لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 185

اسلاميات

الحلقة 185

اللمسات البيانية في سورة يس

المقدم: نكمل رحلتنا مع سورة يس مستخرجين اللمسات البيانية الموجودة فيها ومتعلمين مما علمكم الله سبحانه وتعالى. وكنا توقفنا في اللقاء المنصرم عند قوله تبارك وتعالى (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) يس) اللافت في النظر في الاية استخدام صيغة ينظرون وليست ينتظرون فما دلالة استخدام هذه الصيغة؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. ذكرنا في الحلقة الماضية أن ينظرون معناها يرون الأمر واقعاً يبغتهم من غير توقع أو ترقب أما الانتظار يترقب وقوع الشيء. عندما قال (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) معناها أنها بدون ترقّب تفجأهم فسيكون الفزع أكبر لأن الذي تفجأه الصيحة يرجف فؤاده من دون توقّع يفزع أكثر ممن ينتظرها، الذي ينتظرها وطّن نفسه عليها لكن إذا حصلت من دون توقع، من دون ترقب وهو منشغل سيكون الفزع أكبر فاختار ما هو أدعى إلى الفزع وما هو أنسب له.

المقدم: في صيغة (ينتظرون) فيها توقع وترقب منهم بحدوث هذا الحدث الجلل وبالتالي يكون الفزع والخوف أقل

د. فاضل: لأن الذي يتوقع الشيء ويترقبه ليس كالذي يفجأه الأمر

المقدم: أما ينظرون فيه فجأة

د. فاضل: فجأة لا يرونه إلا واقعاً فجأة فلا شك أن الفزع سيكون أكبر

المقدم: في أصحاب القرية في نفس السورة في آية سابقة قال (إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يس) استخدم (كانت) بصيغة الماضي وهنا قال (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً) بصيغة المضارع فلماذا هذا الاختلاف وما اللمسة البيانية الموجودة فيها؟

د. فاضل: أولاً الصيحة في أصحاب القرية وقعت فهي حدثٌ ماضي، أما هذه الصيحة لم تقع هي لا تزال في المستقبل فاستعمل المضارع. ثم هناك قال (خَامِدُونَ) وهنا قال (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)) هو عندما قال (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) كأنما أخذتهم من أهلهم (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) يعني يختصمون، خارج بيوتهم في المعاملات والأسواق وما إلى ذلك.

المقدم: (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) هل هي في الدنيا أم بعدما أخذتهم الصيحة؟

د. فاضل: لا، قبلها.

المقدم: الصيحة تأخذهم وهم يخصّمون

د. فاضل: وهم في هذه الحالة

المقدم: يعني في حياتهم، وهم يختصمون في حياتهم تأخذهم الصيحة.

د. فاضل: فناسب (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً) وتلك قال (فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) لأن لم يذكر أنهم خارج بيوتهم بينما هنا لما قال (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) اختلفت الخاتمة (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) باعتبار هم أخذتهم الصيحة فهم خارج الأهل في أعمالهم و(وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)

المقدم: (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) مَنْ؟ الذين أخذتهم الصيحة؟ يقصد بالصيحة الفزع الأكبر؟ هي تأخذ الجميع.

د. فاضل: نعم، ذكر الحالة الأشد. أولئك خامدون كلهم في القرية في مكان واحد لكن لما ذكر هنا (يَخِصِّمُونَ) وتأخذهم الصيحة ذكر حال هؤلاء

المقدم: إذن ليس كل الناس يخصّمون وكأنما القرآن يتحدث عن فئة معينة

د. فاضل: ذكر الحالة الأشد لأن الإنسان يتمنى أن يموت بين أهله أخذته الصيحة وهو خارج أهله هذا يكون أصعب فذكر الحالة الأشد.

المقدم: هل معنى يخصّمون يختصمون؟ لماذا لم يعبر بـ (تختصمون) مع أن القرآن الكريم استخدم صيغة يختصمون في قوله (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر) لماذا قال هنا يخصّمون؟

د. فاضل: يخصّمون أصلها في اللغة يختصمون قبل الإبدال وحصل فيه إبدال، يختصمون أبدلت التاء صاداً وأدغمت في الصاد قصارت يخصّمون. يبقى السؤال لماذا اختار هذا البناء هنا؟

المقدم: لكن الدلالة واحدة

د. فاضل: الأصل الدلالة واحدة. يختصمون حصل فيها إبدال، هذا من الإبدال الجائز. لماذا قال هنا (يَخِصِّمُونَ) تحديداً؟ وقال في آية أخرى (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)؟ نحن عندنا قاعدة لغوية أن هذا الإبدال والتضعيف يدل على الكثرة والمبالغة تضعيف خاص مثل كسر وكسّر وقطع وقطّع وفتح وفتّح وغلق وغلّق مثل (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ (23) يوسف) يدل على الكثرة، على المبالغة، هذا الأصل. هنا لما قال يخصمون صار فيها تضيعيف صار فيها مبالغة في الخصومة. هؤلاء لما كانوا في الدنيا وليس شيء يشغلهم من أمور الآخرة لأن شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء “لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله” إذن هم منشغلون في أمور الدنيا إنشغال كامل فصارت مبالغة في خصومات الدنيا، فهذا يبين أنهم في هذا الوضع وهم مبالغون في الاختصام والخصومة فيما بينهم تأخذهم الصيحة، تأتي الصيحة بصيحة تُسكت الجميع.

المقدم: إذن نحن بخير والحمد لله، بخير حال. والآية (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر)؟

د. فاضل: لم يحصل فيها إبدال. الخصومات في الدنيا فيما يقتضي القضاء والفصل وفيما لا يقتضي يعني ليس كل الخصومات في الدنيا تحتاج للقضاء، قد يحصل كلام وخصومة ورد من غير ما يستدعي القضاء. إذن الخصومات في الدنيا تكون فيما يستدعي وفيما لا يستدعي إذن هي أكثر والمبالغة فيها أكثر، أما عند الرب فيما يستدعي القضاء والفصل

المقدم: إذن هناك حصومات لا تستدعي؟ الخصومة في حد ذاتها؟

د. فاضل: قد لا تستدعي شيئاً إنما قد يختصمون في أمر أو في مسألة يقول هذا كذا وهذا كذا

المقدم: مناوشة كلامية

د. فاضل: إذن المبالغة في الخصومة في الدنيا أمثر لأنه فيما يستدعي القضاء وفيما لا يستدعي القضاء، عند الرب فهي فيما يستدعي القضاء والفصل (وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) طه)

المقدم: ما دخل هذا بالصيغة يخصّمون أو يختصمون؟

د. فاضل: هذه فيها مبالغة وتلك ليس فيها مبالغة، من أين جاءت المبالغة؟ من الإبدال والتضعيف مثل كسّر وقطّع، تلك ليس فيها هذا الأمر، إذن هي نوع من الاختصام خاص، ليس فيها هذا الصوت والضجيج أمام رب العالمين (يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) طه)

المقدم: لها شروط معينة وضوابط محددة للخصومة ليست جلبة هكذا

د. فاضل: لا يمكن أن تكون الخصومات عند الرب مثل التي في الأسواق فيها جلبة (لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) (وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا) إذن تختلف عن هذه الخصومة التي فيها جلبة وصوت

المقدم: كأن المبالغة في قوله (يخصّمون) أيضاً فيها دلالة على الجلبة وعلو الصوت والتناوش أما يختصمون فليس فيها هذا الأمر

د. فاضل: اختصام عادي فيما يقتضي القضاء يتكلم هذا ويسمع الآخر ثم يأذن الحاكم ربنا سبحانه وتعالى فيما يقول الآخر.

المقدم: مع أن الجذر اللغوي واحد والدلالة في المادةاللغوية واحدة لكن مجرد الإدغام والتضعيف والتشديد يؤدي إلى نقل الدلالة.

د. فاضل: لا شك.

المقدم: نحن بحاجة إلى إخراج معجم دلالي لجميع كلمات اللغة العربية

د. فاضل: هذا أمر عظيم كبير لو حصل

المقدم: وأنا أناشد كل من له اتصال باللغة العربية بضرورة إخراج معجم دلالي لجميع مفردات اللغة العربية حتى نتعلم الفروق الدلالية بين الكلمات وبين مدلولات الكلمات.

المقدم: في قوله تعالى (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) يس) طالما هي صيحة وهم يخصّمون فلم لم يقل فلا يوصون على سبيل العجلة والسرعة؟

د. فاضل: هناك فرق بين لا يستطيون التوصية وبين لا يوصون. الإنسان قد يوصي وهو يستطيع التوصية أو يستطيع ولا يوصي، الآن الكثير من الناس

المقدم: الكل يستطيع أن يوصي ولا يوصي.

د. فاضل: لكن من لا يستطيع التوصية طبعاً لا يوصي فهذا أبلغ في النفي

المقدم: الفرق بين لا يستطيع توصية ولا يوصي؟

د. فاضل: نفي الاستطاعة ينفي التوصية ما يستطيع، أما نفي التوصية لا ينفي نفي الاستطاعة

المقدم: كونه ينفي الاستطاعة فقد نفى التوصية أما لو نفى التوصية لا ينفي الاستطاعة

د. فاضل: قد يستطيع ولا يوصي

المقدم: إذا قال “فلا يوصون” معناها يمكن أن يكون عندهم القدرة على أن يوصوا وهذا ليس على مراد الله سبحانه وتعالى؟

د. فاضل: لا، هم أخذتهم أخذة بحيث لا يستطيعون توصية فهو أبلغ لأن نفيها معناه أنه لا يوصوا بينما لو قال لا يوصون لا ينفي الاستطاعة

المقدم: عندهم القدرة على الوصية لكنهم لا يفعلون

د. فاضل: لا تستطيع أن تفعل كل الأمور، هناك أمور لا تفعلها مع أنك تستطيعها لكن إذا لم تستطعها لا يمكن أن تفعلها فعندما قال (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) نفى التوصية لكن لو قال لا يوصون لم ينفي الاستطاعة وإنما نفى الأصل

المقدم: لم قدّم الفعل يستطيعون على توصية؟ والجار والمجرور على الفعل فلم يقل ولا يرجعون إلى أهلهم؟

د. فاضل: لم يجعلهما على نسق واحد. قدّم الفعل على التوصية (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) و (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) أخّر الفعل لم يقل ولا يرجعون إلى أهلهم على نفس نسق السابقة. هذا المذكور هو أعدل الكلام، لو تغير ترتيب الكلام لتغير المعنى وربما لا يصلح.

المقدم: تغير الترتيب يغير المعنى؟

د. فاضل: نعم. هو قال (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) لو قال لا توصية يستطيعون معناها يستطيعون غير التوصية. فرق بين ما قلت شعراً وبين ما شعراً قلت، ما قلت شعراً أنت نفيت الشعر ولم تنف شيئاً آخر، ممكن تقول أشياء أخرى، أنت لم تتعرض لما هو غير الشعر لكن لما تقول ما شعراً قلت أنت أثبت القول لكن غير الشعر، ما شعراً قلت لكن قلت شيئاً آخر.

المقدم: القول هذا غير مفهوم ما قلت شعراً؟

د. فاضل: أنت فقط نفيت لم تتعرض للقول.

المقدم: ما قلت شعراً؟

د. فاضل: أنت نفيت قول الشعر فقط.

المقدم: ما أفهمه أنا من الجملة نفي قول الشعر وعدم نفي الكلام

د. فاضل: ذاك أمر آخر لشيء آخر لغير الشعر لم تتعرض له أصلاً لا بالإثبات ولا بالنفي. “ما شعراً قلت” أنت نفيت قول الشعر وأثبت قول آخر غير الشعر، ما شعراً قلت وإنما قلت شيئاً آخر.

المقدم: الذي يفهمه المستمع من جملتي شعر وقول في الأولى أنا نفيت الشعر لكن ما نفيت القول وفي الثانية نفيت الشعر وأثبت القول.

د. فاضل: ما أكرمت محمداً وما محمداً أكرمت. ما أكرمت محمداً أنت ما أكرمته وغيره سكت عنه، ما أثبت الكرم، لكن ما محمداً أكرمت أنت أكرمت واحداً آخر لكن ليس محمداً

المقدم: نفي وقوع الفعل على المتقدم هذا تحديداً وإثبات الفعل لغيره. كيف نفهم (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً)؟

د. فاضل: نفى التوصية لكن لم يثبت غيرها، لم يثبت استطاعة شيء آخر لكن لما قال فلا توصية يستطيعون يعني يستطيعون أموراً أخرى غير التوصية.

المقدم: ومراد الله أن ينفي الاستطاعة بأجمعها. (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) ما قال ولا يرجعون إلى أهلهم؟

د. فاضل: لو قال وما يرجعون إلى أهلهم نفى الرجوع إلى الأهل لكن لم ينفه أو يثبته إلى جهة أخرى، فقط نفى الرجوع إلى الأهل. لكن (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) يعني يرجعون إلى جهة أخرى وهي الله.

المقدم: لو قال ولا يرجعون إلى أهلهم؟

د. فاضل: فقط نفى الرجوع إلى الأهل لكن لم يثبت الرجوع إلى جهة أخرى.

المقدم: وهنا (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)؟

د. فاضل: نفى الرجوع إلى أهلهم وأثبته إلى جهة أخرى وهو الله سبحانه وتعالى يعني يرجعون إلينا.

المقدم: الموقف في هذه الاية لا يسير على نسق واحد ولكلٍ تبريره لغوياً.

د. فاضل: لغوياً وليس اختياراً. اترك هذه المسألة الآن لو رجعت إلى كتب اللغة أو كتب البلاغة سيعطوك هذه المعلومات وليس لها علاقة لا بالقرآن ولا غير القرآن.

المقدم: إذن هذه ليست تعصبية مذهبية في تفسير القرآن وفهمه أن هذا هو النسق الأمثل الذي اختاره الله سبحانه وتعالى؟

د. فاضل: لو رجعت إلى دلائل الإعجاز وأشعار العرب ليس لها علاقة بالقرآن هذه المسألة وإنما هذه مسألة دلالة، دلالة جملة ما لها علاقة بالآية وغير الآية ولا بالقرآن ولا بغير القرآن. عندما تقول ما أكرمت محمداً أنت نفيت الإكرام إلى محمد ولم تتعلق بغيره لا بإثبات ولا بنفي لكن عندما تقول ما محمداً أكرمت أنت نفيت الإكرام عن محمد خاصة وأثبت الإكرام لغيره. ليس لها علاقة بالقرآن. نحن نطبق قواعد اللغة على التعبير فقط هذا عملنا ما ننظر إلى كونه هذا نص قرآني أو غيره لكن ما نفهمه من هذا النص، قواعد اللغة فقط.

المقدم: وبالتالي هو هذا التعبير الأمثل (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)

د. فاضل: وهذا البرنامج هو لغوي

المقدم: أحسنت أنا أريد أن أثبت على هذه النقطة.

د. فاضل: هذا البرنامج لغوي وليس برنامجاً دينياً لأني ليس لدي اختصاص في الدين ولا في الفقه أنا اختصاصي بالنحو، فهذا البرنامج لغوي (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) يس)

المقدم: هنا (وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) نفى الرجوع إلى أهلهم وأثبته إلى جهة أخرى وهو الله سبحانه وتعالى

د. فاضل: ولو قال ولا يرجعون إلى أهلهم نفى فقط الرجوع إلى الأهل ولم يثبته إلى جهة أخرى بينما هو أراد أن يثبت الرجوع إليه

المقدم: والكفار فهموا هذا المعنى من هذه الآية؟ هم فهموا أنه لا يرجعون إلى أهلهم لكنهم يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى؟

د. فاضل: قطعاً.

——–فاصل——–

المقدم: من يتشدقون ويقولون إن هذا القرآن من عند الرسول r صلى الله عليه وسلم هذا أمر يُدرأ؟

د. فاضل: لا يمكن

المقدم: في قوله تبارك وتعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51)) الملاحظ في هذه الآية إذا قارناها بما سبق عبّر عن الأولى بالصيحة وفي الثانية يعبر بالنفخة في حين في سورة الزمر ربنا يعبر عن الحالتين بالنفخ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68)) فلماذا هذا التغيير؟ وهل هي نفخة أو صعقة؟

د. فاضل: هي نفخة وصعقة كلها. لكن كل واحدة توضع في سياقها

المقدم: النفخ والصعق؟

د. فاضل: الصعق للناس والنفخ ينفخ المأمور بالنفخ وهو إسرافيل, لكن الفرق بين الصيحة والنفخة. لما ذكر (يخصمون) في سورة يس، عندما يكون جلبة وضوضاء كيف تقطع هذا؟ تقطعها بصيحة أعلى منها حتى يسكتون. لما ذكر (يخصمون) فيها جلبة وأصوات يحتاج إلى صيحة تسكتهم. هنا في سورة الزمر لما قال (فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ) الصعقة غشية سواء أنه يُغشى عليه أو يموت.

المقدم: الصعقة تحتمل غشيان أو موت؟

د. فاضل: نعم ليس بالضرورة موت (وَخَرَّ موسَى صَعِقًا (143) الأعراف)

المقدم: ماذا نفهم من هذه الآية؟

د. فاضل: ثم قال (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) لأن المصعوق يراد له نفخ حتى يستفيق. تلك صيحة، خصومة فذكر كل واحدة في سياقها.

المقدم: وهنا قال (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) نفخ

د. فاضل: الصيحة ذهبت والآن النفخة حتى يستفيقوا

المقدم: ذهب علو الأصوات في الخصام. العمل واحد لكن ربنا تبارك وتعالى استخدم الصيغة المناسبة في المكان المناسب، حينما كان الموقف يتطلب صيحة قال صيحة وحينما كان الموقف يتطلب نفخة قال نفخة.

د. فاضل: ليست هناك خصومة الآن هم في قبورهم.

المقدم: مع أنه في الزمر هناك الحالين وحتى ما ورد في الزمر ربما الناس تختصم أيضاً

د. فاضل: لم يذكر هذا الأمر في السياق.

المقدم: أنت تركز على مسألة السياق

د. فاضل: ليس أنا وإنما القدامى مثل إبن كثير وغيره يركزون على السياق

المقدم: إذن فهم القرآن لا يتأتى بعيداً عن السياق أبداً؟

د. فاضل: يقولون السياق من أكبر القرائن. من أكبر القرائن ملاحظة السياق.

المقدم: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) ما معنى الأجداث؟

د. فاضل: القبور.

المقدم: لماذا استخدم هنا الأجداث بدل القبور مع أنه ذكرها في القرآن الكريم (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) الممتحنة) (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) العاديات) فلماذا استخدم الأجداث هنا؟

د. فاضل: الاستعمال في القرآن إستعمال دقيق وغريب. الجَدَث الذي هو القبر هو مفرد أجداث، الجدث هو قريب من لفظ (الجَدَثة) هو صوت الحافر والخُفّ، حافر الفرس والخف صوت قدم البعير وغيره على الأرض وصوت مضغ اللحم أيضاً. ليست بينهما إلا التاء (جدث وجدثة) الجدثة صوت الحافر أو الخف أو مضغ اللحم. ربنا سبحانه وتعالى لم يستعمل الأجداث إلا عندما يخرجون من القبر سراعاً (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر) (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) المعارج) (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) يس) ينسلون يعني يسرعون، نسل يعني أسرع. لم يستعمل لفظ الأجداث إلا في خروجهم مسرعين وهذا يشبه صوت الخُف وصوت الحافر عند العدو عند الركض.

المقدم: فواءم بين الصوت وبين مقتضى الحال من الخروج من الأجداث

د. فاضل: يشبهه، لما يخرجون مثل صوت الفرس لما تركض أو صوت الخف. لم يستعمل لفظ الأجداث إلا في هذه الحالة. وهنالك أمر آخر الجَدَثة هو مضغ اللحم يخرجون وقد مضغتهم الأرض حقيقة. يخرجون مسرعين وقد مضغتهم الأرض لم يبق منهم شيء، لم يستعمل القبر في هذا مطلقاً وإنما يستعملها في حال السكون والهمود في كل القرآن (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) الممتحنة) (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) فاطر) (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) الإنفطار) كما تقول بعثرت الصناديق، بعثرت الحاجات، لم يذكر الخروج منها، (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) العاديات) صندوق تبعثر والحاجات خرجت، أما الأجداث فهي الخروج من الأجداث سراعاً. فاستعمل القبور في حالة الهمود والسكون والأجداث في حالة الإخراج والعدو والسرعة.

المقدم: مناسبة عجيبة بين حركة ودلالة الكلمة والمسرح اللغوي الذي تعبر عنه.

د. فاضل: عجيبة، اختيار عجيب.

المقدم: قال ربنا (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ (51) يس) بناء الآية قائم على بناء الفعل للماضي مع أن الأمر في المستقبل، هل المقصود يوم القيامة؟ كيف ياتي بصيغة الماضي للتعبير عن أمر مستقبلي لم يحدث بعد؟

د. فاضل: هذا يحصل كثيراً أن تأتي بالفعل الماضي لأمر مستقبل دلالة على أن هذا الأمر الذي يذكره هو بمنزلة الأمر الماضي في الوقوع ليس فيه شك. هل هناك شك في الأمر الماضي؟ لا، فهذا الذي عبر عنه بمنزلة الواضي كأنه قد وقع، يؤكد وقوعه أن هذا بمنزلة ما مضى من الأحداث فيعبر عنه بصيغة الماضي وهذا في القرآن وفي اللغة (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا (71) الزمر) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا (73) الزمر) (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) الحاقة) (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) الواقعة) يذكر أن هذه حقيقة واقعة بمنزلة ما مضى من الأحداث ليس فيها شك أبداً كما أن الماضي الواقع ليس فيه شك فهذه بمنزلة ما مضى من حيث الوقوع، تحقق الوقوع.

المقدم: تتمة لهذا قال في نهاية الآية (فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) ما دلالة المضارع هنا مع وجود الماضي في صدر الآية؟ هل هناك تجدد واستمرار وحركة دائمة؟

د. فاضل: هم يسرعون فإذا هم يسرعون.

المقدم: ما دلالة (إذا) الفجائية هنا؟

د. فاضل: أولاً جاء بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب و (إذا) الفجائية يعني هي رأساً

المقدم: الفاء في اللغة ترتيب وتعقيب لا وقت بينهما

د. فاضل: وقت قصير جداًن رأساً بترتيب وتعقيب بأقرب وقت

المقدم: عندما أقول دخل محمد وعليّ تختلف عن دخل محمد فعليّ؟

د. فاضل: قطعاً. (محمد وعليّ) محتمل القريب والبعيد ومحتمل ليس فيها ترتيب محتمل عليّ الأول محمد الأول أو جاءا معاً أو قد يكون بينهما مدة. دخل محمد فعليّ يعني محمد أولاً بعده بوقت قصير خل عليّ وتعقيب كل شيء بحسبه كما يقول النحاة ويضربون مثلاً يقولون تزوج فلان فولد له إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل

المقدم: تسعة اشهر فقط. إذن الفاء تدل على الفترة الزمنية المنطقية لحدوث الحدث

د. فاضل: نعم، و(إذا) تفاجئهم. بينما في مكان آخر قال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) الروم) كم الفرق بين الانتشار والتراب؟ كثير فقال (ثمّ). وأحياناً يحذفها كلها ويأتي بـ (إذا) مباشرة قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25) الروم) ليس هناك زمن لأن الداعي هنا ربنا وهناك نفخ في الصور.

المقدم: (إذا) فيها الفاء وثم، الفاء لفترة زمنية محسوبة وثم فيها تراخي، هي في الحالتين فيها فترة زمنية، وإذا حذف؟

د. فاضل: ليس هناك وقت قال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ) ما في وقت هنا.

المقدم: لهذا لم يقل ثم ولا قال الفاء

د. فاضل: لم يأت بشيء، هكذا استجابة من دون زمن.

المقدم: لا إله إلا الله.

د. فاضل: استخدام عجيب.

المقدم: لغة في منتهى العجب لأن الأمر مع الله سبحانه وتعالى

د. فاضل: هو الداعي ليس هناك وقت.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 3/8/2009م:

نجوى من ليبيا: في سورة طه يقول تعالى (قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53)) في سياق الاية الكلام لموسى عليه السلام ثم يقول (فَأَخْرَجْنَا بِهِ) بالجمع ولم يقل فأخرج فما الدلالة؟.

في سورة هود بعد قصة صالح (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)) وفي الاية بعدها في قصة شعيب (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)) ما الفرق بين أخذ وأخذت؟

هواري من الجزائر: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص) لماذا ذكر الفؤاد أولاً ثم القلب؟

(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) غافر) لماذا قالوا ربكم ولم يقولوا ربنا؟ وفي آية أخرى (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ (77) الزخرف) لماذا قالوا ربك ولم يقولوا ربنا؟

لماذا حرّق العجل ونسفه في اليم ولم يرمه مثلاً أو دفنه تحت الأرض؟ هل طبّق الآية التي تقول (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا (23) الفرقان)؟

د. فاضل: حرّقه معناه برده بالمبرد وليس يعني حرقه، العجل كان من الذهب برده بالمبرد. (لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) طه) حرّق يعني برد بالمبرد فصار مثل التراب.

عبد الرزاق من الكويت: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) أيهما أهمّ؟

د. فاضل: باختصار، أولاً التقديم والتأخير ليس على الأفضلية دائماً قال (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ (2) التغابن) قدّم الكافر، (لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) الحج) التقديم والتأخير لا يتعلق بالأفضلية وإنما بما يناسب المقام. لما ذكر الزينة (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الزينة تظهر بالأموال (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ (79) القصص) الزينة تظهر في الأموال أكثر مما تظهر في البنين فقدّمها وقال (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). لما يذكر الحب يقدّم البنين لأنهم أحب واثقل في ميزان الله (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ (24) التوبة) فهو هذا بحسب السياق الذي توضع فيها. في الزينة قدم المال لأنه أدعى إلى الزينة وفي الحب قدم الأبناء والتقديم والتأخير ليس له علاقة بالأفضلية وإنما فيما يقتضيه المقام.

بُثّت الحلقة بتاريخ 3/8/2009م


رابط الحلقة من قسم الفيديو

2009-08-04 07:10:13الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost