذر جداً جداً من بطش القوة هذا الفرق. هذا عن الحاكم أن لا تعتدوا. نعود إلى أن لا تعدلوا هنا الخطاب للقاضي وأنت تعرفون النبي صلى الله عليه وسلم يقول (قاضيان في النار وقاضيٍ في الجنة قاضٍ في النار رجل يعرف الحق فيحكم بالباطل فهو في النار ورجل جاهل لا يعرف الحق فهو في النار ورجل عالم بالقضاء ويحكم بالحق فهذا في الجنة) إذاً القضاة والنبي صلى الله عليه وسلم قال (من ولي القضاء فقد ذبح من غير سكين) انظر إلى التعبير الخيالي, يعني نحن الآن في العراق هؤلاء الذين يسمونهم القاعدة ذبحوا علماءنا كذبح الخراف علماء كبار سبعين ثمانين سنة ربوا أجيال للعلم قال والله أنتم مشركين بثانية قال له كذا وقطع رأسه هو ارتاح يعني هذا الرجل تعذب ثانيتين وهذا القاتل سيتعذب عمره كله يوم القيامة لكن الذبح بالسكين مريح تتألم بثواني وخلاص انتهى. هذا القاضي يوم القيامة ما يذبح بسكين يذبحه بآلة مائة سنة يعني لا يرتاح يعني فرق بين واحد يذبح بسكين وواحد بحديده وتستمر أسبوع أسبوعين حتى تذبحه عذاب تعذيب شديد هذا معنى الحديث (من ولي القضاء فقد ذبح من غير سكين أو بغير سكين) ولذلك مسألة القضاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم (شر الأشرار يوم القيامة هو الإنسان الذي يعرف الحق ثم يحكم بالباطل) وشر الأشرار من الأمراء والقضاة الذي يتفق مع عدوٍ على أذية شعبه يعني في التاريخ هناك حكام مأجورون في كل العالم ينصب لكي يذل شعبه ويفقر شعبه ويجوع شعبه وأن يعدم أهل الكفاءات من شعبه حصل هذا ونحن نعرف فلان وفلان الخ جاء إلى دولة عامرة وعلى ثلاثين أربعين سنة لم يترك لا عالم ولا وطني ولا مال ولا ثروة دمر البلد بالكامل وراح وبعدين كما قال من عان الظالم على ظلمه سلطه الله عليه، حينئذٍ نقول هذا الخطاب الأول للحكام (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) إياك والاعتداء على الآخر والقضاة (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) فالعدل ملك للقاضي أو الحكم بالجور والاعتداء أو عدم الاعتداء ملك الحاكم وكلاهما ينبغي أن لا يؤثر فيه الشنأن والشنأن قوة البغضاء وطبعاً لكل حاكم وربما قادة قليل لكن واحد من أقاربك من جماعتك السابقين كنت تكرهه لكن هناك شيء موضوعي يعني هذه الأحاديث تقول من ولي القضاء (ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أن لم يقضي بين اثنين في تمرة) فالقاضي مصيبته سوداء. ألا ترى أن هذه النصوص تنطبق على قضاة اليوم يعني كيف؟ سابقاً يا دكتور القاضي ملك، هو في غرفة لا في أحد ولا شركاء عنده ولا تمييز ولا نقض ولا إضرام فهو الإمبراطور اعدموا اعدموا اقتلوه اقتلوه طلعوه طلعوه لا أحد يستطيع أن يقول له لا ليس عليه سلطة ولا رقابة مطلقاً طبعاً هذا قاضي كهذا يفعل كذل ذلك لا بد أن ينبه بهذه الأحاديث. الآن العملية القضائية كما تعرف أولاً هم ثلاثة يعني هم قطعاً سيشاورون اثنين هناك محامي للمتهم سابقاً لم يكن هنالك محامي هذا المحامي الذي يناقش القاضي يقول له كذا وهذا ايه وهذا لا يا حضرات القضاة الخ يعني القاضي ما هو حر يقول اعدموه لا في اجراءات ومادة قانونية كذا هذا اثنين بعدين في تمييز في نقض هذا الحكم صح أو خطأ من مجموعة قضاة كبار فالعملية القضائية الآن مقيدة تقييداً يعني مناسباً هل ينطبق عليه القول( أن قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة) أو مثلاً (من ولي القضاء ذبح بغير سكين) تنطبق على هذه الآن؟ نسبياً. قضية العدالة قضية نسبية. فالسؤال الآن كيف يستطيع القاضي الآن ومعه اثنان قاضيان فهم ثلاثة قضاة كيف يستطيع أن يظلم؟ يعني مثلاً أنا اكره هذا المتهم ومعي اثنين يعني كيف أستطيع أن أظلمه؟ وبعدين بعض الحكم فيه نقض، د. نجيب: إن الله سبحانه وتعالى عندما حكم سيدنا محمد لذلك اليهودي نزلت الآية ونقضت حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن تعمداً حاشاه عليه السلام ولكن قضاءً واجتهاداً.

د. الكبيسي:  الآن طبعاً كأن الله سبحانه وتعالى جعل له نواباً في الأرض وهم المحامين إذا صدقوا واثنين مع القاضي ومحكمة التمييز ومحكمة النقض والصحف وإذا كان هناك حكم بالإعدام يجب أن يوافق رئيس الدولة يعني هناك قيود،

د. نجيب: إذاً إذا كان هنالك عدالة فالمحامون والمساعدون شركاء في هذه العدالة وإن كان هناك ظلم فهم أيضاً شركاء في هذا الظلم،

د. الكبيسي: أنا لا أتصور الظلم في المحاكم الآن إلا أن يتواطأ المحامي مع القاضي مع طرفي القضاء الاثنين الذين مع القاضي

د. نجيب: إلا في حالة واحدة فبعض الدول العربية التي تأثرت ببعض القوانين الوضعية تلك القوانين لا تتفق والنظام العام للدولة الإسلامية وطبيعة الشريعة الإسلامية

د. الكبيسي: ولكن هذه قضية ثانية نحن نتكلم الآن في الإسلام هذه الدولة فيها قانون أنت تتبع هذا القانون الذي وضع القانون نحن نتكلم مادام القاضي يتمسك بقانون تلك الدولة والمفترض أن القانون يحقق العدالة قطعاً وإن كان على أسس غير أسس إسلامية أسس قضائية أخرى فالمسؤول الذي وضع القانون لكن أنا قاضي وأنا جالس على منصب القضاء ومعي اثنين وفي محامي يناقشني كلمة كلمة والمتهم يناقش كلمة كلمة بعدين الحكم سيذهب إلى محكمة التمييز وناس كبار وقضاة سينظرون في الحكم وإذا كان في حكم إعدام لابد أن يكون رئيس الدولة ضمن المستشارين يعني يخيل لي والله أعلم أن القاضي الآن فيه حصانة عن هذه المصيبة السوداء وهم كلهم شركاء هؤلاء يوم القيامة كلهم شركاء في العملية القضائية وبالتالي لا أدري يعني أنا الآن على هذه النصوص والله ما أقبل ولهذا سيدنا عبد الله بن عمر قال له عثمان تصبح قاضي؟ قال لا والله ما أصير قاضي قال له عزمت عليك أو أقسمت عليك قال أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال له ما هذا الكلام؟ قال له النبي قال كذا وكذا والخ وبعدين أنا الذي يسبح في البحر كم يصمد؟ يعني واحد في البحر يسبح في البحر يوم يومين أسبوع لكنه سيغرق سيغرق وبالتالي أنا ممكن أن تأتيني رشوة واحد من أقاربي الخ ولهذا في قال تعالى في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (القاضي في النار إلا من عدل وكيف يعدل مع قريبه) يعني مثلاً ابنك قاتل أو سارق والآن بالقوانين هذا لا بد من قاضي آخر يحكم عليه سابقاً لا هو هذا القاضي ما في غيره جاب عمه ابن عمه أبن خاله قرابته عشيرته الخ هو المتهم كم واحد من القضاة –سيدنا عمر هو فقط الذي ضرب ابنه- كم واحد من القضاة كم واحد عنده هذه القوة بالله عز وجل أنه يحكم على ابنه أو قرابته أو ابن عمه أو خاله بحكم قاسي فهي عملية صعبة ولذلك العادلون يوم القيامة عن يمين الرحمن، أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل أولهم هكذا هو الأمر. إذاً هكذا هو الأمر هذا الخطاب (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) حكام ومن بيدهم سلطة ممكن أن يعتدي على الآخر ظلماً لا قوة فأنت ممكن أن تقسو عليه بالعقوبة لأنه مخالف وكما قلنا الحاكم إذا لم يكن قوياً ضاع الأمن وضاع كل شيء لماذا؟ الإنسان قد يحتمل الجوع وقد يحتمل العري وقد يحتمل اليتم ولكنه لا يحتمل الظلم ما من شيء أصعب على النفس من الظلم (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ (148) النساء) أنا مريض أنا أعطوني أنا وجعان هذا عيب خليك رجل لا تشكو إلا لله (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) النساء) لأن هذا المظلوم لا ينام الليل خليه يحكي في كل مكان (إن لصاحب الحق مقالاً) فكيف وأنت الذي ظلمته وأنت حاكم وأنت قاضي يا الله الظلم ظلمات يوم القيامة،

الدكتور نجيب: في الآية الأولى(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) هل في يدخل في هذا اعتداء دولة على دولة؟

الدكتور الكبيسي: شيء طبيعي المسلمون لما صدوا عن البيت الحرام بعدين النبي صلى الله عليه وسلم سيطر على مكة وبالتالي حينئذٍ الله يخاطبكم صح ظلموكم بس خلاص أعفوا عنهم فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء، هكذا.

د. نجيب: ولذلك قال علمائنا كما ذكرت في الحلقة السابقة أن الله سبحانه وتعالى ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة

د. الكبيسي: فالعدل هذا بالعدل تقوم السموات والأرض يعني كونك عادل حتى لو كان كافراً ينصره على المسلم الظالم.

إذاً الفرق بين (أَنْ تَعْتَدُوا) و (أَلَّا تَعْدِلُوا) هذا خطاب للحكام أصحاب السلطة والنفوذ والسياسية وهذا للقاضي حصراً.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة) – (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح)

ننتقل إلى المائدة الآية التاسعة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة) في الفتح 29 (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح) فيها منهم من حرف جر وهم مجرور شبه جملة في الآية (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح) إذاً منهم في الأولى لا يوجد منهم عام فهذه (منهم) الزيادة هناك يتكلم عن المؤمنين عموماً والله أخذ ميثاقكم والخ ثم انتم يا مؤمنين يا مسلمين (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة) وعد الله الذين آمنوا من جميع المسلمين من جميع المؤمنين في الكون وعد الله الذين وفوا بميثاقهم مع الله فالله أخذ ميثاق اليهود وميثاق النصارى وميثاق سيدنا آدم وميثاقنا نحن من ظهر سيدنا آدم قال كل هؤلاء الذين أدوا الميثاق وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم. لما تكلم عن الصحابة الكرام والنبي صلى الله عليه وسلم قال (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) الخ وصفهم ثم قال (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ).

إتصال من الأخ سامي من فرنسا: أنا جزائري أقيم في فرنسا وأردت أن أسأل عن موضوع الحكام في البلدان العربية بصفة عامة وأنت تعلم يعني ما وقع في بلادنا في الجزائر مع كل حكامه؟

الإجابة: شوف يا أخ سامي هذا الذي تقوله نحن نعرفه ونسمعه كل يوم والكل يعترف به ولكن نحن نتكلم بشكل عام وإلا التفصيلات تعرض في الفضائيات كل يوم لكن هذا الذي قلناه ينطبق على كل حكام الأرض عموماً وعلى حكام المسلمين خصوصاً بدون تسمية أسماء.

إذاً ما هي حكمة هذه الزيادة (منهم) لما تكلم عن أصحاب النبي (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) في مكان آخر يتكلم عن الراكعين والساجدين قال لهم أجرهم عند ربهم الراكعين كلهم لهم أجر، أصحاب النبي قال ليسوا راكعين بل ركع سجد والفرق في الكم والكيف يعني قيل لابن عباس رضي الله تعالى عنه وهو كان في زمن سيدنا علي بقي عائش لزمن سيدنا علي فكان صغار التابعين وأبناء الصحابة يلتفون حوله ويسألونه فسأله أحدهم أنا بالأمس صليت عشر ركعات تهجد وتعبت قال له أين أنت مما كنا فلما سأله كم تصلون بالليل؟ قال نصلي 400 ركعة نصليها بالليل وأي صلاة؟ خشوعها وركوعها وسجودها معروفة فرب العالمين يقول هؤلاء لما يصلون لا يرجون الأجر بل يريدون فضل ربهم سبحانه وتعالى. لأجل هذا الناس لهم أجر الحسنة بعشر أمثالها إلخ أما هؤلاء قال (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ) والفضل أرقى من الأجر بملايين المرات يعني أنت قد يكون راتبك ألف درهم مائة ألف درهم في الشهر ولما يعطيك الملك هدية تساوي راتب ولا 20 سنة فضلاً والله قال (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ق) فضل الله حصراً للركع السجد الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا واحد شاهدنا أين؟ المؤمنون جميعاً قال (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (منهم) يعني أن عمل الصحابي أنت قد تعمل عمل الصحابي تصلي كما يصلي تصوم كما يصوم ولكن أجرك وثوابك يختلف عن أجره وثوابه بشكل لا يتصوره عقل. أنت قد تكون مع الملك وقد تكون أنت واحد موظفي الدولة وبنفس الدرجة وبنفس الشهادة ونفس العمل لكن كونه هذا في حاشية الملك في ديوان الملك شيء وأنت شيء في الصلاحيات والعطاء والمسؤولية والقرب منه والإخلاص شيء آخر ولهذا قال (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ) منهم من الصحابة فقط والصحابة حصراً المعنيون الأنصار المهاجرون الرضوانيون الذي ينتهي هذا بصلح الحديبية. ما عدا هذا شيء ثاني ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا خالد وخالد من هو؟ سيدنا خالد أسلم بعد صلح الحديبية تلاحى سيدنا خالد مع عبد الرحمن بن عوف فقال له (يا خالد دع عنك أصحابي) خالد؟! سيف الله المسلول قال له لا تتجادل مع أصحابي (والذي نفس محمدٍ بيده لو أنفق أحدكم مثلي جبل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) ورب العالمين يقول (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد) إذاً منهم الأنصار المهاجرون الرضوانيون حصراً هم الذين الله قال عنهم (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ 119 المائدة) هؤلاء العامل منهم يساوي ألف عامل منا هكذا.

إتصال من الأخ محمد من هولندا: أريد أن أسألك عن أحد البلدان التي كان فيها حاكم ظالم والشعب كان كله مظلوم بس لما رب العالمين خلص هذا الشعب من الظلم وزاح هذا الحاكم الظالم الفئة المظلومة انقسمت قسمين وجماعة من المظلومين قاموا يظلمون الجماعة الأخرى ماذا تقول عن هؤلاء؟

الإجابة: هذا نفس الشيء الحاكم الظالم خلفه حاكم ظالم آخر هذا من جماعة الشنأن (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) هذا الفرق واضحة يعني هذه تشملهم بغض النظر من هو الذي يحكم قد يكون فرد وقد يكون حزب وقد يكون جماعة وقد يكون طائفة وقد يكون يعني ما تعرف شنو كل من يحكم مخاطب بهذه أنت لابد أن يكون لك أعداء والأعداء نوعين نوع أنت تبغضهم بغضاً بلغ مداه صار شنأن والشنأن عندما يصل البغض مداه وهذا ما يصل مداه إلا بينك وبينه. هذا ما دمت قد أصبحت حاكمه سياسياً أو قاضيه عدلياً قضائياً عليك أن تعرف بأنك لا تستطيع أن تعتدي عليه بشعرة ولا أن لا تعدل بينه بشعرة أنت محاسب يوم القيامة عندك عداء معه اشتكيه في محكمة أخرى أما أنت تظلمه أو تعتدي عليه سواء كنت حاكماً أو قاضياً هذا الذي قلناه.

نتكلم عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال تعالى عنهم (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) رب العالمين امتحن هذه الأمة وقد أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر بها تماماً أنها من فتن هذه الأمة هؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وهم الفئة الثانية المكرمة. الفئة الأولى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم آل محمد يعني علي وفاطمة وأولادهم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال هؤلاء وهؤلاء سوف يلقون ظلماً وتقتيلاً وتشريداً وفعلاً الصحابة الكرام منذ أن انتهى العصر الراشدي الأنصار ذبحوا في داخل الحرم النبوي ذبحاً ومائة امرأة من الأنصار حملت سفاحاً من جيش المعتدين الظالمين ثم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتعرفون والنبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أهل بيتي هؤلاء سيلقون من بعدي تقتيلاً وتشريداً وتطريداً فمن حضرهم فلينصرهم) وفعلاً لقي آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العناء إلى آخر أيامهم ويعني وسيدنا علي رضي الله تعالى عنه يلعن على المنابر حوالي مائة سنة تصور! علي بن أبي طالب الذي هو ثاني رجل في هذا الدين والذي أنت تصلي به بقولك اللهم صلي على محمد وآل محمد والأحاديث فيه أعجوبة (أنت ملك الجنة وذو قرنيها) يلعن! لعن الله أبو تراب ومن أيده ومن ناصبه والخ مائة سنة ولما اعترض واحد وهو حجر بن عدي اعترض على هذا وترك المسجد دفنوه حياً فآل البيت كانوا امتحان لهذه الأمة. والامتحان الثاني لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها) (الله الله في أصحابي) (أوصيكم بأصحابي خيراً فقد أدوا الذي عليهم) (أوصيكم بالأنصار خيراً لو لم أكن نبياً لكنت امرءاً من الأنصار) رب العالمين قال عليهم في الحديبية قال (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18) الفتح) والنبي قال (لن يدخل أحداً منهم النار أبداً إن شاء الله) وقال على أهل بدر (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وكم واحد نزلت فيه آية على أبوبكر الصديق وآية على سيدنا عمر وعثمان وعلي في آيات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أبوبكر الصديق (ما نزل قرآن في أحد كما نزل في علي) ومع هذا علي يلعن الصحابة يلعنون أي بلاء هذا ولهذا والله تأملوا في هذه الآية (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) يا الله (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).

إتصال من الأخ نعيم من الأردن: دكتور ممكن القضاء الذين يقضون في القضاء الوضعي ويعلموا أن هذا القضاء الوضعي بعض بنوده ظالمة هل يعتبر القاضي عادل إذا حكم في هذا الحكم؟

الإجابة: القاضي ليس هو المشرِّع الذي يسأل هو الذي وضع القانون. الشيء الثاني الذي تعنيه حقيقة هي مشكلة الحدود فقط وإلا القضاء الوضعي كله مقبول ومعترف به من باب التعازير ما عدا الحدود وأنت تعلم أن الحدود مبناها على الدرء (ادرأوا الحدود بالشبهات) وفعلاً النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع الحدود ولا يوقعها ويتحين لكي يدفعها (ألم تصلي معنا؟ تلك كفارتك) (لعلك قبّلت..) ونحن مطالبون بأن الحدود قد نشرعها ولكن لا نطبقها (ادرأوا الحدود بالشبهات) بأي شبهة جاءت امرأة قال لها (أسرقتي؟ قولي لا) النبي يقولها قولي لا قالت لا قال لها يلا روحي ما عدا هذا ما به القانون الوضعي؟ ما بها قوانينه؟ لا شيء وعلى القاضي أن يوحي للمتهم بالإنكار فما المانع أنك أنت تشرع عقوبة الزنا وعقوبة السرقة من باب التعزير يعني سجن كذا الخ والعقوبة القصوى مدروءة بالشبهات وما أكثر الشبهات بالله عليك هل تستطيع أن تجد رجل زنى وعليه أربعة شهود يتفقون بالشهادة على جزئيات العمل؟ مستحيل، أربعمائة سنة الذين قطعت أيديهم فيها خمسة وبإجبار منهم هم أصروا على الإقرار.

إتصال من الأخ ثامر من أبوظبي: شرح (منهم)؟

الإجابة: منهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب العصمة من أي شيء افعلوا ما شئتم وهم الأنصار المهاجرون الرضوانيون الذين الله قال عليهم (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) إلى حد صلح الحديبية بعد ذلك طلقاء ما طلقاء هذا شيء ثاني.

إتصال الأخت فاطمة من الشارقة: لماذا وردت في سورة الفتح الآية (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) لماذا لم تكونوا والذين آمنوا معه؟

الإجابة: سؤال هائل يعني هؤلاء الذين معه اختيار يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله اختارني واختار لي أصحابي) فهؤلاء كما رب العالمين بعث محمداً بعث له أصحابه انتقاء أبوبكر وعثمان وعلي وعمر والرضوانيون وأصحاب صلح الحديبية يعني أعجوبة العجائب.

(لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا (19) النساء) بفتح الكاف – (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا(15) الأحقاف) بضم الكاف

إذاً انتهينا من هذا الموضوع ونرجع إلى آخر موضوع وهو في النساء (لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا (19) النساء) بفتح الكاف في الأحقاف (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا(15) الأحقاف) بضم الكاف، ما الفرق بين كَرهاً وكُرهاً؟ كَرهاً بالإكراه غصباً عنك لازم تعمل كذا أنا أكرهته إكراهاً (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة) هذا كَرهاً، كُرهاً مشقة لاحظ كل ما تكرهه نفسك فهو كُرهاً فرب العالمين يقول (لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) طبعاً هذا على الجاهلية كان الواحد إذا مات أبوه يأخذ زوجته الآن وتعرفون بالقاعدة الفقهية العبرة لعموم اللفظ لا بخصوص السبب فليسمعني من يسمعني بعض الرجال يجبر زوجته الموظفة على أن تعطيه راتبها كله أو إذا جاءها أموال من أهلها يأخذها كلها أو يلزمها بأن تسجل أملاكها وبيوتها باسمه المهم يغتصب أموالها رغم أنفها هذا داخل في قوله تعالى (لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) ولذلك كل من يأخذ مال زوجته بيت أو أرض أو سيارة أو راتب أو أي شيء وهي غير راضية لكن ساكتة من الخوف يوم القيامة سيشبع ضرب المغتصب سيأتي مغتصباً ممن نثرت له بطنها وأفنت له حياتها وأوهنت له عظمها وربت له عياله ومع هذا تغصبها على أموالها؟! إذاً أنت ماذا أعطيتها؟ حينئذٍ (لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) إياك أن تغتصب أموال زوجتك برغم إرادتها.

د. نجيب: هذا إن كانت ميتة فالأولى إن كانت حيّة. يقول ابن القيم: البالغة العاقلة الرشيدة ليس للولي أن يتسلط على مالها إلا برضاها فمن باب أولى نفسها،

وحقيقة الآن في عصرنا هذا الاستيلاء على أموال الزوجة كثير وهذا من جرائم يوم القيامة.

بُثّت الحلقة بتاريخ 17/4/2009م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها