أبواب الجنة – باب ليلة القدر
بسم الله الرحمن الرحيم. هذه ليلة القدر (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} القدر) هذا هو لُبّ الموضوع وهذا هو الهدف الأسمى وما من رجل صائم يصادف هذه الليلة إلا ويدخل الجنة حتماً كما وعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) القدر). وبهذه السورة في هذه السورة الجميلة عن ليلة القدر يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا ومن يأبى؟) لا، هناك من يأبى، الآن اليوم في العشر الأواخر هناك قلة من الصائمين يصوم والحمد لله ويصلي والحمد لله ولكن بعد ما يصلي العشاء يذهب إلى المقهى ويسمر مع الأصدقاء ويمضي الليل هكذا مثل أيامه السابقة، هناك فئة يعني في نسبة معينة ليست كثيرة ولكنها نسبة لا بأس بها يقضون ليل رمضان بما فيها العشر الأواخر في المقاهى والإجتماعات والكلام وغيرها، وليس في ليله ما ينبغي أن يكون في البحث عن ليلة القدر. (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً) كما هناك من صام رمضان إيماناً واحتساباً هنا من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ليس فقط غفر له أعطاه الله جزاء ثلاث وثمانين سنة قيام ليلها وصيام نهارها. لو فرضنا جدلاً أنك في كل سنة تحظى بليلة القدر معنى ذلك أنك في كل سنة يضاف إلى حسناتك حسنات ثلاث وثمانين سنة التي هي ألف شهر يعني بعشر رمضانات ثمانمائة وثلاثين سنة تخيل أنك أنت تعبد الله ثمانمائة وثلاثين سنة! لو صمت عشرين رمضان ألف ستمائة وستين سنة تخيل واحد من عباد الله عَبَد الله ألف وستمائة وستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها ولم يذنب، ما هو موقع هذا العبد يوم القيامة؟! هذا ما تستطيع أن تفعله إذا حظيت بليلة القدر، ولماذا لا تحظى بها إذا كنت تقوم العشرة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكما كان يفعل عليه الصلاة والسلام وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
إذاً السعيد من شدّ المئزر وأيقظ أهله في هذه العشر الأواخر إنتظاراً لهذه الليلة وبحثاً عنها ولا أظن أن أحداً يجهد نفسه في البحث عنها ويخيبه الله عز وجل حاشا لله أن يفعل ذلك. إذاً من عباد الله من صام ثلاثين رمضان منهم من صام أربعين منهم من صام خمسين ومنهم من صام ستين حينئذٍ ستين اضربها في ثلاثة وثمانين سنة في كل عام يا الله! ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) أمتي المصلّون أما الذي لا يصلي ولا يصوم فليس من أمته، المصطفى صلى الله عليه وسلم يتكلم عن أمته وأمته هم المصلّون (كلهم يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة من عصاني دخل النار) ومن عصاني نام عن ليلة القدر تعود أن ينام كل ليلة لا يهتم بصلاة القيام فقط يصوم رمضان وقد لا يصوم نحن نتكلم عن الصائمين، رب صائم في العشر الأواخر لا يقيمها حتى لا يختار الأفراد لم يحاول حتى، أي خسر يعني ضاع عليه ربح عظيم وفرصة نادرة أن يدخل الجنة في الدرجات العلا المهم ليس فقط دخول الجنة كلٌ داخل بلا إله إلا الله محمد رسول الله. ولكن في الجنة أين؟ إذا زادت حسناتك على سيئاتك دخلت الجنة من غير حساب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
هذه الليلة هي طموح المسلم من أوله إلى آخره، هنا تحل المشكلة كاملة ما دمت قد حظيت بهذه الليلة التي هي خير من ألف شهر، هذه من بركات الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة (يريد الله أن يتوب عليكم) وقد فعل الله عز وجل صدق الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه الليلة فما من مسلم يحظى بها ويدخل النار أبداً إن الله تاب عليه في هذه الليلة. هذا الفرق بين (يتوب عن) و (يتوب من) (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا (16) الأحقاف) ما دام قد حظي بهذه الليلة فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأضاف إلى رصيد أعماله العجائب كما تعرفون. هكذا هو الأمر فنسأله تعالى أن يجعلنا من أهل هذه الليلة ومن أصحابها ومن المأجورين بها وممن تصافحهم الملائكة في الفجر كما قال صلى الله عليه وسلم تصافحنا ومن شعر بخشوع في نفسه أو فاضت عيناه ولو بقطرة من الدمع فهذا دليل على أن سيدنا جبريل قد صافحه، أمة مباركة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.