أبواب الجنة – باب الشمائل
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. إن هذا الدين دين شمائل والشمائل هى الأخلاق الراقية من ذوي المروءات وأصحاب الهيئات، قال صلى الله عليه وسلم (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود) الذين يسعون الناس بأخلاقهم ولطفهم وحسن تعاملهم ورقّتهم وسماحة وجوههم وسماحة أيديهم.
* أربعون خصلة سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته من عمل بواحدة منها رجاء ثوابها إلا دخل الجنة. منها تشميت العاطس تأمل أنك كلما عطس أحد أمامك شمّته وأنت تحرص على هذه العبادة كلما حصل ما حصل أمامك يكون ردك هكذا. فحينئذ أنت قمت بعبادة جليلة تدخلك الجنة ما دمت من أهل القبلة.
* منها إماطة الأذى عن الطريق لا يفعل هذا إلا رجل ذو خلق رفيع قال صلى الله عليه وسلم (أقربكم مني مجلساً يوم القيام أحاسنكم أخلاقاً) إن الرجل لينال بخلقه الحسن ما لا يناله الصائم الذى لا يفطر والقائم الذى لا يفتر، تأمل رجلاً يمشس فى الشارع فيرى شيئاً يعرقل الطريق فيرفعه عن الطريق كما في الحديث (رأيت رجلاً يتقلب فى ربض الجنة بشوكة نحاها عن طريق المسلمين) وفى رواية عن الطريق .
* ومنها رد السلام ، كلمة :السلام عليكم – عليكم السلام” عبادة جليلة ، إذا سلم عليك مسلم فرددت السلام ثم تصافحتما لا تفترقان حتى يغفر لكما وتتحات ذنوبكما كما يتحات ورق الشجر عن الغصن اليابس. هكذا هو الأمر، عدد كل هذه الشمائل الأخلاقية الراقية التعامل مع الآخر تجد أنها تغفر الذنوب وترفع الدرجات وفي أحاديث إلا دخل الجنة. إذن فتحية الإسلام (السلام عليكم) عبادة جليلة أدخلوها بسلام إن شاء الله يوم القيامة تسمعون هذا النداء عند أبواب الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ (46) الحجر) حينئذ ما عليك إلا أن تتبع هذه الشمائل ولو تتبعت كل واحد منها في كتب هذه الأمة لرأيت عجباً تقول كأن هذه العبادة الوحيدة المطلوبة لشدة ما فيها من أجر وثواب وتقدم بإتجاه أبواب الجنة. وقس على هذا من الشمائل أربعين خصلة عليك أن تتبعها لكي تعلم أن هذا الدين دين ذوق ورفعة وحسن تعامل ورقة كما كان عليه الصلاة والسلام ولهذا إمتدحه الله تعالى بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم). أبرزها اليوم أن تبقى محافظاً على (السلام عليكم) في وقت شاعت فيه التحيات التى لا تمت إلى هذه الأمة بصلة من صباح الخير إلى مساء النور إلى إستخدام اللغات الأجنبية بونجور إلى جود مورنينج، أنتم تعرفون هذا في العالم العربى أصبح شائعاً. إحرص على إحياء هذه السنة ، سلِّم على الناس على من تعرف ومن لا تعرف (السلام عليكم – عيكم السلام) بهاتين الكلمتين بهاتين التحيتين المتبادلتين تغفر ذنوبكما كما تتحات أو كما تتساقط أوراق الغصن اليابس عنه لو هززته بيدك.
فتأمل بقية الشمائل كاملة، بهذا يكون سلوكك حسناً وتكون رائحتك زكية (يَتْلُوعَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ (151) البقرة) هذه تزكية أنت طاهر، طاهر من الشرك ملابسك طاهرة ومقعدك الذي تجلس عليه طاهر، المكان الذي تصلي فيه طاهر وأنت تصلي طاهر ومتوضئ، هذا شيء آخر ذاك طهارة ونجاسة هنا رائحة زكية ورائحة خبيثة الرائحة الخبيثة ليست نجسة ولكنها رائحة خبيثة ،
والمسلم بهذه الشمائل رائحته زاكية وطيبة من حيث تعامله الرقيق المفرح الذى يؤلف بين القلوب والذى يدل على حسن تربيته وحسن ذوقه وحسن تصرفه مع الآخرين وهذه أخلاقيات يحبها الله ورسوله (خيركم أنفعكم للناس).
إذن من الشمائل التى ينبغي الحرص عليها أولاً: إماطة الأذى عن الطريق، وأن تبدأ بالسلام وترد السلام، وأن تشمت العاطس، وأن ترفع الأذى عن الطريق كما قلنا وأن تفسح لأخيك فى المجلس، وأمثال هذه الشمائل التي هى من سنن هذا الدين وفي الحديث (من أحيا سنة أميتت فكأنما أحيا النبي عليه الصلاة والسلام) وكفى بذلك ثواباً وأجراً ومكانة يوم القيامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.