الحلقة الثالثة – 3 رمضان 1432 هـ
(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76))
د. مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أيها الإخوة الفضلاء المستمعون نبتدئ هذه الحلقة من حلقات برنامجكم بينات بقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) نبتدئ هذ الحلقة بتعليقات على هذه الآيات فعلى بركة الله.
د. الخضيري: يقول الله عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) هذه الآية جاءت بعد أن حثّ الله المؤمنين على الجهاد والنفير في سبيله ثُبات أو انفروا جميعاً ثم حذر من التبطيء عن الجهاد والتخذيل عنه وذكر حال هؤلاء المخذلين ونفّر من صفاتهم ذكر بعد ذلك فضل الجهاد في سبيل الله ورغب فيه وكان هذا بمثابة التقدمة لهذه الآية التي فيها التهييج للقتال في سبيل الله عز وجل فقال (يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ولما ذكر هذا الفضل ذكر بعده العتاب لماذا تتركون الجهاد وهناك أناس مستضعفون يحتاجون إل أن تقفوا بجانبهم وتنصروهم؟ فقال عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وقوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) يعني وفي سبيل المستضعفين من أجل هؤلاء المستضعفين سواء كانوا رجالاً أو نساء أو ولداناً فإن قيل يكون يكون رجال مستضعفون؟ هناك رجال بالفعل استضعفوا في مكة فمنعوا من الهجرة وقيدوا مثل ما حصل لأبي بصير وأبي جندل وغيرهم من الصحابة الكبار الذين أوذوا أذى شديداً فالله تعالى يهييج المؤمنين ويقول ألا تنصرون إخوانكم ألا تقفون بجوارهم؟
د. مساعد: كأنه يجمع بين العتاب والتحريض، عتاب مشوب بالتحريض والتهييج ولهذا موقع الآية في قضية لما ذكر الجهاد وفضله بيّن أحد أسباب الجهاد وهو نصرة المستضعفين والمظلومين. في قضية نصرة المستضعفين الآن مع الأسف في قضية المصطلحات واستخدام العبارات المعاصرة استخدام عبارة “الانسانية” يعني من الانسانية أن تنصر المستضعف هو هذا لا شك صحيح فطرة الله في الإنسان أنه لا يرضى الظلم لا عليه ولا على غيره فيستنصره الانسان (انقطع الصوت هنا لثواني قليلة) لا لمسلم ولا لغير مسلم ولهذا لا يعرف في الاسلام أن أحداً أُهين بسبب دينه ولهذا عاش النصارى ردحاً طويلاً من الزمن وعاش اليهود كذلك في أمان وسلام ما يقع مما يذكر في التاريخ في بعض المواطن وهي قليلة ونادرة جداً هي لا تمثل شريعة الاسلام وإنما تمثل أخطاء وقعت من بعض الأشخاص، لا ننزه المجتمع المسلم أن يكون وقع فيه شيء من الظلم على بعض هؤلاء الفئات وإلا لو كان هذا مقصوداً أين الإبادة الاسلامية لهذه المجتمعات التي لا زالت إلى اليوم موجودة بخلاف ما نراه اليوم من المجتمع الكافر الغربي وحرصه على إبادة المسلمين وعلى إضعاف المسلمين في كل مكان. ولهذا نقول إن قضية نصرة المسلمين في أي مكان هذا مطلب شرعي بلا خلاف. ونصرة الإنسان خصوصاً إذا كان بينه وبين المسلمين شيء من الحلف يدخل في هذا الأمر. لكن الذي أحب أن ننتبه له أنه حينما نتكلم في هذه الأمور يجب أن تكون منطلقاتنا شرعية ولا تؤثر علينا ثقافة الإعلام أو ثقافة الغرب في تحوير المصطلحات من مصطلحات شرعية إلى مصطلحات عامة.
د. الشهري: هذه الآية فيها إشارة إلى مشروعية نصرة المظلوم وأنه من المقاصد التي حثّ الاسلام على تلبيتها. اليوم في عالمنا اليوم تلاحظون عندما تظلم الشعوب الآن في مواضع متفرقة في العالم فإن الدول الغربية ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بصفة عامة تتنادى إلى شجب والاستنكار والتنديد وربما تهب إلى نصرة المظلوم لكن هناك انتقائية في هذا الأمر فمثلاً عندما يكون المظلومون من المسلمين في الغالب مثل فلسطين على سبيل المثال، قضية المسلمين في فلسطين قضية واضحة العدالة الشعب المسلم في فلسطين هو صاحب الأرض وهو صاحب الحق ويأتي شعوب اليهود من أنحاء العام فيخرجونهم من بيوتهم ويطردونهم ويحتلون بيوتهم وهذه قضية واضحة للعالم ورغم ذلك تتحيز المنظمات الدولية مع الظالم على المظلوم. في حين في مواقع أخرى تحتلف المقاييس. هنا في هذه الآية الله تعالى يجعل للمظلوم حق (فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا (33) الإسراء) فهذه آية توضح أن الاسلام يدعو إلى نصرة المظلوم أياً كان موضعه أياً كان لونه أياً كان عرقه (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) ففيه إشارة إلى نصرة المظلوم وأنه مبدأ إسلامي واضح وصريح وهذه فيها إشارة إلى مسألة حقوق الإنسان عندما ينادى الآن بأن الحضارة المعاصرة هي التي دعت إلى حقوق الإنسان في حين أن الاسلام هو الذي كفل مثل هذه المواثيق. مسألة ثانية هي مسألة مشروعية الهجرة من بلاد الظلم والخروج منها إلى بلاد العدل ولذلك تذكرون النبي صلى الله عليه وسلم لما نصح بعض المسلمين الأوائل وهو في مكة، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة وقال عليه الصلاة والسلام في تعليل ذلك إن بها ملكاً صالحاً لا يظلم عنده أحد فأشار إلى أن البيئة التي سوف ينتقلون إليها بيئة عدل وهذه من أهم ما يعين المسلم على القيام بشعائر الله سبحانه وتعالى في بلاده. الآن تلاحظون أن كثيراً من المسلمين بدأوا يهاجرون من بلادهم إلى بلاد الكفر حتى يقيموا دينهم، هذا واقع وكم لقينا من المسلمين ممن هاجر من بعض البلاد الاسلامية التي يضيق عليه فيها في إقامة دينه وفي تربية أبنائه تربية اسلامية صحيحة إلى بلاد كفار ولكنها تسمح له بممارسة دينه بحرية تامة وتعينه على ذلك. ففي قوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) والمقصود بها هنا مكة
د. مساعد: الترتيب بدأ بالرجال لأنه لا يتصور وجه الضعف فيهم والله أعلم فبدأ بهم لأنه عادة الرجال أن يكون ذوو قوة
د. الخضيري: يعني الضعف ليس أصلاً فيهم
د. مساعد: لذلك الصعف في النساء والولدان في أول السورة ولذا قلنا أنها سورة الضعفاء وترعى حقوق الضعفاء وهذا منها يعني ترعى حقوق الضعفاء حتى من الرجال الذين صارالضعف طاغياً عليهم سواء بالقيد مثلما حصل للرجلين اللذين ذكرناهما وسواء الضعف بالكبر يكون كبيراً بالسن وهو مسلم فيكون مستضعفاً فإذن هو المقصود القيد الضعف في الرجال، والنساء والولدان لذا رتبها الرجال ثم النساء ثم الولدان أي الصبيان
د. الخضيري: هذه الآية فيها إشارة إلى هدف من أهداف الجهاد وهو نصرة المظلوم أو الضعيف كما ذكرتم. أشارت آيات أخرى إلى أهداف أخرى مع تحقيق الغاية أن يكون في سبيل الله. ولذلك لاحظ أعادها مرة أخرى قال (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه (39) الأنفال) هذا أيضاً هدف آخر إذا جاء ناس يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم يفتنونهم بأن يكثروا لهم الشهوات والمغريات والفتن التي تصرف الناس عن دينهم ولذلك يُشرَع للمسلمين قتال أعدائهم طلباً من أجل أن يطفئوا الفتنة وخصوصاً الآن في هذا الزمن. ما الذي أعلى من شأن الكفار وجعل فتنتهم تصل إلى ديار المسلمين وتخترق بيوتهم إلا أن الكفار صارت لهم صولة وجولة وصاروا يتصرفون كيفما شاؤوا وصاروا يبثون الفتنة علينا ويغزوننا بها وصرنا لا ندري كيف ندافعهم، تصوروا لو أننا نحن أدرنا المعركة وصرنا نقاتلهم في بلادهم وصار لنا جيوش اسلامية على ثغور المسلمين كل من رأوا أنه رفع رأسه في الكفر أدبوه ووضعوه في مقامه ترهبوه يعني ردع والله لينشغلون بأنفسهم ولا يمكن أن يحدثوا أنفسهم بأن يرسلوا لنا شيئاً من فتنتهم. واليوم فتن كثير من المسلمين بمظاهر ومباهج الحياة الغربية علماً أن كثيراً من المسلمين عنده قناعة دينية يقول هؤلاء ضائعون ولكن ما ذلك يتابع هؤلاء الغربيين لماذا؟ ما يصبر على هذه الفتن والمباهج التي تعرض أمامه ما يصبر على أن يلاحقها ويتابعها ويقوم بها
د. مساعد: نرجع إلى قضية المصطلحات وقضية النظر فيما جاء في الشريعة ألاحظ بعض الفضلاء من أهل العلم إذا جاء يتكلم عن الجهاد كأنه يتكلم عن أمر يريد أن يستره وكأنه من عيوب الاسلام وهذه مشكلة ويركز على جهاد الدفع وأنه هو الأصل وليس جهاد الطلب وهذا غريب، كيف انتشر إذن الاسلام؟ مفهوم الجهاد في الإسلام سيم ظلماً بقصور النظر في مرادات الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر لأن أول قضية أن هذا الأمر ليس مني ولا وإنما من الله سبحانه وتعالى فإذا أردت أن تستدرك فهل تستطيع أن تستدرك على الله سبحانه وتعالى؟! الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر (وقاتلوهم) وأمر بالجهاد في مواطن فإذن جهاد الطلب هذا أصل واضح بلا ريب لا يعني عدم وجود جهاد الدفع لكن هذا هو الأصل. وإلا كيف انتشر الإسلام؟ ولماذا خرج الصحابة من جزيرة العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن استب الأمر لأبي بكر؟ لماذا خرج أبو بكر يغازي الروم والفرس؟ إلا لأنهم يعلمون أنهم أُمروا أن يوصلوا هذه الرسالة إلى جميع العالن. فإن أوصلت هذه الرسالة من دون دماء كما حصل في أندونيسيا والفليبين فالحمد لله لم يقتل أحد في نشر هذا الدين وإنما كان التجار المسلمون يخرجون من اليمن وحضرموت إلى هذه البلاد فانتشر الاسلام بحسن معاملتهم. فلم يكن هناك إراقة دماء لكن إذا جئت تدعو إلى الله فاعترض طريقك أمثال هؤلاء فأنت مضطر إلى قتالهم لكي توصل رسالة الله للناس. فإذن هذا ليس حقاً ننتزعه من الناس لذات أنفسنا وإنما هو حق أمر الله سبحانه وتعالى به ومن قرأ في الجهاد حتى من علماء الغرب يعلم أن هذه الأوامر ليست أوامر بشرية وإن كانوا يحرصون في كثير من الأحيان على صرفها لمحمد صلى الله عليه وسلم إدّعاء للبشرية فيه لكن كل ما جاء من هذه الأوامر هي إلهية فلماذا نحن نتخاذل في تقديم هذا الأمر أو يكون عندنا تصورات فيها غبش ومحاولة أن يكون الانسان دبلوماسياً في الحديث مع الغرب وغيرهم مع أن الأمر واضح جداً في أن الله تعالى أراد منا إقامة هذا الجهاد لتبليغ هذا الدين وليس المقصود إراقة الدماء بحد ذاتها وإلا فالغرب الكافر أكثر منا إراقة للدماء.
د. الشهري: والسبب في ذلك والله أعلم أن هذا الأمر قد شُوّه عندنا أشياء في الدين الإسلامي كثيرة مثل الجهاد مثل حجاب المرأة وقضايا الزواج من أربع أو من أكثر من واحدة وغيرها تعرضت للتشويه على مدار الـ 200 أو الـ 300 سنة الماضية وكانت الشوكة فيها للمستشرقين والمطابع الغربية ثم اضف إلى ذلك الإعلام المعاصر الآن شوهت هذه الحقائق ولذلك عندما يأتي المسلمون لكي يحاولوا أن يصححوا وينقلوا الصورة الحقيقية أنت الآن عندما تقابل بعض علماء الغربيين الآن فتشرح له الحقيقة فقط يستغرب ويقول المشهور غير ذلك والذي نعرفه غير ذلك. لذلك الغربيون الذين يقرأون التاريخ الإسلامي مثل صاحب كتاب حضارة العرب اسمه غوستاف لوبون وهو مستشرق فرنسي وكتابه مطبوع من قديم ترجمه عادل زعيتر مترجم فلسطيني يقول أنه لم تعرف الأمم حضارة ولا لين أرحم من العرب ومن المسلمين فإنهم كانوا لا يقتلون الضعيف ولا يقتلون المرأة ولا يجهزون على الجريح وكانت عندهم مبادئ التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ واضحة ولا يغدرون ولا يخونون وهذه من أصول ديننا ونحن نفخر بها. هم ليس عندهم هذه المبادئ في حروبهم فالشاهد أن هذه الشياء تعرضت لتشويه كبير جداً لذلك اليوم نحن عندما نشاهد هذا أو نقرأ في الأدبيات الغربية أو في وسائل الاعلام الغربية لا نستغرب لأنهم عملوا طيلة السنوات الماضية كلها على تشويه هذا الدين وبعضهم يعرف الحق ويشوهه وبعضهم عن جهل لم يقرأ القرآن بشكل صحيح لم يعرف القرآن بشكل صحيح ولذلك تجد من أسلم منهم اليوم يستغرب من هذه الحقائق التي يطلع عليها لأول مرة. تذكرون كتاب موريس بوكاي “التوراة والانجيل والقرآن” وكيف لما وزان بينها اكتشف أن الفرق كبير وأن القرآن الكريم لا يمكن أن يقارن بهذه الكتب المحرفة وأن ما ذكره الله فيه تطابق مع ما أثبته العلم المعاصر خاصة الأمور الطبية وما يتعلق بها. فهذا تعليق على قولك أن البعض يتكلم عن الجهاد اليوم باستحياء لأن مفهوم الجهاد في سبيل الله مشوه اليوم
د. مساعد: لكن لماذا يزيد التشويه تشويهاً؟!
د. الخضيري: ويحرف النصوص الواضحة ويغير المعاني، النصوص واضحة ولو كانت نصوص الجهاد من النصوص الملبسة لعذرناه لكن لكثرتها في القرآن والسنة ووضوحها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التشويه فيها يكاد يكون صعباً جداً ولذلك تجد الذي يلوي أعناق النصوص فيها تنفر منه الطباع السليمة
د. مساعد: سبق أن ذكرنا قاعدة مهمة جداً عندما نريد أن نناقش مسألة في الاسلام لا نناقشها منفردة، عندما تريد أن تناقش الجهاد لا تناقش الجهاد بعيداً عن السياق الاسلامي. على سبيل المثال الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سرية صغيرة لقتل كعب بن الأشرف اليهودي، يعني اغتيال، لو أخذت هذه وجردتها عن جميع السياقات فستكون مشوهة لكن أنت حين إذا أدخلتها في سياقها ومن هو كعب بن الأشرف؟ ماذا فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم ماذا حصل منه؟ ثم نظرت إليها ستجد أن الأمر
د. الخضيري: وتنظر إلى العهود والمواثيق التي أجراها النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود وأن أي إخلال بها يجعل هذه المواثيق بالنسبة لهذا الرجل غير عاملة. هنا قضية تأكيد لما أسلفتم. أنتم الآن تريدون تشويه صورة الجهاد عند المسلمين وفي الاسم، ما هو البديل؟ تريدون أن نكون ماذا؟ أنت تستسلم ولكن العدو باقي وحامل السلاح. البديل هو الصورة الموجودة في العالم من قديم الزمان إلى اليوم العالم لا يكف عن الحرب والقتال حتى لو لم يكن هناك إسلام. الحرب العالمية قامت ولم يكن المسلمون طرفاً فيها وكم أبيد فيها؟ أبيد في واحدة أربعين مليون وفي الثانية عشرين مليوناً! تصور هذه الأعداد! النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن قام علم الجهاد إلى أن توفي عدد القتلى من الفريقين لم يتجاوزوا أكثر من 2500 من الفريقين تصور! يقول الله عز وجل (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا (64) المائدة) يصف هؤلاء الكفار. الآن يقولون لنا المواثيق الدولية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية وغيرها يا جماعة هذا الكلام لم يتم يوماً في البشرية لأن طباع الناس (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب) طبع الإنسان هكذا متى رأى في نفسه القوة طغى!
د. الشهري: انظر ابن آدم أول ما بدأت البشرية!
د. مساعد: الصرب وما فعلوه
د. الخضيري: وإلى اليوم وإلى غد
د. مساعد: بل تستخدم المواثيق الدولية لقتل الأبرياء
د. الخضيري: الآن في مقاتل الأميركان وغيرهم في العالم لو تأملت لوجدت أن أكثر من يُقتل مدنيون لأن أميركا لا تقيم وزناً للبشر! مقاتل موجود في القرية الفلانية تدك القرية كلها لأن فيها إراهبيين! ما ذنب هؤلاء الأطفال والعُزّل؟! كيف تقاتل بهذه الطريقة؟ تطلع طائرة بي 52 وتدك القرية كلها، الآن تسمع في المقاتل في الباكستان وفي غيرها هذه الأيام تجد أنها من هذا النوع طائرة أميركية من دون طيار فيها عدد من القاذفات تضرب الناس لماذا؟ سوق كامل يُدكّ فيه 400 إنسان من أجل اشتباه أن فيها ارهابي واحد! ثم تذهب هذه الدماء هدراً لا أحد يعوضها ولا أحد يتكلم عنها! هل هذه هي الصورة البديلة؟! هل عندكم أنتم الآن وأنتم تتحدثون وعن الجهاد في الاسلام هل عندكم صورة بديلة يعني انظر إلى النموذج الفلاني لنرى هل نحن قريبون منه أم بعيدون
د. الشهري: هناك نماذج نظرية! هناك كلام على الورق
د. الخضيري: هذا كثير ونقرأه في الصحف اليومية لكن أين هو! حتى أميركا التي تريد أن تؤدب العالم الإسلامي وتقضي على الإرهاب ماذا تفعل؟ هي تريد أن يقف إرهاب أشخاص ليبدأ إرهاب دول، دخلت العراق بحجة واحدة أسلحة الدمار الشامل جلست عشر سنوات تبحث عن أسلحة دمار شامل في العراق ما وجدتها قالت نقيم الحرب من أجلها قامت الحرب وقتلت مليون عراقي وفي النهاية ما وجدت أسلحة دمار شامل! وهل خرجت أميركا؟ ما خرجت أميركا وما توقف القتل وإلى اليوم!
د. مساعد: في قوله (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) يأتي في القرآن (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) توصف القرية بالظلم هنا جعل الظلم للأهل تنزيهاً لهذا البلدة التي هي مكة لأن قلنا أن المراد بالقرية هنا هي مكة فهذا من تشريف مكة وهذا من الدقائق اللطيفة جداً التي قد يغفل عنها القارئ ولا يلتفت إليها لكن إذا تأمل وجمع النظائر سيسأل نفسه لماذا في آيات أخرى يقول (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) وهنا (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) هذا نوع من الاستطراد فالمراد والله أعلم أو أحد فوائد هذا النظم هو تشريف مكة أن تنسب إلى الظلم وتكون ظالمة.
د. الخصيري: في قوله (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) فيها مشروعية الدعاء للضعفاء وأنهم لا يكفون عن ذلك فالنصر يأتيهم ليس بسبب من المسلمين وحدهم أو من الله عز وجل ينصرهم دون أن يكون منهم شيء وهذا يدلنا على أن الضعيف عنده مجالات للعمل والانتصار منها أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) تجد بعض الناس يهوّ، من شأن الدعاء ويقول يا أخي كلما وقع شيء تقولوا عليكم بالدعاء!
د. الشهري: الدعاء أقوى سلاح وإن كان ينظر إليه اليوم على أنه سلاح العاجز وهذا ليس بصحيح. ثم أضف إلى ذلك أن الله تعالى وعد بإجابة دعوة المظلوم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب إشارة إلى أنها مستجابة
د. الخضيري: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
د. مساعد: وفي المضطر لم يحدد إن كان مسلماً أو غير مسلم. لكن أيضاً من الأسباب التي تجعل بعض الناس لا يأبه بالدعاء أو يضعف عنده قيمة الدعاء ظنه أن الدعاء يلزم منه الاستجابة المباشرة أو يرى بعضهم أنه يعيش سنة وسنتين وعشر وهو ظالم ويقول كم دعونا على هذا وما حصل شيئاً وهذا نوع من الجهل بقضاء الله وقدره، من قال لك أنه يلزم الاستجابة لك استجابة مباشرة. وسبق أن ذكرنا أحوال الدعاء ثلاثة إما أن تستجاب الدعوة وإما أن يصرف بها سوء عنك يعني إنسان دعا قال يا رب ارزقني مالاً، ارزقني زوجة أو كذا ولم يحصل له لكن قد يصرف الله عنه السوء ما لا يدري عنه هو وكم مرة الإنسان يكون غافلاً وهو يقود سيارته وفجأة يتنبه فيقف بسرعة وإلا كان وقع في داهية فحينما يقع مثل هذا ليعلم أنها إما بسبب دعاء أو عبادة له من العبادات فنجاه الله بها. وإما أن يدخرها عنده وهذه أفضل الثلاثة تبقى له ليوم القيامة فيرى خيرها ويرى ما يعطيه الله سبحانه وتعالى من الأجر العظيم على هذا الدعاء. إذن فأنت في الدعاء رابح على كل حال.
د. الخضيري: أنا مرت بي أنا نزلنا في أحد المطارات فأحد النصارى أراد أن يردنا ونحن ثلاثة كيداً مع أنه معنا تأشيرات فلما جلسنا عرفنا أن الرجل يكيد لنا حتى أنه أخذ التذاكر وأرسلها للكاونتر من أجل قطع بطاقة صعود الطائرة التي جئنا بها وفي النهاية يقول تريدون أن ترجعون معكم متاعكم أو من دون متاع؟ انتهى كل شيء وأنتم سترجعون فكان الضابط يمسكنا بيدنا ويسير بنا باتجاه الطائرة قلت لصاحبي نطلق أيدينا ونصلي والله يا إخواني في صلاتي ما قرأت إلا (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) النمل) ما أقول أنه غاب عني القرآن لكن أريد أن أستحضر آية بسهولة على لساني فما جاءت إلا هذه فصلينا الظهر والعصر جمعاً وقصراً وبقينا ثلاث ساعات ونصف ونحن في نقاش وحوار وجدال ظاهر فيه البغي والظلم علينا سلمنا من الصلاة وإذا صاحبي يأتي من آخر المطار الذي هو من أهل البلد وكان مستقبلاً لنا ويقول بيده أن الموضوع انتهى وأنا غير مصدق لأن الضابط فوق رؤوسنا ولا يدري ويقول هيا، قال صاحبي انتهى الموضوع والضابط يقول امشوا وصاحبي قال انتهى الموضوع فقال اتصلت على الشيخ فلان والشيخ فلان يعرف مستشار الرئيس اتصل على مستشار الرئيس وهو مسلم فاتصل على وزير الداخلية ووزير الداخلية اتصل على مدير الجوازات ومدير الجوازات اتصل على جوازات المطار قال ناس جاؤوكم بتأشيرات بأي حجة وقانون تردونهم؟ ما الخطأ الذي وقعوا فيه؟ فالمهم رجعنا إلى الضابط مرة أخرى وعليه من الخزي شيء لا يعلمه إلا الله فقال لنا لماذا لم تقولوا أنكم تعرفون مدير الجوازات أو وزير الداخلية فقلنا أخزاك الله فأخذناها ونحن في عز وهو في صغار وذُلّ. الدعاء كنت أقول اللهم رد كيده في نحره والرحلة كانت طويلة وبعيدة ويريد أن يرجعنا على حسابنا ومن دون أن نحقق شيئاً!
د. مساعد: ما الفرق بين (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وهذا يكثر، فيها أمران: النصرة والولاية تقترن في القرآن كثيراً (وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ). والمسألة الثانية العطف بالفعل كاملاً الفعل والفاعل والمفعول (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) ما قال اجعل لنا من لدنك ولياً ونصيراً. أيضاً الافتراق في مثل هذه الأساليب والنظم القرآني يجعلنا نلتفت أن هنا سر في هذه الإطالة. نحن الآن أمام دعاء ففي مقام الدعاء يحسن الاطناب وهذا نوع من أنواع الاطناب أو مقام من مقامات الاطناب والتذلل بخطاب الله سبحانه وتعالى فقال (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)
د. الخضيري: هذا يذكرني بالحديث: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم مني اللهم اغفر جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما اسررت وما أعلنت، لو قلت اللهم اغفر لي ذنبي لانتهى الموضوع لكن من باب الاطالة في الدعا والإلحاح في أنك تصل إلى مقصودك.
د. الشهري: هذه فيها مسألة هل معنى هذا أنه من المشروع أن يطيل الإمام في صلاة التراويح مثلاً أو نحوها؟
د. مساعد: لا، لأن هذا متعلق بغيره إذا كان منفرداً يأخذ راحته
د. الخضيري: هناك فرق بين أمرين، نفس الدعوة التي تدعو بها كونك تبسطها هذا مشروع لكن كونك تكثر من الدعاء كله حتى يكون أطول من الصلاة التي هو فيها هذا ليس مشروعاً. حتى دعاء القنوت الوارد عن النبي صلهم ثلاثة أسطر “اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا شر من قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت” انتهى تسع كلمات أدعو به في صلاة التراويح ثم أركع فقال لي أحدهم فقط هذه؟ قلت يا أخي ربنا يتقبل ويكفّر عنا فيه بركة عسى الله يستجيب.
د. الشهري: إذا كنت منفرداً غير أنك تؤم جماعة، هذه مسألة. المسألة الثانية الحالة التي أنت فيها فدعاء الكرب والاضطرار غير دعاء السراء، وإلا فالاطناب في موطن الدعاء قد يستدل به مشروعية إطالة الدعاء لكن السنة في دعاء القنوت أن يخفف له قدر محدود
د. مساعد: هذا يدخل في دعاء الكرب لأنهم مكروبون. يبقى عندنا الولي والنصير الولي الذي يلي أمرك والنصير الذي ينصرك لما تقول فلان وليي هذه ولاية معنوية يعني اجعل لنا ولياً يلي أمرنا ونصيراً ينصرنا. ففرق بين الولاية والنصرة في مواطن متعددة والنصرة غالباً ما تكون من غيرك لا يلزم أن تكون من قريب منك الولاية تكون في الغالب ممن يليك أو ممن يكون قريباً منك فهذه أحد وجوه التفريق بين الولاية والنصرة
د. الشهري: مع أن الولاية في اللغة عندما يعرفون الولاية يقولون هي النصرة
د. مساعد: لأن الولاية أعمّ
د. الشهري: لكن عندما تجتمع في مثل هذا الموضع تفترق في الدلالة.
د. الخضيري: الولي يتولاك في تحصيل منفعة والنصير يأتي ينصرك ليدفع عنك مضرة
د. مساعد: الولاية فيها تحصيل منفعة والنصرة دفع مضرة
د. الشهري: الاية التي بعدها فيها ترسيخ لمفهوم وهو تثبيت للمؤمن في في موقفه. عندما تحدثتم عن الجهاد وقلتم أن هناك من شوه الصورة هذا صحيح فالمسلمون يدفعون عن أنفسهم هذا الأمر كأنه تهمة عندما يقال أنتم عندكم في دينكم قول الله تعالى (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ (5) التوبة) هذه آية واضحة أنها تدل على القتل وعلى الارهاب كما يقولون كيف تدفعون عن أنفسكم هذه التهمة؟ طبعاً هي آية واضحة في القرآن فيضطرب هذا المسلم في الإجابة على هذا السؤال. الله سبحانه وتعالى في الاية التي معنا (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) كأنه يقول اختر لنفسك، الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله أهدافهم سامية ونبيتهم صادقة ومراميهم نبيلة يدفعون الظلم عن المظلوم وينصرون المظلوم ويبلغون الحق ويبلغون هذا الدين للناس. والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ولطاغوت كل معبود سوى الله وكل ما يعبد من دون الله فهو معبود بالباطل لا شك.
د. الخضيري: وسماه طاغوتاً أنه يطغى، أما الذي يقاتل في سبيل الله فهو يقاتل في سبيل غاية شريفة ونبيلة. الطاغوت معناه الآن مثلاً في عصرنا حلف الناتو وأمريكا وأوروبا طاغوت والمقاتلة في سبيلها مقاتلة في سبيل الطاغوت لأنها تطغى وتتكبر وتؤذي الناس وتتعدى عليهم تسرق أراضيهم جهاراً نهاراً وتفعل الأفاعيل من أجل أن تبسط نفوذها على الأرض ليس عندها قيم ولا أخلاق فاضلة تنشرها بينما المؤمنون ما عندهم شيء ينشرونه إلا أن يدعون الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
د. مساعد: من الشبه التي قد تقع اليوم في قضية جهاد المسلمين ما يسمى الحركات الانتحارية أو الاستشهادية على اختلاف التسميات الغرب يشوه صورة هذه العمليات الاستشهادية يسميها الارهابية. وعندنا أيضاً تقصير في معرفة ما هو السبب ودائماً ننظر إلى النتائج ولا ندرس الأسباب لهذا من أكبر العيوب التي نعيشها اليوم حتى نحن في الدول الاسلامية إذا وقع مثل هذا الأمر لا نرجع إلى الوراء وننظر ما هو السبب على سبيل المثال الحركات الاستشهادية التي وقعت في فلسطين لا ندرس ما هو السبب وإن كنا قد نكيف القضية شرعياً وإن كان بعض علمائنا تعجل وحرم هذه ثم توقف وقال أهل مكة أدرى بشعابها وترك الموضوع لأنه ليس عنده فيه تصور فتركه. لكن السؤال الذي يرد ما هو السبب الذي جعل مثل هؤلاء يقومون بمثل هذا العمل؟ الواقع الذي يعيشه هؤلاء واقع ميؤوس ليس هناك أي إمكانية لعمل أي شيء انتهى كل شيء عندهم مثل قط تحشره في زاوية تريده أن يستكين؟ لا يستكين، سيبحث له عن أي مكان ينفذ، لكن لو كنت أعطيته حقوقه وكنت عادلاً معه لا يحصل هذا الشيء. لكن للأسف ينظر إلى النتيجة وتلغى الأسباب ودائماً مثل هذه القضايا تحتاج إلى النظر إلى جميع أطرافها, أو لعلنا في اللقاء القادم نبتدئ بالآية التي بعدها. أشكر أخواي الفاضلين وأشكر الإخوة المشاهدين وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.