الحلقة 33
(وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117) البقرة) – (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل) – (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس)
لا نزال في حالة استدراكات من بعض المشاهدين أننا ربما لم نبحث آية أو قضية متشابهة ومعظم هذه الاستدراكات صحيحة. جاءنا استدراكاً من الأخت أم نائل من أميركا (وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117) البقرة) (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل) (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس) هذه تستحق الوقوف عندها سريعاً لأنها قضية غرق فيها المسلمون ولا يزالون وهي قضية القضاء والقدر وفيها من الآراء بالمئات وما من رأي فيها تشفي الغليل لأنها قضية تتعلق بالله عز وجل وليس من السهل على أي مواطن أن يتصور كيف يدير رئيس الدولة دولته بأجهزته وقوته متى وأين؟ ما هي السياسة؟ ليس بوسع أحد أن يحيط بهذا إحاطة متقنة، فما بالك بعمل الله عز وجل ونحن نعلم أن الله يفعل ما يريد وأنه فعّال لما يريد؟! يفعل وفعال تتعلق بقضيتنا هذه باختصار شديد نحاول أن نرسم صورة بسيطة سهلة لكي يكون عندنا تصور: كلنا يشتهي أن يبني بيتاً هذه الإرادة، إذا أردت أن تبني بيتاً فهذه أول الخطوات توجّه العزم على أن تبني لك بيتاً هذه الإرادة (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل) هذه أول الخطوات العزم. الخطوة الثانية أن توجِد المكان الذي سوف تبني عليه البيت يعني محِل الفعل الله تعالى أراد أن يبني الكعبة بناها في المكان الفلاني فهيأ المكان أولاً يعني الإرادة أولاً (إنما أمره) المكان أو البيئة أين خلق السموات والأرض والإنسان والبحار هذا الأمر (إنما أمره). ثالثاً التصاميم هذا القدر كل حدث له تصميمه يعني يقول تعالى (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ (60) الواقعة) يعني موت فلان في أي ساعة وفي أي يوم قبل هذا بعد هذا مريض غرق أو حرق يعني مواصفات كماً وكيفاً مواصفات كاملة (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت) هذا التقدير قبل القضاء (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت) قدّرها أولاً ثم خلقها ثانياً ثم قضاها ثالثاً. ما الفرق؟ هذا البيت الذي تكلمنا عنه أنت هيأت الأمر ثم تأتي بمهندسين يضعون لك خطط كل صغيرة وكبيرة في البيت المداخل والمخارج ما من جزئية صغيرة أو كبيرة إلا تدخل في التصميم هذا الخلق مثل الخياط لما يفصل لك بدلة عليك أن تشتري القماش أولاً ثم الخياط يصمم لك البدلة على القياس هذا الخلق ثم الإخراج أخرجها لكم ثم إذا انتهى الأمر ونُفِّذ يقال قضى. عندنا خلق الموت وعندنا قدّر الموت وعندنا قضى الموت. (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) كل واحد بجزء الثانية من التفاصيل لا يمكن أن تخرج عنه هذا القدر. بعد القدر (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ (2) الملك) بعدما أوجد المحل (أنت فلان الفلاني) كل واحد يفضل عليه موتته بعد أن صممها، يمكن أن تصاب بمرض ثم تعمل عملية ثم شيء ثاني هذا خلق، إذا صار الموت وحدث يقال قضى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ (14) سبأ) ولهذا كل شيء ينجز يقال قضى (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت) السموات بنجومها وكواكبها والسموات عالم خيالي صممه تعالى تصميماً في سبع أيام، الله تعالى وضع التصاميم بعد أن هيأ الأمر ثم صممها ثم خلقها وبعد أن كملت قال قضى. الأمر هو تهيأة الموقع وهو بعد الإرادة وسابق للقضاء.
د. نجيب: لما قال تعالى (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج) نحن لا نحاسب بمجرد الهمّ لكن هنا قال من يرد؟
د. الكبيسي: هذه إرادة رب العالمين نحن لا نحاسب عليها، الكلام هنا عن إرادة رب العالمين ولهذا نحن لم نختلف في إرادتي وإرادتك.
باختصار شديد (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ (66) الحجر) انتهى لا يوجد استثناء، (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (4) الإسراء) وقد وقع فعلاً (إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ (44) القصص) وقع فعلاً، (وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً (42) الأنفال) هذه بدر، تصميم رب العالمين وأحياناً بالتدبير لو يعلم العبد كيف يدبر الله له الأمور لذاب فيه عشقاً. المسلمون مضطهدين ضرب وإبادة وقتل واستيلاء يعني ملعوب فيهم لعباً رب العالمين جعل أبو سفيان يأتي بالقافلة ثم المسلمين جائعون قالوا نستولي على القافلة ثم ذهبوا وليس لهم قدرة على القتال وإنما للاستيلاء على القافلة وأخرج الله تعالى المشركون فكان لا بد أن يقاتلوا هذا تقدير من رب العالمين وفعلاً (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال) قضاء في النهاية هذا النصر الحاسم الرباني. ما من حركة في التاريخ إلا وينبغي أن يسبقها تقدير كل الدول في العالم مشاريع اقتصادية سياسية غزو استيلاء هناك من يريد ثم تهيئة الجو أين يذهبون ثم يطبقون الخطة ثم يذهبون إلى البلد الذي يريدون أن يقضوا عليه، ما من دولة إلا ولها أجندة سرية وهذا من حسن السياسية، دول العالم الغربي عنده خطط كثيرة وبدائل عنده أمر وتقدير وخلق وقضاء ولهذا عندهم أنظمة صارمة لا يختلف فيها اثنين، من خططهم أنه لا يمكن أن يهذب أحد من الناس ويعقد معهم اتفاقية إلا ويقتلوا الشخص الذي عقد معهم الإتفاقية باستثناء الامبرطوريات كما قتلوا الشاه والسادات بعد كامب دافيد وعرفات وهكذا لأنه قالوا هذه اتفاقيات قد تحدث صراع عنيف، السادات لما وقع الاتفاقية قامت عليه مصر ثم لما قتل انتهى الأمر واليوم في العراق هذه الاتفاقية التي وقعها المالكي سينقلبون عليه ويقتلوه لأنه الآن هناك صراع في الداخل بين مؤيد ومعارض اقتل الذي وقع الاتفاقية وينتهي الأمر هذا قضاء وهذه خطط دولة لذلك عليك أن تفهم أنت ماذا ينتظرك من عمل. أنت عندك إرادة أولاً ثم أمر ثانياً ثم خلق ثالثاً ثم قضاء ولا يمكن أنت أن تقابل هذه الخطط المتسلسلة العقلانية العميقة بمظاهرات وكلام فارغ ودعاوى ولهذا كل من وقع الاتفاقية في العراق سيقتل لا محالة. هذا القضاء كما قال تعالى (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ (11) يونس) كلمة قضى يعني الشيء النهائي انتهى الأمر وحُسم (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ (39) مريم) بدر كان لا بد أن تقع (وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً) (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) الحج) هذه الخطة الكاملة خلق السموات والأرض والبشر بهذه الطريقة (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) ص) هذه إرادة (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ) ثم جاء بالطين هذه المادة (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي (72) ص) هذا خلق ثم استوى فقال تعالى اسجدوا له بعدما قضى (فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ). (وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) مريم) هكذا هو القضاء هو الصيغة النهائية لفعل الله عز وجل. (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) بعد أن خلقهن (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ (60) الواقعة) كل إنسان له خطة تناسبه من أجل أن يقع الموت الوقت والزمان والأسباب بالثانية فإذا وقع كل هذا قال (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ (14) سبأ).
د. نجيب: لم أكن أتوقع أنك بهذه البساطة ستتناول هذه القضايا التي أُلّفت فيها مؤلفات وصنفت المصنفات ولم يفهم منها أحد شيئاً حتى اليوم وقالوا فيها كلمات الجوهر والحركة وغيرها من الألفاظ التي هي ليست إسلامية ولا قرآنية.
د. الكبيسي: الإسلام لا يحتمل كل هذا اللبس وهذه المصطلحات كلها دخيلة وكلها تراجم والقرآن واضح وضوح الشمس ليس فيه عوج. الإسلام قَرَن الإيمان بالتوحيد بالإيمان بالقضاء والقدر فكيف يمكن ربطه بشيء غير مفهوم؟! أتحدى أن يعرف أحد من المسلمين الفرق بين القضاء والقدر.
قال r: إذا قضى الله ميتةَ عبدٍ بأرضٍ جعل الله له فيها حاجة” هناك أناس ماتوا في آخر الدنيا هذا قدر كيف يُقضى؟ الله تعالى يجعله يذهب هناك. هناك أسطورة يقال أن سيدنا سليمان كان جالساً وجاءه ملك الموت وكان ينظر إلى واحد جالس في مجلسه فخاف الرجل فقال يا نبي الله هذا ملك الموت ينظر إلي فقال ماذا تريد؟ فقال دع الهدهد يأخذني إلى بلاد الواق الواق فأخذوه وفي اليوم التالي جاء ملك الموت فسأله سيدنا سليمان لماذا كنت تنظر إلى ذاك الرجل؟ فقال له ملك الموت أنا مندهش لأن الله أمرني أن أقبض روحه في الواق الواق فماذا أتى به إلى هنا؟! هذه أسطورة لكن لها مغزى. وحديث آخر: “لا يقدم بأحد يموت بأرض إلا حُبِّب إليه وجُعل له إليها حاجة”.
إتصال من الشيخ صالح من السعودية: تفسيرنا حول ما قدره الله عز وجل لنا فيما يتعلق بموسم الحج أننا أمة أراد الله لها العزة والكرامة ولو أن أصغر حاج سِناً – هذه الوجوه التي كانت في عرفة هذا الخير الذي يحمله – أقسم بالله لو أن أصغر حاج خاطب هذه الدولة العبرية فقال أخرجوا حجاج غزة ليحجوا أقسم بالله أنهم سيطيعونه، هذه الوجوه التي وقفت في عرفة وباعت أنفسها لله عز وجل بقي أن نعمل كأمة للإسلام وكقادة وكمفكرين على أن يكون الحج منبراً للقرارات ومنبراً لكرامة الأمة ومنبراً لكل خير يقود إليه فما كان الحج هو وقوف ومشاعر فقط بل إن الحج تآخي وتعاضد وتعارف وهمّة يتحملها الرجال على أكتافهم فهذه الوجوه التي كانت في عرفة باعت أنفسها لله عز وجل بقي أن نتخذ من هذا الموقف اجتماع لأمة الإسلام حتى يروا أن هؤلاء الرجال لو ساروا بنا البحار لغاصوا فيها حتى ينفذوا ما أمرهم الله تعالى به. الحج الآن على خير ما يرام من جهة كافة التجهيزات ولله الحمد والمنة باقي أن يكون مجمعاً للمفكرين والسادة والأدباء باقي أن تنادوا بأصواتكم التي طالما نادت بكل خير إلى هذا الموقف.
د. الكبيسي: بارك الله فيك يا شيخ صالح ما قلته الآن يفكر به كل المسلمين وأنت تعلم يا شيخ صالح أن الأمة بخير لأنها بدأت مرحلة العودة إلى الصواب زال عنها الغبش وجميع الدمامل والفقاعات انطفأت وستعود الأمة إلى هذا الدين السهل البسيط المحبب الذي يدعو للسلام والتآخي والذي يقول سبحانه وتعالى (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115) النساء) استهانة به وسنشرح بعد قليل الفرق بين يشاق الله ورسوله ويشاقق الله ورسوله، بالنسبة للذي يعبث بك تقول له إذهب ولهوانه عليك لا تقف معه ولا تناقش لكن إذا كما فعل بنو النضير هؤلاء قتلوا هذه يشاقّ. إذن الأمة الآن صحت ووعت وعرفت أين الحق وبدأت تعود إل صفاء دينها الفطري الجميل المحبب الذي يسعد الإنسان ولا يشقيه والله تعالى (فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ (58) يونس) لذلك هذا الذي تقوله الآن يا شيخ صالح يجد آذاناً صاغية في كل مكان.
د. نجيب: تعليقاً على كلام الشيخ صالح لاحظنا أمران في السنوات الأخيرة في الحج أننا ما سمعنا أحداً قُتِل أو ديس وهذا لسببين الأول يعود إلى هذه التوسعة الكبيرة والمنظمة والمرتبة من قِبَل المملكة العربية السعودية جزاهم الله تعالى كل خير فقد كانت الأمور ميسرة لكل الحجيج وهذا أمر مشهود من التوسعات والتيسيرات والأمر الثاني الذي كنت تنادي به من عشر سنوات وهو ضرورة الأخذ بالتيسير في الحج وقد كان هناك نوع من التشدد قد فاق الناس أن الأخذ بهذه القضايا التيسيرية في الحج من الضرورة بمكان كفّاً لسيل الدماء ودرءً للأموات وقد كفانا الله تعالى شر الموت وشر أن تداس الناس بالأقدام.
د. الكبيسي: كنا نقول بإطلاق الرمي وشنوا علينا حملة والحمد لله الآن وصلوا إلى هذا الحل وهذا العام كان الحج بفضل الله نظيفاً مادياً ومعنوياً ومشاعر. هذا العام عام فاصل وكذلك العام الماضي.
إتصال من الدكتور صالح من سوريا: شيخي العزيز إذا سمحت لي هل أستطيع أن أقول شيئاً ما على مكة وبكة إذا سمحت لي؟ أنا لا أفّند ولا أعقب على كلامك أنت تبني بناء جميلاً وأنا أحاول أن آخذ ريشتي الصغيرة إذا وجدت اي شيء من الطلاء نُكت هنا أو هناك أحاول بقدرتي الصغيرة.
د. الكبيسي: نحن قلنا من البداية أن هذا العلم المتشابه يقبل مائة رأي وكل رأي يضيف معنى جديداً ولا يناقضه ولذلك قل ما تشاء بكل حرية.
الدكتور صالح: بعد أن شرحت هذا الشرح الجميل على الأشياء الجغرافية بين مكة وبكة رجعت أنا إلى سورة الفتح وسورة آل عمران وسألت نفسي لماذا اختار بكة هنا ومكة هنا فوجدت أنه سبحانه وتعالى قال في سورة الفتح (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) الفتح) والسورة كما نعلم نزلت في صلح الحديبية وما زامنه من أحداث والآية تبين حال النفر الذي حاولوا وكانوا حوالي الأربعين أرادوا مهاجمة المسلمين فأظهر الله المسلمين عليهم وعفا عنهم الرسول فالسورة كلها تدعو إلى المهادنة والملاينة والصلح فالسياق سياق سلم ومكة أرض سلم كما شرحت أنت في حدودها الجغرافية، مكة أرض سلم بكل حدودها الجغرافية فناسب وضع كلمة مكة في هذا السياق. أما في سورة آل عمران (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)) فكما شرحت فضيلتكم أن حدود بكة الجغرافية هي رقعة البيت وأن الذي يريد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ففي هذه الرقعة الجغرافية لا مهادنة ولا ملاينة فناسب أن يضع كلمة بكة المشتقة من البك كما يقول القاموس وهو كسر العنق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هذه الآية جاءت في سياق وضع الله تعالى فرضية الحج (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً (97) آل عمران) فجاء بالإسم بكة الذي يدل كما يقول القاموس أيضاً على الزحام فهي بشارة للناس بأن الناس في الحج سيكون عددهم دوماً كبيراً يزحم بعضهم بعضاً فناسب وضع كل لفظة في مكانها والله أعلم، انظر إلى علو هذا البيان الجميل.
د. الكبيسي: المفسرون جميعاً قالوا أن بكة هي نفسها مكة لأنها تبك رقاب الأعداء لكن متى بكت مكة رقاب الأعداء؟ هي المعركة الوحيدة لما فتح النبي r مكة وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء ولما أعطى الراية إلى سعد بن معاذ وقال والله إن اليوم يوم الملحمة النبي r قال خذوا الراية منه وأعطوها لابن قيس أنه وديع وقال اليوم يوم المرحمة. بكة ليس لأنها تبك لكن كل من اقترب منها يبك انظر كيف فعل ربك بأبرهة أرسل عليهم الله تعالى طيراً أبابيل, إذن كلامك يا دكتور صالح جميل وممتع لكن المشكلة أنه ما حصلت ولا معركة في مكة لكن هي فعلاً في القاموس بكة من بك يبك يعني دق العنق وهذا ما قاله المفسرون ونحن وبعض الفضلاء انفردنا بهذا التفسير قلنا مكة التي كانت سابقاً تبعد عن بكة مثل مصر ومصر الشديدة هكذا والله أعلم، كل ما ينقدح في ذهنك كله يقبل ولهذا القرآن لا تنقضي عجائبه والكلمة القرآنية تعطي عطاء جديداً في كل جيل على وفق معرفتهم وحضاراتهم واكتشافاتهم وإلى يوم القيامة سوف نرى معاني لم تخطر على بال أحد (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ (53) الأعراف) وأنت تعرف أن التأويل للمتشابه والتفسير للمُحَكم، لماذا سمي التأويل؟ لأنه له أول وليس له آخر. جزاك الله خيراً يا دكتور صالح أنت والشيخ صالح على هذا الإبداع الذي تتحفاننا به.
عن أنس رضي الله عنه يقول النبي r عجبت للمؤمن إن الله لم يقضي له قضاء إلا كان خيراً له. ولهذا لا يرد القضاء إلا الدعاء من أجل ذلك هناك مقولة لا أعرف قائلها “اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه” كلام جميل لكنه ليس حديثاً فعليك أن تستدرج القضاء لكي يكون في صالحك كما أراد الله ذلك ما قضى الله لعبد قضاء والله يا سيدي الكريم ما من شيء يصيبك كل شيء يقضي الله به عليك فاعلم أن الله يريد بك خيراً ما دمت توحده والله يا سيدي الكريم يتمنى أهل البلاء لو ضاعف الله عليهم البلاء لما يرون من جزيل الثواب، والله من غير بلاء لا ندخل الجنة عباداتنا كما قلنا (وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) النساء) حتى عباداتك التافهة السخيفة لا يظلمك الله تعالى ومع هذا إذا لم يكن عندك بلاء يا الله! إذا أحب الله عبداً ابتلاه، صداع، حمى، بمالك، بأولادك، نعم سل الله العافية كما قال r ما سئل الله سؤالاً أحب إليه من العافية ولكن النبي r قال “غير أن عافيتك أوسع لي” أنت سل الله العافية لكن إذا ابتلاك فاعلم أن الله يريد أن يطهرك بلاء الدنيا لا يمكن أن يذكر مهما عظم إلى جانب بلاء الآخرة، يؤتى بأنعم رجل في الدنيا فيشم من رائحة النار فيُسأل هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول والله ما رأيت نعيماً قط ويؤتى بأشقى رجل في الدنيا فيشم رائحة الجنة فيقال أرأيت شقاء قط؟ فيقول لا والله ما رايت شقاء قط. إذن القضاء يستدرج بالدعاء وصنائع المعروف “صنائع المعروف تمنع ميتة السوء” واحد لك عليه دين تسامحه، واحد ضربك وأساء إليك أنت تعفو عنه، واحد ملهوف أنت تقضي له حاجة، بر الوالدين، الاستغفار “ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل همٍّ فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب” إذن هكذا هو البلاء وهكذا هو القضاء وإذا قضى الله عليك فاصبر.
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ (11) النساء) – (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ (176) النساء)
الموضوع الذي نحن فيه الآن عندنا آية المواريث في النساء الآية 11 (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ) إذن معنى ذلك (لهن) خبر مقدم وثلثا مبتدأ مؤخر و(ما ترك) موصول مضاف ومضاف إليه، هذه في البنتين. في آخر السورة في مسألة الكلالة قال (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ (176) النساء) بالألف واللام وهذا تعبير أقوى من ثلثا. البنتين لهن ثلثا ما ترك والأختين لهن الثلثان مما ترك لماذا؟ الفرق أن البنتين كما نقول في لغتنا الدارجة هذا نصيبهن لا أحد ينكره واحد مات وعنده بنتين يأخذن ثلثا. بنتان وحدهن ليس معهما ولد لو كان معهما ولد فللذكر مثل حظ الأنثيين وأختين ليس معهما ولد. البنتان لهما ثلثا والأختان لهما الثلثان، تعبير الثلثان أقوى بكثير من ثلثا لأنه في الجاهلية ما كانوا يورثون الأخوات. الكلالة واحد مسكين مات ليس عنده لا أولاد ولا والد وعنده أختين شقيقتين أو أختين لأم أو أختين لأب هذه الكلالة من أصعب وأكثر تعقيد في الفقه الإسلامي حتى أن سيدنا عمر قال لو أن الله سبحانه وتعالى بيّن لنا الكلالة وأبواب الربا وميراث الجدّ مع الأخوة هذه الثلاث قضايا بينها الرسول r فالكلالة فيها اختلاف كبير جداً. واحد مات وعنده أختين شقيقتين أو أختين لأم أو أختين لأب وليس عنده أحد غيرهما لا ولد ولا أب ولا بنت، الكلالة من الإعياء والتعب (وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ (76) النحل) وطبعاً الذي ليس له أب أو ولد ولا جد يكون تعبان ويسمى كلالة، حينئذ عليك أن تعرف أن هذه الكلالة من أصعب الأمور في الفقه الإسلامي وفيها خلاف شديد واستقر الأمر في النهاية وهي وردت أربع مرات في القرآن الكريم استقر الأمر في النهاية أنه إذا كانت الكلالة بهذا الشكل إذا كانتا أختان لأم يعطون كل واحدة منهما السدس إذا كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث وإذا كانت أختان شقيقتان مع أختين لأب، أول مرة شقيقتين يأخذون ثلثين وإذا كانتا معهما أخوان لأب يأخذون الثلث وإذا كان معهما أخ يعصّبهم (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) المهم الاختلاف أين؟ هاتان الأختان في الجاهلية لم يكن أحد يورثهم. في الاية قبلها قال تعالى (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ (127) النساء) هم عندهم مشكلة في النساء. بعد الكلالة في آخر النساء ليس فيها واو قال (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ (176) النساء) هم سألوا عن أشياء كثيرة من أخبار النساء فرب العالمين أقحم عليهم إقحاماً فقال (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ) حينئذ في الاية السابقة فيها واو (ويستفتونك) لأن فيها تأكيد على قضية محسومة هذا نصيب الذرية محسوم لقوته أما هنا في الكلالة ليست في بال أحد كان يرثون البنات الأخوات وحينئذ هناك قال (ويستفتونك) وهنا قال (يستفتونك)، هذا أمر والشيء الثاني في الكلالة قال (فلهن الثلثان) إياكم أن تتساهلوا هذا أقوى من البنات قال الثلثان بالألف واللام أقوى من المعرّف بالإضافة نقول هو الرجل أقوى من رجل فلان إذن الألف واللام التي أضيفت في الكلالة للتأكيد على هذا الحق الذي كان مغموطاً ومغصوباً في الجاهلية أضاف إليه رب العالمين الألف واللام (الثلثان). ثانياً هم قالوا (يستفتونك) ما قال في الكلالة رب العالمين أقحمها (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ) هذا الفرق إذن بين ثلثا ما ترك والثلثان عند الكلالة.
إتصال من الأخ هشام من لبنان: أولاً أحيي وأبارك لسيدي صاحب السماحة الشيخ الكبيسي ولأخي الشيخ نجيب ويعجز الكلام حقيقة عن التعبير عما في القلب مما نسمع من علم ومعاني مميزة ولأول مرة يسمع طالب العلم هذه الشروحات والفيوضات وأسأل سؤالاً حول القضاء والقدر هناك آية يتعلق بها ثلاثة أسئلة وهي قول الله عز وجل (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد) أولاً هذه الآية هل تتعلق بالقرآن الكريم والآيات أن الله تعالى محى ما شاء من كتب وآيات وأثبت غيرها كما يقول البعض؟ أما السؤال الآخر فهل تتعلق الآية بقضاء نهائي لا تغيير فيه ولا تبديل أم تتعلق بقضاء معلّق أي يرتبط بأفعال يقوم بها المرء بناء على هذه الأفعال قد يتغير بعض القضاء الذي نحن نجهله، هو معلق على أمر نحن نجهل ما قُدّر وما قضي في هذا الأمر كما قال r “من سرّه أن يُزاد له في رزقه ويُنسأ له في أجله فليبرّ والديه وليصل رحمه” فما هو رابط هذا المحو والإثبات في القضاء والقدر في زيادة الرزق وزيادة العمر؟ هل ما يفعله المرء من أعمال الخير والبر قد تدفع عنه الأذى والضر أو تشفيه من الأمراض أم أنه مهما ما فعل سيقع القدر بلاء وشدة؟ أم أن هناك ما يقوم به المرء فيكون سبباً في دفع قضاء مرتبط بقضاء آخر أحدهما مبرم لا تغيير فيه والآخر معلق على ما نفعل من طاعات وعبادات؟
د. الكبيسي: جزاك الله خيراً. الحقيقة كما تفضلت قلنا القضاء الحسم النهائي وقع الأمر قضي الأمر وقبل أن يقضى الأمر هناك تغيير (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ (152) آل عمران) حينئذ (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد) وبالتالي كما قال r لا يرد القضاء إلا الدعاء أي لا يرد القضاء قبل تنفيذه إذا قضي الأمر قضي الأمر (ذلك تقدير العزيز العليم) لكن قبل أن يقع القضاء يمكن أن يبدل وهذه قضية ثابتة والأعمار ليست ثابتة والرزق ليس ثلبتاً بدليل الحديث وبدليل تعبير المشيئة (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) هود) المشيئة لها وجهان قد تقع وقد لا تقع (أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا (31) الرعد) إذن هذه الأمور تتغير ولكنها ليست ثابتة تتغير بصنائع المعروف وببر الوالدين وقد رأينا بأعيننا عقوق الوالدين يمحق صاحبه وهناك بر والدين يرقّيه في كل مجالات الحياة.
د. نجيب: ولذلك سيدنا عمر كان يقول اللهم إن كنت قد كتبتني شقياً فامحه واكتبني سعيداً ويتلو الآية التي ذكرنا الأخ هشام (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد). وكذلك قوله تعالى (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء) تعقيباً على قول الله تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى) العبرة في المشيئة. الحقيقة الأمور التي أشار إليها الأخ هشام أن الأمور التي قدرها الله عز وجل علينا قابلة للتغيير قبل أن تُنفّذ ونحن نأخذ تلك الأسباب التي قد تغيرها وتبدلها وكلها مقدرة من قبل علينا ومكتوبة من اليوم الأول عندما كتب الإنسان شقياً أو كتب سعيداً. باسمكم أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الدكتور العلامة أحمد الكبيسي على هذه الحلقة الرائعة التي قال عنها الأخ هشام أننا لم نسمع لها مثيلاً من قبل فجزاه الله عنا خيراً وجزى الله الصالحين كل خير. نؤكد على أن البرنامج سيبدأ الساعة السادسة بتوقيت مكة المكرمة لغاية الساعة السابعة ويعاد صباح الخميس الساعة الخامسة بتوقيت مكة المكرمة إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 12/12/2008م