الحلقة 12
ضيف البرنامج في حلقته رقم (106) يوم الأحد 12 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود .
وموضوع الحلقة هو :
– علوم سورة يوسف.
– الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم .
—————–
سورة يوسف
إسم السورة
د. الخضيري: سورة يوسف روضة ما يأتيها إنسان يتلوها إلا ويشعر بالحنان والرحمة والدفء ويشعر بالرجاء والتفاؤل ويشعر بالرضا الكثير ولذلك أوصي إخواني وخصوصاً من أصيب بمصيبة أو حصلت له نكبة أن يلجأ إلى قراءة هذه السورة والله لن يخرج منها بإذن الله عز وجل إلا وقد اتسع صدره وانشرح فؤاده وذهبت عنه خواطر السوء التي تراوده هي سورة سلوى للمحزونين ولذلك ذكر (؟؟) أن أهل الجنة يترنمون بها لطيبها وعظمها وأيضاً سورة مريم. هذه السورة إسمها يوسف ولا يُعرَف لها في كتب التفسير ولا في الأحاديث النبوية ولا في الآثار إسم غير هذا الإسم وإن كان ورد في بعض كتب التفسير أنها سميت بسورة (ألر تلك آيات الكتاب المبين) لكن لا يظهر لي أن هذا الإسم مقصود. هذه السورة العظيمة سميت بإسم يوسف لأنه ليس فيها إلا قصة يوسف وهذه من أغرب سور القرآن الطويلة من حيث أنها جاءت بقصة واحدة متكاملة الأطراف ابتدأت من أولها وانتهت بآخرها مع بعض التعقيبات في ثنايا تلك الآيات وتعقيبات في الأخير كأنها خلاصة لما تم في هذه السورة. هذه السورة تتميز بأنها حكت قصة نبي لم تحكه في موطن آخر ولعل الحكمة في ذلك تكون ظاهرة وهي أن القرآن أريد منه التحدي وقد يقال كل القصص التي وردت في القرآن مختصرة ومفرقة وتأخذ مشهداً واحداً من مشاهد الشخصية المعنية كموسى أو عيسى أو لوط أو إبراهيم أو حتى الذين لم تتكرر أسماؤهم مثل ذي القرنين ويأجوج ومأجوج فأريد أن يقال إن القرآن بليغ ومعجز حتى عندما يورد القصة بشكل كامل وموسع. ثم أريد بها التحدي من وجه آخر والعرب لم يكن لهم عهد كبير بالقصص المطولة ولذلك كانوا يستوردونها استيراداً من بلاد فارس وتاريخ الهند وغيرهم فكان النضر بن الحارث يذهب إلى تلك البلاد ويسمع من أقاصيصهم ويحدّث أهل مكة فلما نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول مستنقصاً ما جاءه به النبي صلى الله عليه وسلم: تعالوا إلي أحدثكم بما عندي فعندي من قصص فارس ما أتحدى به محمداً فأنزل الله عز وجل هذه القصة التي بهرت العرب, والسورة نزلت في مكة ولا يمكن أن يقرأ أحد هذه السورة فيشك أنها نزلت في غير مكة
هل هناك تحديد لوقت نزولها
د. الخضيري: يذكر بعض المفسرين أنها نزلت بعد عام الحزن على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يظهر من معناها العام في التسلية وفي التفاؤل وفي ذكر الصبر للصابرين فالنبي صلى الله عليه وسلم أصيب بفقد هاتين الشخصيتين عمه أبو طالب ورزوجته خديجة وكانا سنداً كبيراً له عليه الصلاة والسلام كبيراً وكانا من داخل البيت النبوي هذا عمه الذي آل على نفسه أن ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتي وهذه زوجه التي لا نستطيع أن نقول فيها شيء أكثر من أنها هي راعية الدعوة الأولى، تصور في أول موقف من مواقف الدعوة تقول كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتحمل الكَلّ وتغيث الملهوف وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر، من أين يأتي هذا المعنى من امرأة ترى زوجها الرجل القوي الذي يضرب به المثل في الرجولة يرتجف من شدة ما رأى من الهول؟! فتطمئنه وترتبت على كتفه إذا كان هذا موقف في أول يوم من أيام الدعوة رضي الله عنها فما بالك بعد ذلك؟!
عمود السورة وموضوعها الأساسي:
د. الخضيري: أرى كثيرون يقولون موضوع السورة قصة يوسف وأقول لكن لا يمكن أن تكون القصة هي الموضوع وإنما هي المركب، هي القالب الذي عبر به عن المضمون، عبر بقالب قصصي واختيرت قصة يوسف كقالب، ما الدليل على هذا؟ (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ (111)) إذن سيقت القصة لأجل العبرة فلا يمكن أن يقال إن موضوع هذه السورة قصة يوسف، لا، هذه هي الألفاظ التي أجريت من خلالها المضامين. ما هو المضمون؟ وجدت من المفسرين أو من المعاصرين من قال أن مضمون هذه السورة هو التوحيد وهذا بلا شك واضح في السورة في أولها وفي آخرها وفي وسطها انظر إلى يوسف عليه السلام عندما جاءه الفتيان يسألانه عن تعبير منامهما قال لهما وهما يشيد بما أتاه الله سبحانه وتعالى (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40)) لو ننظر في القصة وفي آخرها يقول الله عز وجل (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) إحالة الأمر إلى الله عز وجل في كل شيء، هذا أمر.
الثاني مما قيل في مضامينها أنها سورة الصبر وهذا ظاهر جداً بمعنى أنها جاءت في تسلية النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة أن فرجهم قريب وأن عليهم أن يصبروا حتى ينجز الله ما وعدهم فصبر يعقوب فيها واضح وصبر يوسف فيها واضح وأيضاً ماذا عملوا بعد أن تمكنوا وحصّلوا ما كانوا يريدون ويؤأملون من ربهمعفوا عمن ظلمهم ولم يقابلوا شيئاً من الإساءة بالإساءة وإنما قابلوها بالإحسان والعفو (قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ (92)) فهي قصة الصبر أو موضوعها الصبر.
الموضوع الثالث الدعوة، يوسف عليه السلام بدأ فيها داعية محترفاً من الطراز الأول يأتيه الفتيان ليسألانه عن تأويل الرؤيا فما يؤول الرؤيا لهما إلا بعد أن يدعوهما ويبين لهما لماذا أوتي هذا العلم وكيف أنه منن المحسنين. أنا قلت جامعاً المضامين كلها وأسأل الله أن أكون وفقت فيما قلت “عاقبة الصبر على دعوة التوحيد” هذا موضوع السورة. هذه السورة جاءت مؤكدة لمضمون سورة هود في الثبات والصبر (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود) هذه في سورة هود، وهنا نفس العملية إذا ثبت يا محمد على دعوة التوحيد وصبرت أنت ومعك فاعلم أن العاقبة ستكون لك ولمن معك كما كانت ليعقوب ويوسف عليه السلام (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))
د. عبد الرحمن: يوسف عليه السلام هو الجيل الأول في أنبياء بني إسرائيل فهو ابن يعقوب مباشرة بخلاف موسى عليه السلام الذي جاء بعد وعيسى هؤلاء من سلالة بعيدة.
د. الخضيري: نعم ولذا أقول أن اختيار يوسف ليكون نموذجاً لهذه المعاني التوحيد والصبر اختيار موفق لأن اليهود موجودون وسينظرون هل هذه القصة موافقة لما عندهم ولذلك ورد في بعض الروايات أن اليهود لما سمعوا القصة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم جماعة منهم. الثاني أن العرب ما كان عندهم علم بهذه القصص فسيلجأون عندما تنزل هذه القصة الطويلة إلى من يسألونه لو جاء بقصة لا يمكن الاسترشاد إليها لقالوا هذه اختلقها محمد أو هي من عنديات محمد، لا، (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ (94) يونس) هذا يعني إياك أعني واسمعي يا جارة، إسألوا أهل الكتاب والنصارى هل هذا وارد في كتبهم أم لا؟ فكان اختيارها في غاية الروعة والتوفيق.
د. عبد الرحمن: بعض الباحثين عقد مقارنة بين قصة يوسف كما وردت في القرآن الكريم وقصة يوسف كما وردت في التوراة ووجد أن بينها اختلاف القرآن الكريم رواها وأخرجها بشكل رائع والتوراة التي بين أيديهم الآن محرفة ففيها شيء من الحق وفيها أشياء من الباطل تتطابق في بعض المواقف وتحتلف في مواقف كثيرة وفيها إساءة إلى يعقوب عليه السلام وإساءة إلى يوسف عليه السلام وإساءة إلى لوط عليه السلام. لكن قصة يوسف بالذات فيها اختلاف كبير جداً في أسباب حقد إخوانه عليه ثم وضعه في البئر ثم كيف عاش في بلاط عزيز مصر
د. الخضيري: أستنبط من كلامك إن صح ما ذكروه في أسباب النزول من أن بعض اليهود أسلموا عندما سمعوا هذه القصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها طابقت ما عندهم فهذا التحريف -والله أعلم- جاء متأخراً بعد عهد النبوة والكتاب يتطور وفي كل طبعة تضاف أشياء وتحذف أشياء أخرى
د. عبد الرحمن: الأعجب من ذلك في كتاب نظم الدرر للبقاعي البقاعي كان يسلك طريقه في كتابه نظم الدرر وهو أنه كان يستعين بالتوراة والانجيل لإيضاح كثير من القصص والمناسبات فلامه كثير من علماء عصره وعاتبوه على ذلك فألّف كتاباً جميلاً أسماه الأقوال القويمة في حكم الرجوع إلى الكتب القديمة وأخذت توقيعات عدد من العلماء في زمانه أن فعل هذا ليس فيه شيء والشيخ سفر الحوالي -أسأل الله أن يشفيه – دلّ على فكرة جميلة قال لو تراجعون أنتم الآن التوراة الموجودة الآن وتقارنوها بالنقولات التي نقلها البقاعي لما فعلت ذلك وجدت خلافاً كبيراً والبقاعي متأخر (سبعة قرون ماضية) فحتى النسخة التي كان يرجع إليها البقاعي حرّفت
د. الخضيري: ومما ذكرناه في قصة يوسف يدل على ذلك ويؤكده.
أبرز ما نقف عنده في سورة يوسف
د. الخضيري: من الأشياء التي أحرجتني في هذه السورة أنها مائدة عظيمة جداً.
موقف إخوان يوسف من يوسف، قضية الحسد
د. الخضيري: من الأشياء التي أوردتها هذه السورة حسد القرابة لبعضهم أو حس بني آدم فهذا الحسد هو الذي أخرج إبليس من دائرة المصطفين وكانت سبب اللعنة عليه والغضب وهذا الحيد كان السبب في أول معصية ارتكبت في الكرة الأرضية بين ابني آدم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ (27) المائدة) إذن الحسد داء وبيل لا يسلم منه أحد وهؤلاء أبناء نبي على الخلاف في كونهم أنبياء أو ليسوا بأنبياء وإن كان أنا أرجح بأنهم ليسوا أنبياء وأن المقصود بالأسباط هم الأنبياء في ذريتهم يعني أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام والمقصود أن هؤلاء إخوة أصابهم هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه أحد لكن المؤمن يدفعه بالتقوى وغير المؤمن يستسلم له ويسترسل معه ولوازمه وإيحاءاته. هؤلاء لما رأوا يعقوب عليه السلام يدني يوسف والمحبة شيء قلبي لا يلام الإنسان عليه ولا يملك الإنسان دفعه وهذا يحصل من كل أب مع ابنائه ومن كل زوج مع زوجاته ويحصل مع الشيخ وتلاميذه محبة قلبية أن يلام الإنسان عليه التصرفات بمعنى أن يفضِّل هذا الإبن أو هؤلاء الأبناء في العطية أو النفقة على إخوانه هذا الممنوع أما الحب فهذا لا يلام عليه. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة ويحبها حباً شديداً ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك، وكان النساء يلاحظون ذلك وجاءت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إن نساءك يلمنك أنك تقرِّب إبنة الصديق وتدنيها أكثر فكان صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا أن يبيّن أن هذا هو قدره وحظه.
د. عبد الرحمن: وقفنا عند الحديث عن الحسد الذي وقع من إخوان يوسف ليوسف عليه السلام وكيف أثمر هذا الحسد أنهم كادوا يقتلونه.
د. الخضيري: فرّقوا بين يوسف وبين يعقوب واستمرت الفرقة سنين طويلة قد تبلغ أربعين سنة كما يقول بعض المفسرين.
د. عبد الرحمن: هل يمكن أن يُلام الأب عندما لا يعدل بين أبنائه وتثمر هذه المحاباة هذه الضغينة وهذا الحسد بين الأبناء؟
د. الخضيري: إذا كان الأب قد زاد في هذا الميل ووضح منه في تصرفاته ومعاملاته فقد يلام بمعنى أنه يعطي هذا ويمنع ذاك، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء والد النعمان بن بشير يريد أن يعطي النعمان عطية لم يعطها سائر إخوانه وكانت أمه طلبت أن تُشهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أكل ولد أعطيتهم مثله؟ قال لا يا رسول الله، قال أشهِد على هذا غيري إني لا أشهد على جور. وبيّن له أنه كما أنه يريد منهم أن يكونوا في البرّ سواء فعليه أن يكون لهم في العطيات وجميع الأشياء الظاهرة سواء أما الميل القلبي فلا يلام الإنسان عليه ولا عتب فيه
د. عبد الرحمن: هذا مكان القدوة يعقوب عليه السلام ويوسف ويقع هذا فمن باب أولى عامة الناس.
د. عبد الرحمن: مسألة أخرى لا نريد أن نفوتها في سورة يوسف قضية الأعراض وصيانة الأعراض والموقف الذي وقع يوسف عليه السلام وزوجة عزيز مصر الذي كان يعمل عنده، هل يمكن الحديث عن هذه النقطة؟
د. الخضيري: من ينظر إلى ما آل إليه الأمر، بداية الفتنة الحقيقية ليس في البلاء الأول لأن البلاء الأول ما ليوسف إلا أن يصبر عليه يعني الجُبّ والبيع والقطيعة. البلاء الثاني والفتنة الثانية فتنة السرّأء هو مثل الخادم يعمل في قصر العزيز ومغريات الدنيا وفتنها بين يديه وتزداد عندما تكون سيدة ذلك القصر بدأت تنظر إليه نظرة إعجاب وتشوق وحب ومودة كاملة ثم تهيأ الأسباب لكي تتمكن هي من هذا الشاب، هنا تكون الفتنة قد استوت وصارت أكمل ما تكون ولا يصبر في هذا الميدان إلا من عصمه الله سبحانه وتعالى ومنهم يوسف. ومن أعظم أسباب عصمته إخلاصه لله عز وجل لأن الله عز وجل ذكر ذلك في مقام سبب من أسباب العصمة من البلاء وإلا يوسف بشر يقع منه ما يقع من البشر ولذلك لما قال الله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)) الذي عليه عامة السلف أن الهمّ الذي وقع من يوسف هو الهمّ بالمرأة لكنه همّ الخاطر الذي يقع من كل إنسان بمقتضى الجبلة والطبيعة وإذا فهمنا هذه القضية بهذه الصورة عرفنا أن يوسف في هذا الأمر كان قدوة يصلح أن يكون قدوة لنا أما لو كان لا يفكر اصلاً في النساء ولا تمر به هذه الهموم ولا يحصل منه هذا الأمر إذن هو ليس من البشر من هذا الجانب وليس مكان للقدوة ولا يصح أن يقال (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ (111)) فنحن نقول بل هو عبرة والهمّ الذي جاء منه هو همّ يقع من بني الإنسان لكنه خاطر لم يصل إلى حد العزيمة التي وصلت إليها امرأة العزيز. القصة فيها عبرة وهي أننا لا نتساهل في إدخال الغرباء على نسائنا لأن المرأة مهما كانت عاقلة وذات دين إلا أنها تذوب أمام الجمال والشباب والحيوية وقد تضعف ضعفاً كاملاً خصوصاً إذا أطلق الحبل على غاربه فهنا لا تملك المرأة ويأتي الشيطان وهذه الصورة الجميلة الفاتنة ويوسف كما نعلم أعطي نصف الحسن نصف ما في الدنيا من الحسن موجود في صورة يوسف تصور امرأة لا دين وشابة وزوجها ضعيف الغيرة وقصر وخلوة ومتمكنة وسيدة مع شاب غريب، ماذا ينتظر؟! وغلّقت الأبواب (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ (23)) هنا يأتي ثمرة الإخلاص والعبودية لله عز وجل، العصمة في هذا من أعظم مواطن الفتنة (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)) وفي قرآءة (المخلِصين) ولذلك نقول أخلِص لربك في عبادتك واجتهد في الطاعات السرية الطاعات القلبية يعصمك من الفتن فهذه من أعظم العِبَر في هذا الميدان. العجيب في قصة هذه المرأة أنها بعدما تقدمت خطوات في العدوان على يوسف عليه السلام وذهبت تلاحقه لكي تتمكن منه لا ليتمكن هو منها يحدث ما لم يكن بحسبان كل منهما (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ (25)) هنا انقلبت هذه المرأة، (سيدها) زوجها وسماه (سيد) لأن له السيادة وهذا في تاريخ الأمم قبل الإسلام وسيظل ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإن أرادوا أن يقولوا سيداتي سادتي! هذه المرأة قلبت ظهر المجنّ على يوسف (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)) (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي (26)) هو يدافع عن نفسه وظهر الحق لهم. قال هذا الرجل بكل دياثة – فهو رمز الرجل الديوث المذكور في القرآن الكريم- قال (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)) يدل على أنه عرف الموضوع، المشهد لما رأت المرأة أنه بهذه الصورة انتهى أطمعها في المزيد فلما سمعت بأن النساء يتحدثون أنها هي تراود فتاها عن نفسه أرادت أن تكيد لهن وتوقعهن فيما وقعت فيه حتى لا تشعر بالتفرد وتعيّر به وحدها فجمعت النساء وأعدت لهن متكئاً وقدمت لهن فاكهة وأعطت كل واحدة سكيناً هي كانت متوقعة أنه سيحصل أثر لهذه النظرة لهذه الصورة الجميلة وبالفعل لما قدمت الفاكهة دعت يوسف فدخل عليهن (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)) امرأة تنظر إلى صورة بغاية الروعة والجمال والسكين بيدها والفاكهة بيدها (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) أصبنها بشيء من التجريح بسبب شدة ما أصابهن من الشهوة والافتنان ولذلك قال الله عز وجل (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) لما ذكر ذلك وأقرّه ولم ينكره دلّ على أن لهن كيداً وأن على الرجال أن يحذروا من ذلك الكيد وأن هذا الكيد كيد عظيم إن لم يستعصم الإنسان منه بتقوى الله عز وجل والبعد عن موارد الفتن. ولذلك العبرة في هذا الباب والعبر كثيرة جداً ولا يمكن أن نتوقف عند شيء منها فضلاً عنها كلها أن الإنسان مع امرأته ومع أهل بيته لا يمكِّنهم من موارد الفتن فالرجل الذي يأتي بهذه الشاشة المليئة بالجميلات والجميلين من هؤلاء الشباب والفاتنين الذين يعرضون أنفسهم بصورة مغرية لضعفاء النفوس وضعفاء العقول وضعفاء الدين ثم يلومهم على ما يقع منهم من الفاحشة هذا هو الملوم حقيقة، لا تقربهم ولا تدنيهم من النار ثم تلومهم على الاحتراق
ألقاهم في يم مكتوفاً وقال إياك إياك أن تبتل بالماء
الآن في مراكز الهيئة يقبض إخواننا المحتسبون على بعض الفتيات في خلوة محرمة مع شباب في بعض الأسواق نسأل الله العافية والسلامة فعندما يتصلون بالأب لأجل أن يستلم ابنته يتفاجأ الأب بالأمر لكنهم يسألونه ما هو الوضع العام في البيت؟ يجدون الأب قد ألقى الأمور لم يبال بها، ثقة عمياء في ابنته، الفضائيات ستمائة وخمسين قناة على الشاشة، كم هي القنوات المحافظة والمتزنة؟ قليلة جداً أمام بحر هائل جداً وإذا جئت إلى القنوات الأوروبية وغيرها تجد شيئاً لا يمكن أن يوصف ولا يعبر عنه، بالله فتاة في عمر الزهور في الثامنة عشرة أو في العشرين أو الخامسة والعشرين أو الثلاثين من عمرها تنظر إلى هذه الأشياء ألا تتحرك فيها الشهوة! أليست مخلوق له دم ولحم ولها شهوة وعندها أماني تتمنى خاصة إذا كانت محرومة من هذه الأمور ستبحث عن هذا البلاء نسأل الله السلامة والعافية، لذا نقول الدرس والعبرة في هذا الباب أن لا نعرِّض هؤلاء للفتنة وأيضاً إذا وقع شيء من ذلك منهم أن يكون درساً لنا بأن نعطيهم درساً حتى لا يعودوا مرة أخرى
فقسى ليزدجروا ومن يكون راحماً فليقسو أحياناً على من يرحم
د. عبد الرحمن: نأتي إلى القصة المهمة وهي قصة يوسف مع الفتيان اللذيان في السجن: هو دخل السجن مع أنه كان مظلوماً لكنه بقي في السجن بضع سنين، فهل تحدثنا عن هذه القصة.
د. الخضيري: الفتيان لما رأيا يوسف رأيا أنه محسن، كيف ذلك؟ كان يرفق بالسجناء ويواسيهم ويطعمهم ويخدمهم فأنسوا منه خيراً ولذلك رأوا هذه الرؤيا (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)) قال بعض المفسرين أنه لا يأتيكم طعام في يوم من الأيام إلا أنا أخبركم بأن الطعام الذي يأتيكم هو كذا ولكن ليس هذا هو الظاهر والمقصود والله أعلم ما يتصل بالسياق لا يأتيكما طعام في المنام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)) (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) أي تأويل الرؤيا، فهو ساقهما إلى الدعوة سوقاً رفيقاً جميلاً هذه هي الفرصة السانحة لكي يقدم لهما يوسف دعوته وبأسلوب غير مباشر لأنه ما قال أولاً توحدان الله ثم أعبر الرؤيا، لا، أنا أعبر الرؤيا لأن الله أعطاني غياها وأعطاني إياها الله عز وجل لأني موحد لله وأنا لا أشرك مع الله سبحانه وتعالى أحداً سواه وأنا من ذرية قوم لا يشركون مع الله أحداً سواه، أنتم هؤلاء الذين تعبدونهم هل ينفعونكم؟ ثم بدأ معهم في حوار عقلي رائع جداً وحكيم وهذا تفسير واضح جداً وأنا أعتبره من أوضح ما يفسر به قوله (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ (125) النحل) هذه الدعوة بالحكمة، وفي السورة (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)) هذه في غاية البصير. يوسف عليه السلام ما زال بهم وهم ما زالوا مهتمين بالاستماع وسيجلسون لأن الأمر يعنيهم ويريدون سماع نهاية الأمر وأسمعهم الدعوة بالكامل باختصار وبعق ووضوح بحيث لا يلتبس عليهم شيئاً من عباراته ولا شيء من أدلته، وبعدما انتهى عبّر لهم الرؤيا (أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)) هذه نبراس للدعاء في كيفية دعوة الناس وأهم ما يُدعى إليه وهو التوحيد وكيف توصل هذه الرسالة بوضوح وشفافية ومن دون تعقيد ومن دون تشعبات ومن دون أيضاً أدلة غير قريبة من المدعوين.
د. عبد الرحمن: هل أصبح يوسف نبياً عندما كان في السجن؟ متى جاءته النبوة؟ في أي مرحلة من مراحل قصته؟ هل مرّ عليك شيء من هذا؟
د. الخضيري: ما مرّ علي شيئاً من هذا ولكن أشير إليها في قوله عز وجل (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)) والحُكم والعلم إذا اجتمعا في القرآن دلّا على النبوة هذا بالاستقراء، لكن متى كان بلوغ الأشدّ؟ هل كان في الثامنة عشرة كما هو متوقع في هذه القصة؟ أو أنه كان بعد بلوغه الأربعين؟ الظاهر أنها الأولى لأن يوسف عليه السلام بدأ يستقبل الفتن والمحن مبكراً من عمره فالله عز وجل رحمه بهذا الحكم والعلم ليكون عوناً له ودلائل ذلك أنه لما كان غلاماً صغيراً جائته مقدمات هذه النبوة (وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15)) لما وضعوه في البئر وهو طفل نزل عليه الوحي بأنه سيأتي يوم تنبئهم بما صنعوا بك، إطمئن، وهذا الذي حصل بالفعل. قد يسأل سائل لماذا قال (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ) ولم يقل (واستوى) كما قال في سورة القصص في قصة موسى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) القصص)؟ في قصة موسى قال استوى لأن موسى كان يُعدّ لمهمة ضخمة جداً هائلة إنقاذ أمة بني إسرائيل التي جاءت إلى مصر من آثار يوسف، مجيء بني إسرائيل إلى مصر من آثار مجيء يعقوب وبنيه إلى يوسف كما في القصة هذه بداية بني إسرائيل في مضر وخروجهم كان على يد موسى عليه السلام فموسى كان يعد لرسالة عظيمة جداً ومهمة غاية الصعوبة مع الطاغوت فرعون ولذلك أريد له أن يستوي لا أن يبلغ أشده فقط، يطبخ على نار هادئة ويستوي على نار هادئة.
سؤال الحلقة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”. قال: ثم قرأ …
فما هي الآية من آيات الجزء الثاني عشر التي قرأها؟
————————–
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/1/ite…2/tafsir12.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/1/ite…/tafsir12.rmvb
رابط للجوال
http://ia360705.us.archive.org/1/ite…ir12_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/1/ite…2/tafsir12.mp3
الروابط على اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=PBtHPgDcUcg&feature=uploademail
http://www.youtube.com/watch?v=F6wtT8wx_Xg&feature=uploademail
http://www.youtube.com/watch?v=HmwWgSoSxnw&feature=uploademail
روابط الحلقة كاملة على موقع مشاهد