وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 2

اسلاميات

 

الحلقة الثانية: علم الكتاب

كلمة الباب في هذه الحلقة هو علم الكتاب بحسب ورودها في الذكر الحكيم. نحمد الله عز وجل أنه ما أن أذعنا الحلقة الأولى حتى تلقفها بعض مشاهدينا الكرام فأرسلوا إلينا – كما طلبنا منهم – أرسلوا إلينا بمشاركاتهم من حيث أننا أعلنا أن هذا البرنامج برنامج جماهيري يعني كل الجماهير تشترك فيه وسوف نذيع إنتاجهم أو دراساتهم الواحدة بعد الأخرى ومنذ الحلقة الماضية سارع بعض الأخوة إلى أن يرسلوا لنا إنتاجهم وتأملاتهم وتفكيرهم وكان شيئاً يثلج الصدر ويفرح الإنسان منهم أمين محمد صالح، فراس محمد المفتي، دكتور عامر الهاشمي، أحمد عباس الوزير من اليمن أحمد محمد خطاب، السيدة فريال البيطار من سوريا، خالد عجوط، عبد القادر من الجزائر كل هؤلاء فهموا الفكرة واستوعبوها وبدأوا ينقبون في كتاب الله عز وجل عن آيتين متشابهتين بينهما فرق من الفروق وماذا يعني ذلك الفرق من حيث أنه ما من فرق جاء عبثاً لأن هذا القرآن الكريم ليس فيه حرف إلا وله دلالة. وكانت بعض تلك المشاركات في غاية الروعة وأحدهم أحمد محمد خطاب كانت مداخلة جيدة ولكن الخط كان رديئاً من حيث أن الطباعة بالفاكس لم تكن واضحة لأن الورق كان سميكاً ومخططاً فأرجوه أن يعيد لنا مرة أخرى إرسال الفاكس على ورقٍ مناسب.

علم من الكتاب وعلم الكتاب:

في هذه الحلقة عندنا آيتان في كلمة “علم الكتاب”. تعرفون قضية بلقيس وسيدنا سليمان والعرش (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿38﴾ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿39﴾ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿40﴾ النمل) الآية الثانية (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿43﴾ الرعد) آية تقول أن هؤلاء الناس عندهم علم من الكتاب وليس كل الكتاب هذه الآية تقول عنده كل علم الكتاب (كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) آيتان لا بد من البحث والتقصي عن أسباب الاختلاف بين علم الكتاب وعلم من الكتاب ولا يمكن أن يكون هذا عبثاً وكفى بالله في هذا الكتاب العزيز حُكماً. طبعاً المفسرون لو تتبعتوهم ما من رأي يشبه رأياً فالقضية من اللامعقول وكل واحد يحاول أن يستنبط وأن يضيف وأن يقيس وأن وأن ومن فضل الله أن كل ما قالوه كان صحيحاً مع اختلافهم فيما قالوه. يعني مثلاً باختصار شديد: أولاً ما معنى الكتاب؟ ما هو الكتاب؟ الله قال (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا ﴿32﴾ الكهف) كل بناية في هذا العالم وكل مؤسسة وكل عاصمة وكل سيارة تشتريها تجد معها كتيباً يشرح لك هذه السيارة بكل تفاصيلها من ألفها إلى يائها هذا الكتاب له أسماء غربية كتالوج والخ لكن هو كتاب يشرح لك خفايا وأسرار وتفصيلات هذه السيارة أو هذه العمارة أو هذه المؤسسة أو هذه العاصمة، هذا الدليل من الناس من يعرفه كله لا يغمض عليه شيءٌ منه هو يعرف لغات وعنده خبرة هندسية فلما قرأ هذا الكتاب فهم السيارة من ألفها إلى يائها بحيث لم يعد يخفى عليه ولا جزء واحد هذا عنده علم الكتاب، كل الكتاب صار في علمه. هناك واحد مثلي أنا ومثلي كثيرون والله يمكن لا يعرف سطرين لا نعرف فقط تعرف أن تشغل السيارة وتمشي أما هذا الكلام والتفاصيل لا أفهم منها شيئاً لو أقرأها مائة سنة لا أفهم منها شيء في ناس تفهم شوي أكثر في ناس شوي أكثر نتفاوت في الفهم أما أن أفهم الكتاب كله هذا قمة. طبعاً المفسرون عندما فسروا (عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ) أي أن الله سبحانه وتعالى هذا الكتاب الذي هو دليل الكون، يا أخوان هذا الكون كما في الدنيا ما في مؤسسة إلا فيها كتاب دليل يعلمك كيف تعرف أسرار هذه البناية، هذه المؤسسة، هذه السيارة، هذه الطيارة، هكذا رب العالمين عز وجل (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿59﴾ الأنعام) لو تقرأ (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ﴿36﴾ التوبة) (وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿61﴾ يونس) كل شيء في هذا الدليل (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿6﴾ هود) الخ (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴿52﴾ طه) (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿75﴾ النمل) (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿11﴾ فاطر) (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴿4﴾ ق) (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴿78﴾ الواقعة) (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴿22﴾ الحديد). إذاً هناك نوعين من الكتب هناك لكل شيءٍ كتاب (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴿103﴾ النساء) كل ما في هذا الدين أجزاء متكاملة في كتاب (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴿145﴾ آل عمران) كتاب الموت، هذه الكتب جميعاً وهي بالمئات بل بالآلاف التي تحوي أمر الله وقدرته وعلمه المتعلق بذلك الشيء بالكامل هذه كلها مجموعة في كتاب واحد سماه الإسلام اللوح المحفوظ. هذا اللوح المحفوظ كتاب الكتب، كل الكتب فيه. كل واحد من الناس قد يعرف كتاباً من الكتب وهذا في كل البشرية سواء كان يهوداً أو نصارى أو مسلمين كل من له نبيٌ ورسولٌ من السماء وله كتاب من الكتب المقدسة تجد فيهم واحد اثنين ثلاثة يسمونهم الأحبار، يسمونهم الرهبان، يسمونهم العلماء، يسمونهم العارفون بالله أنواع من التسميات أن هذا الإنسان له إلمام بالله عز وجل من حيث قدرته ومخلوقاته عندما يتأمل ويتفكر أصبح رجلاً يستطيع أن يشرح لك ما في كتاب هذا الكون والكون فيه كتاب كامل، دليل كامل. إذا كان دليل السيارة جزئي فاللوح المحفوظ هو الكتاب الكامل الذي فيه هذا الكون. من هو الذي يعرف بعض الكتاب والكتاب؟ آراء المفسرين كثيرة ناس قالوا هو سليمان نفسه وناس قالوا أحد وزرائه وناس قالوا لقمان الخ أشكال. وحينئذٍ كل هذا الكلام صحيح لأن كل واحد من هؤلاء الناس له علم من الكتاب سواء كان أنبياء أو رسل أو علماء صالحين أو ناس من أهل الله أو عارفون كل واحد له معرفة بالله اسمه العارف بالله، لكن الذي يعلم الكتاب كله واحد بعد الله عز وجل، بعد الله عز وجل واحد يعلم الكتاب طبعاً العلم هذا كلام أيضاً اجتهاد أنا لا أدعي أني وصلت إلى النهاية وما في غير هذا لا أنا أدلي بدلوي مع الذين أدلوا والذي اكتشفته أن كل الأسماء التي ذكروها حوالي عشرين ثلاثين إسم على أساس هؤلاء عندهم علم الكتاب كلهم صح لأن هؤلاء كثيرون والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن من أمتي أناس محدثين فإن يكن فعُمَر” عمر محدَّث. كل واحد يمكن أن يكون عنده علم من الكتاب إما عن طريق صلاح رب العالمين يقذف في قلبه علماً (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65﴾ الكهف) (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿113﴾ النساء) هذا عام، أشكال وألوان في المسيحية في ناس، في اليهودية في ناس، في الإسلام في ناس، على مر العصور يعني إذا كان هذا الكتاب يعني الغيب والمستقبل وتفصيلات ما فينا واحد في يوم من الأيام إلا وقد رأى رؤيا في المنام تنبؤه عما سوف يحدث في المستقبل علم الغيب هذه قضية مسلَّم فيها كرؤيا العزيز، كرؤيا ملك مصر ورؤيا إبراهيم ورؤيا يوسف وهكذا حينئذٍ لما رأى أحد عشر كوكباً وفعلاً تطبقت بالضبط ما فينا واحد إلا رأى رؤيا ثم جاءت بعد أسبوع أسبوعين مثل فلق الصبح تخبره بما سوف يحدث له. إذا كان هذا يحدث في المنام فلا أن يحدث في اليقظة أفضل وأهمّ ولهذا رب العالمين ممكن أن يضع علمه في أي عبدٍ من عباده لكن جزئي. الذي عنده علم الكتاب كاملاً طبعاً منهم من قال محمد صلى الله عليه وسلم وطبعاً المصطفى على رأسي (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ). حينئذٍ نقول كثير من المفسرين قال فلان وفلان حقيقةً تقريباً كان كلهم يميلون إلى أنه “آصل البرقيه” أحد علماء سيدنا سليمان عليه السلام في زمانه وكأن الله سبحانه وتعالى علمه علم الكتاب فحينئذٍ هذا هو الذي في الحقيقة هو صح هذا الرجل يعلم علماً من الكتاب. وأبو بكر الصديق وعمر يعلمان علماً من الكتاب وكثير. مثلاً شخص دخل على سيدنا عثمان قال له: إني أرى في وجهك الزنا فذاك ذهل فقال له: أوحيٍ بعد رسول الله؟! هذا علم من الكتاب هذا علم الكتاب لا يتعلم هذا العلم لا يُتعلَّم وإلا العلم العام يتعلم العلم بالتعلم لكن هذا لا هذا يوهب من الله عز وجل بأنك ترى ما لا يرى غيرك هذا علمٌ من الكتاب أي شيءٌ من العلوم ليس كل الكتاب. وسيدنا الخضر أيضاً علمٌ من الكتاب لو كان الخضر يعلم كل علم الكتاب لكان النبي أولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة، كل ما يجري في هذا اليوم أحاديث صحيحة تخبر عنه (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أشد الناس عليكم) أي الغربيون، (لا تقوم الساعة حتى لا يدخل إلى العراق قفيزٌ ولا مدٌ..) يعني حصار كامل ويذهب وراح على سوريا وراح على فارس وأنت ترى الآن كل هذا. إذاً النبي صلى الله عليه وسلم عنده علم من الكتاب واسع الذي عنده علم الكتاب كامل – حسب رأيي كما قلت لكم – الله سبحانه وتعالى هذا مفروغ منه لكن من المخلوقين جبريل فقط لماذا؟ أنا كان يسرني أن أقول النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أنت لو تقرأ السنة كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفسر من جبريل عن بعض الظواهر ما هذا يا أخي جبريل؟ يقول له كذا كذا، يعلمه والله أعلم طبعاً هذا مجرد اجتهاد ولا ألزم به أحد  لكن لما تعرف أن جبريل ما سأل النبي عن شيء وجبريل كان أميناً كما قال تعالى في كتابه العزيز امتدحه مدحاً كاملاً أنه أمين والخ ومن أجل هذا الوحيد بعد الله عز وجل الذي يعلم علم الكتاب كاملاً لأنه موكل به. يقول بعض المفسرين إن لله ملكاً آخر اختصه الله، خلقه الله عز وجل للوح المحفوظ لكن ما قال اسمه ولا ما هو، على كل حال إذا صح فهذا عظيم أيضاً إذا كان خلق من أجل هذا والمفروض أن كتاب كهذا يحوي سفر الكون كله جدير بأن الله يخلق له ملكاً. لكن جبريل عليه السلام من وقائعه مع كل الأنبياء، مع سيدنا آدم والذين من بعده ومع سيدنا موسى وسيدنا عيسى ومع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتصرفاته كان ينهاهم ويصلحهم (أتدري يا محمد من فعل كذا من هؤلاء؟) إذاً يبدو أن هذا المخلوق العظيم إنما هو يعرف كل الكتاب بعد الله عز وجل.

مداخلة من د.نجيب: سيدي الفاضل قرأت في التفسير عن عبد الله ابن مسعود عن قوله تعالى (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴿82﴾ الكهف) بالنسبة للغلامين قال: كتب مخطوطة محفوظة فيها من العلم اللدني

د.الكبيسي: كلام صح يا سيدي رب العالمين من حكمته نحن ذهبنا الذين علمهم الموهوبون لأن هذا علم لا يكتسب هل تعرف كل هذه الاختراعات التي أمامك هذه الاختراعات عند البشرية كلها بقضها وقضيضها هذه كلها عن تعلُّم فمعظمها موهبات. هناك واحد لا هو بشاعر سمعنا كثيراً ورأيت واحداً منهم أن واحد الصبح رأى النبي فقال له أنا أريد أن أحفظ القرآن فمسح على رأسه فصبح الصبح يقرأ القرآن. إذاً الذين عندهم علمٌ من الكتاب مجموعة من الموهوبين الذين وهبهم الله هذا العلم.

إتصال من الأخ لؤي من السعودية: هل العلم يختاره الله لأشخاص معينين أم لجميع البشر؟ الإجابة: قطعاً لا يمكن أن يكون هذا العلم إلا باختيار الله لأن هذا العلم غير مكتسب لو كان مكتسباً لحاولنا كلنا ولكنه علمٌ موهوب.

مداخلة من الشيخ عبد العزيز من أبو ظبي: القرآن الكريم العظيم هذا له حرمة عند الله عظيمة جداً يا سيدي ومن يتناوله فهو من المعظَّمين عند الله تعالى. فآتي بقصة قصيرة من صحيح البخاري وهو أن نصرانياً كان يكتب الوحي مع جملة من الصحابة فخرج بمقولة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينزل إلى عزيز حكيم فأقول غفور رحيم وتمشي يعني تكتب في القرآن يعني هو يفتري على القرآن فما لبث فترة بسيطة جداً حتى توفي مات فأراد قومه دفنه فلما دُفِن وجدوه صباحاً على ظهر الأرض فقالوا هذا من فعل محمدٍ وأصحابه حلقوا عليه فأعادوا الكرة ودفنوه في مكانٍ أبعد وأعمقوا له يعني حفروا عميقاً أيضاً لفظته الأرض فأبعدوا وأعمقوا فلفظته الأرض قالوا والله هذا من فعل رب محمد والله لو حفرنا له بقاع الأرض جميعاً للفظته الأرض. فالحمد لله رب العالمين على هذا القرآن العظيم سيدي لي مشاركة بسيطة يقول الله تعالى (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿48﴾ يونس) تكررت هذه الآية عدة مرات والله تعالى يقولها حكاية عن من ينكر البعث ولكن ليس فيها تكرار أبداً لأن الآية التي بعدها هي التي المقصودة من (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ) وحكاية قول من ينكر البعث يقول الله تعالى في سورة الملك مثلاً (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿25﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ ﴿26﴾) فالمقصود من الحكاية هنا الآية التي بعدها أيضاً في سورة يس (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿48﴾) المقصود بها الآية التي بعدها، وعن أقوام متفرقين في أزمنة متفرقة وأقوام متعددين. أيضاً سيدي هناك (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴿51﴾) في سورة الواقعة ثم رب العالمين يقول (وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿92﴾) تقدمت الضالون هناك في (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ) والفرق واضح تماماً وهو أن الله تعالى يقولها حكاية يخاطبهم وهم في الدنيا فالضال قد يهتدي. الإجابة: يا شيخ عبد العزيز جزاك الله خير على المشاركات الجميلة لك علماً أننا قد جمعنا مئات وربما آلاف من هذا الذي قلته وهي لا تنقضي تبين أن ثلثي القرآن من هذا القبيل ولكل اختلافٍ حكمةٌ عظيمة ولهذا فإن جلاء هذا الموضوع أكثر حاجة من جلائنا لموضوع الكلمة وأخواتها رغم عظمة ذلك البرنامج لأننا ما أبقينا كلمة وكلمة إلا بينا الفرق. هناك فقط للفرق اللغوي وهذا الفرق اللغوي إعجاز قرآني أما هنا فيها مواضيع وفيها معاني وفيها فلسفات فجزاك الله خير إجمعوا لنا هذا وكل من يتبين له آية أو فكرة في الآية يعني يخدم المسلمين بها يبعثها لنا بالفاكس وإن شاء الله نعرضها على الناس باسمه وإن شاء الله تكتب يوم القيامة في صحيفة أعماله.

سؤال من الأخت أم خالد من السعودية: سؤالي يقولون أن هذه الأمور واردة وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فتجد معظم الناس يقولون إذا كانت هي أمر واقع فهي أمر واقع فلماذا نحارب؟ لماذا نجاهد؟ فما واجبنا يا شيخ؟ الإجابة: هذا موضوع ثاني موضوع القضاء والقدر وقد تكلمنا عن هذا في البرنامج الماضي وبيّنا الفرق بين القضاء والقدر وبيّنا أننا نحن الآن نعيد حياة سابقة الخ موضوع طويل هذا هذا اشتغل به المسلمون 15 قرناً.

إذاً الحكمة (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿113﴾ النساء) الحكمة هو العلم الذي لا يُكتسب وإنما يوهب يهبه الله عز وجل لمن شاء من المرسلين وحياً وللناس فهماً ولهذا كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغِّرة بالله عز وجل” وفعلاً كلنا رأينا بأعيننا وقرأنا في التاريخ عن علماء يعرفون ما لا يعرف غيرهم إلهامات وفتوحات ولا يمكن أن يأتي على ذلك بدليل. الإلهام أنت ما لك عليه دليل تقول هكذا وإذا به يصحح خطأً أو يجمع مفترقين. يعني مثلاً أقول لكم شيء وهذه كلها ثابتة مرة كان سيدنا أحمد بن حنبل وكان مجلسه يضم الآلاف من المستمعين وكان له ناس يبلغون عن صوته حتى يسمع هذا الجمع العظيم كان أحمد بن حنبل إمام عصره.

سؤال من الأخ أبو وسيم من السودان: أنا أنبه على آية لعلها تربطنا بما تتفضل به وهي قوله تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿15﴾ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿16﴾ النمل)، الإجابة: بارك الله فيك أنت الآن حسمت الموقف هل أن منطق الطير يُتعلَّم أو يوهب؟ قطعاً يوهب إذاً هذا علمٌ وهبه الله عز وجل لهذين النبيين العظيمين، ولهذا قس على هذا في التاريخ ما لا حصر له.

نعود إلى الإمام أحمد، كان يتكلم ويشرح قوله تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴿29﴾ الرحمن) فقام رجل فسأله: ما شأن ربنا اليوم؟ فسيدنا أحمد بن حنبل سكت، سبحان الله ورجع للبيت حاول وحاول يقلب يمين يسار لم يستطع أن يجيب، في اليوم الثاني أيضاً نفس الحالة ونفس السؤال فسيدنا احمد لم يجب فعاد للبيت حسران تعبان يريد يفهم الموضوع وهذا أمام الناس فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا وحكى له القصة فقال له: يا رسول الله ما شأن ربنا اليوم؟ قال له: أمورٌ يبديها ولا يبتديها. الإمام أحمد كغيره من العلماء فهم هذه الجملة بالضبط وهي هذه من عقائد المسلمين “أمورٌ يبديها ولا يبتديها” فلما جاء اليوم الثالث وسيدنا أحمد تكلم في نفس الموضوع وهذا السائل قال له: ما شأن ربنا اليوم؟ قال له أمورٌ يبديها ولا يبتديها ماذا قال له هذا الرجل؟ قال له: يا أحمد صلِّ على من علّمك. هذه الأمة مباركة مثل كل الأمم لو تقرا ما حصل في زمن سيدنا عيسى وفي زمن سيدنا سليمان فهذا آصل ابن برقيه لماذا قالوا العلماء ربما يكون هو؟ لأنه كان مُلهماً وكان من العلم اللدني بلا حصر.

بعد علم شيئاً ومن بعد علم شيئاً:

انتهينا من هذا على قدر الموجز الذي لا يحتمل البرنامج إلا هذا القدر ننتقل إلى آية أخرى لكي نسرع لإعطاء فواصل نماذج قليلة حتى ينفتح عند الناس هذا العلم لكي يريد من يريد أن يوغل فيه بحيث يصل إلى مراد الله عز وجل (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴿70﴾ النحل) آية أخرى وهي آية الحج (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴿5﴾ الحج) إذاً (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) يقولون هذه (من) زائدة! كيف (من) زائدة؟ هذه (من) الـ (من) بيانية حينئذٍ هذه تغير المعنى كاملاً الإنسان يبدأ ويتعلم ويستوعب العلم الخ فصار عنده علم عندما يبلغ من الكبر عتياً في الخمسين في الستين في السبعين (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) الآن لا يستطيع أن يتعلم معلومات جديدة بالسبعين بالثمانين تحاول تعلمه لكن دون فائدة. (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) هذا عندما يصبح بالمائة والمائة والعشرين حتى الذي تعلّمه بالسابق نسيه، في الأولى ما نسي ومعروف طبياً أن الذي عمره في السبعين ثمانين تسعين قد لا يتعلم لكن يتذكر أيام الشباب والطفولة والعلم الذي أخذه من الجميع إلى أن يكبر فإذا كبر نسي الجميع (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) إذاً هذه الـ (من) ليست زائدة وإنما هذه المن تغير الصورة بالكامل.

سؤال من الأخ معتز من الشارقة: السؤال الأول: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴿31﴾البقرة) لماذا لا يكون آدم من لديه العلم كله؟

السؤال الثاني: لماذا المخلوق لا يمكن أن يحوز على كل العلم لأن الله تعالى قال (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿76﴾يوسف)؟

السؤال الثالث: هل ممكن الكافر يطلع على العلم كامل كبعض الروايات الإسرائيليات المتناقلة تقول إبليس اطلع على اللوح المحفوظ ورأى منه ما رأى؟ الإجابة: نحن قلنا قبل قليل أن الله سبحانه وتعالى يعطي هذا العلم ويهبه لمن يشاء حتى ولو لم يكن مسلماً حتى ولو كان إبليس، يهبه لمن يشاء بحكمته يعني هذا العلم الذي تراه في الكون الآن وصل العالم إلى مسافات ومتاهات في العلوم ووما تزال متطورة، الله تعالى قال (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا﴿24﴾ يونس) وأنت تلم معظم هذه العلوم جاءت صدفة هي ليست صدفة بل وهبهم الله هذا العلم لأمرٍ يراه. أما أنه علم آدم الأسماء كلها هذه من الآيات المختلف فيها اختلاف لا تجد منها بصيص أملٍ أن نتحد على معنى، على ماذا أسماء الأشياء أسماء الأشخاص يعني كلام طويل وبالتالي أيضاً هذه من المتشابه المحيّر المشكِل ودائماً في القرآن يقولون المفسرون وهذا مشكل يعني ما وصلنا به إلى حل.

ذي القربى وبذي القربى:

آية أخرى آيتين أخرتين يقول تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى ﴿83﴾ البقرة) (وذي) واو ذاء ياء لا يوجد باء، الآية الأخرى للمسلمين (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى﴿36﴾النساء) عندنا آيتين آية اليهود (وَذِي الْقُرْبَى) آية المسلمين (وَبِذِي الْقُرْبَى) الكل يقولك هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى في الحقيقة لا، فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هو مستقبل القربى عند اليهود وما هو مستقبل القربى عند المسلمين أي الترابط الأسري، التناسب الخَلقي مدى مسؤولية كل واحد في الأسرة فعندنا نحن ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا أصول أبوك جدك وآباؤهم وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأولادهم وأعمام وعمات وهكذا هذا التناسق أين سيكون كاملاً بالمائة مائة؟ أين ستكون العناية به كاملة كما أمر الله؟ فرب العالمين يعلم مقدماً أنه ما من أمة على وجه الأرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم وهؤلاء القربى والكل يشهد بذلك. نحن لا يوجد لدينا من يترك أمه وأبوه في الملجأ ولا يوجد من لا يعرف عمه أو خاله أو من لا يعرف أبوه أو جده هذا مستحيل. في حين الأمم كلها لا تُعنى بهذا اليوم فرب العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه الآية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه الأمة وحدها هي التي سوف تُعنى بالأرحام والأقارب والوالدين والتماسك الأسري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما لا يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء، وجودها في آية المسلمين وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين. إتصال من الأخ الفهيقي من السعودية: هل يعتبر العلم أمانة وإذا كان يعتبر العلم أمانة ما هو الواجب نحو هذا العلم؟ الإجابة: ما من أمانة أثقل من أمانة العلم يوم القيامة ولهذا الذي يشتغل بالعلم إما أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإما أن يكون أول من تسعر به النار يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (يوم القيامة يدخل بعض القراء) القراء يعني العلماء (النار قبل عبدة الأوثان فيقولون أيبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فتقول لهم زبانية النار: نعم ليس من يعلم كمن لا يعلم) هذه نعرفها، هذه مصيبة ولهذا كان الصحابة لا يفتون كما نفعل نحن أنا ونجيب ما في فتوة لكن نسأل الله تعالى أن يغفر لنا عثراتنا ما دمنا بحسن نية.

أُهِلّ لغير الله به وأهل به لغير الله:

عندنا آيات أخرى شيء أعجوبة فما من آيتين إلا وفيها سر انظر (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴿173﴾ البقرة) (به) مقدمة، الآية الأخرى (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ﴿3﴾ المائدة) ولا في واحد يسأل عن الفرق، هناك حيوانات، ذبائح سواء كانت إبل أو غنم أو ما شاكل ذلك وهناك قسم أهل بها لغير الله ومنها أهل لغير الله بها، ليس هذا عبثاً. فرق بين أني أنا رجل مسلم ولكن أنا ذبحت ذبائح وما أحسنت الذبح يعني ما سميت باسم الله ولا ذبحت على القبلة ولا أهديتها لمن ينبغي أن تُهدى لها بالطريقة الشرعية ولا قلت هذا لوجه الله والثواب لفلان أخطأت، هذا (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ). وهناك من هو أصلاً لا يؤمن هو أصلاً هو ذبحها على قبر، ذبحها على إمام، هذا لوجه الإمام لوجه القبر الفلاني، لوجه الحسين، لوجه الكاظم، لوجه عبد القادر الجيلاني، لوجه السيد البدوي هذا كل هذا غير مأكول ولكن الفرق أن الذبيحة كلها من أساسها دخلت في الشرك أو لا هي صحيحة لكن أنت عندما أردت أن تذبح لم تحسن وأخطأت خطأً، إذاً فهما قضيتان وليست قضية واحدة ولهذا الله قال (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ﴿103﴾ المائدة) هذه أهل بها لغير الله، هي أصلاً لغير الله يعني شرك.

يقول العلماء: “العلم من لدن الله عز وجل ما يتحصل بطريق الإلهام دون التكلف بالتطلب” يعني لا يطلب وقولٌ آخر: “والمحدَّث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أمتي أناس محدَّثين) يعني يلهم كلاماً لا يعرفه غيره بل إن بعض الناس أمي لا يقرأ ولا يكتب كما قلنا في الحلقة السابقة لما سيدنا عبد الله بن مسعود كان يسمع القرآن والقارئ يقرأ آية من الآيات فقال (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴿103﴾ آل عمران) فواحد إعرابي وأعرابي يعني بدوي لا يقرأ ولا يكتب فقال: “والله ما أخرجنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية”. وهذا ورد على امتداد التاريخ من أناس أميين لكن أهل صلاح الله سبحانه وتعالى يقول (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴿282﴾ البقرة) ما من شيء يفتح العلم قدر التقوى إذا اتقيت الله يفتح الله (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴿269﴾ البقرة) والحكمة علم لا يُتعلَّم وإنما يوهب ويقذف في جوف الإنسان. كذاك الإعرابي الذي كان يسمع القارئ يقرأ (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴿38﴾ المائدة) فإذا به يقول في آخر الآية والله غفور رحيم  قال: هذا لا يقوله رب. حقيقة هذا الباب هو بابٌ صح حساس ودقيق ولكن الله سبحانه وتعالى إذا شاع بعض ما وقع في الواقع من هؤلاء العلماء هؤلاء العارفين والله تنشط الأمة ببركاتهم وتشجيعهم ودعائهم إلى أمدٍ بعيد.

اتصال من الأخت رندة من دبي: أنت تقول يا شيخ أن الذي عنده علم الكتاب هو الملك جبريل وأنا سمعت يا شيخ أن الذي عنده علم الكتاب هو الإمام علي فما هو ردك؟ الإجابة: سيدنا علي عنه علمٌ من الكتاب، النبي صلى الله عليه وسلم قال (العلم مدينة وعليٌ بابها) لا يُنكر هذا لكن ليس علم الكتاب كاملاً بل علمٌ من الكتاب. النبي صلى الله عليه وسلم عنده علم من الكتاب فما بالك بعلي رضي الله عنه؟!.

إتصال من الأخت أم نائل من أمريكا: أنا عندي في سورة غافر آيتين (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿15﴾ غافر) وفي قوله عز وجل (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿32﴾ غافر) وفي سورة أخرى (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾ غافر) ما هو أوجه التشابه بين هاتين الآيتين؟ الإجابة: نحن الذين يتصلون بنا المفروض عندما يجدوا آيتين بهذا الشكل هم الذين يخبرونا عما وجدوا فيها وعما انقدح في أفكارهم وإلا نحن هذا نعرفه فلدينا سجل بآلاف الآيات نريد ممن يتصل بنا يا أم نائل وقد عثر على آيتين متشابهتين أن يبحث ويفكر لغوياً فقهياً قرآنياً معنوياً إعجازياً وثقي للعلم كل اختلاف يمكن يتسع لخمسين رأي لا تحتقري رأياً وتقولين هذا سهل لا أبداً، ومن أجل هذا إلى كل من يسمعنا الآن نريدهم أن يشاركونا في هذا البرنامج عندما يعثر على آية أو آيتين وبالتالي يقول والله أنا أرى فيها كذا وكذا وهذا الفرق الخ كما حكيناهم الآن الأسماء التي ذكرناها كلهم أعطونا آيتين وقد ولج كل منهما وقد وصل قسم منهم إلى التحليق في الفرق بين الآيتين وقسم أقل لكن كل اختلاف إذا وجدت فيه جزءاً من الحكمة فحينئذٍ أنت مصيب وتضيف حكمة على حكمة وليس لهذا العلم حد. قد تجد أنت في الآيتين في الاختلاف الواحد عشرين رأياً كما قلت أنا كل المفسرين الذي قالوا من هو الذي عنده كلهم صح لأن كل هؤلاء سيدنا سليمان وآصف وغيره وكما قالت ابنتنا علي بن أبي طالب وكثير من العلماء والخضر عليه السلام كل هؤلاء صحيح هنالك من يقول بس هو فلان والآخر لا فلان وآخر لا فلان، يا أخي ليس هكذا كلهم رعيل كبير في كل أمة وفي كل عصر رب العالمين عز وجل يبعثهم لهداية الناس ولأجل حصر الخلاف إذا كان خصومة. أحياناً اقرأ التاريخ كله بين المسلمين تصير خصومة أناس تشتم أناساً وعلماء أجلاء يأتي هذا الذي هو ملهم يوفق بينهما توفيقاً عظيماً بحيث يجعل الوجهين صالحين.

إتصال من الأخ محمد من أبوظبي: ما هو تفسير الآية (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿2﴾ الملك) أريد تفسير خلق الموت هل هو أول ما يبدأ الإنسان يموت ينخلق له الموت؟ وأنا رأيي أن أول ما يموت الإنسان مثلما خلقه الله خلق له الموت؟ الإجابة: على كل حال في الحديث أن يوم القيامة يذبح الموت على الصراط بحيث يقول يا أهل النار لا موت ويا أهل الجنة لا موت.

نصل في نهايات هذا البرنامج إلى أننا يجب أن نتأمل من اليوم فصاعداً في كل آيتين بينهما فرقٌ جزئي إعلم أن هذا الفرق مهمٌ وهو وجه من وجوه الإعجاز وإذا وفقك الله عز وجل لمسألة واحدة خيرٌ لك من أن تصلي ألف يومٍ تهجداً كما في الحديث “لأن تتعلم آية من العلم خيرٌ لك من أن تصلي ألف ركعة”.

مداخلة من د. نجيب: سيدي الفاضل ذكرتني عندما الإمام الجوزي دخل العراق وكانت هناك مقتلة بين السنة والشيعة كما هي الآن وأشد مسألة لا يترتب عليه جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب أيهما أفضل سيدنا علي أو سيدنا أبو بكر؟ وعندما كلما يلجئون إلى فرقة يأتي بالأدلة لتفضيل هذا على ذاك وتفضيل ذاك على هذا فتزداد المقتلة، ولكن ابن الجوزي كان رجلاً مقبولاً من الجميع فصعد المنبر بعد أن قبلوه حكماً فقال (خيرهما من كانت ابنته تحته) فرضي الشيعة لأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سيدنا عليّ ورضيت السنة لأن عائشة بنت أبي بكر تحت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا إلهام وثق هذا الحل يعني مهما فكرت فيه لكن ثق هذا رجل ملهم فهذا نوعٌ من أنواع علمٌ من الكتاب.

مداخلة من د. نجيب: فهمت من كلامك أن الأمة عندما تكون في تقلبات وفتن أحوج ما تحتاج إلى مثل هذا وإلى هذا النوع من العلماء نحن الآن لا نحتاج إلى فرقة تؤيد السنة وتشعل نار الاختلاف وفرقة تؤيد الشيعة وتشعل نار الاختلاف نريد مثل ابن الجوزي الذي تلتقي عليه كل القلوب. ومن الأمور التي أستأذنك فيها أن هذا الإمام مع أنه حنبلي سلفي وهابي هو الذي نشر كتب الإمام الغزالي وهو الذي اختصر إحياء علوم الدين وتناقله الناس جيلاً بعد جيل. الإجابة: يا سيدي كما قلت أنت وهابي وصوفي هذان الأمران بغض النظر عن السخافات التي مر بهما الاثنين كان هو التقسيم الأساسي للتعليم يبدأ بالتعليم الرياضي النفسي والذي يسمونه التصوف ولا أدري من أين جاءوا بهذا الاسم ثم يبدأ بالكتاب والسنة ولهذا لا يفترقان، أما أن يصبحا عدوين بعضهم يقتل بعضاً ويكفر بعضاً وهذه من سخافة الأمة والإذن بانهيار هذا الجيل لكي يأتي جيل بعده إن شاء الله والمجدد قائم وآتٍ إن شاء الله.

إتصال من الأخت مريم من السويد: في سورة المائدة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ …..الخ ﴿3﴾ المائدة) هنا عندنا أناس يأكلون اللحمة بأنهم يأتون بلحمة عادية ويكبرون عليها فهل هذا جائز؟ الإجابة: هذه بأيام الضحية، هذا أحياناً من السنن لا بأس بها إذا كانت الذبيحة فيها نُسُك كضحية الحاج والقضايا هذه ولا بأس التكبير ولكنه هذا وارد فقط على النُسُك.

د. نجيب: على كل حال هذا الذي في جعبتنا هذا اليوم ونحن الآن ننتظر مشاركة الأستاذ الفاضل الشيخ عبد العزيز الذي اعتدنا على مشاركاته القيمة ومكتوبةً كذلك الأخت أم نائل التي شاركت وكانت مشاركتها على الهواء نحب منهم أن يكتبوا لنا كتابة سواء كان ذلك من خواطر إلهاماتهم من الله تعالى أو قرءوها من مكان ما أو من المراجع المعروفة لعلنا بهم نثري هذا البرنامج وقد بيّن فضيلة الشيخ في مطلع اللقاء السابق أن هذا البرنامج سيكون جماهيرياً وستتاح الفرصة بأوسع ما يمكن لمشاركاتكم وما يقدح الله تعالى من علمٍ ومن ثم سيتم تقويمها وتعديلها ما أمكن إن شاء الله. بإسمكم جميعاً أتفضل أتشرف بشكر الجزيل لفضيلة الشيخ العلامة الأستاذ أحمد الكبيسي وتدعون معي الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمره ويبارك في علمه وفهمه لكي يتم لنا كل هذه البرامج التي نأملها إن شاء الله.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 14/3/2008م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها