وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 34

اسلاميات

 

الحلقة 34

(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران) – (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس)

نبدأ بمداخلة من السيد المهندس مأمون عبد الباقي عبد الله سوداني يعمل في صلالة في سلطنة عمان هذا المهندس – ونحن قلنا أكثر من مرة بأن هذه الآيات المتشابه تحتاج عقلاً علمياً – هذا الرجل يوفق بين آيتين في سورة آل عمران وفي سورة يونس، يتكلم عن جماعة يذكرون الله يدعونه ويذكرونه في آل عمران (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران) ناس يذكرونه قياماً أولاً ثم قعوداً ثم يضطجعون يعني يبدأ بالصلاة أو الذكر او الدعاء وهو واقف ثم بعدما تعب قعد وربما تعب من القعود اضطجع على جنبه يذكرون الله قياماً أولاً ثم قعوداً ثانياً ثم على جنوبهم ثالثاً. في ناس آخرين كما قال تعالى عنهم في سورة يونس (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس) دعانا لجنبه أي وهو نائماً نائم ويدعو الله سبحانه وتعالى ثم جلس من النوم وصار قاعداً ثم قام، ما الفرق بين هذه الحالتين حالة من يبدأ وهو واقف يصلي أو يدعو أو يذكر الله ثم إذا تعب من هذا قعد وإذا تعب من هذا اضطجع؟ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل أحياناً وبين واحد هو أصلاً بدأ يدعو وهو مضطجع في غاية الكسل ثم يعني بحركات بطيئة وبليدة يقعد أو في الحقيقة يجلس من نومه لكي يكون قاعداً ثم بعد ذلك يقوم فيقول مأمون هذا الفرق بين الصالحين والمنافقين لأن رب العالمين في سورة يونس تكلم عن المشركين. فيقول رب العالمين (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) آل عمران) أصحاب العقول الذين يعبدون الله عن علم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) هؤلاء الصالحون يبدأون يومهم بنشاط وجد وشوق ثم يفترون قليلاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لكل عمل شِرّة ولكل شرة فترة) كل عمل يبدأ بنشاط وقليلاً قليلاً إلى أن يمر بفترة من الفتور وهذا شيء منطقي أما أنت تبدأ نهارك بالفترة يعني تبدأ كسولاً كما الله قال (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى (142) النساء) فالسيد مأمون تلمّس الفرق بين الصالحين الذين يبدأون بنشاط وغير الصالحين الذين يبدأون بكسل وتراخي كما قال تعالى عنهم (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى) هذه الموضوع الأول.

(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) البقرة) – (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) النساء) – (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت)

الموضوع الثاني عندنا في القرآن الكريم ناس آمنوا وعملوا الصالحات وناس عملوا من الصالحات وناس عملوا صالحات هكذا جاءت متفرقة في القرآن الكريم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) البقرة) (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) النساء) من الصالحات هذه جديدة عندنا واحد يعمل الصالحات وواحد يعمل من الصالحات هذا ليس عبثاً. وعندنا (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت) عمل صالحاً، قلنا ودائماً نكرر أن هذا المتشابه يحتمل أكثر من معنى وأكثر من مفسِّر وهذا هو القرآن الذي لا تنقضي عجائبه. بقدر ما انقدح في ذهني والله أعلم ولا بد أن تكون هناك وجوه أخرى الصالحات هي النوافل عموماً الصالحات النوافل لماذا؟ الأركان تقوى ولهذا الله قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) هؤلاء لم يؤمنوا ويعملوا الصالحات فقط وإنما من المتقين، هذه التقوى. فالأركان أداء الأركان تقوى الصلاح هذا اختياري (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) بدليل (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ) لو كانت الصالحات صوم وزكاة لماذا قال وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة؟ فالصالحات كل الأعمال الصالحة وينبغي على المسلم من ساعة ما يستيقظ إلى ساعة ما ينام كل عمله صالح يعني يستيقظ يقول دعاء الإستيقاظ يستيقظ يذكر الله ويستمر على وضوء حتى ينام كل ما انتقض يتوضأ يستيقظ ويذكر الله إذا خرج من البيت وإذا ذهب إلى السوق يقرأ دعاء السوق إذا رأى جماعة في الطريق سلم عليهم إذا دخل إلى مكان دخل باليمنى ويخرج باليسرى وهكذا هذا الدين جعل لك آداباً مأثورة وطريقة سلوك حضاري التي نسميها “إتيكيت” كيف تأكل وكيف تجلس على الأكل فلا تجلس مفرش بل على رجل ونصف ثم تأكل بأصابعك الثلاثة وليس غرفاً وتمضغ بلا صوت وتأكل ولا تشبع وكيف تتوضأ وكيف تبدأ بالصلاة كل هذه الطقوس والمظاهر والوعاء العام لعملك اليومي كله ما في حرج. هذه الكتب الرائعة عمل اليوم والليلة من ساعة ما تستيقظ إلى أن تنام كل حركة من حركاتك فيها أدب إسلامي هذه صالحات (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) لكن هذا لا ينفع وحده إلا أن يكون أقام الصلاة وآتى الزكاة. الأركان هي الأساس وهذه مكمِّلات هذه (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ومثل ما نبهنا الدكتور نجيب قال (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت) بعد أن يصبح هذا ديدناً، هذا (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ). عندنا من الصالحات (مِنَ الصَّالِحَاتِ) هذه معدودات الصالحات الأولى كثيرة لكن لما دخلت (من) معناها وجه أنظارنا إلى صالحات صعبة قوية وقيمتها الشرائية عالية جداً ويوم القيامة يتجلى أصحابها تجليات عظيمة كما قال تعالى في الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) يعني مثلاً أنت تعبان تستيقظ من الليل لتصلي الليل وكل واحد له عمل، الشاب إذا صلى الليل يعني صلى العشاء في المسجد هذا مفروغ منه ثم نام واستيقظ للصلاة قد يكون تعبان قد تكون الدنيا برد قد يكون ما في ماء مثلاً فهؤلاء الله يباهي بهم الملائكة ويقول انظر إلى عبدي هجر فراش حبيبه هؤلاء الضامنون (ستة كلهم ضامن على الله) منهم هذا الذي يستيقظ وله فراش طيب وهادىء يقول (انظروا إلى عبدي هجر فراش حبيبه من أجلي) هذه صعبة وليست سهلة قال (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) السجدة) هذا واحد. أنت رجل قوي وبعدين واحد اعتدى عليك وأنت ممكن تمسح فيه الأرض فأنت قوي عندك نفوذ فقلت مسامح روح تجافيت عنه هذه الله قال (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) ليس فقط تعفو عنه بل وتكرمه (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) يعني ليس واجباً عليك لكن عمل صالح الذي هو كما يقول من الصالحات المعدودة. أنت حاكم أنت رئيس دولة أنت ملك والمعروف عند الناس أن الملك يتعامل مع الناس بالسطوة بالخوف وهذا شأن الدنيا كلها خاصة في هذا الزمان. كيف تجد أنت واحد من بين هؤلاء رجل يعني ملك أمير شيخ ذا نفوذ وواحد يعمل معه يمزح معه ويكرمه ويعطيه يعجبني في كتاب رؤيتي لسمو الشيخ محمد تكلم في صفحة 101 عن هذا الموضوع يقول كم من الحكام الذين يعمل معهم مجموعة من شعبهم يربونهم ويعلمونهم بحيث يربت على كتفه يبتسم في وجهه إذا أحسن يقول له أحسنت يشعره بأنه أخوه هذا نادر من الذي يفعل هذا ما أحد يفعلها ربما واحد أو اثنين هذا تسمى من الصالحات المعدودات وهكذا. عندنا (وَعَمِلَ صَالِحًا) هذا التوحيد (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) المؤمنون) يعني عندما تكون في جهنم وخلاص لا تدخل الجنة حتى تقول لا إله إلا الله (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) غافر) يعني بلا إله إلا الله (وَعَمِلَ صَالِحًا) صالحاً ليست مفعول به صالحاً حال حال هذا عمل حالة كونه صالحاً أيهب أنه صلح للجنة بلا إله إلا الله.

إتصال من الشيخ صالح من المملكة العربية السعودية: شيخنا الفاضل تعب الناس ممن يخوفونهم بالنار كثير أجارنا الله وإياكم منها بعد مواسم الخيرات يرجعونهم إلى النار وبعد الطاعات يرجعونهم إلى النار وكأن الناس وجلت من هذا الأمر أكثر مما ينبغي أنا عندي تصوري شيخنا الفاضل الآن من صلى 12 ركعة في اليوم بنى الله له بيتاً في الجنة هل يعقل أن الكريم يبني لك بيتاً في الجنة ثم لا تدخله؟ يمنعك من دخوله؟ ثم هذا الأمر الذي أكثر الوعاظ منه حتى جعلوا من يدخل الجنة عدداً قليلاً جنة عرضها كعرض السموات والأرض هل يعقل أن لا يدخلها إلا فئة معينة؟ هل يعقل أنها لأناس معينين فقط؟ هذه الجنة التي تواردت الآيات في ذكرها قلة من الوعاظ من يذكرها؟ سؤالي الثاني الآن لو أن واحد من أهل الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها ثم له ابن أو أخ في النار ثم اشتهى أن يراه هل ورد في الآثار شيء من هذا؟

الإجابة: أولاً نحن لا نفرق يا أخي أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم، نعم في طبقة معينة من مستوى جبريل عليه السلام ومحمد عليه الصلاة والسلام هذا الذي أشدنا خوفاً من الله. هذا أنت أقرب الناس إلى الملك وأعظمهم قرباً منه وحباً له أكثرهم خوفاً منه هيبة، هيبة الخشية هي الهيبة هيبة الجلال حينئذٍ هذا شيء والذي جالس في الخارج من عامة الناس شيء ثاني يتكلم عن الملك ببساطة بسهولة يعني وهذا الفرق بين خاصة الناس الذي سيدنا عمر يقول (لو لم يدخل النار إلا واحد لخشيت أن أكون أنا) خشيت، هذا المقربون سيدنا جبريل لما قال (لو تقدمت أنملة لاحترقت) لاحظ إذاً النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه تعرف كم كان يخاف من الله عز وجل؟ والله إني لأخشاكم لله، هذا القرب وبالتالي أنت تخاطب الناس هؤلاء لا هذا كما تفضلت يا شيخ صالح قل له الله يقول عن جهنم (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) الليل) (من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه دخل الجنة وإن زنا وإن سرق) وقد ثبت بالتجربة يا شيخ صالح أن هذه الأمة بالتبشير تنشط يعني عامة الناس وهم 99% منهم عامة عامة الناس لما تبشره ينشط بالعبادة ولما تخوفه يترك يقول أنه ما في فائدة أنا في جهنم في جهنم والله العظيم رأينا في حياتنا الكثير من الناس لما تخوفه يقول على ايش أنا أتعب روحي فأنا في النار في النار ولما تبشره ينشط ولهذا الله قال (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) مريم) كما تفضلت هذا واحد. الجزء الثاني من السؤال عن كون أن الجنة عرضها كعرض السموات والأرض ولا يدخل فيها إلا أناس معينين قطعاً يا سيدي والله رب العالمين كما يقول صلى الله عليه وسلم (ليرحمن الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس).

الشق الثاني سأل الشيخ صالح إذا كان واحد من أهل الجنة فهل يستطيع أن يرى من في النار؟ وهكذا إذا كان من أهل النار هل يستطيع أن يرى أهل الجنة؟ نعم القوانين يوم القيامة مختلفة عن هذه القوانين. كل القوانين قوانين الإنسان والرؤيا والنظر أنت هناك تُحدِّث طبعاً إذا كان أقل واحد من أهل الجنة أقل واحد له بقدر الدنيا عشر مرات إذاً كيف يسمعهم كيف يكلمهم كيف يراهم؟ هناك لا مسافة ولا جاذبية ولا كل هذه القوانين التي في الدنيا تتغير أنت ترى الكل وتسمع الكل ولهذا يوم القيامة (وما خلفكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) قوانين هائلة الآن نحن الآن في عصر الإنترنت وعصر الكمبيوترات ربما نفهم هذا إلى حدٍ ما والحديث يقول (يطَّلع أهل الجنة على أهل النار فيروا عالماً يقولون يا فلان ماذا جاء بك وبك اهتدينا؟) يحكون معه هذه النار يوم القيامة تُحرِق ولا تُميت يتكلمون (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) الطور) فالحديث مع أهل النار عادي كأنهم جالسين في المجلس لكن في وسط نار لا تميت ولا تخنق وإنما تحرق فقط تشوي الوجوه لكنه لا يموت فعندما سألوا العالِم ما الذي أتى بك إلى النار؟ قال (كنت آمركم بالخير ولا أفعله) إذاً هكذا ثم الخصومة والكلام والحوار بين إبليس (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم) يعني حوار وسوالف وحكي ونقاشات وناس تتبرأ من ناس (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) البقرة) إذاً هذا هو الأمر عن أن هذا يطَّلع على هذا كما سأل الشيخ.

اتصال من الدكتور صالح من سوريا: شيخنا الجليل جزاك الله خيراً عن هذه الأشياء الجميلة التي تخوض فيها. إذا سمحت لي بهذه المداخلة عن الآيتين في النساء 149 ومن الأحزاب 54 قال الله سبحانه وتعالى في النساء (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) النساء) وقال في الأحزاب (إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) الأحزاب) وأنت بعلمك الفذ الغزير أشرت إلى أن هذه الآية الثانية قيلت في آل البيت والأولى قيلت لعامة الناس. ونحن إذا أخذنا آية النساء سمعنا سبحانه وتعالى قبلها يقول (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) النساء) والمقابلة اقتضت أن يكون بإزاء السوء كلمة الخير وبما أن الله لا يحب الجهر بالسوء فالله يحب الخير سواءً أُظهر أو أُخفي أما في آية الأحزاب فقال سبحانه قبلها (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) الأحزاب) فما في القلوب اقتضى العموم وأعمّ الأسماء كلمة (شيء) لذلك قابلت شيء عموم ما في القلوب هذه واحدة. كما أنه سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب قال قبل آيتين (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52) الأحزاب) ثم ختم هذه الآية التي نحن بصددها (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فصار المعنى أنه يستوي عنده السر والجهر فناسب أن يقول (إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ) فوضع كل لفظة بمكانها المناسب لها والغريب يا شيخنا أنه إذا عددنا كلمة (شيء) في سورة النساء وكلمة (شيء) في سورة الأحزاب لوجدنا شيء غريب من ناحية السياق ففي سورة النساء تنوعت وتعددت وتكررت الدعوة إلى الخير حتى أن كلمة الخير ذكرت 12 مرة ولم تذكر في سورة الأحزاب إلا مرتين وكلمة شيء ذكرت 12 مرة في الأحزاب إنما ذكرت 6 مرات في سورة النساء فذكرت في سورة الأحزاب ثلاثة أضعاف ما ذكرت كلمة خير فجاء سبحانه وتعالى بكلمة شيء ليناسب كل لفظة جهة المعنى والسياق وجهة اللفظ فانظر يا شيخنا الجليل أي علوٍ في بيان هذا القرآن الكريم جزاك الله خير أنت والدكتور نجيب.

الإجابة: بارك الله فيك على هذه المشاركة ومع هذا إن الحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أهل بيته كما يقول العلماء الصالحون إذا كنت مع العلماء فاحفظ لسانك وإذا كنت مع الصالحين فاحفظ قلبك نحن رأينا رجالاً والله عندما تحدث نفسك يصحح لك الحديث مع نفسك أنت لماذا تقول هكذا؟ ولهذا الحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أهل بيته بالأدب ولذلك (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) الحجرات) يعني هذا الأدب الجم الذي رب العالمين سبحانه وتعالى ذم قوماً لأنهم رفعوا أصواتهم (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) الحجرات) وحينئذٍ يا سيدي لا شك أن التعامل مع النبي وأهل بيته شيء في غاية الخطورة ينبغي أن تكون مؤهلاً نحن الآن مع وزير مع رئيس وزراء مع ملك هناك أدب وهناك إتيكيت وهناك يعني دبلوماسيات فما بالك بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي الله قال عنه (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح) هكذا هو الأمر وجزاك الله خير على الإضافة الجيدة الرائعة.

الدكتور نجيب: بني تميم بن عبد قيس من الخليج من منطقة جواثة التي هي على طرف من الخليج في أول المملكة العربية السعودية حالياً وهم الذين ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي كانت الجزيرة مليئة بالأصنام وبالشرك ما أن وفد عليهم وفد النبي فذهبوا إليه وأسلموا

الدكتور الكبيسي: هذا الفضل العظيم كونهم جاؤوا مسلمين لم يغنهم عن عدم لياقتهم وهم مؤدبون عدم اللياقة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حسن النية فتأمل ناس جاؤا مسلمين قطعوا طريق صعب جداً ومن قوم مشركين هذه فضائل هائلة ومع هذا لم يشفع لهم كل هذا أنهم رفعوا أصواتهم فوق صوت النبي. يا أخي هذا ابن حابس لم يعد يقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو أطرش لم يسمع صوته، هكذا هو الأمر وبالتالي كما قال الشيخ صالح إن تبدوا أي شيء أي شيء فيه مساس يعلمه الله سبحانه وتعالى إذاً معنى ذلك عندما تذهب لمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون أهلاً لهذا وأهل بيته قلبك تمرن وتمرس وخشوعك يا أخي والله رأينا بعض طلاب العلم عندما يرون شيخهم كأنهم خدم بل هم خدمه فعلاً يحملون حذاءه فكيف الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هكذا وطبعاً كما تفضلت العرب فيهم جفاء وفيهم عفوية وأكثر الجزيرةأعراب فرب العالمين أراد أن يؤدب الناس لكي حتى لما قال إذا دخلوا عليه فليتصدقوا فالدخول على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالوكالة من غير بواب عليك أن تعرف أنت تدخل على من؟.

إذاً عرفنا الآن والله أعلم وهذا نوع من الإجتهاد والله أعلم أن الصالحات بشكل عام هي كل الأعمال النوافل المأجورة ويقابلها السيئات.

(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) – (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة) – (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر)

عندنا قوله (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) وفي آية أخرى (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة) هذه من وفي آية أخرى (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر) ليكفر أدخل اللام وفي تعبير آخر (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) آل عمران) لأكفرن في المستقبل على كل حال نكفر يكفر ليكفر لأكفرن هذه موضوع ثاني، موضع في السياق. ما الفرق بين (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) وبين (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا)؟ معنى ذلك هناك سيئ وهناك أسوأ كما أن الصالحات هو كل عمل من النوافل لكن هناك نوافل نوافل موجعة لها مشقة (حفت الجنة بالمكاره) ولهذا رب العالمين يباهي الملائكة بمن يصلي بالليل بالذي يفر أصحابه من الحرب وهو ثابت وبالذي يكظم الغيظ بالذي ينفق بالسراء والضراء ما عنده إلا هذه اللقمة قال (عجب الله من صنيعكما) هذا الذي قدم عشاء أطفاله للضيف قال (عجب الله من صنيعكما) هذه موجعة. هنا أيضاً نفس الشيء هناك سيئات عامة تكفرها الصلاة والصوم (ما بين الصلاتين كفارة) قبل كل شيء ما معنى كفارة؟ الكفارة شدة الخضوع شدة الخضوع يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يكره التكفير في الصلاة) ما معنى التكفير؟ أنت تنحني كثيراً قبل الركوع في ناس إما حركة أو يظن أن هذا شيء يفيد لما يريد يركع أكثر من مرة يعمل هكذا يعني كيف واحد يقابل ملك طبعاً هي كلمة فارسية عمران الفارسي كما يقول صاحب القاموس الفرس يخضعون لملوكهم هكذا بعدة انحناءات كما يفعل الصينيون الآن ينحني أمام الملك أو الضيف عدة إنحناءات هذا تكفير والشاعر يقول وكفر تكفيراً إذا حاربتم بني قيس أنتم تخضعون فلن تستطيعوا أن تفعلوا معهم شيئاً فشدة الخضوع المذلل لماذا؟ هنا تقدمه كأنك تقدم لهذا الذنب الذي فعلته طاعة وذلاً يعني مثلاً واحد جامع في رمضان وأنتم تعرفون هذه ورطة واحد اثنين في رمضان وكل محجوب مرغوب وهو يمكن امرأته ليست على باله ولكنه جامع كفارة هذا أن تصوم شهرين متتابعين ستين يوم هذا خضوع. كيف أنت واحد تسيء له وتعتذر منه وتقول أنا آسف أنا غلطان هكذا نفعل نحن يعني هذه الإنحناءات الكثيرة عندما تدوس على واحد تضربه تقول له أنا آسف يا أخي اسمحلي هذا تكفير. التكفير شدة الإنحناء وإنحناءات متعددة خضوعاً وذلاً للمقابل يسمون التكفير التاج الذي الملك العظيم يقال تكفير لشدة من يخضعون له في ملوك الغساسنة والفرس والقياصرة والأباطرة حينئذٍ لما يرى الملك يخضع ويخضع ويخضع هذا يسمى تكفيراً. فأنت إذا أذنبت ذنباً خطيراً عليك أن تكفره وتخضع بالعقوبة.

(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) إذاً التكفير هو الخضوع عندنا عفو وعندنا مغفرة وعندنا صفح وعندنا تكفير. الصفح أصلاً ما يسجل عليك لأنك أنت عنك صلاحية كما قال لأهل بدر (افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم) هناك من عباد الله لا يفكر بالمعصية لكن لو عصى فإن الله لا يؤاخذه لأمرٍ ما هذا صفح. عندنا مغفرة يغطيها يسترها هو مسجل عليك والمعصية مسجلة عليك لكن لا تحاسب عليها. عندنا عفو لا تمسح مسح يعني أصلاً ينسي الله الملائكة حتى الملائكة لم يعد بوسعهم أن يتذكروا أنك أذنبت هذا الذنب. التكفير أن تقدم شيء يدل على خضوع أيضاً مع عقوبة مادية من وبدنية مما شاكل هذا فحينئذٍ الله يقول (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) العامة التي هي دون المقحِّمات عندنا كبائر وعندنا مهلكات وعندنا موبقات وعندنا لا ذنوب تكفرها الصلاة والصوم (بين الصلاة والصلاة كفارة) (الجمعة للجمعة كفارة) (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) انتبه (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) هذه إذا أنت لم ترتكب الكبيرة فرب العالمين يعني أنت واحد ولنكن واقعيين واحد كانت له علاقة بامرأة ثم كلمها ورآها وتواعد معها والتقى معها ثم أمسك يدها ثم قبلها فلما أراد أن يهمّ بها ذكر الله أو هي ذكرت الله أو كلاهما ذكر الله فقالوا نعوذ بالله نستغفر الله العظيم وقاما كما في الحديث أكثر من حالة ذو الكفل وغيره، ما دمت اجتنبت الكبيرة نهائياً لوجه الله فقد غفر الله لك كل هذه الصغائر الأولى المقدمات الشروع إذا فعلت الكبيرة كله محسوب عليك من البداية إلى النهاية (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) هذا واحد. اثنين مغفرة السيئات ما عدا الكبائر والمقحمات يعني عجباً عجباً في هذا الدين كل شوكة كل ألم كل حزن كل صداع كل حمى جوعان تعبان بكت عينك يعني ما تصبر يكفر عنكم سيئاتكم هذه السيئات تذهب لكن هناك من السيئات هذه الخطيرة كما قلنا هناك من الصالحات التي هي الخطيرة فهناك حالات معينة تكفر حتى الكبائر والحديث (ما اجتنبت الكبائر) (من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ما اجتنبت الكبائر) هذه الكبائر هناك أيضاً حالات رب العالمين سبحانه وتعالى يغفرها إذا حصلت التوبة والآيات في هذا كثيرة (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا (147) آل عمران) إذاً في حالتين وكما قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر) فالله يغفر الذنوب جميعاً إذا أحسنت التوبة هكذا هو الفرق بين هذا وهذا من حيث أن كلمة من سيئاتكم (مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) هذه التي بحاجة إلى توبة وندم وإقلاع وما إلى ذلك، هذا الفرق بين هذا وهذا. يبقى رب العالمين سبحانه وتعالى لما جعل كفارات لأنها توجع كما قلنا يعني جماع في رمضان والشيطان خبيث في هذا الشهر ولهذا إياك أن تقرب زوجتك أو تختلي بها يحبب لك هذا بشكل عجيب غريب شهرين متتابعين، والقتل خطأ نفس الشيء يعني واحد اشترى سيارة ثم راكب معه أحد فانقلبت السيارة قل له يا أخي أنت وراءك شهرين وراك دية كفارات كان عليك أن تنتبه وتسوق جيداً وأن لا تنعس وأن لا تسوق وأنت نعسان وأن لا تخالف الإشارة قلت مرة والله أعلم وأسأله تعالى أن يغفر لي ذنبي أنا لا أفتي في الحقيقة لكن هذه قضية خطرة إذا واحد كسر الإشارة وقتل واحداً بهذا الكسر يعتبر قتل عمد إذا خالفت نظام المرور ونتج عن هذه المخالفة قتل إنسان فهو قتل متعمد لكن لو كنت أنت ماشي بالنظام وواحد مر من جانبك هذا قتل خطأ لكن أنت ترى الإشارة الحمراء وتمشي أو يقول لك 60 وتمشي 100 وقتلت إنساناً فهو قتل عمد ما ينفع شهرين لا بد أن يكون فيها قصاص وإعدام.

إتصال من جهاد من الكويت: أنا من المتخصصين في اللغة في سورة الروم من أول (ومن آياته) (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ 21 الروم) ثم انتقل (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ………… (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ……(23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ …… (24) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ …. (25) الروم) التنقل بين المصدر وبين الفعل وبين المصدر المؤول والمصدر الصريح بعد هذا التفصيل الرائع أرجوك يعني إذا كانت الإجابة حاضرة فأنا أثمن لك هذا الأمر فقد بحثت عنه كثيراً وأتمنى أن أسمع منك الإجابة؟

الإجابة: سؤال جيد جداً لكن ما بقي من الوقت إلا دقائق وبإذن الله عندما يأتي هذا الموضوع سنتكلم فيه لضيق الوقت الآن وهذا الإختلاف بين المصدر والفعل وإسم الفاعل وإلخ (يخرج الحي من الميت) و(مخرج الحي) كل هذا له دلالات وفرق بين نومكم ومنامكم المنام ما يحدث في النوم والنوم وعاء للمنام وهكذا سيأتي إن شاء الله وقتها ودورها فإن شاء الله الحلقة القادمة ربما إذا كان إذا وجدنا لها نظيراً في سورة أخرى نجيبك عنها بإذن الله وبعد أن نتأكد من هذه القضية فيوم القيامة سنسأل عنها ونحن نفرح أن يكون معنا شخص لغوي لأن هذا العلم معظمه لغوي بارك الله فيك وكلنا بفضل الله عشقنا اللغة منذ صغرنا يعني تربينا على هذا.

هذا الفرق بين (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) وبين (مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) هذه العظيمة الكبائر (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) كما قال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران).

(فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء) – (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) الأنفال)

ننتقل الآن إلى موضوع آخر في النساء آية 176 لما تكلم عن فرض الفرائض المفروضة المواريث قال (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء) ولما تكلم عن الأرحام في سورة الأنفال (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) الأنفال). لماذا في النساء قال (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وفي الأنفال (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)؟ واضح الفرق أنه ليس بإستطاعة أحد أن ينكر ميراث الأبناء والبنات لاحظ (وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء) لكن الأرحام الذي هو خالك وعمتك وخالتك وجدك أبو أمك وما إلى ذلك هؤلاء في الغالب حقهم مهضوم مهضوم ومأكول مأكول ولهذا الرحم في هذا الدين لا يقل عن الأبوين قدسية، كم أن الله أوصى بالأبويين وكأنهما جنتك بل هما جنتك ونارك لما قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء) اتقوا الله واتقوا الأرحام (من أحب أن يُنسأ له في أجله ويُزاد له في رزقه فليصل رحمه) والرحم متعلقة بالعرش ولذلك قال (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) إياك أن تغبط شيئاً من حقوق الأرحام وقد تحدثنا من قبل في حلقة سابقة عن الأرحام وكيف أن هؤلاء الأرحام جعل الله في قلبهم بغضاء لك وحسد لك ويعملون فيك العمايل ومع هذا لا بد أن تكون أنت معهم أقل من نعالهم كما تكون مع أبويك وكلما كان رحمك مبغضاً كلما كان بِرُّك له وصلتك به وله منجاتك يوم القيامة (قالوا: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح) وسنتكلم عن قضايا الأسرة فيها لا معقول العداء فيها هائل عداء الأخوة لأب عداء هائل كل هذا إمتحانات من رب العالمين للإيمان سنتكلم عنها غداً في سما دبي أن الجنة ليست هي سهلة (حفت الجنة بالمكاره) (ألا إن سلعة الله غالية) (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) فرب العالمين جعل الإمتحانات صعبة عسيرة كما قلنا (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) ليس معناها أن تدخل جهنم لا، لكن الدرجات عالية فرق كما واحد ساكن في دبي في كوخ وواحد ساكن على البحر في فيللا وطبعاً هذا لا شيء بالنسبة للجنة (وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) الإسراء) هذه الفردوس جنة أرستقراطية كل الشخصيات ملوك، كل الجنة ملوك وبالتالي أنت لكي تكون معهم لا بد أن تؤدي الثمن كيف تزكي نفسك؟ كيف تلزم نفسك وتكرهها على ما تكره لكي ترضي الله عز وجل؟ حينئذٍ الرحم هكذا ووإلا الرحم لماذا وصى بهم بكثرة؟ لأنهم يحسدون ويحكون عليك ومهما تعطيهم لا يرضون ولكن قال لك ذُلّ لهم من أجل الله عز وجل ولهذا قال (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) إن الله سبحانه وتعالى يعلم أن حقهم في كثير من الأحيان يكون مهضوماً بل ربما نحن فينا ناس نادراً ما يزور رحمه ابن عمته ابن خالته يعني الذين لا يرثون، غير الورثة من أهلك وأقاربك وعشيرتك هذا الفرق بين (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الذي هو مفروغ منه لكن في الرحم (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هذه (إنّ) تعرفون قدرها.

إتصال من الأخت أم نائل من أمريكا: تكلمت عن الصالحات ومن الصالحات (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف) الباقيات الصالحات ما هي؟

الإجابة: هي سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لو تعرفون ماذا يعني التسبيح يا الله! (قال له: كيف أصل إلى ربي؟ قال: بتسبيحه) ظل سبح. واقرأي النصوص الواردة في التسبيحات الثلاث سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة ملكه ومداد كلماته يا الله تصوري (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه) التسبيح من الوسائل التي توصلك إلى الله مباشرة كيف عندك ملك عزيز تحبيه جداً وأنت شاعرة وقلت فيه قصيدة رائعة وتغنى بها الناس هكذا هو الأمر والله قال (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا (13) يس) هكذا هو الأمر بالنسبة للتسبيح وكم آية فيها سبح بحمد ربك؟ كم آية؟.

إذاً هذا هو الفرق بين الآيتين والأرحام كما تعرفون.

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء) – (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر)

أخيراً قال تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء) يشاقق مفتوحة وليست مدغمة وفي سورة الحشر (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر) يشاق القاف صارت مدغمة بقوة. يشاقق يعني أي كلام بقلة أدب واحد توه صار مسلم وبعدين بطل ومع السلامة ماذا يعني؟ هذا يشاقق اتركه هواناً قال (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) يعني مثل كثير من الناس الذين يلحد ويفسد الخ هذا يشاقق لكن هناك واحد يرتد عن الإسلام ويحمل راية الحرب على الإسلام مثل سليمان رشدي وغيره هذه مشاقة قوية عنيفة مولود من أب وأم مسلمين على كل حال هذا الفرق بين المشاقة القوية جداً والمشاققة الخفيفة التي عليك أنت أن تتركه يعني أنت اتركه هواناً (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ (272) البقرة) (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) هؤلاء جداً مع السلامة. لكن واحد مسلم عالم من عائلة يُبرى يشترى يباع والآن لدينا كم حالة حتى بقي مسلماً ولكنه يشنع الإسلام في كل مكان هذا من يشاق وبالتالي هذا توعّده الله وقال (فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

بُثّت الحلقة بتاريخ 19/12/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها