أبواب الجنة

أبواب الجنة – باب صلاة العتمة

اسلاميات

أبواب الجنة – صلاة العتمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد. إن من أبواب الجنة المشرعة الواسعة أن تصلي الصبح والعشاء فى المسجد (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُو وَالْآصَالِ (36) النور) العشاء والمغرب من جهة والصبح من جهة، صلاة العتمة، رجال لا يصليها إلا الرجال وهم الأبرار (وتوفنا مع الأبرار) الأبرار هم أهل صلاتي العشاء والفجر فى المساجد كما فى بعض التفاسير ولهذا (إذا رأيتم الرجل يصلي الفجر فهو في ذمة الله) وكان بعض الحكام الظلمة فى التاريخ الإسلامي مع شدة بطشهم في الناس قتلاً إذا علموا أن هذا الرجل من أهل صلاة الصبح في المسجد لا يقتلونه يخافون أن يمكر الله بهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى الصبح فى جماعة فهو في ذمة الله) يعني في حماية الله فإذا إعتديت عليه فإن الله تعالى يمحقك وقد حصل هذا في التاريخ القديم والمعاصر فقد رأينا بأعيننا أن ظالما قتل واحداً من رواد صلاة الصبح فى المسجد فانتقم الله منه بأسرع مما نتصور إنتقاماً لا يفعله إلا الله عز وجل هكذا هو الأمر.

إذا من أبواب الجنة كما يقول سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه (لأن أصلي العشاء فى المسجد أحب إلي من أن أقيم نصف الليل ولأن أصلي فى المسجد أحب إلي من أن أصلي كل الليل) مع عظمة صلاة الليل (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ (16) السجدة) إذا هكذا كما قال عليه الصلاة والسلام (بشر المشائين فى الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا فقدوا الرجل من صلاة الصبح أو صلاة العشاء أساؤوا به الظن ربما يكون من المنافقين لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول (إن صلاة العشاء أثقل الصلوات على المنافقين).

إذاً إذا أردت أن تلج هذه الأبواب الجميلة الراقية التي هى أمنياتنا جميعاً بعد أن زحزحت عن النار وأن تدخل هذه الأبواب (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ (185* آل عمران) فالطريق أمامك واضحة ومن فضل الله في هذا الزمان هناك مسجد في كل حارة من فضل الله تعالى على العالم الإسلامي فى هذا الزمان حيث وقفت في أي مدينة ترى المئذنة أمامك وعندك سيارة والطريق معبدة والكهرباء مضاءة فما هو العذر أن تتخلف عن صلاتي الصبح والعشاء؟!! إذاً هاتان الصلاتان جوازك إلى الجنة وإذا أدمنت عليهما تعلمت فلا تستطيع أن تتركها حتى ولو جئت حبوا كما جاء فى الحديث (صلوهما ولو حبواً)، ولذلك إذا رأيت الرجل ممن يصلي صلاتي العتمة فى المساجد فاشهد له بالإيمان هذا يعْمُرها ويعمَرها (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ. (36) النور) هذه البيوت ترفع تطهر وترفع فى مكان عالي وترفع بالعلم (يا أبا ذر لأن تغدو إلى بيت من بيوت الله تتعلم باباً من أبواب العلم خير لك من أن تصلي ألف ركعة) حينئذ ما عليك إلا أن تتعود على هاتين الصلاتين في المسجد فترى نفسك في الدنيا قبل الآخرة أنك إرتفعت درجات من حيث إيمانك ومراقبة الله عز وجل وقربك منه ورقة قلبك وإقترابك من طاعاته لأن لهاتين الصلاتين شأناً عظيماً فى نفسية وأخلاق المؤمن وعباداته.

هكذا هو الأمر إن الله سبحانه وتعالى جعل هاتين العبادتين باباً إلى أن تكون من السابقين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) الواقعة) ومن السبق أن تكون من رواد المساجد في هاتين الصلاتين في صلاتى العتمة نحن نعلم أن الحشر فى ظلام دامس ساحة الحشر ظلام دامس لا ترى فيها يدك وكل واحد نوره على قدر عمله (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم (12) الحديد) على قدر عملك يضاء لك فى هذا الظلام الدامس فى ساحة الحشر وعلى الصراط على قدر أعمالك ومن أعظم النور هذا النور الذى يسببه لك إدمانك على صلاتي العتمة فى المساجد.

هكذا هو الأمر وباب الجنة هذا باب واسع ومن الأبواب الحبيبة إلى الله سبحانه وتعالى وما عذر النبي أحداً حتى الأعمى أمره أن يأتي صلاة الفجر فى المسجد مع أن بينه بين بيته والمسجد مكانا واسعا وموحشا وقفرا (قال وهل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: إذاً أقبِل) فما عذر من يملك السيارة والكهرباء والطريق المعبد والمسجد قريب إلى بيته ما عذره يوم القيامة؟! إلا أنه شقي ولا يدخل النار إلا شقي، ونسأله تعالى أن يجعلنا من أهل الصلاتين فى المساجد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.