الحلقة 65
(لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) – (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ها نحن مع شيخنا الجليل العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في فتوحات قرآنية جليلة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. في سورة الأنعام في الآية 8 (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) الأنعام) (عليه) (على) حرف جر. وهكذا في سورة هود في الأنعام وهود (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) الكلام في (عليه). في الفرقان (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) الفرقان) (لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) إليه، مرة (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) ومرة (لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ) وهذا تكرر في القرآن الكريم كما تحدث الدكتور نجيب قال ليتنا نخصص برنامجاً كاملاً ومسلسلاً فقط عن الحروف والحروف في القرآن الكريم معجزة.
هكذا هو الأمر بالنسبة للآية في البقرة وفي آل عمران، في البقرة (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) وفي آل عمران (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) كل خلافات البشرية من آدم إلى أن تقوم الساعة من حيث العقائد والأديان تتعلق بـ (علينا وإلينا) كل القضية. العالم كله منذ آدم إلى أن تقوم الساعة مختلف علينا (ما أنزل علينا) هل هناك قوة تنزل على الناس شرعاً وقانوناً أو ما في؟ فرعون يقول ما في! (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي (38) القصص) وناس أجيال عبدوا أصناماً وعبدوا أشجاراً وعبدوا أشخاصاً يسموهم الحياة الجاهلية أو العصر المظلم وحتى في القرن العشرين الذي يسمى عصر التنوير نصف الكرة الأرضية كانت لا تؤمن بالله عندما كان الإتحاد السوفييتي يملك نصف الكرة الأرضية مائة سنة. والمذهب الشيوعي الذي يقول لا وجود لله عز وجل ما في الله نهائياً وهذه خرافة وهذه رجعية الخ وكانت نصف الكرة الأرضية تتبع هذا المعسكر إلى أن ثبت فشله كما ثبت فشل جميع الأيدلوجيات الشرقية والغربية. وما بقي أيدلوجية تثبت نفسها بقوة وأدلة إلا الإسلام حصراً. إذاً هذا هو الخلاف الكوني: أولاً (علينا) هل هناك شيء اسمه علينا من الأعلى هل هناك في الأعلى شيء؟ هذا واحد. إذاً الناس من حيث الربوبية والإلوهية مختلفون هل أن ربك هُبَل؟ أو سواع أو يغوث أو نسراً؟ أو أن ربك الله؟ فرعون يقول أنا ربكم وغير فرعون كثيرون يقولون أنا ربكم وهناك من اتخذوهم أرباباً من حجر وخشب الخ. إذاً ما في (علينا). وناس قالوا لا الله ربي وإلهي الله رب الناس جميعاً وإله المؤمنين به. رب العالمين عز وجل رب فرعون وموسى ولكنه إله موسى وحده. رب العالمين رب محمد وأبو لهب ولكنه إله محمد وحده، هذا المؤمنون بالله عز وجل. إذاً ينقسم العالم قسمان في البداية هل هناك أعلى أو ليس هناك؟ منهم من قال ليس هناك أعلى وإنما الطبيعة تخلق نفسها أو الصنم أو ما شاكل ذلك. وآخرون قالوا لا هناك أعلى ربنا الأعلى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) الإخلاص) (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى). الذين قالوا سبح اسم ربك الأعلى عادوا فاختلفوا في (إلى – إلينا) هذا الخلاف الثاني. هناك الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا والخ من آمن بالأعلى عاد فاختلف بـ (إلينا). اليهود قالوا ما في غيرنا إلينا، إلينا يعني الرسالة. الأعلى أرسل رسالة إلى إما إلى محمد أو موسى أو عيسى أو إبراهيم أو إسماعيل أو إسحاق الخ هذه الـ (إلينا) هي النبوة والرسالة اختلفوا فيها كل واحد أنكر الثاني ولهذا جاءت خاتمة الرسالات من الكمال والدقة والعظمة بأن قال (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة) صراحة منقطعة النظير. وليس هذا فقط وأنت لاحظ الآيتين آية تقول (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ) وهذا على النحو معطوف بالياء، وآية أخرى تقول (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) الصابئون مع أنها مفروض تكون والصابئين قال لك لا الصابئون كلام مبتدأ والصابئون كذلك ربما يكون أنتم يا نصارى يا يهود يا مسلمين تشككون في الصابئون فالصابئون أيضاً عندهم نبي وهو يحيى وزكريا، فقط هذا الدين (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) قدسية آدم وإبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى وجميع الأنبياء بنفس قدسية محمد صلى الله عليه وسلم بالضبط. لو أن مسلماً شك في واحد منهم فليس مسلماً يا اللهّ يا لهذا التفوق الأخلاقي والعقائدي والإنساني والمنطقي والعلمي الذي يثبته العقل والعلم والشرع. ولهذا كل الأيدلوجيات تتساقط وتنحرف وتزور إلا هذا الدين. تخيل يعني في عصر الإمبراطوريات والممالك العظيمة ذهبت أديان وانحرفت إلا هذا الدين استعصى على التحريف والتزوير بحيث تعجب كيف بقي هذا القرآن الكريم لم تتغير منه ولا شدة ولا ضمة حتى بالرسم حتى بالكتابة هناك آية تقول (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) يونس) وإما واو همزة ميم وفي آية أخرى تقول (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)الرعد) يعني كلمة (وإما) رسمت مرتين. الرحمن رسمت مرتين مرة بألف مرة بدون ألف، داود بواو ومرة بواوين، هذا الإعجاز الذي لا يمكن أن يفعله إلا رب. كيف يمكن لكتاب أن يبقى بهذا التماسك وهذه النسخة الوحيدة، الوثيقة الوحيدة في الكون غير المزورة والتي هي غير قابلة للتزوير هي القرآن الكريم وحدها ولهذا قال (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) المائدة) كل الانحرافات في التاريخ وفي المذاهب كلها تزول مع أنها تملك. يعني نحن في حياتنا استبدت بالأرض مبادئ قلنا انتهت الأديان! يعني في الخمسينات في الـ57 والـ58 والـ59 والـ60 والـ65 الشيوعية استبدت بالأرض قلنا انتهت الأديان هذا الاتحاد السوفييتي الجبار تبخر! وقبلها البلشفية والنازية استولت على الأرض قلنا انتهى العالم راح! القومية، حتى الديمقراطيات الآن. من كان يصدق أن الديمقراطية الغربية تنهار هذا الانهيار في العالم بحيث بدأ الغرب يستحي يتكلم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد ما فعلوه بالعالم أي ديمقراطية هذه؟ هذا الذي فعلوه في أفغانستان وفي الشيشان وفي الصومال وفي العراق وفي فلسطين الخ أي ديمقراطية!! بدأوا يستحون كما نستحي نحن العرب أن نتكلم عن الوحدة العربية نستحي أي وحدة عربية! من أنتم؟ من المتفق الآن؟! يعني فلسفات سأذكرها سأذكر كل هذا الذي ساد في زماننا. ناس تكلموا عن الجنس وفلسفة داروين والخ وأنواع من الأفكار والقوميات وجاء ستالين وكثيرون من أصحاب الأفكار والمبادئ وسادت يعني موضوع أن الإنسان أصله قرد ونظرية التطور والنشوء تكلمت عنها جامعات وأصدروا كتب وانتهينا من الموضوع كله انتهى! كل ما في هذا الكون من أفكار وفلسفات بالقلم والله يقول (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق) ماذا علّم الله بالقلم؟ أمرين، حرف ورقم. وهذا معروف هذا القلم لا يكتب إلا إما حرفاً وإما رقماً. جميع المذاهب والأفكار والشرائع حرف وجميع عمارة الكون بنية وبنيان هي رقم. الرياضيات هي سيدة العالم كل هذا البناء الذي ترونه والأسلحة والحروب والسيارات والاختراعات كله أرقام كله رياضيات فالكون مدين للرقم والحرف. رب العالمين قال تلك عشرة كاملة والعشرة هذه أساس كل عمارة ومدنية الكون. والحرف أساس كل أديانه وشرائعه وقوانينه وفلسفاته وآدابه من شعره ونثره. هذا الذي حدث في العالم كله ما استطاع أن يصمد شيء إلا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (110) آل عمران) بماذا؟ أنتم الوحيدون في الكون الذين قضيتم على العنصرية ما في أنت تركي وأنت عربي وأنت أفريقي كل واحد عليه أن يبقى على أصله والقاسم المشترك بيني وبينك أننا نعبد الله. يبقى الإنجليزي إنجليزي والعربي عربي والفرنسي وفرنسي والكردي كردي والتركي تركي ما في مانع لكن ليس بيننا أي فرق في هذه المسميات وأنها موجودة. حينئذٍ نحن الوحيدون في الأرض الذين لا نجد أي حساسية من صاحب دين وهذا يشهد به المنصفون وإن قلّ المنصفون اليوم. أتحدى واحد مسيحي أو يهودي أو صابئي يقول كنت في مدينة إسلامية فاضطهدوني، أتحداه! إذا كان عنده واحد بالمليون من شرف أو صدق يكفي أن يقول والله عاملوني كأني واحد منهم بلا حساسية. الأسود واختلاف القوميات واختلاف الأديان إلى آخره هذا الدين الوحيد الذي أفلح في لك محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد الذي أقام أمة متحدة يعني فيها العربي والكردي والإنجليزي والسويدي والأسود والأبيض والأصفر تذهب إلى أول المشرق وآخر المغرب تدخل على بيوتهم لا تجد فرقاً ولا شعرة بينهم جميعاً. ثم تدخل إلى المدينة الإسلامية فيها المسيحي واليهودي والصابئي وفيها حتى غير المؤمن ليس هناك شيء آخر كل واحد له الحق فيما يفعل. وكل واحد ما دمت أنت صاحب عنوان شرعي من الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين عناوين شرعية يبقى التحريف هذا شيء ثاني لكن الأصل موجود. إذاً هذا لم يفلح فيه إلا هذا الدين. نسمع عن صراع الأديان وحتى عن صراع المذاهب وهذا من واقع الحال لكن هذا الصراع ويقول تعالى (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) الرعد) لماذا؟ رب العالمين قال هذا قدر (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) البقرة) لماذا؟ قال لك هذا قدر وليس قضاء فالقضاء يتغير قد تكون رب العالمين يريدك أن تموت اليوم ولكنه يجعلك تموت غداً (لا يرد القضاء إلا الدعاء) لكن القدر ثابت لا يتغير فهذا قدر العداء بيننا وكره اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين قدر لن يتغير الله قال (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وقال له ولكن رغم ذلك كله عليك أن تؤمن بدينهم إيماناً كاملاً وأن تكمله وأن تصححه وأن تأمر أمتك أن تؤمن بموسى وعيسى كإيمانهم بك. ولهذا الحوار بين المسيحية والإسلام هذا ضحك على الذقون! هذا فيه إجحاف! أنا مسلم أنا ملزم بالنصوص وأؤمن بالمسيحية واليهودية إيماناً أشد من إيمانهم هم وبالتالي أنا مغلوب مغلوب يقول أليس قرآنك يقول كذا؟ أقول نعم قرآني يقول كذا هو ما عنده هذا النص هو يعتبرني أنا شرير ومن دائرة الشر ويعتبرني مشرك ويقتلني ويستبيح دمي ومالي وعرضي كما يفعل كل يوم. فالحوار ليس منطقياً أنا ملزم أنا ديني إن لم أفعل هذا فلست مسلماً إذا شككت لحظة بسيدنا عيسى عليه السلام أو مزحت معه مزحة أو نكتة أو شككت بموقف أو بدا مني كلمة غير مؤدبة أخرج من ديني. أنظر ماذا يفعلون بمحمد في كتبهم وأقلامهم وأفلامهم وصحفهم وجرائدهم كل يوم فأي حوار بين هذا وذاك؟! لماذا؟ لأن هذه الأمة أُنزل عليها وأُنزل إليها هي الوحيدة التي آمنت بجميع ما أنزل على وما أنزل إلى أي آمنت بالله إيماناً لا تستطيع أي أمة أن تحوز مثله. أتحدى أمة على وجه الأرض أن توحد الله كما نوحد الـ (على) أن توحد الـ (على) كما نوحده نحن وأن تفهم الـ (على) كما نفهمه نحن وأتحدى أي أمة أن تؤمن بالـ (إلى) وهي النبوة كما نؤمن نحن (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) وكلا الأمرين حصر على هذه الأمة ولهذا قال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ (119) هود) هذا هو الفرق بين إلى وبين على. هذه الـ (إلى) والـ (على) جعلت هذه الأمة بالفضائل التالية.
———-فاصل——
إذاً هكذا هو الفرق بين على وإلى عند المسلمين وعلى وإلى عند غير المسلمين. العالم اختلف على على وإلى أصلاً هل أن هناك الأعلى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) أو غير موجود؟ ثم عاد من قال موجود فاختلف في إلى هل تؤمن بهذا النبي أو لا تؤمن؟ إلا هذا المسلم يؤمن بالأعلى بالكامل مطلقاً وبالـ (إلى) مطلقاً (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) هذا أدى كما قلنا إلى أن كتابهم غير قابل للتحريف ولا حركة (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) الزمر) (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا (122) الأنعام) سكون هنا وشدة هنا وقس على هذا. لم يختلف المسلمون على النص ولا لحظة ولكن اختلفوا في المعنى لأن هذا القرآن من إعجازه أنه لكل البشرية إلى يوم القيامة. كل كتاب سماوي يأتي لأهله وبعقلية أهله وزمانه إلا هذا الكتاب يأتي بعقلية البشرية إلى يوم القيامة ففي كل جيل يعطي عطاءً جديداً بفهم جديد لم يخطر على بال الجيل السابق. والكلمة القرآنية معبأة بذلك بالضبط وأن أي إلمام بعلم اللغة العربية يعطيك هذا بالأدلة. ولهذا ما من لغة على وجه الأرض تحمل هذا المعنى الإلهي المطلق إلا هذه اللغة العربية لأنها بتركيبها تخزن في الكلمة عدة معاني لأن فيها مشترك فالكلمة الواحدة لها عدة معاني وفي كل جيل تستعمل هذا المعنى وفي الجيل الآخر المعنى الآخر إلى يوم القيامة لن تضيق هذه اللغة بهذا المتشابه القرآني كما قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (7) آل عمران). نتج عن هذا كما قلنا هذا السلام الآمن في البشرية عند المسلمين ما في حقدٍ عند المسلم على أي كائن في الأرض بالرغم مما يتعرض من طعنات وضربات المسلم ما أسرع ما يعود! يعني أنا في الحقيقة حضرت العدوان الثلاثي على مصر وكيف أن المصريين لما أسروا بعض اليهود أخذوهم على القناطر الخيرية وفسّحوهم وأعطوهم ولائم ويمزحون معهم وفي العراق نفس الشيء وفي كل مكان عند العالم الإسلامي هناك حروب وهناك قتال شريف لكن ما في أحقاد كالعدو القادم بغل واغتصاب نساء وإبادة وسبل عيون وحرق مكتبات، هذا من فعل الإيمان الكامل بـ (على وإلى) أي بالألوهية والربوبية وبالنبوة والرسالة.
فتحي من دبي: في سورة يس وردت كلمة (مبين) فهل يمكن شرحها؟
الإجابة: هذا الموضوع بحثناه في الكلمة وأخواتها وسياتي وقته ونتحدث عنه إن شاء الله.
من أجل هذا نقول أن هذه الأمة بأن الله يريدها أن تبقى باقية إلى يوم القيامة تنظف نفسها جيلاً فجيل جيلاً فجيل تتنظف من حيث كلما جاءت هجمة فكرية تأخذ معها لفيفاً من هذه الأمة وهذا من سنة الله فيها (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) من أجل ذلك ترى في كل مائة سنة هناك تأتي فكرة شيوعية رأسمالية نازية أشكال والتاريخ مليء يأخذ مجموعة من السقط من التالفين من الذي نخرهم السوس وتعود الأمة جديدة يبعث الله على رأس كل مائة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. من أجل هذا لو تقرأ ماذا حصل في التاريخ يعني مثلاً نحن في زماننا مثلاً العالم سادته أفكار حتى أوشكت أن تعمّه إلى يوم القيامة لقوتها وسطوتها وانتشارها نحن كنا نرددها معهم! يعني مثلاً على مستوى الانتماء ظهرت حكاية القوميات في العالم كله في الخمسينات تذكرون القومية العربية وعبد الناصر وحزب البعث والقوميين العرب وانتهت الدنيا كلها ثم تبخرت وآلاف الملايين تبنوا وقتلوا وسحلوا وعذبوا والخ وانتهت كأنها لم تكن. وعلى مستوى الاقتصاد تتذكرون حكاية الشيوعية والرأسمالية والنظام الربوي وأنتم الآن تعرفون شاهدتم بأعينكم انهيار الفكرة الشيوعية الاقتصادية التي عمّت الكون ثم ذابت وقلنا انتصرت الرأسمالية على العالم ثم ذابت وهاهي تذوب أمامك الآن والإسلام باقٍ. متعلق في المجال النفسي نظريات فرويد وغيره وقضية الجنس وفسادها الخ في السياسية الديمقراطية والفاشية والدكتاتورية كلها سقطت وآخرها سقوطاً هذه الديمقراطيات التي أصبح الغربي يستحي منها. ثم فيما يتعلق بالأجناس كيف ألغى الإسلام ساد طبعاً في أوروبا وأمريكا هذا الأسود بدأ يُقتل ورأيتم في الأفلام في الفضائيات كيف يحرقون حرقاً بالجملة! الآن بعد 15 قرن من الإسلام وكلنا نقول سيدنا بلال وأبو لهب الذي هو من قمة الأرستقراطيين في العرب نقول (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) المسد) بعد 15 قرن الآن افتكرت أمريكا أن تقول يلا تعالوا جيبوا رئيس واحد أسود فجاءوا بأوباما وهذه خطوة في التاريخ رائعة قطعاً لكن لا ينكر أحد أنها خطوة سياسية مسيسة الشعب يرفض ذلك بالمائة مائة. الشعب في هذا الموضوع عنصري 100% الأسود لا يدخل مطعم لا يركب المترو. حينئذٍ الإسلام من أول يوم بلال يتزوج من علية القوم انتهى الأمر انتهى تماماً. نصف العلماء الذين نقول عنهم قال فلان وقال فلان هم من السود. إذاً هذا انتصار هائل. في مستوى العلم نظرية إخضاع العلوم للسيطرة العالمية انتهى. الحضارة وفكرة الاستعلاء أن العنصر الأعلى والإنسان الأرقى وقتل الضعفاء كما فعل هتلر كل واحد ضعيف كل واحد أعور يقتلونه بحجة أنه من المخلوقات الضعيفة هذا الإسلام يقول لا فضل لهذا على هذا. الفلسفات مثل نيتشه والخ وفي الأدب يعني كل الآداب والشعر والفلسفات تخضع للنظرية المادية انتهى، كل هذا الذي ساد وساد قروناً انتهى. اليوم الوثيقة الوحيدة التي تبرز بين كل هذا الركام المتهافت في العالم كله القرآن وحده حتى عند أهله. القرآن الآن ألجأ أهله إلى مضيق وإلى مكان ضيق جداً. الإسلام الآن يجدد نفسه وهذا طبعه وشأنه في كل مائة سنة الإسلام يمر بما يمر به الآن. كالشخص في كل سنة يقلِّم النخلة يقلِّم الشجرة لكي تبقى الغصون الناضجة وتذهب كل الأطراف الآسنة الإسلام يفعل هذا الآن. كيف أستطاع الإسلام بثباته وصموده وحيويته وهذا الوعد الذي وعده الله به قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) أن تتساقط في أربع خمس سنوات ليس أكثر! ففي أربع خمس سنوات كل الدعاوى الفكرية والقومية والغربية تنتهي تماماً بل نصف الدعاوى الإسلامية انتهت. أحزاب وعناوين ومذاهب وطوائف انتهت لم يعد لها وجود ولم يعد لها من يسندها وإلى سنوات قليلة قادمة لن ترى في الساحة إلا ذاك الإسلام الجميل البسيط الفطري الذي يتذوقه كل إنسان ليس لك عنوان آخر لا أنت أخوان المسلمين ولا تحرير ولا شيعي ولا سني الخ أنت مسلم فقط (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ (78) الحج). نحن شهدنا هذا في الأربعينات كان المسلمون هكذا كل هذه اللخبطات لم تكن موجودة واستبدت في الساحة في النصف الثاني من القرن العشرين استبداداً ألغى الإسلام الحقيقي الآن انتهى هذا. على صخرة أفغانستان وعلى صخرة العراق وعلى صخرة غزة وعلى صخرة كل المشاكل سقط الدين الذي خلقناه لأنفسنا كل جماعة وكل طائفة وكل حزب وكل مذهب وضعوا دين لكي يتكسبوا من ورائه،
د. نجيب: وأجلّ مظهر من هذه المظاهر التي تفضلت بذكرها تتجسد في هذه الأيام في أداء فريضة الحج،
د. الكبيسي: إذاًَ هذا الدين بطبيعته فيه من الصلابة ومن النظافة ومن الأصالة بحيث ينفي خبثه. في كل جيل ينفي خبثه لم يعد على وجه الأرض فكر ولا مذهب ولا دين ولا فلسفة تستطيع أن تناقش وتجادل وتنافع عن نفسها بقوة إلا هذا الدين هذا أنزل علينا وأنزل إلينا.
د. نجيب: وقد انتقلت المعركة من معركة خارجية إلى معركة داخلية وقد حسمت والملل النحل الآن أصبحت تُحيا في كل مكان
د. الكبيسي: وأسأل جدتك إن كانت موجودة وأنا أذكر قصة حقيقية لما فاز العراق وأصبح بطل آسيا وطبعاً قامت مسيرة عراقية في الشارقة مسيرة كبيرة يمكن فيها نصف مليون واحد ونحن واقفين نتفرج متعجبين كيف هذا الشعب توحد وفرحانين فجاءتني عجوز عمرها حوالي ستين سنة وواضح من لهجتها أنها من جنوب العراق يعني شيعية قال لي حجي قلت لها نعم قالت لي هؤلاء شيعة أو سنة؟ كلمة تكتب بماء الذهب! وهؤلاء على الكرة توحدوا شعباً واحداً تاريخياً الشيعي إلى جانب السني قلباً وقالباً فما الذي جعلهم الآن ناس تذبح ناس؟! في هذه الأيدي التي قلت سقطت الآن تيارات دينية مصنوعة لا علاقة لها بالله ولا بالإسلام ولا بالأمة تحكمت بهذه الأمة كما تحكم بها الشيوعيون يوماً والنازيزن يوماً والإسلاميون يوماً والبعثييون يوماً انتهت كل هذه العناوين ويبقى هذا المواطن البسيط الشهم الكريم الشريف الفطري. عادت الأمة إلى فطرتها وهكذا هي الأمة هذا الذي حصل ليس أول مرة ثق ليس أقل من عشر مرات في التاريخ تستبد بالأمة هذه العناوين ثم تعبث بها ثم تستدعي العدو فالتتار وغيرهم هم الذين جاءوا بهم والأندلس كذلك ثم تعود الأمة إلى قوتها. الأمة الآن تبدأ منذ اليوم تبدأ مرحلة جديدة باتجاه الصواب أن تكون لها شيء من الروابط التي خلقها الله عز وجل كما يقول كل علماء الإستشراق (ما استطاع أحد أن يقيم أمة كما فعل محمد) يعني عملية تطهير. فأنت يا سيدي يجمعك مع كل مسلم صفحة واحدة، اقرأ الصفحة الأولى من سورة البقرة (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) هات لي مسلم واحد لا يؤمن بهذا! جميع المسلمين وطوائفهم وأحزابهم متحدون على هذا. إذاً من الذي فرّقكم؟ فإذا اختلفتم مذهبياً هذا صحة أما أن تجعل من اختلاف المذهب طائفة تقتل الأخرى هذا ليس من الإسلام وقد زال زوالاً لا يحسد عليه.
د. نجيب: ولذلك قال الإمام الرازي والجويني وغيرهم الذين قضوا حياتهم بالدفاع عن الإسلام بعلم الكلام ولغة العقل وغيره (اللهم أمتنا كما تموت العجائز)
د. الكبيسي: لأن هذه العجوز بعقلها النقي الصافي الشريف تقول نحن شعب واحد.
———فاصل————-
الدكتور نجيب: بهذه المناسبة يقول برنارد لويس المستشرق البريطاني العريق يقول (تتبعت التاريخ الإسلامي من أوله إلى اليوم ورأيت أنه ما من نكسة أو نكبة تصيب العالم الإسلامي كالمغول وغيرهم من الصليبيين إلا وتبعتها حركة تجديدية تصحيحية تعيد الأمور إلى نصابها ويعودون إلى إحيائها ويستمرون ويمتد هذا الدين مع شروق الشمس وغروبها)
الدكتور الكبيسي: والبناء كما تعرف لا يكون إلا على هدم إذا لم تهدم الخطأ لا تبني صواباً. من أجل ذلك هذا الذي يجري في كل العالم الإسلامي الآن عملية هدم لكل الخطأ. من أجل هذا الأمة الآن في طريقها إلى وضع كريم من حيث أن الساحة الآن تبحث عن قوة يمكن التعامل معها. ولهذا أنا لا أستبعد أن الطبقة المكبوتة في الغرب من المسيحيين وما أكثرهم المؤمنين بالتسامح والتعايش السلمي ويعرفون أن هذا الإسلام دين ليس خرافة كما يقول اليهود هذا سينمو كما ينمو المسلمون الآن لكي يوحّدوا صفوفهم مع اختلاف مذاهبهم. والاختلاف المذهبي صحة ولهذا كل الأديان لها جوانب عديدة هذا التنوع، واختلاف التفسير وهذا من العمق يعني الكلام الذي يحتمل عدة معاني. وتصور أن أحداً جعفر المنصور لما جاء الإمام مالك قال (أحمل الناس على الموطأ؟) قال: لا تفعل هذا هذا رأي من الآراء) هذه قوة الأمة المسلمون جميعاً كان يقرأون لجعفر الصادق وأبو حنيفة يقول (ما فتح الله علي العلم إلا عندما اتصلت بالباقر والصادق أصابتني منهما ريح النبوة) كانوا يسيّدونه ثم صاروا أعداء ناس تكفر ناس وهكذا، الأمة الآن تعود إلى صفائها وطبيعتها إن شاء الله.
فهد من السعودية: أنا عندي تعقيب على نقطة قال لها الشيخ أنا قبل فترة في رأيت في قناة مختصة بالأخبار بثت خبراً وهو أن في علماء غرب اكتشفوا مؤخراً أن أصل الإنسان ليس من القردة وهذا عندنا من أساس الدين عندنا في الإسلام الله سبحانه وتعالى وضح لنا بالقرآن كيف خلق آدم عليه السلام وكيف عملية خلق الإنسان من الأساس فالحمد الله على نعمة الإسلام.
الدكتور الكبيسي: هذا الذي نقوله أن هذا الفكرة التافهة سادت عقوداً وحتى عند المسلمين وتهاوت كما تهاوت كل الأفكار. يعني الآن ليس على وجه الأرض فكرة سياسية أو اقتصادية أو أيدلوجية إلا وانتهت. ما بقيت إلا نظرية الإسلام كاملة وهذا أمر نحن لا نستغربه (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) القصص). إذاً معنى ذلك أن هذا الذي يجري في العالم يمهد الطريق لأن يقوم الحق الحق المسيحي الحقيقي والحق اليهودي الحقيقي والحق اليهودي الحقيقي والحق الإسلامي الحقيقي وهذه الحقوق الثلاثة متفقة اتفاقاً كاملاً في الوصول (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف) هذا النص نص إنجيلي ولكنه محذوف ومطموس! العالم كله الآن في الاتجاه الصحيح من حيث انتهت كل هذه الدعاوى التي سادت يعني نحن منذ أن وعينا في القرن العشرين كله والقرن الواحد والعشرين الذي نحن فيه الآن، هذه هي الدعاوى الباطلة الزائفة كل عشرين ثلاثين جاءوا لنا بفكرة وراح فيها آلاف الناس ودول سقطت ودول قامت الآن كلف هذا سقط وما بقي إلا هذا الفكر الذي الله قال عنه (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ). وإلا أنت هل بقى دولة في الإسلام لم يكن فيها حزب شيوعي؟ حتى في مكة كان في شيوعيين يقولون لك ما في الله! وأحزاب قوية وحكمت في العراق حكموا في مصر حكموا في سوريا حكموا في السودان حكموا وثم جاءت القومية وجاءت أشكال الآن انتهت بضربة واحدة. هكذا هو (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) للباطل جولة واحدة وللحق جولات. إذاً نحن الآن في بدايات الطريق الذي كأن الله عز وجل يريد أن يمن على هذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) لماذا؟ لكي يقووه. ملايين دخلوا في الشيوعية في الاتحاد السوفييتي ثم عادوا الآن أقوى مما كان. خرجوا مئات الآلاف دخلوا تركيا شوف كيف عادوا الآن والآن يبثوا الإلحاد والردة في الأكراد في العراق وسوف يخرج الأكراد أقوى مما هم فيه لأنه من أصول الإسلام وفي كل الدول الإسلامية هناك أناس أخرجوهم من الدين ثم صاروا كذا وصاروا كذا ثم عادوا أكثر وأقوى مما كانوا سابقاً. هذا الدين لابد أن يرث هذه الأرض الآن، الجولة القادمة للإسلام. وهذا ما يقوله بعض مفكرين الغرب والشرق أن الجولة القادمة للإسلام الوحيد الذي فيه جدارة أن يتوصل الساحة بعقلانيته وموضوعيته وأدلته التي لا يستطيع أحد نقضها.
محمد من السعودية: وردت كلمة مسجد في بعض الآيات (مسجداً) (ومساجد) فهل هي مقصورة فقط على الإسلام أم أنها موجودة في غير الإسلام؟
الدكتور نجيب: لعل الأستاذ فهد المتصل يشير إلى أن العلم اليوم أصبح من أهم الوسائل التي تثبت هذا القرآن الكريم نقضاً لنظرية داروين وغيرها من النظريات التافهة وأصبح يصدق بهذه الحقائق القرآنية.
الدكتور الكبيسي: وبموضوعية وبجزء يسير من الموضوعية. كل عالم يكتشف أن هذا الكلام كلام القرآن هو كلام الله بالمائة مائة كما قال موريس بوكاي وكما قال كثيرون من علماء الغرب أن هذا لا يمكن أن يقوله بشر مطلقاً. ولذلك بعد أن تخلّص العالم من هذه الصيحات النازية والفاشية والشيوعية والغربية والرأسمالية التي سقط سقوطاً لا تحسد عليه لا بد أن تعود البشرية إلى أرض سواء كما قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (64) آل عمران) خلاص كل واحد يبقى على دينه لكن نعبد إلهاً واحداً ولو فعلوا هذا لكان خيراً لهم.
الدكتور نجيب: لعل الأخ محمد يسأل المسجد هل هو خاص بالمسلمين؟
الدكتور الكبيسي: لا، الله قال (صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ (40) الحج) البيع للمسيحيين ولكن كل مكان يسجد لله يسمى له مسجداً والنبي صلى الله عليه وسلم قال (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) وكل الناس تسجد لكن من الاصطلاح ولأنها شاعت بالاصطلاح هناك بيعة وهناك صلوات وهناك كنائس كما قال تعالى عن أصحاب الكهف (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) الكهف). كل عبادة وكل مكان عبادة نسميه مسجداً عند المسلمين وغيرهم لكن الاصطلاح يخصص اللغة هذه قاعدة. الاصطلاح يخصص اللغة اصطلح الناس أن مكان العبادة عند المسلمين يسمى مسجد وعند النصارى كنيسة أو بيعة وعند اليهود يسمى صلوات وهكذا.
هكذا هو الأمر إذاً فعلى المسلم أن يعرف بأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على قدراتنا وعلى كل كلمة نقولها نحن الآن في عصر فتنة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) فعلى كل من له نعرة كراهية وبغضاء دينية أو طائفية أو عرقية أو لونية من أي طريق فليعلم أن البغضاء تمنعه من دخول الجنة (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء). من أجل هذا العالم كله مقبل والله أعلم على عصر جديد يتعايش الناس فيه بسلام وهذا لا يكون إلا إذا كان للمسلمين كلمتهم ودورهم. والله أعلم أن هذا قادم وأن كل الدلائل تشير إلى أن الأمة تجدد نفسها وتعود إلى ماضيها الذي جعلها أمة عظيمة كريمة في التاريخ وهذا في متناول اليد. ما عليك إلا أن تحذف كل ما علق بهذا الدين من أسماء وعناوين وطوائف وأحزاب ارجع إلى هذا الدين البسيط الفطري الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم والذي هو القاسم المشترك بينك وبين كل البشرية حتى المسيحي واليهودي أنت عندك لموسى وعيسى أكثر مما عنده. فيتخلصوا من هذا القدر وهو صعب طبعاً لكن ربما بعضاً منهم كثير يتخلص من هذا القدر الذي هو البغضاء لهذا الدين يمكن للعالم حينئذٍ أن يعيش بسلام. وهذا الذي يجري اليوم من هذه الأكاذيب والإستحواذات والأباطيل والاستنفار والسخرية من نبي الإسلام والحقد على أرض الإسلام بهذا الغل والإبادة وما يخفى أعظم مما يقال هذا آن له أن يزول الآن وأن يستيقظ الغرب على حضارته وعلى أخلاقياته التي عمت العالم والتي خدمت هذا الكون بهذا الجمال الذي نحن فيه عليها أن تنقذه مما اعتراه من أوجه القبح.
عبد الكريم من الأردن: سؤالي الأول كيف نستطيع أن نحذف الدخيل من الشبهات في تاريخنا وفي كتب تفسيرنا وهي كثيرة جداً ولا نستطيع أن نعلم أبناءنا التفسير الصحيح عن التفسير السقيم؟ والسؤال الثاني: من يتحكم بمن العقل أم الوحي؟
الإجابة: أما عن السؤال الأول النبي صلى الله عليه وسلم حل لك المشكلة أعطاك ثلاث مصادر للمسلمين جميعاً والله أطلع النبي على ما سوف يكون في الأمة من خلاف قال (تركت فيكم ثلاثة كتاب الله وسنتي وعترتي آل بيتي) ثلاث مصادر إذا تمسكت بها وهي متيسرة وموجودة ومتوفرة بكل نصوصها هذا الكتاب كامل وسنة النبي محصها المسلمون تمحيصاً إعجازياً من صنع الله وسيرة آل البيت الحقيقية في متناول كل يد إن كنت شيعياً أو سنياً أو من أي نوع هذه الثلاثة حجة عليك يوم القيامة والله لو اجتمع أربع خمس علماء وعملوا برنامج واحد برنامج عن فقه آل البيت الحقيقي وليس الصفوي وغيره بل المُسند باسم الرواية وبالسند والحديث الصحيح المعروف وهذا موجود ومتيسر. والكتاب كما تعرف والله العظيم يا أخي إن القواسم المشتركة في كل هذا تجعل الأمة وحدة واحدة ولتبقى أنت شيعياً وهذا سني. ما المانع في أنك تحب آل البيت وتأتي يوم القيامة متخصص في هذا؟ فلتكن شيعياً وكل المسلمين شيعياً فكيف لا تكون شيعي وأنت تقول اللهم صلي على محمد وآل محمد في صلاتك. وحينئذٍ هذه الأمة مدعومة من أهل التوحد والتوحيد بهذه الثلاثة.
الشيء الثاني من يتحكم بمن؟ كلاهما النص أولاً لكن فهم النص بالعقل (أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) الأنبياء) (أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) الأنعام) (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ (24) محمد) هذه كلها أنشطة دماغية. ما من دين احتكم إلى العقل إلا هذا الدين في حين كان النصارى واليهود يقولون هذا من الشيطان. الإسلام يقول (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) الخ تفكر تفكك تعقل تجمع تتدبر تبقى مع النص أنشطة دماغية في غاية الاتقان. وإلا كيف صارت المذاهب مذاهب؟ بالعقل. عَقِل تدبر بالآية تفكر بها عقلها إلى أن أخرج منها الحكم وأخرج منها أحكاماً متنوعة. هكذا هو الأمر العقل والنص كلاهما متلازمان لا ينفع أحدهما بدون الآخر. هناك تعاون بين العقل والنقل ورب العالمين لما خلق العقل قال (ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك بك أعطي وبك أحاسب وبك آخذ وبك أسأل وبك أسأل)
د. نجيب: وهذه الملل والنحل التي خرجت من جسم الأمة الإسلامية عدم موازنتها بين العقل والنقل
د. الكبيسي: ذلك بسبب استعمالها للعقل استعمالاً شديداً ونحن قلنا بأن المغالاة في الأمر المغالاة في العقل صار مكراً كالقصور صار جهلاً فالأمة ابتليت بالجهل من ناحية وبالمكر من ناحية ثانية ولكن الحكمة هي الاعتدال (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة).
د. نجيب: بإسمكم جميعاً نقدم شكرنا الجزيل لشيخنا الدكتور العلامة الدكتور أحمد الكبيسي في هذا التفسير الدقيق والتفريق بين حرفين من حروف القرآن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتمم برنامجاً كاملاً في هذه الحروف القرآنية إن شاء الله. وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20/11/2009م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.
============
حلقة يوم (20-11-2009)
من قسم الفيديو في موقع إسلاميات
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2030
http://www.megavideo.com/?v=GBVOO6O2
على
http://www.megaupload.com/?d=T03UHGR2
http://www.megashare.com/1629306
http://www.mediafire.com/?im0mnyumgmm
http://www.filefactory.com/file/a1da07b/n/20-11-2009.wmv
http://sharebase.to/1,43Y0O2SKEx.html
تحميل الحلقة صوتيا mp3
على
http://www.megaupload.com/?d=IFZVI28N
http://www.megashare.com/1629404
http://www.mediafire.com/?zxtiyojdyzm
http://www.filefactory.com/file/a1dbe4e/n/20-11-2009.mp3