الحلقة 29
ضيف البرنامج في حلقته رقم (123) يوم الأربعاء 29 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن يحيى صواب الأستاذ المشارك بكلية الآداب بجامعة صنعاء باليمن .
وموضوع الحلقة هو :
– علوم سورة العنكبوت .
– الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم .
—————————-
سورة العنكبوت
إسم السورة
د. صالح: هذه هي سورة العنكبوت كما هو واضح، وهذا الإسم هو الإسم المشهور لهذه السورة ولا يكاد يعرف لها إسم غير هذا الإسم. بل حتى وقت نزول السورة كما جاء في بعض الروايات كما هو موي عن عكرمة رحمه الله أن المشركين كانوا يستهزئون فيقولون سورة النمل وسورة العنكبوت فكانوا يستهزئون بهذا الإسم وهذا في الحقيقة ليس بغريب عند العرب أن يضرب مثل بأي شيء من الأشياء ولكنه من باب الاستهزاء ومن باب الإنكار ولا يعرف لهذه السورة إسم آخر غير هذا الإسم وكما قلنا كان مشهورًأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. غير أنه يمكن أن يقال لها “حم أحسب” كما يقال في سورة السجدة “الم تنزيل” تسمى بأولها ولكن هذا هو الإسم المشهور.
وقت نزول السورة:
د. صالح: هذه السورة هي من السور المكية عند جمهور العلماء وإن كان هناك قول يروى عن ابن عباس أنها مدنية ولكن الصحيح أنها مكية لكن يلاحظ أن هذه السورة ربما ظهر فيها طابع السور المدنية وذلك أنها كانت من أواخر ما نزل بمكة حتى أن بعض العلماء يقول أن ترتيبها 84 من ضمن 85 سورة نزلت في مكة ولم ينزل بعدها إلا سورة المطففين. هي من السور المكية على الصحيح والحديث فيها عن الأصنام وعبادة الأصنام وحديث عن المشركين وعن أوليائهم وطبعًا وكان هذا الإسم بارز في قول الله عز وجل (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)). والإشارة إلى بيت العنكبوت هنا مهم جدًا فهو تشبيه للأويلاء الذي اتُخذوا من دون الله عز وجل فهناك عنكبوت اتخذت بيتًا واهنًا وهناك مشركون اتخذوا آلهة فمنفعة هذه الآلهة لهؤلاء المشركين كمنفعة هذا البيت الذي لا يمكن أن يقيه فهو مجرد خيوط وإن كانت حقيقة كما يقول بعض العلماء أنها خطوط قوية ولذلك أشير إلى مسألة ربما تجرأ بعض الناس وقال إن البيت هنا ليس المراد به البيت الذي هو خيوط العنكبوت وإنما المراد به البيت الاجتماعي لبيئة العنكبوت ذلك لأن خيوط العنكبوت خيوط قوية ونحن نقول حتى وإن كانت قوية فالبيت يبقى هشًّا ولا تحميها من أن يدهشسها إنسان أو يصبيها حجر أو نحو ذلك. ثم إن قوله إتخذت بيتًا لا يعني أنه بيت اجتماعي وإنما بيت للسكنى بنته هذا هو مثل المشركين وقد جاء التشنيع على المشركين في هذه السورة في مواطن كثيرة كما في قول الله عز وجل (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا (17)) بيّن أن هذه الأصنام التي كان قوم إبراهيم يعظمونها أنها مجرد أوثان وهذا فيه تهوين لأمرها وهكاذ أيضًا ما اتخذه المشركين أولياء لا يعتمد عليها إلا كما يعتمد على بيت العنكبوت وهو أوهن البيوت.
د. عبد الرحمن: هذه فيها عدة تساؤلات في قضية العنكبوت أولًا، ما هي العنكبوت؟
د. صالح: هي حشرة من الحشرات المعروفة
د. عبد الرحمن: ماذا تسمونها عندكم في اليمن؟
د. صالح: العنكبوت
د. عبد الرحمن: ما لها إسم آخر؟ تسمى عندنا في اللهجة الشعبية “البشبشانة” لكنها معروفة عند الناس أنها تبني بيوتها وأنا قرأت البحث الذي ذكرته وهو يتحدث عن الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت قال إن البيت الذي تبنيه العنكبوت هو بيت قوي ولكن الواقع يخالف ذلك ولكن أنت تستطيع بإصبعك أن تهدم بيت العنكبوت بسهولة
د. صواب: هو يتحدث عن الخيوط التي تنتجها وقال أنها قوية ولكن كما قلت كبيت هو في غاية الوهن.
د. عبد الرحمن: ذكر أن أنثى العنكبوت تقتل الذكر
د. صواب: نعم وهذا يدل على أن البيت بيت غير متماسك متفكك ولكن كما قلت وهذا مهم في الدراسات القرآنية والإعجاز العلمي أن ننظر إلى الآية بجميع جوانبها وجميع ألفاظها فقوله (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) هذا يدل على أنها بنت هذا البيت وهذا الذي فهمه السلف رحمهم الله تعالى.
د. عبد الرحمن: في سورة النمل كنت رجعت إلى كتاب “الجواهر في تفسير القرآن” للطنطاوي جوهري رحمه الله وكان مولعًا بتتبع التفسير العلمي في ذلك الوقت وهو كان قبل 98 سنة رحمه الله، في سورة العنكبوت وسورة النمل تحدث وأطال في خصائص العنكبوت وكيف تبني بيتها وأنواع العنكبوت لكن من الأشياء الأساسية في الموضوع الفرق بين النمل والعنكبوت أن النمل لا يعيش إلا في قرى وفي جماعات منظمة ومثله مثل النحل أما العنكبوت فليس لها هذا أبدًا بل هي فعلًا بيتها هو أوهن البيوت وهي لا تعيش إلا مفردة وبيتها من حيث البناء ضعيف وحتى من الناحية الاجتماعية ثبت عندهم أنه ضعيف. أما تفسير الآية فالمقصود به البيت الذي تبنيه. نأتي عند نقطة أخرى وهي وقت نزولها ذكرت أنها في أواخر العهد المكي لفت نظري هنا في سورة العنكبوت قصة نوح آخر سورة أشير فيها إلى قصة نوح هي في سورة العنكبوت وردت فيها هذه الآيتين في قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (15)) ربطت بين أن كون سورة العنكبوت من آخر السور نزولًا في مكة وبين هذه المعلومة المهمة التي ما ذكرها الله عن نوح في أي موضع من القرآن الكريم
موضوع السورة
د. صالح: هذه المعلومة التي هي لبث نوح في قومه لها علاقة جدًا بموضوع سورة العنكبوت. موضوع سورة العنكبوت هو موضوع الابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) ودعني قبل ذلك أشير إلى ما قبلها من سورة القصص وهي الآية الأخيرة من سورة القصص (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)) ولا تدعو مع الله إلهًا آخر إذا أنت سرت على هذا المبدأ وتمسكت بهذا المنهج فإنه لا بد أن تبتلى ولا بد لك من الصبر فجاءت هذه السورة لتتحدث عن الابتلاء وهذا هو الموضوع البارز في هذه السورة ولذلك افتتحت بقول الله عز وجل (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)). تعال إلى نماذج الابتلاء، هذا نوح عليه السلام لبث في قومه 950 عام (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)) فهناك علاقة بين موضوع السورة وبين هذه المعلومة التي ذكرت عن نوح عليه السلام. إذن تكذيب دام لمدة 950 سنة لا شك هذا نوع من الابتلاء. ثم لاحظ تقدم قصة إبراهيم وتأخر الإشارة إلى قصة عاد وثمود مع أن إبراهيم كان متأخرًا عنهم في الزمن وكثيرًا ما يأتي في القرآن قصة نوح عليه السلام ثم قصة هود عليه السلام ثم قصة صالح فلماذا قدّمت قصة إبراهيم هنا؟ لأن أيضًا الابتلاء كان ظاهرًا في قصة إبراهيم (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) وهذا غاية الابتلاء أن يرمى به في النار فهذا هو غاية الابتلاء. ثم جاءت الإشارات بعد ذلك. قبل الحديث عن نوح عليه السلام هناك ابتلاء من نوع آخر ابتلاء من الوالدين ولذلك لاحظ أنه قال (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8))، ما علاقة (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (3)) و (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ)؟ لأن فيها (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) فذكر الابتلاء (وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) إذن هناك ابتلاء من قبل الوالدين وهذه الآية نزلت في عدد من الصحابة وكان منهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أمه امتنعت عن الطعام والشراب وصممت على أن تموت حتى يعود إلى دينه الذي كان عليه لكنه صمم ونزلت الآية لتقول لا، طاعة الوالدين واجبة ومصاحبتهما بالمعروف واجبة حتى وإن كانا مشركين ولكن لا طاعة لهما في معصية الله عز وجل وفي الشرك بالله سبحانه وتعالى فتجد أن السورة تتحدث عن الابتلاء، والحقيقة لا بد أن نشير إلى هذه القاعدة وهذه المسألة المهمة وهي أن الابتلاء في طريق الدعوة إلى الله وفي طريق الإيمان بالله هو سُنة من سنن الله عز وجل يقول الله سبحانه وتعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة) – وفي قرآءة نافع حتى يقولُ الرسول- فتصور ابتلاء وزلزلة حتى أن الرسول من الرسل يقول متى نصر الله؟ هو ومن معه ينتظرون وهذا يدل على الشدة التي وصلوا إليها فلا يمكن أن تدخلوا الجنة إلا بمثل هذا (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران) وهذا ما كان للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا ما كان لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أنت تصور النبي صلى الله عليه وسلم سيد البشرية على الإطلاق ومع ذلك يؤذى ويتآمر على قتله ويوضع السلا على ظهره وهو يصلي ويوضع الشوك في طريقه وتشج وجنته وتكسر رباعيته ويعاني كل هذه المعاناة! ولما خرج صلى الله عليه وآله وسلم تصور قائد الأمة قائد البشرية لما خرج إلى الطائف ماذا يصنع به؟ يؤمر السفهاء من الأطفال بأن يرمى بالحجارة حتى تدمى عقباه ويسيل الدم منه صلى الله عليه وسلم! كثير من الناس اليوم تغير عنده مفهوم الابتلاء وأصبح الابتلاء مسألة طارئة في حياة المؤمن وليس هذا بصحيح إنظر إلى سلف الأمة من بعض الصحابة رضي الله عنهم وقد ابتلي صهيب وعمار وبلال وسلمان وغيرهم وبعضهم قتل وسمية رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام من أجل دينها. لكن حتى العلماء البارزون المصلحون في هذه الأمة لو أن عالمًا من أعلام الأمة أُخذ إلى السجن لأصبحت مسألة غريبة! لكن الإمام أبو حنيفة ونبدأ به من حيث الزمن والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد كل واحد من هؤلاء الأربعة ابتلي، الإمام أحمد عُذِّب وكان يُجلَد حتى سالت الدماء وتقرّح جسده من أجل أنه لم يقل كما قال المعتزلة في مسألة خلق القرآن، إمام مثل الإمام أحمد، أين الأمة؟! البعض يقول هذا لا يكون وهذا لا يزال في القرن الثالث الهجري. وكذلك مالك ضُرِب وجُلِد حتى خُلِعت يداه وكذلك أبو حنيفة مات في السجن.
د. عبد الرحمن: لعلنا نواصل الحديث عن علامات الابتلاء التي ذكرها الله في السورة بعد الفاصل.
د. عبد الرحمن: محور سورة العنكبوت الذي هو الابتلاء وأنه سنة ماضية في الأنبياء وفي أتابع الأنبياء إلى أن تقوم الساعة ثم ذكرت من علاماته الابتلاء بوالديه في أولها (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)
د. صالح: سبق ذلك التأصيل لمسألة الابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) هذه تأصيل ثم (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) هذا خبر (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) هذه كلها حقيقة لبيان أن الابتلاء كائن
د. عبد الرحمن: سبحان الله الآية الرابعة فيها إشارة إلى ما يعتقده كثير من الناس أن مسألة الدين ليس فيها ابتلاء ولا تمحيص فقال (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ)
د. صالح: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ (10)) هذه ابتلاء فبعض الناس يفهم أن هذا عذاب، لا، هذا ابتلاء. والابتلاء في الحقيقة هو نعمة يرفع الله عز وجل بها العبد درجات سواء كان هذا الابتلاء في المال أو الولد أو في الصحة أو بسبب الدين من عدو وهذا هو من اشد أنواع الابتلاء. واذكر ذلك الحديث الجميل الذي ذكره خباب بن الأرت لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون “شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا ؟ فقال: (قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) الراوي: خباب بن الأرت المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – لصفحة أو الرقم: 6943 -خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. إبن مسعود رضي الله عنه يقول وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه حتى أسالوا الدم وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وهو النبي صلى الله عليه وسلم. بل قتل أنبياء قتلهم بنو إسرائيل، اليوم الخوف من عدم الابتلاء لكن الابتلاء ليس خارجًا عن سُنة الله عز وجل بل هي مسألة طبيعية. بالمناسبة أذكر أن ابن تيمية لما دخل السجن كان بسبب نصراني سبّ النبي صلى الله عليه وسلم فألّب عليه القوم فلما رجموا ذلك النصراني سُجِن من أجل النصراني، أريد أن اقول للناس أن ما يجري في زماننا اليوم من ابتلاء للمؤمنين ليس جديدًا ليس غريبًا كان موجودًا من قبل فلا تستغرب أن يقدّم الكافر أحيانًا عليك وأن يكّرم وأن يهان المسلم لدينه فهي سُنة ومن أراد أن يغير هذه السُنة فقد أخطأ، هي سنة ثابتة ولا بد من الابتلاء
د. عبد الرحمن: بل إنها علامة من علامات الإيمان إن شاء الله، إذا ابتلي الإنسان في عرضه أو دينه أو ماله
د. صالح: وبخاصة إذا كان من الكفار لأن الذي يحارب الكفار لا شك أن هذا دليل على إيمانه في الغالب وبخاصة إذا كان هذا من أجل الإيمان، نحن اليوم نستنكر أن يحاصر إخواننا في فلسطين ألم يحاصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كانت سياسته خاطئة عندما واجه الكفار ولم يتنازل لهم فأدى ذلك إلى حصار؟ كلا، لم تكن خاطئة. والله عز وجل يقول (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة) فهذه سُنّة من سنن الله سبحانه وتعالى.
د. عبد الرحمن: من اللفتات المهمة التي لا نريد أن ننساها قول النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. ونلاحظ في قصص الأنبياء هنا أنهم ابتلوا في معظم شؤون الحياة ابتلي بقصة الإفك وابتلي في الدنيا بالحاجة وكان عليه الصلاة والسلام ربما يبيت الليالي وهو طاوٍ عليه الصلاة والسلام لا يجد ما يأكله وابتلي في أصحابه فقتوا من حوله وابتلي في أقاربه أبو لهب كذبه وابتلي بزوجته خديجة نلاحظ أنه شمل الابتلاء معظم حياته عليه الصلاة والسلام ومثله موسى وعيسى واتهمت مريم واتهمت عائشة فتلاحظ أنها سنة ماضية في أفاضل الأمم
د. صالح: هذه نريد أن نقولها للدعاة والمصلحين وللمؤمنين عمومًا أنه ليس شرط الابتلاء أن يعذّب الإنسان ويدخل السجن إنما قد تكون في وظيفتك وتبتلى أو يضيق عليك إما أن تكون لصًا إما أن تكون مرتشيًا إما أن تكون كذابًا أو يضيق عليك أحيانًا هذا نوع من الابتلاء والدين لا يأتي بالمجان ولو لم يكن هناك ابتلاء لكان الناس كلهم ما شاء الله ملتزمون وصالحون لكن الابتلاء مهم جدًا حتى يتميز ويمحص الله الناس.
د. عبد الرحمن: في قضية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14)) النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه هذه السورة في أواخر العهد المكي وقبيل هجرته إلى المدينة فكأن لسان الحال قد يقول أنا الآن ثلاثة عشر سنة وأنا في مكة ولم يستجب لي هؤلاء ولم يؤمن بي هؤلاء فجاءت هذه المعلومة مهمة جدًا للنبي صلى الله عليه وسلم عن نوح أنت الآن جلست 13 سنة واستجاب لك عدد انظر إلى نوح جلس 950 سنة فكذبه قومه، أنا أقول ذكر المدة هنا لأن في سورة نوح وفي سورة هود وفي غير مواضع لم تذكر المدة أما (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) فلم تذكر إلا في هذا الموطن، فقد يكون هذا إشارة إلى ما تفضلتم به. أيضًا نأتي إلى في قصة ابراهيم ما وجه الابتلاء في هذه السورة؟
د. صالح: وجه الابتلاء واضح جدًا في إبراهيم عليه السلام وحواره مع قومه ولكن الشاهد هنا في قول الله عز وجل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) ولا شك أن التحريق قتل لكنه قتل بأبشع أنواع القتل، فرق بين أن يقضى عليه هم لم يريدوا قتله فقط ولا شك أنهم أرادوا قتله ولكنهم أرادوا أن يقتلوه بنوع من القتل وهو قتل يشتمل على العذاب وهو الإحراق بالنار ومعلوم ما صنعوا لإبراهيم عليه السلام من جمع الحطب ورميه بالمنجنيق إلى النار ولكن الله سبحانه وتعالى أنجاه ونحن إذ ننظر إلى ما كان من الابتلاء لهؤلاء الأنبياء والرسل والمؤمنين السابقين فلا بد أن ننظر إلى جانب آخر وهو جانب النتيجة والعاقبة، (اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) فكانت النتيجة أن أنجاه الله من النار (فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ) وهكذا ينجي الله عز وجل المؤمنين وتكون العاقبة للمؤمنين. ولها علاقة باسم السورة لأن إسم السورة دلّ على أن أولياء المشركين هم كبيت العنكبوت وأما المؤمنون فإن وليّهم هو الله سبحانه وتعالى.
د. عبد الرحمن: حتى في جواب إبرهيم عليه السلام عندما يشير إلى هذا الوهاء في العلاقة بينهم وبين ما يعبدون (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا (25)). قصة لوط أشار إليها إشارة فقال (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)) وهذه إشارة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
د. صالح: المهاجر هنا إبراهيم عليه السلام وليس لوط. ولذلك لعل القارئ يلاحظ أن الوقف هنا وقف لازم (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) وقف لازم (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) فهاجر إبراهيم عليه السلام بعد ذلك. الحديث هنا عن إبراهيم عليه السلام ثم جاءت قصة لوط فيما بعد. لكن لوط عليه السلام كان هناك ابتلاء وهناك أنواع من الابتلاء منها التكذيب وهو نوع من الابتلاء لكن في حياة لوط عليه السلام التهديد بالإخراج وكذلك أيضًا الإعتداء على الضيوف ولا شك أن هذا نبي يدعو قومه إلى ترك الفاحشة ثم يأتيه أضياف فيأتي هؤلاء القوم ويتجرأون عليه وهو يحاول أن يصدهم (قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) هود) فإذا به عليه السلام (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)) تصور نبي يريد أن يدافع عن أضيافه وهؤلاء الأضياف ليسوا من هؤلاء القوم وهؤلاء القوم لا يريدون أن يعتدوا عليهم وإنما يريدون أن يسيئؤا إليهم بارتكاب أبشع الفواحش مع هؤلاء الأضياف. ثم الجانب الآخر إذا بالنصر يأتي (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ (81)) وهنا أشار الله عز وجل إلى أنه أنجى لوطا وأنجى المؤمنين من أهله
د. عبد الرحمن: (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33))
د. صالح: هنا (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) لماذا استاء من مجيء أضيافه؟ خوفًا عليهم ولاحظ هنا لفتة جميلة البعض قد يقول (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) ما فائدة (أن) هنا؟ لماذا لم يقل “ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم”؟ قال العلماء الفائدة هي شدة العلاقة بين المجيء وبين الجواب وهو الاستياء من مجيئهم فبمجرد أن جاؤوا استاء منهم (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ) بمجرد المجيء وهذه لم تأت بعد (لمّا) دائمًا ما جاءت إلا في هذا الموضع وفي قول الله عز وجل (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)) فهذه فائدة مجيء (أن)
د. عبد الرحمن: نأتي إلى مدين (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37))
د. صالح: هذه ابتلاءات لكنها ابتلاء عام مع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وأن يأتي رسول مشهور بالصدق والكل يقولون له (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) ومع ذلك يتحول هذا الرسول الأمين إلى كاذب وخائن ولا يستجيب له أحد فهذا نوع من الابتلاء
د. عبد الرحمن: إذن هي كما تقول وكأن الله سبحانه وتعالى يسرد قصص الابتلاء
د. صالح: الابتلاء هذا يظهر من بداية السورة إلى آخر آية في السورة، آخر آية في السورة قول الله عز وجل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) وكأنها خلاصة لما سبق.
د. عبد الرحمن: نريد أن نتوقف مع القرآن الكريم في السورة. دائمًا يقول المفسرون أنه إذا وردت الحروف المقطعة في أول السور فهو من أقرب الآراء فيها أنها تحدي وأنها كأنه يقول الله سبحانه وتعالى أن هذا القرآن الذي تقرأونه هو مكون من هذه الحروف بدليل أنه لا يذكر حرفًا من الأحرف المقطعة إلا ويذكر بعدها القرآن، سورة العنكبوت لم يأتي بعدها القرآن مباشرة.
د. صالح: ولا شك أن الراجح من أقوال العلماء في الحروف المقطعة أنها إشارة إلى القرآن. ولذلك نجد غالبًا نجد أن الإشارة إلى القرآن تأتي مباشرة بعد هذه الحروف المقطعة: في سورة آل عمران (الم (1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3)) وفي الأعراف (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ (2)) ولا نطيل بذكر الأمثلة لكن هذه السورة وسورة القصص وسورة الروم لم يأت فيها الإشارة إلى القرآن بعد الحروف المقطعة ولكنها تضمنت الحديث عن القرآن. هذه السورة ابتدأت بـ (الم) ولم تأت الإشارة بعدها إلى القرآن مباشرة إلا أن في هذه السورة إثبات أن القرآن معجزة بل لم ينص القرآن على أن القرآن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم كما نصت عليه هذه السورة. يقول سبحانه وتعالى (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50)) المشركون يقولون لماذا لم تنزل آيات؟ نريد آية، نريد إحياء موتى، نريد أن يحول لنا جبالًا من ذهب نريد أن يفجر الأرض أنهارا وينابيع ونريد ونريد (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) ثم قال (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)) يطلبون آية وهذا القرآن بين ايديهم! ألا يكفي أن يكون هذا القرآن آية عظيمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). إذن هذا دليل على أن المعجزة القرآنية هي المعجزة العظمى لمحمد صلى الله عليه وسلم بل إن على المسلم أن يتذوق إعجاز القرآن. البعض عندما يسمع عن معجزة موسى عليه السلام ومنها اليد والعصا أو معجزة عيسى كإحياء الموتى أو معجزة صالح عليه السلام وهي إخراج الناقة من صخرة صماء ثم ينظر إلى القرآن فيقول هذا كلام وتلك معجزات حسية باهرة! نقول لا، أين تلك المعجزات اليوم؟ لا نستطيع أن نشاهدها اليوم، لولا أنا مؤمنون بها لا نستطيع أن نشاهد لا معجزة موسى ولا معجزة عيسى ولا معجزة صالح ولا نبي من الأنبياء أما معجزة محمد صلى الله عليه وسلم ولأن رسالته خالدة إلى يوم القيامة فها هي موجودة بين أيدينا بل إن هذا الاعجاز يتجدد يومًا بعد يوم وكل يوم سواء في المجال البياني أو في المجال العلمي أو المجال الغيبي أو غير ذلك كل يوم تكتشف إعجازا من إعجاز القرآن الكريم فهو معجزة نراها حتى ولو لم يكن هناك اكتشافات جديدة فإن هذا القرآن بهذا الأسلوب وبهذه الأخبار وبهذه الكيفية لا شك أنه معجزة كبرى باقية إلى هذا اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذا فيه دليل. وهذه السورة أيضًا أشارت إشارات مهمة جدًا إلى أن هذا القرآن معجزة ليس فقط هنا وإنما بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ وما كان يكتب (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)) إذن بمعنى لو كنت ممن يكتب أو ممن يقرأ لارتاب المبطلون قالوا إذن نعرف أنه متعلم أو أنه يكتب وأنه يقرأ في قصص الأولين فجاءنا مما قراه أو مما كتبه، لكن لا قراءة ولا كتابة فهو صلى الله عليه وسلم أميٌّ ومع ذلك يأتي بهذا هذا القرآن بهذا الكلام الفصيح بهذه العلوم بهذه الأخبار الغيبية يقص عليك قصص الأنبياء وكأنك تشاهدها دون أن يستطيع أحد أن يعترض أحد اعتراضًا ولو يسيرًا أو أ، يثير شكوكًا حول القرآن وحول هذه القصة، أهل الكتاب موجودون وعندهم كتبهم ومع ذلك ما استطاعوا أن يطعنوا في القرآن أو يقولون أنت أخطأت عندما جئت لنا بقصة يوسف هذه القصة الطويلة أخطأت في هذه التفاصيل أو قصة موسى نبيهم، أبدًا، من علّم محمدًا؟ من أين أتى بذلك؟ لا شك أنه الوحي يدل على أنه من عند الله عز وجل
د. عبد الرحمن: فائدة في قوله (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)) ذكر الله فيها القرآن في سورة العنكبوت وفيها إشارة لارتباط القرآن بالصلاة.
سؤال الحلقة
وصف الله تعالى الريح التي عاقب بها عاد بالصرصر فما معنى صرصر؟
—————————————————–
الحلقة التاسعة و العشرون
سورة العنكبوت
***********
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/8/ite…1/tafsir29.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/8/ite…/tafsir29.rmvb
رابط للجوال
http://ia360706.us.archive.org/8/ite…ir29_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/8/ite…1/tafsir29.mp3
روابط الحلقة كاملة على موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.ph…9389deae381165