سحر البيان

سحر البيان – العربية أمّ اللغات

اسلاميات

الحلقة الثالثة: العربية أُمُّ اللغات

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشاهدون الكرام. كنا أتينا في الحلقة الماضية على ذكر نماذج من التأثر بكلام الله سبحانه وتعالى الذي هو البيان القرآني وجعلناه كما قلنا سحر ذلك البيان ،نريد أن نطلع على شيئ منه وبينا كيف أنه الآية الكريمة في سورة فصلت سجلت لنا معاني ما كان يقوله هؤلاء المشركون لنصيحة قومهم ألا يسمعوا للقرآن الكريم (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فصلت)، وكيف ان ذلك المشرك الذي كان وجها لقومه وارسلوه يفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف رجع بغير الوجه الذي ذهب به وكأنما هذا الاثر ظهر على وجهه فقالوا له لقد رجع الينا بغير الوجه الذي ذهب به متاثرا بكلام الله سبحانه وتعالى لكن اخذته العزة بالاثم كما قال الله عز وجل (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ (206) البقرة) وهو قال كلاما في القران الكريم يبقى يردده المسلمون الى قيام الساعة في بيان عظمة هذا القران ان يكون هذا الكلام على لسان ذلك العربي الفصيح مع انه بقي على كفره لانه اخذته العزة بالاثم وبينا نموذجا لسماع كلام الله عز وجل والتحول من الكفر الى الايمان ففي قصة عمر رضي الله عنه وهي غير القصة المشهورة المتداولة وذكرنا ايضا قصة ذلك الاعربي الذي كانت له حكاية مع الاصمعي وهو احد علماء اللغة المعروفين وفي قصته هناك حكاية او رواية في الحلقة الماضية ولكن هناك رواية احب ان اذكرها للمستمعين والمستمعات الكرام جاء على لسان الاصمعي يقول فلما تغيب عني في حيطان البصرة يعني لما صار هذا الذي جرى ان هذا الاعرابي لما نحر ناقته وقطعها ووزعها ذهب غادرني وهو يردد الاية الكريمة (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) الذاريات) يعني كانما يريد ان يربي نفسه وان يتجنب ما كان عليه من اعمال قطع الطريق يعني كما قلنا في الحكايات الاخرى غير هذه الحكاية كأنها تكميلات بعضها يكمل بعضا يقول فلما غاب عني في حيطان البصرة يعني في البساتين خرج من السكن ودخل الى بساتين البلدة عادة خارج البناء خارج المدن لما ذهب فلما تغيب عني في حيطان البصرة اقبلت على نفسي الومها يعني صار يتكلم مع نفسه يلوم نفسه فقلت يا اصمعي قرأت القران منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه الاية وامثالها واشباهها فلم نتنبه لما تنبه له هذا الاعرابي يعني كانه يعاقب نفسه يعني الا تخجل وانت العالم باللغة يعني هذا أنواع من النفس اللوامة يلوم نفسه أما انت منذ ثلاثين سنة تقرأ القران مررت بهذه الاية ثلاثين سنة كم مرة قرا هذه الاية وامثالها تقراها تمر بها ما تنبهت لما تنبه له هذا الاعرابي يعني كيف ما تتنبه الى انه مادام في السماء رزقكم يعني ينبغي للانسان ان يكون مطمئنا الى رزق الله عز وجل وانه لايطلبه الا من الحلال وان يعظ الناس بذلك يكلم الناس ويشرح لهم بعد ذلك في البيت الحرام عندما كان في الحجر وقال الاعرابي من الذي اغضب الجليل كان متاثرا غاية التأثر بالآية والناس تقرا وتمر فهذا الأمر هو الذي جعلنا نحاول أن نتوقف قليلا عند بعض النماذج من الآيات الكريمة لاستعمال هذا اللفظ هنا واستعمال هذا اللفظ في جانب اخر ولكن نريد ان نجيب عن السؤال الذي قد يخطر على بال كل واحد انه لماذا التغير بيننا وبين اولئك الناس يعني حتى الاصمعي لم يتنبه الى ما تنبه له الاعرابي ان هذا الأعرابي عربي فصيح والأصمعي على ما نذكر توفي في سنة 215 هجرية يعني بداية القرن الثالث للهجرة وفي ذلك الوقت لم يكن هناك فصاحة في المدن ، المدن صارت ألسنة أهلها فاسدة لاختلاطهم بغير العرب اختلطت المدن وصار الابن ينشا في حجر امرأة غير عربية فيعني يعوج لسانه بل حتى أبو الأسود الدؤلي توفي سنة 69 للهجرة ومع ذلك له حكاية في كتب اللغة ، ونحن طبعا لما نرى هذه الرواية نذكرها على غير الجزم واليقين لكن هي ذكرت رويت لأنه الذي يجزم به ويقين منه ما جاء على منهج الحبيب اما في كتب اللغة لايمكن نكذب الناس لكن نقول ما كان لديهم قيل عن صاحب كتاب الاغاني قال عنه قاضي قضاة بغداد في زمانه ما رأيت أكذب من ابي الفرج الاصفهاني وعادة ما يرويه نأخذه بتحفظ وبحذر لكن روايات في كتب النحو في كتب اللغة يعني تؤخذ على انها ليست يقينا لكن غير مكذوبة لا تكذب فالمهم من هذه الروايات يقال ان ابنة ابي الاسود واهل العربية يعرفون ذلك قالت له يوما: يا أبت ما أجملُ السماء، وضمّت اللام يعني نطقتها مضمومة ما كان هناك حركات في الكلام يعني متكلمة ما كانت مكتوبة، قال :نجومها قالت :أنا ما كنت أسال انما كنت أتعجب من جمال السماء، قال: اذن قولي :ما أجملَ السماء وافتحي فمك باللام .يقولون هذا كان من جملة الاسباب التي أدت الى وضع بعض أبواب النحو ابو الأسود وضع بابي التعجب والاستفهام وكان من جملة الاسباب التي شجعته على أن وضع نقط الاعراب هذه النقط التي يقرا بها الانسان طبعا هذه النقاط الفتحة والكسرة والضمة تحولت فيما بعد الى حروف صغيرة على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي والى يومنا تستعمل هذه الحركات ،لكن على عهد أبي الاسود كانت هكذا بمعنى بدأت تتسلل الى الألسن بدأت تتسلل الى ألسن الفصحاء معنا بيت فصيح بيت أبي الأسود الدؤلي من التابعين من عصر الفصاحة 69 للهجرة لكن استمر هذا اللحن استمر هذا الفساد في الالسن حتى انه أحيانا يعني يكون هناك نوع من الاخبار التي تشيرالى أنه بعض الولاة كاتبه كتب رسالة الى عمر رضي الله عنه كتب:كتاب من أبو موسى ،فكتب عمر رضي الله عنه رسالة الى ابي موسى فقال : لقن كاتبك سوطا يعني اضربه سوطا واحدا تنكيلا له على خطئه في العربية، والقرآن والاسلام وجهان لعملة واحدة كما نعلم الحرص على العربية من الحرص على الدين ،ويروى عن عمر رضي الله عنه أيضا أنه وجد شبابا يرمون غرضا معينا يعني الى هدف ويخطئون ولا يصيبون والمطلوب من المسلم أن يتعلم هذا ركوب الخيل،السباحة والرماية يعني المسلم لا بد له أن يتعلم ، فعنفهم عمر يعني أنه كيف أنتم في هذا العمر في هذا السن ولا تحسنون الرمي؟ فقال له أحدهم : يا أمير المؤمنين انا متعلمين، انا حرف مشبه بالفعل بعد ذلك وضعت قواعد النحو وعلمنا هذا نا اسمها في محل نصب متعلميين خبرها مرفوع فيروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال : والله لخطؤك في لسانك لأشد علي من خطئك في الرمي يعني بدأ من ذلك الوقت بسبب الاختلاط بدأ الضعف في اللغة بدأ اللحن يدب الى الألسن صار الناس يخطؤون وصاروا يتكلمون كلاما بسبب الاختلاط ، حتى يروى أن الحجاج سأل أحد الذين يبيعون الدواب ووجد دوابا معيبة فقال له : أتبيع الدواب المعيبة لجند الوالي؟ فقال له :أيها الامير شريكاننا فيها وازران وكما تجيئ تكون، الحجاج لم يفهم، فقال: ما تقول ويلك؟ ما هذا الكلام؟ الكلام غير مفهوم بم تتكلم؟ فأحد الذين كثر اختلاطهم بالسوق قال: أيها الامير يعني شركاؤنا في الأهواز وشركاؤنا في المدائن يرسلون بها الينا هكذا فنحن نبيعها كما تأتينا، هذا الكلام شيئ وذاك الكلام شيئ آخر هناك تباين بين الكلامين فمعناه بدأ اللحن يدب من ذلك التاريخ الى أن صار لما نأتي الى وقت الاصمعي، ينقال آخر الحجج من الشعراء في المدن هو ابن هرمة الذي توفي في 150هجرية أخر من يحتج بشعره ، بعد ذلك ما صاروا يحتجون بشعر أبناء المدن دخلوا الى البوادي وصاروا يأخدون ممن لم يدخل في الكتاب ولذلك المتنبي وأبو تمام والبحتري وغير هؤلاء لا يستشهد بشعرهم في النحو في وضع القواعد، ثم المعنى عادوا يستشهدون بهم، لكن في النحو ما عادوا يستشهدون بهم لماذا ؟ قالوا هذا ذهب الى الكتاب فعلموه يرفع الفاعل وينصب المفعول وينصب الحال ويجر المضاف اليه هذا علم ،المتنبي وغير المتنبي نعم المتنبي ذهب الى مدينة كندة ،لكن بداية تعلم في الكتاب وكلامه بين الناس في مجتمعه غير العربية الفصيحة فصار الناس يبتعدون عن اللغة، والتحول طبيعي في كل اللغات يعني أنه بعد مرور مدة تتفاوت من لغة الى لغة أبناء اللغة المعينة في ذلك البلد لا يعودون يفهمون ما كتبه أجدادهم، لنقل ألف عام يعني هذا التحول طبيعي تدرج طبيعي بمعنى أنه الآن لما ننظر في الوقت الذي كان شعراء العربية يقولون شعرا قبيل الاسلام وفي عصر الاسلام وحتى في العصر الأموي يعني عصور الفصاحة لما كانوا يقولون شعرهم وكانوا يتكلمون في أسواقهم وفي بيوتهم باللغة التي يقولون بها شعرهم مع هذا التأنق للشعراء واختيارهم للألفاظ والأساليب وبهذا اختلفوا ،الكلام هوهو تماما كما نسمع الآن يعني بعض الناس يكتبون ما يسمى بالشعر المحلي باللهجة المحلية الدارجة هؤلاء يكتبون بلهجة السوق يعني بلهجة بيتهم ، لكن يحاول أن يرتقي بها في الصياغة في العبارات في القوافي ولذلك العامي يفهمها لانه تكلم بلهجته ، فالأصمعي كما قلنا 215 هجرية ومع ذلك في البادية يقول: رأيت فتاة ترغل يقول فعجبت لفصاحتها لأنه لما ملأت القربة من العين من عين الماء أرادت أن تغلقها بعد أن ملأت ماء كثيرا فصارت تنادي على أبيها :ياأبت أدرك فاها ،غلبني فوها ،لاطاقة لي بفيها.فسجلها الأصمعي فقال هذه فتاة صغيرة مع ذلك هذا الاسم الذي ينتمي الى الاسماء الخمسة يرفع بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء استعملته في الحالات الثلات أدرك فاها منصوب بالألف ،غلبني فوها مرفوع بالواو،لاطاقة لي بفيها مجرور بالياء، كانوا فصحاء هكذا. لكن في المدينة ذهبت الفصاحة ، قريش يقولون أفصح العرب أفصح العرب متى ؟ الى عهد الاستشهاد لما بدأ العلماء يدونون الللغة قريش في مكة يعني ومن بقي في المدينة اختلفوا، الناس يعني من المسلمين كانوا يذهبون الى البيت الحرام يحج ويبقى هناك لذلك تجد الى الان الالقاب القاب الناس بلدانهم تبعد آلاف الكيلو مترات عن مكة والمدينة الى الان يحتفظون بالقابهم لكنهم صاروا من اهل البلاد فاختلفوا لذلك يقول قريش يوخذ منها في زمن الفصاحة عمر بن ابي ربيعة حارثة ابن خالد المخزومي يؤخذ بشعرهم عبد الله ابن قيس الرقيات غير ذلك ، ياخذون بشعرهم لكن هؤلاء عاشوا الى متى هؤلاء عاشوا الى العصر الاموي بعد 150 هجرية قال فسدت السنتهم لاقريش ولاغير قريش هذا التاثر مضى في الناس الى ان صار الناس يعني ما يحسون بما يحس به العربي من روعة البيان القرآني ما صار يحس ونحن في زماننا من باب اولى نقول الان لما توازن شخص في العراق ولنقل في فرنسا نوازن بين الاثنين هذا الذي في العراق لما يتكلم العربية ويتعلمها بسهولة هو حتى في عامية قربة من الفصيحة قل العربية عاميتها قريبة من الفصيح لكن دخلها شيء من النحت وشيء من امالة بعض الكلمات بحيث صار التفاهم صعب بالعامية يتفاهمون بالفصيح لكن هناك رابط بين العامية والفصحى لما يلجا الى كتاب كتب قبل الف عام بل لما يلجا الى القران الكريم وقد نزل قبل الف واربع مائة عام لما يقرأ يفهم . الفرنسي لما يرجع لما كتب بلغة أجداده وآبائه قبل ألف عام لا يمكن أن يفهم لأن هذا مورق مسجل لما كان شعراء العربية في ذلك الوقت لنقل قبيل الرسالة او بعيد الرسالة يقولون شعرهم الشعر يصل الينا كان الشعراء في فرنسا وفي ايطاليا وفي رومانيا وفي اسبانيا والبرتغال هذه خمس مناطق كانوا يكتبون أدبهم باللاتينية اللاتينية الآن معروفة محفوظة قواعدها وهناك أناس يدرسون اللاتينية وممكن أن يترجموا أي نص لاتيني ثم عندنا أناس لما حفرت الأرض في منطقة بابل استخرجوا الكتابة المسمارية ودرسوا ذلك وكان من المستشرقين الأوربيين وفكوا الرموز وتعلم قومنا فك الرموز بعض الأساتذة تعلموا فك الرموز الخطوط المسمارية فصار يستطيع الآن أن يقرأ المسماري ويترجم لك. حتى نظرية فيتاغورس وجدوها مكتوبة على بئر حتى قبل أن يولد فيتاغورس موجودة النظرية عند البابليين منقوشة ومثلث الى آخره ففي فرنسا هذه البلاد التي ذكرتها هناك من العلماء من لم يعرف اللاتينية وهم سجلوا يقولون: اللاتينية هي أم الفرنسية قبل ألف عام عندنا منظومات ومؤلفات باللاتينية وهكذا لما يأتي ما يعرف اللاتينية والايطالي ما يفهم الفرنسي والفرنسي ما يفهم الايطالي هذا كان ينبغي أن يحدث للعربية اذن هذا تدرج طبيعي يعني ليس هذا فقط لما نأتي حتى الى اللغة الانجليزية نجد أن علماء اللغة الانجليزيقسمونها الى انجليزية قديمة والانجليزية الوسيطة والانجليزية الحديثة مقسمة والطلبة الذين يدرسون اللغة الانجليزية في أقسام اللغة الانجليزية بكليات الآداب وغيرها بكليات اللغة يعرفون هذا لكن أنا أقول لهؤلاء الذين يدرسون الانجليزية هذا من يعني من ناس مما يسمى بالانجليزية القديمة(old english) 1100 ميلادي يعني قبل 900 عام هذه كلمات، أنا لست متضلعا في اللغة الانجليزية لكن من محاورات مع إخواننا من أهل اللغة أخدت هذه العبارة عبارة انجليزية قبل 900 عام، لذلك يكون متكلم العربية الوحيد في الدنيا الذي يستطيع أن يقرأ بلغته فبل 1300 عام لا الصيني ولا الياباني ولا الانجليزي ولا الروسي ولا أي لغة في الدنيا صاحبها يستطيع أن يقرا بلغته قبل 1000 عام من غير ترجمة الكل يترجم إلا متعلم العربية ، النص هذامن 1100 ميلادي سأقرأ ه على ما أتصوره الذي يعرف الحروف الانجليزية لا يحسن نطق الكلمة الا اذا كان سمعها ولا يحسن كتابة الكلمة الصحيحة الا اذا كان سمعها ورأاها مكتوبة ، عندما نقول له (رايت) ما يعرف رايت كيف تكتب rightأو write حتى يراها أو تكتب في داخل السياق فيقرأها هكذا ni can ac noht sangan هكذا نقرأها أحد أحبابنا يقول هذا هندي هو بينها تقارب يعني اللغات الهندية والأوربية معناها يقابل I can not sing any thing يعني لا أستطيع الغناء ما عندنا في العربية هكذا ، يعني لما يأتي متعلم العربية ويقرأ من أول سورة البقرة (ألم (1)) يسأل عن معنى ألم حروف مقطعة والمتأثرين سألوا عنها (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)) تحتاج الى ترجمة؟ ما تحتاج (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) الضحى) تحتاج الى ترجمة؟ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) الإخلاص) ما تحتاج يعني قد تأتي كلمة تحتاج أن نقول فيها ما معناها ما معناها الدقيق لكن أن تطلب أن يترجم لك النص لا تحتاج في كل القرآن لا تحتاج الى ذلك حتى الكلمات التي لا نفهم معناها من خلال السياق تستطيع أن تفهم فهما عاما والمطلوب أن تسأل وتتعرف المعاني لكن تفهم فهما عاما هل هذا ثناء على المؤمنين؟ هل هذا ذم للكافرين؟ كلمة ثناء، كلمة ذم، كلمة وصف، شيئ يصفه هكذا. في غير العربية لا يوجد هكذا لكن نحن الآن يعني على هذه المعرفة التي بيننا وبينهم جاء نتيجة تعلمنا للغة العربية ،ولما نحن نتعلمها تعلما إذن دقائق الأسرار ما عدنا نعلمها وهذا ليس أمرا حديثا يعني بدأ السؤال قديما من العصر العباسي بدا البعض يقول لك والله أنا أقرأ شعر فلان وأقرأ الآية فأحس أن الآية تؤثر في نفسي وشعر الشاعر أيضا يؤثر في نفسي لا أحس بفارق بينهما، فاضطر العلماء عند ذلك الى أن يكتبوا في إعجاز القرآن صار عندنا الكتب في اعجاز القرآن كيف أن القرآن معجز كيف ان هذه الآيات الكريمة جاءت حينا هكذا ثم في المكان الفلاني جاءت بالصيغة نفسها مع تغيير يسير، ما الفارق ما سر الاختلاف ؟ وبدأوا يتكلمون بشأن الاختلاف حتى انه نجد في قرون متأخرة بالنسبة للقرون الأولى يعني الامام ابي فخر الرازي توفي سنة 606 للهجرة مع ذلك لديه كلمة يصوغها في كتابه الكبير للتفسير “مفاتيح الغيب” يقول لما ننظر يعني ما الحكم من مجيئ مثلا حرف ههنا وعدم مجيئه ههنا لأنه لدينا مثلا (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (1) الجمعة) وفي مكان آخر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (1) الحديد) يقول ما الحكمة مرة جاءت ما ومرة ما جاءت ما، كلام الامام الرازي تقريبا هذا نصه يقول: الحكمة لابد منها ، لا بد فهذا كلام الله، الحكمة لا بد منها، ولا نعلمها كما هي، ما عندنا علم يقيني حقيقة الحكمة ماهي لكن ،نقول ما يخطر بالبال ، يعني ما يخطر بالبال من تصورنا للحكمة في ضوء المأثور وفي ضوء معرفتنا بلغة العرب وبأساليبهم يلزمنا معرفة لغة العرب ومعرفة الأساليب، فإذا لابد من حكمة ولا نعلمها كما هي يعني لا نعلمها على حقيقتها ونقول ما يخطر بالبال هذا القول يكون مبني على معرفتنا لأساليب العرب .كلامنا على السحر البياني سيدور في هذا الفلك يعني هنا الآية جاءت هكذا وهنا جاءت هكذا، والكلمة تقدمت هنا والكلمة تأخرت هنا والعبارة جاءت هنا بهذا الشكل وجاءت هنا بهذا الشكل لماذا جاءت هكذا وسنذكر دائما أنه عندما نقول لماذا فإنما نقول ما يخطر بالبال ونتوقع أن هذه هي ،قد نصيبها وقد يأتي غيرنا فيصيب أعلى منها لكن نقول الحكمة لابد منها ولا نعلمها على وجه اليقين . أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته