وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 49

اسلاميات

الحلقة 49

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم.

(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) المائدة) – (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) الفتح)

نبدأ بقوله تعالى في سورة المائدة آية 40 (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) المائدة) قدّم العذاب (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ)، في حين كل الآيات التي في هذا النسق يقدِّم المغفرة (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) الفتح) حيثما ورد هذا النسق في كتاب الله يقدم المغفرة وهذا حقيقة الأمر (إن رحمتي تسبق عذابي) ونحن مأمورون بحسن الظن بالله (أنا عند ظن عبدي بي). إذاً رب العالمين عز وجل في مكان واحد في القرآن الكريم قدّم العذاب ويلفت النظر لماذا رب العالمين قدّم العذاب على المغفرة والرحمة في هذه الآية فقط من سورة المائدة؟ الذي حصل ما يلي كل الذنوب المغفرة فيها أرجى يعني ذنوب مع الله ذنوب مالية ذنوب مع الجار ولكن ذنبين خطيرين جداً جداً أحدهما يفسد الدولة والمجتمع والآخر يفسد الأسرة والعائلة والبيوت. الجريمة الأولى التي تفسد المجتمع قطع الطريق (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة) يا الله! تخيل هذه العقوبة البشعة تنخلع لها القلوب تقطع يده اليمنى ثم إذا عاد إلى فعلته مرة ثانية تقطع رجله اليسرى وفي المرة الثالثة تقطع رجله اليسرى وفي الرابعة تقطع اليمنى يمثّل به يقتّل وليس قتلة واحدة بل يقتّل عدة مرات (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا) يصلبوا يعلقونهم على أشجار أو ينفوا من الأرض. لماذا كل هذا الغضب الإلهي؟ رب العالمين ما غضب في كتاب الله غضباً كغضبه على قطّاع الطريق والسُرّاق وتأملوها. ليتكم تدركون أحد كبار السن لكي يحدثكم كيف كانت المجتمعات في الثلاثينات والأربعينات عندما كانوا يذهبون إلى الحج مثلاً أو إلى التجارة ربعهم يعود سالماً يأتيهم قطاع الطرق ويخطفون النساء والأطفال ويبيعونهم ويقتلون الرجال عجائب غرائب وهذا في القديم. فطول التاريخ الإنساني الطرق فيها قطاع. مرة كان ابن أبو هريرة رضي الله تعالى عنه وزوجته يعني في الحقيقة هي بنت بنت يعني حفيدة أبو هريرة وزوجها وكان من التابعين وماشين رايحين من مكة إلى اليمن في الطريق واجههم قطاع طرق يعني قتلوهم شرّ قتلة بقروا بطن المرأة وقطّعوا الرجل وهكذا شأن قطاع الطريق في كل مكان. ولهذا رب العالمين سمّاهم الذين يحاربون الله ورسوله (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وقد تجتمع كلها في واحد. إذا واحد قتل وأخذ المال ومثّل، في واحد قاطع طريق لكن ما قتل في واحد قتل لكن ما سرق وفي واحد سرق لكن ما قتل لكن إذا قطع الطريق وقتل وسرق تطبق عليه كل هذه العقوبات وإلا لا يستطيع أحد أن يسافر كما كنا نحن ونحن صغار كان آباؤنا يذهبون إلى السفر والتجارة ما بين الشام والعراق والكويت والمملكة والحجاز لا يعود إلا نصفهم بل الحجاج إذا ذهبوا وكانوا على الإبل لا يعود إلا نصفهم من قطاع الطريق. ولهذا الرب العالمين في هذا الجو الخانق، في هذه الجريمة البشعة التي تفسد الدولة والمجتمع كله وتعوّقه عن التجارة والسفر والتواصل والبناء والعمران والحضارة جعل هذه العقوبة التي تنخلع لها القلوب ولو أنك حضرت تنفيذها لأغمي عليك. هذا ليس من قسوة الله عليهم أو من غضبه بل لأن هذه الجريمة تعوق المجتمع تعويقاً كاملاً وترعب الناس إرعاباً. نحن عندما كنا أطفال كان يخوفوننا بالحرامي جاء الحرامي فكنا نسكت ونخاف ولا نبكي والحرامي هذا واحد يأتي في الليل ويتسلق الجدار ويأخذ دجاجة نعجة بقرة. لكن هذا السارق يخرب البيوت كيف؟ الناس بسطاء، هذه الأمة أمة مباركة ليس فيها عامل الشر وليس فيها عامل القسوة ناس بسطاء أهل كرم أهل أخلاق أهل دماثة أهل سلام مع الآخر إلا إذا كانت هنالك حروب مشروعة ينقلبون أسوداً. واحد نائم هو وزوجته وأطفاله في البيت رأوا حرامي فوق رأسهم في أحياناً كثيرة الرجل يهتز يفقد السيطرة يؤخذ على حين غرة يتملكه الرعب وبالتالي يبدو رعديداً أمام زوجته وأطفاله وأولاده والكل متعلق به لكي يذهب ويطرد هذا الحرامي ولكن الخوف والرعب والأساطير التي تحاك حول الحرامي كلنا ونحن صغار كانت جداتنا يجعلونا ننام على قصة الحرامي الحرامي دخل والحرامي جاء وهذا طبعاً من سوء الإيحاء وفعلاً إلى يومنا هذا أنا أعرف حالة أو حالتين الزوجة طلبت الطلاق من زوجها وهذا أمرٌ مشروع (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا (128) النساء) يعني إذا امرأة كرهت زوجها أو احتقرته أو طلع من عينها كما يقولون يجب أن تطلب الطلاق منه الخلع فالخلع شرّعه الله لهذا. من أجل زوجة تحتقر زوجها وليس منه ذنب لكن هو لأمر ما حصل منه شيء طلع من عينها. يعني هذا بداية الخلع أن امرأة من الصحابيات عندها زوج وطيب وحلو وكذا وراضية به وسعيدة يوم من الأيام لسوء حظ هذا الزوج جاء مع جماعة طوال وهي كانت في خبائها في خيمة فلما رفعت طرف الخيمة فإذا زوجها هذا القصير وهم طوال، هم أجسامهم مليئة وهو ضعيف يعني بالمقارنة وبضدها تتميز الأشياء فرأت أن زوجها ما يسوى شيئاً فطلع من عينها فظلت يوم يومين أسبوع شهر لا تطيقه لا تقربه لا تستطيع أن تقربه فاشتكت عند الرسول صلى الله عليه وسلم قالت هذا ما أبغاه قال( أتردين عليه حديقته؟ قالت نعم) فخالعها. فالخلع هو حل لزوجة كارهة البقاء مع زوجها وتعترف أن زوجها غير مقصر لكن هي لا تطيقه لا تحبه لا تريد أن تراه. فهذا الحرامي عندما يدخل البيت والناس نائمين وأحياناً وهذا وارد الزوج ينهز خاف قليلاً فالحرامي له إرعاب فاحتمى بزوجته فيسقط من عينها في هذه اللحظة وقامت هي وأخذت مكان الرجل وأدت الواجب والحرامي انهزم فالحرامي جبان فهو يخاف لكن هذا الرجل خاف ولكن طلع من عينها تماماً. إذاً قطع الطريق يفسد المدن ويفسد المجتمعات ويفسد الدول والسرقة تفسد البيوت ولهذا رب العالمين تكلم عن هذه الحدود قال “من ارتكب من هذه القاذورات شيئاً فاستتر فهو بستر الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ومن أبدى صفحته أقمنا عليه الحد” لأن هذه جرائم تربك المجتمع ولهذا جاءت العقوبات والحدود التي تنخلع لها القلوب لكي لا تقع. وفعلاً بالحدود الإسلامية لا تقع الجريمة، يعني تصور أنت سبع قرون خمس قرون يعني خمسمائة سنة الذين قُطعت أيديهم بالسرقة أربعة فقط، لأنه إذا كان هناك قطع يد لا أحد يسرق وبالتالي يقولون

أيا جارتا إن الدِما تحقن الدِما وفي القتل كم تنجو نفوس من القتل

بإعدام القاتل مئات وآلاف ينجون من القتل فلا أحد يقتل. فالعقاب الصارم على الجرائم الصارمة سياسة ربانية وفعلاً نظفت المجتمعات الإسلامية منذ جاء الإسلام إلى اليوم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم (سيأتي زمان يسير الراعي بغنمه من بصرى الشام إلى صنعاء اليمن لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه) قالوا أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال نعم يمشي آمناً وفعلاً حصل هذا لماذا؟ بإعلان هذه الحدود التي بإعلانها تنخلع قلوب القتلة وقطاع الطرق وفعلاً بقيت الأمة آمنة إلى هذا اليوم. إلى عهد قريب كانت الناس ما تغلق أبوابها وأنتم الذين في دبي والإمارات تعرفون هذا كم هو الأمان وفي دول أخرى عربية أو غربية الناس ما تفتح أبوابها في الليل أنت الآن في أمريكا مستحيل واحد تفتح له الباب ستؤخذ قطاع الطرق. يعني هذا المنطقة أورليانز التي كان فيها الإعصار إلى الآن يحتلها قطاع الطرق فقطع الطريق هذه جريمة هائلة فرب العالمين أغلظ لهم الخطاب قال (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ولهذا في هذا الجو يقول (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ)؟ لا بل (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ) يعذب من يشاء أولاً قدم العذاب لأننا في سياقٍ فيه أخطر جريمتين على المجتمع والعائلة والبيت. والبيت له حرمته في الإسلام لو تعلمون كما أن الإسلام وفّر حرمة للبيت لا يستطيع أحد أن ينتهكه إذا وحد تلصص عليك من خرم الباب من مكان المفتاح وبيدك سيخ إخلع عينيه ولا شيء عليك كيف يخرق عليك سترك وكيف يعبث بأمرك وكيف يتطاول على هذا الحمى المنيع عند الله عز وجل؟! حينئذٍ عليك أن تعلم بأن الله في هاتين الجريمتين عندما ساقهما في سورة المائدة (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة) فاقطعوا، ما قال اغفر لا، قال يعذّب في هذا المكان فقط وإلا في كل مكان قال (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) في الآية (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) الفتح) وبالتالي رب العالمين سبحانه وتعالى قال لهم (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) أي جريمة أخرى (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ). في سورة الفتح يقول (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) انظر إلى نهاية الآيتين بالسرقة والقتل والقطع والإبادة قال (وإن الله على كل شيء قدير( يستطيع أن يبيد كل القتلة والمجرمين وهذه قال لا (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) أيّ جريمة أخرى أنت ظلمت نفسك واحد شرب خمر واحد زنى واحد لعب قمار أو أخذ ربا هو لم يؤذِ الآخر بل آذى نفسه المشكلة أذية الآخر كما قال عليه الصلاة والسلام (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) الويل كل الويل يوم القيامة لمن أسال دماً حراماً قطع أذناً أو يداً أو فقأ عيناً أو قتل هذا هلك!

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)آل عمران) – (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف)

ننتقل إلى موضوع آخر رب العالمين في مكان يقول أحلى شيء بالدنيا بالتسلسل أولاً النساء ثم البنين ثم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة هذه ثلاثية تاريخية أول أجمل شيء في الحياة النساء ثم الأولاد ثم المال هذه آية في آل عمران (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران) الحياة الدنيا حلاوتها بالنساء أولاً ثم البنين ثم المال، هذه في آل عمران. في سورة الكهف تغيّرت القضية قال المال أولاً والبنون ثانياً زينة الحياة الدنيا (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف) كيف هذا؟ إذاً ما هو الأًصح؟ كيف أول مرة النساء ثم البنين ثم المال وفي الكهف يقول لك لا المال أولاً والبنين ثانياً؟ في الحقيقة لا يوجد تناقض. الإسلام مرة تكلم عن الاشتهاء ما تشتهي نفسك ومرة تكلم عن ما تحبه فهنالك فرق بين أن أشتهي شيئاً وبين أن أحبه. قد أشتهي شيئاً لكن ما أحبه وقد أحب شيئاً ولكني ما أشتهيه أن قد تشتهي زوجتك لكنك لا تحبها يعني تطلع روحك منها وقد تحب ابنك لكن ما تشتهيه. إذاً فالحب شيء والشهوة شيء ثاني فلدقة القرآن الكريم تكلم بهذا الإعجاز الإلهي وحقيقة لا يستطيع أحد أن يقول لا، من حيث الشهوة أول شيء تشتهيه نفسك النساء إذا كانت شهوتك بالنساء عامرة يعني لك طاقة يعني ما عندك عَوَق في الشهوة كل شيء في الحياة جميل المال والسلطان الأولاد الفن كل شيء ممتع ما دمت أنت قادر على أداء الشهوة مع النساء وإذا ما عندك كل هذا البقاي لا قيمة له ما تشتهي هذه شهوة. لكن الحب والاعتزاز لا أنا ما أعتز بالمرأة فالمرأة أم أولادي أقضي بها شهوتي وتربي أولادي، أنا لست متعلقاً بها وأبني عليها أمجادي ومستقبلي لا، ولكن هذا أفعله مع ابني، المال والبنون المال أولاً. هناك من الشهوة حيث الشهوة شهوة النساء أقوى من شهوة المال لأن شهوة المال لأن الإنسان يفدي المال بنفسه ولا يفدي نفسه بالمال يعني لو أنت ماشي في الصحراء وإذا قطاع الطرق أمامك وكل ثروتك أنت حاملها في جيبك ذهب أو دنانير أو دولارات أو ما شاكل ذلك وقابلك هذا قاطع الطريق وقال لك أعطيني هذا الذي عندك كله أو اقتلك تقول له اقتلني كما فعل المتنبي فالمتنبي هذا الذي يقول:

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وهو ذاهب من بغداد إلى خرسان كان يبحث عن ملك ولم يملّكه أحد ذهب إلى سوريا ما أحد ملكه وإلى العراق ما أحد ملكه يريد إمارة لكن ما أحد ملّكه رغم أنه كان فارس وشاعر عظيم لكن كانوا يخافون منه لأن عنده طموحات كبيرة. هذا الفارس لما طلع من بغداد ووصل إلى منطقة اسمها ديالا في طريقه إلى إيران طلع عليه قاطع طريق واحد جسر فارس قال يا متنبي ماذا لديك؟ قال له هذا مالي فقال له إما دمك وإما هذه الفلوس فقال له خذ عمري وقد كانت الدنانير من ذهب وفعلاً رفض المتنبي أن يعطيه أمواله وفدى ماله بنفسه وهو بسيط فالمال أغلى من النفس، هذا صنع الله فالمال أولاً والبنون ثانياً زينة الحياة الدنيا لكن أنت ما تشتهي المال وتعشقه لا ولا تعشق ابنك فابنك عزوتك وقوتك ومستقبلك هو والمال. فالمال وجاهة حتى لو أنك أنت أبخل الناس واحد بخيل لا يعطي الدرهم ولكنه مليونير الناس تخشاه ويكون وجيه ويقدره الناس والخ المال وجاهة لا العلم مثله ولا الشعر مثله ولا الأصل والنسب مثله مع أن هذه كلها أسباب عظيمة. المال أولاً يشهرك المال يحترمك الناس بالمال يهابوك بالمال أنت وجيه بالمال فالمال أولاًً ثم البنون. أنت بالبنين قد تكون أبو فلان لكنك فقير فما الفائدة؟ أنت إذا تعاركت ابنك يدافع عنك فقط في هذا الوضع وقد لا تتعارك في حياتك أبداً ولكن كونك لديك أولاد الناس يحترمونك لا طبعاً فكل الناس عندهم أولاد وليس أنت فقط لكن كم واحد عنده مال؟ بالألف واحد مليونير فالمال ليس معنى ذلك أن يكون لديك راتب صغير لا فأهل الرواتب مساكين. أهل الثروات الهائلة الأغنياء أرباب المال هؤلاء وجهاء (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ (109) الأعراف) كيف ملأ؟ عنده شهادة بكالوريوس؟ لا طبعاً كلهم عندهم فلوس. النبلاء حتى في أوروبا هم أصحاب المال والوجهاء إلى الآن مجلس اللوردات ومجلس الخ أصحاب الفلوس، فالمال قوة. صناعة هذا الكون بالمال تقدّم الحضارات بالمال إذاً المال أولاً من حيث الحب والأهمية والقوة لكن أنت ما تشتهيه يعني تأخذه وتقبله؟! لا أنت تقبِّل المرأة. فرب العالمين لما تحدث عن الشهوات أعظم شهوة تأسر الإنسان هي المرأة وما من إنسان على ظهر الكون من أبونا آدم إلا وضحكت عليه حواء والله أراد هذا ووافق عليه إلى آخر واحد في الكون ستضحك عليه امرأة، صغير كبير ملك شيخ عالم جاهل هذه المرأة ملكة أو جارية أو خادمة ستضحك عليه ستضحك عليه وكم من ملوك عظام فتحوا العالم ضحكت عليه جارية الأندلس كلها سقطت بجواري خلفاء بني العباس وبني أمية دمر ملكهم جارية، في بريطانيا مصائب من امرأة، الحرب العالمية الثانية خسرتها بريطانيا وغرق الأسطول البريطاني قصفوه الألمان أدخلوا واحدة جميلة على رئيس الوزراء نام معها فسرقت منه الخطة وانتهى الأمر (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ) ليس بالقوة ولكن بالشهوات المرأة نعم ما في لا مال ولا سلطان العافية والمرأة هي أنك تشعر بأنك أنت متلذذ بهذا الكون وسعيد حتى لو كنت لا تملك درهماً واحداً، ما دام لديك الصحة والمرأة أنت ملك. ما عندك صحة ولا امرأة وعندك مليارات لا قيمة لها. فلما تكلم رب العالمين عن الشهوات النساء أولاً ثم البنين وثم المال لكن بالعزوة والقوة والمجد لا، المال أولاً (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) الفجر) حينئذٍ رب العالمين عز وجل يعمّر هذه الدنيا بقلّة عقول أهلها كيف؟ يعني هذا الملياردير الذي يملك أموالاً لا يعرفها وعمره سبعين ثمانين سنة ليل نهار يكافح تقول له ارتح قليلاً يرفض لأن هذه لذة حياته فسعادته أنه يعمل ويكسب الأموال وهناك ناس تناهز التسعين وما زال يبني ويعمر وهذا من صنع الله عز وجل لكي يعمر هذا الكون هذا لو فكر تفكير مال مفاليس مثل أمثالنا مالي بهذه أنا عندي المليارات أرتاح أحسن وأصلي لا، هذا ما تعمر به الدنيا.

أبو محمد من أبو ظبي: سؤالي رجل ملتزم في دينه ويصلي وكل شيء لا يشتهي النساء ولكن إذا مرّت امرأة حلوة ينظر إليها بس ليس أكثر من هذا لا حركات ولا حكي ما النصيحة التي تعطيه إياها؟

الإجابة: فقط ينظر إليها؟

أبو محمد: فقط ينظر إليها نعم،

الكبيسي: هذا من الصالحين هذا من الأولياء في هذا الزمن. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنتم اليوم في زمن لو ترك أحدكم عُشر ما أنزل الله لهلك وسيأتي على الناس زمنٌ لو عمل فيه أحدهم بعُشر ما أنزل الله لنجا) وقال صلى الله عليه وسلم عن هذا الزمن الذي نحن فيه (لا تقوم الساعة حتى تُغشى المرأة في الطريق لا ينكر ذلك أحد) والآن في أوروبا في أمريكا في عواصم عربية بعيوننا رأينا ناس تحت الأشجار واحد نائم على امرأة عادي، فهذا الذي فقط ينظر ولا يقوم بشيء هذا من الأولياء والصالحين.

الشيخ صالح من السعودية: أردت أن أشارك بأبيات سيدنا علي رضي الله عنه قالها في هذا الموضوع

رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة

الكبيسي: الغريب يا شيخ صالح هذا من آدم إلى تقوم الساعة هذا تقليد لا يختلف من جيل إلى جيل لا مسلمين ولا مسيحيين ولا يهود أبو المال هو صاحب القدح المعلق. يعني هنالك مثل عند أخواننا المصريين يقولون (الحلو لأهله والناس تحبه) وهذا صحيح يعني واحد حلو أنت مالك ولكن الناس تحبه فالناس كما قال سيدنا علي في هذه الحكمة العظيمة الناس الذي لديه مال يحبوه وهو لم يعطيهم شيء فهي أمواله في جيبه ولكن لأن عنده أموال يتقربون منه ويحبونه ويحترمونه وهذا صحيح وهذا من قدر الله لكي تعمر هذه الدنيا فالدنيا تراها كما يراها الناس كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الدنيا حلوة خضرة) أنت لو ترى دبي الآن يا صالح ستقول والله صدق رسول الله (إن الدنيا حلوة خضرة) هذه تقوم بالرجال الذين يبنوها تلاحظ، بني أمية كيف أقاموا ملكهم؟ يعني هذا حلال وهذا حرام قال لك اقتل قتل حتى سوى دولة (إن الله يعمر هذه الدنيا بقلة عقول أهلها) وإلا سيدنا علي وهو ثاني رجل في الإسلام سوبرمان الإسلام حكمهم ما دبرها وغلمان بني أمية شباب 25 سنة و30 سنة عملوها دولة من المشرق إلى المغرب بأي شيء؟ بالرجال وبالسلاح ودون أي اعتبار لحلال أو حرام ولا أولاد النبي ولا شيء (إن الله يعمر هذه الدنيا بقلة عقول أهلها) فالمُلك يأخذه الأشداء الرجال وبالتالي هذا الذي يجري الناس تحب القوة والمال قوة. المال أقوى من السلاح سلاح بلا مال ما فائدته؟ لماذا سيدنا عبد الله بن الزبير انهزم والحجاج انتصر؟ كلاهما كان غنياً وكلاهما كان عنده جيش، سيدنا عبد الله بن الزبير كان بخيلاً لا يعطي قال لهم (أخذتم تمري وعصيتم أمري) يا أخي يا ابن الحلال تمر ماذا يا رجل؟ أما الحجاج قال خذوا فلما حج العراقيون أهل الكوفة حجوا إلى مكة بعد مقتل سيدنا الحسين وكان عبد الله بن عمر جالساً في ظل الكعبة وكان عبد الله بن عمر يحب الحسين كما نحبه جميعاً نحن نعشقه قال لهم بالله عليكم لما قتلتم الرجل وأنتم الذين أرسلتم إليه؟ قالوا: ماذا نفعل يا ابن عمر لقد ملأ بنو أمية جيوبنا بالمال. هناك ناس الآن باعوا أوطانهم للمحتل لقاء المال الآن كل واحد عنده مليون مليار دولار.

نعود إلى مسألتنا أيهما أفضل المال والبنون أم النساء والبنون؟ وطبعاً هذا سؤال سألته امرأة فاضلة من ألمانيا قالت هناك تناقض. ففكرت في الموضوع وليس هناك تناقض لما رب العالمين يتكلم عن الشهوة النساء أولاً ليس بعينك المال وعن القوة المال أولاً والبنون ثانياً يعني نحن نعرف الآن بأحد الصحف واحد ملياردير يملك تريليونات هذه ليست بعينه بعينه امرأة جميلة حبها وفقد حياته من أجلها كل هذا المال لا يملأ عينه، ملك بريطانيا أحب امرأة وتنازل عن العرش وبالتاريخ حصل كثير أن خلفاء تنازلوا عن العرش من وراء امرأة وجارية خادمة. وكثير من الأفاضل أنا أعرف والله في مصر عالم ما زال على قيد الحياة هذه الكرة الأرضية ليس فيها واحد مثله أحب خادمته وتزوجها ورزق منها بولدين. إذاً الشهوات المرأة أولاً وليس المال ولا المنصب ولا السلطان بل المرأة أولاً. ولكن إذا كنت تبحث عن القوة لا، المال أولا والبنون ثانياً. إذاً الشهوات والبنون والمال والبنون ليس هناك تناقض هذا من حيث الشهوة وهذا من حيث القوة والعزة والمجد.

(فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ (17) المائدة) – (فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح)

ننتقل إلى موضوع آخر. في المائدة (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ (17) المائدة) (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)، في سورة الفتح (فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح) (فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) يا الله! قرآن أعجوبة ليس فيه ولا حرف ولا كلمة ولا حركة زائدة وكل حركة لها معنى وكل حرف له معنى. أنت ناس جاؤوا عليك قاموا بانقلاب آلاف الناس جيش وضباط وغيرهم وفشلوا تقول فمن يملك من الحاكم إذا أراد أن يذبحكم؟ وهم هؤلاء بالآلاف فمن يملك من الحاكم شيئاً؟ هذا الحاكم سيقتلكم أنتم مجرمون. لكن خمسة ستة سرقوا منك شيئاً وقالوا أنت طيب وابن حلال، قال فمن يملك لكم مني شيئاً؟ أنتم تسرقوني وأنتم مجموعة صغيرة؟. هذا الفرق بين الآيتين ناس منذ أن جاء سيدنا المسيح إلى أن تقوم الساعة هناك ملايين الناس تقول المسيح ابن الله (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (17) المائدة) لقد كفر وهم ملايين ومستمرين إلى يوم القيامة قال (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) لمن يقول هذا، ماذا لو أن الله أهلك المسيح وأمه؟ وفعلاً الله أهلكهم وماتوا والموت هو الهلاك والهلاك هو الموت كيف ربٌ يموت؟! الناس الذين عبدوا المسيح وقالوا هو الله قد كفروا، والله تعالى يقول وأنا أهلكت هذا المسيح وأمتّه أنتم تسطيعون له شيئاً؟ طبعاً لا. هذا لأن طوائف كثيرة وأعداد هائلة هذه (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) ناس في غزوة تبوك عندهم أشغال كذا أربعة خمسة تخلّفوا والله قال (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح) يعني أنت أموالك وهي كم فلس عندك هي هذه التي ستصرِف عنك؟ من يملك لك شيئاً؟! حينئذٍ رب العالمين لما يكون الخطاب لأمة وأمم ما يقول (لكم) ولما يقول لكم معناه محدودين. ثانياً لما لا تكون هنالك لكم معناها الأمة هالكة وهذا شأن الطوائف وهي قانون من قوانين الأنبياء ما من رسالة ورسول إلا وطلعت منها طائفة متمردة منحرفة وهذه الآية أعجوبة (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد) الرسالات سيل من السماء سيل هائل لكن وهو يسير يحتمل زبد وغثاء حشيش هكذا الأديان تأتي سيل من السماء يقودها نبي عظيم وكريم جيل بعد جيل واحد يكون مطوع وواحد قس وواحد من الأحبار هذا السيل السماوي من التشريع العظيم وفي الطريق طوائف وفرق وجماعات وزنادقة ومبتدعة وبالنهاية (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ) الحقيقة والخرافة الصحيح والخطأ (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً) وفعلاً كل المنشقين عن الأديان يذهبون جفاء. والجفاء هوالذي يُرمى، النفاية عندما ترمي زبالة هذا جفاء جفوتها رميتها. فرب العالمين جميع الذين يتمردون على الأديان يحرفونها ينحرفون بها رسالة سنة سنتين عشرة، جيل ثم تنتهي. إذاً فرب العالمين يقول (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ) إذاً هذه قضية كونية أما الأخرى أربع خمسة سبعة تكلموا فاضين ما عندهم شغلة (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) فلكم أولاً تصغّر شأنهم، ثانياً تقلل عددهم ثالثاً تفتح لهم باب المغفرة لكن الأولى ناس صار لهم قرون ألفين ثلاثة آلاف سنة وباقين إلى يوم القيامة كيف يتوبون منها؟! هذه القضية هكذا إلى يوم القيامة (فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) هذا هو الفرق. ولهذا الفرق العظيم بين ذنب الفرد والمروق الجماعي دائماً الذنب الفردي اثنين ثلاثة أربعة مظنة المغفرة وبالتالي سيتوبون عاجلاً أو آجلاً “إذا بلغ العبد المؤمن الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب” ما في واحد يموت زنديقاً إلا الله سبحانه وتعالى يغفر له. لكن هذه طوائف لها فلاسفة وقادة وأبطال ومصائب سوداء ولهذا من عوفي فليحمد الله. فما في واحد عنده حصانة منهم يعني ناس في أوروبا وفي الهند من علماء ومخترعين هؤلاء أصحاب العقول الجبارة منهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد البقر (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات).

أبو علي من رأس الخيمة: سؤالي عن حديث النفس الحديث الداخلي للنفس من وسوسة عن بدء الخليقة يعني أسئلة يتعفف الإنسان التصريح عنها لكن أسئلة تقود إلى أسئلة وأسئلة فهل أؤثم على هذه؟

الإجابة: لا بالعكس، إبشر ولا تدع إبليس يضحك عليك وهذا ما وجده الصحابة رضي الله تعالى عنهم ووجدناه جميعاً كلنا في فترة من الزمان تساءلنا الله كيف شكله؟ وكيف خلق فلان؟ يعني أسئلة سخيفة وتملأ رأسك وتأتيك بالصلاة ونشعر بالخوف وتقول أعوذ بالله، فلما أحد الصحابة قال للرسول صلى الله عليه وسلم (إن أحدنا تأتيه أفكار يود لو كان فحمة) يا ريت أنا فحمة وأخلص من هذا الهم الذي أنا فيه فسألهم الرسول صلى الله عليه وسلم (أوجدتم ذلك؟) يعني هل حصل هذا عندكم؟ قالوا نعم يا رسول قال (ذاك صراح الإيمان) الجاهل والغبي لا تأتيه هذه الأفكار هذه تأتيك لشخص مثلك إيمانه اكتمل فيغتاظ إبليس فيقوم بمحاولات أخيرة فاشلة يقول لك الله من هو أبوه؟ هذه الأسئلة التي تأتيك فإذا حصل هذا فاعلم أن هذا إيمانك اكتمل وهذا صراح الإيمان فإذا علمت هذا إسخر من إبليس ولا تلقي بالاً لوسوسته فيخنس لأنه هو خنّاس.

أم محمد من فرنسا: سؤالي عن موضوع المال والبنون أنا متزوجة من فترة طويلة فرب العالمين سبحان الله لم يعطيني لا مال ولا بنون فهل هذا عقاب؟

الإجابة: لا، (إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء) إذا كان لديك ولد ومريض والطبيب يقول لا تعطوه ماء وطوال الليل يبكي الطفل يريد الماء ولكنك لا تعطينه لأنه سيدمر أمعاءه فنلهيه ونحميه ونسليه لكي لا يشرب الماء. فإذا أحب الله عبداً حماه الدنيا هذه الفلوس والمناصب (حماه الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء) فأبشري بالخير هؤلاء الزاهدون. الفقراء هم أهل الجنة أكثر أهل الجنة الفقراء وأقل أهل الجنة وأكثر أهل النار الأغنياء. لأن ليس هناك شيء إلا بثمن. هذا المال يعني تصوري واحد استلم خمس ملايين دولار كيف يعطي؟ ربما يعطي مليون، فالمال مسؤولية فيه زكاة ومن أين جاء به وهل هو حلال أم حرام يعني (حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه) مسؤولية هائلة وفي الدنيا مسؤولية ضرائب وحسد، فكيف في الآخرة فابشري بالخير المال والبنون صحيح زينة ولكن الله قال (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) التغابن) فتوكلي على الله فالله حماك من هذه الفتنة.

حنان من أم القيوين: سؤالي عن الشهوة في رمضان الماضي زوجي اشتهاني وغصبأ عني أفطرني فما الكفارة؟

الإجابة: أن تصومي شهرين متتابعين. فليسمعني الجميع في رمضان هذا شغل إبليس في رمضان. واحد عنده امرأة سنة كاملة لا يقرب منها منذ أن يأتي رمضان تصبح ملكة جمال العالم ولهذا أنصح أي امرأة إياها أن تقترب من زوجها في النهار وخاصة من الصباح إلى الظهر فلا يوجد رجل تجلس بجواره امرأته بعد ما يصحى من النوم الضحى وجالسين وتتقرب منه إلا ويجامعها فعليه بذلك أن يصوم شهرين متتابعين ولهذا احذروا إبليس في رمضان فعليك صيام شهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُثّت الحلقة بتاريخ 22/5/2009م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.