أبواب الجنة

أبواب الجنة – باب القلب السليم

اسلاميات

أبواب الجنة – باب القلب السليم

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإن من أبواب الجنة العظيمة إجتناب الكبائر (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) النساء). ولهذا ماذا قال أصحاب فرعون؟ (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) طه) لأن السحر من الكبائر. والكبائر فى هذا الدين كثيرة هناك الكبائر السبعة هذه هي الرسمية ولكن هناك ما يقرب من السبعين بنداً تعتبر من الكبائر وإن لم ينص عليها مع السبعة ولكن السحر واحدة من السبعة. إذن يقول عليه الصلاة والسلام (ما من مسلم يموت وهو بريء من ثلاث من الكِبْر والدَيْن والغُلول إلا دخل الجنة) كِبْر، دَيْن، غُلول، هذه لم تأت فى الكبائر السبعة ولكنها من الذنوب الكبيرة فى هذا الدين، فإذا مات المسلم وليس فى قلبه كِبْر لا يرى أنه خير من الأخرين يتكبر عليهم في السلام والكلام والتعامل، ومات وليس فى رقبته دين ومات ولم يسرق مالاً عاماً الغلول هو سرقة المال العام أصله سرقة الغنائم (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (161) آل عمران) وسرقة كل مال من أموال الأمة وهو المال العام. أن تكون أنت موظفاً أو مواطناً وهناك ممتلكات دولة فتسرق من ممتلكات الدولة وهو مال الأمة، هذه الثلاثة إذا مت وأنت بريء منها وعدك النبي عليه الصلاة والسلام أن تدخل الجنة (ما من عبد يموت وهو بريء من ثلاث الكبر والغلول والدين إلا دخل الجنة) ومن أبوابها الجميلة المعروفة.

حينئذ عليك أن تعلم أن الكِبْر قبيح جداً لا يليق بالإنسان، أوّلك قطرة بول وآخرك جيفة تتكبر على ماذا؟! تتكبر عن ماذا؟! أنت وإياهم سواء كما يقول المثل (كلكم ولاد تسعة) وهذا المثل رغم أنه شعبي وعام ولكنه في غاية الصواب من الأجوبة المسكتة (كلنا ولاد تسعة) أنت إبن أمك وأبيك وأنا كذلك، عندك قرشين زيادة عندك وظيفة أحسن مني وشايف نفسك لا، أنت غلطان! حينئذ هذا الكِبْر ولذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي) والكِبْر هذا إذا استحكم في عبد من عباد الله فإن الله عز وجل يطرده من رحمته، “لعن الله الكبير المتسلّط” وأحاديث كثيرة في هذا الباب وكلكم تعرفون ماذا يعني أن يتكبر الإنسان في هذه الدنيا والكبرياء على الآخرين من محبطات الأعمال هذا الكِبْر.

أما الغلول فأنت قد تسرق مني من حاجتي فأنا خصيمك يوم القيامة ربما أعفو عنك وفي الغالب سأعفو عنك ولكن عندما تسرق أموال الدولة المال العام فهذا كل الشعب خصيمك يوم القيامة قد يعفو بعضهم وقد لا يعفو البعض الأخر، فكل موظف في الدولة يسطو على مال الدولة حتى لو كانت ورقة فإن كل ذلك الشعب خصيمه يوم القيامة، وكل موظف أو كل إنسان أو كل مواطن أو كل مراجع يسرق المال العام فلو منك سرق مليارات أهون عليه من أن يسرق ربع دينار أو درهم واحد من المال العام، هذا الغلول (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) سوف يأتي هذا الذى غللته لكى يراه جميع الناس يوم المحشر (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

أما الدَيْن فنفس المؤمن معلقة بدينه لا ترتفع حتى يقضى، لو تعرفون الفترة الزمنية بين خروج الروح ومفارقة هذا الجسد يعنى مات إنطلقت الروح إلى عالم البرزخ تكون في غاية التعب والقلق ولا تستقر إلا إذا وضعها الله عز وجل في المكان كما في الأحاديث الصحيحة (تصعد إلى السماء ثم تنزل ثم يقول ضعوه اكتبوا كتاب عبدي فى عليين) إذا كان عليه دين لا ترتاح هذه النفس ولا تستقر ما دام الدين لم يوفى حتى أن النبس صلى الله عليه وسلم ما صلى على رجل كان مديناً حتى قضى دينه، أراد النبس عليه الصلاة والسلام بذلك أن يحث المسلمين على أن يعينوا كل مدين إذا مات وهو مدين أن يعينوا أهله وورثته على أن يوفوا دينه.

هذه الثلاثة من المحبطات يوم القيامة وممن تجعل الحياة عسيرة على صاحبها عندما تكون النجاة يوم القيامة هي المطلب فعلى كل منا أن يراعي نفسه (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89} .. الشعراء) إياكم والكبر وإياكم والغلول وإياكم والدين فإنها معوقات النجاة يوم القيامة ونسأله تعالى أن يوفي دين كل مدين وأن ينقينا من الكبر وأن يمنع أيدينا من الغلول وأن يبعثنا على نقاء وصفاء وأن يغفر لنا ولكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.