أبواب الجنة – باب المفلحين
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. إن من أبواب الجنة ما هي أبواب موضوعة على جنة مخصوصة وتسمى جنة المتقين ولكل زمرة جنة من الجنان (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران) خاصة. والمتقون أوصافهم محددة تحديداً دقيقاً لأن التقوى مهمة (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) البقرة). الله عز وجل افتتح كتابه (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) بعدها آيتين اقرأهما تجد فيها صفات المقتين محددة تحديداً كاملاً من حيث الأركان لأن هناك تقوى أركان وتقوى عبادات وتقوى علم، الأساس تقوى الأركان لأن هذا الدين إيمان وأركان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71) الأحزاب) التي هي الأركان وهي مجموعة في الصفحة الأولى من سوة البقرة (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) وتصلي وتصوم وتحج وتؤمن بالرسل السابقين والكتب كما هو معروف (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). هذه هي أساسيات هذا الدين لا تغتر قد تكون منفقاً وقد تكون طيباً وقد تكون صالحاً وقد تكون عالماً إبدأ بهذه أولاً بدون هذه لا قيمة لكل أعمالك. قال يا رسول الله أتُرى وفي رواية أتشهد أنني إن آمنت بأن الله واحد وأنك رسول الله وصليت الخمس وصمت رمضان وأديت زكاة مالي وحججت فمن أنا؟ قال أنت من الصديقين. الصديقون هذا عملهم الأساس الأركان. وتعرفون قصة الأعرابي لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فأخبره النبي الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادة فقال هل عليّ غيرها؟ قال لا، قال والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص فقال صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. هكذا هو الأمر لكن تعلمون أن أداء هذه الأركان متفاوت فالتفاوت يوم القيامة في الدرجات بناء على حسن الأداء هناك مصلي ومصلي وهناك مزكي ومزكي. من أجل هذا أعطانا الله عز وجل مواصفات معينة لكي نصل بتلك المواصفات في أداء الأركان إلى أعلى تلك الدرجات العلا التي لا يمكن تخيلها (فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) طه) يقال أن الجنة مائتا درجة ما بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض والله أعلم أنها درجات لا حصر لها (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) الإنسان). الصلاة أول ما يسأل عنها العبد يوم القيامة، بعد لا إله إلا الله الصلاة لا يستغني أحدهما عن الآخر، لا تفعل إحداهما إلا إذا كانت معها الأخرى “أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإن حسنت حسن سائر عمله وإن ساءت ساء سائر عمله”. فإذا أردت أن تدخل إلى أبواب الجنة إلى أبواب لها قيمتها العالية ومتميزة فعليك أن تُحسِن صلاتك وتحسّنها باستمرار. وتحسينها معروف أولاً أن تؤديها في أوقاتها هذا معنى إقامة الصلاة هذه الإقامة في أوقاتها وأن تكون محافظاً عليها من الضياع في أركانها وشروطها (عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ويداومون على صلاتهم، الذين يداومون أي يؤدونها في الدوام الرسمي، دوامك الرسمي إذا كنت موظفاً في الدائرة، فالصلاة الرسمية الدوام عليها في المسجد فالصلاة في المسجد تختلف اختلافاً جذرياً عن صلاتك في بيتك والصلاة في بيتك ربما لا تقبل منك لأن المسجد قريب منك “لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد” ناهيك عن الدرجات الهائلة بين هذا وذاك صلاتك في بيتك شيء وصلاتك لوقت واحد في المسجد قد تعادل صلاتك لسنوات فقط لأنك صليت صلاة في المسجد، تلك الصلاة تعدل صلاة سنوات إن كنت تصلي في بيتك فإن حسنت حسن سائر عملك تحافظ عليها وتداوم عليها، المحافظة عليها من النقائص والبدع والضلالات وما شاكل ذلك والمداومة أن تؤديها في مكان الدوام وهو المسجد إذن هذه الأركاان هي عبادة الصالحين. إذا أردت أن تدخل باب الصالحين فالصفحة الأولى في سورة البقرة هي التي تدخلك إلى باب المتقين وباب المتقين يدخلك إلى أبواب الجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته