سورة الرعد
إسم السورة، لماذا سميت بهذا الإسم؟ وهل لها اسماء أخرى؟
د. الخصيري: سورة الرعد ليس لها إسم غير هذا الإسم؟. بل إن الذي يظهر أنها معروفة في السنة النبوية بهذا الإسم بورود بعض الأحاديث الدالة على ذلك وإن كان بأسانيدها بعض الشك. لكنه مشهورة عند الصحابة والابعين وفي كتب التفسير بهذا الإسم ولا يعرف لها إسم آخر.
د. عبد الرحمن: إذا لم يثبت لها إلا إسم واحد هذا دليل على أن الإسم توقيفي.
د. الخضيري: هذا مؤشر على أن الإسم توقيفي. سميت بهذا الإسم لورود ذكر (الرعد) فيها ولم يذكر الرعد في القرآن إلا فيها وفي سورة البقرة والذي يظهر أن هذه السورة نزلت قبل سورة البقرة إن قلنا هي مكية وإن قلنا مدنية الطاهر بن عاشور قال هذه السورة نزلت قبل سورة البقرة إن كانت مدنية لأنها سميت بهذا الإسم. والرعد هي الآية الكونية العظيمة التي تحدث عندما تلقتي هذه السحب فيخرج هذا الصوت العظيم الذي يرعب القلوب ويأخذ بالأفئدة وهو صوت يعرفه للناس لا يحتاج أن نشرحه للناس فهو معروف بإسمه. وهذا الصوت ورد في الأحاديث أنه صوت ملك يعني سأل اليهود النبي عن أسئلة خمسة وقالوا أجبنا عن هذا الرعد فقال إنه ملك. هذا الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لو ثبت لكان منتهى القول في هذه المسألة. والحديث ليس ثابتاً ورد من رواية بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن خمس مسائل ومنها السؤال عن الرعد. والسؤال عن الرعد ورد في هذه الرواية بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير لكن بكيراً فيه ضعف ولذلك تعتبر هذه الرواية شاذة والحديث صحيح أو صحيح من دونها. ولهذا نقول إنه على أقل أحوال هو قول من الأقوال وهذا الذي نجده في كتب التفسير، غالب المفسرين وخصوصاً المتقدمين يذكرون أن الرعد ملك من الملائكة. وبهذا هو قول معتبر في التفسير ومشهور. والقول الثاني عند المتقدمين أيضاً أنه صوت الريح التي تحمل هذه السحب ثم يحدث هذا الصوت العظيم. نحن نقول لا تعارض بين ما ذكر عن الصحابة والتابعين وما ورد في كتاب السلف وكتب التفسير وبين الحقائق العلمية التي تثبت حقيقة هذه الظاهرة الكونية لأن وجود الظاهرة الكونية التي يعرف تفسيرها العلمي لا يمنع أن يكون لها تفسير غيبي ويلتقي التفسير العلمي والغيبي دون اعتراض. بعض الناس يرى إما أن تفسرها غيبياً أو تفسرها علمياً، وهذا غير صحيح. نعطي مثالاً: المولود عندما يولد يصرخ هذه الصرخة مفسرة عندنا غيبياً النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيطان ينغز في جنبه إلا ما كان من عيسى وأمه فإن الشيطان لم يفعل ذلك لأن الله تعالى استجاب دعوة امرأة عمران فلم يستطع إبليس أن ينغز في جنبها ولا جنب ابنها، هذه الصيحة عند الولادة مفسرة عند الأطباء علمياً وبهذا نحن نقول أن هذا كله يمكن أن يكون له تفسير علمي معروف ويمكن أن يكون له تفسير غيبي ولا تعارض بين التفسير العلمي والتفسير الغيبي مثلها قصية سجود الشمس تحت العرش كل يوم، مثلها قضية السحاب حتى كوننا الآن نقول إن الرعد ملك وهذه ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في ؟؟ أو في مجموع الفتاوى وبين أنه لا تعارض بين الحقيقتين ويمكن أن يكون الرعد ملك يسوق هذا السحاب ويحدث هذا الصوت بإذن الله عز وجل فيطلع الناس على حقيقة التفسير الظاهرة ويخفى عليهم خلفيات هذا الأمر الغائبة لا تعارض بين هذا وهذا وكله من عند الله عز وجل بل إن الله عز وجل يوجد للعباد ما يعرفون به حقائق بعض الأمور ويخفي عليهم بعضها ليبقى العلم كله لله يعلم ما غاب عنا وما نشاهده له علم الغيب وله علم الشهادة.
هذه السورة اختلف في مكان نزولها هل هي سورة مكية أو مدنية، ابن عباس والزبير وقتادة يرون أنها سورة مدنية مدنية وهناك بعض الإشارات تدل أن السورة بالفعل مدنية منها (وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (36) الرعد) فيها إشارة إلى أهل الكتاب، ومثل قوله عز وجل (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)) ففيها إشارات إلى أنها قد تكون مدنية لكن القول الذي تطمئن إليه النفس وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء وجماعة من السلف أنها مكية ومن يعرف هذه السورة ويحاول استقراء موضوعات السور المكية يعلم أنها أقرب للسور المكية منها إلى السور المدنية
د. عبد الرحمن: ضوابط القرآن المكي موجودة فيها
د. الخضيري: تقريباً وخصوصاً من جهة المضمون. أيضاً إذا نظرت إلى ذوات (ألر) كلها مكية يونس ويوسف وإبراهيم والرعد وهود والحجر كلها مكية فكوننا نجعل هذه النظيرة مع نظيراتها أولى من كوننا نجعلها مدنية وعلى كل لا يترتب على هذا كبير إشكال لأنه ليس فيها شيء من آيات الأحكام
د. عبد الرحمن: مقصد سورة الرعد، موضوع سورة الرعد الأساسي
د. الخضيري: الموضوع ظاهر جداً من جهة أنها سورة عقدية ترسخ للعقيدة في نفس المؤمن وتجادل الكفار في هذا الموضوع مجادلة صريحة وبالأدلة والبراهين، هذا المر جلي في السورة من أولها إلى آخرها. والذي يظهر لي أن السورة تأكيد أركان العقيدة الثلاثة المرسِل والرسول والرسالة. وهذه الثلاثة موجودة في السورة بشكل بارز واضح مثلاً في أول آية (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ (1)) هذا القرآن، وإليك الرسول، من ربك المرسِل، الحق هو الحق الثابت (وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) إذن الحديث عن هذه القضية إثبات الرسول والرسالة والدلائل العظيمة على هذا المرسل الموجد الرب العظيم بالأدلة الظاهرة البينة وهذا ما نلاحظه في أول السورة عندما قال عز وجل (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (2)) ثم بدأ يذكر الأدلة على الرب سبحانه وتعالى وعلى ألوهيته وربوبيته واسمائه وأفعاله جل وعلا العظيم. ثم يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)) أنت ليس بيدك شيء من التصرف لا يمكن أن تأتي لهم بآية اقترحوها أو تصنع لهم شيئاً إلا أن يأذن الله لك مهمتك يا محمد مقصورة في الانذار وتبليغ هذه الرسالة وأداء هذه الأمانة التي كلفك الله سبحانه وتعالى بها. ثم تعود الآيات إلى ذكر الرب سبحانه وتعالى (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) في الأولى (الله) وفي الثانية (الله) وهذا أسلوب عجيب جداً في بيان هيبة هذا الرب العظيم وبيان آياته الدالة على وحدانيته وقدرته وكمال علمه وكمال إحاطة بخلقه (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)) العجيب أنا لاحظتُ ملاحظة فنية أنه في هذه السورة تكثر المقابلات والغريب فيها أنه يفسر بعضها بعضاً مثلاً (وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ) كلمة تزداد واضحة للناس لكن كلمة تغيض غير واضحة معناها مقابل تزداد تغيض بمعنى تنقص. (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)) مستخف بالليل هذه ظاهرة وسارب بالنهار قد تكون من الكلمات الغريبة، السارب بالنهار الذي يمشي في وضح النهار. وبعد أن انتهى من ذكر هذه الآيات البينات قال (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ (14)) له وحده ولا يمكن أن تكون لأحد سوا. ثم ذكر الأمثال والغريب أن هذه السورة مليئة بالأمثال مما يدل على أنها سورة فيها من دلائل الحق وإبانته الشيء الكثير ولذلك كثير من العلماء يؤلفون في هذه السورة ويبينون دلائل العقيدة من خلالها ومنهم شيخنا محمد صالح مصطفى له تفسير سورة الرعد ومنهم الشيخ غزالي عيد وأيضاً دكتور محمد سعد الدبل له جماليات النظم القرآني في سورة الرعد وكتب كثيرة في هذه السورة لأن فيها من الدلالات والبراهين أشياء كثيرة.
لا زال في أمر الله عز وجل وفي توحيده (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ (14)) (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (15)) (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)) بعدما ذكر هذه القضية العظيمة بدأ يذكر من يستجيب ومن لا يستجيب وجزاء هؤلاء وجزاء هؤلاء ومثال هؤلاء ومثال هؤلاء في طريقة سلسلة انسيابية غاية في الروعة والجمال فهو يقول (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)) هبل واللات والعزى الذين تدعون لهم الإلهية خلقوا خلقاً فأنتم أشكل عليكم الأمر نحن نعبد هذا أو نعبد هؤلاء الذين لهم خلق كخلق الله، أين عقولكم؟. ثم ذكر مثلا للحق والباطل وأن هذا الباطل الذي ينتفش ويعلو بنفسه ويزهو حتى يبدو شيئاً كبيراً أمام الأعين لكن لا حقيقة له كالطبل له صوت عالي وجوف خالي قال (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا (17)) هذا يسمى المثل المائي. ثم جاء المثل الناري قال (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ (17)) أي بهذين المثلين يبين الله حقيقة الحق وحقيقة الباطل، الحق والباطل في المثل المائي على النحو التالي: ينزل الله الماء فإذا نزل الماء فصار الباطل منتفشاً وصار يعلو فعندما ترى الوادي مقبلاً ترى فوقه العيدان والزبد الذي ينتفخ فقاعة ليس فيها شيء ولا فيها أي نفع لكنها ترة بالعين ويكون لها شيء من الوجود الظاهر لكن بلا حقيقة وبلا معنى، في نهاية المطاف (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17)) هو الذي يبقى لا يتغير هذه الدعوة وهذا الكتاب وهذا الدين وهذا الحق الذي جاء به الرسول بقي، أين هي دعوات المبطلين؟ أين هي الأمم الكافرة التي عارضت هذه الدعوة العظيمة؟ أين هي الآلهة التي كانت تعبد من دون الله؟ ذهبت وفنيت وبادت وبقي الحق. وفي المثل الناري عندما يوقد على أي شيء يراد الإيقاد عليه من الذهب والفضة والحديد تجد أنه يطفو عليه شيء من الزبد ثم بعدما ينتهي الأمر يبقى النافع في الأسفل وهذا الزبد يُحمل ثم يُرمى كذلك الحق والباطل لذا لا تغركم صورة الباطل ولا انتفاشته ولا دولته ولا أمواله ولا متاعه الزائل انظروا إلى الحقائق. ولذلك أرى كثيراً من الناس لا يستعمل هذه القاعدة في جميع أمور الحياة عندما تأتي قضية وتثار ينظرون إلى الصوت العالي ويتابعونه ولا ينظرون إلى الحقائق ولا يتأملون (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ) هذه قضية نحتاج إليها أننا إذا جاء الحق والباطل أن نتأمل الحقائق ونترك الظواهر.
د. عبد الرحمن: لا زلنا نتحدث عن المرسِل سبحانه وتعالى فهل من مزيد؟
د. الخضيري: الحديث عن المرسِل سيأتي لأنه على طريقة القرآن في المثاني أنه يؤتى بالشيء شيئاً فشيئاً ثم يعاد فيلصق بالنفس.
لكن نقف عند المثلين المائي والناري قال (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ (17)) الأمثال رائعة ومهمة جداً للناس في تبيين الحقائق وفي تقريب الشياء المعنوية ماثلة أمام الناس كأنها اشياء مادية محسوسة وبهذا نعرف أن المعاني والمباني في النهاية تتلاقى ويمكن أن ننتفع منها في تقرير الحقيقة التي يريد الرب سبحانه وتعالى تقريرها. وأنا أوصي المشاهدين بالعناية بالأمثال في القرآن وفهمها لأنها تبصر الإنسان بالحقائق ثم المثل مهما تعمق الإنسان فيه سيجد تحته أسرار وخزائن العلوم وأيضاً الجاذبية حتى في قبول الناس وانسياقهم لأن الحق إذا بان للناس بصورة جلية ليس كالحق الذي ينساق الإنسان وراءه وهو يؤمن به إيماناً مجرداً (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (260) البقرة) طلب من الله عز وجل أن يريه آية إحياء الموتى ليس شكاً من إبراهيم عليه السلام لكن زيادة في الإيمان. كذلك هذه الأمثال فالحق لما يضرب له بأمثال محسوسة وتجسد له هذه المعاني في صور كأنه يشاهدها فإن ذلك يجعله ينساق إلى الحق ويستجيب له ويؤمن به ويدافع عنه ويجاهد في سبيله.
قال بعدها (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى) وهو يمهد لهذا منذ فترة أنه قال (هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ (16)) الآن بدأ يبين من هم الذين استجابوا ومن هم الذين لم يستجيبوا والاستجابة هنا ليست اقتناعاً وإنما الانقياد أن تدلل على استجابتك بالانقياد التام (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)) من هم هؤلاء المستجيبون؟ قال (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19)) من هم أولو الألباب؟ هم الذين استجابوا وصفهم الله فقال (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)) هذه ثمان صفات هذه هي حقيقة المستجيبين أما يقول الإنسان أنا مسلم وأعتز بإسلامي وأنا مؤمن وأعتز بإيماني وأنا أفاخر بهذا الدين وفي النهاية تجد العمل في وادي وهو في وادي هذا لا مكان له في جيننا، هذا إرجاء وهو أن يكون الإيمان معرفة باردة باهتة وصورة معلوماتية ليس لها حقيقة واقعية نحن عندنا الإيمان هو ذاك الذي تنطبق صورته على واقع حياته ولذلك قال (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى (19)) ليس له شيء من البصيرة لا القلبية ولا البصرية. ثم على طريقة القرآن في المقابلة بين المتبعين والضالين قال (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)) هؤلاء الذين لم يستجيبوا. ثم عاد مرة أخرى إلى المرسِل (اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ (26)) سبب كفر هؤلاء الكافرين أنهم اغتروا بالحياة ونسوا نلك الحقائق كما ضرب الله الأمثال (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء (17)). (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)) هذه الآيات العظيمة التي بين ايديكم وتطلبون المزيد لماذا؟ لإقامة الحجج عليكم؟ لو جاءكم ما طلبتم لعجل العقوبة عليكم فالله برحمته يستأني بكم ولا يستجيب طلباتكم لأنهم إذا أجيبوا إلى ما طلبوا فلم يؤمنوا نزل بهم العذاب المهلك الماحق الذي لا يبقي منهم أحداً. ثم بعد ذلك يتحدث عن الرسول، قلنا المرسِل والرسول. قال (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)). ويتحدث عن الرسول أيضاً بقوله (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)). ويتحدث عن الرسالة في قوله (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا (31)) يذكر القرآن بأعظم وصف لو كان هناك شيء تسير به الجبال أو تقطع به الأرض أن يكلم به الموتى لكان هذا القرآن. ومن العجيب أن الجواب هنا قد حذف وكأنه معلوم (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) لكان هذا القرآن، (بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا). (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) يئئس هنا بمعنى يعلم ويتبين وإن كان بعض المفسرين حملها على اليأس المعروف لكن الظاهر وهو كلام جمهور السلف أن ييأس بمعنى يعلم. (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)) لجأ إلى جانب التهديد لهؤلاء الذين بانت لهم الحقائق وقامت عليهم الحجج وظهرت لهم الدلائل ولا يزيدهم إلا إصراراً وكفراً وعناداً قال (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) يخوفهم الله بهذه الآيات يرسل هذه القوارع على جيرانهم وعن يمينهم وعن شمالهم، مرة البحار تهيج ومرة السماء تنزل ومرة الأرض تهبط ورعود وبروق وكل ذلك لتحريك هذه النفوس وسوقها للإيمان لكنها قلوب قد قدت من الصخر فلا تستجيب ولا تزيد مع الآيات إلا كفراً (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) التوبة). ثم عاد إلى التوحيد مرة أخرى (أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33)) هل هناك أحد يقوم على كل نفس بما كسبت غير الله؟ (وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء) يقول الله في جدال عجيب (قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ) أي تخبرون الله بما لا يعلم في الأرض؟! هل أنتم تخبرون الله بآلهة هو سبحانه وتعالى لا يعلمها؟! أين هؤلاء؟ قال (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ) ما هناك إلا أنهم زُين لهم هذه الضلال (وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ (34)). ثم يأتي مرة أخرى إلى موضوع بعدما ذكر عذاب هؤلاء ذكر وعده للمؤمنين (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ (35)) لاحظ يذكر كلمة المتقين لبيان أن الإيمان المطلوب في هذه السورة إيمان يتبعه عمل وخوف وخشية ويثمر التقوى قال (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ). نعود إلى الرسالة قال (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ (36)) من أهل الكتب من إذا سمع هذه الآيات والقصص يوسف وهود ونظروا أنها موافقة لما عندهم وما جاء في كتبهم يفرحون بهذا كله كعبد الله بن سلام. (وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (36)) سماهم الأحزاب لأنهم أدوا إلى التفرق والشغب ولا يسمى الناس أحزاباً إلا في حالة التفرق والتشرذم أما إذا كانوا متجهين إلى وجهة صحيحة فإنهم يسمون حزباً (حزب الله). يقول الله عز وجل لنبيه (قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)) ما أدعو إلا إليه ولا مرجع إلا إليه. (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا (37)) الآن الحديث عن الرسالة عن هذا الوحي الذي أنول على محمد صلى الله عليه وسلم. (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ (37)) ثم جاء الحديث عن الرسول، هذا الرسول هناك شبهة تقال انه متزوج كيف رسول يتزوج ويكون له ذرية؟! كل الرسل على هذه الشاكلة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً (38)) لست بدعاً من الرسل بل هذه سنة الله في كل الرسل لهم أزواج وذرية (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)) ما طلبتموه من رسول الله فلن يستطع أن ينجزه لكم من الآيات والخوارق رحمة بكم والرسول لا يستطيع أن يأتي بها إلا بأمر الله فالأمر كله عائد إليه جل وعلا، قال (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) ما من شيء يأتي إلا بكتاب كتبه الله وقدّره. (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)) الله سبحانه وتعالى يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء له الأمر كله وهذه الآية أشكلت على بعض الناس ما المقصود بالمحو والإثبات؟ والظاهر أن المحو والإثبات هو ما يفعله في هذا الكون يرفع ملكاً ويزيل ملكاً ويمحو الليل. (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) ما في أم الكتاب لا يختلف أما ما في عالمكم يختلف ويمكن أن يقال يمحو ويثبت من صحف الملائكة لكن الكتاب الأزلي واللوح المحفوظ لا يقدم فيه شيء ولا يؤخر. ثم قال (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) أنت يا محمد أيضاً لا تنتظر أن ننزل بهم عقوبة جزاء ما أذوك أو ما فعلوا بك أو ما صنعوه بك وبأصحابك، هذا ليس إليك قد نريك هذه العقوبة وقد لا نريك، أنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب وهذه المهمة ليست مهمتك يا محمد. (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)) هذا تهديد هذا النقص الذي يحيط بهم من كل جانب ألا يخشون أن يصل إليهم في عقر دارهم جزاء تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا (42)) إن كنتم تمكرون فالله عز وجل محيط بكم في كل مكركم والمكر كله عنده سبحانه وتعالى وهو خير الماكرين (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)). عدنا إلى الرسول (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)) هذه الحقائق تدور بطريقة عحيبة في هذه السورة من أولها إلى آخر آية فيها (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) إسألوا أهل الكتب، والعجيب أن ذوات (ألر) فيها العود إلى أهل الكتاب والاستشارة والنظر إليهم والتأكد من خلال الوثائق التاريخية المطروحة عندهم فاليهود في المدينة والنصارى في نجران إذهبوا إليهم واسألوهم هل هذه الحقائق موجودة في كتبهم؟
د. عبد الرحمن: كل هذه الموضوعات تؤكد أنها سورة مكية والعلم عند الله.
سؤال الحلقة
قال تعالى في سورة يوسف (وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ (100)) فلِمَ خصّ يوسف عليه السلام إخراجه من السجن دون إخراجه من الجب؟
———————————————————-
رابط جودة عالية
http://ia360700.us.archive.org/17/it…3/tafsir13.AVI
رابط جودة متوسطة http://ia360700.us.archive.org/17/it…/tafsir13.rmvb
رابط للجوال
http://ia360700.us.archive.org/17/it…ir13_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia360700.us.archive.org/17/it…3/tafsir13.mp3
روابط الحلقة كاملة على موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.ph…0e59ac035307a7