الحلقة 210
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: حينما كان إبليس يحاور الله سبحانه وتعالى في مسألة السجود قال (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)) ولم يذكر هنا من فوقهم فلماذا؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. هو ذكر الجهات الأربع (مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ) لم يذكر الفوق لأن الرحمة تنزل منها، رحمة الله سبحانه وتعالى تنول منها إذا رفع الإنسان يده إلى السماء فليس لإبليس يدٌ في ذلك، إذا نزلت الرحمة حجب عنه وإذا وضع جبهته على الأرض ساجداً لله غُفر له فلم يذكر التحت. إذا رفع يده بالدعاء نزلت الرحمة من فوق وإذا سجد داعياً لله سبحانه وتعالى تكون من تحت
المقدم: ولهذا لم يذكر الفوق والتحت
د. فاضل: هنالك ملاحظة في الاية الكريمة هو ذكر (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) من بين أيديهم يعني أمامهم و (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ) ولم يقل (من أيمانهم). قال (مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ)
المقدم: لما غيّر الاتجاه غيّر حرف الجر
د. فاضل: (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ) (عن) تفيد المجاوزة والابتعاد، فيها بُعد. قالوا لأن في اليمين والشمال ملكين رقيب وعتيد فهو يحذر أن يأتي مباشرة فيأتي منحرفاً، منحرف يخشى الملكين عن اليمين وعن الشمال فيأتي منحرفاً.
المقدم: الله! ملاحظة طيبة بالفعل (مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) فيها ملاصقة؟
د. فاضل: مباشرة
المقدم: (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ) لا توحي بالمباشرة؟
د. فاضل: لا، فيها مجاوزة، يأتي منحرفاً.
سؤال: في الاية 38 من سورة الأعراف (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ) ما دلالة اللام في (لأُولاَهُمْ)؟ ثم بعد ذلك يتحول الخطاب مباشرة لرب العالمين؟ فما اللمسة البيانية في هذه الاية؟ وما تفسير اللام؟
د. فاضل: هذه للتعليل يعني لأجل أولاهم وليست للتبليغ. الكلام دعاء مع الله سبحانه وتعالى لكن من أجل هؤلاء، لهؤلاء، الخطاب مع الله يعني لأجلهم وليست للتبليغ.
المقدم: يعني الخطاب مع الله لأجل هؤلاء وبالتالي (قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ) لأجلهم
د. فاضل: قالوا لله سبحانه وتعالى
المقدم: يعني ليست أولاهم المقول لها
د. فاضل: لا، الخطاب مع الله سبحانه وتعالى. هذه يسموها لام التعليل.
سؤال: في سورة يس (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) من هو هذا الشخص إذا ورد في كتب التاريخ ؟ ومن هم المرسلين؟
د. فاضل: الرجل يقال اسمه حبيب ابن إسرائيل وقسم قال حبيب ابن موسى كان نجاراً
المقدم: لكن ما سكت عنه القرآن نسكت عنه ونأخذ العبرة
د. فاضل: ليس فيه فائدة إذا عرفت إسمه أو لم تعرفه ما الفائدة؟!.
المقدم: لو كان فيه فائدة لذكره القرآن الكريم وطالما لم يذكره القرآن فليس فيه فائدة. الغرض أن هنالك رجل جاء من أقصى المدينة ونبه قومه لاتباع المرسلين.
د. فاضل: يذكر أسماء لكن ماذا ينفع؟ العبرة بما قال وبما فعل وليست العبرة في إسمه.
سؤال: سؤال نحوي في حرف الباء، الأفعال (باع واشترى واستبدل) إذا دخلت على حرف الباء نريد أمثلة توضح مثلاً اشتريت بالقلم مسطرة هل يمكن توضيح المأخوذ والمتروك في باع واشترى واستبدل علماً أن باع كما نفهم من ألفاظ الأضداد فكيف يعرف المتلقي أن المقصود بالبيع الإعطاء أو الشراء؟
د. فاضل: باع يبيع عكس الشراء، بعته بكذا يعني أعطى بضاعة وأخذ مالاً، إشترى أخذ بضاعة وأعطى مالاً. أحياناً اللغة تتسع تجعلها أضاد لكن هذا هو المشهور باع واشترى. لكن تبقى بدّل واستبدل وأبدل الباء مع المتروك عموماً.
المقدم: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى (16) البقرة)
د. فاضل: استبدل وبدّل.
المقدم: عندما نقول (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى) ماذا أخذوا وماذا تركوا؟
د. فاضل: أعطوا الهدى وأخذوا الضلالة. (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (61) البقرة)
المقدم: هم تركوا الذي هو خير وأخذوا ما هو أدنى
د. فاضل: بدّل واستبدل وأبدل الباء تدخل على المتروك
المقدم: وفي باع واشترى؟
د. فاضل: اشتريته بكذا يعني أنت أخذت الشيء ودفعت الثمن. شرى بمعنى باع (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (207) البقرة) أي يبيع نفسه
المقدم: زيادة حرف تؤدي إلى تغيّر كُلي للمعنى
د. فاضل: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (20) يوسف) يعني باعوه بثمن بخس. أباع بمعنى عرضه للبيع وهذا من الأخطاء الشائعة يقال “البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل” هذا خطأ. أباع بمعنى عرض للبيع، كل ما في المحل هو معروض للبيع فكله مباع، يجب أن يقال البضاعة المبيعة وليس المُباعة. هذا خطأ لغوي شائع. أباع الشيء يعني عرضه للبيع.
المقدم: هذه همزة تعدية؟
د. فاضل: نعم.
المقدم: إذن باع باعه مقابل ثمن أباعه عرضه للبيع وبالتالي كلمة مباع ليست بالمعنى الذي يقصودنه الآن.
سؤال: الآية 173 في سورة البقرة (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ (173)) مقارنة بآيتين في المائدة 3 (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) والأنعام 145 (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى ِ)، كلمات (حُرّم) (حرمت عليكم) ومقارنة بين (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ) ما دلالة التقديم والتأخير؟ وما اللمسة البيانية الموجودة في هذه الآيات؟
د. فاضل: في آيتي المائدة والأنعام (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) وفي البقرة (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ). (مَا أُهِلَّ بِهِ) يقصد به البهيمة ما رُفع الصوت بذبحه. تبقى الآن كيف حصل التقديم والتأخير؟. في الأنعام والمائدة قال (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ)، المقام في الأنعام في الكلام على المفترين على الله كانوا يشرِّعون بإسم الله، يفترون، يحللون ويحرّمون (وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ (136)) هؤلاء هم يشرّعون، (وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (138)) فإذن هنالك من يفتري على الله ويحلِّل ويحرّم بإسمه وهو مفترٍ فقال ربنا (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) يعني إبطال هؤلاء هذه المعبودات قدمّ لغير الله لأن هذه معبودات باطلة تفتري وتحلل وتشرِّع باسمه مفترية عليه فقدّم (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) (به) مقصود به الذبيحة. وكذلك في المائدة في المائدة التحريم جعله الله سبحانه وتعالى بيده ورفض أي جهة أخرى أي جهة تحلل وتحرم فهي مرفوضة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة) (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ (3)) إذن لغير الله أي جهة مرفوضة. البقرة (به لغير الله) لأن السياق عن الطعام والرزق وليس لهذه الجهات، قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً (168) البقرة) بعدها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) البقرة) كلها في سياق الأطعمة (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ) يعني الذبائح فهي كلها في سياق الأطعمة وليس في سياق المفترين. لما كان المقام في الرزض والطعام قدّم ما أُهلّ به ولما كان الكلام على المفترين ومن يحلّل قال لغير الله.
سؤال: شرح الدكتور سابقاً أن داوود عليه السلام خر راكعاً وأناب وفي آيات أخرى (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء) شرح سابقاً الدكتور الفرق بين السجود والركوع. لكن ما الفرق بين السجود على الأعضاء السبعة والسجود للأذقان؟ وهل يمكن توضيح حالة السجود للأذقان؟
د. فاضل: يعفّر اللحى بالتراب يقصد مبالغة في الخشوع. ذقنه تكون على الأرض.
المقدم: هذه كناية.
د. فاضل: قسم قالوا من باب المجاز يقصد به مبالغة في الخشوع. وقسم قال تعبير بالجزء عن الكل يقصد به الوجه
المقدم: مجاز مرسل يُطلق الجزء ويريد الكل. يقول الذقن والمراد به الوجه، إلى أي معنى تميل؟
د. فاضل: للمبالغة في الخشوع.
المقدم: حتى استخدام (يخرون) الخرّ فيه أيضاً سقوط سريع من علو إلى سفل.
سؤال: في سورة الأحزاب (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا (31)) الحوار لنساء النبي عليه الصلاة والسلام ومع هذا يقول يقنت للمؤنث؟ ثم يقو وتعمل؟
د. فاضل: في عدة مناسبات تعرضنا لـ (من). (من) أكثر شيء في اللغة أن لها لفظاً ولها معنى. لفظها مفرد مذكر ومعناها يختلف وقد يكون مؤنثاً، (من) هي تأتي للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع. هذا يسموه من الألفاظ المشتركة تشترك في المفرد والمذكر والمؤنث والمثنى والجمع، (الذي) مختصة بالمذكر و(التي) للمؤنث.
المقدم: يعني يجوز أن نقول من يقنت ومن تقنت؟
د. فاضل: اللغة تحتمل. عادة العرب في الأكثر إذا ذكروا (من) يبدأون بمراعاة اللفظ ثم المعنى يعني يبدأون بالمفرد المذكر ثم يأتون إلى المعنى المراد. يبدأون بالمفرد المذكر (يقنت) مفرد مذكر ثم يؤتى إلى المعنى المقصود يخصص، يطلق ثم يخصص مع (من) تحديداً. قد يتكلم عن الجمع لكن يبدأ بالمفرد المذكر ثم ينتهي بالجمع (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) من يقول مفرد، بمؤمنين جمع، هذا الأكثر. (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ (49) التوبة) هذا الأكثر في اللغة. إذا كان لها لفظ ومعنى يبدأ بالمفرد المذكر أياً كان المعني ثم يخصص يبين بعد ذلك، هذا هو الكثير في العربية أصلاً.
المقدم: إذن حينما يقول القرآن (ومن يقنت منكن) هذا جرى على سنن العربية لا حرج في ذلك ثم يخصص بعد ذلك (ومن تعمل صالحاً)
د. فاضل: إلا إذا كان هناك غرض معين.
المقدم: لكن في القرآن مسألة المذكر والمؤنث مثلاً في سورة يوسف (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ (30) يوسف) قال مذكر ونسوة مؤنث
د. فاضل: جمع التكسير يجوز فيه التذكير والتأنيث (نسوة جمع تكسير). يبقى السبب تقول أقبل الرجال وأقبلت الرجال، قالت الرسل وقال الرسل، (قُل قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ (183) آل عمران) جاءكم، (لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ (43) الأعراف) يبقى الاختيار. نحن عندنا في هذا قاعدة (هذا سؤال مختلف عن سابقه) عندنا قاعدة أن التذكير يدل على القِلّة والتأنيث يدل على الكثرة. قال نسوة قليلة، قالت الأعراب كثير.
المقدم: يجوز أن نقول قال الأعراب؟
د. فاضل: طبعاً يجوز
المقدم: إذا ذكّر فيها قلة وإذا أنّث فيها كثرة. أم أن الجمع الذي ليس له مفرد من جنس لفظه يعامل معاملة المذكر والمؤنث؟
د. فاضل: نفس الشيء.
سؤال: (ذَلِكَ الْكِتَابُ) (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ) ذلك وتلك من أسماء الإشارة للبعيد وحسب فهمي المتواضع أن آيات الكتاب غير بعيدة أفيدونا أفادكم الله.
د. فاضل: إذا كان السؤال (تلك آيات) آيات مؤنث يستعمل لها (تلك) إذا كان السؤال عن التذكير والتأنيث. أما إذا كان السؤال لماذا استعمل ذلك؟ قريب وبعيد، استعمال ذلك لعلو منزلته للمذكر (ذلك بعيد للمذكر) و(تلك) بعيد للمؤنث. هو ماذا يريد أن يشير؟ أحياناً يقول (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء) بحسب الغرض، يعني إذا أراد أن يبيّن منزلته البعيدة أنه بعيد المنال، بعيد عن أن يؤتى بمثله، يقال هذا أمر بعيد عليك لا تناله.
المقدم: أم هو بعيد في التناول؟ في الحواس؟ في اللمس؟.
د. فاضل: هذا القرآن ماذا يراد هل هو تعظيم وتبعيد لأنه بعيد منزلته؟ هذا بعيد منزلته لا يمكن أن تناله الأيدي (أبي والله فرع لا تناله الأيدي) يعني منزلته بعيد (أبي وما أبي ذلك ذلك والله طود منيف) كناية على أنه رفيع المنزلة. (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة)
المقدم: يعني لا تستطيعون أن تأتوا بمثله لرفعة شرفه وعلو منزلته.
د. فاضل: هذا القرآن لما قال يهدي للتي هي أقوم الهداية تحتاج لشيء قريب حتى تهتدي به فقال (هذا)
المقدم: أصل القرآن قريب أم بعيد؟
د. فاضل: هو قريب بعيد. في القرآن الكريم لم تأت الإشارة إلى القرآن إلا بـ (هذا) القرآن وليس الكتاب.
المقدم: أليسا واحد القرآن والكتاب؟ والفرقان؟
د. فاضل: القرآن من القرآءة والقرآءة لا تكون إلا قريبة. القرآن مشتق من القرآءة هو في الأصل مصدر قراءة (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) القيامة) هو في الأصل مصدر ثم سُمي به ثم أصبح علماً على الكتاب، قرأ قرآءة وقرآناً كلاهما صواب.
سؤال: قصة سيدنا إبراهيم في سورتي الأنبياء والصافات متشابهة من ناحية الاستهزاء والتقريع بالكفار واضح وهناك مواجهة وتكسير الأصنام لكن السؤال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) الصافات) وفي الأنبياء (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) ما الفرق بين ما وماذا؟ وماذا قال تحديداً؟
د. فاضل: كلاهما. (ماذا) عبارة عن (ما) مع (ذا) لكن كل واحدة قالها في موطن. (ماذا) هي (ما) مع (ذا)، (ماذا) قد تكون كلها إسم استفهام أو قد يكون (ما) بمعنى الذي و(ذا) إسم إشارة بمعنى ما الذي تعبدون؟ قد تكون (ما) إسم استفهام و(ماذا) إسم استفهام،
المقدم: أصلها (ماذا) يعني ما هذا؟
د. فاضل: قد تأتي وليس دائماً بالضرورة، ماذا التواني؟ ما هذا التواني؟ ماذا القعود؟ ما هذا القعود؟. ماذا تعبدون؟ ما الذي تعبدون؟ هي تأتي حسب السياق. (ماذا) كلها إسم استفهام واحد وقد تأتي بمعنى ما الذي. (ماذا) بناؤها أقوى في الإستفهام، أطول في البناء من (ما)
المقدم: ذكرتم لنا في حلقة منصرمة تغير المبنى وليس زيادة المبنى
د. فاضل: الآن تغير المبنى. إذن كيف استعملها؟
——–فاصل———-
المقدم: يبقى الاختيار هنا وهناك (ما) و(ماذا).
د. فاضل: في (ماذا) فيها مبالغة في الاستفهام أقوى. قال في الشعراء (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)) في الصافات قال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)) في الشعراء هي محاجة وحِجاج بينهما (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ) – (قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)) في باب سؤال وجواب، حِجاج، قال (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)) أجابوا (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)) إذن هو الآن في مقام كلام وردّ. في الصافات ليس في هذا وإنما في باب الهجوم بقوة قال مباشرة (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)) ما أعطاهم فرصة للكلام. حتى النتيجة ما الذي حصل؟ في الشعراء قال (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٧٥﴾ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٧﴾)، في الصافات تحطيم الأصنام وتحريقه بالنار (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)) (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)) هذا فيه قوة متحمس للمسألة. إذن هما موقفان موقف حِجاج هذا أول مرة حجاج بينه وبين قومه وذاك موقف آخر عندما برم بقومه وضاق بهم قال كلاماً شديداً عليهم. إذن هو قال الاثنين لأنهما موقفان مختلفان مرة قال (ما تعبدون) ومرة (ماذا تعبدون) وكل واحدة وضعها في سياقها من حيث القوة ومن حيث المبالغة.
سؤال: القرآن ربما يستخدم ألفاظاً ربما تكون متقاربة في الدلالة مثل جاء وأتى ويجمع بينهما في آية واحدة في سورة الحجر (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)) جئناك وأتيناك، ما اللمسة البيانية في النقلة بين جئناك وآتيناك؟
د. فاضل: ذكرنا مرة في الفرق بين جاء وأتى كلام في المفردات، قسم من أهل اللغة وعلوم القرآن أن المجيء فيه مشقة والإيتاء فيه سهولة ويسر. الآن نأتي إلى السؤال (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) الحجر) قسم من المفسرين والنحاة ذهب أن هذا من باب التوكيد اللفظي بما يرادفه بالمعنى مثل (وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) فاطر) غرابيب هي السود، غربيب يعني أسود، غرابيب سود يعني سود سود، غرابيب سود وسود هو تأكيد. (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) نوح) السبل هي الفجاج. لكن يبقى فيها نظر ويبقى الأصل الاختيار لماذا هنا قال جئناك ولو كان التأكيد بالمرادف يبقى لماذا اختار هنا جئناك وهنا آتيناك
المقدم: هذا ينسحب على قوله أيضاً (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ (1) النحل) (فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ (23) مريم) حتى لو كانت الآيات متباعدة.
د. فاضل: كما ذكرنا عدة مرات أتيناك أيسر وجاءك أصعب. كيف وضعها بموجب هذه القاعدة؟ (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) الحجر) جئناك يعني بالعذاب الذي كانوا يشكون به (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) العنكبوت). إذن (جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ) جاؤوا بالعذاب فلما كان العذاب شديداً قال (جئناك) فيه قوة. (وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ (65) الحجر) هذا نجاة، النزول استعمل جئناك وفي النجاة استعمل آتيناك (فأسر بأهلك). هذه القاعدة البيانية، يستعمل جاء وأتى بتعبير جميل دقيق جداً.
سؤال: سورة آل عمران (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ (47)) في سورة مريم (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ (8)) ما الفرق بين استخدام ولد وغلام في الآيتين؟
د. فاضل: الولد والغلام مختلف لكن يبقى الاختيار الولد عام يكون جمع ومفرد، مذكر أو مؤنث.
المقدم: أنجب ولداً يحتمل الذكر والأنثى؟
د. فاضل: نعم ويستعمل للمفرد والجمع (مالاً وولدا)، هذا من حيث اللغة لكن يبقى من حيث الاختيار غلام وولد. قال تعالى (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) آل عمران) يحيى ذكر إذن غلام، قال (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ (40)). حُدد قبله (يحيى) فقال (غلام). في مريم (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) آل عمران) الكلمة عامة
المقدم: لكنه خصص، مدار الحكم في ولد أن الحكم على الكلمة
د. فاضل: الكلمة أعمّ من غلام والولد أعمّ. الكلمة عامة. إذن الكلمة أعم من الغلام فجاء بما هو أعم ولذلك في سورة مريم قال (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) هو حدّد فقالت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ (20)).
المقدم: لما قال كلمة قالت ولد، هي قالت غلام أو ولد؟. ما الذي قيل لمريم بالضبط كلمة أم غلام؟ ماذا قال الملك؟
د. فاضل: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ (45)) تلك ملائكة وهنا ملك بشّرها.
سؤال: في سورة الزمر (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)) ما المقصود بـ (من)؟ لم يقل حافين حول العرش؟
د. فاضل: (من) تفيد إبتداء الغاية. يعني ليس هنالك فراغ بين العرش والملائكة، فيها التصاق. حافين حول العرش ليس بالضرورة. السماء فوقنا والطير فوقنا لكن قال (جعل فيها رواسي من فوقها). (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ (26) النحل) يعني هم تحته مباشرة
المقدم: من فوقهم تفيد القرب؟
د. فاضل: تفيد أحياناً ابتداء الشيء. (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ (5) فصلت) (ومن) يعني كله حجاب لو قال (بيني وبينك) ليس بالضرورة. (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (9) يس) ملتصق بهم، بين أيديهم ليس بالضرورة، وقد يكون بعيداً. (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ (63) البقرة)
المقدم: هذه تختلف عن (من فوقهم)
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: منها فيها قُرب والتصاق. (من) إبتداء الغاية.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 24/12/2009م:
أبو زياد من السعودية: سورة القمر الآية (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ (24)) بالنصب وفي سورة التغابن (فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا (6)) مرفوعة ما إعراب كلمة (بشر) في الآيتين؟
د. فاضل: (أبشراً) هذا مفعول به منصوب على الاشتغال، أنتبع بشراً هذا مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور يعني أنتبع بشراً مثل والسماء رفعها، وقرآن فرقناه، هذا مفعول به لفعل محذوف، هذا اشتغال. (أبشرٌ يهدوننا) هذا مبتدأ وخبر.
ما الفرق بين نزّلنا وأنزلنا؟ وهل هناك كتب للدكتور؟
د. فاضل: الفرق بين نزلنا وأنزلنا موجودة في كتاب بلاغة الكلمة. وهناك كتاب التعبير القرآني، لمسات بيانية، بلاغة الكلمة في التعبير القرآني، على طريق التفسير البياني (جزءان والجزء الثالث على الطريق إن شاء الله)، أسئلة بيانية، من أسرار البيان القرآني.
أبو خالد من السعودية: الترتيب في سورة الناس (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَهِ النَّاسِ ﴿٣﴾)؟
د. فاضل: الترتيب هو أكثر من مسألة في المعنى، أولاً هو بدأ الترتيب من الكثرة إلى القلة لأن الربّ هو المربي والمرشِد والمعلم وقد يكون في المكان الواحد أكثر من مربي نقول رب الدار، والملك قد يكون في المملكة الواحدة مربون ومرشدون لكن ملك واحد، في الأرض ملوك كثير واله واحد، هذا من حيث التدرج من الكثرة إلى القلة: ربّ- ملك-إله. الناس يطلق على القلة والكثرة (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ (173) آل عمران) الذين قالوا قليل، وقسم يقولون واحد. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ (13) البقرة). رب الناس قد يكون جماعة الناس قليلين، ناس الملك أكثر وناس الإله أكثر وأكثر، إذن هذا أيضاً تدرج من الأقل إلى الأكثر. الإنسان يقول أعوذ يعني محتاج، بمن يعوذ؟ يستعيذ بكذا، الواحد إذا كان عنده مشكلة مع الناس أول مرة يرجع إلى من عنده خبرة فإن لم ينفع يذهب للسلطة فإن لم ينفع يذهب لله سبحانه وتعالى.
المقدم: وهذا هو الطبيعي.
قيس من تونس: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (253) البقرة) ما دلالة استخدام إسم الإشارة (تلك) مؤنث مع الرسل؟
د. فاضل: قلنا قبل قليل أن جمع التكسير يؤنّث ويذكّر.
ميلاد من ليبيا: سمعت أحد العلماء على قناة الرحمة يتحدث في علم الكلام يقول أن جميع اللغات تخرج من الشق الأيسر ما عدا اللغة العربية تخرج من الشق الأيمن وقال أن أول لغة هي اللغة العربية؟
المقدم: هل اللغة العربية هي أم اللغات؟
د. فاضل: غير معلوم.
المقدم: هنالك خلاف في كون اللغة العربية هي أم اللغات أو هي أول لغة وهناك بعض الأبيات الشعرية الموجودة في كتب المفسرين حكاية على لسان آدم
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبرٌّ قبيح
تغير كل ذي لون وطعم وقلّ بشاشة الوجه المليح
هل هذه الأبيات بالفعل؟ حتى القرطبي قال لا نملك دليلاً أن آدم قال هذه الكلمات لكن في الدراسات اللغوية لا توجد دراسة تبت أن آدم كلن يتكلم العربية. فلماذا اختارها الله تعالى لتكون لغة القرآن الكريم.
د. فاضل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) إبراهيم)
د. أنور من مصر:في كلام الدكتور عن (من) هناك آية ظاهرها تناقض ما سبق الكلام فيه (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (42) يونس)؟
د. فاضل: أنا قلت هذا هو الأكثر لم أقل هو القاعدة، قلت إلا في حالات، ربنا قال (وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ (43) يونس) (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (42) يونس) الآن نحن في المسجد الذي ينظر إلى الخطيب أكثر أو الذي يستمع؟
المقدم: الذي يستمع.
د. فاضل: إذن جمع قال (يستمعون) والنظر أقل فقال (ومنهم من ينظر). أنا قلت هذا الأكثر ولم أقل أنه مطلق لا يتغير، إلا في حالات خاصة يقتضيها البيان.
رابط جودة عالية
http://ia341327.us.archive.org/0/items/lamsat211209/lamasat211209_chunk_11.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341327.us.archive.org/0/items/lamsat211209/lamasat211209_chunk_11.rmvb
mp4 فيديو جودة
http://ia341327.us.archive.org/0/items/lamsat211209/lamasat211209_chunk_11_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341327.us.archive.org/0/items/lamsat211209/lamasat211209_chunk_11.mp3
2009-12-25 06:31:10الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost