أبواب الجنة

أبواب الجنة – باب الصالحين

اسلاميات

أبواب الجنة – باب الصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً (29) الأنفال) من أصناف المتقين من يفرقهم الله عز وجل يوم القيامة ويجعل لهم علامة أن هذا من زمرة عظيمة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا (73) الزمر) هذه الزمرة متميزة يوم القيامة. هذه الزمر تجمع عدة عبادات صالحة حتى تجمع أهله مع الصالحين والصالحون من الزمر العظيمة يوم القيامة (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا (69) النساء) ليس كل من عمل صالحاً هو من الصالحين لكي تكون من الصالحين يجب أن تكون صالحاتك متميزة حتى تدخل في هذه الزمرة التي أصبحت تحت عنوان الصالحين. ولهذا رب العالمين (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت) يعمل صالحاً يعمل صالحاً حتى يترقى حتى يصبح مع الصالحين في تلك الزمرة العظيمة. هذه الزمرة العظيمة تجمع ثلاثيات أو رباعيات من الأعمال المتميزة. لاحظ هذا الكتاب العزيز فيه عدة ثلاثيات، أهل الليل تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون. و في الكتاب العزيز عشرات الثلاثيات إذا اجتمعت في واحد فقد أصبح من الصالحين. في يوم من الأيام صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح وقال من منكم أصبح اليوم صائماً؟ فقال أبو بكر أنا يا رسول الله، من أطعم منكم مسكين؟ قال أنا، قال من اتّبع جنازة؟ قال أبو بكر أنا، قال من زار مريضاً؟ قال أبو بكر أنا، قال ما اجتمعت هذه في عبد من عباد الله إلا دخل الجنة. إذن هذه الأربعة إذا كنت مواظباً عليها فقد دخلت في الصالحين. والصالحون هم سكان أو شعب الفردوس الأعلى (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا (69) النساء)، الجنة لكل من آمن وعمل صالحاً على التفاوت، رب رجل آمن وعمل صالحاً لكن لم يصل ليكون من الصالحين، كلنا نمارس الرياضة صباحاً لكنا لسنا رياضيين لكي تكون رياضياً يجب أن تتدرب على الرياضة تدرباً شاقاً حتى تكون بطلاً مشهوراً. هكذا هم الصالحون كلنا نعمل صالحات نحن من الذين آمنوا وعملوا الصالحات لكن لم نصل إلى الصالحين لم نصبح أبطالاً في الصلاح. هذا الحديث الشريف الصحيح إذا اجتمعت بك هذه العبادات الأربعة دخلت في الصالحين ولذلك عليك أن تجتهد أولاً أن تصوم في اليوم الذي تصوم فيه اثنين خميس، البيض، هذا واحد، ثانياً تطعم مسكيناً في ذلك اليوم، ثالثاً تتبع جنازة ورابعاً تزور مريضاً وأنتم تعرفون كل واحدة من هذه العبادة كم قدرها، الصوم في يوم حار يباعد بينك وبين النار عدة خنادق كل خندق ما بين المشرقين، الصوم معروف. وأن تتبع جنازة إيماناً واحتساباً فإنك تعود كيوم ولدتك أمك تأمل ماذا لو أنك في كل أسبوع تتبع جنازة. ماذا لو أطعمت مسكيناً (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان) الحكمة تقول اتخذوا عند المساكين يداً فإنهم دولة يوم القيامة. هذه العبادات ونهايتها أن تزور مريضاً وأنتم تعرفون من المجالس التي يضمن العبد فيها مجلس المريض “ثلاث مجالس العبد فيها على الله ضامن من ضمنها مجلس مريض أولئك الخوّاضون في رحمة الله فإذا أردت أن تخوض في رحمة الله فزر مريضاً وما دمت هناك فالدعاء مستجاب والملائكة تستغفر لك وعندما تهمّ وتنوي بنفسك أن تذهب لكي تزور مريضاً تسمعك الملائكة، الملائكة تسمع حديثك صوتاً كما لو كنت ترفع صوتك بذلك فسمعوك وأنت تحدث نفسك بأنك ستذهب لكي تزور مريضاً يجتمعون على بابك بالآلآف فإذا خرجت ساروا خلفك وكأنهم مظاهرة “طبت وطاب ممشاك” وينتظرونك عند الباب فإذا عدت قالوا “عدت مغفوراً لك” ومت دمت أنت عند المريض فأنت تخوض في رحمة الله وإذا دعا لك المريض فدعاؤه مستجاب. عبادات سهلة جميلة راقية ولكنها عظيمة الأثر. أن تصلي الصبح في جماعة وأن تصوم وأن تطعم مسكيناً وأن تزور مريضاً ماذا لو اجتمعت فيك هذه في كل يوم بل في كل أسبوع بل في كل شهر على أقل حد إحرص على أن تفعل هذه العبادات الأربعة في كل شهر مرة على الأقل. هذه العبادات إن اجتمعت فيك تدخل في الصالحين (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) والصالحون هم شريحة عظيمة من الشرائح التي تعمر الفردوس الأعلى والفردوس الأعلى مقصورة الرحمن. فما عليك إلا أن تحاول وتجتهد أن تكون من الصالحين. هذه الشمائل هي أخلاقيات الأمة ” أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً” وهذه الشمائل وهذه العبادات أخلاقيات هذه الأمة: إكرام الجار، إكرام الضيف، إكرام المسكين بمحبة ومودة بدون المنّة عليه (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى (262) البقرة) أن تقدمها وأنت فرح بذلك “طيبةٌ بها نفسك” وتعرفون ماذا تعني زيارة المريض ” لو زرته لوجدتني عنده”. فأسأله سبحانه وتعالى الذي منّ على هذه الأمة بمنن لم يعطها لغيرها أهمها أنك الوحيد الذي توحد الله. إذا تأملت بها تقول والله ما فعل الله هذا بنا إلا يريد أن ينجينا، لقد أعطاك الله الإسلام من غير أن تسأله وجعلك موحداً من ساعة ما ولدت من غير أن تسأله ولا أظن أن الله سبحانه وتعالى يحرمك من أبواب الجنة وأنت تسأله في كل صلاة “اللهم إنا نسألك الجنة” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال من سأل الله الجنة سبع مرات في اليوم إلا أجابته الجنة. حينئذ علينا أن نعلم بأن مجموعة العبادات ولو تابعت ثلاثيات القرآن الكريم وأحياناً رباعيات تجد أن القاسم المشترك هو الإنفاق وهو إطعام المسكين وإطعام المسكين القنطرة القوية السليمة إلى الجنة وإلى أرقى أبوابها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.