في فاتحة الصافات فالتاليات ذكراً وفي ختامها وتول عنهم حتى حين وفي أول ص تاليتها والقرآن ذي الذكر وفي ختامها ولتعلمن نبأه بعد حين وفي كليهما قصة 9 رسل.
د. أحمد نوفل
تصميم صفحة إسلاميات
————————–
إضافة من صفحة إسلاميات:
سورة الصافات وسورة ص من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية “التوحيد والوحي والبعث والجزاء ” شأنها كشأن سائر السورة المكية التي تهدف إلى تثبيت دعائم الإيمان .وقد افتتحت السورتان بالذكر إشارة إلى الوحي واختتمتا بما يدل على البعث والجزاء بإمهال المكذبين إلى يوم الدين، يوم الجزاء حيث سيعلمون حقيقة ما كانوا به يكذّبون وعنه يعرضون في الدنيا.
مضمون سورة الصافات:
سورة تعنى بأصول العقيدة الإسلامية : ( التوحيد ، الوحي ، البعث والجزاء ) وتثبت دعائم الإيمان .
1- ابتدأت بالحديث عن الملائكة الأبرار ، الصافات قوائمها في الصلاة أو أجنحتها في ارتقاب أمر الله ، الزاجرات للسحاب يسوقونه حيث شاء الله ، ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة وعن البعث والجزاء و إنكار المشركين له، قال تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفّاً {1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً {2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً {3} ) إلى قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ {10})
2- بينت جحود المشركين وعنادهم واستكبارهم وأن العذاب الشديد ينتظرهم يوم القيامة ، من قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ {11}) إلى قوله تعالى : (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ {25} بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ {26})
3- تأكيدا لعقيدة الإيمان بالبعث ذكرت قصة المؤمن والكافر والحوار الذي دار بينهما في الدنيا ، ثم العاقبة : بخلود المؤمن في الجنة والكافر في النار، من قوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ {27} ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68})
4- استعرضت قصص بعض الأنبياء بدءًا بنوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل ثم موسى وهارون ثم إلياس ولوط عليهم السلام ، وذكرت بالتفصيل قصة الإيمان و الابتلاء في حادثة الذبيح إسماعيل عليه السلام ، تعليما للمؤمنين كيفية الانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى ، من قوله تعالى : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ {69} فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ {70}) إلى قوله تعالى : (فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {148})
5- بينت بالحجة والبراهين عناد الكافرين بتمييزهم البنات على البنين وقولهم ولد الله ، وردّت عليهم ، تُكذّبهم وتستنكر قولهم ، ثم ختمت ببيان نصرة الله لأنبيائه و أوليائه في الدنيا والآخرة فالعاقبة للمتقين ، من قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ {149}) إلى قوله تعالى : (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182})
مضمون سورة ص:
تعالج هذه السورة أصول العقيدة الإسلامية .
1- ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المنـزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ، المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم هو حق ، وأن محمدا نبي مرسل ،كما تحدثت عن الوحدانية و إنكار المشركين لها ، ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى توحيد الله ، من قوله تعالى : ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ {1} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ {2}) إلى قوله تعالى : (جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ {11})
2- انتقلت لتضرب الأمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة الذين كذبوا ، وما حل بهم من عذاب بسبب إجرامهم فتناولت قصص بعض الرسل الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آلامه ، فذكرت قصة داود وسليمان ثم أيوب و إسحاق ويعقوب و إسماعيل وذا الكفل عليهم السلام في عرض سريع ، لبيان ابتلاء الله لأنبيائه وصبرهم على ذلك الابتلاء ، وللتأسي بهم ، من قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ {12}) إلى قوله تعالى : (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ {48})
3- بيّنت جزاء المتقين في جنات النعيم ، وعاقبة المشركين نار الجحيم ، وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبا وتخويفا ، من قوله تعالى : (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ {49} جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ {50}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ {64})
4- ذكرت قصة إبليس وامتناعه عن السجود لآدم عليه السلام وتعهده بإغواء الخلق إلا المخلصين من عباد الله ووعد الله له بأن يملأ جهنم منه ومن أتباعه ، من قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {65}) إلى قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85})
5- ختمت ببيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة الله ولا يبتغي لعمله هذا أجرا ، فهذه مهمته التي وكل بها ، فالدين للجميع ، دين الله الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حق ولكن بعد فوات الأوان ، قال تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {86} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88} ).
(من موقع المصحف الإلكتروني)