سؤال: ما رد الدكتور فاضل على من يقول أن قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) أنها تدل على أن الله تعالى تعهد بحفظ القرآن ولم يتعهد بحفظ اللغة العربية؟
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) السؤال هل تكفل بحفظ العربية؟. الصلاة، التسبيحات المسنونة، الأدعية المسنونة في الصلاة هي من اللغة العربية إذن اللغة العربية ستبقى، تفسير القرآن ما دام القرآن موجوداً يكون بمعرفة اللغة العربية فطالما هناك قرآن يقتضي تفسيره والقرآن باللغة العربية وهذا يقتضي معرفة اللغة العربية وبيان أحكام القرآن فالقرآن يحتاج إلى بيان أحكامه وهو باللغة العربية وهذا لا يكون إذا لم يعرف اللغة العربية. الرسول r قال “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك” كيف تكون الأمة ظاهرة على الحق وهي لا تعرف اللغة العربية والحق هو كتاب الله وسنة رسوله وهما باللغة العربية؟. ما دام تكفل الله بحفظ القرآن يقتضي هذا حفظ اللغة العربية. فحفظ اللغة العربية كحفظ القرآن، حفظ القرآن هيّأ له أسبابه وجعل له كتّاب وأيضاً اللغة العربية يكون حفظها بتهيئة أسبابها هنالك أسباب ينبغي أن تتهيأ لتحفظ اللغة العربية كما تهيأت أسباب لحفظ القرآن ولذلك ما دام ربنا سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن فاللغة العربية هي محفوطة أيضاً بحفظ الله سبحانه وتعالى.
سؤال: ما دلالة (أم) في قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)؟ هل هي متصلة أو منقطعة؟
(سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) إبراهيم) (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10) يس). المنقطعة بمعنى (بل) جملة منفصلة (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) القلم) بمعنى (بل)، (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ص) بمعنى بل أنجعل؟ (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) الطور) (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (38) الطور) (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ (3) السجدة) بمعنى (بل)، (هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء (16) الرعد) ينتقل إلى أمر آخر وسؤال آخر (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) وما بعدها ليس مرتبطاً بما قبلها، هذه المنقطعة. أما المتصلة فلا يستغني ما قبلها عما بعدها: عندك فلان أم فلان؟. المنقطعة جمل منفصلة أهذا أم هذا؟ بمعنى (بل) هذا يسمى إضراب عن حُكم آخر. (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) القلم) بمعنى (بل)، (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ (21) الشورى) كلها يضرب سؤالاً ثم ينتقل إلى سؤال آخر ثم إلى سؤال آخر فهي منقطعة. بالنسبة للآية (أفلا يتدبرون القرآن) فيها احتمالان: يحتمل لذلك سيبويه قال أرى أنها متصلة يعني هل حصل أو هذا؟ أفلا يتدبرون القرآن الذي وصل إليهم أم على قلوب أقفالها؟ ستجيب بأحدها مثلاً على قلوب أقفالها، المنقطعة أفلا يتدبرون القرآن بل على قلوب أقفالها هذه للتوبيخ، هذا إضراب وليست مرتبطة. فالآية تحتمل إما أنها متصلة على رأي سيبويه والآخر (أفلا يتدبرون القرآن) يعني هم ليسوا متدبرين بل على قلوب أقفالها. فإذن النص يحتمل ولذلك كان هنالك رأيان عند العلماء: قسم قال هي متصلة وذهب إلى معنى الإتصال وقسم قال هي منقطعة يراد بها التوبيخ. ذكرنا سابقاً أن التعبيرات في العربية على قسمين تعبيرات احتمالية تحتمل أكثر من معنى وتعبيرات قطعية ليس لها إلا معنى واحد ودلالة واحدة والاحتمالية قد يراد أكثر الاحتمالات حتى يتسع المعنى فهذه من التعبيرات الإحتمالية.
سؤال: قوله تعالى في سورة الإسراء (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء) هل هذا مجرد توكيد أم فيها أكثر من توكيد؟
(وبالحق أنزلناه) أي أنزلناه بالحكمة الإلهية في الوقت الذي اقتضى التنزيل. ربنا سبحانه وتعالى علِم الوقت الذي اقتضى التنزيل. (بالحق نزل) أي ما فيه من الأحكام هو حق. مثل: مجتمع فيه فساد قامت فيه دعوات للإصلاح قيام هذه الدعوات هذا حق من حيث المبدأ لأن المجتمع يحتاجها لكن هل ما جاء في هذه الدعوات حق؟ هل هذا المنهج حق؟ هناك فرق بين الحق الأول والحق الثاني لكن الوقت يقتضي الإصلاح، هل ما جئت به هو الحق الذي سيصلح فعلاً؟. الحق الأول (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ) الحكمة تقتضي الإصلاح لأن المجتمعات تقتضي الإصلاح (وبالحق نزل) ما فيه من الأحكام هو حق. إذن هو الوقت والحكم حق. مثال آخر: لو اعتدى شخص على شخص وأحيل إلى المحكمة هذه الحالة حق، فحَكَمه القاضي بالاعدام هذا ليس حقاً. إذن الإحالة حق أما الحكم فليس حقاً فالحق الأول غير الحق الثاني. هنا الحق في الإنزال وما فيه من الأحكام (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) إذن الحق غير مكرر.
أنزلناه نحن أنزلناه ونزل عندما أنزله نزل. (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أُنزِل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
سؤال: ما دلالة استعمال عسى ولعل في القرآن الكريم؟ البعض يقولون أنه لا تفيد مجرد الاحتمال والتمني وإنما تفيد التوكيد (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً (7) الممتحنة)
(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) الشعراء) (لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه) ليست واجبة وهو لم يتذكر ولم يخشى، (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) غافر ) ليس واجباً. قسم قيدوها وقالوا هي من الله واجبة وليست في القرآن واجبة. عسى ولعل من أفعال الترجي ويقولون (لعل) فيها معنى الإطماع والإشفاق وخاصة في (لعل) فيها الإشفاق. فهي الترجي، فقسم قالوا هي من عند الله واجبة (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ (52) المائدة) (قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ (129) الأعراف) (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ (5) التحريم) وقسم قالوا ليست واجبة حتى إذا أُسند ذلك إلى الله تعالى وإنما يذكره الله تعالى ليكون الإنسان راجياً من الله (وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45) الأنفال) أي اذكروا الله راجين الفلاح من الله حتى يبقى الإنسان خائفاً من ربه. فقسم من أصحاب التفسير قالوا ليست هي واجبة وإنما المقصود الرجاء من الله سبحانه وتعالى وتقدّر كل حالة بقدرها وليس هناك حكم مطلق بخصوص عسى ولعل. المعنى العام واضح لكن هل هو واجب؟ هذا بحسب السياق. عسى و (لعل) من الرجاء و(لعل) قالوا فيها إشفاق (لا تتأخر لعله يؤذيك) فيها إشفاق وعسى فعل ولعلّ حرف.
سؤال: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) القدر) هل (حتى) هنا مجرد ظرف زمان أي ينتهي السلام بمجرد بزوغ الفجر؟
(سلام هي حتى مطلع الفجر)؟ قالوا ربنا في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير، لا يقدّر ما فيه بلاء في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير والسلام فقط حتى مطلع الفجر أما بقية الليالي فيقدّر فيها ما يشاء من الخير والشر أما في هذه الليلة فلا يقدّر فيها إلا الخير. وقسم قال أن الله تعالى قال (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) قالوا هؤلاء يسلّمون على المؤمنين في هذه الليلة ثم ينتهي هذا إلى مطلع الفجر. فإذن هي سلام من كثرة ما تسلِّم الملائكة على المسلمين والمؤمنين فإذن هي سلام حتى مطلع الفجر أي إشاعة السلام فيها أي أن الملائكة تحيي المسلمين في هذه الليلة، إذن سلام هي. هناك معنين أن الله تعالى يقدّر فيها الخير ولا يقدّر فيها البلاء حتى مطلع الفجر أما في سائر الليالي يقدّر السلام والبلاء. والأمر الآخر في قوله (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) يسلّمون على المسلمين فيشيعون السلام. وقسم قال هي سلام من كل أمر وهي حتى مطلع الفجر، هذه الليلة هي حتى مطلع الفجر كفترة زمنية وحدّ زمني.
(قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) طه) بشرط أن تكون للدلالة على الاستقبال فإن كان الفعل المضارع بمعنى الحال أو المُضيّ لم تنصبه وكانت حرف ابتداء. إذن (حتى) تدخل على حرف وعلى ظرف (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (193) البقرة) (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71) الزمر)
سؤال: ما الفرق بين الرُشد (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256) البقرة) والرَشََد (فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) الجن) والرشاد (وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر)؟
(فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا (6) النساء) في الدنيا، (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256) البقرة)، (وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) الكهف) الرُشد في الأمور الدنيوية والأخروية أما الرَشد ففي الأمور الأخروية لا غير فالرُشد أعمّ ويشمل. الرشاد هو سبيل القصد والصلاح (وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر) أي سبيل الصلاح عموماً، طريق الصواب. الرشاد مصدر. المادة اللغوية واحدة لهذه الكلمات وهي كلها الرُشد والرَشد والرشاد كلها مصادر. رشِد ورَشَد.
سؤال: ما الفرق بين الضُرّ (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ (17) الأنعام) والضَر (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا (49) يونس) والضرر (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ (95) النساء) والحديث الشريف “لا ضرر ولا ضرار”؟
(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ (83) الأنبياء). الضَر مصدر بما يقابل النفع (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا (188) الأعراف). الضرر الإسم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) أي الذين فيهم عِلّة أما الضر فهو ما يقابل النفع. الضرر هو الإسم عام والضرّ مصدر. الضُر ما يحصل في البدن من سقم والضَر المصدر لما يقابل النفع والضرر إسم. نحن عندنا المصدر وأحياناً يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسماً. مثلاً: الدّهن والدُهن، الدَهن هو المصدر دهن جسمه دهناً، والدُهن هو المادة المستخلصة من النبات للدهن. الحَمل والحِمل، الحَمل مصدر حمل والحِمل هو الشيء المحمول تغير المعنى بالحركة من مصدر إلى إسم. الوَضوء هو الماء والوُضوء هو عملية التوضؤ نفسها. هذا تغيير بالحركة.
(وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) مريم) مصدر هذا مفعول مطلق، (وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف) هذا إسم، مدد أي جنود أو غيره، المدّ هو المصدر. الضَر هو المصدر والضرر هو العلّة.
سؤال: ما الفرق بين الزوج (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا (1) المجادلة) والبعل (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ (228) البقرة)؟
(أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) الصافات) لأنهم يعتبرونه سيدهم المستعلي عليهم. الأرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعلاً والبعولة هو العلو والاستعلاء ومنها أُخِذ البعل زوج المرأة لأنه سيدها ويصرف عليها والقائم عليها.
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (35) البقرة) الزوج يأتي من المماثلة سواء كانت النساء وغير النساء (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) الصافات) أي أمثالهم نظراءهم، (وآخر من شكله أزواج) أي ما يماثله. البعل لا يقال للمرأة وإنما يقال لها زوج. (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ (31) النور) يُنظر به الشخص ولا ينظر به المماثلة ولذلك هم يقولون أنه لا يقال في القرآن زوجه إلا إذا كانت مماثلة له قال (اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ (11) التحريم) لم يقل زوج فرعون لأنها ليست مماثلة له، امرأة لوط وامرأة نوح لأنها مخالفة له، هو مسلم وهي كافرة. لم يقل زوج وإنما ذكر الجنس (امرأة). لو قال زوج يكون فيها مماثلة حتى في سيدنا إبراهيم u لما المسألة تتعلق بالإنجاب قال (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ (71) هود) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة، الزوج للماثلة والمرأة للجنس الرجل كرجل والمرأة كامرأة.
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب) فيهن مماثلة لأنهن على طريقه وهنّ جميعاً مؤمنات وأزواجه في الدنيا أزواجه في الآخرة.
سؤال: ما الفرق بين السفاح (مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ (24) النساء) والبغاء (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء (33) النور) والزنى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً (32) الإسراء)؟
هو الفجور، بغى في الأرض أي فجر فيها أي تجاوز إلى ما ليس له. (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ (76) القصص) تجاوز الحدّ. فهي تجاوزت حدها عندما فعلت هذه الفعلة. لذا يقال للمرأة بغيّ ولا يقال للرجل بغيّ (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) مريم) عند العرب لا يوصف الرجل بالبغيّ في الزنا البغاء للمرأة. إشتقاقه اللفظي بغت المرأة إذا فجرت لأنها تجاوزت ما ليس لها. الزنا هو الوطء من غير عقد شرعي. البغاء استمراء الزنا فيصير فجوراً. المسافحة أن تقيم معه على الفجور، تعيش معه في الحرام من غير تزويج صحيح. المسافحة والسفاح هي الإقامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد لأنه تقيم امرأة مع رجل على فجور. كله فيه زنا والزنا أقلهم، إذا استمرأت الزنا صار فجوراً بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح. الرجل يوصف بالسِفاح أيضاً (غير مسافحين). الزنا يوصف به الرجل والمرأة (والزانية والزاني) أما البغاء والبغي فللمرأة تحديداً والسفاح للرجل والمرأة. وكل كلمة لها دلالتها في القرآن الكريم.
سؤال: ما الفرق بين ولدان وغلمان؟
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ (24) الطور) أما ولدان فعامّة (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) الواقعة) لا يقول ولدان لهم لأنهم صغار أما الكبير يكون مثل الأسرة خاص بالبيت. الغلام أقل من الشاب سنّاً أو بداية الشباب إذا طال شاربه.
سؤال: ما دلالة ورود (والمقيمين الصلاة) منصوبة في الآية (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) النساء)؟
(وامرأته حمالةَ الحطب). فالآية الكريمة (والمقيمين الصلاة) لو قرأت الآية (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ) هذا مبتدأ (يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) الأعلى هم المقيمين الصلاة، أي أخصّ وأمدح المقيمين الصلاة. والمؤتون الزكاة معطوفة على ما قبلها. المقيمين الصلاة تشمل كل المسلمين حتى لو كان مريضاً، الصلاة مستمرة في كل الأوقات خمس أوقات في اليوم والليلة أما الزكاة فلا تشمل جميع المسلمين لأنه قد يكون هناك من لا يملك النصاب فلا شك أن المقيمين الصلاة أعلى. الواو هنا (والمقيمين الصلاة) واو العطف لكن تقديره وأخص المقيمين الصلاة. كذلك في قوله تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة) الموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء رفع ونصب. وهي موجودة في شعر العرب وتسمى القطع في الصفات وفي العطف:
سؤال: ما المقصود بآيات الحجاب في القرآن (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ (59) الأحزاب) فهل الستر أوجب أو الكشف أوجب؟
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) الأحزاب) فوق القميص تُعرَف أن هذه حرة وليست أَمَة فلا يتعرض إليها لا أن تعرفها أنها فلانة بنت فلان. نحن الآن من اللباس نعرف الشخص من أين هو؟ في المدينة جُعل الجلباب علامة لمعرفة أن هؤلاء من الحرائر ولسن من الإماء فلا يُتعرض لهن. ذلك أدنى أن يعرفن أن هؤلاء حرائر أقرب أن يعرفن أقرب إلى المعرفة وليس المقصود معرفة الوجه أو كشفه هذا لا يُعرف وإنما الغرض تمييز النساء الحرائر بالجلباب فلا يعتدى عليها، ليس هو الكشف وإنما هو إدناء الجلباب حتى تُعرف أن هذه حُرّة إذا خرجت في الليل والنهار. يكون اللباس علامة أنها حُرّة وفيها معنى الستر.
سؤال: آخر سورة النساء (يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ (176)) قد يُفهم أنه من باب الضلالة أو أن المقصود هنا أن لا تضلوا؟
(وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ (15) النحل) أي لئلا تميد بكم أو كراهة أن تميد بكم. الله تعالى يبين لنا حتى لا نضل والأقرب للتقديرات قسم يقول لئلا تضلوا وقسم يقول كراهة أن تضلوا لكن المعنى واحد يفضي إلى معنى واحد وهو عدم الضلال.