الحلقة 144 – سورة ق
ضيف البرنامج في حلقته رقم (144) يوم السبت 20 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ، وعضو مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية.
وموضوع الحلقة هو:
– علوم سورة ق.
– الإجابة عن أسئلة المشاهدين .
د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم التفسير المباشر. اليوم هو اليوم العشرون من شهر رمضان للعام 1432 للهجرة، ذهب الثلثان وبقي الثلث نسأل الله أن يختم لنا برضوانه وقبوله وتوفيقه. اليوم سوف يكون حديثنا بإذن الله تعالى حول سورة ق. وباسمكم أرحب بضيفي فضيلة الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود، وعضو مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية.
قبل أن نبدأ في تسمية السورة ونحوها هل يمكن أن تتحدث عن موضوع المفصل من أي يبدأ؟ بعضهم يذكر انه من الحجرات وبعضهم من سورة ق
د. مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آل وصحبه والتابعين. كما ذكرت وقع خلاف عند العلماء في المفصّلأ وأشهر قولين أنه إما يبدأ من الحجرات أو من ق وهناك أقوال أخرى لكن هذه أشهر التقسيمات. وهي مبنية على ما ذُكر من حديث وفد بني تميم لما سألوا الصحابة كيف تحزّبون القرآن على أن يقُرأ في سبع أيام؟ بدون الفاتحة فقالوا ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وأحد عشر وثلاثة عشر ثم حزب المفصل فإذا عدت الفاتحة سيختلف الترتيب وإذا لم تعدّ أيضاً سيختلف الترتيب فهي مبنية على هذا الحديث وبعض القُراء يجمع بداية أسماء هذه السورة ليبيّن التقسيم السباعي وهو قولهم “فمي بشوق” الفاء للفاتحة وقاف لسورة ق،
د. الشهري: سبعة أحرف كل حرف الفاء والميم والياء والباء والشين والواو والقاف، كل حرف منها يدل علة بداية سورة
د. مساعد: الفاء للفاتحة والميم للمائدة والياء ليونس وهكذا حتى تصل إلى ق وهي بداية المفصل
د. الشهري: بالنسبة لاسم السورة هل ثبت لها أسماء أخرى غير (ق)؟
د. مساعد: ذكر السيوطي “الباسقات” ولكنه غير مشتهر والاسم الذي وقع عليه الاجماع هو اسم (ق) لأنه لم يرد هذا الحرف مفرداً في غير هذه السورة فصار علماً عليه.
د. الشهري: الملاحظ أن السور التي بدئت بحرف سميت به، (ص) و (ق) و (ن) هذه الثلاثة. متى نزلت سورة ق؟ أي مرحلة؟
د. مساعد: هي مكية وقيل أنها نزلت بعد المرسلات على عدّ جابر بن زيد وواضح جداً منها بعد أن صدع النبي بدعوته وأبان القضايا المرتبطة باليوم الآخر لأن مقصد السورة واضح أنه مرتبط بالبعث مما يدل على أنها في مرحلة متقدمة من العهد المكي.
د. الشهري: وموضوعاتها تدل على أنها مكية.
د. مساعد: موضوعاتها في العقيدة وخاصة عقيدة البعث بالذات
د. الشهري: ما هو الموضوع الذي يمكن أن نقول هو عمود السورة؟
د. مساعد: واضح جداً من خلال السورة أن العمود الأساسي فيها هو قضية البعث وما يدور حوله سواء ثبوت البعث، ما يقع في البعث، ما يكون مآل الكفار، ما يكون مآل المؤمنين كله مرتبط بقضية البعث. هذا أحد أسباب حرص النبي صلى الله عليه وسلم في قراءتها في صلاة الفجر يوم الجمعة أو كذلك في الخطبة كما روت أم هشام أنها ما حفظت سورة ق إلا من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأها على المنبر
د. الشهري: مما يدل على أنه كان يكررها. من الذي يخطب بسورة ق هذه الأيام؟! قليل
د. مساعد: أحياناً، تسمع بالسنة مرة. هنا ملحظ مهم جداً لا بأس من الاستطراد به. هناك قضية تتعلق بتلقي القرآن، القرآن عندنا إما أن يتلقى من الصدور وإما أن يُقرأ في السطور. يعنينا هنا التلقي من الصدور يعني المشافهة هذه الأمة العربية أمة حفظ وأمة تلقي فلاحظ أن هذه المرأة تقول أنها حفظت السورة من السماع فإسماع القرآن وإيصاله عن طريق المشافهة هي الأصل في القرآن وأما الكتابة فهي مرحلة ثانية لضبط هذا المحفوظ وليس هو المعتمد عند القراء. إذا جئت تقرأ على قارئ الأصل أنك تحفظ وإن كان بعض قرّاء المغاربة يعمدون للجمع بين الطريقتين ضبط الرسم وضبط الحفظ معاً لكن المشارقة الأصل عندهم التلقي فيحلس الطالب ويتلقى القرآن حتى يحفظه فالذي أريد أن يُنتبه له أن هذه ميزة فيما يتعلق بحفظ القرآن يجب أن لا نغفل عنها وأن ننتبه بها.
د. الشهري: البعض يظن أن هذا فيه نوع من المبالغة عندما تقول أن الأمة العربية كانت أمة حفظ وأن حفظها في الصدور كان أضبط من حفظها في الكتاب لكن لو كانوا يطلعون على طبيعة هؤلاء في حفظهم كان يحفظون بشكل غير طبيعي لكن نحن اليوم أصبح الحفاظ فينا قليل
د. مساعد: لكنه لا يزال موجوداً
د. الشهري: فأصبح الناس يشككون يقولون من يضمن لك أن هؤلاء قد حفظوا؟ وإلا هم كانوا يحفظون أشياء لا تصدق من الشعر ومن الخُطب. موضوع السورة البعث بعد الموت وإثبات أن الله سبحانه وتعالى سوف يعيد الناس بعد موتهم. دعنا نستعرض السورة من أولها وننظر كيف تدل على هذا المحور.
د. مساعد: في أول آيتين من السورة التنويه بشأن القرآن والمنزّل عليه (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ ﴿١﴾ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) ثم ذكر موقف الكفار من البعث (أَئِذَا مِتْنَا) ثم ذكر أدلة البعث في قوله (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) إلى قوله (رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) ثم انتقل لتشبيههم بالأمم السابقة في التكذيب (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾) فهذه تنبيه أشبه ما يكون دخلت في وسط أخبار البعث للتنبيه على تشابه هذه الأمة أمة قريش مع الأمم السابقة ولهذا أعادها مرة أخرى إلى البعث وبيان سعة علم الله سبحانه وتعالى في قوله (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) وهذا هو أحد أدلة البعث ثم ذكر العلم في قوله (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) فكل هذه مرتبطة بقضية سعة علم الله سبحانه وتعالى وقدرته على إعادة الأجساد. ثم قال بعدها أحوال
د. الشهري: من أشد ما كان يكذب به المشركون قضية البعث ولذلك أكثر السور التي مرّت علينا تؤكد هذا
د. مساعد: والسور المكية هي لا تكاد تخلو من إشارة إلى البعث، إما بالتفصيل وإما بالإشارة. بعدها ذكر نهاية أحوال الإنسان في الدنيا وبدايتها في الآخرة وما يكون من خصومة القرناء من بداية قوله تعالى (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾) إلى قوله سبحانه وتعالى (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) ثم بعد ذلك ذكر حال الفئة المؤمنة ولأن المقصد الأساس هو الكلام مع الكفار جاء أكثر الحديث عن الكفار أغلب الآيات مع الكفار والفئة المؤمنة جاءت في خمس آيات فقط فقال سبحانه وتعالى (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾) ثم عاد إلى تهديد الكفار كفار مكة بأحوال السابقين في قوله (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾) وهي مرتبطة بقوله (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) الذي ذكره سبحانه وتعالى فكأن يقول مرة أخرى يعيد عليهم التنبيه أن كان هناك أمم كثيرة لكن إبحثوا عنهم الآن لا تجدونهم أهلكهم الله سبحانه وتعالى. ثم ختم السورة وأدمج في هذه الخاتمة الحديث عن قدرته سبحانه وتعالى والأمر بالصبر والعبادة وانتظار ما سيحل بالكافرين وهذا يكثر في القرآن في أن الله سبحانه وتعالى يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الانتظار والتمهل والصبر وأن الله سبحانه وتعالى سوف ينزل عقوبته بهؤلاء الكافرين. وفي قوله سبحانه وتعالى (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴿٣٩﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴿٤٠﴾ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٤١﴾) فكأنه أمر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يصبر وينتظر إلى هذا اليوم الذي يقع فيه العذاب على هؤلاء الكفار. ثم ختمت السورة بقوله (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)
د. الشهري: كما بدأ بالقرآن ختم به
د. مساعد: وهذا يسمى ردّ العجز على الصدر.
د. الشهري: يبدو أنه فنّ مراعى في كلام العرب
د. مساعد: جداً. وبما أنك لفت إلى هذه من المهم جداً معرفة أسس البلاغة العامة والموضوعات العامة في البلاغة لأن من يتعرف عليها ويقرأ في القرآن تظهر له بلاغة القرآن وبلاغة العرب هي التي يقاس عليها بلاغة القرآن لأن القرآن نزل بلغتهم. أن نقول القرآن بليغ لأنه كلام الله فقط هذا متفق عليه لكن ما وجه البلاغة فيه؟ كيف نستطيع أن نعرف وجه البلاغة فيه؟ بالموازنة بغيره من الكلام
د. الشهري: لفتة كريمة وأنت لك عناية بالتفسير اللغوي قضية الخطاب القرآني له خصوصية ليست لغيره لأنه موجه من الله سبحانه وتعالى إلى البشر وهذا غير معهود عند العرب فهم يعرفون ما يسمونه الآن استراتيجيات الخطاب، قضية من تخاطب؟ الله سبحانه وتعالى هو المتحدث ويخاطب البشر هذا غير موجود في أي خطاب عند العرب من قبل. عندهم خطابات فيما بينهم يعرفون كيف يخاطب بعضهم بعضاً كيف يخاطب شيوخهم ورؤساءهم
د. مساعد: من الأعلى إلى الأدنى ومن الأدنى إلى الأعلى
د. الشهري: معروفة عندهم أما خطاب من الله للبشر ما عهدوه وكان هذا من أسرار انبهارهم به لأنهم يعرفونه. الآن عندما ندرس البلاغة العربية والشعر الجاهلي حتى نستخرج هذه السنن التي يمكن أن نسميها سنن اللسان نفسع والخطاب كيف يكون طريقته وتوجيهه والتعامل معه، القرآن الكريم في أقصى هذه الدرجات ولكن يحتاج إلى من يتلمس ويدرسه بطريقة فيها دقة وفي تصوري مهما بالغ الدارسون في دراسته تبقى هناك نواقص وأسرار لا يحيطون بها. دعنا نأخذ من البداية الموضوعات التي تناولتها السورة. قلت (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) بدأت بالقرآن المجيد وختمت بالقرآن (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)
د. مساعد: ملحظ جميل في قوله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) المجيد يقولون هو الشريف الكامل في جنسه فالقرآن كلام وهو أشرف الكلام وأكمل الكلام لأنه كلام الله سبحانه وتعالى. وهناك ملحظ سأذكره لكن هناك سورة مطلعها فيه شبه بسورة ق وهي (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر) وأذكر أنكم والدكتور حاتم القرشي طرحتم هذه السورة. لو تأملت (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر) ستجد أن فيها شبهاً بالمقدمة بسورة ق لكن اللطيف أن هناك قال (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) تأملت السورة فوجدت مادة الذكر تكثر في سورة ص (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا (8)) (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ (17)) (وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)) (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي (32)) (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ (41)) (وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43)) (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا (45) (ذِكْرَى الدَّارِ (46)) (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ (48)) (هَذَا ذِكْرٌ (49)) (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87)) إلى آخر السورة كثرت لفظة ذكر وهذا ملحظ أن مقدمات السورة في الغالب تحكي ما في موضوع السورة. في ق قال (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) والمجيد فيه شيء من معنى العظمة والقوة ويدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال (قسمت الصلاة بيني وبين عبد نصفين فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي (يعني كرر المحامد) مالك يوم الدين قال مجدني عبدي) فجعل ملكه ليوم الدين فيه مجد فكأن فيه معنى القوة والعظمة والهيبة وإذا نظرت هنا كأن اختيار المجيد لما سيأتي من ذكر البعث ولا شك أن أحوال البعث وما فيها وقدرة الله سبحانه وتعالى عليها راجع إلى معنى العظمة والقوة. فكأنه والله أعلم اختير (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) هنا ليناسب الحديث عن البعث واختيار الذكر في ص ليناسب الحديث عن هؤلاء الأنبياء وما فيه من التذكير حتى أنه ذُكر موضوع اليوم الآخر في ص لكن هنا جُلّ الموضوع مرتبط بالبعث
د. الشهري: وأذكر أني قرأت وتحتاج إلى إحصاء الآن تكرر حرف القاف في سورة ق
د. مساعد: الشيخ الشعراوي رحمه الله أشار إلى هذا وهذا يعتبر من المُلَح. يعني بعض الناس يظن أن هذا تفسير للحرف، لا، هذه الحروف المقطعة فيها من اللطائف والملح وفيها مجال للاستنباط للمتأخرين واسع جداً لكن المتقدمون من الصحابة والتابعين وأتباعهم كان لهم فيها كلام، أهم قضية نأخذها من كلامهم أنها ليست من المتشابه الذي لا يعلم علمه إلا الله لأنها لو كانت من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله ما تكلموا فيها، هم أحرص منا على هذا الموضوع فكلامهم فيها على الأقل دل على أنها ليست من المتشابه
د. الشهري: ترد هذا القول أنه من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله؟
د. مساعد: لا شك، واضح جداً بسبب كلام السلف فيها وإلا ما تكلموا فيها.
د. الشهري: فكرة نلفت نظر المشاهدين لها عندما نقول (ق) تكررت في سورة ق الفكرة فيها مسألة صوتية بحتة عندما يتكلم ابن جنّي عن القاف ويقول العرب تستخدم حرف القاف في الدلالة على ما يحتاج إلى قوة على سبيل المثال قضم فلان شيئاً يكون شيئاً قاسياً مثل قضم جوزاً لكن عندما تقول خضم يدل على أنه شيء خفيف مثل التفاح فالفكرة في دلالة الحرف على المعنى. فتكرر القاف هنا يناسب البعث لما يحتاجه من القوة والشدة.
د. مساعد: وهذه تعتبر من المُلَح واللطائف. قضية هذا الحرف والكلام حوله كما تعلم أنه جاء لبعض المفسرين في قاف، جبل قاف، في قضية جبل قاف ونحن بحاجة لأن يكون عندنا بصر بما يوجد في كتب علمائنا السابقين وأن نعلم يقيناً أن هذه الأشياء التي يذكرونها لا يصح منا أن نقول إنها من الدخيل وإنها إسرائيليات، قد يقول قائل أنت انظر إلى جمهور العلماء وكيف تعاملوا معها وانظر إلى مذهب ابن كثير هي مذاهب متعددة متفاوتة لكن جمهور المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن جاء بعدهم كانوا يذكرونها ولا يشنعون عليها إلا في مواطن. الطبري رحمه الله ذكر (وروي) مما يشير إلى أن عنده شك في هذا الخبر أنه جبل قاف وأنه محيط بالدنيا. لكن إذا أردنا أن نناقش مثل هذه الأمور هي أول قضية هي صحة خبر جبل قاف هل عندنا من الدلائل والشواهد ما يمكن أن ننفي به خبر جبل قاف أو نثبته؟ هذه قضية مهمة جداً ثم بعد ذلك لو صح هذا الخبر هل يصح التفسير به أو لا يصح؟ هي مراحل. فمثلاً جبل قاف هل هو من الأمور المحالة أو الأمور الممكنة؟ ممكنة، كما قال سبحانه وتعالى (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا (2) الرعد) كأن هناك عمد لكن لا تُرى فلا يمنع أن يوجد جبل مثل هذا، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره نهى عن الصلاة -كما في حديث عمرو بن عبسة الحديث- قال فقلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة فذكر له قال صل صلاة الصبح ثم أقصِر عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإنها تطلع بين يدي شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، الآن تطلع يومياً أين قرنا الشيطان؟ فإذن هذا خبر غيبي فلماذا لا يكون جبل قاف مثل هذا الخبر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن قرني الشيطان. إذا ثبت لكن أنا أتكلم كيف نعالج مثل هذه القضايا وإلا في النهاية هذا الخبر غريب ولم يثبت عن المعصوم وليس فيه دلالة ولا يفسر به القرآن هنا لأن قاف حرف من الحروف المقطعة ولو كانت مكتوبة (قاف) لاحتمل ما ذكروه من قضية جبل ق، لكن أحببت أن أشير إلى كيفية التعامل مع هذه الأخبار.
د. الشهري: نعود إلى الحديث عن الحرف المقطع والحديث عنه تكرر معنا لكن لم نفصل فيه والفائدة المهمة التي أتصور أنها ستضيف للمشاهدين شيئاً جديداً اليوم هو قضية أنه عندما يقال أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله هذا القول مردود لأنه لو كانت من هذا الباب ما كان الصحابة رضي الله عنهم تحدثوا فيها والصحابة لهم أقوال فيها ابن عباس يقول أنها بداية لحروف أسماء الله ومنهم من يرى آراء أخرى. نواصل الحديث في مطلع السورة
د. مساعد: لما قال (بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ) اختيار لفظ المنذر وهو المخبِر بالشر الذي سيقع الحديث ولو تأملنا الحديث عن البعث وعن الكفار فتناسب أن يأتي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالمنذر لكن في آيات أخرى يأتي بوصف البشير أو البشير والنذير معاً. فإتيان المنذر واضح جداً أنه متناسب مع سياق البعث والتحذير من البعث ولذلك قال (بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ) وأيضاً وصفه بأنه منهم هذا موضوع تعجب منهم كما نعلم أنهم كانوا ينكرون أن يكون الرسول بشرياً فبيّن الله سبحانه وتعالى وجه عجبهم (بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ) أن يرسل رسول أو منذر من البشر.
د. الشهري: ما أجمل قوله (فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ) ما قال “فقالوا هذا شيء عجيب” أبرز كلمة الكافرون لكي يدلنا أن سبب تكذيبهم وتعجبهم هو الكفر هذه الصفة ولذلك أبرزها
د. مساعد: ولذلك لو لاحظت الحديث كان عن مُضمر قال (بَلْ عَجِبُوا) ولم يذكر من هم؟ ثم لما قال الكافرون ذكرهم وهذه قاعدة عند العرب إذا كان المخاطب إذا كان معلوماً فإنه يجوز إظهاره من أول الكلام لكن هنا إظهار كما ذكرت..
د. الشهري: مثل قوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ما هو؟ لم يثبت الحديث عن شيء، هو القرآن. (بل عجبوا ) بدأ الحديث عن البعث
د. مساعد: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) هذا وجه التعجب عندهم أننا كيف إذا متنا وتحللت أجسادنا كيف نرجع بعد هذا؟! وهذا لا شك أنه غفلة عن القدرة ولذلك ستلاحظ أن العلم والقدرة في السورة كثر ذكره، علم الله وقدرته كثر ذكره للتنبيه على أن العليم القدير قادر (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) الذي لم يعيى بالخلق الأول قادر على أن يعيدكم مرة أخرى.
د. الشهري: لولا الوحي ما كان يتصور الإنسان كيف يحيي الله الأرض بعد موتها أو كيف يبعث الناس بعد موتهم، الآن هم مستغربون ومعهم حق لأنهم ما عندهم معرفة بالوحي ولكن الوحي جاءهم الآن
د. مساعد: معرفة ما يمكن أن يصل إليه العقل بمدركاته وما لا يمكن أن يصل إليه إلا بالوحي. ولذلك بعض الفلاسفة الذين عاشوا في ظل الاسلام مثل ابن الطفيل لما كتب كتاب “حي بن يقظان” حتى اختار حي من أحياء ويقظان من يقظة إشارة إلى أن هذا الغلام لما جعل بين هذه البهائم استطاع أن يعرف ما ينفعه وما يضره
د. الشهري: وأنا أنصح الإخوان بقراءة قصة حي بن يقظان لابن الطفيل
د. مساعد: هي فكرة فلسفية أنه يمكن للإنسان أن يصل إلى مدارك الخير ومدارك الشر وهذا لا شك يحصل لكن إلى أمد معين يستطيع أن يدرك أن لهذا الكون خالقاً لكن كيف يعبد الخالق؟ ماذا سيكون له بعد أن يموت؟ هذا لا يمكن إدراكه إلا بالوحي. ولذلك لما اختل عند بعض الفلاسفة هذا الأمر اضطرب عندهم ظنوا أن الوصول إلى معرفة الخالق هو نهاية الأمر ولهذا بعضهم قال لا حاجة للنبوات
د. الشهري: الفلاسفة مثل أرسطو وأفلاطون وغيرهم ممن كتبوا في الفلسفة كانوا من الأذكياء لكنهم لم يكونوا من المؤمنين ولذلك لم يستنيروا بنور الوحي ولا بالقرآن الكريم. والقرآن الكريم مليء بأخبار الغيب، مليء بأخبار الملائكة، والحديث عن الموت واليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب أخبرنا الله فيها عن الأمم السابقة عن كيف اختصم نوح مع ولده، نوح عليه السلام قال (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) هود) كيف عرفنا هذا؟! قال تعالى (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا (49) هود) فهذه ينبغي أن نتنبه لها لأن أحياناً المشاهدين وكثير منا مع كثرة التعود على قرآءة القرآن وتلاوته وحفظه نغفل عن هذا الأمر العظيم الذي نحن فيه من الفضل ومن الخير في حين اختفى عن أولئك، مثل هؤلاء الفلاسفة وأبو جهل هؤلاء كانوا أذكى منا وأبو جهل استمع للرسول صلى الله عليه وسلم وبالرغم من ذلك حجب عن الهداية
د. مساعد: أيضاً الأدلة العقلية التي يعنى بها الفلاسفة القرآن مليء بها جداً وهي تتناسب مع طبقات الناس
د. الشهري: دعنا نواصل
د. مساعد: في قوله تعالى (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) فيه فائدة لطيفة لما قال تنقص الأرض فهي لا تمحو جميع الجسد والله أعلم تأكله شيء بعد شيء حتى يبقى منه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عجب الذنب الذي يسمى العصعص فسبحان الله كأن هذا فيه إشارة أن لفز تنقص أنها تحلل هذا الجسد حتى يبقى منه هذا الجزء الذي تعود منه الحياة فهذا معنى النقصان هو نقصان وليس محواً تاماً.
د. الشهري: ثم قال (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ)
د. مساعد: لاحظ أنت لو تتصور وأنا أدعو دائماً إليه أن الواجد يجتهد أن يكون في الحديث يتصور كيف جاء صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر العجيب، هذه الأمور لا يعرفونها في طريقة الخطاب، الأخبار التي جاء بها القرآن أشياء غريبة جداً عليهم كيف واجهوها، ماذا حصل؟ أخبرنا القرآن (أَمْرٍ مَّرِيجٍ) مريج يعني مضطرب فلما جاء القرآن قالوا سحر شعر كهانة ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ساحر شاعر كاهن فهم مضطربون كيف يستطيعون أن يكيفوا هذا الأمر الجديد الذي جاءهم؟ احتاروا مع يقين كبرائهم أنه حق من الله سبحانه وتعالى مثل الوليد وعتبة وابو جهل وغيرهم من صناديد قريش كانوا يعلمون أنه الحق لكن الله سبحانه وتعالى صرف قلوبهم عن الحق
د. الشهري: في قوله (أَمْرٍ مَّرِيجٍ) فيها إشارة إلى اضطرابهم بالحكم على النبي صلى الله عليه وسلم واحد يقول شاعر والثاني شاعر والثالث كاهن المسألة ليست واضحة عندهم
د. مساعد: لذلك قال (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) ما قولكم فيه إذا جاء العرب للحج وسمعوكم تختلفون فيه مشكلة، يوحدون الرأي وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي وغيره لما حصل لهم وضع قطن ثم قال إني رجل عاقل
د. الشهري: هذا الذي يحدث فيه إشارة أن العرب في الجاهلية كان لديهم حرية فكرية كبيرة بمعنى أن كل واحد كان مستقلاً في التفكير، عندما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم آمنوا كثير منهم ما يحب أحدهم أن يسيطر أحد على رأيه
د. مساعد: وأحياناً كان يخرج من قومه من أجل رأيه
د. الشهري: ولعل هذا والله أعلم من أسباب اختيار العرب ليبعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم.
د. الشهري: قلنا أن سورة ق تتحدث عن البعث ومن أبرز ما يمكن أن تتناوله قضية أدلة البعث، ما هي الأدلة؟
د. مساعد: عندنا دليلان (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴿٦﴾ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿٧﴾)
الدليل الأول خلق الأرض والسماء مثلما قال تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ﴿٢٧﴾ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ﴿٢٨﴾ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴿٢٩﴾ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴿٣٠﴾) هو يقرن السماء والأرض الذي استطاع أن يخلق السماء بعظمتها والأرض بضخامتها قادر على أن يعيد هذه الأجساد، هذا الدليل الأول.
الدليل الثاني دليل الإنبات لما قال (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴿١٠﴾ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴿١١﴾) أحيينا يعني بالماء. (كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) فجعل إحياء الأرض وإخراج النبات منها كخروج الناس وهذا كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل من السماء ماء كمنيّ الرجال يسقط على هذه القبور وعلى بقايا هذه الأجساد فتبعث بإذن الله مثلما يبعث النبات
د. الشهري: باسقات المقصود بها طويلا ولعل السيوطي أخذ منها تسمية السورة، باسقات لم ترد إلا في هذه السورة.
د. مساعد: الدليل الثاني (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) فالقادر على الابتداء قادر على الإعادة وهذه قضية عقلية مفروغ منها، إنسان مثلاً -ولله المثل الأعلى- صنع سيارة وجوّدها هل سيعجز أن يصنع مثلها بعد ذلك؟ لا، هي أسهل عليه لكن في بداية الأمر تختلف فهذه من أدلة البعث التي ذكرها الله تعالى بعد هذه الآيات.
د. الشهري: هذه ثلاثة أدلة: خلق السموات والأرض وإنبات النبات والخلق الأول وهذه كلها أدلة عقلية
د. مساعد: هو يخاطب عقولهم ولذلك سبحان الله سيأتي (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) دليل على أنهم قد أغلقوا منافذ السمع وإلا لو فتحوا منافذ سمعهم لاستفادوا من هذه الآية والآيات تشير إلى أنهم قد أغلقوا منافذ الاستماع ولهذا تسلط عليهم الشيطان وستأتي أخبارهم مع هذه الشياطين
د. الشهري: أفكر في فكرة مشروع الحجج العقلية للبعث في القرآن وتترجم إلى اللغة الانجليزية وتنشر في المنتديات الانجليزية هذه حجج عقلية، كتاب الدكتور زاهر “مناهج الجدل في القرآن الكريم” تعرض لهذه النقطة لو يلخص ويترجم
د. مساعد: أتوقع أنه موجود لكن محاولة بعثه إعلامياً هذا جيد. وبالمناسبة الفكرة التي ذكرتها أرى أنها مهمة جداً لكن نحن لا نسعى لترجمة القرآن كاملاً مع أننا بحاجة لكن بحاجة إلى أن ننتخب إذا كنت أريد إرسال رسالتي إلى النصارى لم لا أنتخب قصة عيسى عليه السلام وقصة مريم؟ ثم أختصر لهم قصة عيسى عليه السلام وأمه في القرآن، الآيات وترجمتها القصة كاملة.
د. الشهري: إلتقيت بقسيس في كنيسة في أميركا وكان معي د. سليمان المصلح فأهديناه نسخة من المصحف مترجمة وقلنا إذا كان وقتك يسمح اقرأ الترجمة كلها فهذا خير وبركة وإذا كان وقتك يضيق إقرأ سورة مريم وآل عمران وتكررت هذه وسمعت قصص كثيرة عن أناس كانت ردة فعلهم قوية جداً ما كان أن القرآن يكرم مريم ويحتفي بها هذا الاحتفاء ويجعل سورة كاملة باسمها ولا يوجد سورة باسم عائشة أو خديجة، هذا شيء غريب. نعود للسورة في ذكره الأمم السابقة (وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ) ذكرها على وجه الإيجاز وكأنها معروفة مشهورة عندهم، ما توجيهك؟
د. مساعد: ذكرها في وسط آيات البعث فيه إشارة إلى أن هذه الأمم ممن كذب مثلهم بالبعث فأهلكهم الله سبحانه وتعالى وكان فيها تهديد من جانب هؤلاء الكفار وفيها تطمين للرسول صلى الله عليه وسلم أن الأمر الذي تقوم به قد قام به الأنبياء من قبل وكّذبوا فيخفّ عليك ولهذا في آخر السورة قال (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) كأنه فيها هذا الجانب وهذا الجانب وسبحان الله هذه الأقوام ذكرت في القرآن في موطنين في سياقاتها (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾) أغرب الخبرين أصحاب الرس وقوم تبع، قوم تُبّع التبابعة في اليمن وأصحاب الرس اختلفوا فيهم والأشهر أنهم أصحاب البئر والرسّ هي البئر التي ترسّ يوضع عليها الطوب واللِبن كلما حفروا لتكون مرسسة وقيل أنهم دفنوا نبيهم في أحد هذه الآبار فموا أصحاب الرس لكن ليس هناك خبر كثير عنهم لكن وجودهم في هذه الطوائف فيه إشارة أنهم قوم قد كذبوا نبيهم كما ذكروا في تُبّع
د. الشهري: مدينة الرس موجودة الآن في نجد وموجودة في الشعر الجاهلي في شعر زهير بن أبي سلمى وبعضهم يناقش في البحوث هل هي الرس الموجودة لكن العبرة أنهم قوم كذبوا نبيهم فسماها باسمهم
د. مساعد: (فَحَقَّ وَعِيدِ) هذا تنبيه للكفار أنه إن استمريتم بالتكذيب سيقع عليكم ما وقع على هؤلاء
د. الشهري: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ)
د. مساعد: عودة إلى أدلة البعث
د. الشهري: هل هذا دليل رابع؟
د. مساعد: هو نفسه الثالث، الأول خلق السموات والأرض مطلقة والثاني الإنبات والثالث الخلق الأول الإنسان.
د. الشهري: (الخلق الأول) هو الدليل الثالث أفعيينا هنا يعني؟
د. مساعد: أفعجزنا، العيّ العجز أعجزنا بالخلق الأول فلم نستطعه؟ طبعاً هم يؤمنون بأنه قد وقع الخلق فإن استطاع أن يخلقك أول مرة قادر على أن إعادتكم مرة أخرى
د. الشهري: هل هو العَيّ بالفتح من العجز أم العِيّ بكسر العين
د. مساعد: العَيّ من العجز. قال (هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) اللبس هو اختلاط الأمر، في لبس شديد يعني الأمر مختلط عليهم (فِي لَبْسٍ) التبس عليهم الأمر فصار هذه الهزة التي جاءتهم في موضوع البعث أحدثت عندهم ارتباك وهم تلقوا هذا الخبر والخبر كبير جداً فصاروا في أمر بالفعل مريج وفي لبس هل سيقع هذا البعث أو لن يقع صار بينهم جدل (إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) لما جاؤوا عند البعث أحسن أحوال طبقة منهم قالوا (إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) الجاثية) يمكن أن يحصل البعث
أم عبد الرحمن من الكويت: هل هناك كتاب يتحدث عن أسباب النزول؟ وهل يمكن تفسير سورة النمل الآية (فلما كشفت عن ساقيها)
د. مساعد: أغلب كتب التفسير المطولة فيها أسباب النزول والمناسبات ، تفسير ابن كثير لا يخلو من ذكر أسباب النزول والمناسبات.
أم محمد من السعودية: عندي ثلاث نقاط النقطة الأولى في برنامج بينات من عدة أيام حصل خطأ في الآية المكتوبة على الشاشة فأحببت أن أنبه للآيات التي تكتب على الشاشة، النقطة الثانية د. مساعد منهجية التفسير رجاء في بداية دورة الأترجة أن يعطينا أصول التفسير وهذا مفيد بالنسبة لمعلمات القرآن والمشرفات في فهم أصول التفسير خصوصاً أن الدكتور مساعد له شرح أصول التفسير لابن تيمية وكتاب أصول التفسير والثالث إحدى الأخوات اعترضت أنه عندما نتدبر القرآن وهذا شيء تعلمناه من كثير من العلماء مثلاً عندما نقول لماذا قال تعالى في هذه الآية؟ هي اعترضت وقالت لا يمكن أن تقولوا هذا الكلام لأنه لا يُسأل عما يفعل فكيف نرد على مثل هذا الكلام؟
د. الشهري: سؤال أم عبد الرحمن حول كتاب في أسباب النزول إذا كانت طالبة علم كتب التفسير المطولة فيها أسباب النزول مثل جامع الأحكام للقرطبي، تفسير الطبري، تفسير ابن عطية، ابن كثير أيضاً نظم الدرر للبقاعي لكن إذا كانت قارئة عادية فهناك كتب تفسير تلبي الحاجة وهناك كتب مخصصة في أسباب النزول مثل كتاب الواحدي أو كتاب المحرر في أسباب النزول
د. مساعد: والجامع في أسباب النزول
د. الشهري: بالنسبة لسؤال الأخت أم محمد، في موضوع منهجية أصول التفسير
د. مساعد: هذه تعتمد على منهجية الدورة، أعرف أن الدكتور أحمد البريدي شرح لهم هذا في أول الدورة وأظن سيشرحه في الفصل القادم
د. الشهري: كتبك ودروسك الصوتية موجودة على موقعك. أما النقطة الثالثة عندما نقول والكلام منطقي أنه عندما نقول: لماذا عبّر الله في هذا الموضع بكذا؟ وعبّر في موضع آخر بكذا هل يعتبر هذا من السؤال عما لا يليق؟ أو هو استجابة للتدبر؟
د. مساعد: هو مما جرت به الألسن لكن تمام الأدب أن يقال عُبّر فب هذا الموطن بكذا، وهذا سبق أن طُرح وملحظ مهم جداً الأدب مع الله قدر الطاقة هذا أولى فكما ذكرت لا نقول لماذا عبّر الله بكذا؟
د. الشهري: يمكن أن نقول هل يمكن تلمس اللفتة البيانية في هذا التعبير؟
د. مساعد: يعبّر بلفظة أن تبتعد عن لماذا قال الله هذا؟ لا شك أن هذا أعلى أدباً مع الله سبحانه وتعالى
د. الشهري: وأذكر كلاماً جميلاً لابن عطية في مقدمة التفسير قال: وأحب أن أعتذر قبل أن أدخل في التفسير إلى أنني ربما أعبّر بعبارات تواضع عليها أهل التفسير مثل لماذا قال الله تعالى؟ وحكى الله عنها كذا. نعود إلى السورة
د. الشهري: انتهينا من أدلة البعث. الآن الحديث (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
د. مساعد: انتهت القدرة وجاء العلم الآن كل الموضوعات السابقة كانت مرتبطة بالقدرة الآن (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ) انتهى الخلق (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) كأن هذا إشارة أنه يحصل مرة بعد مرة (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) وكما ذكرت قبل قليل في قضية الخطابات لا أحد أن يستطيع أن يقول هذا الكلام، العالم بالغيوب هو سبحانه وتعالى الذي يقول هذا الكلام (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) أنا وأنت الآن جالسين كل واحد توسوس له نفسه أحدنا لا يدري عن الآخر لكن علام الغيوب يعرف ما توسوس به كل نفس عليم بذات الصدور. والوسوسة هي الشيء الخفي الذي يكون بينك وبين نفسك وسواس أو الذي يلقيه الشيطان عليه ويسمى أيضاً، هناك وسوسة الشيطان ووسوسة النفس وهو يتكلم عن وسوسة النفس قال (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). قال (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾) هذا فيه إشارة إلى أن كل عبد موكل به ملكان يكتبان السيئات والحسنات الذي على اليمين يكتب الحسنات والذي على اليسار يكتب السيئات، قال (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) ما يصدر منك فإنه يتلقونه وهنا خص القول (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) والفعل كذلك لكن يبدو أنه لأحد أمرين إما لأثر القول وإما لأنه هو الأكثر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
د. الشهري: في يات أخرى ذكر العمل (ومن يعمل مثقال ذرة) لم يذكر القول هنا مع أنه داخل فيه.
د. مساعد: في أحوال نهاية الإنسان في قوله (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) وهذه من آيات الوعظ الكبيرة جداً، تحيد أي تفر وقل إنسان لا يفر من المو نادر الذين يحبون الموت إلا إذا ضمن ما معه وإلا جبل الإنسان على كره الموت حتى موسى عليه السلام وما حصل بينه وبين ملك الموت لما نزل إليه والنبي يخيّر لا يموت حتى يخيّر يأتي إليه الملك ويخيّره فلما جاءه فقأ عين الملك ثم أمره بقبض روحه. ومن الطرائف في كتب الأدب يقولون أحد الأعراب دخل إلى مطعم وضعوا زيتونة ومعها شوكة فكان كلما أراد أن يأخذ الزيتونة فرت منه قال سبحان الله! حتى الجماد يكره الموت. قال (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) هنا فائدة (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) لم تأت أبداً مبنية للفاعل دائماً تأتي مبنية للمجهول (نفخ في الصور) لأن المراد هو الحدث والصور هو بوق ينفخ فيها إسرافيل وهو صاحب الصور ينفخ فيه نفخة الموت ونفخة البعث وهناك خلاف بين العلماء هل هي نفختان أو ثلاث لكن هنا (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) هذه نفخة القيام إلى البعث. (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) سائق يسوقها وشاهد يشهد عليها، هل هم الرقيبان رقيب وعتيد أو غيرهم؟ هناك خلاف بين العلماء عليها. (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) كنت في غفلة من هذا في الدنيا فكشفنا عنك غطاءك أي في الآخرة بصرك حديد في الآخرة ما كان لا يراه صار الآن يراه لذلك تختلف أحوال الإنسان في الآخرة عن أحواله في الدنيا تماماً يأتيه من القوة ومن الادراك ما لم يكن عنده في الدنيا فيشاهد الملائكة يشاهد العذاب والنعيم، كل هذا تجده في قوله (فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) الآيات كلها تأتي في المجادلة بين القرين الذي هو الشيطان والإنسان الإنسان يتهم الشيطان أنه أغواه والقرين يتبرأ منه كما هو معروف
د. الشهري: آخر السورة؟
د. مساعد: عندنا قضية مهمة وهي قضية القلب نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قال (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ) من باب الفائدة نقول الإنسان المسلم إذا قرأ القرآن وهو يجعل قلبه مفتوحاً لهذا الكتاب فإنه سيستفيد ويتأثر لأنه قال (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء)
سؤال: كيف لي أن أتدبر القرآن وما هي مفاتيح هذا التدبر حيث أننا نقرأ ولا نتدبر فيه؟
د. الشهري: لعل هذا يفيده قضية إحضار القلب
سؤال: (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) ما دلالة اسم الرحمن
د. مساعد: الرحمن فيه ملحظ مهم جداً، اسم الرحمن اسم ممنوع يعني لا يُسمى به إلا الله والرحمن في كثير من المواطن جاء مع الأمور العظيمة (قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ (42) الأنبياء) ففيه جانب الرحمة الذاتية وفيه جانب العظمة فهاذ لما قال (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) جاء إلى تعظيم الله من هذه الجهة وطلب رحمته من جهة أخرى، جمع بين العظمة وبين طلب رحمته سبحانه وتعالى في هذا الاسم لو راجع اسم الرحمن وتأمل وروده مثل (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن (45) مريم) ما قال من العزيز أو من الجبار.
سؤال: كيف نجمع بين موقف أم موسى عندما استمر خوفها على ابنها مع وعد الله لها ومع عدم الثقة بالله هل في هذا إشارة إلى أن هذه المشاعر طبيعية ولا يحاسب الإنسان؟
د. مساعد: هي لم تكن عدم ثقة ولكنها كانت مشاعر طبيعية قلقة مع أن الله وعدها، خوفها كان في حالة طبيعية.
*******************************
الفائز بحلقة الأمس: حصة عبد الله
سؤال الحلقة: من معاني أمية النبي صلى الله عليه وسلم عدم القدرة على القرآءة والكتابة فما الآية الدالة على هذا المعنى من الجزء العشرين؟