قصة طالوت وجالوت 8/2/1430 هـ
|
المقدم : الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري
الضيف: فضيلة الدكتور عبد الحي يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك علي سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.
مرحبا بكم أيها الإخوة المشاهدون الكرام في كل مكان في برنامجكم المتجدد..”التفسير المباشر”والذي يأتيكم على الهواء مباشرة من استوديوهات قناة دليل الفضائية بمدينة الرياض.
اليوم بإذن الله تعالى سوف نقف وقفات مع قصة من قصص القران الكريم التي وردت في سورة البقرة وهي ….”قصة طالوت وجالوت”وسوف نتحدث بإذن الله تعالى مع ضيفنا الكريم عن بعض العبر والمواقف التي يمكن أن تستنبط من هذه القصة العظيمة من قصص القرآن الكريم.
في بداية هذا اللقاء أيها الإخوة المشاهدون نرحب بكم، ونرحب معكم بضيف هذا اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف.نائب رئيس هيئة علما ء السودان والأستاذ المشارك في كلية الآداب بجامعة الخرطوم
فحياكم الله يا دكتور عبد الحي !
الضيف الدكتور : أكرمكم الله أهلا وسهلا و مرحبا.
المقدم : الله يحييك ويتقبل منا ومنك.
وللمشاهدين الراغبين المشاركة معنا في التواصل خلال هذه الحلقة يمكنهم التواصل معنا عن طريق الأرقام التي تظهر على الشاشة تباعا من داخل السعودية 01202085444 أو 014459666
للتواصل بالرسائل القصيرة يمكن التواصل عن طريق الرقم0532277111
كما يمكن التواصل عبر البريد الالكتروني.
المقدم : حياكم الله يا دكتور عبد الحي مرة أخرى!
الضيف: حياكم الله.
نريد يا دكتور عبد الحي أن تلقي الضوء على بعد “وضعت الحرب أوزارها” إن صح التعبير وان لم تضعها تماما.
الضيف:نعم.
المقدم : إننا نتوقف عند القصص التي تشحذ إيمان المؤمنين بكتاب الله سبحانه وتعالى ولاسيما أن القران الكريم كان قد اشتمل على كثير من القصص التي تناولت إحداث مشابه تماما في مثل الحدث الذي وقع لإخواننا المسلمين في فلسطين وهو يتجدد في الحقيقة بتجدد الصراع بيننا وبين أعدائنا اليهود في كل زمان.
وقد اخترنا في هذه الحلقة “وقفات مع قصة طالوت وجالوت التي وردت في سورة البقرة” وأحب أن استأذنك في تنبيه الإخوة المشاهدين إلي الآيات التي نريد الحديث حولها أطلب منهم التكرم بأخذ المصحف وفتح الآيات من سورة البقرة الآية 246 من سورة البقرة إلى الآية 252 من سورة البقرة.
حتى يمكن أثناء حديث الشيخ المتابعة للمشاهد الكريم المقصود بالحديث من نفس السورة.
بداية يا دكتور نريد أن نتحدث بداية عن مجمل هذه القصة أو بداية هذه القصة.
الضيف الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فبداية شكرا لك أخي الدكتور عبد الرحمن على هذا الاختيار الموفق المناسب للأحداث الجسيمة والتي تدور رحاها على أرض فلسطين ونسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.
المقدم : اللهم آمينوخلاصة هذه الآيات التي نبهتم علي موضعها من كتاب الله الكريم في سورة البقرة، وبالمناسبة سورة البقرة تناولت أحكاما كثيرة تتعلق بالجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل وما أعد الله للمجاهدين من الأجر والثواب.
خلاصة هذه القصة أن بني إسرائيل – جرياً على سنة الله عز وجل في الأمم- مر تاريخهم بفترات مد وجزر، فترات يكونون فيها قريبين من الله عز وجل ملتزمين بدينه وشرعه فيرفع الله شأنهم ويحقق أفضليتهم، وفترات أخرى وهي الغالبة على تاريخهم يكونون أبعد عن الله عز وجل وعن نهجه فيسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب .
قال أهل التفسير: بأن بني إسرائيل لما – مات نبي الله موسى عليه السلام في فترة التيه التي ضربها الله عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، وقبله بسنتين مات نبي الله هارون عليه السلام- بعدما انقضت فترة التيه، تاب بنو إسرائيل إلى الله عز وجل ودخلوا الأرض المقدسة تحت قيادة نبي الله يوشع بن نون عليه السلام، وهو فتى موسي المذكور في سورة الكهف وكانوا على استقامة وسداد حينا من الدهر فتغلبوا على أعدائهم العمالقة الذين نكصوا عن قتالهم وواجهوا نبيهم موسى تلك المواجهة اللئيمة حين قالوا له “اذهب أنت وربك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون” فدخلوا الأرض المقدسة ثم بعد ذلك أتت عليهم سنون مازالوا شيئا فشيئا يبتعدون عن أمر الله عز وجل – قال أهل التفسير- حتى فشت فيهم عبادة الأوثان.
المقدم : لا حول ولاقوه إلا بالله.
الضيف الكريم : أرسل الله إليهم أنبياء تتابعوا بعث الله إليهم “إلياس” ثم بعث إليهم “اليسع” وكانوا يحاولون أن يصلحوا ما فسد من أمرهم مع ربهم جل جلاله، ومازال الأمر في انحدار وسفول فسلط الله عليهم العمالقة وهم قوم جالوت وهم المذكورين في هذه الآيات وساموا بني إسرائيل سوء العذاب .
إلى إن انتبه الملأ منهم إلى وجوب إصلاح هذا الأمر فذهبوا إلى نبيهم وكان اسمه صمويل أو شمولي أو كما يقول بعضهم يوشع بن نون -الله اعلم- وقد ذهب العلامة ابن عاشور رحمه الله: إلى إن التنكير حين قال الله عز وجل (إذ قالوا لنبي لهم) المقصود منه ليس شخصه عليه السلام وإنما المقصود مجمل القصة ولذلك أهمل تعينيه وهكذا هو دأب القران الكريم في القصص يطوي الزمان والمكان في القصص ولاينوه عليها إلا قليلا.
هؤلاء طلبوا من نبيهم أن يملك عليهم رجلا يقودهم في جهادهم ضد أولئك العمالقة الذين لم يكونوا على دين بل كانوا كافرين، و لذلك قالوا في دعائهم (ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) فكان من أمر الله ما قصه علينا في هذه الآيات المباركات.
المقدم : جميل جدا.
نريد أن نقف مع هذه الآيات يا دكتور عبد الحي في قوله سبحانه وتعالى ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسي)
ما هو السر في التعبير بقوله تعالى (ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى)
ما المقصود بالملأ هنا ؟
الضيف الكريم : نعم كلمة الملأ تتكرر في القرآن كثيرا حين الحديث عن قصص الأنبياء (قال الملأ من قومه) وكما قال أهل التفسير:
الملأ هم: قادة الناس من زعماء الجند ورؤساء القبائل، وقد يكون فيهم الكهنة كما قال الله عز وجل (قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم)، وقيل سموا ملأ لأنهم يملئون المجالس بضخامة أجسادهم أو لأنهم يملئون العيون بمهابتهم ووفرة قوتهم.
المقدم : فهم رؤوس الناس.
الضيف الكريم: هم رؤوس الناس نعم هذه هي العبارة التي يمكن أن تجمل حالهم.
المقدم :جميل.
في قوله هنا (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسي إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله)
كأننا نلمس هنا في هذه الآيات أن هؤلاء الملأ وهؤلاء الخاصة قد تنبهوا أن من أسباب انتصارهم علي جالوت وقومه أن توحد القيادة تحت راية رجل واحد له صفات.
ليتنا نتحدث عن هذا الموضوع!
الضيف الكريم : سنة الله عز وجل أن الناس لا ينتظم أمرهم ولا يسدد عملهم إلا إذا كانوا خلف ريادة رشيدة تسوقهم إلى الأمر الذي يريدون، ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي وتلم بها شعثي”بنو إسرائيل كانوا أوزاعا متفرقين، ولذلك انتبه الملأ إلى أنهم مادام على تلك الحال لن يكون تغيير ولا يحصل انتصار فطلبوا أن تكون لهم قيادة.
(ابعث لنا ملكا) قال أهل التفسير: ابعث معناها انهض لنا ملكا هذا الملك نكون من ورائه وهذه سنة الله عز و جل أنه لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم……… ولا سراة لهم إذا جهالهم سادوالابد أن يكون الناس لهم تبع، وهذه التي انتبه لها الصحابة رضوان الله عليهم لما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان ذلك أعظم رزء يعني أصيبت به الأمة قبل أن يقوموا بتجهيزه انتبهوا إلى وجوب تعيين قائد لهم تقوم الأمة من ورائه، ولذلك قال أبوبكر رضي الله عنه إن رسول صلي الله عليه وسلم قد مات ولابد لهذا الدين أن يقوم به قائد، وكان من أمرهم ما كان إلى إن ولي الصديق عليه رضوان الله.
ولذلك هؤلاء الملأ من بني إسرائيل كانوا أهل عقول وافرة “ابعث لنا ملكا” نقاتل في سبيل الله هذا الملك في ظنهم أنه لابد أن يكون من أهل النبوة يعني من سبط لأوي بن يعقوب أو بعضهم في التفسير يقول يهوذا وهم الذين كان منهم داود أو سليمان عليهم السلام أو أن يكون من سبط الملوك.
(ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) لكن الله عز وجل قدر أن يكون الملك المطلوب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، ولذلك قال بعضهم كان دباغا، وبعضهم قال كان يكري الحمير، وبعضهم قال كان سقاء للماء، لذلك بادروا بالاعتراض لما قال لهم نبيهم.
قالوا ومن حسن أدبه انه احترز فقال (إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) مثلما قال موسي (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) يريد أن يخلي مسئوليته.
المقدم : يخلي مسؤوليته؟
الضيف الكريم : يخلي مسئوليته بأن الأمر من الله تعالى، ولكن ما طبع عليه بنو إسرائيل من العناد والاعتراض ومحاجة الأنبياء، فإنهم اعترضوا (أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) يعني ظنوا أن الإمامة في الدين راجعة إلى نسب أو راجعة إلى الثراء والسعة.
فبين نبيهم مؤهلات الملك لم اختار الله عز وجل طالوت ملكا عليه السلام على هؤلاء القوم؟
(قال إن الله اصطفاه عليكم) هذا بداية الاصطفاء (وزاده بسطة في العلم والجسم) يعني مؤهلات القيادة:
أولا : اصطفاء من الله عز وجل واختيار.
المقدم : جميل
الضيف الكريم : وهذه أيضا في النبوة (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)
ثم ثانيا: زاده الله عز وجل بسطة في العلم، والعلم هنا يشمل العلم بالشريعة والعلم بالحرب، ولذلك العلماء رحمهم الله لما ذكروا مواصفات الإمام الأعظم قالوا لابد أن يكون عالما بالشريعة خبيرا بحماية الثغور وقيادة الجيوش لا تلحقه رقة في إقامة الحدود ولا ضرب الرقاب أي لا تأخذه في الله لومة لائم.
وهذه الحالة المثلى، أو أن هذا هو المثال المطلوب في القائد (زاده بسطة في العلم) ثم الجسم لابد أن يملأ العيون مهابة وهذه أيضا في الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ما بعث الله نبيا إلا كان حسن الصورة حسن الصوت وكان نبينا صلي الله عليه وسلم كما يقول أنس رضي الله عنه: كان أحسنهم صورة وأحسنهم صوتا وكما جاء في الرواية “كان رسول الله إذا ماشا الرجال الطوال طالهم”
المقدم : الله اكبر
الضيف الكريم: أي بدا كأنه أطول منهم
هذا الملك المبعوث لله عز وجل ميزه بسعة العلم ووفرة القوة ليس المقصود في الجسد ولا يخفى عليكم أن الله ذم المنافقين بقوله {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} وذكروا في صفات أخباص البشر ككعب بن الأشرف أو عبد الله بن سلول أنه كان جسيما بطينا عظيم الهامة رأسه كبير.
ومن قديم قالوا إن ضخامة الجسم [أجسام البغال وأحلام العصافير] ليست ممدوحة في ذاتها وإنما المقصود هاهنا قوة رأيه وشجاعة قلبه وإقدام نفسه وبعده عن الخور والجبن وما إلى ذلك.
المقدم : فتح الله عليك.
أيضا استوقفتني كتور عبد الحي مسألة في قوله سبحانه تعالى {ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
الضيف الكريم : نعم.
المقدم : نتوقف هنا عند قوله تعالى {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
ولكني استأذنك وأستأذن المشاهدين في فاصل ثم نعود إليكم فانتظرونا.
المقدم : مرحبا بكم أيها المشاهدون في التفسير المباشر!
ولازال حديثنا عن الدروس والعبر المستفادة التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة في قصة “طالوت وجالوت”
مع ضيفنا الدكتور عبد الحي يوسف.
كنا نتحدث يا دكتور قبل الفاصل عن صفات القائد وقد ذكرتهم فيها ما يكفى، ونريد أن نتوقف والأخوة المشاهدين مع قوله تعالى في هذه الآية {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
الضيف الكريم: نعم.
المقدم : ما هي الدلالات التي تظهر من خلال هذا التعبير؟
الضيف الكريم: جزاك الله خيرا نقول: أول عامل من عوامل النصر على الأعداء:
أن يكون القتال باسم الله في سبيل الله إعزازا لدينه وإظهارا لأمره وتعبيدا للناس لربهم جل جلاله.
ولذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا وجه جيشا قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله.
المقدم : الله أكبر.
الضيف الكريم:هاهنا تحديد للهدف ولذلك هؤلاء الملأ قالوا وحددوا غايتهم {ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
وهاهنا لابد من التنبيه على قضية مهمة إذا قال لهم {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}.
هاهنا القشيري رحمه الله نبه على نقطة مهمة قال أظهروا التجلد والتسلط ضد أموالهم وأبنائهم فلم يصلوا لمرادهم لأنهم لم يخلص لله قصدهم ولو أنهم قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أمرنا بالقتال وأوجبه الله علينا لكان أدرك لحاجتهم كأنه ينبه أنهم كانوا فريقين:فريق كانت وجهته واضحة وغايته محدودة، والآخر في تصوره غبش.
ولذلك لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الر جل يقاتل شجاعة الرجل يقاتل حمية ورجل يقاتل للمغنم ورجل يقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله؟
قال صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.”ورب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته وأكثر شهداء أمتي يموتون على الٌفرش” “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”
ولذلك يا دكتور عبد الرحمن لو أذنت لي من أجل أن نربط يعني الواقع بالماضي نقول: كم من المعارك التي دخلها العرب باسم الوطنية باسم القومية باسم الاشتراكية باسم الجاهلية باسم حماية الأرض وما إلى ذلك – مع استبعاد الناحية العقدية وهي أهم شيئا في المعركة- وبالمقابل اليهود سموا دولتهم باسم نبي من الأنبياء ثم جعلوا شعارها نجمة داوود ثم جعلوا يتحدثون عن أرض الميعاد، ثم جعلوا أهدافهم إقامة هيكل سليمان.
كلها رموز ومعاني دينيه يشحذون بها همم الناس وبالمقابل محا العرب في أغلب معاركهم الدين وربما حاربوا أهله، ومنعوا الجنود من الصلاة، ولذلك تتابعت عليهم الهزائم والنكسات والنكبات مرة نكسة ومرة نكبة، عام النكبة وعام النكسة وهكذا إلى أن ظهر هذا الجيل المبارك الذي ينطلق من بيوت الله وشعارهم الله اكبر .
المقدم : جميل
الضيف الكريم: الله غايتنا الرسول قدوتنا هذه الشعارات التي رفعوها تمثل واقعيا أنهم قوم أهل مساجد أهل قرآن أهل جهاد في سبيل الله والهدف عندهم واضح والغاية جلية لذلك لا نستغرب هذا الصمود وهذه الوقفة البطولية أمام الآلة العسكرية الضخمة التي يملكها اليهود.
المقدم : نعم، لفت نظري يا دكتور وأنت تتحدث عن صفات القائد قوله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً}
الضيف الكريم: نعم
المقدم : {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ} فذكر لهم العلة وقال {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ}
لفت نظري قضية مقاييس الأمم في وقت الجهل والتخلف كيف تكون المقاييس هي الجاه والمال، وأن المقاييس الحقيقة التي ينبغي دائما أن تكرر وأن توقظ في نفوس الناس وتعظم شأنٌها يعني هي المقاييس التي ذكرها.
أريد يعني التنبيه حول هذه النقطة.
الضيف الكريم: بدلا من أن يطلب الإنسان كلاما إنشائيا نضرب المثل بما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وجه الجيش الذي قوامه ثلاثة آلاف إلى تخوم بلاد الشام في مؤتة.
جعل النبي صلى الله عليه وسلم القائد زيد بن حارثة ولا يخفى أنه كان مولى من الموالي فإن أصيب فالقائد جعفر الذي هو قرشي هاشمي والذي هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أصيب فعبد الله بن رواحة الذي هو أنصاري خزرجي رضوان الله عن الجميع.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل التقديم والتفضيل للنسب قدم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي على جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي الشريف في النسب العلي، ثم بعد ذلك قدم جعفرا فعبد الله بن رواحة رضوان الله على الجميع.
ثم بعد ذلك بسنتين أو سنة لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم جيشا آخر في أخريات أيام حياته عليه الصلاة والسلام جعل الأمير أسامة بن زيد.
و كما ذكروا في صفته بأنه كان آدم شديد الأدمة يعني ممكن أن نقول بأنه كان أسود أفطس الأنف رضي الله عنه يعني أخذ مواصفات أمه أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم فكان بعض الناس تكلم بسبب رواسب الجاهلية وبعض الناس حديثو العهد بالإسلام.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إن طعنوا في إمرة أسامة فقد طعنوا في إمرة أبيه من قبل – وإنه لخليق لها كمان كان أبوه خليقا لها – عليه الصلاة والسلام.
هاهنا يضع صلي الله عليه وسلم قاعدة للناس بأن الاختيار يكون للأكفأ، يكون لمن كان أقوي إيمانا وأعظم جلدا وأشد تصلبا في الحق.
الذي يحمل قضية النسب وقضية المال وما إلى ذلك من جمال الهيئة هذه تنحى في مثل هذه الأحوال.
أيضا في يوم الفتح يوم فتح مكة الرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يدخل مكة اختار بلال بن رباح الذي كان من الموالي وله تاريخ مع أهل مكة وأسامة بن زيد هذان اللذان دخلا معه إلى مكة ثم أمر بلالا أن يصعد ليؤذن حتى قال بعض كفار قريش قد رحم الله فلانا لأنه لم يشهد هذا اليوم وقال بعضهم ألم يجد محمدا خير من هذا الغراب الأسود؟
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم بما قالوا…..
المقصود الاختيار يكون للأكفأ وللأصلح.
ولعل أبا العباس بن تيمية قد سئل عن رجلين أحدهما اتقى والآخر أقوى أيهما يقدم لقيادة الجيش؟
فقال أما التقي فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، وأما القوي فجوره على نفسه وقوته للمسلمين.
رحم الله ابن تيمية0
المقدم : أستأذنك في اتصال هاتفي من الأخ إحسان من الأردن
تفضل يا أستاذ إحسان.
المشاهد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المشاهد: كيف حال الشيخ عبد الرحمن و الشيخ عبد الحي؟
المقدم : الله يحييك.
الضيف الكريم : حياكم الله.
المشاهد: أخوكم إحسان من الأردن.
المقدم : الله يحييك يا مرحبا حياكم الله.
المشاهد: المداخلة لها علاقة بالموضوع يا شيخ أم لا؟
المقدم : كما تحب، حياك الله، الله يحفظك
المشاهد: طيب يا شيخ عندي مسألة تتعلق بالتفسير المباشر وأرجو أن تعرضها في إحدى برامجك سواء هذا أو غيره!
المقدم : لا بأس.
المشاهد: وهي يا شيخ سبب النزول أو بعض العلماء يسمونها فريضة النزول.
بعض العلماء قديما وحديثا يجعلون الآية القرآنية – يا شيخ حفظك الله أنت والدكتور عبد الحي- يقولون إن هذه الآية لها تفسير عام ويشمل المعنى الثابت في سبب النزول والمعنى الآخر العام لكن مع التدقيق في الآية القرآنية في سبب نزولها نجد انه فيه محظورين أو فيه محظورات.
المحظور الأول: هذا المعنى الذي يأتون به لا تشرف الآية بالاستدلال به.
والمحظور الثاني: المعنى الأصلي للآية يضيع.
المعني الثاني الذين قالوا انه المعنى العام يصبح هو الغالب على الآية القرآنية وأنا عندي خمسة أمثلة يا شيخ ما أدري إذا كان الوقت يتسع أم لا؟
المقدم : لو تذكر لنا مثال واحد باختصار يا شيخ إحسان.
المشاهد : :طيب يا شيخ.
المشاهد: مثلا يعني مثلا قوله سبحانه و تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
المقدم : نعم
هذه الآية يستدلون بها على من يشيع الفاحشة عملا وقولا، ويقولون إن هذه الآية هي دليل على الفساد الذي ينشره هؤلاء، وهذه الآية فيها ما هو أبلغ منه وهو أن الله سبحانه وتعالى توعد الذين يحبون في قلوبهم أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وسكت الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على الأقل عن الذين يباشرون فتصبح هذه الآية يستدل بها على من أشاع الفاحشة عملا وقولا فقط، ويخفي الكلام عن محبة ذلك في قلوبهم، ولا يذكر هذا المعني الذي ذكره الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم.
المقدم : جميل جميل.
المشاهد: أيضا قوله تعالى {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
هذه الآية يستدل بها دائما على حرمة الانتحار.
المقدم : صحيح
المشاهد: غلبوا هذا الجانب أو هذا المعني على هذه الآية بحيث أصبحت هذه الآية كأنها أنزلت في الانتحار، مع أن هذه الآية كما لا يخفى عليكم انزلها الله سبحانه وتعالى فيمن اشتغل بالدنيا على حساب الآخرة.
المقدم : بارك الله فيك.
المشاهد : فأصبحت هذه الآية نصا في الانتحار.
المقدم : لو تكرمت يا شيخ إحسان.
المشاهد : نعم يا شيخ.
المقدم : هل هناك في هذه الآيات التي معنا في هذه الحلقة اللي هي آيات قصة طالوت وجالوت ما فيها هذا المعني اللي هو تغليب المعني الخاص على المعنى العام في أسباب النزول مثلا هل ظهر لك شيء؟
المشاهد: لا والله يا شيخ بس أنا إذا كان في موضوع الحلقة فعندي شيء للشيخ عبد الحي يعلق عليه.
المقدم : تفضل.
المشاهد : وهو يا شيخ أمثلة زادت على كثير من ألسنة الناس مثلا أنهم يقولون وخاصة باللهجة المصرية يدي الحلق للي بلا ودان أو يعطي اللحمة للذي ليس له أسنان
المقدم : طيب.
المشاهد : فلها علاقة في قوله {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ}
فينظرون للأمور على انه هذا لا يستحق هذه النعمة.
المقدم : نعم
المشاهد: اتفقت هذه المسألة على أن بعض الناس يرى أنه أولى بهذه النعمة من غيره فينظرون للآخرين علي انه لا يستحق ما أعطاه الله سبحانه وتعالى ويغفلون عن حكمة أشار إليها الشيخ، وعما يترتب عليها من مصالح.
المقدم : شكرا يا شيخ إحسان بارك الله فيك يا أخي.
المقدم : نعم معنا الأخت أم عبد الرحمن من السعودية.
تفضلي يا أخت أم عبد الرحمن.
المشاهدة : السلام عليكم.
المقدم : وعليكم السلام.
المشاهدة : انقطع الاتصال
المقدم : طيب طيب بارك الله فيكم
نعود يا شيخنا الكريم إلى ما كنا بصدد الحديث عنه في قصة طالوت وجالوت وكأنهم ذكروا ياشيخ عبد الحي في بتسميته طالوت بأنها مبالغة في الطول.
الضيف الكريم: أعلق لك على هذا؟
المقدم : نعم
الضيف الكريم: لعله يكون ذلك، والعلم عند الله تعالى.
المقدم : نعم
الضيف الكريم: كنا نتحدث عن انتفاضة العقيدة في نفوس بني إسرائيل.
المقدم : نعم وأنهم قالوا نقاتل في سبيل الله واتضاح الهدف في أذهانهم.
الضيف : نعم.
المقدم : وتكلمت بكلام لا مزيد عليه نفع الله بكم المسلمين.
في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ}
الضيف الكريم: نعم
المقدم : (فمن شرب منه فليس منى) ما هي الفائدة المستنبطة من فعل القائد طالوت هذا الصنيع قبل الدخول إلى المعركة؟
الضيف الكريم: ذكروا بأن من صفات القائد أن يختبر جنوده.
المقدم : جميل
من اجل أن تتمايز الصفوف وهذا المعنى الذي أشار إليه ربنا جل جلاله في خواتيم الآيات التي تناولت غزوة أحد.
قال {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ}
المقدم : جميل
الضيف الكريم: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}
هذه المواقف هي التي تميز الناس ولذلك لابد للقائد أن يختبر جنوده لكي يتبين المخذل من المرجف من الملحد مما من لا هم له إلا أن يصيب عرضا من الدنيا ونحو ذلك
فلذلك قال طالوت {قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}.
كأنه جعل الناس ثلاثة:
طائفة: وهم أهل الإيمان الصادق وأهل العزائم هؤلاء لن يأخذوا من هذا الماء شيئا ولم يمسوه وهم الصابرون الثابتون الصامدون.
ثم الطائفة الثانية دون ذلك: وهم المترخصون من اغترف غرفة.
المقدم : بيده.
الضيف الكريم : يعني أخذ منه ما يذهب عنه شيئا من العطش.
ثم الطائفة الثالثة: هم أهل التنعم الذين لا يردون أن يضحوا بشيء من ديناهم ولعل هذا سمعناه في الأحداث الأخيرة.
المقدم : نعم
الضيف الكريم: لما قال قائدهم إذا كانت المقاومة ستفني الشعب فنحن يعني لا نريدها كأنه يريد جهاد بلا تضحيات.
المقدم : جهاد بلا ضحايا.
الضيف الكريم : جهاد بلا تضحيات، جهاد تبقى الأمور كما هي عليه ويرجع الحق لأهله.
وهذا خلاف لسنة الله عز وجل التي ذكرها (ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض) فلذلك طالوت اختبر جنوده وهذا الذي يمكن أن يسمى الآن بالمناورات الحربية التي تكون من الجيوش من أجل أن تعرف قدرات الناس ومواهبهم، وهذا يختلف باختلاف الزمان والمكان وما يتحدثه الناس في سبيل يعني بلوغ هذه الغاية.
أيضا مما ينبغي أن يركز عليه القائد وهو من عوامل النصر: قضية التربية الإيمانية
التربية الإيمانية التي تنشئ الناس على أن الإقدام والشجاعة والبسالة من مكارم الأخلاق التي يتمادح بها الناس قديما وحديثا، كما أن الجبن والخور والتواري بحال البأس هذه وَضاعة للأخلاق وسفول للهمم.
ولذلك الله عز وجل افتتح هذه الآيات {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} إما حذرا من الوباء وإما حذرا من الجهاد فقال لهم الله (موتوا) يعنى لابد من الموت حتى لو أنك فررت، ولذلك في الآية {إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ } والآية الأخرى {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ}
المقدم : ولو كنتم..
الضيف الكريم: (ولو كنتم) هذه جوابا لمن قالوا {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}.
وهذه يعني تظهر من المنافقين دائما في حال الشدة، ولذلك في غزوة أحد قال الله عز و جل عن المنافقين (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) ونحو ذلك من الكلمات {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً}
المقدم : إلا قليلا.
الضيف الكريم : ولذلك القائل الأول قال إن في الجبن خور في الجبن عار، وفي الإقدام مكرمة والمرءُ في الجبن لا ينجو من القدر.
حتى الجبان سيموت
المقدم : لاشك
الضيف الكريم : سيموت بأجله ولذلك الله عز وجل بين أن الإنسان المؤمن يطبع على هذه الخلال وتثقل فيه ثقلا.
فلابد من التربية الإيمانية ليعلم كل مجاهد أن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها.
المقدم : وأجلها..
الضيف الكريم: وأجلها.
ولذلك أشار إليه خالد بن الوليد أبو سليمان رضي الله عنه لما كان على فراش الموت قال لقد شهدت كذا وكذا من الزحف وما من موضع في جسدي إلا وفيه ضربة أو رمية أو طعنة وها أنا ذا أموت على فراشي كما تموت العير فلا نامت أعين الجبناء.
المقدم : الله اكبر.
الضيف الكريم: هذه كلمة ما أبلغها معاني.
وقد قال المتنبي تصديقا لهذا: وإن لم يكن من الموت بد… فمن العار أن تموت جبانا
المقدم : نعم نعم.
أستأذنك يا شيخنا الكريم واستأذنكم أيها المشاهدون الكرام في فاصل ثم نواصل بعده فانتظرونا.
المقدم : مرحبا بكم أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى ولا يزال حديثنا عن العبر والدروس المستفادة من قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة.
وحديثنا مع شيخنا الكبير الدكتور عبد الحي يوسف.
المقدم : كنا نتحدث يا دكتور عبد الحي قبل الفاصل عن هذه القصة والعبر المستفادة منها ولفت نظري مسألة يا دكتور وهي أن هذه الفئة المؤمنة التي صبرت مع طالوت عليه السلام أثمرت نتيجة المعركة أنفع فترات تاريخ بني إسرائيل وهي ملك داوود ثم من بعده.
الضيف الكريم: نعم.
المقدم : ثم بعده ملك سليمان عليه الصلاة والسلام وهي كما يقال أنصع تاريخ بني إسرائيل وأنقى فتراته.
الضيف الكريم: دولة الملوك.
المقدم : نعم.
الضيف الكريم : نعم.
المقدم : نريد التعليق على هذه النقطة.
الضيف الكريم :نعم هو من ثمرات هذه المعركة المباركة أن ظهرت هذه القيادة الشابة بكفاءتها العالية داوود وقتل داوود جالوت قال أهل التفسير قتله بالمقلاع حين رماه بحجر هشم رأسه.
ولذلك نقول من الجهاد أن تظهر هذه الكفاءات الإيمانية والقيادات الشابة التي تواصل المسيرة من بعد ذلك وتلك ولذلك مثلا أسامة رضي الله عنه لما ولى قيادة الجيش الذي فيه أبو بكر وعمر كان عمره ستة عشرة عاما عليه من الله الرضوان، واستمرت مسيرته الجهادية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم زمانا طويلا.
المقصود من هذه الثمرات، قالوا زوج طالوت داوود من ابنته وقاسمه ملكه ثم ورث الأمر من بعده فقامت دولة الملوك التي فيها داوود عليه السلام.
قال الله عز وجل {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} فالأمر كأن الصناعة الحربية كانت همه الأول في دولته عليه الصلاة والسلام ثم جاء من بعده سليمان والقرآن يذكر أيضا أنه كان مهتما بأدوات الجهاد.
المقدم : نعم نعم.
الضيف الكريم: {نِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ}
أيضا من ثمرات هذه المعركة الجهادية المباركة:
وضوح المعاني الإيمانية يعني مثلا لما قالت تلك الفئة المؤمنة {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} هذه الكلمات أبلغ من ألف خطبة.
لأنها ما قيلت في حال رخاء وإنما في حال مواجهة الشدة والبأساء والضراء.
المقدم : (ولما برزوا)
الضيف الكريم : نعم {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} قال أولئك الخوارون الضعفاء (قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) هذه طبيعة النفس البشرية حتى لو كانوا من أهل الإخلاص.
المقدم : نعم
الضيف : ولذلك يوم بدر الصحابة الطيبين رضوان الله عليهم لو أخبرتنا أنا نلقى عدوا لتهيأنا قال الله عز وجل {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} ولذلك هذه الفئة المؤمنة قالت هذه الكلمات ولما قالوها قالوها بمنطق اليقين.
المقدم : :همم.
الضيف الكريم: ولذلك ذكروا عن سعد رضي الله عنه بأنه في يوم القادسية لما رأى جحافل الفرس ورأى آليتهم الضخمة وقف في الجنود وقال والله ليظهرن الله دينه…
المقدم : :الله أكبر.
الضيف الكريم: ولينصرن الله وليه وليهزمن الله عدوه.
كلمات يقولها يعني مقدما بالقسم باليمين التي تؤكد الكلام وتقويه في نفوس السامعين ولذلك لما كنا نسمع بعض قيادات المجاهدين في الأحداث الأخيرة والله….
المقدم : :لننصرن.
الضيف الكريم : والله لننتصرن، والله كذا، بعض الناس كان يستغرب!
المقدم : الله.
الضيف الكريم: هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المقدم : :صلى الله عليه وسلم.
الضيف الكريم: وكذلك في يوم بدر لما قال أبشروا معاشر المسلمين إني أريت مصارع القوم هنا يقتل فلان هنا يقتل فلان قضية الروح المعنوية.
المقدم : الروح المعنوية هذه لابد منها في المعارك الإيمانية.
المقدم : تمام.
الضيف الكريم: وأيضا للتأكيد على قضية الصبر (والله مع الصابرين) كأنهم يقولون للناس إنه لابد من صبر فإنما النصر صبر ساعة.
المقدم : الله.
الضيف الكريم: من كان أصبر كان للنصر أقرب.
المقدم : :الله أكبر.
الضيف الكريم: ومن كان أجزع فان النصر منه أبعد.
المقدم : :استأذنك معنا اتصال من الأخ أبو عبد الرحمن من الجزائر.
تفضل يا أخ أبو عبد الرحمن.
المشاهد: السلام عليكم ورحمة الله.
المقدم : وعليك السلام ورحمة الله تفضل.
المشاهد:يا شيخ عندي سؤال ولو أنه خارج عن الموضوع بعض الشيء.
المشاهد : :يا شيخنا عبد الحي يوسف حفظك الله.
الضيف الكريم: حياك الله.
يا شيخنا سمعنا لك في شرح الرسالة لأبى زيد على النت أنكم تطرقتم إلى الأحكام الشرعية
إلا أن شيخنا رحمه الله تعالى قد قال “السنة الواجبة”
وكما لا يخفى عليكم أن في المذهب المالكي الأقسام الشرعية والحكم الشرعي ينقسم إلى خمسة أحكام [الواجب والمندوب والمستحب والمكروه والمحرم] فأين نضع هذه السنة الواجبة؟ هذا السؤال الأول.
والسؤال الثاني إذا سمحتم لي هل يقدم عمل أهل المدينة في حاجة مطلقة ولا بقيود وشروط وجزاكم الله عنا كل خير
المقدم : حياكم الله.
معنا اتصال من الأخ محمد من السعودية.
تفضل يا أخ محمد.
المشاهد: السلام عليكم.
المقدم : :عليكم السلام ورحمة الله.
الضيف الكريم :حياكم الله.
المشاهد: جزاكم الله خير على هذا البرنامج الطيب.
المقدم : الله يحييك.
المشاهد: عندي سؤال ولكن خارج موضوع الحلقة.
المقدم : طيب تفضل.
المشاهد: ما حكم التسمي للمولود باسم “أواد”
المقدم : “أواد”؟
المشاهد : نعم وجزاكم الله خيرا على هذا البرنامج.
المقدم : شكرا الله يحييك.
المقدم : :نعود يا دكتور لعلنا نعلق على أسئلة الأخوة المتصلين التي كانت في هذه الحلقة
الأخ إحسان أشار إلى ربط هذه الآيات التي معنا في هذه الحلقة وهي أنه {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ} إلى المثل الدارج عند الناس الذين يقولون فيه إن الله يعطي اللحم للذي ليس له أسنان أو التعبير عن هذا المثل.
الضيف الكريم: نعم.
المقدم : ما هو التعليق؟
الضيف الكريم: يقول الله تعالى {قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
المقدم : نعم.
الضيف الكريم: فقضية الحسد {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} هذه صفة اليهود وكذلك مشركي قريش كانوا يقولون {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً} {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} وكانوا يقولون للمؤمنين الطيبين {لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} وهذه نبه عليها صاحب الظلال رحمه الله بأن موازيين الله عز وجل مخالفة لموازيين البشر.
البشر يوزنون بوجاهة الشخص وجمال الوجه وحسن الهندام وما إلى ذلك لكن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لنا “رُب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره” ولعلي ذكرت لك يا دكتور عبد الرحمن وهذا لا يخفى عليك بأن بعض أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم ذكروا في صفة يعني أبو بكر رضي الله عنه ذكروا عنه في صفته بأنه كان طويلا أجنى.
المقدم : فيه انحناء.
الضيف الكريم: فيه انحناء نعم خفيف العارضين نحيفا – عليه من الله الرضوان – قالوا وما زال يزوي بعد وفاة رسول الله يعني يضعف، وذكروا في صفة علي رضي الله عنه بأنه كان قصيرا أصلع ذا بطن يعني عنده بطن ومع ذلك كان من أشجع الناس وكان من أعلم الناس وكان من أفضل الناس وكان من خير الناس رضوان الله عليه فقضية أن نقيس الناس بموازيننا نحن نقول “لله حكمة في كل شيء”
المقدم : الله أكبر.
الضيف الكريم: نعم.
المقدم : جميل جدا معنا اتصال الأخ سامر من العراق تفضل يا أخ سامر
المشاهد: السلام عليكم.
المقدم : عليكم السلام ورحمة الله.
المشاهد: أنا سامر من العراق.
المقدم : تفضل.
المشاهد : جزاكم الله خيرا على هذا البرنامج
حاولت اتصل بكم ما حصلت حتى اليوم سؤال خارج الموضوع يمكن يا شيخ عبد الحي! من فترة والدتي توفت …..
المقدم : :لو تكرمت يا أخ سامر تتصل ببرنامج فتوى بعد صلاة العشاء.
المقدم : هو يسأل سؤال يبدو أنه يتعلق بالإفتاء.
الضيف : نعم نعم.
المقدم : نريد يا دكتور في نهاية اللقاء أن نركز على الآية الأخيرة في قوله سبحانه وتعالى {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}
الضيف الكريم: نعم.
المقدم : {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ}
الضيف الكريم: نعم
المقدم : (وعلمه مما يشاء) انظر إلى هذه النتائج العظيمة.
الضيف الكريم : الله أكبر في معركة غير متكافئة ولو تربطها يا دكتور بأحداث المسلمين التي وقعت في غزة مؤخرا فهي كانت غير متكافئة.
الضيف الكريم: بغير شك.
المقدم : :وبالرغم من ذلك…
الضيف الكريم : من أحد القوى المادية أن الله جل جلاله علمنا بأن المطلوب منا معشر المسلمين أن نعد ما استطعنا وأن نأخذ بالأسباب، الأسباب المعنوية والأسباب الحسية.
المقدم : تمام.
الضيف : ثم بعد ذلك النصر من عند الله تعالى، ولذلك لما كتب عمرو بن العاص إلى أبي بكر رضي الله عنه في بعض الفتوحات يشكو قلة العدد وكثرة العدو فأبو بكر أجابه ومتى كنا ننصر على عدونا بعددنا. وعمر رضي الله عنه لما وجه سعدا إلى غزو بلاد الفرس قال له يا سعد إني أوصيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله.
المقدم : الله.
الضيف الكريم: فإنها أقوى العدة في الحرب، لذلك الله عز وجل ينبهنا في هذه الآيات:
أولا: الاستعانة بالدعاء {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}
ثانيا : وضوح البعد العقدي (وانصرنا على القوم الكافرين)
المقدم : جميل.
الضيف الكريم : يعني ما قالوا انصرنا على أعدائنا، انصرنا على خصومنا، على مخالفينا. لا .. بل على القوم الكافرين.
كما قال المفسرون: ذكروا الوصف المقتضي لخذلانهم وهو الكفر لأن الله لابد أن يخذل الكافرين {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
المقدم : :سبحانه.
الضيف الكريم : جل جلاله، ثم أيضا من البعد العقدي في هذه الآيات بأن جهاد أهل الإيمان لا للفساد ولا للعلو ولا للاستيلاء على أملاك الناس.
ولذلك الله عز وجل قال {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} بأمره جل جلاله {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} ثم بعد ذلك النتيجة [علم ،حكمة ، إظهار لدين الله عز وجل، قيام بأمره سبحانه وتعالى] هذه هي أهداف الجهاد يعني في ديننا بالإضافة إلى ما ذكره ربنا جل جلاله {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} يعني هؤلاء الذين يسامون سوء العذاب، كما هو حاصل الآن لإخواننا في فلسطين فالجهاد شرع من أجل الدفاع عن هؤلاء، من أجل الذب عن دمائهم، عن أموالهم، عن أعراضهم من أجل كف المفسدين.
ولذلك الآن مثلا حين نسمع في الأخبار بان اليهود قصفوا ثلاثة وعشرين مسجدا سووها بالتراب نتذكر قول الله عز وجل (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) يعني لو أن هؤلاء اليهود تمكنوا ودانت لهم الأرض وخضع لهم العباد ما يخال أن يتركون مسجدا واحدا.
المقدم : الله.
الضيف الكريم: مسجدا واحد ا يذكر فيه اسم الله عز وجل. لكن ثبات هؤلاء المجاهدين وصمودهم كان شوكة في حلوق هؤلاء، فقللوا من المفاسد التي يمكن أن تحصل.
ولذلك الله عز وجل ختم هذه الآيات بقوله (وآتاه الله الملك)
المقدم : (وعلمه مما يشاء)
الضيف ثم قال {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ}
الله أكبر! بعض الناس الآن يصورون أن الجهاد سببا للفساد.
المقدم : الله أكبر.
الضيف الكريم: والله عز وجل يقول: لا.. بل ترك الجهاد سببه الفساد كما نبه أخونا الشيخ إحسان في قضية {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } فالتهلكة ترك الجهاد كما فسرها أبو أيوب رضي الله عنه.
فهاهنا نقول ظهور الفساد قرين ترك الجهاد، وهذا المعني نبه عليه الرسول صلى الله عليه و سلم لما قال “إذا تبايعتم بالعينة، وتبعتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا” لاشك أن الذل لا قيمة للحياة مع الذل.
المقدم : مع الذل
الضيف الكريم: سلط الله عليكم ذلّاً لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم. فهذه هي بعض المعاني التي ختمت بها هذه القصة.
المقدم : نعم.
الضيف الكريم: حقيقة أنبه الإخوان إلى أنهم لو قرؤوا هذه الآيات بشيء من الروية والتدبر الذي أمرنا به، ففيها والله من المعاني ما يكشف لنا كثيرا من خبايا الواقع.
المقدم : نعم.
الضيف الكريم: نقول القرآن كتاب هداية ومرآة نري فيه واقعنا ونتلمس حلولا لمشكلاتنا المعاصرة من قراءة هذه الآيات التي ما ساقها الله عز وجل على أنها سرد تاريخي وإنما من اجل العبر والدروس التي تضمنتها.
المقدم : شكر الله لك! أنا تذكرت ولكن الوقت قد انتهي تذكرت قوله تعالى (ادخلوا عليهم الباب)
الضيف الكريم: في هذه القصة.
المقدم : وتذكرت في هذه القصة (فلما فصل طالوت بالجنود) يعني فعلا لما دخل وبرزوا للعدو غادروا وعملوا. أسال الله أن يتقبل منك يا دكتور وأرجوا أن يكون الأخوة المشاهدون قد استفادوا من هذه اللفتات والوقفات الرائعة التي كانت مع هذه الآيات.في نهاية هذا اللقاء أيها الأخوة المشاهدون أشكركم على متابعتكم.واسأل الله أن يتقبل منا منكم وأن يجعلنا من أهل القرآن في الدنيا والآخرة
الضيف الكريم: آمين..آمين.
كما أشكر باسمكم جميعا شيخنا وضيفنا في هذا اللقاء …فضيلة الدكتور/ عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان والأستاذ المشارك في كلية الآداب بجامعة الخرطوم.على إجابته لهذه الدعوة وحتى ألقاكم بإذن الله تعالى في الأسبوع القادم استودعكم اللهوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أذيعت يوم الثلاثاء بتاريخ: 8/2/1430 هـ