وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 124

اسلاميات

الحلقة 124

الدُّكْتُوْر نَجِيْب: بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم، الْحَمْد لِلَّه وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَبَعْد، بدأنا في سورة التوبة وبيّن شيخنا الجليل الْأَسْتَاذ الْعَلِامَة الْدُكْتُوْر أَحْمَد الْكُبَيسي حفظه الله ما في هذه السورة المباركة العظيمة من آيات لها أخوات أخرى في كتاب الله تعالى تبدو أنها متشابهة ولعله اليوم يختم هذه السورة بالآية الأخيرة التي لها أخوات أخرى في كتاب الله تعالى من المتشابهات.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. وها نحن نصل في هذه الحلقة إلى نهاية سورة التوبة، وهذه السورة كما تعرفون لها أسماء كثيرة سورة براءة والتوبة والفاضحة والمثيرة والحافرة والمنكِّلة وغير ذلك وأنتم تعرفون أيضاً بأنه لم تبدأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم. وعدم وجود هذه البسملة في هذه السورة لها آراء كثيرة أفضلها أو أرجحها ما قاله بعض المفسرين بأن سورة براءة وسورة الأنفال واحدة. يعني لما تصدر قانوناً بعد ما تصدره تصدر ملحقاً يسمونه الأسباب الموجبة لماذا هذه المادة كذا؟ ولماذا هذه المادة كذا؟ كمذكرة إيضاحية أو أسباب موجبة في كل دولة، لها نفس المعنى يعني فلسفة هذا الذي وضعناه في القانون لماذا. فأنت لو تأملت في سورة الأنفال لرأيت أنها تتحدث عن الحرب في بدر وفي التوبة في أُحُد وكلا الحالتين صارت فيها ملابسات عجيبة. إذاً باختصار أنت لاحظ الأنعام 165 آية الأعراف 206 وآيات الأنفال 75 والتوبة 129 مجموعها 204 يعني الأعراف التي قبل الأنفال وقبل التوبة 206 ومجموع الأنفال والتوبة 204 إذاً معناها متسقة فمن غير المعقول الأعراف 206 وبعدها سورة 75 إذاً 75 مع 129 سورة واحدة لكن جاءت منفصلة باعتبار أن هذه كما قال الدكتور نجيب تعتبر المذكرة الإيضاحية أو الأسباب الموجبة على اختلاف ما يقوله أصحاب القانون. إذاً نستطيع أن نقول فعلاً النظر في السورتين واحد ينبغي أن يكون واحداً إذا أردت تعرف تفسير سورة الأنفال فعليك أن تعرف بعدها التوبة مباشرة لأنهما مرتبطان بعضهما يكمل البعض الحكاية واحدة. وأغرب ما فيها أنها تتحدث عن ما جاء في التوراة والإنجيل والقرآن. يعني كما أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الكتب الثلاثة كتاباً واحداً جاءت على فترات (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف) حينئذٍ هذه السورة أيضاً هي في الحقيقة مكملة لسورة الأنفال فالنظر فيها فلما جاءت في الأنفال بسم الله الرحمن الرحيم وهذه استمرار لها من أجل هذا ما جاءت فيها البسملة. وأسماؤها فيها ونحن قلنا كما قال الدكتور نجيب المذكرة الإيضاحية فيها لماذا المنافقين كذا ولماذا فعل فيهم كذا وصفاتهم وألوانهم يعني فلسف لنا حكاية المنافقين بحيث إذا تأملت وتدبرت في كتاب الله عز وجل في سورة التوبة تستطيع أن تعرف المنافق من وجهه بسيماه من نطقه من حركاته لشدة ما وضحه الله عز وجل في هذه السورة الإيضاحية وهي التوبة إيضاحية لسورة الأنفال.

موضوعنا في هذه الحلقة عندنا آيات تقول (وأمر بالمعروف) مثل ما قال سيدنا لقمان (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ (17) لقمان) بل بسورة التوبة نفسها (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة) الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هناك وأمر بالمعروف هذه وأمر بالعرف ولا يمكن أن يكون المعروف كالعُرْف. نحن تعلمنا في هذا البرنامج أن الفرق بالحركة بالحرف بالماضي بالمضارع باسم الفاعل يغيّر المعنى تماماً كل زيادة فكيف هذا التغيير؟ عندنا عُرْف ومعروف. عندما تأملنا ورب العالمين يأمرنا بتدبر القرآن فالتدبر هذا أعجوبة العجائب فعليك أن تتدبره وتتأمل فيه ولهذا كان العلماء ينظرون في الآية الواحدة شهوراً إلى أن يعثر على المعنى وهذا الذي عثر عليه فلان الفلاني بعد أن اشتغل خمسمائة سنة يأتي شخص آخر يضيف إليه معنى ولهذا الله قال لا تنقضي عجائبه من أجل هذا القرآن يفسر ويأوّل الحكم يفسر وفسره جبريل أقيموا الصلاة جبريل قال يا محمد الصلاة خمس أوقات اثنين أربعة وأربعة ثلاثة فأربعة وهكذا هذا محكم هذا (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ (13) المجادلة) أطيعوا الرسول بما بلغ عن ربه. المتشابه لا، المتشابه يأوّل ولا يفسر لماذا؟ أنت تأوّله يعني يأوّل أول مرة ثم ليس له نهاية في كل جيل هناك من يضيف إليه معنىً جديداً يتناسب مع ثقافة وحضارة ذلك الجيل وكل جيل ينبغي أن يضع لنفسه تأويلاً من واقعه هو. يعني أنت عندما تقرأ القرآن المحكم أقيموا الصلاة وتعرف ماذا قال الصحابي ماذا قال التابعون وماذا قال أبو حنيفة والشافعي هؤلاء هم الذين نقلوا العلم (صلّوا كما رأيتموني أصلي) ما لنا فيها خيار هذا المحكم. أما المأوّل محمد صلى الله عليه وسلم نفسه بعض الآيات قال عندما نزل قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الأنعام) (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ) قال صلى الله عليه وسلم (أعوذ بالله) (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قال (أعوذ بالله) (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال (هذا أشدّ ولمّا يأتي تأويلها بعد) كيف؟ ما نعرف وفعلاً النبي صلى الله عليه وسلم مات وما حصل. ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم حصل أذاق الله بأس المسلمين بعضهم كما هو الحال اليوم وهذا معنى قوله تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) وهذا الذي يحدث الآن في هذا الوقت. إذاً التأويل المُحْكَم الزمن هو الذي يأوّله وعلى كل جيل أن ينظر في القرآن نظرة مستقلة عن ما قال الجيل الذي قبله. يعني مثلاً لو تقرأ ما قاله المفسرون العظام الكبار في بعض الآيات في زمانهم كان عجيباً أما الآن لا يمكن لأحد أن يقبل هذا الكلام لماذا؟ لأنه حصل شيء جديد، في زمانهم استفادوا منه وقالوا نعم فيه إعجاز الآن ظهر إعجاز جديد يعني خلق السموات والأرض وخلق الإنسان تعرفون ماذا حكوا عنه في التاريخ مثل الرازي وغيره كان في زمانه يعتبر كلامه فتح يعني لما اخترعوا البندقية هذه التي فيها بارود في زمانا تعجبنا من هذا الاختراع العجيب كيف تقتل؟ أما الآن ما قيمة البندقية فهنالك صواريخ وقنابل وفي عابر قارات وأقمار بس كل شيء في وقته عجيب كل شيء في وقته ينبغي أن يكون هذا المحور. إذاً نفرق بين أمر بالمعروف وأمر بالعرف، الكلمة القرآنية تحمل معناها وهي معبأة بمعانٍ لا حصر لها في كل جيل يعني مثلاً (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) يس) فسّروها أن الشمس تتحرك والأرض ثابتة في حين تجري تتحرك يعني تعمل قل ماذا جرى؟ ماذا يحدث هنا؟ إذاً لا بد كما تحدثنا عن المترادف لا بد أن نتحدث عن المشترك أيضاً. ولهذا (المعروف) ما أوجبه الله عز وجل. ما الفرق بين أمر بالمعروف وأمر بالعرف؟ المعروف كل ما أوجبه الله عز وجل على عباده من الأركان وما يلزم لها، إقرأ الصفحة الأولى من سورة البقرة (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) يؤمنون بالغيب وهذا الإيمان ويقيم الصلاة والزكاة والصوم ويحج ويؤمنون بما أنزل إليك وهو القرآن وما أنزل من قبلك الكتب السابقة وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون، هذه الصفحة الأولى من سورة البقرة جمعت كل المعروف الذي لا ينبغي أن تتلاعب فيه ولا تتساهل وليس لك الحق أن تغيّر ولا تقدم شعرة. فعليك أن تأمر بهذا المعروف معرفة عظيمة وهو معروف لا ينكره أحد ولم يختلف فيه المسلمون ما اختلفوا بالإيمان بالغيب ولا اختلفوا بالصلاة ولا بالصوم ولا بالحج ولا بالآخرة ما في اختلاف فهو معروف وما عداه غير معروف فيه اختلافات. حتى في التفصيلات الدقيقة يعني أنت تقرأ الفاتحة بعد الإمام أو لا تقرأ هذا شيء ثاني لكن هو من حيث المبدأ مبدأ الصلاة تصلي وفي داخل الصلاة اجتهادات لكن صلّي أنت روح حج ولكن في الحج اختلافات أنت زكّي لكن في الزكاة اختلافات لكن تزكي على أي مذهب كان على أي رأي كان هذا. إذن أُمر بالمعروف ما أوجبه الله إيجاب قطعياً ولا مجال لأحد وهذا الأركان وما يلزم لها والإيمان بالغيب هذا المعروف هذا لا بد (لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر) هذا المعروف. المنكر ماذا؟ المُنكر الكبائر صنفين الكبائر والحدود هذه التي لا نقاش فيها الحدود وهي الزنا والسرقة وقطع الطريق وقذف المحصنات وشرب الخمر هذا منكر بالمائة مائة، هناك ذنوب لكن غير متفق عليها. الكبائر كما تعرفونها الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله وأكل مال اليتيم وأكل الربا والسحر وقذف المحصنات وهكذا هذه ما فيها لا اجتهاد ولا نقاش وهي مصيبة. الأمة فيما عدا ذلك هناك كلام (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) واضحة (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) النجم) حينئذٍ عليك بأن تعرف أن هذه الذنوب من المنكر إذا رأيتها شاعت أقطع (إذا شاع الربا والزنا رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي وادٍ هلكوا) وهذه الكبائر والحدود هي المنكر وليس وراءها منكر وهذا الباب فيه كلام وقال (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ). وأنتم تعرفون بأن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة بينما الصغائر الأخرى ما عدا هذه تغفرها الصوم والصلاة بين الصلوات كفارة بين الجمعة للجمعة كفارة رمضان لرمضان كفارة ليلة القدر كفارة الألم والصداع كفارات كما قال سيدنا عمر حدثنا عن الذنوب قال هذه نعرفها تكفرها الصلاة والصوم قال تكلم عن الكبائر ولهذا المنكر عليك أن تقف في وجهه لأن اسمه كبائر الكبائر ناس تأكل أموال اليتامى ناس تأكل الربا ناس تقذف المحصنات شاع الزنا شاع القتل (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل) إذا اجتنبت الكبيرة فالصغائر بالحج تروح بالصلاة بالصوم تروح بالوضوء تروح بالاستغفار تروح بشوية ألم بشوية صداع شوية حمى بتربية البنات يعني بكل حركاتك مع الله التي هي العرف ونحن ما حكينا عن العرف فلا نزال في المعروف والمنكر. فإذن المعروف الأركان وما حولها وما يلزم لها والمُنكر الكبائر والحدود التي هي قاصمة الظهر (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا (229) البقرة)، يقول رب العالمين (وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ) هذا المطلوب. إذاً هذه حدود الله فلا تقربوها ولا تعتدوها اتفقنا الآن على أن المنكر الحدود والكبائر السبعة، والمعروف الأركان وما يلزم لها أما العُرْف فهو كل مجموعة الإحسان (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة)

د. نجيب: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)

د. الكبيسي: فالإحسان ما عدا هذا من الطاعات كل عبادة خارج الأركان هي من الإحسان لماذا؟ معظمها أنت فيها خيار ولكن لو فعلتها فيها أجر عظيم

د. نجيب: من السنن والنوافل والمندوبات

د. الكبيسي: لأن فيها أجر خيالي حتى أن بعض الفقهاء يقول أن الركن ما عليها ثواب لأنك أنت مجبور هذه وظيفتك الأجر والثواب للسنن والنوافل والمندوبات

د. نجيب: (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)

د. الكبيسي: إذا تركتها ما عليك ذنب بينما هذه الأركان إذا تركتها وراءك نار أنت هذه قيمتها أنها ما تدخلك النار (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران) هذه إذا اجتنبتها فقد زحزحت من النار. يقول رب العالمين (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ما عدا هذا كله إحسان نستعرضه وكل واحدة من هذه فيها حلقة. يعني مثلاً ماذا يقول الفقهاء؟ هذه النوافل التي قال عليها الدكتور اللي فيها الأجر وفيها الثواب وفيها الرفعة كما في الحديث القدسي كما قال الدكتور نجيب (لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه): الحياء، حسن الخلق (إن الرجل لينال بحسن الخلق ما لا يناله الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر) (أقربكم مني مجالساً أحاسنكم أخلاقكم) ما قال أكثركم صلاة! الرفق والحلم (إن الله رفيق يحب الرفق بالأمر كله)، طلاقة الوجه ولأن تلقى أخاك بوجه طلق، طيب الكلام يعني هذا حديث قدسي إذا واحد كان يؤدي الأمانة وكان صادق الحديث عنده صدق الحديث وعفة فرج وكلام طيب يعني هذه هي مجموعة الإحسان. إفشاء السلام يعني أنت لو تعرف إفشاء السلام كم فيه من الأجر والله تعجب! المصافحة إذا التقى المسلمان وتصافحا لم يفترقا حتى تتحات ذنوبهما بحيث لا يبقى عليهما ذنب فما قال الذي يصلي الصبح بالجامع، صح له أجر عظيم لكن هناك نجا من النار، الابتسام (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، الاعتزال لمن لا يأمن على نفسه، كظم الغيظ (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران) أما هناك الأركان (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فهنا تقوى الأركان فالتقوى أنواع (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة) التقوى مجموعة هائلة (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) المدثر) هناك تقوى الأفراد والأركان هذه تقوى الإحسان وتقوى الإحسان استناداً إلى ما قال رب العالمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم هي التي فيها الرفعة يوم القيامة (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل) هذه تقوى الإحسان. وفي الآية (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ينفقون في السراء والضراء يعني أنا والله ما عندي غير درهمين فلا أتصدق بها لكن غيري يتصدق في السراء والضراء والكاظمين الغيظ واحد أهانني وضربني وشتمني وممكن أمسحه فيه الأرض وضربته كف على وجهه وأنتقم منه وآخر يقول لا روح أنت مسامح يا الله! (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت).

د. نجيب: خذ العفو وأمر بالعرف، استكمالاً للحديث إن شاء الله بعد هذا الفاصل.

——-فاصل————

د. نجيب: نعود لشيخنا ليواصل مفهوم العرف والمعروف

د. الكبيسي: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً) إذاً الفرق بين العرف والمعروف لكي نعرف هذا الإبداع والإعجاز باستعمال هذه الكلمة هنا؟ ما معنى العرف أولاً؟ يتكلم عن الأخلاقيات يقول العرف في لغة العرب التتابع (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) المرسلات) التي تستمر، والعُرف الموجة في البحر ما وجه الشبه؟ أن الموجة الواحدة وراء الثاني كما يقولون الموجة تجري وراء الموجة. موجة وراء موجة، متتابعة واحدة وراء الثانية مستمرة فيقول لك هذه الأخلاقيات لا تفعلها مرة واحدة فقط بل يجب أن تكون مستمرة خذ العرف خذ العو يعني يجب أن تكون متصفاً بها، فمثلاً لما تكون كريم ليس مرة واحدة بل تتابع لا تنقطع ولما تكون حليم ليس مرة واحدة لا،

د. نجيب: (إن الله يحب المؤمن الحالّ المرتحل)

د. الكبيسي: فيجب أن تكون صفة لك السخاء حتى البخيل يعطي في يوم من الأيام فيجب أن تتميز عنه بأن يكون السخاء ديدنك متتابع. إذاً وأمر بالعرف بالأخلاقيات الإسلامية التي هذه قسم منها لكنها متتابعة صارت عندك عادة وسمت فلست فقط من الذين عملوا الصالحات بل أصبحت من الصالحين لكي تكون بهذه الدرجة

د. نجيب: صفة ملازمة

د. الكبيسي: (التائبون الحامدون) فيهم مدح خيالي. إذن أمر بالعرف يعني علّم الناس فلا تأخذ الصفات الطيبة كلها أنت مثلاً تصير حليم دائماً وأنت سخي دائماً أنت تسلم على الناس دائماً أنت تعفو عن من ظلمك دائماً تعال إلى الله بصفة تعالى إلى الله عز وجل بواحدة من هذه الصفات العظيمة هذه وسيلة تعرف بها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) المائدة) شيخي يوم القيامة يأتي الناس زمراً حسب الصفة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا (73) الزمر) زمرة أهل الليل وزمرة الأسخياء وزمرة الذاكرين وزمرة الصابرين زمر زمر فإذاً عليك أن تكون في زمرة وحينئذٍ هذا معناه العرف أي متتابع ومستمر

د. نجيب: ومنها العرف الذي عليه الناس بما أنهم تتابعوا عليه وتعاقبوا والكل متفق عليه وائتلفوا عليه وما عليه السواد الأعظم. القرآن الكريم في الحقوق والواجبات بين الزوجين يقول (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ (229) البقرة) لكنه بالنسبة للوالدين يقول (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (83) البقرة) فما معنى الإحسان هنا والمعروف هنا؟

الدكتور الكبيسي: نحن اتفقنا من قبل أنه كما في القرآن مترادف، في القرآن مشترك يعني الكلمة الواحدة لها أكثر من معنى العرف هنا يتحدث من حيث التتابع في عرف يعني ما يتعارف عليه الناس تعارفوا على أن هذا فضيلة ما استحسنه المسلمون فهو حسن وما استقبحوه فهو قبيح هذا عُرْف الناس. وبالتالي أنت تتعامل مع الزوجة بالمعروف لكن مع الوالدين بالإحسان ولذلك الإحسان ثابت والمعروف يتغيّر. يعني ماذا يقول الفقهاء عن نفقة الزوجة؟ يقول كسوة بالصيف وكسوة بالشتاء هذا على أيامهم على في القرن الثاني هجري وما وراءه وإلى عهد أجدادنا أما الآن خمسة آلاف كسوة بالسنة والواليب مليئة! هذا صح وهذا صح فعرف الناس يتغير أما معاملة الوالدين فلا تتغير بالإحسان ولهذا الإحسان أن تعفو عن من ظلمك وأن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك هذا الإحسان. وحينئذٍ الإحسان ثابت لا يتغير بتغير الزمان هناك إنفاق يتغيّر يعني أنت مطلوب منك أن تكسو زوجتك بالعرف بعرف زمانك ولهذا كل كلام الفقهاء في الكتب الآن لا قيمة له فيما يتعلق بنفقة الزوجة يتكلمون عن زمانهم ثوب بالصيف إلى أن يتقطع ثم يشتري لها واحد ثاني أما الآن فهناك الفرو وملابس الصيف وملابس الشتاء وملابس السهرة والخ هذا عرف هذا الزمان. إذاً هذا الفرق بين الإحسان الثابت لا يتغير مع الوالدين أنت عبدٌ عندهما إذا أردت أن يغفر الله لك ذنوبك وأن لا يحاسبك الله على ذنب فأكرمهما قدر ما تستطيع، وإذا أردت أن لا يقبل الله لك عمل مهما كان عظيماً حتى لو مت شهيداً تموت وأنت عاق لوالديك (ثلاثة لا يقبل معهنّ عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والتولّي يوم الزحف)

د. نجيب: والمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً

د. الكبيسي: فحينئذٍ رب العالمين لما اختار كلمة العرف على هذا الأساس من أهمها هو أن العرف هو التل المرتفع يعني أنت تكون معروفاً بين الناس (كونوا بين الناس شامة) فلان كريم فلان حليم فلان تصدق فلان يعني وصل رحمه فلان بارٌ بوالديه بهذا تكون قدوة (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة) وحينئذٍ عليك أن تعلم أنك إذا كنت حليماً مرة أو منفقاً مرة هذا لا يجعلك مما أرادك الله عز وجل. أرادك الله كموج البحر يعني شيء يتبع شيئاً أنت قف على البحر وهنالك شوية هواء وشف كيف موجة وراءها موجة وراءها موجه تتابعاً

د. نجيب: وإذا كان الله عز وجل أمرنا أن نتبع السيئة الحسنة فما بالك بالحسنة والحسنة؟!

د. الكبيسي: وحتى هذه الحسنة التي تتبع السيئة هذه من الموجه لأنك دائماً تخطيء ودائماً تحسن نحن نخطيء في كل يوم مستحيل يمر يوم بدون ما نخطيء ومعقول ما عندك جار جائع بدون ما تدري؟ هذه واحدة ومعقول يوم يمر وأنت لسانك ما يذكر أحد بسوء؟ حتى ولو بنص سوء إذاً عليك أن تتابع هذه الحسنات تتابعها (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) يعني أنت عندك شوية هم تغفر لك دمعة في حياتك تغفر لك شوية صداع يغفر لك هذا رب العالمين أنت قانونك تذنب يعني ذنب وتكفير الذنب وتكفير الذنب، وتكفير الذنب بكل حركة تتحركها أن تدخل إلى بيتك تقول السلام عليكم يالله تأمل! نستمر في العرف ووصلنا إلى حد إفشاء السلام. وعندنا كظم الغيظ وهذا أعجوبة وهذا يصير في العمر مرة مرتين أن واحد يغيظك إغاظة شديدة وأنت قادر على أن تمسح فيه الأرض فأنت رجل وصاحب قوة وصاحب نفوذ فقلت يا رب لوجهك الكريم أنا أعفو عنه وتركته يا الله! لو تعلم هذا ماذا سوف يفعل يوم القيامة لا تجد عليك ولا ذنب واحد ما عدا الكبائر إلا تتوب عنها. الإصلاح ذات البين أنت مجبور؟ لا لست مجبور اثنين مختلفين فتدعوهم للغداء وتحاول الإصلاح بينهما إلى أن يصطلحوا فهذا خير لك من كل صلاتك وصيامك وحجك إصلاح ذات البين وسيدنا جبريل يقول (لو كان لنا عبادة في الأرض لانشغلنا بإصلاح ذات البين) هذا من العُرْف لكن لا تقوم بها مرة فقط خليك دائماً معروف أنك أنت رجل طيب وابن حلال وكل ما رأيت اثنين متخاصمين من جماعتك ومن جيرانك من أقاربك توفق بينهم وهذا كان موجود إلى حد قريب.

الأخت خالدة من العراق: سؤالي الأول من ضمن الموضوع تحدثت جنابك عن العرف والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف في حكم عملي هناك طلاب يكونون بعيدين عن العرف الإسلامي فأحاول أن أفهمهم فلا أجد أي استجابة أو يحدث العكس وأنت أعلم بالوضع الحالي في العراق ففي النهاية اضطر إلى السكوت، فهل أعتبر شيطان أخرس؟ أو أرد وأنا أعرف نتيجة الرد؟

الإجابة: إذا كنت يا بنتي صح وضع العراق وكل هذه الدول المنكوبة الآن سوريا وليبيا الخ هذه وضعها استثنائي وفي الظروف الطارئة هذه قضية ثانية، حينئذٍ السؤال إذا كان هذا الأمر بالمعروف سيؤدي بك إلى أذى فأنت لست ملزمة (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (286) البقرة) ولكن كما الله قال (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ (106) النحل) إذاً لا تؤذين قد يصير عتاب قولي يا ولدي تعال صلي لا تشرب الخمر لا تعمل كذا أو وفّقي بين طوائف الشعب وأحزابه كوني عامل خير قدر المستطاع والمؤمن كيّس فطِن وأنت كونك امرأة وطبعاً المرأة في الإسلام محترمة ويُنأى بها عن كل شبهة إذا شفت أنه قد يحدث لك مشكلة فاسكتي وأنت إن شاء الله معذورة فالمرأة لها ظروفها الخاص،

خالدة: طيب بالنسبة للجهاد أريد أن أقدم أي شيء للجهاد لله تعالى؟

الإجابة: النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس على النساء جهاد) وسيدنا الحسين عليه السلام لما كان في المعركة جاء رجل وامرأته فانضما إليه في المعركة فقال للمرأة (تفضلي يا فلانة ليس على النساء جهاد) وأخرجها من المعركة فأنت معذورة يكفي هذه النية فأنت بالكلام الطيب الذي لا يخلّ بك كامرأة وتبقى كرامتك مصونة لأننا نعرف الظروف هناك كما قلت فإياك أن تعرّضي نفسك للأذى هذا للرجال فقط وبارك الله فيك.

الصمت، فحكاية الصمت هذه من الآداب الإسلامية العجيبة سألوا رسول الله قال له معاذ: يا رسول الله أمؤآخذون نحن بما نتكلم به؟ فقال له (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) الصدق تصور! إماطة الأذى من شعب الإيمان (رأيت رجلاً يتقلب في الجنة بشوكة نحاها عن طريق المسلمين) شوكة شجرة حجارة بالشارع في المتجر بالسيارة في حجرة

د. نجيب: وهؤلاء العمال الكناسين في الشوارع هؤلاء لهم أجر عظيم

د. الكبيسي: هذا عمل عبادي. إنجاز الوعد (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) مريم) تصور رب العالمين وصفه ثلاث أوصاف كان رسول ونبي ويأمر أهله بالزكاة و الصلاة لا بل قال أولها كان صادق الوعد فهي غير سهلة أنك لما توعد ما تخلف إذا وعد أنجز والمنافق إذا وعد أخلف. الأمانة (لا تقوم الساعة حتى ترفع الأمانة من صدور..) كما هو اليوم وخالدة من العراق تعرف هذا ما في أحد أمين حتى يقال أن في بني فلان أميناً معقول!! إيه والله هذا فلان أمينّ أنت تصور لما  150 مليار مفقودة من العراق كلها تنهب ما صارت وكذلك في الدول الأخرى! وعندنا الحب في الله اثنان تحابا في الله وهذه عبادة جليلة المتحابان في الله عن يمين الرحمن يوم القيامة من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله يعني السبعة هؤلاء أولهم إمام عادل هذا فرض عليه لكن اثنين متحابان في الله يعني ما في مسلم إلا ويحب واحداً في التاريخ لله يحب صحابي تابعي آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أحد العلماء يحبه لله عنده جار يشوفه طيب وابن حلال ويصلي فيحبه لله بدون مصلحة يعني هذا الحديث الذي يقول (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) تتعجب كيف؟! طبعاً يا أخي إذا كان الحب في الله هذا يدخلك الجنة طيب معقول في مسلم من أهل القبلة يصلي في الجامع بالمسجد ما يحب أحداً لله؟ ما يحب الشافعي أبو حنيفة مالك الحسن الحسين علي بن أبي طالب الباقر الصادق؟

د. نجيب: فكيف بمن يبغضهم نعوذ بالله ؟

د. الكبيسي: يا لطيف والضد بالضد.

——–فاصل——–

الدكتور نجيب: سيدي الشيخ كلمة (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف) هذه الآية الكريمة وبقية الآيات ما سر ورود كلمة العرف هنا مقترنة بالعفو؟

الإجابة: لأن العفو من أصعب الأشياء أن تنفق ممكن تبتسم ممكن لكن أن تعفو عن من ظلمك ويقول تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) النساء) الجهر بالسوء أن تقول أنا مريض أنا فقير أنا جوعان هذا الله ما يحبه إلا من ظُلم المظلوم شيخي نار تشتعل بقلبه نار دعوه يعلن يا جماعة فلان ظلمني فإن عفا (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) شيخي الظلم يحرق القلب ما معنى الظلم ظلمات؟ الناس يوم القيامة في المحشر في الظلام كل مؤمن له نوره إلا الظالم لا نور له يتخبط بالظلام (الظلم ظلمات يوم القيامة).

عبد الحافظ من أبو ظبي: هناك باب غاب عن كثير من الناس باب الشكر للناس باب من صنع إليك معروفاً

الإجابة: نحن قلنا قبل قليل أن الإحسان أن تعطي من حرمك وأن تعفو عن من ظلمك وأن تصل من قطعك والأخرى التي تقابلها تلك البشارة التي بشّر بها النبي صلى الله عليه وسلم بها المسلمون لما استقبلوه في المدينة ذلك الاستقبال الحافل فأوحى الله إليه بهذا المعنى قال (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) هذا من العُرْف.

محمد من السودان: سؤال الدكتور نجيب حول اقتران العفو بالعرف في الآية (خذ العفو وأمر بالعرف) سؤالي ألا يصح أن يكون العرف هو ما كان معروفاً أصلاً من قيم إيجابية في الجاهلية لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ومعروف أن المجتمع الجاهلي كان عندهم كثير من الأخلاق الحميدة؟

الإجابة: ما أقره الإسلام من أخلاقيات الجاهلية هو هذا الذي نتكلم عنه وصار من العرف كل ما أقره النبي من أخلاقيات العرب مما بقي صار إسلامياً لم يعد عربياً صار إسلامياً ولهذا رب العالمين قدّم القرآن أو الإسلام على طبق عربي من حيث أخلاقهم ولغتهم وآدابهم. وحينئذٍ ما كان صالحاً وأقره الإسلام صار إسلامياً هذا صحيح

د. نجيب: وهذا بعد ما هذبه من شوائبه ونقاه

د. الكبيسي: كالسخاء فبين السخاء والتبذير شعرة فنقاه الإسلام بين الحلم وبين الجبن شعرة والإسلام حددها وبيّنها.

نرجع إلى النهي عن المنكر بشكل عام إما مما يقابل العرف وإحنا عندنا منكر يقابل المعروف من الكبائر والحدود لكن عندنا منكر عرفي وليس شرعي هناك منكر شرعي من المنكر العرفي يعني فعلاً في الجاهلية عندهم بعض الأعراف في الممنوعات وأقرها الإسلام يعني مثلاً كان جداً عيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يؤذن له يعني ناس جالسة وحريم والعرب كانوا حساسين في حكاية النساء فبالتالي مفروض أنت تطرق الباب ورب العالمين والإسلام أقرّ هذا. وأن تتسمع لحديث قوم وهم كارهون كاثنين يتشاورون أنت لماذا تحط أذنك عليهم؟ وأصبحت من الأخلاقيات. من العرف المنكر السباب حتى لدابة حتى لشيء يعني أنت حتى لو مثلاً تلعن حصانك لا تركبه، تلعن قطة اتركها، تلعن سيارتك روح بيعها، النبي صلى الله عليه وسلم لما كانوا في سفر سمع واحد لعن البعير لأنه شوي عصلج عليه قال لعنك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يصحبنا جمل ملعون اتركوه) وتركوه سائباً فينبغي أن لا تلعن شيئاً ولا أحداً اللعنة هنا لها سر في غاية الخوف فإياك أن تلعن أحداً لأن هذه اللعنة ستلف وتلف ثم ترجع عليك وتصبح فعلاً ملعون يعني أنت لما تقول لفلان لعنة الله عليك قد لا يستحق اللعنة فتروح تفتر وترجع عليك فأنت تصبح ملعوناً أي مطروداً من رحمة الله، ما لك ولهذا الأمر!

مصطفى من العراق: قبل أمس توفى صديق لي بحادث سيارة وهو كان ما يصلي؟

الإجابة: على كل حال الذي مات بحادث نقول هذا شهيد ولعل هذه الشهادة تغفر له هذا الذي جرى ما عدا الأمانة يغفر للشهيد كل شيء إلا الأمانة إذا كان عنده أمانة وما أدّاها هذه لا تغفر وكل ما دون ذلك مغفور له بإذن الله ولهذا الشهادة مطلوبة سواء كان شهيد دنيا أو شهيد آخرة وعسى الله أن يكون غفر له إن شاء الله.

من المنكرات من باب العرف ترويع المسلم وليس الترويع فقط أن تخوفه حتى لو ناولته سيفك غير مغمود واحد رأى عندك مسدساً قال يا فلان ما هذا المسدس؟ قلت تعال شوف هذا أنت ملعون تصور! فيجب أن يكون في جرابه وتعطيه إياه من المقبض حتى لا تروعه بهذا (لعن الله من ناول أخاه سيفه غير مغمود)

الدكتور نجيب: أحد الأخوة يتساءل ويقول إذا لعنت شيء معيناً كيف أتراجع عن هذا الأمر كمن لعن دابته أو سيارته ويريد أن يتراجع عن هذا الأمر يخاف أن تصيبه والعياذ بالله آثار هذا الدعاء؟

الإجابة: لا أعرف جواب هذا السؤال! لكن يجب أن يستغفر ويتوب فإن الله هو التواب ويغفر الذنوب جميعاً فكل ذنب مهما عظم إذا تبت فإن الله يغفره فيجب أن تقول اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك عن هذا وتتوب (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). الشيء الثاني كما في الحديث أيضاً رب العالمين قد يمهله ساعة لعله يستغفر أو يتوب إذا استغفر ما يكتب عليه. إذا كان كما تفضل فعل هذا وندم فعليه أن يتوب رأساً وإذا حتى لو تأخر متى ما تذكر عليه أن يتوب.

الشيخ عز الدين الهاشمي من المغرب: ذكرت في بداية البرنامج عن الفروق الدقيقة لمفردات القرآن أحببت أن أسأل عن الخلفية الفكرية والعلمية التي أوحت لكم بفكرة البرنامج السابق كيف لممتم حبات العقد تلكم المنظومات للكلمات القرآنية وحبذا سيدي حتى تعم الفائدة نحب أن نعرف أسرار وخيوط هذا الإبداع هل من أسرار وأدوات حت نتعلم سيدي الكريم؟

د. الكبيسي: يا شيخنا الكريم كما تعرفها هذا القرآن الكريم من اللامعقول والله ليس هناك أي طريق ولا أي وسيلة أن تقتحمه إلا أن يقتحمك هو. كيف يقتحمك لا أدري كيف يعطيك نفسه كيف يفتح لك أسراره ما السبب والله لا أرى في نفسي سبباً واحداً يدعو إلى ذلك ولكن الله يشاء لأمر ما. وكما تفضلت القرآن لماذا هذا في هذا الوقت في هذا الزمان في هذا المكان لماذا ما جاءنا إلا هذا؟ والله لا أدري لماذا؟ وللشيخ محمد بن راشد بعد الله عز وجل الفضل لأنه فتح لنا هذا الباب. شاء الله هكذا وإذا أراد الله شيئاً هيأ أسبابه، كيف؟ والله لا أدري. أحياناً أجلس والدكتور نجيب نتساءل ماذا نقدم ثم يفتح الله علينا وقبل أن نبدأ البرنامج الآن شيخ نجيب يقول ماذا ستقدم مرة ثانية؟ اقترح موضوعاً في غاية الروعة وإن شاء الله نقدمه ووالله يا أخي قصص الأنبياء والكلمة وأخواتها وهذه المتشابهات وغيرها وهذا البرنامج الذي اقترحه دكتور نجيب كلها من توفيق الله ولم يكن من سبب ولا عن خطة موجودة لكن كلها من فتح الله، لماذا؟ لا تدري! أحياناً فتح الله على إبليس!.

استفدنا من علم المستمعين من العلماء وطلال العلم وحتى النساء استفدنا منهم لكن ما يقبلون أن نذكرهم وكلهم هيأهم رب العالمين لهذا البرنامج وهذا كله ليس عن إعداد مسبق ولكنه شاء هكذا. والقرآن لا تنقضي عجائبه وإلا أعرابي قال لسيدنا عبدالله بن مسعود تصور كان يقرأ عبدالله بن مسعود قال (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا (103) آل عمران) فقال له الأعرابي توقف يا ابن مسعود واقرأها ثانية فقرأها فقال (والله ما أنقذنا منها وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية) فقال ابن مسعود (خذوها من غير فقيه). وواحد أعرابي سمع القارئ يقرأ آية (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة) بتغيير الكلمتان الأخيرتان (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغفور الرحيم) هو أمي بدوي فقال اقرأها مرة ثانية فقرأها قال إن الرب لا يقول هذا الكلام لا يقول هذا الكلام ربٌ فسأله: إذاً ماذا يقول؟ قال يقول(العزيز الحكيم) وهي هكذا،

الدكتور نجيب: وهذا بيان لمقام النبي صلى الله عليه وسلم كما تفضلت في الحلقة السابقة وأن الشفاعة العظمى وشفاعة الأمم كلها له عليه الصلاة والسلام ولذلك قال سيدنا عيسى (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) في معرض الشرك والعياذ بالله لأن الشرك لا يغفر يوم القيامة وتغفر كل الذنوب ولم يتعدى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالأمم كلهم والأنبياء جميعاً يستشفعون به ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل شفاعته. ونظراً لشيق الوقت أستميح الشيخ عذراً وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله بعد الدورة القادمة في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟.

بُثّت الحلقة بتاريخ 24/6/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.

================

الحلقة 124 (24-6-2011)

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2450

على

 

على

 

Fileape