تأملات تدبرية

الأنبياء بين سورتي يونس وهود

الأنبياء بين سورتي يونس وهود

إعداد موقع إسلاميات

لاحظ منهجية القرآن، فقد طوت سورة يونس قصص النبيين بين نوح وموسى، فقالت: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ}،
وفصّلت سورة هود: قَصَص هود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب…
د. أحمد نوفل
———————–
وقفة تدبرية – موقع إسلاميات
في سورة يونس ذكر الله تعالى قصة نوح وموسى ويونس عليهم الصلاة والسلام وبين هذه القصص الثلاث أمر مشترك وهو الماء فالله عز وجل نجا نوحًا ومن آمن معه من الطوفان وأغرق الكافرين، ونجا الله تعالى موسى ومن آمن معه وأغرق فرعون وجنده في اليم وأنجا الله تعالى يونس من بطن الحوت من ظلمة البحر وسورة يونس غلب على جوّها الحكمة وافتتحت بقول الله تعالى (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾) وتظهر مظاهر الحكمة في آياتها ومنها إنجاء الأنبياء والمؤمنين معهم بالماء وإهلاك الكافرين به وهذه لا يقدر عليها إلا الحكيم سبحانه وتعالى.
وسورة هود افتتحت بقول الله تعالى (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾) ففيها الحكمة وفيها التفصيل ولهذا والله أعلم جاء فيها تفصيل قصص الأنبياء أكثر من قصة يونس فذكر الله تعالى قصة نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام وذكر فيها إهلاك الكافرين برسالتهم والسورة فيها استعراض لمسيرة الأنبياء من عهد نوح عليه السلام لتقرر العقيدة التي جاء بها كل الرسل إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم وأن في كل زمن تعرض العقيدة على لسان الرسل فينقسم الناس إزاءها إلى مؤمنين وكافرين وهذه سنّة الله في خلقه وفي هذا تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بدعا من الرسل وإنما هو خاتم هذه القافلة المباركة من الأنبياء الذين سبقوه.
هذا والله أعلم.

ويقول سيد قطب في الظلال:
إن سورة يونس تحتوي على جانب من القصص مجمل . . إشارة إلى قصة نوح , وإشارة إلى الرسل من بعده , وشيء من التفصيل في قصة موسى , وإشارة مجملة إلى قصة يونس . . ولكن القصص إنما يجيء في السورة شاهدا ومثالا لتصديق الحقائق الاعتقاديه التي تستهدفها السورة .
أما سورة هود فالقصص فيها هو جسم السورة . وهو إن جاء شاهدا ومثالا لتصديق الحقائق الاعتقاديه التي تستهدفها ; إلا أنه يبدو فيه أن استعراض حركة العقيدة الربانية في التاريخ البشري هو الهدف الواضح البارز .

الأنبياء بين يونس وهود