الحلقة 227
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران) ما اللمسة البيانية في تقديم السجود على الركوع؟ ولماذا لم يقل اسجدي مع الساجدين؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين أفصح من نطق بالضاد سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. الآية الكريمة (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) نعلم أن الواو لا تفيد الترتيب ولا التعقيب وإنما مطلق العطف فقط، لا تدل على ترتيب معين. يبقى السبب لماذا؟ نلاحظ في الآية أنه بدأ بالكثير ثم انتقل إلى القليل، بدأ بالقنوت وهو عموم الطاعة والعبادة ثم السجود
المقدم: هناك قنوط وقنوت
د. فاضل: قنوط غير معنى، القنوط من اليأس والقنوت الدعاء والخشوع والطاعة والعبادة. هو بدأ من الكثير إلى القليل، الكثير هو القنوت هو عموم الطاعة والعبادة، السجود وهو أكثر من الركوع ثم الركوع. بخلاف قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) الحج) هذا تدرج من القليل إلى الكثير اركعوا – اسجدوا – اعبدوا ربكم – افعلوا الخير، يرتقي. إذن الخطاب لمريم بدأ من الكثير إلى القليل (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ). لماذا هذا الترتيب؟
المقدم: لماذا لم يقل اسجدي مع الساجدين كما قال اركعي مع الراكعين؟ وإذا كانت الواو لا تفيد الترتيب والتعقيب لماذا لم يأتي بها على ترتيبها في الصلاة اركعي مع الراكعين واسجدي مع الساجدين؟
د. فاضل: السجود هو أفضل ركن في الصلاة (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) أفضل شيء هو السجود. أولاً بدأ بما هو أهم لكن لماذا؟ قال (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) قسم ذهب إلى أن صلاة المرأة في بيتها أفضل مع الجماعة حتى قسم كره أن تصلي مع الجماعة وهي شابة. تصلي في بيتها أفضل، في قعر دارها أفضل بالنسبة للمرأة الصلاة في البيت أفضل من المسجد. لما قال (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) بدأ بما هوأقل من السجود منزلة وهو الركوع
المقدم: لأن الراكعين فيها جمع يعني الصلاة في المسجد، واسجدي؟
د. فاضل: ما قال مع الساجدين. فلما قال اركعي مع الراكعين جعلها مرتبة متأخرة
المقدم: ولو قال اسجدي مع الساجدين نفهم منها معنى غير اسجدي واركعي مع الراكعين؟
د. فاضل: السجود أفضل فقدم الفضلى كونه لم يقل مع الساجدين
المقدم: كلها مهمة ولكن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وجاء بها مفردة لم يأت بها في جماعة
د. فاضل: لما قال مع الراكعين أخّرها لأن حقها التأخير
المقدم: وكأنه يقدم صلاة المرأة في بيتها أفضل.
د. فاضل: لما قال مع الراكعين قدّم ما هو أفضل.
المقدم: ولهذا لم يقل اسجدي مع الساجدين.
سؤال: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص) (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ (39) طه) فما الفرق بين الآيتين؟ وما الفرق بين ألقيه واقذفيه؟
د. فاضل: القذف هو الإلقاء والرمي، كلاهما رمي لكن يبقى الاختيار. القذف أيضاً فيه معنى البعد، مفاز قذف أو منزل قذف أي بعيد، فيها رمي وإلقاء لكن فيها معنى البعد. لماذا هذا الاختلاف؟ هذا الكلام في سورة القصص وفي سورة طه. في سورة طه (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ (39)) في القصص (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) (لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا (10)) إذن هو في القصص طمأنها (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) وربط على قلبها هذا كله يستدعي الهدوء ولم يقل ذلك في طه. قال في التابوت في صندوق بعيد لا يؤثر، في القصص لم يذكر التابوت قال (فَأَلْقِيهِ)
المقدم: القذف مناط بالتابوت
د. فاضل: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) فناسب القذف لأن كونه في التابوت هو محمي، فقال اقذفيه لأنه لا يخشى عليه. في القصص لم يذكر تابوت لم يذكر صندوق فقال ألقيه، إضافة إلى ما ذكره من الربط على قلبها والتطمين بالإيحاء إليها جعل فيها هدوء لا يستدعي القذف. هنالك أمر بياني التابوت محمي يقذفه بعيداً حتى لا يناله فرعون. حتى من الناحية البيانية قال في طه (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) لم يذكر ما هو الوحي ثم وضّحه (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) هذا يسمى إيضاح بعد الإبهام، أبهم ثم فصّل ووضّح ما هو الوحي، أول مرة جعله مبهماً ثم فصّله. أنت الآن عندما ترى صندوقاً أنت لا تعرف ما فيه مبهم ثم تفتحه يتضح ما فيه صار إيضاح بعد إبهام، تابوت لا تعرف ماذا فيه تفتحه صار إيضاح بعد إبهام مناسب لنسق السورة التي جاءت فيها الآيات، من الناحية البيانية.
المقدم: وكأنه يرسم صورة كلية للحدث
د. فاضل: هناك أمر آخر، هو قال (اقْذِفِيهِ)، في اللغة القذيفة هي شيء يُرمى به.
المقدم: حتى استخدم القذف مع المحصنات الغافلات فيها شدة.
د. فاضل: لو ننظر خاتمة القصتين في طه والقصص، قال في القصص (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)) نبذناهم يعني ألقيناهم لكن إلقاء فيه مهانة، (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) – (فَنَبَذْنَاهُمْ). قال في طه (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) النتيجة (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) طه) كأنه قذيفة غشيتهم فكأنما موسى قذيفة أُلقيت فهاج البحر فغشي فرعون وجنوده. فناسب اقذفيه الخاتمة وناسب ألقيه الخاتمة، هو مناسب من الناحية البيانية أيضاً.
المقدم: لكن الحدث واحد والوحي لأم موسى واحد فهل ربنا قال اقذفيه أم قال إلقيه؟
د. فاضل: القذف هو إلقاء لكن يختار كل واحدة مثلما تقول جاء وأتى الدلالة واحدة لكن يبقى الاختيار من الناحية البيانية.
سؤال: في قصة سيدنا موسى مع الخضر شرحت لنا فعل الإرادة في كلمة (يريد) لكن ماذا تقول في (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ (77) الكهف) هل الجدار يريد أن ينقض؟ كيف نفهم إسناد الإرادة للجدار؟
د. فاضل: وإن كان قسم يرى أن الجدار له إرادة مثل الأحياء، هو استعارة لقرب السقوط كأنما أراد ذلك، وهذه نستعملها في كلامنا نقول جئت لفلان طفل يريد أن يقع فأمسكته، هو لا يريد أن يقع لكن من باب المقاربة، ذهبنا رأينا فلان يريد أن يموت من العطش، هو لا يريد أن يموت لكن من باب المقاربة، هذه في اللغة ونستعملها في العامية، فالمقاربة كأنما الإشراف على شيء يعبر عنه أحياناً بالإرادة.
سؤال: في تضعيف هذه السورة قال (فأردت، فأردنا، فأراد ربك) فيها إرادة أيضاً
د. فاضل: هذه غير، الجدار جماد فاستعارة الميل والإشراف كأنما إرادة لكن هذه إرادة حقيقية (فأراد ربك)
المقدم: ما هي الاستعارة؟
د. فاضل: أصلها تشبيه يشبه ويحذف أحد الشبيهين
المقدم: الاستعارة تقوم على تناسي التشبيه
سؤال: ما هو تفسير الآية (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (26) البقرة)؟ ما دلالة ما فوقها؟ وهل معنى هذا في أدناها أيضاً؟
د. فاضل: يحصل قد تكون في الكبر وفي الصغر. (فما فوقها) سواء كان في الحجم أو في الوصف. يقولون فلان خسيس وفوق الخسيس يعني أدنى منزلة أم أعظم؟
المقدم: أدنى
د. فاضل: لئيم وفوق اللئيم فأحياناً يأتي فوق بهذا الشكل بعوضة فما فوقها سواء في المعنى أو فما فوقها بالحجم، كلها تحتمل.
المقدم: هذا توسع في المعنى.
سؤال: في سورة الكهف (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)) وبعدها قال تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ (19)) كيف ملئت منهم رعباً ثم هم رأوا بعضهم فلِمَ لم يخافوا؟
د. فاضل: هم في حالة حسنة لم يتغيروا لم يتغير حالهم، لذلك لم يخف بعضهم من بعض لكن حالتهم كما هي لم يتغير فيهم شيء.
سؤال: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ (19)) ما معنى ورِقكم؟
د. فاضل: الورِق هي الفضة سواء كانت مالاً أو غير مال، مضروبة أو غير مضروبة. دراهم مضروبة العملة، مضروبة يعني مسكوكة، ضربت العملة. هنا دراهم مضروبة أي مسكوكة، أما الوَرِق هي الفضة في كل الأحوال سواء كانت على هيئة نقود أو لم تكن.
المقدم: معنى ضرب العملة يعني صنعها وسكها وورِق هي الفضة سُكّت أو لم تسك.
د. فاضل: المقصود بها في قصة سورة الكهف عملة من فضة.
المقدم: هذا في اللغة عموماً الوَرِق هي الفضة وليس العملة المالية يمكن أن تكون من الورق
د. فاضل: هذه وَرَق وليست وَرِق.
سؤال: في القرآن الكريم يستخدم الفعل المضارع في وصف أفعال أهل الجنة (يحلون فيها، يلبسون، يشتهون) أما في أفعال أخرى في الآخرة يستخدم الفعل الماضي فهل من لمسة بيانية في هذا الخصوص؟
د. فاضل: ليس دائماً لكن حسب الآية نفسها والسياق (إ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) الكهف) هذه تدل على المستقبل، (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) لما كان الكلام على المستقبل جاء بالفعل المضارع (يحلّون) يتكلم عن أمر في المستقبل. لكن في مكان آخر يستعمل الماضي مثلاً في سورة الإنسان قال (وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)) لأنه قال (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)) قال جزاهم، هذا حدث في الماضي لأن الفعل الماضي أحياناً يستعمل بمعنى المستقبل للدلالة على أن هذا بمنزلة الماضي ليس فيه شك. هي أحداث مستقبلة، العرب – والقرآن بالغ فيها كثيراً – يستعملوها بمعنى الماضي بمنزلة الماضي كأن الأمر قد وقع تحقق وثبوت (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) الزمر) لم ينفخ بعد ولم يصعق (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) الحاقة) لم تحمل بعد، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا (71) الزمر) هذا كله في المستقبل وعبّر عنه بالماضي لتحققه بمنزلة الماضي الذي وقع والذي ليس فيه شك أو بمنزلة أنه حدث (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)) (وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)) جزاهم، تلك الكلام عن المستقبل وهنا الكلام كأنما هو عن الماضي، كل واحدة تناسب كل موقف وكل مشهد وكل حالة.
سؤال: ما الفرق بين نجّينا وأنجينا؟ والفرق بين (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ (64) الأعراف) و (نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ (58) هود)؟
د. فاضل: هذان سؤالان، السؤال الأول الفرق بين نجى وأنجي والثاني (الذين آمنوا معه) و(الذين معه). نجى تستعمل للتمهل والتلبث في التنجية، أنجى للإسراع مثل علّم وأعلم، علّم يحتاج لوقت وأعلم مباشرة، علمته الحساب ليس بلحظة واحدة، أعلمته يعني أخبرته هذه آنية. نجّى يستعمل للتلبث
المقدم: وقال مع ذا النون (فنجيناه من الغم)
د. فاضل: أعطيك أكثر من مثال (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ (49) البقرة) (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50) البقرة) هم مكثوا في البحر ليس نفس المدة التي مكثوها مع فرعون، الفترة مختلفة فقال فأنجيناكم وفي الثانية قال نجيناكم. في سيدنا ابراهيم (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ (24) العنكبوت) أنجاه رأساً. حتى لو كان في القصة الواحدة أحياناً يستعمل نجّى وأنجى لكن السياق هو الذي يحدد
المقدم: مناط التكليف الدلالي بالكلمة هنا في نجّى وأنجى هل الفعل معدّى بالهمزة؟
د. فاضل: نعم.
———فاصل———–
المقدم: عودة إلى نجى وأنجى، هو معدّى؟
د. فاضل: نعم معدّى. نجّى فيه تلبث وتمهل وأنجى فيها سرعة، في القصة الواحد يستعمل هذا وذاك بحسب السياق في قصة صالح في فصلت يقول نجينا وفي النمل يقول أنجينا، لو لاحظنا في قصة صالح قال (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) النمل) الآن ينبغي الإسراع في النجاة (وَمَكَرُوا مَكْرًا (50) النمل) الآن ينبغي في هذا الوضع الإسراع في النجاة قال (فأنجيناه) بينما في فصلت ليس فيها هذا الأمر فقال نجينا. بحسب السياق، حتى في قصة نوح في سورة يونس قال (فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ (73)) بينما في الشعراء (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)) هذا تهديد بالرجم فقال (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)) فيها سرعة. حسب السياق والوضع الذي قيل فيه في أي حالة هو قيل
المقدم: في أي باب في النحو يُدرس هذا؟ تلبّث الفعل أو الوقت الزمني الذي يستغرقه العفل؟
د. فاضل: هذا في الصرف، في قواعد الصرف. (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) المعارج) يفتدي بكل شيء حتى لا يذوق معنى هذا أن الحرج فوق الطاقة وفوق الوسع فيريد أن يخلص بأي صورة
المقدم: ينجي مضارع أنجى وينجي مضارع نجّى
د. فاضل: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا (61) الزمر)
المقدم: تحتاج إلى وقت حتى مع ذي النون استغرق وقتًا فقال (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء)
سؤال: ما الفرق بين (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ (64) الأعراف) و (نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ (58) هود)؟
د. فاضل: (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ (64) الأعراف) و (نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ (58) هود) مرة يذكر (الذين آمنوا) ومرة لا يذكرها. لو لاحظنا كيف وردت الآيات يتضح الجواب. (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا (64) الأعراف) عندما ذكر أنه أغرق الذين كذبوا بآياتنا معناها أن المؤمنين نجوا، وكذلك في قوم هود (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا (72) الأعراف) لم يذكر آمنوا (وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72) الأعراف) يعني الذين كانوا مؤمنين نجوا. بينما لما ذكر (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا (58) هود) لم يذكر الآخرين قال (وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) فلما ذكر عقوبة من لم يؤمن معناه أنه نجّى من آمن، ولما لم يذكر قال (الذين آمنوا). لما لم يذكر العقوبة قال (الذين آمنوا) لما ذكر عقوبة من لم يؤمن معناها أنه نجّى من آمن.
سؤال: قصة سورة الأعراف، قصص الأنبياء جاءت متسلسلة فيها وبدأت بقصة سيدنا نوح رد فعل الكفار قال (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) الأعراف) وفي آية أخرى قال (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ (66) الأعراف) ومرة قال (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ (75) الأعراف) فما الفرق بينهما؟ هل الملأ كلهم كفروا؟ أو جزء منهم كفر؟ لماذا في الأعراف إستخدم (الملأ من قومه) وباقي السور (الذين كفروا من قومه)
د. فاضل: (قال الملأ من قومه) هذا عام في ذلك الوقت ليس فيهم مؤمن. الملأ هم أشراف القوم، كبار السادة. (كفروا من قومه) عندما قال الذين كفروا في قوم هود قال كان في الملأ مؤمنين، الذين كفروا هم الذين قالوا وليس كل الملأ لأن فيهم من آمن
المقدم: هذا فيه تخصيص، والذين استكبروا؟
د. فاضل: يجب أن يكون هناك مستضعفين وإلا على من يستكبر؟! على المستضعفين (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ (75) الأعراف) قطعاً يجب أن يكون هناك استكبروا طالما هناك استضعفوا
المقدم: إذن هذا تخصيص،
د. فاضل: في غاية الدقة
المقدم: الذين آمنوا ملأ والذين كفروا ملأ والذين استكبروا ملأ
د. فاضل: لكن الصفات تختلف، هل كل الملأ؟ أو أكثرهم؟
المقدم: الملأ ليس له عدد معين في اللغة؟
د. فاضل: لا، واحد من ملأ فرعون آمن.
المقدم: إذن هذا فيه تخصيص، دقة متناهية!
د. فاضل: كل واحدة في سياقها، استكبروا يعني هناك مستضعفين، كفروا يعني أن قسماً منهم آمنوا. حتى أحياناً في القصة الواحدة مثلاً في سورة الأعراف في قصة نوح (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) الأعراف) لم يقل الذين كفروا، في سورة هود قال (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ (27) هود) نفس القوم، لماذا؟ لأن تلك كانت في بداية الدعوة ما كان فيهم مؤمنين لكن مع تطاول القرون قسم آمن فقال (الَّذِينَ كَفَرُواْ) إشارة إلى أن هنالك من آمن.
بُثّت الحلقة بتاريخ 27/2/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2106
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamsat27022010
رابط جودة عالية
http://ia360939.us.archive.org/0/items/lamsat27022010/lamsat27022010.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia360939.us.archive.org/0/items/lamsat27022010/lamsat27022010.rmvb
mp4 رابط
http://ia360939.us.archive.org/0/items/lamsat27022010/lamsat27022010_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia360939.us.archive.org/0/items/lamsat27022010/lamsat27022010.mp3
2010-02-28 11:10:46الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost