الحلقة 106
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) الأعراف) – (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) الأعراف)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. نعود إلى قرآننا الكريم وإلى تلكم الآيات التي تبدو أنها متشابهة في أماكن متفرقة من القرآن الكريم مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله مبيناً ما بينها من فروق دقيقة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. قصة إبليس عليه اللعنة نقرؤها جميعاً في كتاب الله عز وجل ونلاحظ في قصة إبليس كما في كل قصص الأنبياء والصالحين وكما في قصص العتاة عتاة المجرمين والفراعين وما أكثر الفراعين في العالم نجد هنالك اختلاف في بعض الكلمات والمفسرين بل أن معظمهم لم ينتبهوا إلى ذلك كأن هذا لا يعنيهم وقلنا عدة مرات بأن سلفنا الصالح كان همهم الأحكام الفقهية أما فلسفة القصص وحكايات المتشابهات وما إلى هذا مما أبدع فيه علماء هذا العصر كالشيخ الشعراوي وغيره رحمهم الله جميعاً ولا يزالون حتى اليوم يتلمسون وجوه الإعجاز اللغوي في هذا الكتاب العزيز ومنه هذا البرنامج، نجد أن هذه الفروقات في اللغة وراءها معاني كثيرة. ومن ضمنها هذه الآية (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) الأعراف) اهبط من هذه الجنة أي البستان. وهذه الجنة كما تعرفون المنطقة الخصبة التاريخية الأولى على وجه الكرة الأرضية هي من نينوى أي الموصل، نينوى- أربيل- الكوفة هذا المثلث هو الذي فيه الجنة. هذه الجنة التي كان فيها إبليس وخلق الله فيها آدم ليست جنة المتقين التي وعدنا بها يوم القيامة. تلك شيء آخر فتلك لا يدخلها إلا الصالحون، ما يدخلها إبليس. جنة يعني بستان وفي القرآن الكريم (جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) الكهف) فالجنة في القرآن يعني زراعة وماء. كل زراعة من نخيل أو أعناب وما شاكل ذلك وفيها ماء فهي الجنة بلغة القرآن وبلغة الشعر العربي. فالجنة التي خلق الله فيها إبليس هي هذا المثلث الذي لم يكن على وجه الأرض غيره، هناك خلق الله آدم. وهذه البقعة الثلاثية هي التي انطلقت منها أول حضارة وأول رسالة وأول شريعة وأول حكومة لأنها هي أول مكان نزل به الإنسان. وكلمة اهبط إلى اليوم نسأل أنت إلى أين ذاهب؟ يقول أنا نازل دبي، أنا نازل رأس الخيمة، ونازل يعني ذاهب مسافر فكلمة هبط في القرآن الكريم تعني من مدينة إلى مدينة وليس بالضرورة أن يكون من الأعلى إلى الأسفل. (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) الأعراف) كان الكلام هادئاً رب العالمين يحاسبه حسابًا هادئا سأله أنت لماذا لم تسجد؟ قال أنا أفضل منه قال لكن أنت عصيتني فخلاص أنت اهبط منها قال خلاص ثم قال (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف). ثم صار جدال آخر بين رب العالمين وهذا العبد الضال هذا العبد العاصي الذي كان طائعاً وكان رئيس الملائكة وكانت معصيته مجلجلة فقال له اهبط هذه المرة بعد أن احتد النقاش قال (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) الأعراف) وفي مكان آخر قال له (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر) وجاءت بصيغة أخرى (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) ص) هنا أيضاً استشاط الشر في إبليس فقال له (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) الأعراف) وفي مكان آخر قال فأنظرني (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) ص) هناك أنظرني وهنا فأنظرني صارت خصومة وصار تهديد وعليه اللعنة. فإبليس استبد به الشر أن يغوي العباد إلى يوم القيامة قال (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر) يا الله! يعني رب العالمين غضب عليه غضباً شديداً. ولهذا الذي يحير العقول هذا المخلوق كان مخلوقاً قريباً من رب العالمين يا أخي أخطأت قم واستغفر قل يا ربي سامحني، لا، أبداً بل قال (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ولهذا من عوفي فليحمد الله (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) لو تقرأون التاريخ القديم والمعاصر هناك أناس عصوا الله وهناك أناس أطاعوا الله كان المفروض العكس ولكن هذا شغل رب العالمين.
————-فاصل————–
(انظرني) بداية قال سأحاول يعني أن أفسد بعض الشيء ولكن لما رب العالمين زجره هذا الزجر ولعنه هذا اللعن فهو أيس من رحمة الله وفعلاً رب العالمين ما أراد له أن يتوب وإلا كان ممكن مثل ما سيدنا آدم أخطأ قال (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة) هذا لا، هذا أصر على الخطيئة. ولهذا سيدي الكريم بهذا الغضب يقول رب العالمين (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف) معنى هذا ماذا؟ أن الخطايا نوعين خطايا من نفسك “وخالِف النفس والشيطان” الشهوات الصغائر هذا من نفسك كل ذنوبك التي لا تجعلك مخلداً في النار فهذه من نفسك، الشيطان لا يقضي وقته في هذه التفاهات فنفسك تكفي لهذا الأمر (النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (53) يوسف) هذا يقول (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) لو تتبع التاريخ منذ أن جاء سيدنا آدم إلى اليوم وإلى يوم القيامة ضلت أمم وأشركت بالله ما كان لها أن تشرك لولا هذا الشيطان وتعرف التاريخ مليء بالملحدين والشيوعيين والمشركين والآن حتى ناس من المسلمين نهجوا بهذا الدين تفسيرًا وتأويلًا صارت طوائف وفئات وأحزاب مالها علاقة بهذا الدين ولهم أتباع بالملايين هذا شغل إبليس الآن (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص). إذاً رب العالمين عز وجل جعل هذا الإبليس فتنة للناس قال (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) وما أكثر الفتن! لو تقرأ التاريخ من آدم إلى أن تقوم الساعة وإلى هذا اليوم كيف واحد هايف تافه غبي استطاع أن يضل شعباً قبيلة أمة حزباً كاملاً بالملايين ويستحل دماء المسلمين ويقتل المسلمين والتاريخ مليء بالدماء، كيف فعل هذا إبليس؟ هذا هو الوعيد الذي توعد به عباد الله سبحانه وتعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ).
د. نجيب: بدليل رمضان الشياطين مصفّدة ومع ذلك يُعصى الله.
د. الكبيسي: يُعصى الله بالنفس. من أجل ذلك كما قال رب العالمين (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) معناها أنك عصيت الشيطان إذا اجتنبت الكبيرة فقد اتبعت نفسك ولكنك عصيت الشيطان. ومخالفات النفس من صغائر تغفرها الصلاة والصوم والعبادات (اتبع الحسنة السيئة تمحها). أما الكبيرة هذه المقحمات التي تقحم صاحبها النار القتول والشرك وأموال الناس واستحلاء دماء المسلمين والخيانة، يا الله! يعني هذه الكبائر دعك من السبعة هي للسبعين أشبه. خذ الربا مثلاً أن تمالئ العدو، أن تدوس على الأمة الخيانة وما شاكل ذلك عدم إكرام الجار، والغيبة وكل هذه الكبائر هذه من الشيطان ولذلك على الإنسان أن يكون حذراً لأن رب العالمين أعطانا الاستعاذة نسأل الله العفو والعافية!. (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل) هذه الفاء المباركة عندنا هذه الفاءات المباركة في القرآن الكريم ولذلك قبل أن نقرأ القرآن الكريم نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وعندما نأكل وعندما ندخل وقبل النوم وبعدما تستيقظ فرب العالمين عز وجل إن شاء الله يعصمنا من هذه الكبائر التي هي فعلاً مهلكة وخاصة في هذا الزمان الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يصلي في المسجد الألف والألفان ليس فيهم مؤمن) إما لأن العقيدة انحرفت تماماً ما بقى لها علاقة بالإسلام! أو لأنك أنت استحللت دماء المسلمين بل تراه جهادًا! وتقول الله أكبر تفجر في السوق والناس والأطفال وتصيح الله أكبر! وتقتل الناس في المسجد وتصيح الله أكبر! أو لأنك ترضى بمن يقتلون (من أعان على قتل مسلم ولو بشِقّ كلمة بعث يوم القيامة مكتوباً على جبينه آيسٌ من رحمة الله) ولهذا قال (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) يُصِب سواء كان بيده أو بالمعونة أو بالتأييد أو بالموافقة أو بالفرحة. بالله عليك هذا الظرف الذي نحن فيه الآن المسلمون في كل مكان وقد انشغلوا وقد انقسموا طوائف وأحزاب وفئات كل واحد منهما إن لم يستحل دم الآخر ويقتله بيده فهو يفرح بمن يقتله أو يرتاح نفسياً وهؤلاء كلهم خارجون من الدين والعذاب يعمّ. إذاً هذا الفرق بين وأنظرني فأنظرني وتناولناه باختصار شديد طبعاً هذا اليوم قضايا خفيفة كي لا نثقل على الناس.
الدكتور نجيب: ولكن هذا المشهد الخطير العظيم الذي سطّره القرآن الكريم وكرره في كتاب الله تعالى مليء بالمعاني وكأنها بيان لسنة هذا الكون إلى يوم القيامة.
الدكتور الكبيسي: إذا تأملت في كتاب الله وسنة نبيه تستطيع أن تعرف ما سوف يجري بالمليمتر واقرأ الأحاديث الصحيحة عن هذا الذي يجري اليوم في العالم العربي، اقرأ.
الأستاذة هناء من العراق: أنا كنت أتابع المسلسلات الدينية القديم وكانوا يصورون الشيطان يظهر لأبو جهل ويتكلم معه، فهل كان يظهر؟
الإجابة: هو لا يظهر ولكن يوسوس وهو يتشكّل هو من المخلوقات الجنّ الذين يتشكلون فما المانع أن يتشكل بإنسان أو حيوان ممكن أن يتشكل ممكن هذا.
ولذلك قال (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) والفتن هذه من قوانين هذا الكون (ألم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) والفتنة هي عرض الذهب على النار. يعني شغلة خانقة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تكون فتنة يرقق بعضها بعضاً كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه مهلكتي) فإذا جاءت التي بعدها رقّت هذه. نحن في زماننا في أعمارنا رأينا فتنًا فكرية وحزبية وظلامات وتقلبات تقول هذه ستهلكني ثم التي بعدها أسوأ بحيث تكون الأولى سهلة. وحينئذٍ علينا أن ننتبه أن الجنة ليست للفسحة وأن سلعة الله غالية ولا بد من أن تؤدي الثمن (حُفّت الجنة بالمكاره) علينا أن نعلم بأن سلعة الله سبحانه وتعالى تقتضي أن نصمد أمام هذه الفتن التي لا حصر لها والتي تكنس الناس كنساً.
سامر من العراق: أنت تفضلت بكلامك الجميل يا دكتور بأن المقصود بالجنة نينوى وجزء من أربيل وجزء من الكوفة كيف الجنة كانت هذه وآدم طرد من الجنة لأنه أخطأ؟
الإجابة: قال له اهبط يعني انزل ولو سألتك أنت أين الآن؟ أنت من الموصل وتقول أنا نازل إلى أربيل أنا نازل إلى بغداد هذه لغة العرب اهبط يعني نازل فقال له انزل من الموصل وروح ابحث لك رزقك وهكذا فأخرجهم من هذه الجنة وأنت تعرف أنت من الموصل إلى الآن هذه المنطقة من الموصل إلى أربيل فيها أشجار وشلالات لو تعرف بالتاريخ تقول والله إنها جنة الله في أرضه. هذا المكان ولهذا نينوى أول مدينة على وجه الأرض أنتم يا أهل الموصل أصحاب الأرض الحقيقيون. ولهذا ما من قوم أشد أصالة من أهل نينوى وإلى هذا اليوم كما تعرفون فيكم الثقافة وفيكم التلاحم وفيكم الرقة وفيكم وفيكم والتاريخ بنينوى عظيم والموصل كانت مملكة في يوم من الأيام إذا كلمة اهبط يعني انزل روح سافر.
متصلة من أمريكا: عندي ثلاث ملاحظات أولاً أستعجب من الناس استعجالهم من الله بأن يستجيب دعوتهم على الفور وما تأملوا لما دعا سيدنا إبراهيم أن يخرج الله من ظهورهم رجل يذكر أسمك في أرض مكة وكم أخذ وقتًا حتى استجاب الله دعوته وأخرج سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. ثانياً أنا والوالدة نتابع حلقاتك يا شيخ كيف أن الدنيا سوف تصفى ويبقى فيها الصالحون وتطول رؤوس الفتنة وانظر الدنيا سبحان الله كم فيها من فتن وما هو حاصل الآن في العالم العربي! ثالثاً يا شيخ أريدك أن تتفضل وتشرح لي ما هو فضل من يتوفى في يوم الجمعة لأن أخي توفاه الله مع آذان صلاة الجمعة؟
الإجابة: نبدأ في وفاة الجمعة في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ما بين الجمعة والجمعة كفارة (الجمعة إلى الجمعة كفارة) ورمضان إلى رمضان كفارة. وفي حديث من مات يوم الجمعة مات مغفوراً له وهذه بشارة إن شاء الله لكل مسلم ومؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر يموت يوم الجمعة إن شاء الله مغفور له. ورب العالمين عنده أوقات شريفة وأزمنة شريفة وأماكن شريفة الذي يموت في مكة والذي يموت في المدينة والذي يموت في بيت المقدس هذه أماكن شريفة والذي يموت في عرفة وعلى الطور. وعنده أشهر شريفة كرمضان والنصف من شعبان وليلة القدر ومن ضمنها يوم الجمعة وأنت تعرفين أن يوم الجمعة لها قدر كبير يوم القيامة. أما ما يجري في تونس وغيرها إن شاء الله هذه الأمة تُعلَّم خذيها قاعدة هذه الأمة لا بد أن تعلم كلما ترهلت ولا شك أن الأمة ترهلت إلى حدٍ ما وقد ضاع العدل خاصة في بعض المدن والدول التي صارت تقلباتها وتغالب عليها الناس كلنا فرحنا عندما صارت جمهورية العراق وجمهورية مصر تبين لا، أنه كان فيها ظلم شديد فرب العالمين إن شاء الله يطهرها ويعيدها قوية سالمة هذا واحد. وطبعاً بالنسبة للدعاء وعدم الاستعجال نعم نحن مأمورون بأن لا نعجل ولا نستعجل إذا دعوتي الله فإن الله سيستجيب ما لم تعجلوا ورب العالمين سبحانه وتعالى حكيم إذا دعوته ومثل ما تفضلت أنتي النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء عليه الملكان لما ضربوه في الطائف وأدموا قدميه الشريفتين قالوا (لو أمرت أن أطبق عليهم الأخشبين) يعني أطبق عليه الجبل قال (لا، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله) كما فعل أبوه إبراهيم والولد على سر أبيه. المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن إبراهيم فنفس الحلم ونفس الحكمة ورب العالمين جعل في محمد صلى الله عليه وسلم كل صفات الأنبياء السابقين الرئيسية والحمد لله.
إذاً هكذا هو الأمر نحن الآن ينبغي أن نحذر (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) وما أكثر أبواب الشيطان الآن ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا أخشى عليكم أن تشركوا من بعدي) هذه الأمة محصنة من الشرك. ولهذا الآن أنك أنت أشركت وأنك فعلت كذا هذا نعوذ بالله! كل من يتهم مسلماً بالشرك فهو قد أشرك (إذا قال الرجل لأخيه يا مشرك أو يا كافر فقد حار بها أحدهما) يعني الذي اتهمه. هذا واحد وهذا السر في الحديث (لا تقوم الساعة حتى يصلي في المسجد الألف والألفان ليس فيهما مؤمن) لأن بعضهما يكفِّر بعضاً وكلاهما كافران، هذا واحد. اثنين هذه الأمة رب العالمين كلما أراد أن يستعملها من جديد لإسعاد العالم وبث السلام بين الأديان تعرفون أن هذا الدين الوحيد الذي هو حلقة وصل بين كل الأديان. وعندما تصير فيه بعض الانحرافات الكثيرة المؤلمة رب العالمين يمتحنهم بهذه الامتحانات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه يا رسول الله إذا أتت هذه الفتن ماذا نفعل؟ قال (تهاجر حتى لا تكاد أن تعض على غصن شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) عندما يكون بعد ما في فائدة تروح أنت تدرب نفسك وتعبد الله عز وجل وتخلص من الفتن التي هي تشعل الناس وكل منهم يرى أنه هو الذي على صواب والباقي كله على خطأ إلى أن تصفو. ورب العالمين جعل الصفاء بعد الكدر قانون كل ماء كدر لا بد أن يصفو، وكل مجتمع فيه كدر كما هو في بعض الدول العربية الآن لا بد أن تصفو يوماً بعد أن يتعلم الناس. هذه الفتن تهلك بعض الناس وتصلح بعض الناس. حينئذٍ نقول على كل واحد أن يحذر من هذا (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) فإذا كان الشيطان أخرج أبوينا من الجنة الأرضية فنحن الآن ربما استطاع الشيطان أن يخرجنا من جنة الخلد يوم القيامة بأن نكفِّر مسلماً أو أن نقتل مسلماً أو أن نعبد الله رياء أو أن نشقّ طوائف المسلمين ومذاهب المسلمين وبعضنا يكفِّر بعضاً كما هو الحال وكما هو جاري الآن نعوذ بالله! الناس يصلون في المسجد صفًا واحدًا لا ترى قلباً مع قلب كل واحد في شأن وهذه الأحداث الجارية هي التي سوف تعيد أسلوب الله. وخذ التاريخ منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن كلما انحرف المسلمون أو ترهلوا ابتلاهم الله بفتنة لكي تعيد سبكهم من جديد. وهذا إن شاء الله ما سوف يحدث في هذه الأمة بإذن الله
د. نجيب: كما قال الشاعر:
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي درج الجنان ودرك فوز العابد
ونسيتَ أن الله أخرج آدم منها إلـــــى الدنيا بذنبٍ واحد
د. الكبيسي: وفي الحقيقة هذا إبليس ما يتنزل ويقول لك إفعل فلان شيء وفلان شيء لا، هذا النفس خذ بالك من حكاية أن تبقى مؤمناً انظر ما هي الأشياء التي تخرجك من الإيمان؟ البغضاء (والبغضاء هي الحالقة) أن تكفِّر مسلماً أن تقتل مسلماً أن تفرح بقتل مسلم، أن تبيع دينك بدنياك، أن تتمالى مع عدو، أن تسمع لعدو مقاتل يحرضك على شعبك، انتبهوا من هذا فإنها مزلقة. فلو تعرف الجنة ما هي لاحتقرت كل ما تفعل. وحينئذٍ عليك أن تعلم بأن سلعة الله غالية. هذه الجنة التي عرضها السموات والأرض.
هذا الفرق بين (أنظرني) في البداية وكان نقاش وكان حساب رب العالمين يحاسبه حساب هادئ ثم قال له أنت كذا كذا فقال له رب العالمين (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر) (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) ص).
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) الأعراف) – (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الأعراف)
ننتقل إلى موضوع آخر ولا نزال في سورة الأعراف الذي حصل أن كل الأنبياء في سورة الأعراف قالوا (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) الأعراف) (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) الأعراف) (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) الأعراف) (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي) إلا سيدنا صالح قال (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الأعراف) (لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي) ما معنى كل الرسل سيدنا نوح وعاد وكلهم قالوا رسالات ربي إلا صالح لثمود قال رسالة ربي؟ الفرق أن الأنبياء الآخرين كانوا يذهبون إلى أكثر من قبيلة يعني سيدنا شعيب راح إلى مدين وإلى جماعة الظلة يعني إلى أكثر من قبيلة قبائل ولهذا ناس راح عليهم فأهلكهم الله بالظلة وناس راح عليهم مرة ثانية قالوا (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) الأحقاف) وناس أهلكهم بالرجفة وناس أهلكهم بالصيحة. إذاً هي قبائل متنافرة وكان يذهب إليهم لكي يعلِّمهم فيقول (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي) هذه رسالة وهذه رسالة. الشيء الثاني الرسالة الواحدة كلٌ متكامل، أنت لا يصح أن تؤمن بجزء يعني مثلاً أنت الآن تقول آمنت بالقرآن ولكن لا أؤمن بالسنة هذا غلط كأنك لم تؤمن، بل يجب أن تؤمن بكتاب الله وسنة رسوله. أو أن تقول أنا أؤمن فقط بمحمد ولا أؤمن بعيسى وموسى هذا أيضاً لا يجوز ولا يفيدك لأنك بذلك تكذب القرآن. الرسالة تعني رسالات من حيث أن هذه الرسالة فيها جمع كبير من رسالة أخرى فتؤدي إلى هذا وإلى هذا. الشيء الثاني الرسالة لقوم واحدين عدة مراحل وعدة أصناف هناك بالرسالة أحكام فقهية معاملات وهناك أحوال شخصية وهناك قضايا حرب وهناك عقوبات أن تعطل شيئًا وتبقي شيء أبداً هذا لا يصح (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة). إذاً الرسالات والرسالة كلٌ واحد فلا ينفع أن تؤمن ببعض وتكفر ببعض هذا واحد. الشيء الثاني بعض الأنبياء لهم عدة رسالات من حيث أن كل فترة من الزمان يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في مكة غير في المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلم مع فلان قبيلة غير مع فلان قبيلة وفي هذه المعركة غير عن معركة أخرى. الشيء الآخر كل الرسالات بما فيها الإسلام وعلى رأسها الإسلام تخضع لتغير الظروف التشريع في مكة كان غير التشريع في المدينة وفي المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس كما كان في حياته. هذا الدين دين فيه حيوية وفيه مراعاة وملاحقة لمصالح الناس ومصالح الناس متغيرة ليس صحيحًا أن الحكم الواحد يطبق في كل مكان وزمان. وأصحاب العلم يعرفون في كتب أصول الفقه باب “لا يُنكَر تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان” ولهذا تغير الفتوى من صحة هذا الدين ويجب أن تختلف المفتون لا بد أن يختلفوا وهذا من عظمة وسعة واتساع هذا الدين. أما أنت تحكم بفقه وبرأي واحد لكل القرون هذا لا يمكن!.
——-فاصل———-
(قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) الأعراف) (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) الشعراء)
ننتقل إلى آية أخرى في قصص سيدنا موسى وفرعون تعرفون كلكم (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) الأعراف) (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) الشعراء) لماذا هناك وأرسل وهنا وابعث؟ طبعاً يقولون أنه ليس هناك فرق ولكن هنالك فرق كبير جداً. الفرق بين بعث وأرسل بعث شيء مخصوص لإنسان مخصوص. حينئذٍ الفرق بين واحد يرسل لك رسالة كل الناس ترسلك آلاف الرسائل غير واحد جاء من القاهرة أو من دمشق جاء لك بكتاب مخطوطة وما في غير هذه النسخة يعني إذاً هذا رئيس المجمع العلمي هناك بعثه مخصوص لكي يبلّغك أنت بالذات هذا الشيء ولا يبلغه لغيرك، ولهذا يقولون مبعوث رئيس الدولة مبعوث الملك وليس مرسال الملك.
د. نجيب: والطبري وابن كثير يسمونهم بعوث النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وبعوثه إلى كسرى
د. الكبيسي: الملك يبعث للملك واحد يعني موثوق يفهم عليك أنت آمين منه بالمائة مائة يحمل رسالة في غاية الأهمية لشخص معين ولا بد أن يسلمها بيده، هذا البعث. ولهذا لماذا يوم القيامة يسمونه البعث؟ لأن كل واحد يأتي عليه حرس وحساب وكتاب وكأنه ملك إما للجنة أو للنار. إذاً هذا الفرق ولهذا قال (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) أرجه أي خلوا يعطونا يوم أو يومين ومرة قال (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) أرسل أي لكل الناس يا ناس يا عالم تعالوا سيكون هناك امتحان في فلان يوم هذا لكل الناس (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) الأعراف) والساحر بالملايين. أما تلك الآية (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) الشعراء) وابعث أي مخصوصين لمن؟ للسحار بكل مجموعة سحرة يمكن واحد سحار شيخهم وإمامهم والناس يسألونه وهو مخيف وأحياناً كان يعبد، واحد مثل الصنم الذي كان يعبد واحد. إذاً أرسل لكل الناس يذهب هذا المرسال من الملك وعلى حصانه يقول أيها الناس في اليوم الفلاني سيكون هنالك امتحان بين موسى وبين السحرة تعالوا احضروا المشاهدة هذا (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ). ذاك (وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) لا، يدخل على الملك على طول أو على الرئيس على طول أو على السحار على طول شيخه يعني جاء مخصوص منه.
د. نجيب: ولهذا في المرة الأولى قال ساحر لأنه إرسال.
د. الكبيسي: إرسال قال ساحر والبعث قال سحّار لأنه متخصص. ثانيًا لما جاء اثنينهما جاء السحرة وجاء رؤساؤهم ويقول (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) البقرة) شياطينهم يعني رؤسائهم هؤلاء السحرة الأفراد قال لهم إذا غلبتم موسى أنا سأعطيكم فلان شيء هؤلاء في الحقيقة فرحوا (وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) الأعراف) فرحوا هذا كلامه مع الغوغاء ولما جاء الرؤساء قال أنا سأعطيكم أجر فاستغربوا قالوا (قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) الشعراء) نحن من حاشيتك وأنت لما كلفتنا وأنت الملك هذا واجبنا وتعطينا عليه أجور؟؟! قال لهم لا، هذه قضية خاصة وفعلاً الجاري القريب من الملك لا يقومون بخدمة الملك بأجر وإنما تشرفاً. يعني خدمة الملوك من الطبقة الأولى من حواشيهم ما يأخذ أجرة يعني هو هذا مقرب وتحت يديه. فهم لما أعطاهم هذه المهم قال سأعطيكم فلان شيء وفلان شيء يعني هو استنكار هو استغراب قالوا يا صاحب الجلالة (قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42))
د. نجيب: ولذلك أنكر سيدنا الخضر على سيدنا موسى (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) الكهف)
د. الكبيسي: بالضبط. إذاً الفرق بين (إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا) و(أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا) (إن) هذا كلام الرعاع أفراد السحرة ساحر هايف أنت الآن هنا موجود في كل مكان في العالم العربي والإسلامي ناس يعملون بالسحر لو تراهم تتقزز قذر منتف كحيان وكذاب وشكله بائس هذا الهائف. ولكن كبارهم لا، يسكنون في قصور وله هيلمان وحاشية ويروجون له. فحينئذٍ هؤلاء لما أعطاهم هذه الأجور فرحوا بها كما يفرح الطفل بينما الرؤساء اعتبروها كأنها إهانة أو كأنه طردهم أو يعاملهم كغرباء قالوا أئن لنا لأجرًا؟! قال نعم (قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) هكذا.
متصلة من فرنسا: نحن هنا في فرنسا نقوم بتعلّم القرآن وبعض الأشخاص يطالبوننا عندما نتعلم القرآن بتتبع قواعد القرآن من الترقيق والإدغام مع أن الناس هنا بالكاد يتكلمون العربية ويطالبوننا باحترام قواعد القرآن فهل نحن مطالبون حقيقة بالالتزام بهذه القواعد أما هنالك تسامح معنا؟
الإجابة: أنت من الغرباء إن شاء الله. يا ابنتي والله العظيم أنا أحمد الكبيسي عمري ثمانين سنة تقريبًا ولا أعرف هذه الأحكام التجويدية من إدغام بغنة والخ والله لا أعرفها وهو طبعاً علم عظيم لكن هذا العلم ليس لكل الناس هذا لأصحاب القُرّاء العظماء المتخصصين بالقراءة أما نحن فقط نقرأ بشكل صحيح يعني نرتلها لكن هذه من تتبع قواعد القراءة هذا للشيخ الشعيشع، لمحمد رفعت مصطفى إسماعيل أما نحن ناس على قد حيل فيا بنتي قولي لهم أنتم ناس لسه تتعلمون العربية خليه فقط يقرأ القرآن وخاصة في الغربة ويقول صلى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن وهو ماهرٌ به فهو مع السفرة الكرام ومن قرأ القرآن وهو يتتعتع به) أي صعب (فله أجران أجر القراءة وأجر التعب) فأنتم الله يساعدكم الله يكون في عونكم. فعليهم أن يخففوا عليكم في هذا الموضوع لأن التجويد هذا لناس متخصصين وهم أصحاب القراءات وهذا علم أما من أكرمه الله به فهو شيء عظيم يعني مصطفى إسماعيل اسمه مصطفى إسماعيل لأنه قارئ مجيد وهكذا العظماء. لكن كل المسلمين لا يعرفون، يعني هذا التجويد الادغام بغنة وغير غنة وغيرها كالموسيقى من يعرفها؟ هذه يعرفها المتخصصون فكونكم أنتم في فرنسا تحفظون القرآن والمحفِّظون يلزمونكم بهذه القواعد فوالله هذا تكلّف وإن شاء الله سبحانه وتعالى يأجرهم على نياتهم ولكن كثر الله خيركم إذا حفظتم الآية اقرؤوها فقط لا تقرأوها خطأ هكذا والقرآن حمال أوجه والقرآن أنزل على سبعة أحرف يعني كيفما ما قرأت صح ما لم تكن الكلمة متغيرة من زيادة أو تقصان (أنزل القرآن على سبعة أحرف) هذا حديث متفق عليه.
إذاً هكذا هو الأمر الفرق بين بعث وأرسل وبين إن لنا لأجرًا وبين أئن لنا لأجرًا هذا الفرق.
د. نجيب: لكن سواء إن أو أئنّ كلهم أذعنوا لسيدنا موسى لم يطلبوا الأجر وأخذوا أجرهم من الله سبحانه وتعالى.
د. الكبيسي: طبعاً. أنا في الحقيقة في الحلقة الماضية أو قبل الماضية لم نكمل الكلام لأن الوقت أدركنا في قضية أنجيناه ونجيناه وكلها على سيدنا نوح قلنا أنجيناه ساعة الغرق ساعة الحادثة ونجيناه هذا لما نزل على البر وعاش الحياة السعيدة. فأنجيناه ساعة الحدث من الموت ونجيناه عندما نقلناه إلى شاطئ السلامة وعاشوا عيشة راضية ودخلوا وبنوا مدنًا. كما قال فرعون على بين إسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) طه) لما كانوا يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم لما جاء فرعون (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) الشعراء) (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) البقرة) هذا أنجيناكم حالة غرق وإلا كانوا سيغرقوا، هذه (أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) لأنه كان يقتل أبناءهم وكانوا سيغرقون معه لكنهم ما غرقوا، ضرب موسى بعصاه البحر فأصبح أحد عشر طريقًا ثم عبروا البحر. (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) البقرة) يا الله! دخلوا في مدن وعمروا وإلى هذا اليوم كما تعرفون بنو إسرائيل عمروا الدنيا وعمر الله بهم زمانهم ورب العالمين جعل لهم خصوصية بأن (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) الأعراف) هؤلاء الخمسة ملايين الذين هم حاكمين العالم الآن بالكل بالمليمتر لا يخلصون لبلد ما عاشوا في بلد إلا تآمروا عليه وينقلب عليهم هذا البلد. انقلبت عليهم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأنا قرأت كتابًا لكسينجر وآخر اسمه جون فلندن سيناتور أمريكي صاحب كتاب “من يستطيع الكلام في أمريكا” يقول له: والله إنه لشيء فظيع ومريع أن تكون يهودياً في أمريكا فقال له: لماذا؟ وكان يفاوضون مع المصريين واليهود بمسألة الصلح، قال يا أخي لو يعلم الأمريكان كيف نعبث بمصالحهم لعمدوا إلى السلاح. وفعلاً يقولون هم يخشون من انقلاب الأمريكان على اليهود. حينئذٍ هذا الشعب الذي يحكم العالم طيلة حياته من الصفحة السابعة في القرآن الكريم (يا بني إسرائيل) إلى الأخير والآن هذا الذي تعرفونه الآن اليهود الآن هم حاكموا العالم وهذا في كل العصور ثم ينكبون ثم يذهبون. فحينئذٍ رب العالمين عز وجل أنجاهم من فرعون ونجاهم أنجاهم لما ما غرقوا ونجاهم حكما لهم في الأرض هذا الفرق بين أنجيناكم ونجيناكم، وكلامنا هنا أنه لو وقعت أنت في مصيبة هناك أدعية سنعلمكم إياها.
أم نورس من العراق: حالياً نحن أول ما تعلمنا إن الله خلق آدم واحد وحاليًا نسمع من الناس أنه موجود مجموعة ناس قبل أبونا آدم؟
الإجابة: النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن لله آدم كآدمكم ومحمد كمحمدكم) هذا حديث صحيح. وتحدثنا في هذا عدة مرات عن عالم الخلق وعالم الأمر. عالم الأمر هو هذا العالم الذي نعيش فيه طبقناه قبل أن نُخلَق ونحن في ظهر آدم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) الأعراف) فكل الذين على وجه الأرض كانوا في يوم من الأيام مخلوقين هناك في عالم الذر. هذا موضوع فلسفي يعرفه كبار العلماء وقد بحثوا فيه بحثاً يعني يجعلنا فعلاً نفهم أن هذا الكون الذي نحن فيه لا يساوي عند الله جناح بعوضة! أرمسترونغ الذي طلع على القمر أنا سمعته بأذني يقول عندما كنا في مكان ما من الفضاء- هو يحكي طبعاً بالأرقام العلمية وأنا لا افهمها لكن فهمت مجمل كلامه- قال كنا في مكان ما من الفضاء الكرة الأرضية بالنسبة لذلك الفضاء الذي كنا فيه بحجم الزيتونة فما هو حجم الزيتونة بالنسبة للكرة الأرضية؟ الكرة الأرضية بحجم الزيتون! فكنت أقول في نفسي كل أهلينا وبحارنا ومحيطاتنا على هذه الزيتونة!! نعم على هذه الزيتونة. هنا تفهمين لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة! من أجل هذا يا بنتي إن آدم والأنبياء وجميعنا عشنا هناك مرة وعشنا هذه في عالم الخلق مرة أخرى.
صلاح من الفلوجة: من المعلوم أن علم الله سبحانه وتعالى أزلي أبدي فما يعلمه ما يكون وما كان في نفس الانسان فهو أزلي أبدي في آنٍ واحد لا يخفى عليه شيء، في تأويل بعض الآيات التي نريد أن نفهمها أن الظاهر يوحي بعلم مؤجّلأ (وليعلم) يعني يعلمهم فيما بعد؟
الإجابة: على كل حال لكي نعلم نحن ما هو صنع الله عز وجل وهذا ليس لأن الله اكتشفه الآن وحينئذٍ أن الله يعلم كما تفضلت ولكن لكي يثبّت الحكم بناء على فعل العبد وهكذا.
إذا هكذا هو الأمر والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا بعض الأحاديث للخروج من الحدث مثل أنجيناهم يعني مثلاً في أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنجيك من أي موقف وحتى لو كان السيف على رقبتك وهي مجربة. من ضمن الأحاديث التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تنجي من المصيبة ومن الكرب بشكل معجز:
(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم) هذا واحد هذا مجرب مائة بالمائة عندما تكون في كرب معين يعني تصور نفسك أنت ستغرق في بحر أو سيارة توشك أن تسقط.
الحديث الثاني الذي فيه دعاء الكرب يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، لا إله إلا أنت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
هذان الدعاءان ينجيان من الكرب كما قال تعالى فأنجيناهم وفنجيناهم. يُنْجيك ساعة الحدث من الموت ويُنجّيك في بقية عمرك فلما أخذناهم إلى البر وحينئذٍ سيدنا نوح ومن معه قال فنجيناهم ومرة فأنجيناهم من الغرق هو وأصحاب السفينة فلما وصلوا قال (فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ (73) يونس) ودخلوا إلى البر وبقوا إلى هذا اليوم.
د. نجيب: أي أن النجاة كانت مرافقة العناية الإلهية ترافقهم من المبدأ إلى المنتهى (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) مريم) هذه هي التنجية وكما قال الشاعر:
وإذا العناية رافقتك عيونها نَمْ فالكائنات جميعهن أمان
ويذكرون من ضمن الأدعية (اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بكنفك الذي لا يرام واجعلنا بجوارك الذي لا يضام ولا تهلكنا وأنت ثقتنا ورجاءنا يا الله يا الله يا الله) هذا الدعاء قرأه إبراهيم بن أدهم عندما كان يقطع الطريق من العراق إلى الحجاز وكانت محفوفة بالمهاول والسباع فقرأها فانقلبت هذه الأرض آمنة مطمئنة.
د. الكبيسي: فأمانك في الدنيا هذا الدعاء فادعوا الله يكون معك على طول الخط.
الدكتور نجيب: سيدي الشيخ نشكركم الشكر الجزيل على هذه الفروقات القرآنية بين هذه الايات العظيمة التي كنا نقرؤها ولا نعرف سر الاختلاف فيها. باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله شاكرًا لكل الإخوة الذين شاركوا معنا على الهواء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بثّت هذه الحلقة بتاريخ 4/2/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.
================
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2386
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 (بحجم 5.5 ميجا تقريباً)
على