لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 155

اسلاميات
الحلقة 155

اللمسات البيانية في سورة يس

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بضيفنا الكريم معالي الدكتور فاضل صالح السامرائي. الحمهور ينتظرونكم منذ أيام كثيرة فعودٌ حميد. عودة حميدة للدكتور فاضل، معكم على الهواء مباشرة. قبل الإجازة كنا بدأنا بسورة يس وشرعنا في تفسير الآيات الأولى في السورة واليوم نشرع في تفسير الآية السورة (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) نود فكرة عامة عن الآية أولاً.

د. فاضل: لاحظ أن هذه الآية الكريمة وردت بعد القسم بالقرآن (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) لا أعلم إن كنا وقفنا هاهنا لكنا سنبدأ من هنا. هو بعد أن عظّم القرآن بالقَسَم به (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) عادة أنت تُقسم بما هو معظّم إذن هو بعد هذا التعظيم بالقسم في القرآن ثم وصفه بالحكمة (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) إذن هو الآن عظّمه بالقسم وبوصفه بالحكمة. بعد هذا عظّمه بإضافته إلى نفسه، إلى ذاته العليا قال (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) والكتاب يُعظّم من ناحيتين إما من حيث ما أُودع فيه (محتواه) هذا من حيث التعظيم لذاته ومن حيث مرسله، يأتي من جهتين. إما من حيث محتواه، ما هو فيه ومن حيث المرسل إن كان المرسل عظيماً فالكتاب يُعظم، قد يكون الكتاب ليس ذي قيمة لكن يعظم بسبب مرسِله وصاحبه، صاحبه يكون معظّماً لسببين إما أن يكون مرهوباً مخوفاً أو أن يرجى خيره، أحد أمرين. جمع الله ذلك بقوله (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) جمع بين الترغيب والترهيب، مصدر التعظيم. العزيز معناه نافذ الأمر مرهوب، الرحيم يعني ذو رحمة ليس متجبراً ولا عاتياً. إذن هو فخّم الكتاب وعظّمه من ناحيتين من حيث الذات باعتباره حكيم، ذات الله عز وجل وذات الكتاب لأنه قال الحكيم وصفه بالحكمة وهي أمر نفيس وعادل. إذن هو عظم الكتاب من ناحيتين من حيث ذات الكتاب لأنه قال عنه حكيم ومن حيث مرسله (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) إذن هو من ناحيتين. وهناك تعظيم آخر للقرآن في السياق وهو المكان المحفوظ فيه قال (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) تنزيل يعني كان في مكان عالي قال (تنزيل) إذن كان في مكان عالي محفوظ ثم نُزّل إلى الرسول r تنزيلاً. ثم هذا يدل على أمر آخر يدل على رفعة القرآن وعلو مكانته، التنزيل. إذن هو أشار إلى تعظيم القرآن من عدة نواحي القسم به (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) هذا تعظيم ثم وصفه بأنه حكيم (وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) هذا تعظيم بذاته وأنه في مكان عالي وقد نُزّل، هذا تعظيم آخر، ثم أضافه إلى نفسه بصفتي الترهيب والترغيب يعني لم يترك جهة من جهات التعظيم إلا وأشار إليها وذكرها.

سؤال من المقدم: هنا اختار ربنا تبارك وتعالى (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) هل لهذين الإسمين دلالة خاصة وما علاقتهما بالآية والسياق؟

د. فاضل: هذان الإسمان إختيارهما له أكثر من دلالة في السورة وأيضاً في السياق، العزيز هو الغالب كما هو معروف وهذا كما قلنا ترهيب لعباده والرحيم الرحمة. نلاحظ هذه السورة مطبوعة بطابع هذين الإسمين الكريمين (العزة والرحمة). أولاً العزة تظهر بنصر أوليائه ومحق أعدائه فذكر أنه أهلك أصحاب القرية بصيحة واحدة (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)) وذكر أن آلهتهم التي يعبدونها لا تغني شفاعتهم شيئاً ولا يتمكنون من إنقاذ من يريدون إنقاذه، إذن هذه الآلهة ليس لها وجاهة لأن لا تُغني الشفاعة والشفيع وجيه لا تغني شفاعته إذن ليس لها وجاهة ولا ينقذون إذن ليس لها قوة، إذن فآلهتهم ليس لها وجاهة ولا قوة (إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)). وذكر أنه إن شاء أغرقهم فلا معين لهم ولا يتمكن أحد من إنقاذهم إلا إذا أراد هو (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)) لا صريخ لهم يعني لا معين لهم لا أحد يُصرخهم. (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) الرحمة، ثم ذكر أنهم ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم جميعاً فلا يبقى منهم أحد وأنه يحييهم أيضاً بصيحة واحدة (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)) ثم قال (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)) كيف تكون العزة؟. ثم ذكر أنه لو شاء أن يطمس على أعينهم أو يمسخهم على مكانتهم لفعل ولا رادّ لمشيئته (وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)) ذكر أن أمره ينفذ بكلمة واحدة لا رادّ لها يكون ما يريد وأنه بيده ملكوت كل شيء وليس لأحد سواه شيء (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)) هل هناك أكبر من هذه العزة؟! كلها عزة، إذن السورة مطبوعة بطابع العزة من أولها إلى آخرها ثم الرحمة. (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) هذه العزة في السورة، الرحيم تردد ذكر الرحمة والرحيم أكثر من مرة قال (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ (11)) (وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ (15)) (إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ (23)) (إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44)) (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)) (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ (52)) (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)) هذه من ناحية الأسماء. ثم ذكر عدداً مبثوثاً من مظاهر الرحمة سبحانه، ذكر ما جعل في الأضر لعباده من جنات وأنهار وما أخرج لهم من حبّ يأكلون منه قال (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)) وأنه حمل ذريتهم في الفلك المشحون (وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)) وأنه خلق لهم من مثله ما يركبون (وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)) وأنه خلق لهم أنعاماً فهم لها مالكون (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)) وأنه ذللها لهم فمنها ركوبهم وجعل لهم فيها منافع ومشارب تستوجب شكره أفلا يشكرون؟ وجعل لهم من الشجر الأخضر ناراً (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)) وأنه أرسل لهم رسلاً فحذّرهم من عبادة الشيطان وهداهم الصراط المستقيم وغير ذلك من مظاهر الرحمة أيضاً فمظاهر العزة مبثوثة.

المقدم: إذن مظاهر الرحمة بها مصرَّح وبها ملمّح؟ وكذلك العزة؟

د. فاضل: إذن تنزيل العزيز الرحيم تتناسب مع جو السورة على العموم

المقدم: لكن أليس هنالك تناقض بين العزة والرحمة في آن واحد؟

د. فاضل: الجمع بينهما هذا من أحسن ما يكون

المقدم: مرة يخوّف يخوّف ويرغِّب ويرهِّب هذا في هذا دلالة معينة دكتور؟

د. فاضل: سأذكرها بعد أن أبيّن أن العزة إذا لم تكن رحمة كانت وبالاً إذا كان الحاكم ليس رحيماً وكان متغطرساً سيكون متجبراً سيهلك الآخرين كلها عذاب فإن لم تكن فيها رحمة فهي وبال وهي صفة نقص

المقدم: العزة وحدها لا تكفي صفة مدح؟

د. فاضل: لا، حتى تكون معها رحمة. ثم نلاحظ هنالك أمر في ارتباط هذين الإسمين الكبيرين بما بعده في السياق. أولاً نحن لاحظنا اجتماع هذين الإسمين في غير هذه السورة يعني يذكرهم بعد ذكر عدم إيمان الخلق يذكر (العزيز الرحيم)، نلاحظ أمراً هو قال بعد هذه الآية (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) بعد أن قال (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) نلاحظ علاقة هذين الإسمين بهذه الآية (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ) من الأمور الواضحة الظاهرة في القرآن الكريم أنه يذكر هذين الإسمين بعد ذكر عدم إيمان الأكثرين، في سورة الشعراء مثلاً نلاحظ بعد قصة كل نبي مع قومه يقول (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)) ثماني مرات في سورة الشعراء كل مرة يذكر قوم نبي ثم بعد أن يذكر عدم إيمانهم يقول (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). ليس هذا فقط، وإنما ُُذكر هذان الإسمان تعقيباً على موقف أهل مكة من الرسول r صلى الله عليه وسلم قال (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) الشعراء) إذن هي مرتبطة بسياقها ومرتبطة بجو السورة. حقيقة من أسرار هذا الذكر طبعاً من مقتضيات إسم العزيز أن ينصر المؤمنين ويعزّهم ويذل الكافرين ويهلكهم ويمحقهم، مقتضيات الرحمة أن يرحم المؤمنين ويكرمهم وينجيهم ويدخلهم الجنة، هذا من رحمته، ويرحم الكافرين بإلزامهم الحجة لا يعذبهم من غير حجة (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) النساء) هذا من رحمته بهم بعد إقامة البينة عليهم لا يعذبهم من دون بينة، وإنذارهم وتبصيرهم بما سيكون لهم من عاقبة وأن عليهم أن يأمنوا عذابه ويتقوا ناره وأنه أبلغ هؤلاء الكفرة كما أبلغ المؤمنين هذه من رحمته وهم مع كل ذلك يرزقهم ويتقلبون في نعمته كيف يتكون الرحمة؟ هكذا. الحقيقة نأتي إلى السؤال الذي أثرته عن العزة والرحمة كيف تكون، ربنا ذكر ثلاثة أسماء واحداً بالتضمّن وإثنان بالتصريح، التصريح (العزيز الرحيم) والتضمّن (الحكيم) لأنه لما قال (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) القرآن هو كلامه موصوف بالحكمة، أليس المتكلم بالحكمة حكيماً؟ بلى، إذن ذكر الحكيم بالتضمّن عندما قال (القرآن الحكيم) وهو كلامه فيه إشارة إلى حكمته تبارك وتعالى، إذن ذكر إسمين تصريحاً (العزيز الرحيم) وذكر إسماً بالتضمن وهو (الحكيم)، كمال الإتصاف أن تكون هذه من حيث أن العزيز إذا لم يكن حكيماً كان متهوراً يعني تكون العزة من صفات نقصه، العزة تسيطر عليها حكمة، العزة من دون حكمة تهور، هذا نقص، من دون رحمة تسلّط ووبال على الآخرين وأيضاً نقص. الرحمة من دون عزّة ضعف ومن دون حكمة نقص لا يعرف أين يضعها.

المقدم: من مقتضيات الحكمة أن يعرف كيف يضع عزته ورحمته في مكانها.

د. فاضل: يعني أن يرحم في مكان الرحمة أما أن يرحم في غير مكان الرحمة هذا لا يصح، ويعزّ في مكان العزة، كل واحد في مقتضاه، الرحمة من دون عزّة ضعف يسخرون منه ومن دون حكمة نقص لأن هناك مواطن ينبغي أن يكون فيها عقوبة. إذن هذه الصفات كلها يكمل بعضها بعضاً. الحُكم من الحكيم وقد تكون من الحُكم

المقدم: الحكيم من الحِكمة ومن الحُكم؟ إذن لا تعيين ولا تخصيص دلالة معينة؟

د. فاضل: الحكيم من الحكمة ومن الحُكم. لا تعيين ولا تخصيص هو يجمعهم لأن الحكيم في الحكمة والحكيم قال (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) المائدة) الكتاب.

المقدم: هل المادة اللغوية واحدة (حَكَم)؟

د. فاضل: نعم الأصل هو حَكَم وتأتي الحُكم والحكمة هذا من قبيل التوسع في المعنى. في القرآن حكيم وحاكم (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) هو الحاكم لأنه ناسخ وربنا حكيم وحاكم (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) الأنعام) (وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) هود) إذن الحكيم فيها حكمة وفيها حُكم والحُكم من دون عزة ولا رحمة لا يصح، هذا من مقتضيات الحكم العزة والرحمة والحكمة فإذن لاحظ هذه الصفات

المقدم: يعني بالحكمة تتواءم مع العزة والرحمة والحُكم مع العزة والرحمة والحكمة أيضاً

د. فاضل: والعزة معهما والرحمة معهما

المقدم: ولو أفرد واحدة دون الاثنتين الأخريين كان هنالك نقص حاشا لله؟

د. فاضل: حاشا لله، له صفات الكمال

المقدم: دكتور فاضل وأنت تتكلم سرح ذهني ومخيلتي إذن نحن ما تدبرنا القرآن وما فهمنا القرآن على مراد الله سبحانه وتعالى إذن هذه الكلمات مقصودة موضوعة في مكانها لدلالات معينة لا ينبغي أن نحذف كلمة أبداً ليس لأنه كلام الله سبحانه وتعالى لكن يُحدث خللاً في السياق.

د. فاضل: لا يصح. في العقل، في أمور العقل والمنطق لا يصح.

المقدم: إذا نزعنا الحِكمة لا يصح العزيز الرحيم فقط.

المقدم: انتقل ربنا للحديث للرسول عليه الصلاة والسلام (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) فكرة عامة عن الآية

د. فاضل: أثير سؤال (ولتنذر) بِمَ تتعلق؟ هل هو تنزيل العزيز الرحيم لتنذر يعني نزّله لتنذر؟ أليس القرآن حكيماً؟ أليس هو تنزيل العزيز الرحيم؟ لماذا نُزِّل؟ لتنذر. أو أنك لمن المرسلين لتنذر؟ يحتمل.

المقدم: أليس هناك من متعلق حقيقي؟

د. فاضل: لا، هو هذا من التوسع، هو من المرسلين لينذر لأن ربنا تعالى أرسله بشيراً ونذيراً إذن هو من المرسلين لينذر والقرآن نُزِّل لينذر.

المقدم: إذن كان القرآن لتنذر به قوماً وإذا كان الرسول r عليه الصلاة والسلام لينذر قومه والسياق يحتمل؟

د. فاضل: قطعاً السياق يحتمل، فإذن هو الرسول r هو من المرسلين لينذر (وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا (97) مريم) والقرآن أُنزل لينذر، الرسول r ليُنذر والقرآن ليُنذر لأن أحياناً الرسول r يُنذر وليس عنده كتاب، الرسل ليس كلهم عندهم كتب وهو ينذر، هود لم نعلم عنده كتاب وصالح لم نعلم عنده كتاب وقال أنذر.

المقدم: ربما هذا يوضح الفرق بين النبي والرسول r، النبي يبشر دون كتاب

د. فاضل: النبي قد يكون لنفسه وقد يكون رسولاً، الرسول r هو مبلِّغ الرسالة لأن الرسول r قد يكون له كتاب وقد يكون ليس له كتاب ربنا أخبر عن الكتب المعروفة أنها صحف إبراهيم وذكرنا الكتب المعروفة لكن باقي الأنبياء ذكرهم ولم يذكر لهم كتب، لم يذكر عن ذي النون أن له كتاب ولا عن صالح أن له كتاب ولا عن هود أن له كتاب وينذر ويبشّر. فإذن كونه رسول يُنذر وكونه أُنزل له كتاب أيضاً الكتاب يُنذر إذن الإنذار من جهتين. (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6))

المقدم: يعني لم يكن عند آبائهم رسل؟

د. فاضل: غافلون

المقدم: أم كان عندهم وهم غافلون؟ هل هم غافلون أو آباؤهم غافلون؟

د. فاضل: هؤلاء لم يُنذر آباؤهم إذن هم الآن غافلون.

المقدم: (مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ) تحتمل أنه لم يذهب إليهم نبي أم ذهب وكانوا غافلين عنه؟

د. فاضل: بين السيد المسيح والرسول r أكثر من 500 عام 570 سنة، هؤلاء في هذه الفترة لم يكونوا منذرين.

المقدم: إذن هو يتحدث تحديداً عن قوم سيدنا محمد ومن سبقهم (أهل الفترة)

د. فاضل: نعم، هؤلاء لم ينذر آباؤهم فهم غافلون

المقدم: إذن غفلتهم من كون آبائهم لم يُنذروا ولو أُنذر آباؤهم لأنذروا أولادهم ونشأوا هكذا؟

د. فاضل: ربما عصوا أو خالفوا أو اهتدوا كبقية الأقوام (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6))

المقدم: (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) ما معنى حق القول؟ وما معنى القول؟ ما هو القول؟

د. فاضل: الذي عليه الأكثرون أنه حق القول يعني وجب العذاب أو ثبت لهم العذاب. والقول هو قوله تعالى (وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) السجدة) هذا هو القول، حق القول مني أن يملأ منهم جهنم يعني العذاب. إذن حق القول في أكثر ما ذهب إليه أنه ثبت لهم العذاب على أكثرهم فهم لا يؤمنون.

المقدم: وبرّر أنهم لا يؤمنون.

د. فاضل: ليس فقط لم يؤمنوا لكن أحب أن أذكر أمراً آخر: في القرآن الكريم هذا التعبير (حق القول) أو (حقت الكلمة) هذه لم ترد في ثبوت العذاب في القرآن الكريم، كلمة (حق القول) أو حق عليهم القول أو حقت كلمة ربك لم تأتي إلا بثبوت العذاب. مثلاً (قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) القصص) حق عليهم العذاب، (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت) (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) الأحقاف) (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) يس) (فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الاسراء) (لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (72) يس) (فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) الصافات) (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ (19) الزمر) (وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) الزمر) (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (33) يونس) (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) يونس) و (وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) غافر). نأتي إلى ما ذكرته الآن (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) يس) لم يقل فلم يؤمنوا، هو الآن إخبار بما سيكون لهم في المستقبل وهذا إعجاز إخبار بالأمر قبل أن يقع.

المقدم: حق القول فيها عذاب

د. فاضل: (فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) هؤلاء قومك أكثرهم لا يؤمنون حق على أكثرهم فهم لا يؤمنون وفعلاً أكثرهم ماتوا على الكفر

المقدم: حتى نطمئن ونهدأ بالاً العبرة هنا بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟ هل هذه فئة معينة من الناس؟

د. فاضل: (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) هو يتكلم عن هؤلاء تحديداً (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) وأكثرهم مات على الكفر. لم يقل فهم لم يؤمنوا لو قالها بالماضي يكون إخبار عن أمر وقع، ولم يقل فهم غير مؤمنين

المقدم: ألا يُحتج بأن ذلك كتبه الله تبارك وتعالى عليهم وسطّره في قرآنه؟

د. فاضل: علِم بذلك، هذا إخبار عن علمه سبحانه وتعالى كما أخبر عن علمه بما سيقع في المستقبل وأخبرهم كما قال (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) الروم) وما إلى ذلك من أخبار أخبر بها أنها ستقع ووقعت.

المقدم: العبرة أنه سبق في علمه تبارك وتعالى، ما كتب هذا بداية وأوقعه على الناس.

د. فاضل: لا، الآن أخبره بعلمه سبحانه وتعالى وهذا قد تحقق فهذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أنه أخبر به ووقع فيما بعد فهذا من الإعجاز

المقدم: إذن نظرنا إلى هذه الآية (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) نجد القول تقدّم الجار والمجرور في قوله تبارك وتعالى (عَلَى أَكْثَرِهِمْ) مع أننا نجد أنه ربما يحدث العكس في قوله تبارك وتعالى (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم (25) فصلت) أو (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ (96) يونس) فما سر التقديم والتأخير في هذه الآية؟

د. فاضل: كما هو مقرر معلوم في البلاغة وذكرناه أكثر من مرة أنه بحسب الاهتمام، التقديم والتأخير بحسب سياق الكلام وحسب الاهتمام، إذا كان الاهتمام بالقول تحديداً أكثر قُدّم وإذا كان الاهتمام بمن حق عليهم القول يعني الأشخاص أكثر قُدّم، أوضّح أكثر. مثال قال تعالى (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت) (عليهم) يعود على القوم، قدّم (عليهم) لأن السياق فيمن حق عليهم القول يعني على الأقوام الذين حق عليهم العذاب لو ننظر في السياق الكلام أصلاً على أعداء الله على القوم ابتداءً من الآية 19 إلى الآية 29 في فصلت (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)) الكلام عن الناس هم أنفسهم (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)) لاحظ الكلام ليس على القول وإنما على الذين حق عليهم القول يعني المعذّبين (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)) لأن الكلام عليهم قدّم ضميرهم (عليهم). في حين قال (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (33) يونس) قدّم (كلمة ربك) لأن الكلام ليس على هؤلاء وإنما على الله ونعمه وعلى استحقاقه للعبادة (فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) يونس) الكلام على الله سبحانه وتعالى. لما كان الكلام على الكافرين قدّم (عليهم) ولما كان الكلام على الله قدّم (كلمة).

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 5/3/2009م

هل يمكن توضيح أنا فهمت أن إرتباط كلمة الحكيم بالعزيز لكي لا يكون هناك تعثر في القوة لأن هناك كلمات كثيرة في القرآن الكريم ارتبطت بالقوي (إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) إبراهيم) (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ (183) البقرة) ما دلالة استخدام كتب بدل فرض؟ وفي سورة النور (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا (1)) ما دلالة فرضناها بدل كتبناها؟ ما دلالة كل كلمة في سياقها؟

قصة سيدنا موسى مع الخضر هل هي في عالم البرزخ أم في عالم الحقيقة؟

في سورة الأعراف (مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي (178)) بالياء بينما في مواطن أخرى بدون ياء (وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ (97) الإسراء)؟ فما سبب الاختلاف؟

في حلقة سابقة شرح الدكتور (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (7) القصص) وفي سورة أخرى (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ (39) طه) شرحت لنا اللمسات البيانية لكن أقول أن الحالة الأولى مختلفة وكأنها إعداد لما سيحدث بعد ذلك، يعني في الأول ربنا تعالى يعدّه فيقول أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم لكن عندما يأتيك الزبانية اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم يعني يخبرها بما سيحصل بعد ذلك فهل هذا صحيح؟ ممكن.

في قصة سيدنا موسى مع الخضر شرحت لنا فعل الإرادة في كلمة (يريد) لكن ماذان تقول في (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ (77) الكهف) هل الجدار يريد أن ينقض؟ وهل هناك اتصال بين الخضر وبين الجدار؟ وهل كشف له الله سر هذا الجدار؟ نعرف أن الرسول rr سبح الحصى بين يديه والجبل اهتز تحت قدميه وكلّم الشجر والحيوان والنبات والإنسان، فهل الخضر أيضاً هل الجدار يريد؟ هذا تعبير عربي.

(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (26) البقرة) فما دلالة (فما فوقها)؟

الله عز وجل يقول (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي (101) الكهف) وفي آية أخرى (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) الأنبياء) وقوله تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا (93) النمل) وقوله (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر) آيات كلها تتحدث عن البصر لا يحتاج الإنسان أن يكون فقيهاً وإنما تتحدث عن البصر والفهم بالبصر فما اللمسة البيانية في هذا؟

في سورة آل عمران (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)) الآية الوحيد التي وردت فيها كلمة بكة في حين باقي السور والآيات وردت كلمة مكة فما السبب في ورود كلمة بكة في الآية تحديداً؟

في سورة البقرة (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ (53)) الكتاب والفرقان هل نبي الله موسى أُنزل عليه كتاب آخر؟ يقولون الفرقان يعني المعجزات.

رابط فيديو للحلقة 155:

الجزء الأول

الجزء الثالث

الجزء الرابع

رابط آخر للحلقة (فيديو)


بُثّت الحلقة بتاريخ 5/3/2009م2009-03-06 10:19:19الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost