أبواب الجنة

أبواب الجنة – باب العفة

اسلاميات

أبواب الجنة – باب العفّة

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين. (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (33) النور) إن الله يحب العفيف المتعفف، هكذا هو الأمر إن الله إذا أحب عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه فلا يعذبه أبداً ولهذا رب العالمين قرن الفاحشة بالشرك (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ .. الفرقان (68) الآية) وفي الأثر أن الزاني لا تقبل منه دعوة. حينئذ ما عليك إلا أن تكون عفيفاً عفيف اللسان عن الغيبة وعفيف البطن عن الحرام عن المال الحرام  اللقمة الحرام وعفيف الفرج عن الزنا  في الحديث (من ضمن لي ما بين فكيه (هذا اللسان) وما بين فخذيه (أي عن الزنا) ضمنت له الجنة). إذن نحن أمام مشكلة كبيرة جداً جداً بدأت تفتك فى الناس فى هذا العصر الذي نحن فيه، أطلق الناس العنان لشهواتهم في هذه الأمور الثلاثة. فاللسان بلا قيد مع أن رمضان لا يُقبل إذا كان هناك غيبة واحدة (الصوم جنة ما لم يُخترق قالوا بمَ يا رسول الله؟ قال بالغيبة). إثنان الزنا كما تعرفونه (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ (135) آل عمران) التوبة ليس لك إلا التوبة (فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران) ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام (ما أصرّ من استغفر) وباب التوبة مفتوح. في هذا الزمان الذي نحن فيه شاع كما وعد المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخبرنا به في آخر الزمان علامات الساعة (أن تُغشى المرأة فى الطريق لا ينكر ذلك أحد) وقد حدث ذلك في معظم العواصم العربية والإسلامية. هكذا هو الأمر وما عليك إلا أن تنجي نفسك فى هذا البحر الهائج من جهنم.

عفّة البطن هذه التي تدخل إليك من كل مساربه (لا تقوم الساعة حتى يأكل الناس الربا ومن لم يأكله أصابه من غباره) إذن نحن فى ورطة. ورطة العفة، العفة فى أزمة، عفة الفرج وعفة اللسان وعفة البطن يعنى اليد المال الحرام وهي الأمانة (لا تقوم الساعة حتى ترفع الأمانة من صدور الرجال حتى يقال إن في بني فلان أميناً). إذن عفة اليد وعفة اللسان وعفة الفرج، عن المال الحرام عفة اليد وهذا شيء صار عسيراً الآن إلا للموظف، الموظف هذا آمن هذه الآفة المخيفة. وعفة اللسان عن الغيبة وعفة الفرج عن الزنا الفعلي. من أجل هذا عليك أن تتمسك بالله سبحانه وتعالى لأن هذه الأمور الثلاثة أصبحت تقتحم على الناس كل صروحهم وتتهاوى أمامها السدود ولذلك نحن في آخر الزمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار وطوبى للغرباء وإن شاء الله الغرباء موجودون (المتمسكون بسنتي عند فساد أمتي).

هكذا هو الأمر علينا أن نتقي هذه إذا أردنا أن نفوز برمضان ليؤدي وظيفتيه إسقاط الفرض ودخول الجنة، وهاتان الوظيفتان عظيمتان ليس لنا أمل بشيء من العبادات كما هو أملنا في هذه العبادة من حيث ما يلي:

رمضان كما تعرفون، رمضان إلى رمضان كفارة وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم “رغِم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له” المنحة العظمى أن في هذا الرمضان ليلة تضيف إلى رصيدك من الحسنات رصيد ثلاثة وثمانين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، تأمل، في كل عام يضاف إلى رصيدك من الحسنات رصيد ألف شهر قيام ليل وصيام نهار وأنت تعرف أن القاعدة يوم القيامة من زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة من غير حساب. بهذه الليلة بهذا الشهر الكريم إذا صمته على وفق ما ينبغي فأنت ضامن الجنة مائة بالمائة ولهذا قال النبى صلى الله عليه و سلم “رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له” “من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله” لماذا؟ كل هذه المناسبات الرائعة والإحتمالات اليقينية ثم تدخل النار؟! فأبعدك الله ورغم أنفك. منها أن هذا الشهر عليك أن تكون به على ما ينبغى بهذه الأمور الثلاثة إذا وفقك الله سبحانه وتعالى إليها ونجاك منها وهداك إليها بحيث تأتي يوم القيامة وأنت عفيف، عفيف اللسان وعفيف اليد وعفيف الفرج وحينئذ كنت من الناجين يوم القيامة في الدرجات العلا وكان رمضان هذا من بركات الله عليك وأصبحت مع الذين في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فعليك إذاً أن تتأكد من أنك إتخذت الإجراءات والإحتياطات لهذه الأمور، هذه الأمور كما تعرفون جميعاً دخلت إلينا في الأعماق وتدخل إلينا مع الهواء. فإذا لم تحاسب نفسك حساباً شديداً وتتخذ إجراءات الوقاية الكاملة وتغلق كل المنافذ والنوافذ على هذه الجرائم الخطيرة الثلاثة والتى هي من علامات يوم القيامة علامات الساعة وقرب يوم القيامة وقد شاعت شيوعاً فى النصف الأخير من القرن الماضي إلى هذا اليوم شيوعاً لم يخطر ببال أحد من المسلمين السابقين على مدى خمسة عشر قرناً وفي القرن الواحد والعشرين إستشرت إستشراءً حتى لم تعد عيباً و لا ينكر ذلك أحد كما قال صلى الله عليه وسلم (حتى تغشى المرأة في الطريق لا ينكر ذلك أحد)، فتحفظ واحترس واعلم أن لله يوماً آخر وأن الله سبحانه وتعالى مع الصابرين ويحب الصابرين فاصبر على البلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.