بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين امام البلغاء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
لمسات بيانية في آي القرآن الكريم للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي
الدورة البرامجية الجديدة في قناة الشارقة (6/9/2011م)
الحلقة 242:
هذه الحلقة الأولى في الدورة البرامجية الجديدة
لمسات بيانية في سورة هود 19
المقدم: نكمل رحلتنا مع سورة هود متعلمين مما علمكم الله سبحانه وتعالى وواقفين على اللمسات البيانية الموجودة في هذه السورة. وكنا توقفنا في اللقاء المنصرم بعد الانتهاء قصة نوح ونشرع في قصة هود عليه السلام، في قوله تبارك وتعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا (50)) الملاحظ على الكلام عن الأنبياء يقول أخاهم ويا قوم يقول في هذه القصص يقول على لسان الأنبياء (يا قوم) فما قصة (يا قوم)؟ وما المعنى الدلالي البياني المستنبط منها؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. عادة أو كثيراً ما ينادي (يا قوم استعطافاً لهم حتى يلينوا ليسمعوا قوله (يا قوم) ولذلك في الغالب أنه يقول (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) أخاهم يعني منهم إلا في شعيب عليه السلام أُرسل إلى قومين إلى مدين وإلى أصحاب الأيكة، لما يذكر مدين يقول (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا (84) هود) لأنه منهم ولما يذكر أصحاب الأيكة ما يذكر (أخاهم) لأنه ليس منهم
المقدم: هؤلاء قوم وهؤلاء قوم. أصحاب العدد 19 يقولون أنه لم يذكر أخاهم لتتمة العدد 19 وتكملة معجزة الرقم
د. فاضل: لاحظنا فيها أخطاء كثيرة، أنا مسكت أشياء ودققت فيها وكنت أظنها أمراً علمياً وقد ذكرت في كتابي التعبير القرآني الطبعة الأولى بعض الأشياء ثم بدأت أدقق في الأرقام التي يذكرونها وفي السور فوجدتها تختلف عما يذكرون وهي غير دقيقة
المقدم: ولا يعتمد عليها في استنباط حكم أو معجزة مثلاً
د. فاضل: لا، لا، هذه المسألة نظر فيها أكثر من واحد وطلع فيها ثغرات كثيرة، نحن نأخذ النص نقرأ به أما العدد فأمر آخر ربما قد يكون هناك أمور إشارات أخرى في أمور أخرى الله أعلم.
المقدم: أنا قرأت لهم يقولون تحديداً في هذه النقطة قالوا ما قال أخاهم هنا لكي تتم معجزة العدد 19
د. فاضل: لا يمكن أن يقول أخاهم هنا لأنه ليس منهم أصلاً، فكيف يقول أخاهم؟ لا يصح سواء كان يصير الرقم 19 أو يقل أو يكثر لا يصح في كل الأحوال، لو وافق ذكرها لا يصح أيضاً ، هذه مسألة متعلقة بالمعنى
المقدم: يعني معنى ولغة وبياناً
د. فاضل: لا يصح لأنه ليس منهم كيف يقول أخاهم؟ لا يمكن
المقدم: لكن التعبير بـ (أخاهم) هو أخوهم أو هو أخوهم على التغليب؟
د. فاضل: أخوهم لأنه هو منهم
المقدم: يعني ليست الأخوة للأب والأم أخوة الدم
د. فاضل: لا، هم يرجعون إلى نسب واحد، القبيلة ترجع إلى نسب واحد
المقدم: و(يا قوم) للاستعطاف
د. فاضل: حتى يلين قلوبهم حتى يسمعوا له هو يريد أن يوصل الدعوة فيأتي بما هو أدعى إلى السماع (يا قوم) عندما تنصح ابنك تقول له يا بني تلين قلبه حتى يسمع لا تتكلم معه بشدة فتنفّره. كثيراً لاحظنا في العلاقات بالكلمة الطيبة الشخص يتنازل عن حقه أصلاً لكن عندما تأتي بشدة الذي ليس له يأخذه، هو يريد أن يكسب هؤلاء للدعوة
المقدم: استعطافاً وتقرباً منهم
د. فاضل: حتى تلين قلوبهم ويسمعوا يقول (يا قوم)
المقدم: خارج القرآن قد يخالجني سؤال مفاده مع معظم الأنبياء في الغالب يقولون يا قوم، (يا قوم) لغة عربية، كل الأنبياء كانت تتكلم اللغة العربية؟
د. فاضل: القرآن أدق ترجمة بصورة بيانية
المقدم: كل نبي يتكلم بلغته
د. فاضل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) إبراهيم) فالقرآن يترجم بأدق ترجمة لكن بصورة بيانية بأسلوب معجز بأسلوب بياني معجز
المقدم: (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ (50)) ما (من) هذه؟ وما لمستها البيانية؟
د. فاضل: هذه تسمى (من) الاستغراقية بمعنى ليس هنالك إله مطلقاً البتّة
المقدم: ولو قال ما لكم إله غيره؟
د. فاضل: تحتمل أنه ليس هناك إله واحد بل إنما أكثر من إله. لذلك النُحاة يفرقون عندما تقول: لا رجلَ قادم، لا رجلٌ قادم، لا رجلَ في الدار، لا رجلٌ في الدار، ما رجلٌ في الدار، يفرّقون بينها. ذاك أسلوب احتمالي
المقدم: من حيث العدد مثلاً؟ لا يكون رجل بل يكون اثنان أو ثلاثة مثلاً؟
د. فاضل: الأغلب في النفي أن يكون عاماً من حيث اللغة لكن يحتمل أكثر من المذكور، يعني (ما جاءني رجل) تحتمل أكثر من رجل،
المقدم: يحتمل أن يكون جاء اثنان أو ثلاثة. لو أريد أن أنفي الجنس؟
د. فاضل: عندك أمرين: إما تقول (ما جاءني من رجل) أو (لا رجل أتاني)
المقدم: (لا) النافية للجنس
د. فاضل: هذه (من) الاستغراقية للجنس إذا جخلت عليه تكون للجنس سواء كانت للنفي أو الاستفهام
المقدم: إذن هذه (من) استغراقية لنفي التعددية
د. فاضل: نفي للجنس عموماً. الآن نفى نفي الجنس قال (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (3) فاطر) استفهام، (هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) الملك)، ما رأيت من رجل، يسبقها نفي أو شبه النفي
المقدم: هذا ضابطها. (من) اسمها (من) الاستغراقية
د. فاضل: تفيد أيضاً استغراق الجنس كله
المقدم: هي تجرّ أيضاً جارّة
د. فاضل: هي زائدة
المقدم: لكن علامتها أن تُسبَق بنفي أو شبه النفي، ما معنى شبه النفي؟
د. فاضل: النهي والاستفهام.
المقدم: هنا قال تبارك وتعالى (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) وفي سورة الأعراف في قصة هود قال (اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65)) فكيف نمازج بين الآيتين وما اللمسة البيانية في كلٍ منهما؟
د. فاضل: في الأعراف هو أول موضع ذكر فيه قصة هود في القرآن الكريم وكان أول تبليغ لهم، بداية التبليغ فلا يناسب ذكر الافتراء، افتراء على ماذا؟!
المقدم: ما معنى الافتراء؟
د. فاضل: تكذبون. هو يدعوهم هذا أول تبليغ لا يستوي أن ينعتهم بالكذب ما قالوا شيئاً لا يناسب. الآن في هود بعد الأعراف صارت أمور وصار نقاش وصار كلام وحصل أخذ ورد هذه قصة هود ما ورد في هود بعدما ورد في الأعراف عندما دعاهم أول مرة فاستمسكوا بآلهتهم وردوا (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا (70) الأعراف) هذا في البداية ثم اشتد عليهم نبيّهم (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ (71)) هذه في الأعراف بعد الأخذ والرد (أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم (71))، إذن هم افتروا على الله، افتروا باتخاذهم آلهة (أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ (71)) إذن هم افتروا باتخاذهم الأوثان، فإذن ناسب هنا بعد الأخذ والرد أن يقول (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) لكن لا يناسب أن يقولها في البداية
المقدم: لم يصدقوا ولم يكذبوا في البداية ولم يظهر منهم بادرة أعمال
د. فاضل: لكن عندما صار الحوار والمناقشة واستمساكهم بالآلهة عند ذلك قال (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) افتروا على الله باتخاذهم الأوثان شركاء لله فناسب أن يقول هذا. كأنما هنا هذا الكلام كأنما استكمال لما ورد في الأعراف، لا يزال السياق مستمراً
المقدم: في الأعراف دعاهم في بداية الدعوة فلما كذبوا وافتروا الكذب وافتروا آلهة
د. فاضل: وصار حديث وكلام قال لهم (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) كأنما استكمال لما جرى في السياق في الأعراف،
المقدم: هكذا دأب القصص القرآني أن كل مكان يضيف ملمحاً إلى القصة قبلها أو بعدها إذن ليس هناك تكرار بالمرّة
د. فاضل: ليس هناك تكرار أبداً، حتى لو المشاهد كانت متقاربة يغير المفردات لسبب آخر
المقدم: حتى لو كانت نفس المشاهد المفردات تتغير
د. فاضل: لأمور أخرى للسياق وما إلى ذلك
المقدم: ولا تكرار أبداً
د. فاضل: لا. لا أدري نحن ذكرنا في قصة نوح استعرضناها في السور فوجدنا أنه ليس فيها تكرار، ولا أذكر إن فعلنا نفس الشيء في قصة هود، يمكن أن نستعرض القصة في كل السور الواردة فيها،
المقدم: يا ليت، لم نصنع هذا في قصة هود صناعه في قصة نوح
د. فاضل: في هود لا أذكر المسألة ويمكن أن نستعرضها كلها ونرى أنه لا تكرار
المقدم: ليتنا نستعرضها لتتضح ملامح القصة جلية أما أعيننا جميعاً. (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ) (إلا) هذه فيها قصر وحصر، (إن أنتم إلا) هل فيها لمسة بيانية نفهم منها شيئاً معيناً؟
د. فاضل: (إن) نافية
المقدم: ما دلالة النفي؟ بمعنى ماذا؟ بمعنى (ما)
د. فاضل: هي أقوى من (ما) عندنا النفي مرتب ترتيباً منطقياً في القوة، لغة عندنا لما تقول لم يحضر، (ما حضر) أقوى من (لم يحضر)، و(إن) أقوى من (ما)
المقدم: (إن) أقوى نفياً
د. فاضل: (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ) جاء بالحصر وبقوة لأنهم قالوا (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ) صار بينهما أخذ وكلام فنفى الافتراء أشد ما يكون فنفاها بأقوى ما تكون بالقصر وبـ (إن)
المقدم: وهذا يقتضيه السياق طبيعي أن يكون رد الفعل قوياً لأنهم أصروا على ما قالوه وفعلوه.
د. فاضل: (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ) بالآلهة وما إلى ذلك
المقدم: اللغة تهتم بالأدوات والحروف وإن كتنت صغيرة
د. فاضل: اللغة العربية فيها سعة هائلة وخطوط بيانية في التعبير في غاية الدقة، فيها مساحة واسعة في التعبير. في الانجليزية قطعاً لا يمكن أن تجاريها
المقدم: هناك محاولات لترجمة القرآن الكريم
د. فاضل: لا، كيف يترجم القرآن الكريم؟! ممكن أن يذكر المعاني لكن الترجمة لا يمكن. كيف يترجم ما يفعل ما يؤمن وما آمن ، لا رجلَ حاضر، ليس رجلٌ حاضر، ما من رجلٍ حاضر، لا رجلَ حاضر، لا رجلٌ حاضراً، كيف سيترجم هذه؟!
المقدم: المهم أن لا رجل موجود، هل اللغة تفرق بين كل هذه التراكيب؟
د. فاضل: طبعاً هي تفرق لأن مواقف الحياة مختلفة ليست واحدة فلكل موقف تعبير أدق على مواقف الحياة وما يقتضيه
المقدم: ولهذا تعريف البلاغة “مطابقة الكلام لمقتضى الحال”
د. فاضل: ما يقتضي الحال ليس واحداً في التعبير.
المقدم: ربما لهذا اختارها الله سبحانه وتعال لتكون وعاءً للقرآن الكريم.
د. فاضل: لخاتمة الرسالات
المقدم: إذن ليس عصبية أن نقول هذا الكلام، ليس تعصباً للغة العربية
د. فاضل: لا، لو أي واحد حتى قرأت لكتاب مستشرقين قالوا العربية فيها سعة ليست في أية لغة أخرى، الذين اطلعوا على اللغة وكتبوا فيها قالوا فيها سعة كبيرة. في اللغة تقول نشط ونشيط كيف تقولها في الانجليزية؟! غفور وغفار، صبور وصبار كيف تستعملها؟ وكل واحدة لها دلالة وأحياناً أكثر من صيغة واحدة
المقدم: بنفس المنطق الجميل الذي تفضلت به في قوله تبارك وتعالى (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) السؤال المتبادر إلى الذهن هم طلبوا منه أجراً بداية حتى يقول (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا)؟ لماذا يقول هذه الكلمة؟
د. فاضل: ربما يخطر في بالهم أنه يريد إعانة يريد مساعدة يريد أن يكون رئيساً لماذا يدعو؟
المقدم: ربما يكون عنده غرض ويتستر خلف الدعوة
د. فاضل: نفى ما يظنون إذا كان في نفوسهم ظن أنه يبتغي أجراً أو مطمع هو ينفيه، لماذا؟
المقدم: هل هذا وارد فيمن يقول أنه نبي؟!
د. فاضل: هذا أدعى لقبول النصيحة. إذا كان القول مشوب بمطمع أو إذا كان السامع يظن أن هناك قصد من ورائه، مطمع، مغزى معين يقف حائلاً. فرق بين المخلَص الذي يرى أن هذا مخلص يعطي مجرد نصيحة هذا يأخذها غير مأخذ الذي يظن أن هناك مطمع. حتى في المعاملات إذا تحس أن هذا له غرض شخصي في هذا الشيء تقف موقفاً آخر، إذا علمت أن له نفع له بالذات في أمر معين ستقف موقفاً آخر غير الشخص الآخر الذي تعلم أنه ليس له مطمع في ذلك وإنما يصنع ذلك حباً في المصلحة، إذن هناك فرق بين الأمرين. إذا وقر في نفوسهم أو وقع ظن أنه يريد مطمعاً هو ابتداء نفى هذا الأمر
المقدم: أراد أن يسد هذه الذريعة بداية فلا يتكلم فيها
د. فاضل: لعل هناك من يظن أن هذا مشوب بمطمع فهو نفاه ابتداء.
المقدم: لكن المتبادر في مسألة الأحر، الأجر ألا يكون مقابل عمل؟ يصنع عملاً يأخذ عليه أجراً، أو مقابل شيء معين، هو يقول لهم اعبدوا الله لا يقول لهم أعطوني أمراً من أمور الدنيا!
د. فاضل: هذا يدعو إلى أنه سيتراس عليهم، يطلب منهم شيئاً آخر، سيقو أنا لن أعمل أنا منصرف لكم كما المعلم لما ينصرف للتعليم، المعلم يأخذ أجراً وهو معلم
المقدم: وربما هذا كما ورد في التاريخ وكتب السيرة أنهم عرضوا على الرسول r صلى الله عليه وسلم مالاً “لو أراد ملكاً لملّكناه ولو أراد مالاً لأعطيناه”
د. فاضل: وضعوا أموراً لعل ولعل فهو نفاها ابتداء (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا)
المقدم: مع رحلتك مع الأنبياء وقوم الأنبياء لماذا يجنح ذهن الأقوام دائماً إلى عدم التصديق بالأنبياء؟ يخضعون الأمر لأمر دنيوي لعله يريد مالاً أو سلطة لماذا لا يقولون في أنفسهم لعله يريد لنا الخير فلم لا نتّبعه؟
د. فاضل: الملاحظ وكما أخبر تعالى (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف) أكثر الناس على العموم وفي الشعوب على التاريخ يذكرها القرآن
المقدم: إذن مسألة الأكثرية في القرآن لها موقف
د. فاضل: لها موقف
المقدم: ليس كما نقول الأكثرية تريد هذا الأغلبية تريد كذا، قد يكونوا على ضلال
د. فاضل: لذلك لا يعتمد على الأكثرية في كل شيء (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ (116) الأنعام) ليست دائماً هي الميزان
المقدم: ما يقرب من ستة مليار نسمة المسلمون المؤمنون قلة ما يقرب المليار ومائتي مليون قلّة. كطبع بشري لا يصدقون من بداية الأمر؟
د. فاضل: لا يصدقون
المقدم: لا إله إلا الله. خصوصاً مع الأنبياء إذا كانوا أقوياء أو لها قوة في الشكيمة مع سيدنا موسى كان معروف عنه القوة فرعون ما آمن به!. (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) ما معنى فطرني؟
د. فاضل: أوجدني من العدم
المقدم: سيدنا نوح قال (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ (29)) ما الفرق واللمسة البيانية هنا في (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي)؟
د. فاضل: هنا الكلام سيدنا هود ذكر الآلهة وتمسكهم بآلهتهم هنا في هذا الكلام فذكر لهم مسألة قال هم يعلمون أن آلهته لم توجده من العدم، فطر بمعنى أوجده من العدم، هم ذكروا استمساكهم بآلهتهم ذكر أمرين: الأول أن لا أريد مصلحة، الأمر الآخر أنا أجري على الذي فطرني وأوجدني من العدم، آلهتكم أوجدتكم من العدم؟! إذن لا يستحق أن يُعبَد إلا من أوجد من العدم، حتى في القرآن لما يقول للكفار (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (87) الزخرف) تعبدون الآلهة؟! لماذا؟! ملاحزة أن هنا ذكر أمرين في غاية المنطق، المنطق نفى عن نفسه المصلحة وهذا عقلاً يكون مخلصاً (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) هو مخلص ولا يكذب لأنه لا يبتغي مصلحة. والأمر الآخر أمر منطقي: أنا أعبد الذي فطرني، هؤلاء الآلأهة خلقوكم؟! ما خلقوهم، (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) العقل هذا يدعو أن المخلص عقلاً ينبغي أن يُتّبع لأنه صادق والعقل يقول أن الذي يحق أن يُعبَد هو الذي فطر الخلق أفلا تعقلون، دعاهم لحكم عقلي (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) من الذي يستحق العبادة؟
المقدم: ولهذا كان التعقيب لها (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) أنا لا أريد أجراً دنيوياً أو أمراً من أمور الدنيا وأنا أعبد الذي أوجدني من العدم، هذا هو المنطق السليم والعقل السليم
د. فاضل: أما في قصة نوح لم يذكر الآلهة ولم يذكر استمساكهم بالآلهة فما ذكر (الَّذِي فَطَرَنِي) وإنما ذكر اسم العلم، وقومه لم يقولوا نعبد آلهة ما استمسكوا بالآلهة في قصة نوح لم يجد ذكر لآلهتهم فجاء بالاسم العلم (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ) ما ورد ذكر للآلهة. بينما هناك كان الحوار عن الآلهة وعبادتها فقال (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) أمر منطقي، ما قال الله لكن ذكر أمراً يدعو إلى قبوله (الَّذِي فَطَرَنِي). في قصة نوح ما ذكر الآلهة واستمسامهم بالآلهة فذكر (الله)
المقدم: ولذلك كان التعقيب بقوله (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) هذه مناسبة لما قبلها تماماً.
د. فاضل: هذا ألطف تعقيب
المقدم: التعبير بـ (إن أجري إلا على الله) أيضاً استخدم (إن) قوة النفي
د. فاضل: على الله فقط هو الذي فطرني.
المقدم: إذن تتمة لما نتعلم منكم هناك فرق بين فطر وخلق وأوجد وجعل وإن كانت كل هذه الأفعال تدل على الخلق والإيجاد بينها فوارق دلالية بيانية. وإذا قال قائل الذي فطرني أليس هو الله سبحانه وتعالى؟ فلم لم يقل (الله)؟
د. فاضل: هي مراحل. أنت الآن أحياناً تقول من يرزقك؟ تقول الله، تسأله أمور يعود به إلى الله سبحانه وتعالى أنت تأتي بأمور عقلية حتى
المقدم: إذن للمناظرة أصول وللكلام بيان ورجال وبلاغة
——–فاصل——-
المقدم: تستمر المسيرة والحوارات بينهم يقول (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا) أيضاً يستخدم (يا قوم) فما مناسبة هذه الآية لما قبلها؟
د. فاضل: في الآية السابقة نفى إرادة المصلحة لنفسه (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) الآن دعاهم إلى مصلحتهم هم، الآن اتباعكم لي فيه مصلحة لكم أنا ليس لي مصلحة، اتباعكم لي ليس أمراً حيادياً لا، اتباعكم لي فيه مصلحة لكم، كيف؟ أولاً يرسل السماء عليكم مدراراً هو الذي فطرني والخالق وأنتم أصحاب زروع وبساتين وثمار يعطيكم هذه لمصلحتكم ويزدكم قوة إلى قوتكم، المال والزيادة في القوة هذه مصلحتكم من ناحية فردية ومن ناحية عامة، هو نفى عن نفسه المصلحة وأثبتها لهم إن هم اتبعوه
المقدم: وبالتالي إن لم يتبعوه سيخسروا المال والزروع والثمار والقوة
د. فاضل: هذه بيد الله سبحانه وتعالى إن خالفتم يقطع عنكم هذا لكن في اتباعه
المقدم: وكأنها ضمانة
د. فاضل: مصلحتكم أنتم في اتباعه. أنا لا أريد شيئاً لي وإنما هو لمصلحتكم أنتم. بعدما نفى عن نفسه المصلحة قال هي في مصلحتكم من ناحية المال والقوة، يرسل السماء عليكم مدراراً هذا مال، والقوة ماذا يريدون بعدها؟
المقدم: نفوذ وسلطة
د. فاضل: ذكر أمرين: يرسل السماء عليكم مدراراً وهم أصحاب زروع وبساتين
المقدم: السماء ترسل المطر فتكثر الزراعة والثمار
د. فاضل: ويزدكم قوة إلى قوتكم، ماذا تريدون بعد؟!
المقدم: قمة الرزق وناداهم بـ(يا قوم) بالرغم أنها مصلحة خاصة لهم يتودد إليهم ويتحبب إليهم
د. فاضل: هذه مصلحتك كما تنصح ابنك
المقدم: تظهر مدى الحنو الموجود في الأنبياء على أقوامهم وليست مجرد دعوة وكلام يغيروا دينهم وآلهتهم قط وإنما فيها حب وألفة وتقرّب
د. فاضل: وإرادة المصلحة الحقيقية لهم
المقدم: لكنهم ما يعقلون.
د. فاضل: وقدّم إرسال الغيث
المقدم: الملاحظ قبل إرسال الغيث قدم الاستغفار على التوبة، قد يقول قائل تب مما أنت فيه ثم استغفر (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ)
د. فاضل: الاستغفار يكون من الذنوب تستغفر من الذنب، التوبة مرحلة بعدها أن لا تعود إلى ما سبق، ومن شروط التوبة أن لا تعود لما سبق، تستغفر فيما أنت واقع فيه من الذنوب ثم تعزم على ألا تعود ومن شروط التوبة الندم وعدم العودة. فإذن الصورة طبيعية
المقدم: يستغفر من الذنب يقلع عنه ثم يتوب عنه ولا يعود إليه مرة ثانية
د. فاضل: كيف تكون توبة إذا عاد إليه؟ يستغفر يطلب أن يغفر له حتى لا يبقى له ذنب ثم يعزم ويعاهد ربه على أن لا يعود
المقدم: (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) تقديم إنزال الغيث على زيادة القوة؟
د. فاضل: زيادة الغيث من أسباب القوة، لأنه لما يصير عنده مال من أسباب القوة. من أسباب القوة وجود المال فقدم ما يزيد في قوتهم لأن الذي ليس عنده مال سيكون ضعيفاً، القوة والمال والمال من أسباب القوة
المقدم: على مر الأعوام والتاريخ كله المال هو السلطة
وهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السنان لمن أراد نزالا
د. فاضل: ذكر الغيث لأنه من أسباب القوة
المقدم: إذن الترتيب فيه منطقية أيضاً. التقديم والتأخير فيه منطقية. هل هذا دأب القرآن الكريم عموماً منطقية التقديم والتأخير هذه لها منطق؟
د. فاضل: نعم، التقديم والتأخير منطقي ويتناسب مع السياق العام
المقدم: أيضاً المقام، المقام هو الحكم، يسمى باللغة سياق الحال سواء كان سياق لغوي أو مقامي هو المتحكم في المعنى المستنبط من الآية الكريمة.
د. فاضل: لا شك ننظر أنت لو جئت بأعلى الكلام لكن لا يناسب المقام تقول هذا غير مناسب للمقام. على سبيل المثال افرض في عزاء هل تلقي قصيدة غزل؟ لا، لأجل المقام. وليس مجرد تلقي كلاماً بليغاً وإنما هل هو مناسب لتقوله؟
المقدم: هذا كان دأب اللغة العربية ودأب العرب كمنطق بشري. إذن هم كانوا يعرفون الكلمات اللغوية ولم ينطق القرآن بكلمة ما فهموا معناها هل ثبت عن العرب أنهم ما كانوا يفهمون القرآن الكريم أو دلالاته أو معانيه؟
د. فاضل: يفهمون أحياناً هنالك كلمة من لهجات أخرى تأتي لكنهم يعرفونها من السياق
المقدم: إذا كان يعرفون الكلمات ويعرفون مضامينها ودلالاتها وبيانها والسياق وهذه لغتهم فما وجه الاعجاز البلاغي بالنسبة له؟ لِمَ يُعجزهم؟
د. فاضل: فرق بين المعرفة وبين القدرة على أن يفعل، هو يعلم هذا الشيء لكن هل هو قادر على أن يفعل؟. مثلاً أنت تعرف السيارة لكن ليس شرطاً أنك تستطيع أن تصنع مثلها، أنت تستذوق الشعر لكن ليس بالضرورة أن تقول قصيدة كما قال البحتري وإن كنت تعرف معانيها وتشرحها شرحاً جيداً، تعرف شعر المتنبي وتفهمه وتدرسه لكن لا تستطيع أن تقول قصيدة مثل قصيدة المتنبي، فرق بين كونك تعرف وبين تستطيع أن تفعل. الطبيب يذكر لك جسم الانسان ويشرح وظائفه والدم وتركيبه لكن لا يستطيع أن يصنع دماً أو انساناً، فرق بين كونه يعلم وبين كونه يستطيع أن يفعل أو لا
المقدم: وبالتالي هم يفهمون القرآن ولغته وبيانه لكن ما يستطيعون! كما قال الجرجاني هي فكرة النظم إعجازه في النظم
د. فاضل: أظهر إعجاز هم يعلمونه فيما بعد ظهرت أمور إعجازية تتعلق بأمور أخرى هذا أمر آخر لكنه أظهر أمرأص هو إعجاز لهم وإن كان يحاكمهم أحياناً في قصص يذكرها أنها لأول مرة قيلت (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا (49)) أيضاً يتحداهم فيها هذا إعجاز آخر يذكره ويحاكمهم به لكن يبقى الأمر الذي تحداهم فيه هو النظم الذي ينطبق على أقصر سورة وإن لم يكن فيها تاريخ وقصص مثل سورة الكوثر والكافرون وإن لم يكن فيها أي وجه آخر من وجوه الاعجاز
المقدم: سبحان الله العظيم. (قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) الملاحظ في هذه الآية هم ذكروا مجموعة من الأشياء نود أن نقف عند ترتيب هذه الأشياء وهل لها غرض بياني معين؟
د. فاضل: قالوا ما جئتنا ببينة يقصدون حجة، أنت ما أتيت بحجة واضحة تقتعنا فيها تثبت بأنه نبي مرسل لعلك لو جئتنا بحجة هم ما نفوا كأنما أعرضوا لأنه لم تأتي الحجة نفهم منها أنه لو جاءهم حجة كان يمكن أن يغيروا موقفهم. الآن هم تدرجوا مسألة مسألة أولاً قالوا أنت ما جئت بحجة، أرادوا حجة هو صادق لكن لم يستطع أن يقيم حجة على ما يريد، لم تنفي صدقه لكن لو جاء بحجة لصدقوا، هم ما قالوا أكاذب
المقدم: ممكن لو جاءت بينة يؤمنوا؟
د. فاضل: هم هكذا قالوا، المنطق هذه الكلمة وهذه العبارة لا تنفي صدقه لكن تنفي عدم مجيء الحجة المقنعة، ما نفت صدقه لكن نفت عدم مجيء البينة معناه يمكن لو جاءهم حجة يمكن أن يتبعوه. ثم ذهبوا أبعد من ذلك (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ) لا تقول أنت قولاً ونحن نترك آلهتنا. هذا أمر آخر هم هكذا عام أنت قلت قولاً هل نتبعك؟! وأنت لم تأتي ببينة؟! ثم ذهبوا أبعد من ذلك (وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) أصلاً لن نتبعك، من السيء للأسوأ مرتبة أول مرة ما نفوا صدقه إلى أن قالوا (وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) لا نصدقك أصلاً
المقدم: لن يتركوا الآلهة لأجل كلامه ولن يؤمنوا. (وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) غير مؤمنين بك؟
د. فاضل: طبعاً، آمن له صدّقه، آمن به الإيمان بالله
المقدم: ولذا قال في يوسف (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا (17)) أي بمصّدق، آمن له أي صدّقه، آمن به هذا أمر عقائدي
د. فاضل: ليس في القرآن (آمن له) بالنسبة لله سبحانه وتعالى
المقدم: هل هذا خاص بالقرآن الكريم أو جاري على لسان العربية؟
د. فاضل: لا، آمن له صدّقه.
المقدم: هنا نفوا تصديقه تماماً سواء جاء ببينة أو لم يأتي ببينة
د. فاضل: أصلاً ما نصدق بك. ليس هذا فقط ثم ذهبوا ابعد من ذلك (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ) أي أصابك الجنون كأنما لما قال لهم (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) هم أرادوا أن يثبتوا أنه هو غير عاقل وليس نحن لما قال لهم أفلا تعقلون
المقدم: إذن عندهم منطق لكن في الباطل وكما كلمهم وحاورهم يحاورونه
د. فاضل: كما نفى عدم العقل أن هناك أمرين: أجري على الذي فطرني لا أريد مصلحتي، ألا تعقلون أن هذا الشخص الذي عنده هذا الأمر ينبغي أن يصدق كلامه ردوا عليه (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ) هم الآن يصفونه بالجنون
المقدم: وكأن الآلهة التي يعبدونها غضبت عليه
د. فاضل: فأصابته الجنون
المقدم: لا حول ولا قوة إلا بالله! كان عندهم تدرج، منطق عجيب! لكن منطق كان يبشر إنه إذا كانت هنالك بينة أو دليل أو معجزة ربما يؤمنوا له
د. فاضل: تدرجوا شيئاً فشيئاً إلى أن قالوا (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ)
المقدم: تردج عجيب! وفيه إصرار (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ) الباء هنا فيها دلالة بيانية معينة؟
د. فاضل: هذه الآية كل جزئياتها مؤكدة، كل الجزئيات كل تعبير مؤكد (مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ) تعبير مؤكد، لم يقولوا لم تأتي فرق بين جاء وأتى وبين (لم) و(ما) (ما أقوى) هذا تعبير مؤكد أنه نفى بـ(ما) ولم ينفي بـ(لم) لأن (ما) تقع جواباً للقسم، (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ)
المقدم: نكمل في الحلقة القادمة وسائل التوكيد في الآيات كلها
د. فاضل: وإن شاء الله ييسر لنا الرجوع لسياق القصة في السور.
بُثّت الحلقة بتاريخ 6/9/2011م
——-
الحلقة رقم 242 يوم الثلاثاء ( 6-9-2011 )
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2606
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )
على
==================
2011-09-08 08:33:46الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost