الفاء المباركة

الفاء المباركة – فاستقم كما أمرت

اسلاميات

الفاء المباركة – فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ

بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال نحاول أن نجاري القرآن الكريم فيما جائنا به من علاج لنزغ الشيطان (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ) هذه المرحلة الأولى، الثانية (فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ)، الثالثة ألحّوا بالأذى (فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ)، المرحلة الرابعة اليوم في هذه الحلقة  أصروا على الأذى قال (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) هود) إياك أن ترتب أي طغيان على طغيانهم، وإنما (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان)، (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) الاستقامة فضيلة بين رذيلتين. واحد جماعته كلهم نائمين في الليل وهو الوحيد الذي قام توضأ هذه استقامة، هذا ذكر الله بين غافلين. أنت إذا كنت في السوق ودعوت بدعاء السوق كتب الله لك مليون حسنة ورفع عنك مليون سيئة لأن السوق مكان غفلة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحميد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير” إذا قلت هذا في السوق لأنهم غافلون كتب الله لك ألف ألف حسنة (يعني مليون) وعفا عنك ألف ألف سيئة (يعني مليون) لماذا؟ لأنك استقمت بين ناس غير مستقيمين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن مرحلة جهاد وصد عن الديار وصد اعتداء وكان الضغط شديداً فهرب كل رفاقه وبقي وحده فيقول عز وجل انظروا إلى عبدي ثبت لي بنفسه ولو شاء لهرب. وهكذا كل من قام بعمل جليل وسط مجموعة يعملون عملاً سيئاً أناس يشربون الخمر وهو خرج من بينهم، ناس أكلوا الربا فخرج هو من بينهم مع أنهم أصحابه. الاستقامة أن تخرج من العصيان من الذنب من الخطايا من الخطأ وحدك (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ)، هذه هي الاستقامة. فرب العالمين في هذا الأدب المتتالي مرة يقول في البداية عليك أن تستعيذ بالله من الشيطان لأنه صاحب النزغ يتسبب لك بمشاكل (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ) ونحن مأمورون أن نحسن العلاقة مع أعدائنا (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت) دائماً مع صلح مع الآخرين، والمرحلة الثالثة (فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) والرابعة اتركهم لم يعد هناك فائدة أنت استقم من بينهم كلهم على الباطل هذه هي الاستقامة “انظروا لعبدي ثبت لي بنفسه” رجل متزوج إن عبدا له زوجة حسناء وفراش ليّن قام من الليل فصلّى فيقول الرب انظروا إلى عبدي هجر فراش حبيبه من أجلي، يعني أن تعمل وحدك، طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس. حينئذ عليك في مثل هذه الحالة أن تتم هذا الأدب الرفيع على هذه المراحل الأربعة (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ). هذا هو الأدب وعليك أن تعرف أن الجنة ليست سهلة حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات فكل ما تكرهه نفسك يؤدي بك إلى الجنة ومما تكرهه نفسك أن تكون حليماً (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) لأن الله سيعطيه عطاء لا يعطيه حتى على صلاته وصيامه  ” من كظم غيظه لأجلي وهو قادر على إنفاذه خيّرته من أي أبواب الجنة شاء” وفي حديث آخر “من كتم غيظه لأجلي وهو قادر على إنفاذه كان حقاً علي أن أملاً جوفه رضى يوم القيامة”. المرحلة الأخيرة إذا صعب عليك الأمر واشتد النقاش والعداوة والبغضاء فأنت عليك أن تستقيم وتتركهم بهذه الحلقة المهمة في النهاية أن تستقيم (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) والاستقامة كما قلنا رجل يصلح بين مسيئين وهذا هو الغريب وطوبى للغرباء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.