الفاء المباركة

الفاء المباركة – فاستجبنا له ووهبنا له يحيى

اسلاميات

الفاء المباركة – فاستجبنا له ووهبنا له يحيى

بسم الله الرحمن الرحيم. (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) الأنبياء) دعاء له قدسيته وله سره ما يدعو به رجلٌ حرمه الله من الذرية إلا وفّقه الله عز وجل لها (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) الأنبياء) دعا به سيدنا زكريا، بعد الدعاء جاءت الفاء المباركة ذات السر العظيم هذه الفاء فاء الفرج فاء الكرامة فاء العطاء السريع (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90) الأنبياء) وبعد ذلك مدحهم (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء).

إذاً أنتم تعرفون ماذا يعني الولد؟ تحدثنا عن هذا سابقاً عندما تحدثنا عن سيدنا إبراهيم وغيره، كل إنسان أمنيته أن يكون له ولد ولهذا سيدنا إبراهيم عمره مائة وعشرون عاماً ودعا الله بولد، ورب العالمين قال (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) والولد هذا ينفعك في الدنيا والآخرة، في الدنيا معروف أثر الولد على أبيه وعلى أهل أبيه وعلى أخواته وعلى إخوانه وفي الأخرة إن مما يلحق العبد بعد موته ولدٌ صالح يدعو له. كل من مات وله ولد لا بد أن هذا الولد كلما دعا الله قال (رب اغفر لي ولوالدي) ولو تعلمون معنى هذا الدعاء لقلتم يا رب ارزقنا ولداً، لأن هذا الدعاء كلما دعوت لأبويك نقلهم الله عز وجل من مكان إلى مكان أعلى قالوا يا رب بمَ هذا ولسنا في دار عمل؟ قال بدعاء ولدك لك. إذاً (ولد صالح يدعو له). حينئذٍ سيدنا زكريا وغيره من الأنبياء وكل إنسان على وجه الأرض من أمانيه أن يعطيه الله ولداً (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (74) الفرقان) والولد هو قرة العين لأبيه وإذا كان لك ولد صالح قوي نشيط لا يضرك ما فاتك من الدنيا كلها. ولو خيّرت رجلاً لا ولد له ويملك كل الدنيا لقال أنا مستعد أدعو الله أن يجعلني الله أفقر خلق الله ويعطيني ولداً، هكذا هو الأمر.

ولذلك سيدنا زكريا دعا الله عز وجل فعليك أن تتمسك بهذا الدعاء لأن لهذا الدعاء سراً (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) الأنبياء) فعليك أن تعرف بأن هذا الدعاء هو الذي جاء بالفاء فـ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90) إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (91) الأنبياء) فعلى من حُرِم الولد أن يدعو الله باستمرار رغباً ورهباً وأن يخشع في صلاته وكلما صلّى قرأ هذا الدعاء بإذن الله سوف يعطيه الله سبحانه وتعالى إستجابة كما إستجاب لزكريا (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90) الأنبياء).

هذه الفاء المباركة بعد هذا الدعاء تعني – نحن قلنا بأن ما بعد الفاء مترتب على ما قبلها – درس فلان فنجح النجاح مترتب على الدراسة – فاستجبنا له لأنه دعا هذا الدعاء بالذات. فلهذا الدعاء سرٌ عند الله عز وجل وما دام استجاب به لسيدنا زكريا وكل من يدعو الله عز و جل بهذا الدعاء فإن الله سبحانه وتعالى إما أن يلبيه له وإما أن يأجره على هذا الدعاء ويعطيه يوم القيامة في الآخرة عطاءً على هذا الدعاء إذا لم يوفّ له في الدنيا، أحياناً رب العالمين قد تدعوه فلا يستجيب ثم يوم القيامة يقول لك ألم تدعو بالشيء الفلاني فما استجبنا خذ هذا مكانه حينئذٍ يتمنى أن الله ما استجاب له ولا دعاء لما يرى من عظمة العطاء على الدعاء الذي لم يستجب في الدنيا. فهذا الحديث هذا الدعاء في هذه الآية من الأدعية المستجابة إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.