الحلقة 203:
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. نكمل رحلتنا على أواخر سورة يس ربما نختمها في هذه الحلقة بإذن الله تعالى وتوقفنا في اللقاء المنصرم عند قول الله تبارك وتعالى (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ(81)) نلاحظ أن الله تبارك وتعالى ترقى في الاستدلال من النطفة ثم إلى الشجر الأخضر ثم خلق السماوات والأرض ما دلالة ذلك؟
د.فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد البلغاء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين أما بعد.. هو بدأ الاستدلال بخلق الانسان ثم استدل بما هو مستعجب عند الناس وهو إيقاد النار من الشجر الأخضر فالإنسان خلق من نطفة ذكر للإنسان أصل قال من نطفة وذكر للنار أصل من الشجر الأخضر وهى أعجب لأنها من متغايرين ثم ترقى إلى ما هو أعظم وأعجب لكن لم يذكر السماوات والأرض أصل لأنه خلقها من صرف العدم أى من لا شئ. فترقّى إلى ما هو أعجب!
المقدم: يعنى خلق أشياء من أشياء؟ أما هذه من العدم؟أليس هذا بمعنى الخلق؟ أم خلق على غير مثال سابق؟
د.فاضل: نعم هو خلق على غير مثال ومن غير أصل،لم يذكر للسماوات أصل فهو ذكر للإنسان أصل قال من نطفة وذكر للنار أصل من الشجر الأخضر. المقدم: وذكر من تراب ومن حمأ مسنون وهناك مراحل!
د.فاضل: نعم ، لكن هنا لم يذكر للسماوات أصلاً ، ولذلك ربنا قادر على أن يخلق شيئ من لا شئ.
المقدم: بالطبع هو قادر على أن يعيد الشئ لما كان عليه! لكن في الغالب القرآن يتحدث عن السماوات بالجمع والأرض بالمفرد ، هي سبع سماوات وأرض واحدة أم ماذا؟
د.فاضل: قال تعالى(ومن الأرض مثلهن) لكن هل المثل فى العدد أم في شئ آخر ،لا تنحصر في العدد، لكن جاءت في الحديث (سبع أراضين)ولكن لم يقل في القرآن أراضي لأنها ثقيلة في الاستعمال ، وقال (مثلهن) وأطلق المماثلة والله أعلم، كما أن أراضين فقير في الاستعمال .
المقدم: في قوله تعالى(على أن يخلق مثلهم) لم يقل يعيدهم مثلاً مع أنه المتبادر للذهن الإعادة؟
د.فاضل: ذكر ذلك ليدل على أنه قادر على ما هو أعجب يعنى هو قادر على أن ينشئ خلق آخر من أمثال هؤلاء من غير نطف ، أيهم أدل على القدرة؟ هذا أعجب أن يخلق مثلهم غيرهم ولكن من غير نطف أم أن يعيدهم؟ لا أجزاء متفرقة يجمعها ولا نطف ولا شئ ،ذكر ما هو أعجب.
المقدم: إذن الاستشهاد هنا ليس على قدرة الله فى أن يعيدهم بل أن يخلق مثلهم ؟
د.فاضل: ما هو أعظم .
المقدم: كما خلقهم يعيدهم (وهو أهون عليه)!
د.فاضل: الإعادة أهون ولكن لما ترقى في هذه الأمور وذكر خلق السموات والأرض من غير أصل ، طيب هو يقدر ليس فقط على إعادتك من هذه العظام وهى رميم ولكن ما هو أعظم أن يخلق ناس مثلكم من غير نطف ولا أجزاء متفرقة .أيها أدل على قدرة الله ؟
المقدم: لكن ربما ينصرف الذهن أنه يقصد مثل السماوات والأرض؟
د.فاضل: لم يقل مثلهن قال مثلهم، خاصة بالعقلاء ، قال تعالى (ومن الأرض مثلهنّ) ولم يقل مثلهم.
المقدم: ختمت الآية بقوله تبارك وتعالى (وهو الخلاق العليم) ما دلالة الصفتين الخلاق والعليم وما اللمسة البيانية في اقتران الصفتين؟
د.فاضل: هو ذكر صفتين الخلق والعلم ، أولاً العليم هو أشار إلى أن هذه العظام البالية المتفتتة التى يحييها هى ذرات ربنا يعلمها، ثم العلم وحده ليس كافياً يعنى قد يعلم الإنسان جزئيات آلة لكن قد لا يستطيع أن يركبها ، فالعلم والخلق .
المقدم: يعنى يعلم المكنونات ويعلم كيفية تركيبها؟
د.فاضل: نعم وفى أحسن صورة والخلق من غير علم أيضاً لا ينفع . المقدم: وكأن العلم تقييد للخلق أنه لا ضرر فيه؟
د.فاضل: قد يصنع الإنسان مثلاً أشياء ضارة تضر بالخلق ،فينبغى أن يكون عن علم ، الصفتين معاً ،العلم لا يغنى عن الخلق والخلق لا يغنى عن العلم.
المقدم: لماذا التعريف؟ مع أنه قد يأتى بدون تعريف ( وهو بكل خلقٍ عليم) مثلاً؟
د.فاضل: الخلاق العليم للقصر والكمال لأنه قد يوصف الانسان بالخلق (أني أخلق لكم من الطين)على لسان عيسى ، وقد يوصف بالعلم (إني حفيظ عليم)على لسان يوسف ، ويخلق يعنى يصوّر ، فالخلق له معنيان: الأول الابتداء على غير مثال سابق ومن لا شئ، والثانى أى التقدير والتصوير وهذا المعنى هو ما جاء في كلام يدنا عيسى أى أقدّر وأصوّر ، ولذلك ربنا يقول (أحسن الخالقين). إذن الإنسان قد يخلق وقد يوصف بالعلم لكن لا يوصف بالخلاق العليم.
المقدم: لكن ربنا في الأسماء الحسنى الخالق والبارئ والمصور؟
د.فاضل: تأتى حسب السياق كما هو الحال مع عالم وعلّام ورحيم ورحمن كل واحدة لها دلائل. خلّاق مبالغة .مناسب عندما ذكر خلق الإنسان من نطفة قال قدير وكذلك الخلق هنا ليس واحد فقال خلّاق صيغة مبالغة ، فإذاً هذه الألف واللام هى للقصر والكمال ليس هناك خلّاق عليم غيره. ولكن الذي ذكرته (بكل خلق عليم) لما قال بكل خلق شمل كل الخلق هل ينصرف الذهن إلى غيره؟ فأطلق الكل والشمول.
المقدم: يعنى هنا ربنا لما ختم الآية عن خلق السماوات والأرض قال (وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) وفى آية أخرى قال (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(33) الأحقاف) لماذا اختلفت الخاتمتين مع أن الحديث ربما يكون واحداً عن خلق السموات والأرض؟
د.فاضل: سياق الاية واضح ، الآية التى نحن فيها(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ(81))يخلق مثلهم فيصير خلًاقاً، هناك قال (عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) والإحياء يحتاج إلى قدرة (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، الإحياء غير الخلق.
المقدم: إذا سأل سائل في مسألة خلق السموات والأرض ربنا تبارك وتعالى هل هو خلّاق عليم أم على كل شئء قدير؟
د.فاضل: كلاهما.صفات لله تعالى لكن توضع كل كلمة في سياقها، السياق هو الذي يحدد من الناحية البيانية.
المقدم: لغوياً يجوز؟
د.فاضل: نعم ولكن يبقى البيان والبلاغة! المقدم: هل كانت كل كلمات العرب تجرى مجرى البيان والفصاحة؟ د.فاضل: ليس بالضرورة. فالبعض قد يكون عنده عيب في الكلام أو لا يحسن الكلام ، هناك ناس معروفين في الفصاحة ويُشهد لهم بالبلاغة فيقال أفصح من كذا أو أفصح من كذا .
المقدم: حتى سيدنا موسى شهد لأخيه هارون (وأخي هارون هو أفصح منِّي لساناً)! بمناسبة الحديث عن سيدنا موسى هو أسمر وغليظ اليد وأجعد الشعر وقوي وفيه قوة وغلظة ويكاد لسانه يبين الكلام. والله تعالى يقول (واصطنعتك لنفسي) ؟ ويقول (وأخي هارون هو أفصح منِّي لساناً) كيف نفهم أنه نبي مبلَّغ ومكلَّف بتبليغ رسالة ويقول هذا؟
د.فاضل: ليس كونه أفصح منى لساناً أن يكون أولى بحمل الرسالة، كان سيدنا موسى محبب ومهيب (وألقيت عليك محبة منى) حتى أنه جعل له حب في قلب زوج فرعون (قرة عين لى ولك) مع قوته هذا لا يمنع أن يكون محبب، وعنده جوانب إيجابية قوية ، وفى الحديث (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم)، و(إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم) قال هكذا عن المنافقين وهم منافقون.
المقدم: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)) نود فكرة عامة عن هذه الآية؟
د.فاضل: الآيات التى سبقت هذه ذكر سبحانه وتعالى ما خلق في الماضي (أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ) (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا ) (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الآن هو ذكر الحال والاستقبال (إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يعنى قدرته تامة لا تنحسر في الماضى حتى لا نفهم أن قدرته في الماضي وحُدَّت وأنه ترك الأمور هكذا وإنما قدرته لا تُحَدّ في الماضي والحال والاستقبال وحتى لا نظن أن الأمر قد انتهى.
المقدم: ( كُنْ فَيَكُونُ)الشئ لم يخلق أصلاً كيف نفهم هذا؟
د.فاضل: لما يريده وهذا الشئ هو يعرفه ، معلوم عنده، أنت قد تريد شيئاً تعرفه أم لا تعرفه؟ فهو معلوم عند الله .
المقدم: (فَيَكُونُ) نفهم أن الشئ لم يكن موجوداً بعد فكيف يخاطبه الله (كُنْ )؟
د.فاضل: للشئ الذي يعلمه ربنا ويريده على مراد الله.
المقدم: نقول أمره بين الكاف والنون؟ ما معناها؟
د.فاضل: أى كن أى بين أن تنتهى كلمة كن أى لا شئ بينهما. لا زمن. وهذه الفاء الاستئنافية لم يقل ثم يكون هذه للتراخي، أما الفاء مباشرة بلا مهلة للترتيب والتعقيب. لا يحتاج إلى وقت. هكذا إذا أراده.
المقدم: ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(83)) لماذا بدأ ربنا بالتنزيه لذاته وجلاله؟
د.فاضل: هنالك أمران : أولاً ما أولاه من النعم التي ذكرها من أمور الأنعام وتذليلها والشجر الأخضر وما إلى ذلك من النعم، ثم ذكر الآن (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) فربنا سبحانه وتعالى نزه نفسه عن كل نقص لنعلم أن هذا الخالق المقتدر الذي بيده ملكوت كل شئ هو منزه عن النقص وعن كل نقص فقد يكون المالك المقتدر ظالما غشوما فغالبية الناس يوصفون بالمقتدر وقد تكون فيه صفات نقص هذا الذي بيده ملك كبير وواسع ، محتمل ونحن عرفنا أناس كانوا فقراء وعندما صاروا أغنياء صاروا شكل آخر قفد يطغى ويتغير فالمال قد يغيّر والسلطة وما إلى ذلك، فربنا سبحانه وتعالى نزّه نفسه عن كل نقص مع ملكه وعظمته .
المقدم: ما الملكوت في قوله تعالى (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) ؟
د.فاضل: الملكوت هى المبالغة في الملك مع العز والسلطان مثل الجبروت المبالغة في الجبر والقهر ، عندنا في العربية من المصادر صيغة فعلوت مثل رهبوت ورحموت ، في الحديث (ذلّلت السماوات والأرض بالعزة والجبروت) فهذه من الصفات الدالة على المبالغة ، والملكوت ليس أى ملك إنما هو الملك العظيم مع العز والسلطان .
المقدم: بمعنى ماذا؟ يعنى حتى ربنا لما جعل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يرى ملكوت السموات والأرض، ما المقصود هنا؟
د.فاضل: بمعنى العظمة يرى عظمة الخلق ، كلمة ملكوت ورهبوت ورحموت وجبروت هذه مبالغة وليست كأى مصدر.
المقدم: ما هو الملك إذن؟
د.فاضل: الملك أن تقول هذا ملكى (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ(51)الزخرف) أما الملكوت أعظم ماهو أشمل وأوسع، السماوت والأرض والملائكة ،كلها، مع العظمة والعز والسلطان .
المقدم: فالكلمة تتضمن أمور معنوية أيضاً !
د.فاضل: ولذلك قسم قالوا الملكوت يشمل على الأمر والغيب يعنى الملائكة والغيب أيضاً ، الأمر أى الملائكة الذين خلقهم الله بأمره هكذا ، إذن هو المبالغة في الملك مع العز والسلطان والعظمة ، هكذا ينص أهل اللغة على ذلك.
المقدم: يعنى سيدنا إبراهيم رأى كل هذا؟
د.فاضل:رأى أو شئ منه فأحياناً يرى الإنسان أشياء ولا ينتبه لها وقد يرى شيئاً فينبهر ويتأمل وما إلى ذلك وتأخذه أمور كثيرة.
المقدم: يعنى لو شخص جبار بالمبالغة يقال جبروت؟ ورهبوت كثير الرهبة؟
د.فاضل: طبعاً.
المقدم: هل هذه صيغ سماعية أم قياسية ؟
د.فاضل: نعم سماعية.
المقدم: ( بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) ما معناها؟ هل يمسك بيده؟
د.فاضل: بيده أى المالك المتصرف في ملكه كما يشاء ، اليد للمتصرف حتى لا يظن ظان أنه خلق الخلق وتركهم هكذا كلٌ حبله على غاربه يفعل ما يشاء كما كان يقول البعض. فربنا قال هو مالك الملك وهو يتصرف فيه كما يشاء .
المقدم: لماذا قدم سبحانه وتعالى (بِيَدِهِ ) الجار والمجرورعلى (مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)؟
د.فاضل: حصراً للقصر بيده وحده ليست يد آخر وليس هناك أحد آخر معه.
المقدم: في اللغة العربية تفرّق بين التقديم والتأخير(بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) و (ملكوت كل شئ بيده)؟
د.فاضل: طبعاً. هنا الخبر (بيده) قدّم –إذا كان واجب التقديم يقدّم هذا أمر آخر- لكن في المبتدأ العادى الذي يجوز معه التقديم والتأخير يكون تقديم الخبر للحصر .
المقدم: ( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ما موقعها في سياق هذه الآيات؟
د.فاضل: هذا يدل على أن ما ذكره من الملكوت هنا ليس منحصراً ومقصوراً فى الدنيا وينتهى الأمر وإنما هو المالك بيده الملكوت في الآخرة عند رجوعكم إليه، أى فى الدنيا والآخرة، والتقديم هنا أيضاً للحصر. أى ترجعون إليه وحده ليس إلى غيره.
المقدم: ما الفرق بينها وبين (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله)؟
د.فاضل: السياق هنا في التوحيد وما إلى ذلك وقدرته مثل (إلى الله المصير) و (وإليه المصير) و(وإليه المآب)هذا حصر .
المقدم: هل هناك شئ آخر تود أن تضيفه لنا ونتعلم من لمساتك البيانية في هذه الآية الكريمة؟
د.فاضل: الحقيقة في هذه الآية التوحيد والحشر، التوحيد (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) والحشر (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالإضافة إلى التنزيه وهذا سيفضي بنا إلى أمور أخرى العقل والعلم والقوة والقدرة وأمور أخرى كثيرة يدخل فيها التنزيه .
المقدم: بعد هذا التجوال والتطواف في هذه السورة الكريمة ما الذي تضيفه لنا في طياتها؟
د.فاضل: في هذه السورة ذكر أركان الإيمان كلها الإيمان بالله وتوحيده في البداية (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(5)) وانتهت ب(فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(83)) هذا التوحيد ، وذكر الإيمان بالرسل (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(3)) (مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون(30)) (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(52))، وذكر الإيمان بسيد كتبه وهو القرآن (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(5)) (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ(2))، ذكر الإيمان بالملائكة تصريحاً وتلميحاً لما قال (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(3)) من الذي بلغه بالرسالة؟ ولما قال (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(5)) من الذي بلغ إليه، والتصريح في قوله (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)) ، ذكر الإيمان باليوم الآخر (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)) ، وذكر القدر (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(7)) (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)) فذكر أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، أركان الإيمان كلها.
أسئلة المشاهدين خلال الحلقة :
1- ما الفرق بين الصراط المستقيم والطريق المستقيم؟
د.فاضل: الصراط أوسع من السبل ولذلك قالوا مشتقة من صرط أى يسترط السابلة أي يبلعها ، والطريق أي المطروق الذي يطرقه غيرك وإن كان ضيقاً، أما الصراط فهو أوسع وليس بالضرورة أن يكون مطروقاً، والسبيل أقل وهو يجمع على سبل أما الصراط لا يجمع في القرآن فهو صراط واحد الصراط المستقيم صراط الله .
2- في سورة الواقعة (إنه لقرآن كريم *في كتاب مكنون *لا يمسه إلا المطهرون)هل هذه اللام نافية أم ناهية؟ وما معنى يمسه؟ ولماذا المطهرون اسم مفعول؟ولم تأت الطاهرون أو المتطهرون؟
د.فاضل: اللام نافية. المطهرون هم الملائكة ولو يقل الطاهرون أو المتطهرون، طاهر أى الإنسان أو الماء ، والمتطهر الذي يتطهر من النجاسة أو الحدث، (أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) هذا الإنسان ، فالإنسان ليس مطَهَّر، ، قد يكون طاهراً ولكن ليس مطَهَّر ، (في صحفٍ مكرمةً*مرفوعةٍمطهَّرةٍ*بأيدي سفرةٍ*كرامٍ بررةٍ) وهم الملائكة، المكنون هو المحفوظ، والكلام على القرآن وهو في كتاب مكنون على الأكثر أنه اللوح المحفوظ، وهذا جاء رداً على قولهم (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون) هذا محفوظ ولا يمسه فقط إلا الملائكة المطهَّرون، ولذلك أجاز كثير من الفقهاء أن يمس المصحف من ليس على وضوء ، وليس على جنابة أو حيض ، فقط من ليس على وضوء. لو قال إلا المتطهرون تقطع، ولذلك ليس هناك نص يقطع المسألة على أن غير المتوضئ لا يجوز أن يمس المصحف. إذن المطهرون هم الملائكة حصراً.
بثت الحلقة بتاريخ 23 – 11 – 2009
——————————-
رابط الحلقة على قسم الفيديو موقع إسلاميات
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2029
رابط الحلقة علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat231109
رابط جودة عالية
http://ia341329.us.archive.org/0/items/lamasat231109/lamasat231109.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341329.us.archive.org/0/items/lamasat231109/lamasat231109.rmvb
mp4 رابط
http://ia341329.us.archive.org/0/items/lamasat231109/lamasat231109_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341329.us.archive.org/0/items/lamasat231109/lamasat231109.mp3
2009-11-24 11:39:23الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost