لا جرم – حق – حقيق – حاق – لزم – وجب
المنظومة كلها تدل على أن الأمر وقع وثبت.
لا جرم: تعني أن الأمر ثبت ولكنه وعيد بالمستقبل أي أن الوعد ليس ناجزاً الآن بل في المستقبل. (لا جرم أنما تدعونني إليه ليس لهو دعوة من الله) وعيد ثابت لا بد أن يقع على أساس ما كسبه الكافرمن كفره. ولا جرم تأتي إذا كان هناك فعل أو أفعال سيئة أو ذنوب اقتضت عقوبة كبيرة. ولا جرم لا تبين مقدار العذاب أو التوقيت أو الكيف. (لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ) سورة هود آية 22 و (لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ) سورة النحل آية 109 فالذين يضلون دون أن يُضلوا غيرهم فهؤلاء الخاسرون أما الذين يضلون ويُضلون فهؤلاء هم الأخسرون الذين حق عليهم كل جنس الضلالات.
حق: عندما ينفّذ الوعيد أي حق العذاب مثلاً ولا مجال لهروب الكافر. (فحقّ علينا قول ربنا إنا لذائقون) سورة الصافّات آية 31 (إن كل إلا كذب الرسل فحق وعيد) سورة ص آية 14 ساعة وقوع العقوبة. حق العذاب تبيّن أن هذا الوعيد قُرر ونُفّذ في ساعة معينة بقوة معينة لزمن معين. (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة يس آية 7 أي سبق في علم الله تعالى أن أكثرهم لن يؤمنوا لذا قال حق على أكثرهم.( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) سورة النحل آية 36 الضلالة هنا بمعنى الشرك. (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) سورة الروم آية 47، (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) سورة القصص آية 13 و(قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ) آية 63.
حاق: ويتفرع من حق (حاق) مثل زلّت وزالت. حاق العذاب بمعنى أنت تحاول الهرب منه والتخلص منه (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) سورة النحل آية 34، (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) سورة غافر آية 45. المكر الحسن قد يستعمل كحيلة أما المكر السيء فهو استعما منتهى القوة على منتهى الضعف وهو استعمال القوة الباطشة التي لا حدود لها بمن هو ضعيف وفي غاية الضعف فالأمم صاحبة الخلق الرفيع لا تستعمل سلاحاً على من ليس عنده سلاح (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) سورة فاطر آية 43 بمعنى يحق في فترة لاحقة في المستقبل مع محاولة التخلص منه. وحاق تعني الشدة في تنفسذ الأمور. (وحاق بآل فرعون سوء العذاب). وكل من يمكر بالآخرين باستعمال قوته اللامتناهية على من هو ضعيف سيحق عليه العذاب آجلاً.
حقيق: من مشتقات حق (حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل) سورة الأعراف آية 105 وتعني بالتأكيد وبشيء ثابت مقرر لا يمكن أن أقول على الله إلا الحق
لزم: تدل على طول المكث والمدة (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) سورة الفتح آية 26 هؤلاء المسلمون لازمة لهم كلمة التقوى على مدى الأزمان ما داموا ماكثين على الأرض. (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى) سورة طه آية 129
وجب: بمعنى حقه أن يوجد وقول الفقهاء الواجب ما إذا لم يفعله يستحق العقاب وذلك وصف له بشيء عارض له لا بصفة لازمة له، وعُبّر بالموجبات عن الكبائر التي أوجب الله عليها النار. ويقال وجبت الشمس إذا غابت كقولهم سقطت ووقعت ومنه قوله تعال: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة الحج آية 36
بثت هذه الحلقة بتاريخ 19/4/2002 م