مقدم الحلقة: الدكتور حسام النعيمي |
تاريخ الحلقة: 10 /10/2008 ـ 11من شوال 1439 هـ |
سحر البيان
موضوع الحلقة :البسملة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أيها المشاهدون الكرام، في الحلقة الماضية كان آخر ما وقفنا عنده هو استعمال الاسم الموصول ( الذين ) استعماله مرة واحدة مع المؤمنين، واستعماله مرتين في الكلام على أتباع الشيطان، وقلنا الآية الكريمة في قول الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهي في سورة النحل ـ كما هو معلوم ـ { أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } إذا: تجتمع فيهم صفتان… الإيمان والتوكل على الله ـ سبحانه وتعالى ـ، يعني إيكال أمرهم إليه ـ جلت قدرته ـ. أما الذين للشيطان سلطان عليهم فقال فيهم: { إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } يعني أعاد كلمة الذين، قلنا يمكن أن تكون هذه الإعانة نوع من التأكيد، يعني هم أيضا يتولونه ويشركون بسببه، أو هم مشركون بسببه. لكن يمكن أن يراد بها أنهم فريقان… فريق تولوا الشيطان حينما دعاهم ومضوا في اتباعه، وفريق آخر كانوا مشركين بسببه، والكل هو من تولى الشيطان حتى يعني الذين تولوه يمكن أنه تولوه بعد أن أغواهم، من أغواهم من البشر فصاروا من أتباع الشيطان، فاستعمل… جاءت كلمة اللذين مرتين، كأنما لتبين صورتين أو لتبين نموذجين، أو لتبين نوعين من أنواع هؤلاء الذين تولوا الشيطان، الذين يتولونه يعني يجعلونه وليا لهم سواء من أنفسهم أو من أصحابهم أو من إغوائه، يعني والذين أشركوا بسبب الشيطان… يعني كان الشيطان سببا لإشراكهم. فالباء هنا في به مشركون هو معناها بسبب الشيطان كانوا مشركين. البعض يقول: الهاء هنا أن تعود إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وكأنما المراد والذين هم مشركون بالله ـ سبحانه وتعالى ـ، لكن المرجح حقيقة والمتفق مع سياق الآية هو هذا الذي بيناه أن الباء هنا للسببية. جمهور المسلمين قالوا: لما قرءوا هذه الآية، وجاءت عندهم وتوارث ذلك الناس أنهم صاروا… إذا أرادوا أن يقرءوا القرآن الكريم، يقول أحدهم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ الطلب كان، فأستعذ يعني قد يقول قائل أنه منطق اللغوي يقتضي لما يقول للشخص استعذ أن يقول استعذت، يعني يقول: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ما الفرق بين أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قلنا فاستعذ معناه أبذل جهدا، وأطلب العوذ بالله ـ سبحانه وتعالى ـ يعني طلبا وبذل جهدا. فإذا قال: أستعيذ معناها هو مازال يطلب العوذ، ويبذل جهدا، بينما المطلوب منه أنه الآن يعوذ، لأن أستعيذ معناه بالمستقبل. ولما قال له أستعذ يعني فيها معنى الاستقبال، الأمر فيه معنى الاستقبال، أستعيذ يعنى بعد صدور هذا الأمر. افعل كذا، يعني بعد أن ينتهي من أمره، فإذا قال أستعيذ بالله يعني هو هذا شأنه وهذا مطلبه، ويبذل جهدا فيه معنى ما وقع منه العوذ، لكن أما يقول أعوذ يعني أنا الآن في حال عوذ، كأنما بذل جهده وطاقته وصار يعوذ بالله، يعني في حال عوذ، هكذا إن قلنا هذه الهمزة والسين والطاء فيها معنى الطلب، يعني هو يطلب العوذ، بينما المراد منه أن يقول هو عاذ فعلا، يعني صار يعوذ كذلك لا ينفع أن يقول عذت بالله، لأن يجعله ماضيا أو استعذت بالله. يعني هذا وقع مني، المهم أنه الآن أنت في حال قراءة ينبغي أن تكون أنت في حال عوذ، فاختيار الناس حقيقة، ويبدو الاختيار قديم لكلمة أعوذ، هو أيضا اختيار متلائم مع سياق ومع نسق القرآن الكريم، يعني اختيار موفق أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم استجابة لهذا الطلب، استعذ بالله. البعض قد يسأل يقول لك بعض الناس ما يكتفي بكلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإنما أحيانا يقول أعوذ بالله السميع العليم، يعني يذكر بعد صفات الله ـ عز وجل ـ من الشيطان الرجيم. نقول عموما لا يمنع شيء من ذلك، لكن هناك مبدأ عام أنه الاتباع هو الأولى، ولا سيما إذا وردنا الشيء عن خير القرون. صحيح لنا ذلك، لكن لما جمهور المسلمين يقولون شيئا بعبارة معينة، وتأتي مجموعة من المسلمين تقول شيئا آخر فيه نوع من الخلاف يكون فيها نوع من التميُّز، هذا التميُّز فيه شيء من مظهر تفريق الأمة، والإسلام حريص على الوحدة. يعني أنت هل ترى في كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هل ترى فيها خطأ؟ هل ترى فيها خلافا لما ملايين الناس تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أنت لماذا تأتي وتقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ما نستطيع نعترض عليك لأنه هذا أنت تمجد الله ـ عز وجل ـ، لكن تنفرد عن ملايين المسلمين، وهذ1 الإنفراد حقيقة خلاف التصور الإسلامي، خلاف طبيعة المجتمع الإسلامي، مجتمع يسير بشيء من التوحد، بشيء من الألفة. مجرد أن تقول هذا الكلام لتظهر طائفتك أو لتظهر قومك أحيانا… حتى في ختام القرآن الكريم لنقل ملايين الملايين من المسلمين إذا انتهوا من تلاوة القرآن الكريم يقولون عبارة معينة في تصديق كلام الله ـ سبحانه وتعالى ـ، بعض الناس يريد أن يظهر نفسه أنه من غير جمهور طائفة المسلمين، يقول كلمة أخرى، فلما هذه الفرقة؟ شأنك شأن بقية الملايين من المسلمين، لأن يكون هذا التميُّز ذكر هذه الألفة، وإن كان لا ما نع منها حقيقة، لكن يبقى الذي يكون فيه شيء من التأشير، لنقل أنه هذا الشيء سيجعلك بمنأى عن جمهور المسلمين، الحرص ينبغي أن يكون، مادام جمهور المسلمين على الطاعة، أما إذا لو أن الأمة كلها كانت على خلاف شرع الله أنت يجب أن تتشبث بشرع الله، وهذه فرضية غير واردة الحقيقة، لأنه لا يعقل أن الأمة تجتمع على أمر على خلاف شرع الله ـ سبحانه وتعالى ـ. فإذا: هكذا نقول ممكن الإنسان أن يقول ما يحلو له في الاستعاذة، المهم أنه يعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يبقى يريد أن يقول بعض صفات الله ـ سبحانه وتعالي ـ أعوذ بالله الغفور الرحيم، أعوذ بالله الجبار المنتقم ـ يقول ما يشاء ـ من الشيطان الرجيم، له ذلك. لكن نقول سيقول كلاما على خلاف ما عليه جمهور المسلمين من القديم من السلف، لأنه الذي وجدناه أن هذا الشيء قديم، نقول هذه الإضافات قديمة ليست جديدة بحثها العلماء، وقالوا كله جائز، لكن نحن بين الأشياء الجائزة نختار ما هو أفضل، يعني الالتزام بالآية، أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفق الآية { فاستعذ بالله } ما قال فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، يعني الآية تقول: { فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } أنت تأتي وتزيد فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم! لا… التزم بنص الآية كما عندما أمور كثيرة، الحقيقة أخشى أن أخوض فيها ونبتعد عن ما نحن فيه. فهذه هي الاستعاذة إذا، وهذا شأنها. ننتقل الآن إلى الكلام على سورة الفاتحة، يعني قلنا نحن اخترنا أن نبدأ بسورة الفاتحة لمعاني متعددة، وترك شيئا منها أنه نتأمل في مفرداتها في كلياتها وجزئياتها وفيها، إذا نظرنا إلى السورة في تمعنـ كما سيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ تعظيم لله ـ سبحانه وتعالى ـ، وتمجيد له ـ جلت قدرته ـ بالحمد وذكر ربوبيته للعالمين، وإدارته لشئونهم، وفيها الحديث عن رحمته بهم وفيه كلام على التوحيد بشقيه ـ توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ـ، وفيها حصر العبادة به، وحصر الاستعانة به ـ سبحانه وتعالى ـ، وفيها اللجوء إليه ليثبتنا وليثبت من يقرأ هذه السورة على الصراط المستقيم الذي اتجهنا إليه بدخولنا في الإسلام، والتشبث برحمته ـ سبحانه وتعالى ـ أن لا نذل أو نضل، فهي فيها معاني كثيرة، لكن نحن سنقف عند بعض هذه الجزئيات، ونبدأ بعون الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وتوفيقه في الكلام على أول آية فيها، وهي بسم الله الرحمن الرحيم. لا شك أن هناك من سيقول لا هذه ليست هي أول آية فيها، ولذلك هذا موطن يقتضي أن نقف عنده قليلا. هل البسملة آية من الفاتحة، هل البسملة هي آية أو بعض آية في سورة النمل؟ لما قال: { إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلوا عليَّ وائتوني مسلمين } وللعلماء كلام، وهناك نصوص وأحاديث بعضها وأحاديث صحيحة. بعضها يصرح بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: كانت قراءته مدا، ويقول: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين يذكر البسملة، وبعض هذه النصوص يقول قسمت الفاتحة بيني وبين عبدي، إذا قال: الحمد لله رب العالمين، ما قال بسم الله الرحمن الرحيم. يعني بدأ بكلمة الحمد لله رب العالمين، ولما نأتي نحاكم النصوص ونؤول إلى آخره، ممكن يعني بدأ بالحمد لله رب العالمين معناه هي السورة اسمها الحمد لله رب العالمين، هذا لا يعني أنه ما قال بسم الله الرحمن الرحيم، وعندنا المثبت مقدم على النافي. القواعد الأصولية أنا الإنسان إذا أثبت شيئا يقدم على من ينفيه، كيف يعني مثلا يقال هل جاء فلان إلى الجامعة؟ شخص يقول ما رأيته، الآخر يقول أنا رأيته، إذا هو جاء إلى الجامعة أو ما جاء؟ عندنا قولان وكلاهما صادق، واحد يقول أنا ما رأيته، واحد يقول أنا رأيته، إذا هو جاء أو لا؟ هما بدرجة واحدة، معنى ذلك جاء، والذي قال ما رأيته انشغل عنه بشيء فما رآه، ممكن هو هذا الثاني رآه في المكتبة، وذلك الآخر لم يذهب إلى المكتبة فما رآه. هو ما قال ما جاء، لكن قال: ما رأيته، والآخر قال رأيته. المثبت مقدم على النفي. نحن لا نريد يعني في هذا البرنامج ولا في غيره أن نحاول تمحيص هذا الأمر والجدل فيه، لأنه عندنا يعني كبار علماء الأمة منهم من جعل قراءة البسملة جزءا من الفاتحة، وقال إذا لم تقرأ البسملة معناه أسقطت آية، ومنهم من قال لا نقرأها لأنه ليست جزءا من الفاتحة. كبار العلماء، لكن ماذا نقول حينما تأتي لجان مؤلفة من علماء، وليست من قراء؟ فلان قارئ جيد، يقرأ في كتب الحديث ويقرأ في كتب الفقه، ويقرأ في كذا يقرأ. لكن عادة في أيامنا هذه عندما يراد طبع نسخة من المصحف يؤتى لعلماء كبار، بعضهم متخصص في القراءات القرآنية، بعضهم متخصص في رسم المصحف، يعني كيف ترسم الكلمات لأن هذا الرسم اختصاص، لأنه عندنا رسم المصحف توقيف على ما رسمه الصحابة الكرام على عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ لما نسخوا نسخا وأرسلوا بكل نسخة إلى مصر معينه، إلى البصرة، إلى الكوفة إلى آخره، وصار الناس ينسخون عليها على تلك النسخ. يعني يأخذون منها فيكون هناك عالم بنسخ المصحف، عالم يعني حتى لا يرسم المصحف، لأن هذا الخطاط خطاط عالم بفن الخط، يعني عندنا نسخة من المصحف في زماننا كتبها عالم بالقراءات القرآنية، وعالم كبير من كبار علماء الأزهر الشهير، كان الحداد لقبه الذي هو محمد علي خلف الحسيني الشهير بالحداد ـ رحمة الله عليه ـ هو كان خطاطا وكان عالما كبيرا من علماء القراءات القرآنية، فرسم نسخة يعني جاء الخطاطون صاروا ينسخون على نسخته ـ جزاهم الله خيرا ـ. يعني هذا العالم، لكن هم ليسوا علماء قراءات، وليسوا علماء رسم مصحف، وإنما يضع أمامه نسخة وينقش. هو عالم بفن الخط، يخط جيدا. نقول هذه اللجنة التي تدقق في نسخة المصحف، المدققة هي لجنة من علماء، وليسوا من أطباء، مهندسين، بائعي خضار، معلمين، لا… لجنة من علماء، ويكتبون أسماءهم وتخصصاتهم. هذه اللجان في زماننا اختارت أن تجعل البسملة، يعني أخذت بقول العلماء القدماء والنصوص القديمة التي تقول إن البسملة جزء من الفاتحة، اختاروا هذا. يعني الآن من أوسع الطباعات التي هي طباعة المصحف الشريف، يعني تتطبع بالملايين في كل سنة، اختارت اللجنة التي أشرفت على طباعتها أن تجعل البسملة هي الأية الأولى، ولذلك لما تفتح المصحف الآن لا يكاد يخلو بيت من نسخة من هذا المصحف، الطباعة التي قلت وجزاهم الله كل خير يعني من لم يشكر الناس لم يشكر الله ـ عز وجل ـ على قيامهم بهذا الجهد المبارك في نشر المصحف الشريف بهذه الطابع، فهذه اللجنة اختارت… يعني الآن أي واحد في البيت لما يفتح المصحف سيجد يعني أنا حقيقة، أحرج أن أذكر اسم الجهات حتى لا يقال ويقال سيجد أنه بسم الله الرحمن الرحيم أمامها رقم واحد، الحمد لله رب العالمين أمامها رقم اثنين. مادام الأمر هكذا، إذا: نقول الأمر فيه سعة، نحن نأخذ بهذا، فإذا كان غيرنا لا يأخذ بذلك نقول عندنا أصل من الأًصول التي نريد أن يقر في قلوب المسلمين، أو نتمنى ذلك. الناس لا يمكن أن تكوم في قالب واحد، يجب أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر، اختلاف في الآراء، اختلاف في فهم النصوص، وما قضية الصلاة في بني قريظة عنا ببعيدة، والحديث فيها صحيح، ولعله ما من إخواننا من المشاهدين، وأخواتنا المشاهدات إلا وقد سمع بذلك حتى لا يكون كلاما مكررا. الصلاة في بني قريظة نعم، فنريد أن يقر في القلوب إذا اختلفت مع أخي المخلص المجتهد، وهذا خلاف مخلصين مجتهدين، يعني إمام من أئمة الدين الذي له أتباعه من القدماء من الأئمة الأربعة، ذهب إلى أن البسملة جزء من الفاتحة، وإمام من أئمة الدين قال ليست جزءا. الخلاف بين الأئمة واللجنة اختارت هذا بناء على محاكمتها للنصوص، أو بناء على اتباعها لأحد الأئمة. ممكن ذلك وانتشر هذا بحيث يعني صار، إذا كان هناك نسخ مطبوعة لم ترقم البسملة فيها، لا يكون عددها شيء بالقياس إلى هذا العدد المشتهر الموجود. نقول حينما تختلف مع أخيك في قضية فيها أكثر من رأي للعلماء، وأنت اقتنعت برأيك، قل في نفسك أنا صاحب الأجرين وهو صاحب الأجر الواحد، عندنا المجتهد إذا اجتهد لأن أنت متبع ما عندنا مهندس ولا طبيب ولا أستاذ جامعة ولا كذا مجتهد، المجتهدون هم الذين نشأوا من صغرهم في دراسة الشرع الإسلامي، وتخرجوا بعد ذلك حتى تخرج من الجامعات والأزهر وإلى آخره، أو في الأماكن التي فيها المدارس الدينية وصار عالما، ويعرف علوم الآلة كما يقال هذا المجتهد، أما الباقون نقل الاجتهادات ينقل اجتهادا أنت اقتنعت باجتهادك تنقله، تقول أنا ومن تبعته في اعتقادي أصحاب الأجرين. المجتهد إذا اجتهد فأصاب له أجران، إذا أجتهد وأخطأ عليه ذنب وزر؟ لا.. فله أجر، مأجور. فالأمر يدور بين الأجر والأجرين، فما لك وله. ممكن يكون هو صاحب الأجر وأنت صاحب الأجرين، هذه نصف الفكرة، النصف الآخر ينبغي أن يقر في قلبك أنه من الممكن، ما عندنا هذا الانغلاق… هذا وما وراءه الطوفان. لا يقر في قلبك، من الممكن أن أكون أنا ومن اتبعته أصحاب الأجر الواحد، وهذا أخي هو ومن اتبعه أصحاب الأجرين، هذا لابد أن يقر في الذهن، حتى تستقر القلوب وتطمئن لا نبقى نتشاجر ونتجادل. النسخة إذا موجودة بين أيدينا، واختارت هذه اللجنة ـ جزاهم الله كل خير ـ وجزا الله كل خير ـ أكرر ذلك ـ الذين يشرفون على طباعة هذه النسخة التي صار العالم الإسلامي جميعا، كل دور العالم الإسلامي ـ بقدر علمي ـ يحاولون أن يعيدوا طباعة نسخ المصحف وينشرونها على الطبعة نفسها، بحيث صار الواحد ممكن أن يشير إلى أرقام الصفحات، أن هذه الصورة في الصفحة كذا من المصحف، هذا ما كان قديما، لأن الصفحات مختلفة في المصاحف بحسب الخط بحسب الذي يكتب، لكن الآن صار هكذا يعني في دولة معينة طبعت هذه النسخ دولة أخرى، طبعت ملايين أيضا على طبعتها، وشركات صارت تطبع على طبعتها، على نفس صورة الطبعة، وبنفس الطريقة، فصار ملايين الملايين من النسخ مطبوعة بهذه الطريقة. لذلك نقول: لابد من الوقوف حينئذ عند البسملة هذه بوصفها جزءا على الرقم القائل أنها الآية الأولى من سورة الفاتحة. بسم الله الرحمن الرحيم، في ضوء هذه الفكرة بسم الله البداية بعد الاستعاذة، يستعيذ الإنسان هذا خارج المصحف… حتى يدخل في القراءة، ويبدأ بقراءة من الفاتحة يقول: بسم الله. عندنا الباء حرف جر، وكلمة اسم مجرورة بالباء، عندنا جار ومجرور… علماء العربية من خلال اطلاعهم على كلام العرب قالوا: الجار والمجرور يتعلقان، والتعلق مفعولية… متعلقان يكونان معمولين إما لمذكور، فإن لم يوجد فهو مقدر، يعني محذوف يقدرونه الجار والمجرور. بسم الله الرحمن الرحيم، الكلمات الموجودة هذه لا يصلح الجار والمجرور أن يتعلق بها، إذا ما عندنا لفظة يصلح أن يتعلق بها الجار والمجرور، يعني تقول مثلا جئت من البيت كذا وسلمت على زيد في طريقي يقول لك: على زيد جار ومجروران يتعلقان في جئت، لا يصلح إذا، لأن لا يصلح تقول جئت على زيد، وإنما سلمت على زيد. إذا: على زيد متعلقان بسلمت موجودة، لكن لما يقول في الدار زيد، في الدار جار ومجرور لا يتعلقان بزيد، لا يصلح في الدار كان مرتبطين بزيد ما يصلح هذا التعلق، لأن زيد اسم علم صحيح أصله مصدر، لكن سمينا به زاد يزيد زيدا سمينا إنسانا به، زيد ما يصلح. عند ذلك قالوا: إذا متعلقان بمحذوف، هذا المحذوف، يعني الرأي الراجح يقول إما اسم، وإما اسم يعمل عمل الفعل، أو فعل يعني استقر في الدار زيد، أو وجد في الدار زيد، أو كائن زيد في الدار. يعني ما قال وأخبروا بظرفنا وبحرف جر، معنا كائن أو استقر، يعني هناك نية لهذا. فبسم الله قالوا: متعلق بمحذوف، والتقدير بسم الله أبدأ قراءتي، بسم الله ابتدائي القراءة، بسم الله كذا، ولاحظ أدب العلماء في هذا أنهم ما قدروا المحذوف قبل البسملة، يعني ما قالوا أبدأ بسم الله، لا يقولون بسم الله أبدأ، حتى تبقي البداية بكلمة بسم الله ـ سبحانه وتعالى ـ. نواصل ـ إن شاء الله تعالى ـ في الحلقة القادمة. أقول هذا، وأستغفر الله لي ولكم، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.