الفاء المباركة

الفاء المباركة – فقل لي عملي

اسلاميات

الفاء المباركة – فقل لي عملي

بسم الله الرحمن الرحيم. تحدثنا في الحلقة الماضية عن نزغ الشيطان والنزغ هو إفساد ما بين اثنين طريق إثارة الغضب. فما هو الحل؟ الحل كما قال تعالى (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (41) يونس) (فقل) هنا النجدة في هذه الفاء المباركة. عليك أن لا تكون لجوجاً مع الناس (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان) (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) الحجر) وهذه قاعدة أخلاقية اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم بحذافيرها لأنها تحل المشاكل. أن تدخل في مجادلات وفي ملاحاة مع قوم يعرفون الحق ويتجنبونه (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا (14) النمل) جحدوا بالآيات وهم يعلمون أن هذا من الله عز وجل إذن لماذا تناقشهم؟عليك أن تبلِّغ، قل كلمتك وامشي. حينئذ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (67) المائدة) عليك أن تعلم بأن هذا من أدب الحياة في هذه الدنيا من أدب الإسلام للمسلمين أن لا تطثر المجادلة والمحاججة ثم تثير الغضب والغضب يؤدي إلى الإفساد ما بين الاثنين. وهذه الأمة أمة مؤدبة ألسنتها عفيفة وهي حريصة على المحبة والإلفة (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) القصص) حينئذ عليك أن تقول كلمتك وتسكت. حينئذ في هذه الحالة أنت ساهمت في عدم إثارة البغضاء وساهمت في عدم تعكير الجو وساهمت في تألف قلب المقابل ثم وفرت لنفسك فرصة عظيمة أن تكون حليماً (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) هود) والحليم اسم من أسماء الله الحسنى وحينئذ ماذا عليك أن تكون حليماً والحلم سيد الأخلاق كما يقولون. كثير من الملوك سادوا أقوامهم بحلمهم عليهم وأنتم ربما تعرفون في هذا الزمان قادة حليمون على شعوبهم يحترمونهم يسمعون كلامهم ويحتملون بعض جهلهم إذا كان هناك جهل من واحد من الناس يعاملونهم كأنه واحد من أبنائهم هذا هو الحلم (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) هذا يعني رب العالمين يقول لك إذا كذبوك قل هذا الذي عندي وجزاكم الله خيرا. الآن في هذا الزمان العداء والعِداء بين المسلمين انتشر بشكل عجيب حزبياً وفئوياً وطائفياً كما تعلمون في هذه السنوات الأخيرة شاعت البغضاء بين المسلمين بهذه التقلبات التي ترونها فكرياً ومذهبياً وحزبياً وطائفياً كما قال المصطفى “البغضاء هي الحالقة”. من أجل ذلك الأدب الإسلامي يقول لك (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي) هذه الفاء المباركة الحل بعدها ولا داعي أن تنزعج قل هذا الذي عندي وسامحونا (فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ) عليك أن تعلم بأن كل ما يثير الغضب هو من نزغ الشيطان (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (100) يوسف) (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ (36) فصلت) هذ الآية تحل المشكلة.  بدل أن تغضب قل هذا الذي أعرفه (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ) بالتالي  تركت فرصة لصاحبك ربما يراجع نفسك وتركت فرصة لنفسك ربما تعود مرة أخرى لتعرض عليه الحق أما بالسباب والعداء أنت أفسدت الأمر ولو كنت على صواب ولكنك أفسدت الأمر بغضبك والغضب من عمل الشيطان ولذا علينا أن نعرف بأن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نكون من أهل الحلم (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ) مع ابتسامة مع توديع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.