الحلقة 107
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ها نحن من جديد مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله وجديده في كتاب الله تعالى.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ونحن في خضم الأحداث عن مصر التي هي حديث العالم اليوم من المناسب أن نتجول في كتاب الله عز وجل بعيدًا عما يحدث على الساحة اليوم، نتجول في كتاب الله عز وجل عبر ست آيات في هذا الكتاب العزيز نتبين بها فلسفة مصر في القرآن الكريم. قوتها وطبيعة أهلها وخيراتها وميزاتها وموقعها كما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز لكي نعرف من هو هذا الشعب المصري الذي هو يشغل العالم اليوم كله. وحُقّ له أن يفعل ذلك لأهمية هذا الشعب. نبدأ من القمة من قمة فرعون وفرعون واحد من عائلة متسلسلة طويلة عريضة حكمت مصر قروناً وهي من العوائل الحاكمة في التاريخ والتي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل باعتبارها عنواناً لشِرْك لا نظير له (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) النازعات) قال (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) القصص) ومع هذا الطغيان العقائدي الهائل تراه في غاية اللطف إلى حد أن الله سبحانه وتعالى لما بعث موسى وهارون قال (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا (44) طه) يا الله! يا لكرم الله! لشدة ما في هذا الملك المصري من رقة ولطف ولين كما سيذكر القرآن قال رب العالمين لا تقسوا عليه بالكلام (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه) مع أنه فرعون وقال (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) انظر كرم الله عز وجل وحلمه ولطفه!
د. نجيب: باعتبار أنه ربّى سيدنا موسى فقال له (ألم نربك فينا وليدا)
د. الكبيسي: نعم، وطبعاً الآية التي سنشرحها (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف) يعني لماذا ما افتخر بأهله فلم يقل أنا فلان بن فلان لا بل قال (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) وفعلاً طول التاريخ منذ أن خلق الله الكرة الأرضية وجعل فيها حضارتين بواديين يتناقلان الحضارة إلى يوم القيامة وادي الرافدين أولاً ووادي النيل ثانياً. بدأت الحضارة في وادي الرافدين ثم انتقلت إلى وادي النيل وما خرجت منهما إلى يوم القيامة من حيث الأصالة الجذور في هذين الواديين ولكن شتان بين وادي الرافدين وبين واد النيل من حيث اللطف والمروءة كما سأذكر بعد قليل وكما يحدثنا القرآن. كما قال الدكتور نجيب واحد ملك ربى طفلًا والطفل تربى إلى أن أصبح رجلاً ثم عمل بالقصر وهرب ولما هرب رجع بعد عشرة خمسة عشرة سنة قال له تعالى يا فرعون أنت لازم تترك الملك وأنا مكانك وأنت لست بشخص جيد يعني أولاً كيف وصل إلى الملك وهو ملك إمبراطور ومصر كانت تحكم المنطقة كلها الشام وفلسطين كلها كانت ملك مصر يحكمها إلى هذا القرن إلى اليوم إلى هذه الساعة تأثير مصر على فلسطين تعرفونه جيداً. يعني ليس هناك فلسطين بدون مصر. من أجل هذا رب العالمين عز وجل جعل هذا البلد الحاكم يعتز بأنه حاكم هذا البلد ما من مجد لمصري أعظم من أن تكون ملكًا أو رئيسًا لهذه الدولة يعني عندهم ولهم الحق عندهم إذا صرت ملكاً أو رئيساً في مصر شعبك يكاد يعبدك ولذلك أنت لاحظ كل العصور ليس هناك كباقي الدول جاءوا على الملك وسحلوه وقطعوه لا، لا، إطلاقاً يعني فاروق لما صار عليه الانقلاب صار بموسيقى عسكرية وسلام ملكي وجمال عبد الناصر يأخذ له تحية وراح بالمحروسة يعني ودعوه توديع الملوك يعني الآن هذا يقال لو أن هذا الرجل لو كان أكثر ليونة لودّعوه بالتعظيم وهكذا طبيعة المصري على خلاف العراق يقتلوهم ويعلقوهم حتى لو كان علي بن أبي طالب فقد قتلوه أما مصر لا فهي باللطف ولهذا هناك فرق بين الشعوب. يعني عمرو بن العاص معروف بذكائه وفطنته سألوه عن المصريين وعن الشاميين وعن العراقيين فقال (المصريون أكوس الناس صغاراً وألطفهم كباراً) فعلاً نحن عشنا في مصر حوالي عشر سنوات أثنى عشرة سنة أطفالهم في غاية الذكاء فلما تجلس مع طفل سنتين ثلاث وأربع يحكي لك كلامًا ويناقشك في غاية الجمال وأنتم ترون في برامج الأطفال ما هذا الذكاء؟! (أكوس الناس صغاراً وألطفهم كباراً) تعال شوف الكبار مجاملين لطيفين يشبعوك بالسلام فيهم لطف خيال ولهذا طول التاريخ لا يوجد هناك خناقة في مصر وحتى لو حصلت تكون بالكلام ثم يقول حقك علي معليش وإحنا آسفين وبعد شوي يتصالحون. شعب في غاية اللطف على خلاف العراقيين لا بد أن يقتل أحدهم الآخر حتى تنتهي القضية وهذه قضية طبيعية. فقال عمرو بن العاص (أكوس الناس صغاراً وألطفهم كباراً) كما هو فرعون وموسى. فرعون يقول له تعالَ نعمل موعد أنت تريد أن تأخذ الملك مني؟ تعال نأخذ امتحان وموعدنا يوم الزينة ونسوي سباق، السؤال كيف دخل؟ واحد كان هارب منه لسبب ما وعاد ودخل وناقشه والخ فقال له (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء) يا الله! حوار! حينئذٍ فلما سألوه عن المصريين قال عمرو بن العاص (أكوس الناس صغاراً وألطفهم كباراً) ولهذا مالك عدو في مصر مهما فعلت بعد خمس دقائق يقوم على الخد ومع السلامة حقك علي. ولما سألهم عن الشاميين قال (أطوع الناس للمخلوق وأعصاهم للخالق) وعن العراقيين قال (أبصر الناس بالفتنة وأعجزهم عملاً بها) فعلاً طول التاريخ يعملون فتنة قتلوا هذا وذبحوا هذا وعلقوا هذا وبعدين كيف يطلعون منها؟ لا يعلمون وهذا حالهم الآن شوف ماذا فعلوا والآن لا يعرفون كيف يخرجون منها. وعلى مصر (أكوس الناس صغاراً وألطفهم كباراً) وهذا الواقع هذا الذي تراه الآن أنت في الشارع كم مليون لا أحد ضرب أحد ولا أحد اعتدى عليه ولا ضربوا بالحجارة ولا كسروا شيئًا ولو كان هذا في العراق كان من زمان قامت القيامة قتول وناس تسحل ناس وناس تفجر ناس والجيش ينقلب عليهم والخ لكن المصريين ناس وديعين لطيفين مهذبين ولهذا اعتزاز الملك أو الحاكم بمصر اعتزاز هائل (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) وهذا إعجاز قرآني (وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ) هو نهر واحد، لا، هذا الحين نهر واحد في زمن فرعون خمسة كان هناك خمسة أنهار سواء كانت تفرعات منه أو هي أصلاً من نفس منبعه لكن على مر السنين بدأت تنظف وبقى هذا النيل العظيم والباقي من عشرين ثلاثين سنة اكتشفوها تحت الأرض وإلى الآن هنالك مياه جوفية تحت الأرض وهي أنهار خمسة كانت في زمن فرعون، هذا من إعجاز القرآن (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) فقد كانت خمسة أنهار. هذه الآية إذاً تبين لنا طبيعة الحاكم المصري يعتز بحكمه اعتزاز يعني مفخرة ويطوّل في الحكم، عبد الناصر بقي في الحكم إلى أن مات والسادات نفس الشيء لا أحد طرده أو أخرجه وهذه هي الوداعة واللطف والحضارة هذا الشعب الوديع كل من عاش في مصر يعرف كيف أن هذا الشعب ودود. أنت في مصر لا يمكن أن تشعر بالغربة إطلاقاً يعني نحن في بلادنا قد تخاف من المخابرات إلا يمسكونك ويضربونك إلا في مصر أنت تماماً ما في غربة نهائياً حينئذٍ (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) وبالتالي لا تلوم حسني مبارك إذا ما يريد أن يترك الملك فهي صعبة ملك في غاية الجمال لماذا؟ لأن الشعب يقدّر الحاكم ويعشقه الشعب المصري يموت في الحاكم
د. نجيب: وإن لم يكن هذا الحاكم مصرياً
د. الكبيسي: بل من يحكمهم يعني المثل الذي يقول لك المصريون يموتون في الحاكم والعراقيون يموتون من الحاكم حتى لو كان علي بن أبي طالب وقد قتلوه. إذاً هذا الشعب الوديع الجميل كما في هذه اللقطة يقول طبعاً أنتم كيف تتمردون علي؟! (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) أنتم تحبون الملك فكيف تتمردون علي؟! (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) فهذه اللقطة تدل على طبيعة من يحكم مصر واعتزاز هذا الحاكم سواء كان ملكاً أو رئيساً أو ما شاكل ذلك كما قال الدكتور نجيب كل من يحكمهم يحبونه حتى لو كان امرأة ففي التاريخ حكمتهم امرأة وماتوا فيها حباً وعشقاً وإكراماً واحتراماً.
——–فاصل———-
الدكتور نجيب: العجيب أن على مر العصور كثير من الأدباء والعلماء والشعراء والفقهاء الذين كانوا نجوماً في أوطانهم ولكن لم يكن لهم بيع وصيت كاف ما أن وطئت أقدامهم أرض مصر إلا وقد استقبلوا بالأحضان وأُكرموا وذاع صيتهم
الشيخ الكبيسي: إلى الآن دكتور إلى الآن إلى هذا اليوم لا يعرف عالم ولا محدّث ولا فنان ولا مطرب ولا شيخ ولا شاعر إلا إذا ذهب هناك ورضي عنه المصريون ذاع صيته. فالمصريون هم حكام العالم الإسلامي في كثير من الشعبية. كالإمام الشافعي هو ذهب إلى العراق وعمل مذهبًا ولكن لما راح مصر سوى مذهب ثاني فعرف من هناك وليس من العراق ولهذا سيدي الكريم هذا اللطف في مصر خيال فعلاً يا داخل مصر مثلك ألوف ما في واحد يشعر في مصر أنه غير وهذه نادرة. تلاحظ من أجل هذا رب العالمين عز وجل جعل فيها بركة أرض الكنانة فيها بركة من بركات الله عز وجل ولذلك يقول الشافعي حتى على نسائهم (من لم يتزوج مصرية فليس بمحصن) والأمم المتحدة عندها بحث أن المرأة الوحيدة التي تحصن زوجها هي المرأة المصرية إذا ًهذا هو اللطف العام في شبابهم في رجالهم والشباب الذين هم هنا الآن في غاية اللطف والذوق ولا في شعب في العالم بهذا التنظيم الفطري لا أحد ينظمهم وإنما هي حالات فردية تقع حتى بين الأخوان.
ننتقل إلى الآية الثانية قوله تعالى (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ (61) البقرة) بنو إسرائيل قالوا (يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ (61) البقرة) هذا الشيء الذي تريدونه في مصر. وفعلاً كلكم تعرفون وكل من زار مصر نرى فيها من خيرات الأرض عجباً كماً وكيفاً يعني جودة ورخصاً يعني فواكهها عسلها فولها كل ما فيها من خير لا ينتهي بأرخص الأسعار يعني هذا على أيامي وطبعاً هذه تختلف لأن العالم تتدخل فيها العالم دخل الشر ودخل معه كل السوء عندما دخلت فيها الأيدي يعني أنا على أيامي تأخذ أحسن شقة بـ2 جنيه، اللحم المشفي يعني ما فيه عظم بعشر قروش، الذي بعظمه سبع قروش الخضار كلها بتعريفة يعني خمس قروش البامية كلها بتعريفة يعني أتذكر مرة في أحد الرمضانات شوية زودوا القوطة صار الكيلو يعني صار بقرش وليس بخمس فلوس صار بعشرة فلوس والمصريين طبعاً أهل لطف وأهل نكتة فطبعاً فعادة لما الشخص يتغزل بواحدة يقول لها يا قمر يا زهرة فالمصريون قلبوها إلى يا كيلو قوطة من لطفهم. حينئذٍ نقول أن هذا البلد الرخي الرخيص والمليء بالخير الذي لا حدود له من ذلك اليوم قال (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) من ثومها وقثائها وعدسها وبصلها ولحمها وخضرتها وأرزها وكل ما تريد كله إنتاج مصر جيد كماً وكيفاً هكذا هو الأمر. ولهذا مصر كانت في العصر القريب من أرخص البلدان من حيث المعيشة مع وفرتها.
د. نجيب: وما زال
د. الكبيسي: وحقيقة مصر الآن منهوبة وتسمعون فلان عنده سبعين مليار والأخر ستين مليار كل وزير وكل أمير يأخذ له كم مليار ويهرب ومع هذا الخير كثير والناس عايشين وما في أزمة إطلاقاً. من أجل ذلك رب العالمين عز وجل جعل فيها بركة وجعل في شعبها بركة وكلما وقعت في أزمة تتعلم ثم تعود إلى خيرها الذي أراده الله لها وبعد هذا الذي ترونه الآن سوف ترون مصر تعود درة العرب ومصدر العرب في ثقافتهم كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
أنا إن قدر لي الإله مماتي لن ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
وهذا صحيح هذا صحيح
أرضه لن تعرف القيء وما خفضت إلا لباريها الجبينا
ومصر سوف تعود إن شاء الله خيراً مما كانت هكذا هو الأمر.
ننتقل إلى الآية الثالثة وسوف نتكلم بسرعة لأن الآيات كثيرة عن مصر (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس) البيئة المكان الذي تختاره لكي تسكن فيه فلا يوجد من يسكن في أي مكان فكل شخص عنده مواصفات معينة بيئة فيها أقاربي وأهلي وأنا آمن على نفسي وأجد فيها عملًا هذه تسمى بيئة والبيئة تختلف فهناك بيئة للبرتقال مثل فلسطين الحمضيات وهناك بيئة للمنجا مثل مصر هناك بيئة للتمور مثل العراق فرب العالمين قال له يا موسى أفضل بيئة لكما أنت وقومك مصر، لماذا؟ كما قلنا المكان الجميل في العالم لكي تسكن فيه مصر من حيث ما يلي لو جلست في مقهى كل الذين حولك يسلمون عليك مرحبا يا أستاذ، من أين أنت؟ أهلاً وسهلاً ولو سكنت في بيتك كل الذين حولك من الجيران يأتون ويسلمون عليك، ورب العالمين قال ما من بيئة لكم آمن ولا أرقى ولا أجمل ولا أسعد من مصر (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) تأمل هذه اللقطة اليهود في كل العالم اتّبعوا هذه الآية وهي وصية الله لموسى (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) بيت بجاني بيت اسكنوا مع بعض وإلى هذا اليوم في العراق هناك حارة اليهود في مصر حارة اليهود في أمريكا حارة اليهود الخ يسكنون مع بعض دائماً بحيث المنطقة كلها يهود كما الله قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) ما فينا واحد ذهب إلى مصر وسكن فيها سنة سنتين ثلاثة أيام دراسة إلا وبقي أهلها أهلك إلى أن تموت ويموتون. إلى الآن نحن نعرف ناس ونروح نزورهم ويأتون لزيارتنا فقط لأننا سكنّا في حيّهم أو في عمارتهم. فرب العالمين في هذه الآية يقول ترى هذه البيئة صالحة للسكنى تأمن فيها تأنس فيها تُعان فيها جيرانك يحفظونك وكلنا إذا حصلت لنا مشكلة معينة أو حصل لك أمر حدث معين كل الجيران يأتون ويقفون معك بشكل ما تجده في قومك ولا في أهلك. (أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) فالذي يريد أن يعيش سعيدًا وآمنًا ومتكافلًا ومكفولًا من جيرانه فليتخذ له سكناً ومسكناً في مصر هكذا يقول الله عز وجل لأنه شعب وديع محبوب ومتعاون مع الغريب مع الضيف فهم لا يسمونه غريب يقولون أنت ضيفنا. وحقيقة معظم الدول ما عدا دولة دولتين والشهادة لله الإمارات نفس الشيء لا تشعر فيها بالغربة فلا أحد يقول لك أنت غريب أبداً فقط دولة دولتين والباقي لا تبقى عشرين خمسين سنة ساكن يقول لك هذا العراقي هذا المصري هذا السوري لا هناك في مصر ما فيه أنت ضيف لا أحد يقول لك عراقي أو سوري أنت ضيفهم أنت واحد منهم. (أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) وكل من له ملك في مصر شقة أو بيت أو فيلا يعرف هذه الآية كيف أنها منطبقة إلى هذا اليوم لأنها من قدر الله في المصريين الذي يسكن في مصر هو أفضل مما لو كان يسكن في بيته لو عندك بيت في بلادك وبيت في مصر ترى أن راحتك في بيتك في مصر أضعاف راحتك وأنت في بلادك الأصلية. ولهذا ترى كما قال الدكتور نجيب كل أصحاب الكفاءات من علم أو فن أو تجارة أو سياسة لا يعرفون ولا يستقرون إلا في مصر ولذلك أنت الآن لما ترى كثيرًا من حكام مصر وشعرائها وأدبائها من دول مختلفة وكثير من فنانينها المشهورون من غير مصر النابلسي لبناني ونجيب الريحاني من الموصل وهكذا لماذا؟ لأنك أنت في مصر لا يقال لك بأنك أنت غريب ولا تعرف إلا هناك فقال اتخذوا لكم فيها بيتاً لأنها بيئة صالحة
د. نجيب: وذلك ينطبق على المفكرين في العصر الحديث جمال الدين الأفغاني شكيب أرسلان
د. الكبيسي: وكذلك شيوخ الأزهر فخضر حسين سوري والآن حتى يقال ونحن لا نريد أن نتكلم في السياسة ولكن يقال أن بعض الرؤساء التاريخيين في مصر المعاصرين أيضاً ليسوا مصريين ولم تكن هذه مشكلة عند المصريين.
سعاد من العراق: أنا عراقية وأتشرف بك كثيراً مع أن مذهبي شيعي ولكن أتمنى منك أن تخف على العراقيين فالعراقيين طيبين وأنت واحد منهم والذي يحصل الآن في العراق من صدام حسين.
الإجابة: يعني علي بن أبي طالب عندما قتلتوه صدام قال لكم اقتلوه؟ والحسين لما قتلتوه صدام قال لكم اقتلوه؟ والملوك لما قتلتموهم كلهم واحد واحد فاتركينا ساكتين كي لا نفضح أنفسنا.
نرجع وننتقل إلى آية أخرى (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) يوسف) (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) يا الله! هذا الذي كنا نقول (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) واحد غريب لقوه، قافلة وجدت واحد غريب في الطريق وجعلوه عبدًا رقيقًا قال (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) هكذا هو المصري أكرمي مثواه إذا ذهبت إلى مصر وادخل على أي بيت أدخل في أي حارة فأنت مُكرم،
د. نجيب: وكذلك آسيا التي آوت سيدنا موسى (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) القصص)
د. الكبيسي: يعني هذه أخت موسى لما راحت على خمسين سياج دخلت والحرس يعني ما فتشوها خمسين باب طريقة فرعون في البناء سياج وباب سياج وباب خمسين سياج وباب وتسللت أخت موسى لكي قال (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) القصص) وبدأت تحكي منهم للطفهم ولبساطتهم ما قالوا لها من أنت؟! لا، عادي حكت معهم وأشارت عليهم وراحوا جابوا له مرضعة. طيب إذاً معنى هذا الغريب في مصر على هذا الغرار (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) إذاً كنت سائحاً أو طالباً من الطلاب وأما الطلاب يعني على أيامي في الخمسينات يقول لك كان يكرمونه إكرامًا من باب التعبد من حيث أنهم طلاب علم جاؤوا في بلادنا، رواق كل دولة حاطين رواق العباسي إحنا عراقية رواق الشوام والمغاربة وكلها أوقاف ويعطونك راتب وكتب وكل شيء ويقولون هؤلاء ضيوفنا من حيث أنهم طلاب علم.
د. نجيب: ولا زالت مدينة البعوث في مصر لا زالت مستمرة
د. الكبيسي: إلى الآن. حقيقة كل من درس في مصر يعرف كم أن فضل المصريين عليه إلى هذا اليوم. قال عن عبد جاءهم (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) وفعلاً كيف ربوه وملّكوه (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) يوسف) كما قال الدكتور نجيب معظم الذين حكموا مصر ليسوا مصريين وليس لدى المصريين حساسية من هذا الموضوع واحد جابوه لا يعلمون من أين وحبوه وشاف أنه يفسر الرؤى زين فقال له (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) سوّاه العزيز يعني رئيس وزراء هكذا هو الأمر.
الدكتور نجيب: تنصيب سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام رئاسة الوزراء في تلك الدولة الملكية في مصر ألا ترى شيخ أن لها بعداً كبيراً خاصاً بفلسطين وأهله فقد كان في فلسطين في ذلك الوقت ويؤكد أيضاً تلك العلاقة بين مصر وفلسطين وخاصة أن الجدب والقحط الذي وقع في مصر تأثر به أخوانهم في فلسطين فما كان المدد إلا من مصر لفلسطين كما هو المدد الآن لغزة من فلسطين،
الشيخ الكبيسي: شيخي هذه ظاهرة تاريخية عجيبة ارتباط فلسطين بمصر اقتصادياً وارتباط فلسطين بالعراق عسكرياً. كل المعيشة الفلسطينية على مصر وكل التحرير الفلسطيني عراقي. يعني مثلاً المملكة الأولى لليهود التي حررها عراقي وهو سلازار والثانية التي حررها نبوخذ نصّر والثالثة التي حررها صلاح الدين الأيوبي وكتبهم وكتبنا تقول أن الرابعة القادمة هو أيضاً عراقي ولهذا نرى هذه القسوة على العراق وتفتيش وتفتيت العراق وأتذكر مرة أنا سمعت موشى دايان أنا بأذني سمعته في محاضرة يقول أنتم تقسون على العراق مع أنه كتبهم تقول أن الذي سيحرر فلسطين في المرة القادمة عراقي قال هذا عندنا أيضاً في كتبنا ولكن نحاول تأخير هذا ولو أنه قدر وشاهدنا في مصر أن مصر كانت هي معيّشة المنطقة كلها ولهذا جاء أخوان يوسف قالوا (وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) يوسف) فمصر تعيّش فلسطين والعراق تدافع عنها هذا الارتباط الثلاثي بين مصر وفلسطين والعراق تاريخي
الدكتور نجيب: ولكن سيدي على الرغم أنه كانت القيادة العسكرية عراقية في فلسطين وفي غير فلسطين لكن الجنود مصريين
الشيخ الكبيسي: وهذه ميزة فليس المهم القائد، مسؤولية القائد سهلة فالكلية العسكرية تخرِّج قادة لكن هذا الجندي فطري ولهذا مرة قيل لعلي بن أبي طالب (يا أبا الحسن كيف يغلبك معاوية وأنت أبو الحسنين؟ قال: لأمرين أولاً هو يكذب وأنا لا أكذب، ثانياً إن جيشه من الشام وجيش الشام لا يعصي وجيشي من العراق وجيش العراق لا يطيع) فالشام كانت تعني مصر وسوريا والأردن الآن هذه كلها الشام وبالتالي كما تفضلت المهم الجندي فهنالك جنود هو بطبيعته يطيع فالجيش المصري الآن في غاية الانضباط لأن الجندي لا يدرب فهو تلقائياً طبيعياً من أخلاقه
د. نجيب: ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (اتخذوا منهم أجناداً)
د. الكبيسي: صدق رسول الله، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالمصريين، تزوج ماريا وأعتقها وأصبحت أماً للمؤمنين ووصى (أوصيكم بالقبط تواصوا بالقبط خيراً فإنهم خؤولة لكم) لأن أزواجهم أمهاتهم فأمنا ماريا أمنا فالمصريون الأقباط أخوالنا.
الدكتور نجيب: ولذلك المصريون عندما دخل المسلمون فاتحين لمصر استقبلوهم ولم يكن هناك قتال كبير إلا في مواقع محدودة وأغلب مصر إنما دخلوا والحمد لله في دين الله تعالى أفواجًا لمّا وجدوا منهم من العدل والصدق.
الدكتور الكبيسي: من الصدق نعم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر كذا وكذا قال هذا العدل لا يفارقه
الدكتور نجيب: شيخ سنعود لك ان شاء الله بعد هذا الفاصل.
——-فاصل————–
الدكتور الكبيسي: اذا هكذا هو الأمر هذه الرقة التي شهد القرآن بها (أكرمي مثواه) لواحد عبد لقيه لقيط أكرمي مثواه وهذا هو، كلنا نعرف هذا يعني تذكرون على الأقل الجيل الذي في سني لما عبد الناصر تنحى بعد النكسة، وكانت نكسة ناحقة ومعيبة قال: أنا أتنحى عن الحكم بكى المصريون في الشوارع تنحى وجعل مكانه زكريا نحن كنا طلاب أُرفض أُرفض يا زكريا والمصريون يبكون في الشوارع حتى أعادوه للحكم. حسني مبارك لو كان يعرف طبيعة المصريين وربما لا يكون يعلم شكله مصري شكله أبيض يعني حلو، وحينئذ لو عرف قال أنا آسف يا بني والله لكانوا بكوا وخلوه لكن طلع عليهم يحكيلهم حكي مش عارف ايش، عبد الناصر بكى قليلًا قال أنت أتنحى وكذا بقى المصريون للصبح يتوسلون فيه ورجع فعلا هكذا شعب في غاية قال أكرمي مثواه وهو لقيط وفعلا صار وزير مالية (اجعلني على خزائن الأرض.)
نرجع الى الآية التي بعدها (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين وهذا معروف، أنت في مصر لا تخاف حتى مخابراتهم وأمنهم كأنك أنت في بلد الامارات ما في شيء علي عينك حالات نادرة كم من يوم بالرغم من كل هذا الذي صار لا ذبحوا أحد ولا قتلوا أحد ولا علقوا أحد!!! حالة أو حالتين تعذيب يكون فرديًا. هذا ونحن كلنا كنا في مصر طلاب وأخذونا واعتقلونا باعتبار الاخوان المسلمين، ونحن أناس نصلي فكنا نصلي لا يكون انت من الاخوان؟ لا يكون انت كذا؟ في أيام عبد الناصر والله في غاية الرقة وفي غاية الوداعة! شعب وديع لا يعرف العنف بكلمة، بابتسامة، ولذلك يقول (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين) وفعلا دخلوا آمنين واستقبلهم ورفعهم على العرش وخروا له سجدا، من يفعل هذا ؟؟؟! واحد غريب سوري ما أدري فلسطيني جاييهم ويصير عليهم حاكم ويصير كذا ويجيب أهله!! وقبلها (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل)!! في غاية الوداعة ولذلك اذا أردت أن تعيش آمنا مطمئنا فاذهب الى مصر واسكن فيها، وهذا كما قال الدكتور نجيب لو تتبعت الذين هم في مصر الآن من أعيانها ممثلين فنانين شعراء أدباء حكام تجار وهم مصريون تراهم في النهاية الذي جاء من المغرب الذي جاء من الشام. ترى الشيوخ والشيخ الأزهر ولا يزال شيخ الأزهر شيء مهيب مش مصريين بس ساكن مصر وصار مصري حكامهم تجارهم فنانوهم
الدكتور نجيب: الشيخ محمد خضر حسين شيخ الأزهر
الدكتور الكبيسي: سوري نعم. حينئذ هذا البلد اذا دخلته فانك تدخل آمنا كما قال (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين). نحن كلنا عندما كنا طلاب في الخمسينيات صارت حكاية الاخوان المسلمين وصارت مأساة في مصر وكل واحد يشوفوه هو من الوافدين يشوفوه يصلي يخافوا أن يكون من الاخوان والمباحث، والله دكتور يدقوا عليك الباب: –السلام عليكم –وعليكم السلام تفضل ماذا ترى؟ –انا مباحث طبعا انا وظيفتي اراقبك بس تشوفني ما تخافش طبعا انت لا تتحسس منا احنا اخوان وانت ضيفنا ولكن هذه وظيفة، ترى يقولك أنا من المباحث زين فبالتالي انت في بلد كهذا هذا ليس جديداً، من أيام يوسف ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين والى هذا اليوم. شوف هذا الذي حصل شيخي ملايين والله الذي حصل في عصر الصحابة صارت من محاسبة وتذابحوا ،عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم صارت مشاكل وصارت ردة ومش عارف ايش؟؟ ثم في زمن سيدنا علي وهم صحابة تصير مشاكل سياسية انتم مليونين في التحرير ومليون في الاسكندرية ومليون في المنصورة ومليون محاصرين القصور السيادية الرئاسية ما واحد ضرب واحد ما واحد قتل واحد ما تخانقتوا على شيء!!! ولذلك هم صار لهم مدة لا يأكلون لا يشربون لا أحد يعطيهم أكل ومع هذا هدوء فعلا ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين. في هذا الخضم طبعًا في هذه الثورة حقيقة ثورة ما دام عشناها ما نعرف فعلا قدرها سيذكرها التاريخ من أجلّ الثورات في العالم، ما من ثورة كهذه الثورة التي قام بها المصريون الآن بكثافتها بعفويتها بقلة زادها، أحد يؤكله لقمة لقمتين وما حصل لا شجار لا خناقة ما حدا قاله انت من الوفد انت من الاخوان المسلمين !!لا لا كل هذا وهذا ونحن في القرن الواحد والعشرين، لو على دور أباءنا وأجدادنا نقول ناس كانوا عقلاء لكن حتى ونحن في هذا العصر وكلهم شباب ومع هذا انت ترى على الهواء لا تضارب اثنان ولا تعاركوا!! حتى لما أتى البلطجية وضربوهم أمسكوهم وودوهم! شعب في غاية الجمال ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين. هذا أنت الآن لا تجده لا نادرا وبالعدل تقوم السماوات والأرض حقيقة. ولهذا الحقيقة الحكومة هذه لا أدري لماذا لم تحسن مخاطبة الشعب المصري؟ والله كنا نغلي ماذا بلاكم؟ ما تعرفوا تحكون؟ لو خاطبوهم بما ينبغي أن يخاطبوا لحلت من أول يوم لذلك ما عندهم اصرار على العنف أقنعه بكلمتين حلوة يعني انت طمئنه ولذلك هذه الصورة ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين.
الدكتور نجيب: ولذلك لما دخل المصريون مصر ووجدوا منهم العدل ووجدوا منهم الرحمة تقبلوهم ولم يقع هناك قتال ولا معاندة كما وقع في الشعوب الأخرى هذا ما تأكده المصادر الكنَسية
الدكتور الكبيسي: نعم نعم
الدكتور نجيب: سيدي الشيخ الأستاذ الكبير الأديب مصطفى صادق الرافعي يذكر في وحي القلم أن عمرو بن العاص قد أمر بنقل فسطاطه لكي ينتقل من القاهرة الى منطقة أخرى، لكن الجندي الذي أمره تأخر قال له لماذا تأخرت؟ قال عمدت الى نقل الفسطاط فاذا بيمامة حمامة قد نامت على بيضتها ولذلك لم استطع ان انقل الفسطاط خوفا! فقال له اترك الفسطاط الى ان تفقس البيضة وتكبر الفراخ وتلجأ الى محاضنها ثم بعد ذلك انقل هذا الفسطاط وبهذا حكم!
الدكتور الكبيسي: هذه الرقة
الدكتور نجيب: ذكرت سيدي الشيخ قصة عمرو بن العاص مع أحد أبناءه مع سيدنا عمر مع القبطي
الدكتور الكبيسي: نعم لما ضربه هذه معروفة يعني عدل سيدنا عمر معروف أن هذا العدل هو الذي أتى به والا قال له اضرب ابن الأكرمين. لكن على لطف هذا الشعب على كل تاريخه لم يتغير، يعني الشعوب تتغير يعني قطعا نحن الأحفاد لسنا مثل أباءنا ،أنا أعي آباءنا كانوا شيء روعة، هذا الجيل ترى ناس تقتل ناس وناس تذبح ناس الجار يقتل جاره
الدكتور نجيب: أعوذ بالله
الدكتور الكبيسي: المصريون ما تغيروا! كم جمهورية محمد نجيب وعبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك المفروض يتغير والأحزاب تغيرت وبقي هؤلاء الذين رأيتهم في ميدان التحرير وفي المنصورة وبالاسكندرية مع انه محلات مليانة، ثق بأنه مع الفقر الذين هم فيه كان بالامكان أنهم يقتحمون مطاعم محلات بالملايين ولا حصل ولا شيء ما في ولا قوة، والجيش حيادي هو شعب وديع ولذلك رب العالمين لن ينكبه وان شاء الله هذا الذي جرى قد محصه وأعطاه درساً، وسوف بإذن الله سوف يجعل على رأسه ناس يعني حكومة صالحة تقوده الى الخير وتداوي جراحه وتعوضه عن هذا النهب المنظم يا أخي مليار دولار ما هذا مليار دولار؟؟ والله ما بعرف أكتبها كيف أكتبها؟! سبعين مليار دولار وستين مليار دولار وخمسين مليار دولار كلها تنهب!!! هذا طبعاً غير التجار وغير العصابات وغير المافيات والشعب صابر لا يستطيع أن يأخذ الآن رغيف خبز ما عنده عيش
الدكتور نجيب: لكن ان شاء الله تعود المياه الى مجاريها
الدكتور الكبيسي: ان شاء الله بإذن الله
الدكتور نجيب: تفضل سيدي
الدكتور الكبيسي: الآية الأخيرة هذه أخرى آية أخرى عجيبة (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) أنت تعرف أصلا ما في من صنايعية في العالم أعظم قدرة ولا حنكة من الصنايعي المصري، الصنايعي المصري مخترع! يعني هذا يقول صباح الخير يا أسطه عطيه الصنايعي المصري سواء كان في السيارت في الأبواب حداد نجار، الصنايعي فنان يعني لو ترى انت الموبيليات السيارات كيف يعالجوها كيف يصنعوا الأدوات؟ طبعاً ما عندهم أدوات ما عندهم العملة الصعبة
الدكتور نجيب: مهارة يدوية
الدكتور الكبيسي: هل تعلم سيدي الكريم ان هذه الآية فيها معجزة؟ نحن نقول كيف حملوا حجارة الأهرام بالكبر هذا؟؟ تبين ما شالوها !العلم أثبت هذه أوقد لي على الطين، شيخي هذه قوالب طينية يأتون قالب خشب وتراب يعملوه طين ويوقدوا فيه النار صارت هذه الأهرامات، فأوقد لي يا هامان على الطين هذا ثبت الآن بعد التحليل وأن هذه الحجارة ما نقلوها كما قالوا لا لا قوالب طين واحد وراء الثاني واحد وراء الثاني واحد كبير مواد مع الطين مثل ذو القرنين (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) وبالتالي هذه الآية تقول هذا أوقد لي يا هامان على الطين سّوى له هرم حتى يطلع يرى رب العالمين موجود عليه أم لا. فحينئذ هذه الآية تعطيك اشارة الى أن الصنايعي المصري من أعظم صنايعي العالم.
الدكتور نجيب: الى عهد قريب شيخ الدولة الملكية بداية الثورة
الدكتور الكبيسي: الى الآن الى هذا اليوم الصنايعي المصري في أي شيء روح عليه وأعطيه يصلح ساعات يصلح سيارتك يصلح الكهرباء، لمسات فنان يعني ما في أونطة مثل دول أي واحد يتعلم وكذا لا لا صنايعية فنانين، ولهذا الصنايعي المصري سيد الموقف، أولا: الصنايعي عنده أخلاق خاصة صنايعي فرسان لأنه هذا صنايعي معلم لازم يكون راقي وحليم وكريم وشجاع يدافع عن المظلومين يسمونه جدع، يعني صاحب مروؤة وهو فنان فعلا الصنايعية هؤلاء الذين في مصر أعجوبة العجائب. ورب العالمين جعل فيهم خير الى مصر بحيث لو حاصرتهم كل دول الغرب اكتفاء ذاتي كامل كما هو الآن. طبعاً مصر أفراد منتفعين الشعب مش منتفع الشعب مضغوط عليه الشعب يُنهَب، ومع هذا اذهب الى مصر الآن وشوف عماراتهم بنائهم الديكور. هذا في خان خليلي يقدي شهر في طبق يغني الزخرفة التي يعملها في الأطباق يقولك أنا لا أريد أن أربح أنا هذا هوايتي يعني أنا هذا الابداع أنا أنتج هذا التحفة بيدي
الدكتور نجيب: تحفة فنية
الدكتور الكبيسي: كل شيء انظر الى التحف المصرية ما أكثرها كلها صناعية يدوية باليد الأطباق الملونة المصدفات الزجاجيات أما المصلحيات الذين يصلحون لك الكاميرات بيت فنان الصنايعي المصري فنان يكاد يكون مخترعا ولهذا كم غنوا عليه ومدحوه وخلّدوه كما نقول يا هامان أوقد لي على الطين والصنايعية سوى لك الأهرام من طين وصار لها أربعة آلاف سنة وما تحركت !! تأمل ادخل في الهرم صار له أربعة آلاف سنة لا خراب لا تبطل، بدليل نحن العراق مثلا قصور الخلفاء مثلا نحن ابتلينا بما يسموه بالطابوق هو طين وفخار نفس الشيء لكن مفخور غير نفيس الفخر فالطابوق العراقي المبني منه قصور الخلفاء العباسيين من الطين أيضا لكن كله ذاب بينما الصخور المصرية والطين المصري الى الآن قصور بن طالون وقصور فرعون وقصور الأهرامات هي أصلاً طين مفخور ولكن شتان بين هذا وهذا وهنالك التحف وكل الانتاج كل الانتاج الذي عندهم فيه ابداع فيه دقة وفيه جمال هكذا يقول رب العالمين فأوقد لي على الطين وهذه معجزة كما المعجزة الأولى وهذه الأنهار تجري وليس نهر
الدكتور نجيب: النهر هو الرزق الدائم
الدكتور الكبيسي: ثبت الآن أنه كان في زمن فرعون خمسة أنهر
الدكتور نجيب: معناه أن الرزق كان متوفر
الدكتور الكبيسي: -جداً وهذه الأهرامات صناعة طينية وأوقدت على النار بطريقة فنية أيضا من صنايعية فنانين هذه باقية الى يوم القيامة.
الدكتور نجيب: شكراً جزيلاً سيدي الشيخ لأن هذا الموضوع واكب ووافق هذه اللحظات الهامة والأحداث التي تمر بمصر داعين الله سبحانه وتعالى لأهل مصر كل خير وأن يوفقهم الله سبحانه وتعالى حكومة وشعبا والأنظار كله تصبو الى هذه الدولة المباركة لتعود الى عزتها وكرامتها وتعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم .
باسمكم جميعاً اتقدم بالشكر الجزيل الى الشيخ العلامة الدكتور الكبسي حفظه الله علماً أن الاعادة غداً ان شاء الله في الساعة الثامنة صباحا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بثّت هذه الحلقة بتاريخ 11/2/2011م وطبعت الجزء الأول منها الأخت الفاضلة نوال من السعودية ثم اعاد طباعتها الأخ الفاضل هيثم جزاهما الله خيرًا وتم تنقيحها.
=========================
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2390
على
على