(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) البقرة) – (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) الأنعام) – (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) النحل)
ننتقل إلى ما استدركته علينا ابنتنا فاطمة الزهراء في الحلقة الماضية في الآية (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) البقرة) ولما عدت إليها عجبت لماذا لم نشرحها. هي ثلاث آيات (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) البقرة) (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) الأنعام) (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) النحل). لما تتبعت الموقف تبين أن الظلل جمع ظلة وهي الغمامة السوداء الكثيفة المجهول ما فيها، هذا السواد ماذا فيه؟ مطر (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) الأحقاف) هذه الغمامة تبين رب العالمين من أساليبه في الدنيا والآخرة هذه الظلة (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ (189) الشعراء) (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ (16) الزمر) الخير في الظلة والشر في الظلة وكلمة ظلة لها صدارة ولها دوي في الدنيا والآخرة. أنت تعرف بأن العذابات تأتي بظلة إما بزوبعة وهذا العصف النووي يأتي بظلل إذا ابتلى به رب العالممين كما ابتلى هيروشيما وناكازاكي وما حدث في العراق الذي أصبح مسرطناً لـ450 ألف سنة بظلة من يورانيوم خفيف ما بالك لو كان كثيفاً؟! حينئذ كلمة ظلة في القرآن الكريم أعجوبة العجائب. لما تقول (أَتَى أَمْرُ اللّهِ (1) النحل) هذا أمر الله قد يأتي ظلة وقد يأتي عاصفة وقد يأتي ريح صرصر وقد يأتي جراد فهذه جنود رب العالمين أنت لا تعلمها (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ (31) المدثر) ومن أعظم جنوده في الدنيا والآخرة الإرعاب أن تأتيك غمامة سوداء كما جاء على قوم يونس وعلى قوم عاد وإلى الآن تسونامي كان ظلة ثم انتهى إلى ما انتهى إليه وتشرنوبيل لا تزال ظلته فوق أوروبا هذه مرعبة، فماذا لو فجر الله تعالى الكون بهذه القنابل الذرية التي تملؤه؟. أقول لك شيئاً العالم كله الآن يدرك أن العالم من الآن إلى قرن قادم سيتغير كل مفاهيمه. هذا الإنهيار الذي يحصل الآن هو كالانهيار الذي حصل عام 1917 وغيّر العالم سقطت الدولة الإسلامية واستعمر العالم الإسلامي وأبيدت شعوب في أفريقيا الإنجليز قتلوا ناس والألمان قتلوا ناس والهولنديين قتلوا ناس والبلجيك. المرحلة القادمة من هنا إلى عشر سنوات سيمر العالم بهذا. تخيل هذا وكل الاختراعات كانت خيالاً ونذكر ونحن أطفال كانت أفلام الكرتون تصور أناس يخرجون آذانهم طويلة من الفضاء الآخر ويلتقون بأناس من الأرض وهذا حصل وأذكر أن أفلام الكرتون كان يظهر استعمال مسدس فيه أشعة تقتل ثم طوروا أشعة ليزر. الآن تعرف فيلم اللعبة كان هناك ناس تاهوا في بستان والبستان دلهم على بيت مظلم ثم فيه قليل من النور فدخل إليه الرجل وزوجته وإذا هذا البيت يصنعون فيه ناس ويجمدونهم مثل اللعب وهذا الآن يسمى الاستنسال كما قال بلات صاحب القنبلة الذرية استطاع الغربيون أن يصنعوا الإنسان المصطنع المستنسخ الذي يكفي للقضاء على عرق كامل وهو أرخص من القنبلة الذرية ألف مرة. السؤال ماذا لو جُنّ أحد الطرفين فجنن الطرف الآخر؟! أحد الطرفين يملك القنبلة الذرية وجُن وضايقوه والقطة إذا حبستها تقتل هجمت على دولة تملك القنبلة الذرية وأصبحت حالها حال العراق ستنتهي كدولة فيقول لماذا لا أستعملها؟ فيستعملها. الحرب الذرية ليست مستحيلة هي مجرد ضغط زر ويقولون هذه الأزرار بيد رئيس الدولة لكن ماذا لو أصابت رئيس الدولة لوثة وقام بضغط الزر؟! هذا يمكن أن يحدث حينئذ نقول العالم كله في ظلة نعوذ بالله من شر هذه الظلة. (هل ينظرون) يعني هل ينتظرون لأن هذا الانتظار يقيني استعمل رب العالمين كلمة ينظر ليقينية ما سوف يحدث يوم القيامة كأنك تراه ولذلك (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ (210) البقرة) كما قال (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة) فكلمة ناظرة هنا إذا كان الانتظار يقيني النتيجة يقال نظر ولا يقال انتظر (فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) النمل). (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ) كل شيء يوم القيامة عاقل، المادة عاقلة كل شيء ينطق (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ (29) الجاثية) (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) فصلت) فالغمام الذي سوف يكون باكورة يوم القيامة وعلاماتها الأولى ناطقة فقال تعالى (فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ) لأن هذه الظلل تتكلم وكأن الله معها بل هو معها. هذا واحد، رب العالمين يقول (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر) هذه كلها أساليب عليك أن تفهمها بما يليق بالله عز وجل. من أجل هذا ظلل الغمام يبدو أنها بداية العقاب في الدنيا ككل التاريخ الإنساني من آدم إلى أن تقوم الساعة أعظم أنواع العذاب الظلل ريح صرصر عتية كلها ظلل. الآن نحن على حافة الهاوية إذا حصل خلاف بين الأمم التي تملك هذه القنابل النووية يمكن أن تفجرها بثواني بمجرد ضغط زر وتأمل حال الحياة!. في المتشابه ليس هناك كبير قل ما تشاء ويقول المفسرون في الحديث عن يوم القيامة يقولون إذا السماء انشقت وإذا الكواكب انتثرت قد يكون كل هذا بعصف ذري والله أعلم. نحن الآن يقولون هناك كويكب صار له كم ألف سنة يتجه نحو الأرض وسيصل في العام 2020 وسيقع في أميركا في أحد مكانين إذا وقع في المكان الفلاني ستنفصل أميركا إلى قسمين من حيث لا يلتقيان وإذا وقع في المكان الآخر الأرض تلف بالعكس وحينئذ إذا لفت بالعكس هذا تفسير علمي لقول الرسول r” لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها” لما تلف بالعكس يصير المشرق مغرباً والمغرب مشرقاً وقد تقع علامات الساعة بشكل علمي متدرج وقسم منها وقع. “لا تقوم الساعة حتى يتكلم رجل في المشرق يسمعه من في المغرب” والآن عندنا تلفزيون وتلفون وإذاعة وراديو. هذه الظلل حينئذ ربنا كما يقول تعالى (فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ) قضي الأمر كأنه شيء وانتهى كأنه شيء واقع ما قال وسيقضى الأمر بل حقيقي كما قال الشيطان (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ (22) إبراهيم) هذا كلام في النار وجهنم تحرق الجلود لكن لا تزهق الأرواح فالناس في جهنم يتكلمون ويأكلون ويشربون لكنهم في النار تحرق الجلود ولا تزهق الأرواح، ربما يكون (فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ) هذا في الآخرة أما في الدنيا فشيء آخر.
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) البقرة) – (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) البقرة)
الموضوع الآخر في سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)) وفي البقرة (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)) لماذا هناك (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)) هنا توبة، في الآية الأخرى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)) هذا كتم وهذا كتم فما الفرق بينهما؟ الفرق ما يلي: هناك من كتب ثم تاب كتب لأمر ما إما خوفاً أو ضلالاً أو عبثاً فتاب عليه فقال (ما أنزلنا) للتحبب هذا الهدى بعثناه لكم وأنت عبد من عبادنا كيف تفعل هذا؟ فيه تحبيب للتوبة الله تعالى يسرها له بهذا الأسلوب الرقيق (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) إلا الذين تابوا، يقال أن الإمام أحمد بن حنبل وكان في مجلسه في بغداد وقف عليه رجل على فرس فسأله سؤالاً فأجابه وفي الليل راجع الإمام أحمد نفسه فوجد أنه أخطأ في الفتوى فسأل عن الرجل قالوا هذا من أهل البصرة فركب الإمام أحمد على جواده فذهب للبصرة ووجد الرجل فأخبره بالجواب وما نزل عن حصانه وعاد ولهذا الصحابة الكرام كانوا يتدافعون ثلاثاً الفُتيا والوديعة والإمامة لا أحد يفتي لأن الإثم على من أفتاه المفتي هو الذي يأخذ على عاتقه الفتيا وكذلك الوديعة والإمامة. حينئذ الذي يتوب يتوب وكلنا أخطأنا في يوم من الأيام وتسرعنا في فتوى فنعترف بالخطأ وآخر يستحي فلا يعترف لكن يستغفر رب العالمين. الثانية (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ) هنا قال الله وهناك أنزلنا فيها رقة وأمان والله يعلم أن هؤلاء قاموا بهذا عن حمق لكن الآخر لا، يكتمون عن استراتيجية وفلسفة في الإضلال والتكفير وكما قلنا في الحلقة الماضية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ (90) آل عمران) هؤلاء ليس لهم توبة لكن إن الذين كفروا ثم تابوا هؤلاء لهم توبة. واحد مثل لينين وستالين جعل نصف الكون ملحدين هؤلاء ضلوا وأضلوا غيرهم والتلريخ مليء. جميع الفرق الملحدة الآن جاء واحد وضحك عليهم وجعلها تلحد أخرجها من دينها وجعلها طائفة ملحدة مشركة ما لها علاقة بالإسلام وليس بينها وبين الإسلام إلا كالذي بين إبليس والملائكة، يقولون عن كل ما في الإسلام خطأ القرآن ليس صحيحاً والنبي كذاب هؤلاء ليسوا مسلمين واحد أضلهم هؤلاء لن تقبل توبتهم لأنه كفر وازداد كفراً أي كفّر غيره. هنا نفس الشيء رب العالمين واحد أفتى بين جماعة ثم استحى أن يتراجع لكنه استغفر وتاب وندم إلى حد ما يغفر الله له لكن الرجل الجاهل تعلم آيتين فصار شيخاً يفتي ويكفّر الناس والبعض يتصل بي بالهاتف يقولون فلان وفلان يقولون المسلمون مغيّبون عن التوحيد يتهم المسلمين جميعاً بالكفر وهو وحده الموحد! الله تعالى يقول (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم (17) الحجرات). رب العالمين يقول (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) أتوب عليهم لكن هذا مصرّ وجعل فرقة وحزب وما أكثرها في كل الأديان يخرج الناس ويدعي أنه هو الصواب وكلهم على خطأ. هذا الفرق بين الآيتين.
د. نجيب: في التاريخ الإسلامي وغير الإسلامي وجدنا أن هذه الفرق التي انفصلت من الأمة الإسلامية إنما كانت من هذا الباب.
د. الكبيسي: بالتأكيد وإلا لوفقها الله للعودة (قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم) المنّة هي النعمة التي لا يهبها إلا الله عز وجل من أجل هذا إذا تعلقت بالله وأنت على خطأ سيوصلك إلى الهداية قطعاً.
(وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157) آل عمران) – (وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ (158) آل عمران)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران) وراءها يقول تعالى (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)) إخوانهم يعني من بني قومهم الإخوة هنا أخوة نسبية وليست أخوة دينية وبالتالي ناس مسلمين مع النبي r قاتلوا وقتلوا شهداء قالوا لهم لو بقيتم معنا ما قتلتم فقال تعالى (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)) أن تقتل ميتاً أو تموت قتيلاً أنت من ساعة ما تقتل لا تحس بالقتل وهي ثابتة أن الشهيد لا يحس بشيء ولا بطلقة لولا مدفع وأناس أصيبوا وقبل أن يموتوا قال ما شعرت ثانياً أنت ما إن تغرغر حتى ترى ذلك الخير الذي ينسيك. أما الآخر فيموت وهو خائف وقلق وكل ما جمعته سيزول وبالتالي هناك قدم القتل لأنه هو المفخرة أما في الآية الأخرى قدم لهؤلاء الأغبياء لهم الموت كما يموت الحمار. المهم الأخ يعني من قبيلته ومن قومه وهذا إجابة على سؤال الأخ الكريم.
بُثّت الحلقة بتاريخ 31/10/2008م