وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 9

اسلاميات

الحلقة التاسعة:

ولا نزال كما قال الدكتور نجيب مع مساهمات المشاهدين والتي أحياناً تكون كاملة وأحياناً نضيف إليها بعض التحسينات أو التعديلات وفي كلا الحالتين تبين لنا أن الأمة بخير وأن الأمة مليئة بمن يتدبر هذا القرآن الكريم ويتذوق كلماته ولو كان اختصاصه بعيداً عن هذا المجال لأنها قضية فتح وقضية تذوق كما قال الإمام الرازي.

(أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)

الأخ أحمد محمد من ليبيا يعالج لنا الآيتين في الأعراف وفي الشعراء عن سيدنا موسى لما ذهب لفرعون ودعاه وفرعون غضب قالوا (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿112﴾ الأعراف) في سورة الشعراء (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿37﴾ الشعراء) في آية أرسل وساحر في الآية الأخرى ابعث وسحار في نفس القضية. الفرق بينهما كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمراً يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع لا فرق بين مستمعٍ ومستمع، عندما يكون هناك رجل مهم جداً في الدولة يبعث له وحده مبعوثاً خاصاً فالمبعوث هو لعلية القوم. الله قال (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ﴿109﴾ الأعراف) هؤلاء الملأ يعني الشخصيات الوزراء كبار التجار كبار الوجهاء كبار الأعيان هؤلاء ملأ هؤلاء يخاطبهم خطاباً خاصاً كل واحد يذهب إليه مبعوث يقول له الملك يقول لك كذا أما عامة الشعب يقف واحد يقرأ عليهم منشور، سابقاً لم يكن هناك إذاعة يقف هذا المرسل في عدة أحياء يتجمع الناس عليه فيقرأ عليهم المنشور هذا مرسل. ولهذا رب العالمين مرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم (أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ ﴿151﴾ البقرة) هذا لعامة الناس ومرة يقول بعثنا. عندما يقول بعثنا الخطاب لعلية القوم من قريش الذين أمعنوا في تكذيب الرسول وفعلاً النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث في كل واحد من هؤلاء كبار القوم من قريش يبعث له واحداً أو هو يكلمه يقابله شخصياً ويحاول أن يدعوه إلى الله عز وجل أما عامة الناس يرسل لهم رسول يخاطبهم جمعاً، هذا الفرق بين أرسل وابعث: أرسل لعموم الناس وابعث لخاصة القوم. ولذلك لما قال أرسل قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) هم بالآلاف ولما قال ابعث قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) يعني أئمة السحرة وقادة السحرة والمهمين بهم، هذا الفرق بين (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) وبين (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ). هاتان الكلمتان المختلفتان ترسم صورتين مختلفتين من حيث أن فرعون طلب منه أن يخاطب عامة الناس وأن يخاطب الملأ الأعلى والشخصيات المهمة والطبقة الراقية كما يسمونها اللذين هم أنصار الملك. ومنها بعوثه صلى الله عليه وسلم للملوك وهذا عنوان في السيرة إسمه “بعوث النبي للملوك” المبعوث لشخصٍ مهم من شخص مهم لشخصٍ مهم برسائله. والآن نفس الشيء، حقيقة كل القوى الطاغية العاتية بريطانيا في يوم من الأيام العظمى وراحت وكانت الإتحاد السوفييتي وراح والآن أمريكا وربما تروح هؤلاء هكذا أساليبهم يخاطبون الجماهير العالمية التي يراد السيطرة عليها بالإعلام والتعليم يعني العالم الإسلامي سُيطِر على تعليمه وإعلامه لكي يوصل الغربيون لهؤلاء الناس جميعاً ما يريدون وعندما يرون أن فلان الفلاني في أي دولة عربية أو إسلامية وجيه وله طاقة إما علمية أو جماهيرية أو شيخ عشيرة أو مثلاً تاجر كبير يعني مؤثر في مجتمعه يبعثون له واحد شخصية يتفاهم معه والخ وهذا في كل عصر وفي كل آوان هذه هي مداخلة أحمد محمد من ليبيا.

(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴿49﴾ البقرة) – (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴿141﴾ الأعراف)

سهاد عبد الرزاق أيضاً تتكلم عن قوله تعالى في بني إسرائيل (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴿49﴾ البقرة) وفي (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴿141﴾ الأعراف) عندنا نجيناكم وفي أنجيناكم وفي مرة يقول يذبحون أبناءكم ومرة يقول يقتلون أبناءكم وهي نفس الموضوع وليس هذا عبثاً. أنجيناكم تعني من الهلاك يعني كان فرعون يهلككم فأنجيناكم بالهمزة كان فيكم قتل وتذبيح أنجيناكم من هذا فأنجيناكم يعني أنجيناكم من ما كان يفعله بكم فرعون من قتلٍ وتذبيح هذه أنجيناكم. نجيناكم تعني شيء ثاني بعد أن أنجاهم الله من الذبح أين ذهبوا؟ قال (نَجَّيْنَاكُمْ) نجيناكم أي أخذنا بكم إلى مكانٍ ذي نجوى أي مرتفع و آمن وفعلاً أخذهم رب العالمين بأمرٍ منه إلى موسى أخذهم (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿23﴾ الدخان) وراحوا إلى سيناء ثم جاءهم المن والسلوى وفجر لهم الماء يعني دخلوا في مكانٍ آمن. فالتنجية هي المكان المرتفع الآمن في الأرض كما يقول القاموس. إذاً بعد ما أنجيناكم من القتل أوصلناكم أي نجيناكم إلى مكان آمن، وكل خائف بعد أن تنجيه من الهلاك تنجيه إلى مكان آمن وهذه قاعدة كما في القاموس. إذن أنجى من الهلاك نجا أوصله إلى نجوة من الأرض لكي يعيش فيها آمناً. كما قال على سيدنا لوط (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ﴿33﴾ العنكبوت) يعني أخذه إلى مكان آمن لم يصبهم الهلاك فنجى أخذهم سرى بهم إلى قرية أخرى إلى قرى بعيدة هكذا، هذا الفرق بين أنجيناكم ونجيناكم.

(قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ﴿84﴾ آل عمران) – (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ﴿136﴾ البقرة)

قضية أخرى وهذه عجيبة العجائب أيضاً (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ﴿84﴾ آل عمران) في آية أخرى (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ﴿136﴾ البقرة). ما الفرق بين (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) وبين (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا)؟ نقول هبطت الطائرة على المطار ثم توجهت إلى قاعة الضيوف إلى وليس على إذاً كل شيء يأتي من الأعلى لا بد أن يصل إلى غاية، ما الذي جاء من أعلى؟ الوحي. من الذي وصل إليه الوحي؟ النبي صلى الله عليه وسلم، إذاً لما قال (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) هذا تصديق بالوحي أننا نحن نؤمن نحن المسلمون نؤمن بأن هذا القرآن جاء من الأعلى من الوحي من رب العالمين (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴿102﴾ النحل) على محمد صلى الله عليه وسلم (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) تصديقٌ بالوحي، (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) تصديقٌ بالرسالة والرسول، إذاً لم يكذب جبريل وليس هذا من كلام جبريل وإنما هو وحيٌ من الله من الأعلى وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم. نحن نؤمن بأنه رسول وأنه صادق ولا يمكن أن يغيره أو يزوره فهاتان القضيتان هذا الـ (على) والـ (إلى) إحداهما تلفت أنظار الناس أنظار المسلمين إلى دقة الاعتقاد بأن هذا القرآن موحى به من الله فهو تصديقٌ بالربوبية والإلوهية (وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) تصديقٌ بالرسالة والرسول وهذا هو الفرق بين (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) و (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا). طبعاً الكلام في هذا طويل يعني لما يقول أحياناً رب العالمين مثلاً هنا يقول يا محمد قل ثم يقول قولوا والله يقول (وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ ﴿231﴾ البقرة) هذا يعني أنك أنت المسلم هذا القرآن خالد ولا شك فيه ولا لحظة لأنك أنت قلت أنت آمنت بذلك، آمنت بما أنزل عليك (تصديق الربوبية والوحي)، بما أنزل إليك (تصديق الرسالة والرسول) رب العالمين يخاطب كل الأمم القادمة، كل المسلمين القادمين في الأجيال القادمة يقول لهم قولوا آمنا بما أنزل علينا، رب العالمين بهذه العبارة التي كررها على الأمم فمرة قال للنبي صلى الله عليه وسلم مرة قال قل إلينا وقل علينا وفهمناها، يقول للأمة قولوا ما أنزل علينا الأمة لماذا؟ رب العالمين يعلمنا بهذا أسلوباً من أساليب التعامل مع القرآن، وهذا القرآن الذي ثبت عندنا بالتجربة أنه صالحٌ لكل زمان ومكان كيف ذلك؟ أن أسلوب التعامل معه أنك عليك أن تفترض أن القرآن أنزل عليك اليوم، نحن الآن في القرن الخامس عشر، في القرن العشرين بعد 15 قرن من الإسلام وإلى يوم القيامة كل قرن عليه أن يتعامل مع القرآن كما لو كان أنزل عليه الآن، (أنزل عليه) لماذا؟ عليه أن يفهمه بموازين عصره وبفتوحات عصره وبعلوم عصره وبحاجات عصره وإلا لا تفقه معناه يبقى معطلاً، ما السبب؟ السبب أن التوراة والإنجيل حرفت بالكامل لماذا؟ لأن التوراة والإنجيل ليست هي معجزة النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا موسى وسيدنا عيسى، الكتاب التوراة والإنجيل ليس بمعجز معجزة سيدنا موسى كما تعرفون العصا وفلق البحر وكثير من المعجزات التي رآها بنو إسرائيل بأعينهم ومع ذلك كذبوها وسيدنا عيسى عليه السلام كما تعرفون أيضاً يعني يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى الخ المعجزات اليقينية فالفرق بين القرآن الكريم والتوراة والإنجيل أن القرآن الكريم هو معجزة النبي الخالدة وليس له معجزة أعظم ولا أول ولا بعد ولا قبل هذه المعجزة من حيث أن هذا القرآن يستطيع كل واحد منذ أن أنزل ونزل إلى يوم القيامة أن يفهمه فهماً مخالفاً للآخر وكلاهما صحيح، كل واحد يفهمه بعقليته ومدى معرفته وفرشة حضارته وحاجاته وتقاليد عصره وتقاليد مجتمعه. الكلمة القرآنية معبأة بمعانٍ لا حصر لها ولاحظ أنت المفسرين في كل جيل لاحظ أنت بين كل مفسر ومفسر حوالي مائة سنة كل واحد يأتي بمعنىً جديد لم يخطر على بال الذي سبقه وكلاهما صحيح ذاك صحيح في زمانه وهذا صحيح في زمانه وكلٍ منا عليه أن يفهم القرآن كما لو كان قد أنزل عليه الآن هذا الفرق.

(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ﴿126﴾ آل عمران) – (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ﴿10﴾ الأنفال)

المشاركة الأخرى من أم حسين من المملكة تتكلم في قوله تعالى (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ﴿126﴾ آل عمران) وفي سورة الأنفال (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ﴿10﴾ الأنفال) طبعاً كل المفسرين لا يفرقون بين الآيتين. وهذا أسلوبٍ متكرر كقوله تعالى (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ ﴿12﴾ فاطر) (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ ﴿14﴾ النحل) وكقوله تعالى (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ﴿173﴾ البقرة) (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ﴿115﴾ النحل) وهذه أمثلة في القرآن الكريم تتكرر ورب العالمين يلفت نظرك إلى هذا أو إلى هذا مرة هكذا ومرة. فرب العالمين عندما قال (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) بهذا القرآن لما قال تطمئن قلوبكم يعني يتكلم عن القلب المطمئن وينبغي أن يكون قلب المؤمن مطمئناً لأن اطمئنان قلب المؤمن هو هدف من أهداف هذا القرآن الكريم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿27﴾ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿28﴾ الفجر) من حيث أن هذه النفس والقرآن الكريم يطلق كلمة النفس على القلب والقلب على النفس أحياناً وهذا كلامٌ آخر تحدثنا عنه سابقاً والآن العلم الحديث يثبت أن التفكير يبدأ بالقلب وليس بالدماغ. كان سابقاً يقولون كل كلمة قلب يعني دماغ لا، الآن القلب القلب والدماغ الدماغ والنفس النفس. فرب العالمين يقول (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) قدّم اطمئنان القلوب يعني عليكم أن تجتهدوا لكي تطمئن قلوبكم بهذا القرآن الكريم. لما يقول (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) يجب أن تتعامل مع القرآن تعاملاً علمياً بفهمٍ وتدبر لكي يستطيع هذا القرآن بفهمك هذا أن يُدخِل الطمأنينة على قلبك ونفسك إذاً هما قضيتان قضية أن القرآن مشحون بقوةٍ جدلية بحيث يستطيع أن يُطمئِن أي قلبٍ أو أي نفسٍ متزعزعة، وعلى نفسك أو قلبك أو عقلك أن يكون مطمئناً  إذن هما قضيتان قضية أن هذا القرآن كيف تتعامل معه تعاملاً تستل منه قدرته على الطمأنينة، القضية الثانية عليك أن ترعى قلبك أو نفسك أو عقلك لكي يطمئن من تعامله ذلك مع القرآن الكريم وهكذا في كل الأساليب كما قال تعالى (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ) هذا يتكلم عن إعجاز الله في الملاحة وكلكم تعلمون أن الملاحة لها قوانين وعلم هائل لها كليات بحرية وفيها من إعجاز الله العجب من قوة هذا البحر هذا الفلك يعني قوانين الفلك شيء عجيب هذا استطراق الماء خيال لما يقول (فِيهِ مَوَاخِرَ) يتكلم عن إعجاز الله في البحر إذاً عليك أن تتأمل تأملين تأمل في المراكب والبواخر والطرادات والغواصات هذا العالم الهائل كيف وضع الله له قواعد وقوانين خالدة لا يفعلها إلا رب ثم القضية الثانية أن تتأمل في البحر نفسه كيف وضع الله له قوانينه وما أودع فيه من أسرار.

اتصال من الأخ صالح من السعودية: يا شيخنا عندي تصور أريد أن أطرحه، في قوله (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ﴿29﴾ القصص) أرى أن من توقير الله عز وجل لأهل العقود وتعظيم عقودهم التي بنيت على حلال وعلى أمرٍ مباح أن الله تعالى لم يبعث هذا النبي إلا بعد أن قضى أوفى الأجلين، وهذا من تعظيم الله عز وجل للعقود وما ينبغي أن نكون عليه أمة الإسلام. الأمر الآخر لو تفضلت لي يا شيخ نريد منك وصية في نهاية كل حلقة يستفيد منها الناس.

الإجابة: يا شيخ صالح القضية الأولى صح (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ) لما هو أخذ أبعد الأجلين رب العالمين أكرمه وكل من يكرم الآخر يكرمه الله عز وجل. أما الوصية ثق يا سيدي عليك أنت ومن يسمعني جميعاً أن لا يدب اليأس في قلوبكم، ثق يا أخي الكريم أن الأمة الآن تنظف نفسها من أعلام وشخصيات زائفة وأفكار زائفة وجماعات زائفة وطائفيات زائفة. الأمة الآن تتنظف وكل شيءٍ انكشف الآن جميع الدمامل جرت قيحاً وانتهت وتطهرت والعالم كله الآن المسلمون جميعاً على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وفئاتهم بدأوا يستيقظون من هذا الغبش الذي ناموا عليه قرناً من الزمن أو أكثر من قرن تبين الزيف والآن رب العالمين فتح على الناس بصائرهم وحينئذٍ (فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ﴿108﴾ يونس) ولذلك أنا لست متشائماً مما من ظاهر حال الأمة أنها في أسوأ حالاتها هذه الهجمة العظيمة من أعداء هذه الأمة هجمة في كل الحالات على العلم والتعليم والمساجد والإذاعة والتلفزيون والتاريخ هجمة شاملة هذه هجمة أيقظت الأمة إيقاظاً عجيباً ولولا وخز الإبرة ما استقام الثوب. وحينئذٍ إن هذا السيف محاء للخطايا فالقتلة والمكفرون والمستعمرون والسراق الذين سرقوا كل أموال الأمة في كل عهودها ممن يدّعون الحرية والمساواة والديمقراطية جاؤوا لصوصاً سارقين حتى شعوبهم تعترف بهذا الآن. العالم كله يصحو الآن لقد زالت نظرية الإمبراطورات الفاضلة وما شاكل ذلك والقوى التي لا تقهر هذا انتهى. إن لله في هذا العالم شأناً بدأ العالم ينظف نفسه ويكشف الأكاذيب والأضاليل والاستحواذ واللصوصية المقنعة بحقوق الإنسان كل هذا انكشف الآن لم يعد أحدٌ يجهل ما يجري. هذه الخطوة الأولى وهي الهدم من أراد أن يبني عمارة فلا بد أن يهدم ما كان من خرائب قبلها ويسوي الأرض. فالأرض الآن تسوى وبعدها يأتي البناء فلا بأس عليك ولا على كل المسلمين فالمسلمين الآن يستيقظون وسوف يفيق هؤلاء الضالون من كل مكان ومن لم يفق ستجرفه حركة الإسلام إن شاء الله وحركة التاريخ وحركة الحقيقة. والحقيقة هي لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله من قالها وصلّى إلى القبلة فهو أخوك، إياك أن تغتابه أو تشتمه أو أن تكرهه تخلد في النار ولذلك الأمة توحد نفسها حول لا إله إلا الله والقِبلة بلا طائفيات ولا مذهبيات ولا حزبيات وحينئذٍ سوف تبدأ عهداً جديداً إن شاء الله.

إتصال من الأخت أم زيد من عمان: سورة العنكبوت (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)) وفي لقمان (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا (15)).

الإجابة: هذه تكلمنا عنها في أول يوم بدأنا البرنامج وإن شاء الله نعيدها في وقت آخر ويبدو أنك ما سمعت الحلقة الأولى.

في قوله تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴿30﴾ الزمر) (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا ﴿122﴾ الأنعام) هذه الشدة جملة معنى آخر(إِنَّكَ مَيِّتٌ) يعني ستموت ميت ميت الآن القرآن الكريم يرسم بالحرف والضمة والكسرة والماضي والمضارع والتقديم والتأخير هكذا ينبغي الآن أن نبدأ بفهم القرآن وهذا وجه من وجوه إعجازه كما تكلمنا في برنامج سابق عن الكلمة وأخواتها وهذه أيضاً لأول مرة ليس هناك كلمة تشبه كلمة والآن ليس هناك آية تشبه آية كل خلاف بين الآيتين كما تفضلتي بينهما فرق بالمعنى هائل.

إتصال من الأخ داوود من عمان: أود يا دكتور أن أوضح بعض النقاط المؤيدة لكلامك تماماً أنه الآيات بالحلقة الماضية (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴿41﴾ الرعد) (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴿44﴾ الأنبياء) الحقيقة أنه كثير تفسيرات موجودة بالتفاسير مثلاً هنا على سبيل المثال حتى أقارن بالتفسير الحالي الموجود الآن تقريباً يعني مثلاً قال ابن عباس (أولم يروا إنا نفتح لمحمد الأرض بعد الأرض) وقال في رواية أخرى( أولم يروا إلى القرية تُخرّب حتى يكون العمران في ناحية) وقال مجاهد وعكرمة (ننقصها من أطرافها أي خرابها) وقال الشعبي (لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ولكن تنقص الأنفس والثمرات) الحقيقة التفاسير كثيرة جداً يا دكتور ولكن سمعت من أحد الشيوخ الكبار وهو أميّ يعرض لي تفسيراً أود طرحه على سيادتك، أنه يفسر هذه الآية بالأوزون الناقص في الجو يقول أن هذا الأوزون عندما نقص في الجو تسربت أشعة الشمس بشكلٍ أكبر من السابق فأدت إلى ارتفاع الحرارة على هذا الكوكب ثم بعد ذلك من نتيجة ذلك أنه زاد ذوبان الثلوج في القطبين وهذا الآن مسجل ومسيطرٌ عليه ومحدد يعني كم هي الزيادة فالبحر يزداد ارتفاعاً وينقص الأرض من جميع أطرافها وهو التفسير العلمي الحالي وهذا يتطابق مع ما وجهت به ومشكور والله يزيد في خيرك.

الإجابة: جزاك الله خير كما تفضلت في الحلقة الأولى واليوم في بداية الحلقة تكلمنا أن على المسلمين أن يفهموا هذا القرآن فهماً جديداً على وفق معارفهم وفتوحات الله عليهم والله يقول (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴿53﴾ فصلت) وقلنا أن هذا القرآن المعجز في كل جيل يأتي بمعجزة وبالتالي هذا الذي ذكرته يضاف إلى مائة تأويل وتأويل الذين قالوا ابن عباس وغيره الله يرضى عنهم قالوا كان في زمنهم صحيح لأن هذا هو مستوى عقولهم ومستوى تفكيرهم فهم أخذوا منه الحاجات التي تتناسب مع علمهم وثقافتهم نحن الآن كما تفضلت فتح الله علينا فتحاً جديداً اكتشفنا في هذه الآية وجهاً آخر معجزاً. وقلت سابقاً إلى يوم القيامة قبل يوم القيامة بيومين سوف يأتي من يكتشف في هذا القرآن معنى جديداً مدللاً عليه بالعلم لم يسبق فهمه من الأجيال السابقة هنا الإعجاز. الإعجاز أن هذا القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تنقضي عجائبه) ثم يوم القيامة كما قال تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ ﴿53﴾ الأعراف) حينئذٍ التأويل النهائي المدهش المعجز إعجازاً مطلقاً سيأتي يوم القيامة. وبارك الله فيك على هذا الإنجاز وأنت تقول أن هذا رجل أمي! هذا العلم ليس فيه كبير، رُبّ أميّ يعرف من تأويل آيتين تنقدح في ذهنه ما لا تنقدح في عقل شيخٍ ولا أستاذ ولا دكتور هذا من فتح الله كما قال الدكتور نجيب في الحلقة السابقة عن الإمام الرازي قال (إن هذا العلم الفرق بين آية وآية لا يعرفه إلا من فتح الله عليه ورب أمي يفتح الله عليه بما لا يفتح على أستاذ) لماذا؟ إن هذا العلم هذا لا يهدى لعاصي وحينئذٍ كما يقول الشافعي:

شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي        فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأعلمني بأن العلم نورٌ     ونور الله لا يهدى لعاصي

فعلى قدر قربك من الله تستطيع أن تفهم منه. الآن بعد هذه الفتوحات بنسبة تقواك. وثق هذا الرجل الذي تكلمت عنه الله أعلم به ربما يكون صلاحه أكثر منا جميعاً وكلما مرت الأيام أهل الصلاح ينقدح في أذهانهم تأويل لا نعرفه نحن وهذا من إعجاز القرآن أيضاً لأن أهل القرآن أهل الله وخاصته. من أجل هذا على الجميع أن يشتغلوا لكي تحشر يوم القيامة كما قال أحد الأخوان كما قال أن نحشر مع أهل القرآن يا سيدي يعني المجاهدين من يحشر معهم؟ حتى الذي يرعى الخيل ويعلفها كل من له اشتراك في عملية القتال هو معهم. العلم كما قال صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء الذي يملأ الدواة ويبري القلم ويحضر لشيوخ كذا كل من له علاقة بالعلم فما بالك بمن يفكر بالقرآن؟! فيحشرون زمرة واحدة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ﴿73﴾ الزمر) ومن أعظم الزمر زمرة القرآن الكريم.

دكتور نجيب: ألا ترى أن ما تفضل به الشيخ داوود يمكن تنزيله إلى ما حدث أخيراً من فيضانات وخاصة في تسونامي من غياب كثيرٍ من الجزر واليابسة كأنها نقصان من تلك الأطراف وامتداد للماء؟

الإجابة: أكيد بدليل دكتور لو رب العالمين أراد ناحية واحدة من النقصان لقال أنقصناها بكذا، ننقصها من كل الجوانب وانظر إلى الآية (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾ البقرة) هناك نقصٌ بالعلم نقص بالعلماء نقص بالأطراف نقصٌ كما قال حكاية الأوزون نقصٌ بالتسونامي كما قلت يعني نحن عندنا هذه كلمات القرآن عامة وكل جيل يجد فيها معنى إضافياً جديداً هكذا.

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿21﴾ الأنعام) – (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿17﴾ يونس)

قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿21﴾ الأنعام) هذا بسورة الأنعام في يونس (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿17﴾ يونس). الأولى لا يفلح الظالمون يخاطب بها بنو إسرائيل من حيث أن هؤلاء تحريفهم استمر إلى يوم القيامة حرفوا التوراة والإنجيل إلى يوم القيامة كما قال تعالى (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴿46﴾ النساء) وفي آية أخرى (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴿41﴾ المائدة) يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون على الله عز وجل وقد كذبوا على موسى قال لهم: قولوا حطة قالوا: زمحيطة من أول يوم. إذا ًهناك تحريف في التوراة والإنجيل من يوم ما نزل، ورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا. (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) هذا على امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين حرفوا التوراة والإنجيل تحريفاً يكاد يكون مسخاً لكلا الكتابين الكريمين. هذا رب العالمين قال (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لأن هذا شرك وكلنا نعرف أنهم قالوا أن عزير ابن الله والمسيح ابن الله وغير ذلك كثير فرب العالمين قال (لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) وهم المشركون، الثانية (فَمَنْ) هنا الكلام مبتدأ هنا بالفاء بناءً على آية قبلها (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ﴿15﴾ يونس) قال (فَمَنْ أَظْلَمُ) تفريعاً على هذا، لماذا قال لا يفلح المجرمون؟ لأن هؤلاء كفار قريش وزعماء قريش وقادتها ما حرفوه من أجل تحيز ديني اليهود والنصارى الرهبان والأحبار حرّفوا القرآن من منطلق طائفي وفئوي ومذهبي كما هو معروف. كل واحد يفسر التوراة والإنجيل وينحرف بها على وفق ما تحققه مصلحته باعتباره مذهباً أو طائفة من هؤلاء وهؤلاء كفار قريش ما كان فيهم طائفة ولا حزب بس غيرة وحسد وقالوا (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿31﴾ الزخرف) كيف هذا اليتيم يصبح نبياً؟ أين المغيرة بن شعبة وأمية بن خلف وفلان الفلاني الخ؟ قضية عنصرية وحسد، فهم مجرمون هذا الفرق بين الظالمون وبين المجرمون. ورب العالمين عز وجل أطلقها إطلاقاً كاملاً لم يذكر أسماء لماذا؟ حتى القرآن رب العالمين برغم أنه حفظه قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾ الحجر) حاولوا وهناك محاولات كثيرة في التاريخ ولكنها فشلت هناك قرآن مسيلمة وفشل هناك قرآن واحد من الزنج وفشل حتى الآن هناك من يدعون أن هناك قرآن اسمه قرآن فاطمة وهذا كله ذهب إلى أدراج الرياح ولا قيمة له وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من إحدى معجزاته قلنا لأن هذا القرآن هو معجزة النبي وليس التوراة والإنجيل هما المعجزتان من أجل هذا القرآن حصين عن التحريف رغم المحاولات وقبل فترة ظهر على صفحات الانترنت قرآن جديد أيضاً لا أدري من الذي عمله كل هذه محاولات يائسة بائسة يفعلها المجرمون لا من منطلق فئة وكذا وإنما من منطلق إجرامي أخلاقي لا أكثر ولا أقل، إذا صار أن التحريف استمر بالتوراة والإنجيل إلى يوم القيامة الآن لا تستطيع أن تدعي أن هذه التوراة هي التي نزلت على سيدنا موسى وأن هذا الإنجيل هو الذي نزل على سيدنا عيسى إطلاقاً كم إنجيل فيه؟ إنجيل لوقا وإنجيل.برنابا وإنجيل متّى أي منها صحيح؟ حينئذٍ هكذا التوراة القرآن الكريم الآية تقرأها في أي مصحفٍ في العالم هي نفسها.

إتصال من الأخت فاطمة من الشارقة: أحب أستوضح عن آيتين متشابهتين باختلاف كلمة واحدة في سورة الحج وسورة لقمان في سورة الحج (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿62﴾ الحج) باختلاف فقط هو في سورة الحج نفس الآية (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿30﴾ لقمان)

الإجابة: كلمة (هو) أضيفت لأن كان النقاش يدور حول قضية يتجسم فيها الباطل كما قال سيدنا إبراهيم (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿79﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿80﴾ الشعراء) يعني عندما جاءت كلمة المرض أن الله تعالى هو الذي يشفي لا حبوب ولا أدوية وإنما هذه كلها أسباب فالشافي هو الله سبحانه وتعالى فحينئذٍ رب العالمين دخل في كلام سيدنا إبراهيم فقط كلمة (هو) عندما قال على ما أذكر (هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ). هنا هذه الآية طبعاً هذا معناه أن هذه الخصومات مع هؤلاء غير هؤلاء في الآية الثانية، فهما جماعتان هذه الجماعة متجسم فيها الباطل. يعني هناك ناس الباطل نسبي هؤلاء الباطل مطلق قال (هُوَ الْبَاطِلُ) لكي يلفت النظر إلى أن هذا باطل مطلق.

إتصال من الأخ محمد من تركيا: في سورة الملك (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ﴿5﴾ الملك) وفي سورة الجن (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿8﴾ الجن) المداخلة التي عندي يعني سبحانه وتعالى نص القرآن الكريم في سورة الملك على أنها السماء الدنيا التي ملئت حرساً شديداً يعني بالمعنى فإذاً لو كانوا رواد الفضاء قادرين على اجتياز السماء الدنيا فإنهم لن يتأثروا بوسوسة الشياطين لأن الشياطين أو الجن لن يجتازوا السماء الدنيا إلى السماء الثانية.

الإجابة: أحسنت، رب العالمين يقول (فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿33﴾ الرحمن) الشياطين وسوسة وأوهام وإيحاءات باطلة هذا الذي طلع على القمر وطبعاً القمر ليس سماء القمر أرض لكن حتى لو وصل إلى السماء بالعلم هو السلطان (فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) أي سلطان العلم وليس سلطان الوساوس والشياطين وكلامك صحيح ومع هذا نقول للإخوان جميعاً الذي ليده من هذه القدحات الجميلة كما تداخل معنا بعض الإخوان يبعثون لنا على الفاكس حتى نثريها ونعرضها لكي يستفيد منها الناس وحتى لا يتعطل عن البرنامج الذي وضعناه الآيات التي رتبناها وعدلناها وشاركنا اشتركنا مع المشاهدين في عرضها إن شاء الله حتى نعطيها حقها.

(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿129﴾ البقرة) – (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ﴿151﴾ البقرة)

مشاركة من أم راضي من الشارقة تقول (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿129﴾ البقرة) (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ﴿151﴾ البقرة) يعني مرة يقول (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ) ومرة يقول لا (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) لماذا مرة رأساً بعد الكتاب تزكية وثانياً بعد الكتاب والتعليم والعلم تأتي التزكية وهذه في غاية الوجاهة ما الفرق؟ جميع الأمم يأتيها النبي هذا جاء بالكتاب وهو العقيدة ثم علمهم من هذا الكتاب الصلاة والصوم والحج يحجون إلى بيت المقدس الخ يعني علمهم أمور دينهم وطبقوها وتعلموا عليها وبعد ذلك تزكو نفوسهم وتزكو أعمالهم وحركاتهم في المجتمع. إذاً أنت بعد أن تكون لك عقيدة سليمة توحيديه وعمل صالح إيماني تصل إلى التزكية هذا في كل الأمم التي أرسل الله لهم نبياًً (بعثنا فيكم رسولاً يتلوا عليكم آياتنا ويعلمكم الكتاب) أول آياتنا يعلمكم الكتاب والحكمة ثم تتزكون وفعلاً الصالحون من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الديانات جاءت عقيدة التوحيد وحدوا الله، جاءهم العمل عملوا ثم مع مرور الأيام صاروا زاكين. التزكية غير، فالتزكية من الوساخة والطهارة من النجاسة أقول أنا طهرت ثوبي من النجاسة وزكيت ثوبي من الوساخة يعني وضعت فيه رائحة وعطرته جميل الخ. فرب العالمين يقول كل الأمم لا تزكو إلا بعد مرحلتين العقيدة التوحيدية والعمل الإيماني إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمجرد أن يقول العبد من عباد الله لا إله إلا الله محمد رسول الله فقط بهذه العبارة إذا كان مصدقاً بها قلبه يزكو، تخيل الآن واحد أو واحدة من الغرب ليس مسلماً وهو يعيش حياة الغرب اليوم كما تعرفون كيف يعيش الغربي حياته من حيث الأسرة من حيث ما يشرب ويأكل من حيث الجار نظام كامل وثقافة كاملة ما أن يقول الغربي أو الغربية لا إله إلا الله محمداً رسول الله بهذه الشهادة انقلب بالمائة مائة صار زاكياً، التي لم تكن محجبة تحجبت والذي كان يعيش مع واحدة من دون عقد راح وتزوج والذي تزوج صار عنده أولاد وصار عنده أعمام وأخوال وعم وعمة وجد وجدة وانتسب إلى هذه الأمة أصبحت النجاسة في ثوبه خمر ما خمر مستحيل لا يصلي إلا على طاهر ولا يصوم إلا على طاهر إذا كان له علاقة جنسية انتهت إذا كان يأكل الربا انتهت وعدد من هذه الفضائل التي في هذه الأمة كل فضائلها وهي التزكية أن الأمة زاكية عن الخمر عن الغيبة عن النميمة تحب الجار تحب الضيف تصل الرحم كل هذا عبارة عن تزكية بمجرد لا إله إلا الله هكذا.

بُثّت الحلقة بتاريخ 2/5/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها