الحلقة 119
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة) – (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة)
الدُّكْتُوْر نَجِيْب: بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم، الْحَمْد لِلَّه وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَبَعْد، مَع شَيْخِنَا الجليل الْأَسْتَاذ الْعَلِامَة الْدُكْتُوْر أَحْمَد الْكُبَيسي في بدائعه وفوائده القرآنية مفرّقاً بين تلكم الآيات التي تبدو أنها متشابهة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في سورة التوبة هذه السورة العجيبة التي تصف لنا طبائع البشر بالكامل من أولها إلى آخرها ويستطيع المسلم أن يرى نفسه في مرآتها من أي قوم هو وما هو مكانه أو مكانته يوم القيامة؟ فهذه السورة ترسم الحقائق في عمل الإنسان بالكامل، ما تركت علاقة بين اثنين أياً كان هذان الاثنان كانا مسلمين أو غير مسلمين أحدهما أو أحدهما إلا ووصفت ذلك بالدقة بحيث لا يبقى على الناس غموض أو إبهام في موقفهم يوم القيامة.
د. نجيب: كأن هذه السورة مرآة لكل إنسان
د. الكبيسي: هذه السورة مرآة لكل إنسان أياً كان دينه أو مذهبه أو طائفته يستطيع أن يعرف في أي المواقع هو؟ في السلب أو في الإيجاب في الصح أو في الخطأ؟ في الباطل أو ما شاكل ذلك؟
د. نجيب: ذكّرتني يا شيخ بمحمد بن نسر المروزي عندما كان يتلو كتاب الله فمرّ على قوله تعالى (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) الأنبياء) فقال أين ذكري في القرآن ؟ وبدأ يبحث عن نفسه فوجدها.
د. الكبيسي: ما من إنسان أياً كان هذا الإنسان وأياً كان دينه إلا ويجد لنفسه وصفاً كاملاً في هذه السورة بالذات.
د. نجيب: لكن نحن للأسف لا نلتزم بالتصنيف القرآني بل وضعنا لأنفسنا تصنيفاً بشرياً
د. الكبيسي: ما تفضلت به الآن هذا هو موضوع الآية القادمة. وهي الآية الأولى التي نتكلم فيها رب العالمين مرة يقول (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة) ومرة يقول على نفس الموضوع (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة) لماذا يقول مرة (والله يعلم) ومرة يقول (والله يشهد)؟ عندما يكون الموضوع الباطن معروفاً للمسلمين ولا ينخدعون به ويعرفون أن هذا الآخر يمثل أمامهم الإخلاص والإيمان والصداقة ولكنه في قلبه عدو يعلمون هذا رب العالمين يؤكد علمهم يقول (والله يشهد) معكم كما أنكم شهدتم لهم بهذا أنا أيضاً أشهد معكم (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ). إذا كان لا، انخدع به المسلمون وظنوا أن فيه خيراً قال لا (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) يعني أنتم لا تعلمون والله يعلم ما لا يعلمه الآخرون فينبههم إلى ما يعلم. والله يشهد بما شهد به الآخرون أي المؤمنون. فإذا شهد المؤمنون لك بالإيمان قال والله يشهد أن هذا مؤمن والعكس صحيح كما شهدتم أن هذا منافق وأن (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون). إذاً الفرق بين عدة آيات (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) هذا ليس من باب الإملاء والإنشاء وإنما لو دققت في كل موضوع لرأيت أن كلمة يعلم تأتي بخلاف ما علم به المسلمون انخدعوا بالمقابل
د. نجيب: أو يجهلون (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ (10) الممتحنة)
د. الكبيسي: وعكس العلم الجهل إن الله يعلم ما جهلتم من حال هذا، والله يشهد بما علمتم وشهدتم من حال هذا.
د. نجيب: ولذلك قال عن المؤمنين (الله أعلم بإيمانهم).
د. الكبيسي: نمثّل بذلك بآيتين في سورة التوبة وكما قلنا هذه سورة التوبة يعني لو قرأتها بتعمق وتأمل ومقارنة بين الآية والآية لعجبت كيف أن الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه المرآة حتى لا يبقى لأحد حجة على الله يوم القيامة. يقول رب العالمين في هذه السورة هي آيتان آية في 42 في التوبة وآية 107 (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة) النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهم قال ما دام عندكم شغل وأبقاهم وجابوا أعذار، العذر واحد 2 3 4 5 والنبي صلى الله عليه وسلم آذن لهم ثم قال (والله يعلم إنهم لكاذبون) لأنهم كذبوا على النبي كذبة صدّقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتي الوحي بأن يكشفها لهم. وحينئذٍ كلمة يعلم لا تغني عنها كلمة يشهد
د. نجيب: ولذلك أكّد
د. الكبيسي: ورب العالمين عاتب حبيبه ونبيه وقال عفا الله عنك لكن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الآية (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران) فأذن لهم ثم قال لا (والله يعلم) أنهم على خلاف ذلك. فكلمة يعلم لا تغني عنها يشهد هذه واحدة. آية ثانية مجموعة أخرى وهذا الكلام عن المنافقين في كل التاريخ من مسلمين وغير مسلمين من أعداء وحلفاء كل جماعات تتعامل مع بعضها تجد لها وصفاً في هذه السورة. هذا فريق عنده أعذار ويظهر بمظهر حسن ويخفي السوء الخ وفريق آخر لا، فريق آخر مزور مقلد وتعرفون كل بضاعة نادرة أو عالية الثمن تزور أو تقلد يعني الآن مثلاً الدولار الأمريكي الدولار الآن عملة العالم ولهذا ما من عملة تزور أكثر من هذا الدولار. أنتم لاحظوا الآن لما نتعامل بالدولار في أي متجر صاحب المتجر يقلب الورقة لأن التزوير بلغ مداه لماذا؟ لأنها عملة رائجة وقيمة ومتداولة في العالم أكثر العملات تداولاً وقيمة. فبالتالي العملة البسيطة لا أحد يزور الدينار العراقي لأنه سقط فالدينار العراقي الآن أقل من مليم الذي كان ثلاث دولارات! الدينار العراقي في السابق كان ثلاث دولارات للدينار الواحد والآن أقل من نصف المليم ما أحد يزوره وكذلك الجنيه المصري أو السوداني أو السوري أو بعض العملات الآسيوية لا أحد يزورها لأنها غير متداولة ولا قيمة لها. إذاً من الذي يزوَّر؟ النسخة الأصلية الثمينة المتداولة مثل هذا الدين كله. (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة) فعلاً النبي صلى الله عليه وسلم أوشك أن يفتتحه حينئذٍ رب العالمين عز وجل قال ترى هذا كذب هذا كذب وحينئذٍ النبي صلى الله عليه وسلم قبل ما يفتتح بأيام عرف وعلم بأن هذا نفاق وأخبر أصحابه فالله قال له والله يشهد كما فعلتم وكما أدركتم وكما تعلمتم وكما شهدتم عليه (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ). إذاً لا تغني كلمة يعلم مكان يشهد ولا كلمة يشهد مكان يعلم وهذا هو القرآن العربي بحكم عربي حيث لا تغني أي لغة أخرى عن هذه اللغة العظيمة التي أصابها الضيم والظلم في هذا العصر الذي نحن فيه من أهلها قبل أعدائها.
نرجع الآن ونتكلم عن هذا التزوير في الأمة هذا من قواعد الكون. إقرأ تاريخ الأديان كلها واقرأ تاريخ الدول كلها تجد أن هناك إضافة إلى النسخة الأصلية المتداولة الطبعة المشروعة المختومة والتي هي أكثر العملات تداولاً وقيمة تظهر لها نسخ أخرى مقلدة ومزيفة ومشبوهة ولكنها كثيرة ومتعددة هذا من قوانين هذا الكون. رب العالمين عز وجل في ما يتعلق بالقرآن الكريم بيّن لنا بأن هذا التزوير الذي حصل للمسجد والمسجد كما تعرفون هو بيت هذه الأمة (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) الجن) (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) النور) المسجد سوق هذا الدين. البضائع الرائجة لا تباع في محل أو دكان صغير بل في الأسواق العظيمة. فسوق الإسلام المسجد أنت في بيتك تكسب حسنة نص حسنة ربع حسنة صلاة أي كلام كلنا أي كلام، في المسجد خمس وعشرين درجة وخمس وعشرين حسنة وكل خطوة ترفع لك قدمك وتخليها إلى المسجد نقلة بالجنة وتحط عنك سيئة وتكسب حسنة وبقاؤك في المسجد تصلي عليك الملائكة ولو مت في المسجد لدخلت الجنة لا حصر للأرباح! فإذا هو سوق هذا سوق جملة. وبالتالي هذا المسجد إذا زورته وقد زور في التاريخ ولا يزال مزوراً إلى هذه اللحظة وإلى يوم القيامة والدليل على انشقاق الأمة أن يثور الفرع على الأصل يعني عندنا أصل وعندنا فرع الفرع قد يكون مقبولاً ولكل أصل فرع هذا الفرع إذا خرج عن الأمة أو خرج فيها أو خرج منها أو خرج إليها أو خرج عليها انتهى انفصل يعني أنت فرع أبيك تقول هذا أبي ما دمت تقول هذا أبي فأنت ابنه وهو أبوك ويحبك وتحبه مهما فعلت به قطعته وقاطعته وقطعت صلتك به وما بررته وعققت أباك ولكنك تقول أنا فلان ابن فلان. على حين غفلة وإذا هذا الإبن يقول أنت لست أبي بل يحاول قتل أبيه يالله! إذاً لم تعد هناك علاقة بين الاثنين، إما خرج عليه قال أنت لست أبي أو قطع علاقته به تماماً بحيث لا يعرف له صلة إطلاقاً. حينئذٍ تنقطع الصلة هكذا هو هذا المسجد (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا) كلمة ضرار محاولة الضُرّ. فرق بين الضر والضرار كما تحدثنا في الكلمة وأخواتها الضر وقوعه الضرار يحاول أن أوقع عليك الضُرّ مثل الشقاق والخصام. الشقاق هو محاولة الشق بين المسلمين قال (أهل نفاق وشقاق) يعني يحاولون دائماً أن يشقوا ما هو ملتئم. إذاً هذا المسجد ينبئنا الله عز وجل بأنه سيبقى عاملاً من عوامل انشقاق الأمة لأن هذا المسجد اتخذ وسيلة للضرار والكفر والتفريق بين المسلمين وإرصاد لمن حارب الله ورسوله والأرصاد هو التربص بالآخر عداءاً مع إتقان المؤامرة وإتقان الكيد. حينئذٍ هناك مساجد الآن عدوتك وفي التاريخ موجودة وأولها هذا (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) وهو مسجد قباء وبرروه تبرير هائل في البداية المسلمين انخدعوا به وتبين أنه بني مكر وللتجسس وللاتصال بالعدو بالروم لكي يعطونهم أخبار المسلمين وكل عدو يخرج على من المسلمين من المسلمين يلجأ إلى هذا المسجد كنقطة انطلاق إلى العدو وخروج إلى ديار المسلمين من جواسيس وقتلة ومجرمين الخ ولذلك أصبح هذا المسجد ضراراً فأمر المسلمين بهدمه وفعلاً هذا المسجد من أول الإسلام إلى اليوم ما خلت منه الأرض الإسلامية ولا مرة وتعرفون أنتم هذا مسيلمة بنى له مسجداً والذين هدموا الكعبة أرادوا أن يهدموها ويبنون لهم مسجداً وغيروا القبلة وكلام وتعرفون هذا في السير. فهذا لا يخفى أحد لا يخفى أمر المسجد الذي يُتخذ ضراراً كهذا اليوم الذي نحن فيه مسجد يلعن المسجد الآخر أهل هذا المسجد يكفِّرون أهل ذلك المسجد أهل هذا المسجد يتآمرون لقتل أهل ذلك المسجد وأنتم تسمعون تفجير المساجد في كل مكان في العالم الإسلامي اليوم جماعة تدعي أنها مسلمة وتفجر المسجد بالمصلين بما فيه من نساء وأطفال ورجال ومساجد وشيوخ وكتب ومصاحف ويصيح الله أكبر يعني هو انتصر! هذا (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) والآن لا ينكر أحد ولا أحد يخفى عليه أن كل هذا مدفوع الثمن كله يشتغل بالريموت. وحينئذٍ هذه الآية تبين لك إرصاداً لمن حارب الله ورسوله كل هذا هناك اتصال بعدو، عدو ذو قدرة ذو بأس ذو مال ذو خبرة ذو دهاء يستطيع أن يغير الناس من ساعة إلى ساعة بوسائل لا حصر لها. وهذا الذي يجري في العالم الإسلامي كله اليوم من هذا القبيل لو تأملت به تأمل بهذه الآية
الصفة الأولى ضرار مسجداً ضراراً تأمل كم أصاب المسلمين الآن من أضرار من ضرار أهل المساجد الأخرى اسمه مسلم لكن من طوائف. نحن قلنا الفرع والأصل النسخة الأصلية والنسخة المزورة الدولار القديم الأصلي والدولار المزور صح قد ينطلي ولكن كم ينطلي الدولار المزور؟ يمكن على 1 بالعشرة آلاف يمكن ينطلي عليه يشتري بضاعة بدولار مزور لأن الناس لديهم خبرة نحن نرى عندما نذهب إلى مكاتب التصريف، هذا الموظف أو الصراف يمسك الدولار بطريقة معينة من الحاشية يعني حركات يعرفها فصارت معروفة إذن. فهكذا هو الأمر الآن الضرار معروف تماماً في هذا المسجد الذي يصلي فيه الناس ولحى وما أعرف ماذا لكنه وجد هذا للإضرار بالمسلمين.
د. نجيب: لكن مثل هؤلاء الصرّافين في هذه الأمة قليلون لكي يميزوا بين هذه الأصناف الفرعية والأصلية
د. الكبيسي: أنا أخالفك في هذا.
———–فاصل————-
الدكتور نجيب: ما هو الشيء الذي يميز العملة الصحيحة من المزيفة؟
الدكتور الكبيسي: هذا الذي دعاك لأن تقول هذا الكلام وهو قلة الصرافين الذين يميزون العملة الأصلية أنت معذور بكلامك لأن الساحة الظاهرية هكذا من إعلام والناس والصحافة فهذا الذي يعلن على الملأ فلان قتل فلان وفلان كفر فلان وفلان عمل فلان وحرب بين هذه الجماعة وتلك الخ كما ترى ثق أن كل هؤلاء لا يساوون واحد بالألف من هذه الأمة فالـ99% من الأمة في مساجدها في بيوتها آمنة مستقرة وهم السواد الأعظم والحديث يقول (إذا غم عليكم فعليكم بالسواد الأعظم) فالأمة شيء والفرع شيء ثاني والبحر شيء والساقية الآسنة ِشيء آخر. حينئذٍ الأمة كاملة وسليمة بحيث منذ أن جاء الإسلام إلى هذا اليوم وكل الثوابت ثوابت لم تختلف ولا شعرة لكن كما في كل الدنيا هناك زبد (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد) لأن الزبد رابي صوت عالي وفضائيات وجعجعة ومش عارف مين وإعلام حينئذٍ كل هذا يزول بيوم بساعة. ولذلك الأمة سليمة باقية إلى يوم القيامة على هذا النسق العظيم ولكنها تنشط من جديد تدور الدورة الدموية فيها من هذا الغبش وهذا الزبد الذي يربو في كل مائة عام مرة. وحينئذٍ نحن الآن في حالة انطفاء هذا الزبد وأنت ترى الآن أن كل هذه الحركات والفوضى التي عمت الأمة من حوالي نصف قرن إلى الآن بحجة هذا سبتمبر وهم خلقوا جماعات مدفوعة الثمن والريموت يعمل لكن الأمة الآن وعت ونضجت وكثير من هؤلاء الناس عادوا إلى الله عز وجل والأمة مقبلة على خير ولهذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي أبداً) (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (11) النور) لماذا خير شيخي؟ لولا وخز الإبرة ما استقام الثوب (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (3) العنكبوت). حينئذٍ هذا الذي جرى وحد الأمة وأيقظها وزاد من معارفها ومن معرفتها وحينئذٍ الأمة قادمة إن شاء الله بلا شك أمة موحدة. يعني هذا العراق الذي صار فيه صار في التاريخ يعني مش مرة واحدة ولكن بعد هذه الفوضى يصفى الناس فكراً وعقيدة وتوحداً ووحدة ولذلك هذا الذي يجري في الأمة إعادة تدريب وتنشيط ثم تصفية لا بد من تصفية (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) آل عمران).
د. نجيب: وحتى في الغرب إقبال الناس على الإسلام ودخولهم في هذا الدين
د. الكبيسي: بل هي الغرب نفسه متى فعل هذه النهضة العجيبة التي جملت الدنيا وطورتها إلى هذا الحد؟ بعد تلك الحروب الطائفية بينهم العظيمة التي أبادتهم إبادة والحروب الصليبية والمغول. إذاً هذا من قوانين الكون كلما أراد الله تصفية أي شعب وأي أمة فعل بهم هكذا. نحن نريد أن نعرف الآن ما هي مواصفات النسخة الأصلية؟ هذا الإسلام المسجد الذي هو النسخة الأصلية غير المزورة ما هي المواصفات؟ والمسجد هو الإسلام (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)) أين؟ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رجال (37) النور) بيوت تعظم وتطهر وتقدس في مكان رفيع وفيها رجال بأخلاقهم وصبرهم وقوتهم وجلدهم وعطائهم. هذا سبحان الله من أول الإسلام زور من مسجد ضرار وإلى جانبه ببضعة أمتار مسجد قباء (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). أنت لاحظ كما قال الدكتور نجيب أن الوحيد في الكون كله الذي يوحد الله عز وجل هم أصحاب هذا المسجد لماذا؟ هذه الأمم العبقرية أمم الفلاسفة أمة الهندوس وأمة الوثنيين واليابانيين والروس ومن قبلها اليونان هذه أمم عظيمة طورت الدنيا تطويراً خيالياً لا نلحقهم بذلك كيف لم يدركوا أن الله واحد لا شريك له؟ لم يدركوا هذا الشيء الذي هو أساس هذا الكون! أول ما تحاسب عليه هو هذا ولا شيء غيره إذا صح منك فالباقي كله سهل. ايش معنى أنت فقط؟ هناك قلائل هناك بعض الفئات من هذه الأمم نعم توحد الله كما توحده لكن ليست ظاهرة في الأمة يعني طوائف أو أفراد أو مجموعات قليلة تقول نعم لا إله إلا الله ولا شريك له ولكنهم لا يُذكَرون لقلتهم. بينما هذه الأمة كلها صغيرها كبيرها عالمها جاهلها متعلمها كل ما تعرف بصدق وقوة وثبات واعتقاد كامل إصرار لا إله إلا الله بشكل لا يقبل الشك ما معنى أنت؟؟ ولهذا قال (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) إلى أن قال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة) والوسط هو الأفضل (قَالَ أَوْسَطُهُمْ (28) القلم) يعني أفضلهم. من هنا قال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران) هكذا هو كل ما في الأمر. ننتقل إلى النسخة المزورة كيف تعرف أنها نسخة مزورة؟ أولاً تخرج من الأمة منذ أن تلعب بهذه الثوابت يعني مثلاً كلمة لا إله إلا الله فيها دغش فيها أن هذا القبر أو هذا الشيخ أو هذا الولي أو هذا السلطان هناك أنت تعتمد على ناس آخرين غير الله عز وجل ولكن في عقيدة وليس بالتبرك سيدنا عمر استسقى بسيدنا العباس. وحينئذٍ هذه قضية ثانية يعرفون بالضبط ماذا يريدون لا في وصلت الأمور يعني في التاريخ مثل هذا الذي حكيته لكم الذي قال تعالوا نعبد الشيطان حتى نخلص من شره وهو مسلم! هذه القلة إذا بنت مسجداً وقد بنت مساجد يعني هناك طوائف إسلامية حكاية لا إله إلا الله مش مضبوطة فيها لأنها تعبد هذا الشيخ الذي هو قائدها إلى حد العبادة إذا قال هذا الشيخ انتهى لا يعرف لا قرآن ولا نبي، الشيخ ماذا يقول هذا هو الصح وما أكثر ما أضلهم! تركوا أركان واستحلوا حرمات وتركوا واجبات الخ هذا قلة لا تقاس ولكنها موجودة. إذا وصل المسجد إلى هذا وصار مسجد كفر ولاحظ كلمة الكفر للنبي صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا) بالسُنّة فقط لا يستطيع أي إنسان أن يجاهر أمامه يقول ليس هناك الله لا، لا، ولهذا لما جاء الحزب الشيوعي مع أن كان الذي يسنده دولة تملك نصف الكرة الأرضية وتستطيع أن تدمر الأرض بثواني وهو الإتحاد السوفييتي وأحزاب شيوعية تمكنت واستحكمت وحكمت الأرض في دول معروفة وكلكم تعرفونها ومنها العراق وراحوا كأنهم زبد! هذه الأمة غير قابلة للإلحاد، الأمة فيها مناعة من كل تيار إلحادي ولكن ليس فيها مناعة من الخلل. يعني هناك بعض الخلل الذي يؤثر في صحة الشيء يعني لم يعد صالحاً. كما قلنا فرق بين أنت وأبوك لستما متصالحين لكن تقول هذا أبوي وبين لا أن تقول له أنت لست بأبي انتهينا أنت بهذا لم يعد بينكما علاقة إطلاقاً. حينئذٍ هذا المسجد الضرار وهو موجود الآن في العالم الإسلامي وفي كل التاريخ موجود لكن الآن استشرى الآن فضائيات ومدارس وأحزاب وفئات يجاهر بعضها بما يخرجهم من هذا الدين إخراجاً كاملاً لا علاقة. يعني مثلاً أنت عندما يكون فيك شك وريبة من أي فعل من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي يجري الآن بالتلفون شيخ الفلاني يقولون عن النبي كذا وليش فعل كذا؟ وهذا من الفضائيات ليش تزوج وحدها أبوها قتل قريباً؟ مارية القبطية أبوها قتل قبل فترة وجيزة هذا ليس من الإنسانية؟ مع أنه بهذا كرمها لأنه في الحقيقة كانت من عادات العرب إذا صارت هناك حروب بين قبيلتين أو دولتين ومات الملك والملك الآخر تزوج ابنته هذا يعتبر رد اعتبار كما فعل الكثير في التاريخ كله وأنت تحاكم التاريخ بأعراف اليوم؟؟! حاكمه بأعراف زمانه لكن كيف يمكن أن تنتقد النبي عليه الصلاة والسلام وأنتهيت! ورب العالمين أخرج ناس من الدين لأنهم قالوا أنه أذن (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ (61) التوبة) والنبي يسمع كثير من الناس ليس فقط هذا، فهذا كلمة كفر تتعلق هنا بالمعاملة مع النبي فإياك وأن تنحرف بأن تعترض أنت قد تتساءل ما الحكمة أن النبي فعل كذا؟ ومع السمع والطاعة هكذا هذا واحد.
ثانياً هناك تغيير بطبيعة الأركان تغييراً كاملاً يعني مثلاً الحج عرفة، أنت جبت عقيدة لا الحج ليس عرفة بل ثاني يوم يعني أنت تجعل الحج في اليوم الثاني أنت إذاً لا حج لك ومن ذلك أن تكون مصراً في كل عام على أن تبدأ صيام رمضان بعد الهلال بثلاثة أيام الهلال طالع من ثلاثة أيام والمسلمون صائمون وتقول لجماعتك وفرعك وأتباعك لا اليوم فقط نصوم والنبي قال (صوموا لرؤيته)؟! ونفطر بعد العيد بيومين يعني يصوم يوم العيد هذا خلل! مثلاً زكاة والزكاة ركن من أركان الإسلام لا، هو يجعل هناك عبارة عن تبرعات لبعض الناس يعتبر هذه هي الزكاة ما في داعي زكاة، هذا عبث بالأركان هذا من مسجد الضرار الذي يخرج العبد من الملة. حينئذٍ كل شيء من هذا القبيل وما عدا ذلك ما عدا أن تخرج عن الأمة فتستحق يعني أنت تعتقد أن كل الأمة تستحق القتل ما عداك وجماعتك وفرعك. حينئذٍ هذا الذي يقول ذلك ويعتبر أن الفرع هو الأصل والأصل هو المزوّر يعني يعتبر هذا الدولار المزور هو الصحيح الذي هو واحد من المليار والمليار هذا كله مزوراً؟ هذه غباوة وبالتالي هذا خارج عن الأمة تماماً وهو يلقى الله وليس في قلبه ذرة من إيمان. فعليك أن تنتبه أولاً أن تستحل قتل الأمة بعد أن تكفِّرها كلها وهذا للأسف وجد في أول الإسلام واليوم موجود هناك من يكفِّر كل من عداه فكل من عداه في النار إلا سيادته الذي هو ما يطلع واحد بالمليون. حينئذٍ هذا أي غباء هذا من مكر الله عز وجل ولهذا قال (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) إذا كنت مؤمناً على هذا النسق فاعلم أن الله يحبك ولذلك كل من يقتل المسلمين مستحلاً لذلك من المسلمين فقد خرج من هذه الأمة خروجاً كاملاً (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) هذا القتال الشخصي هذا سيحاسب ويعاقب ثم يدخل الجنة أما الذي يقتل المسلمين لأنهم كفار وهو فقط الذي ما يساوي واحد بالمليون هذه قضية منتهية.
نهى من أبو ظبي: سؤالي أنه رب العالمين عندما خلق آدم فقال للملائكة أني سأخلق آدم واسجدوا له أول ما أخلقه فردت الملائكة أنه كيف تخلق من يفسد في الأرض! كيف عرفت الملائكة شيئاً لا يزال مجهولاً؟
الإجابة: طيب على كل حال هو ليس مجهولاً لأنهم كانوا يظنون أن الله سبحانه وتعالى سوف يستخلف الجن لأن الجن كانوا مخلوقين في عصر الملائكة قبل أن يخلق آدم فظنوا أن الله سيجعل الخلائق من الجِنّة فسألوا كيف تخلهم هؤلاء قتلة! قال لا، أنا أعلم ما لا تعلمون فلما خلق آدم وشافوه تعجبوا وقال اسجدوا له.
غادة من مصر: عندي سؤالين الأول أنا وأختي ولا نشكر في أنفسنا لكن الحمدلله نحن في الدين ملتزمات على قدر استطاعتنا ونحن لسنا محجبات ولكن نحاول نؤدي الفروض التي علينا ممكن يكون فينا معاصي نحن غافلين عنها وربنا أعلم بها وإن شاء الله يتقبل الله منا المغفرة لكن نحن لم نتزوج بعد فهل هذا ابتلاء لنا؟ المشكلة أن الواحد يتعود ويسمع كلام حضرتك ويرتاح لكن يحصل أحياناً نوع من أنواع الجزع، السؤال الثاني بخصوص صلاة الفجر الواحد كان منتظم على صلاة الفجر وفجأة لم يعد منتظماً لأن التوقيت صار مبكراً جداً ولا يؤدي فرضه في وقته؟
الإجابة: أولاً نسأل الله تعالى بأن يحفظ مصر وإن شاء الله رب العالمين يجعل العواقب سليمة وتستمر هذه الثورة إلى النهاية على ما هي عليه الآن وخذوا بالكم احرسوا مصر جيداً لأنها هي التي تؤم العالم العربي كله فإذا صار فيها خلل الأمة كلها يصير فيها خلل هذا قدركم الآن فنسأله تعالى أن يمن عليكم بالوحدة والصلاح والنضج الذي ينتظره منكم المسلمون كما رأيناكم عليه هذا واحد. اثنين والله يا بنتي لو تحجبت لرضي الله عنك ووفقك توفيقاً كبيراً لماذا؟ خذها مني يا بنتي هذا الشاب قد ما يصلي وقد ما يصوم ولكن عندما يتزوج يريد امرأة مضمونة مائة بالمائة. الآن في كل العالم العربي رجل حتى لو فرضنا أنه ما يصلي ولكن عندما يتزوج يتزوج وحده محجبة فالزواج ستر وشرف وناموس وعرض وأولاد هذا واحد. إذاً عليك أن تتحجبي ترضين الله أولاً وخذيها مني سترين بعد ما تتحجبين كيف رب العالمين يشرح صدرك ويفتح عليك الدنيا كلها بالخير. ثلاثة وهذا المهم تعرفين يا بنتي أن نسبة العنوسة في العالم العربي 60% لماذا؟ لغلاء التكاليف وهذا سبب مخالفة السنة النبوية (أكثر النساء بركة أيسرهن مهوراً) يا بنتي شايفين شبابكم وشبابنا يا دوب يحصل قوته الشهري فشوفي الشقة بكم؟ والمهر بكم؟ ومش عارف إيش فكل هذا من أي يأتي به؟؟؟ فالآن وكما تعرفين دخل على الخط أنواع الزيجات مسيار ومتعة وبويفريند فيعني مش لأنك أنت بالذات بل هذا النسق العام وإن شاء الله رب العالمين يفتح عليك.
————فاصل——-
بالنسبة لصلاة الفجر هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو دعاء الفجر عليك أن تعرفيه موجود في كتب السنة تقرأينه قبل أن تنامين ورب العالمين سبحانه وتعالى يوقظك (اللهم لا تؤمني مكرك ولا تنسيني ذكرك ولا تكشف سترك ولا توليني غيرك ولا تجعلني من الغافلين يا أيها الملك الموكل أيقظني في الساعة كذا) تستيقظين بالمائة مائة هذا واحد فأنت عليك أن تنامي متوضئة وتقرأين دعاء الاستيقاظ وحينئذٍ سوف تستيقظين بأجمل ما يكون وأسأله تعالى أن يوفقك أنت وأختك بزوجين كريمين رب العالمين سبحانه وتعالى قادر على أن يفعل ذلك بأسرع ما يمكن، توكلوا على الله.
هذا الموضوع انتهينا منه وهو أن المسجد الضرار لا يزول والكلام فيه يطول على النسخ المزورة للإسلام لكل طائفة إسلام. هناك إسلام فيه خلل لكن مع الإسلام مع النسخة الأصلية قد يكون هناك دولار مقطوع منه شيء مقصوص منه شيء محذوف حرف منه لكن هذا دولار لكن نسخة كاملة جديدة وهي مزورة هذه قضية ثانية! ولهذا كلنا قد نخالف ونختلف والمذاهب مختلفة في هذا الموضوع لكن أنت مع النسخة الأصلية الأمة أمتك كلها وتحصل عليها وعلى مستقبلها وأنت مسخر في مصالحها وكل واحد منهما أخوك وأنت أحرص عليهم من نفسك (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر) ولا بغضاء إما إذا كنت تبغض الأمة لأنها أمة ولأنك فرع منها فقد خرجت من هذه الأمة فأنت من جماعة المسجد الضرار أنت خرجت من هذا الدين هذا انتهينا منه.
رب العالمين يقول للنبي صلى الله عليه وسلم في نفس السورة في نفس سورة التوبة رب العالمين يخاطب محمد صلى الله عليه وسلم والخطاب هذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. كل أعداء الأمة الذين يخيفوننا لأمرين إما لكثرة الشعب بالملايين ونحن قلة يعني في بدر كانوا ثلاثمائة واحد وجاءتهم كل أمم الشرك وبالأحزاب نفس الشيء وأغنياء. فنحن أعداؤنا في التاريخ ناس أغنياء جداً ونحن فقراء وناس كثرٌ جداً ونحن قلة والله قال هنا (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) التوبة).
أم منتهى: شيخنا حلمت فيك حلماً أنك أعطيتني أنت أوراق الأوراق أعطيها لزوجي قلت لي خلي زوجك يأخذ هذه الأوراق ويروح لشارع السفراء ولما أخذ زوجي الأوراق ورحنا ركبنا السيارة الطريق كان منحني كأنه وادي وأنت كنت تصرخ بي لا تخافين يا بنتي الطريق راح يكون عدل وفعلاً أنا منذ أن جئت ولفت السيارة وكانت السيارة منحنية وفجأة صار الطريق عدل وإذا بطريق أخضر.
أبو مصطفى من العراق: في سورة التوبة (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة) سؤالي هل هذه الآية خاصة بوقتها أو عامة؟ وكيف يقوم المشركون بأعمار مساجد الله؟
الإجابة: لا، هذه الآية عامة في كل التاريخ لكل تيار قلت لك ارصاداً ولكي نكون صريحين هناك طوائف تدعي أنها منتسبة إلى الأصل الإسلامي يعني للنسخة الغير مزورة وهي نسخة مزورة ولهذا لو تعرف أن بعض الفرق الإسلامية المعاصرة كما هو في التاريخ كيف أنها توسعت وامتدت وأسماء معروفة كان لها عمر والحمد لله اختفت الآن لكن في التاريخ كانت فعالة يعني طوائف الهند وباكستان والدول العربية مدعومة من الإنجليز ومن اليهود ومن كل الدنيا والكل يعرف ذلك وفعلاً يبنون لهم مساجد ومدارس لكنهم في خدمتهم وهؤلاء ينطفئون والحمد لله وهذا الدين (لا يشاد أحد الدين إلا غلبه). إذاً هناك محاولات يائسة كالعنز التي تنطح الصخر ولكنها تنطحه إذاً لا تيأس ولا تخف وما عليك إلا أن تحمد الله من عوفي فليحمد الله.
النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب للأمة كلها إذا كان عدوك من القوة والقوة لها جناحان المال والبنون (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ) ومرات يقول (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) التوبة) ما الفرق بين (أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ) وبين (أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ)؟ هناك عدو يملك الاثنين شعب عرمرم ملايين مائة مليون وغني جداً هذا أموال وأولاد وهناك عدو لا هو شعب عظيم كبير لكن ما عنده فلوس أو شعب قليل لكن عنده فلوس يعني غني. إذاً سواء كان عدوك جمع عنصري القوة المال والبنون الشعب والثروة والاقتصاد أو لا، أحدهما فلا يعجبك هذا لأن هذا إلى زوال ويقول رب العالمين (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة) ومرة يقول على نفس الموضوع (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة) ومرة قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) يا الله! كل واحدة من هذه الاختلافات عجيبة عرفنا (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ) ومرة يقول (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ) إما هذا وإما هذا
د. نجيب: كما هو الحال الآن (وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ (6) الإسراء) أمدهم الله بالمال والبنين بل مال العرب والعجم تصب في خزائنهم شاءوا أو أبوا وجاء الله بهم لفيفاً من كل مكان وإن كان الأصل في هذا أنها نعمة
د. الكبيسي: إذا استعملتها في طاعة الله ولكن أحياناً يكفر (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) العلق) قال الإنسان ما قال المؤمن. بعض الناس يطغيهم المال والثروة إما عشيرة كبيرة أو شعب عظيم وقوي واقتصاد هائل فيبطش بالآخرين كما هو واقع الآن وهذا في كل التاريخ. في كل التاريخ هناك أغنياء وأقوياء يعتدون على فقراء وضعفاء
د. نجيب: والقرآن دائماً يقرن بين المال والولد
د. الكبيسي: هما عناصر القوة فالقوة المعنوية بالأولاد والمال فإذا كان له مال بلا ولد أو ولد بلا مال تضعف قوته وينقص فلا تكتمل قوته يعني واحد مليونير ما عنده ولد يبقى بحسرة ويتمنى لو تأخذ كل ثروته وتعطيه فقط ولد والعكس صحيح. وحينئذٍ رب العالمين جعل عنصري القوة المال والبنون يعني الاقتصاد القوي والشعب المتماسك الكثير العدد والطاقة والإنتاج. فالإتحاد السوفييتي كان قوياً بهذين وأمريكا الآن قوية بهذين وفي يوم من الأيام كانت بريطانيا قوية بهذين الآن ضعفت مال وبنين يعني صارت قليلة العدد وبلا مال فأصبحت دولة ضعيفة قوتها إذاً كانت بالمال وبالشعب . ولهذا في الحرب العالمية الثانية هتلر بدأ يهزم الناس وهذا حليف هتلر موسوليني بدأوا يأمرون الشباب بأن يمارسوا الجنس بأي شكل حتى ينجبوا أولاداً للحرب فالحرب هي أولاد
د. نجيب: ولذلك بعد الحرب العالمية الثانية فتحوا باب التعدد وبلا حساب
د. الكبيسي: إذاً المال والبنون قوة الإنسان وقوة الشعب وقوة الأمم مال وبنون.
د. نجيب: إذن عندما يفرّق الله بينهما؟
د. الكبيسي: يعني واحد منهم، فالصين مثلاً الآن مال وبنون الصين الآن ويقال ونحن لا نعرف يقال أنها تطالب أمريكا بالمليارات تصور الصين تقرض أمريكا! أمريكا التي كانت في أذهانا نحن الكون كله فيقول لك لا الأغنى منها الصين والأكثر تعداداً ولهذا القوة القادمة التي سوف يقف العالم لها بالسلام هي الصين هكذا والعالم الآن متغير ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً، (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ(140) آل عمران) فالدنيا راحت على أوباما والآن الشمس ماشية على الصين. الصين مال وأولاد، وحقيقة الصين ما ظلمت أحد إلى الآن فحينئذٍ الصين الآن إذا اعتدوا علينا الله يقول لا تخافوا لأن رب العالمين سوف يشغلهم بها (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا) وفعلاً هل تعلم بأن الأولاد قد يكونوا عدو الإنسان قد يكون سبب شقائه (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) الأنفال) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) التغابن) وفعلاً كم من الناس من كانت ثروته وباء عليه وكان أولاده وباء عليه فرب العالمين يفتنهم.
نرجع نتكلم عن آخر آية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا) وفي نفس السورة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) في الحقيقة هذا تعبير قرآني مستمر (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ (32) التوبة) و (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ (8) الصف) (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (27) النساء) (يريد الله ليتوب عليكم) كلما رأيت هذا التعبير في القرآن الفعل أراد أو يريد يتعدى بـأن والفعل معناها لام الإرادة (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) قال يا عبادي سوف أتوب عليكم أعلنها. بالآية الأخرى يريد الله ليتوب عليكم يعني اتخذ الإجراءات قال ترى الصلاة كفارة والجمعة كفارة والبلاء كفارة والصوم كفارة والاستغفار وعدد لك عشرات الأسباب التي إذا فعلتها تاب الله عليك فلما تأتي باللام وبعدها إن مضمرة يعني لأن يتوب عليكم معنى ذلك أنه اتخذ إجراءً وقد تاب عليكم فعلاً. هنا نفس الشيء، رب العالمين هذه الدولة الباطشة التي فيها مال هائل واقتصاد عظيم وفيها رجال كأمريكا فأمريكا فعلاً بلغت القمة التاريخية لم يحدث في التاريخ أن دولة كانت بقوة أمريكا لكن الآن انتهى لماذا؟ يا أخي لأنها لعبت بالعالم كله في الصومال وفي أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وفي كل مكان يعني أمريكا على أيام أيزنهاور كانت القاضي العدل بين العالم والشعب الأمريكي إلى الآن فيه هذه الطاقة لكن استحوذت عليه طائفة معينة هي التي انحرفت بها هذا الانحراف. إذاً رب العالمين بهذه الآية يحققها في أمريكا كما حققها في الفرس والروم والتاريخ كله، هذا المال والبنون انقلب عليها وانشغلت به وضاع من يدها وأصبحت فقيرة معدمة وسوف تكون تحت قوة أعلى منها. إذاً هذا الفرق بين (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا) وبين (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا) أن يعذبهم يعني إرادة.
د. نجيب: شكراً شيخنا الجليل وبارك الله فيكم وندعو الله سبحانه تعالى أن ينفعنا بما سمعنا علماً أن الإعادة بمشيئة الله تعالى غداً في الساعة الثامنة صباحاً. باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل على هذا التحليل القيم الجليل لشيخنا العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي سائلين الله تعالى أن يوفقنا لاتمام هذا البرنامج ويتم نعمته عليه في الدارين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20/5/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.
================
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2434
على
على