الفاء المباركة – فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
بسم الله الرحمن الرحيم. مرة أخرى نأتي على هذه الفاء الشريفة وما أكثر ورود في كتاب الله عز وجل بما يبهج النفس ويعين المؤمن على الثبات والصبر ويملأ قلبه فرحاً وأملاً بالله عز وجل فإن ما بعد هذه الفاء شيء من نعم الله العظمى ومعجزاته الكبرى (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ) في كل معركة يكون عدد أعداء الله كثير وعدد المؤمنين بالله قليل (وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) الأحزاب) في كل معركة من المعارك عليك أن تعرف بأن ساعة الفاء الشريفة الفاء المقدسة الفاء التي تحمل لك البشرى فما عليك إلا أن تحسن ما قبلها لكي يأتيك ما بعدها (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) فماذا تقول إذا كان الله معك؟ معية الله أعجوبة، “أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتاه” ما دمت تذكر الله فإن الله معك، ما قال أنت معي، يقول أنا معه، أنا مع المنكسرة قلوبهم، واحد مريض، ولده راسب في الامتحان، فقير الحال رمضان ما عنده شيء يفطر أولاده، جاء العيد وما عنده ما يعطيه لأولاده، هناك شعوب كثيرة الآن ما عندهم خبز للإفطار شعوب مبتلاة، هذا المنكسر قلبه، ما عليه إلا أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى أقرب إليه من، ما عليه إلا أن يرفع يديه فتأتيه فاء البشارة ساعة العسرة ساعة الخوف ساعة الفزع(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ). تذكرون أبو بكر الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار والمشركون حولهم في الغار (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (40) التوبة) رأساً جاءت فاء البشارة (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) ذلك الخوف! النبي صلى الله عليه وسلم كان في خطر شديد وسيدنا أبو بكر يخاف عليه وفي الغار أفعى وسدها أبو بكر بقدميه ويديه والمشركون لو خفضوا رؤسهم لرأوهم وسيدنا ابو بكر خاف فقال له لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما. (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) هذه السرعة المباشرة للتفريع، تفرع على هذا أن الله معنا أنت إذا كنت في مأزق وقلت لنفسك لزوجتك لمن معك لما خافوا قلت لا تخافوا إن الله معنا، قلتها بالشكل الذي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة خوف ورعب وخطر محقق. في هذا الجو قلتها من قلبك بصمود بثقة بالله كاملة لا تخافوا إن الله معنا، (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) رأساً جاءت (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ). حاول دائماً أن تكون في الوضع الذي يكون الله معك ما عليك إلا أن تذكر الله كثيراً وأنت داخل وأنت خارج لما تنام لما تقعد، هناك أوراد وأذكار قبل النوم في الدخول في الخروج صباحاً ومساءً “أنا جليس من ذكرني”، أنا مع من ذكرني. تحدثنا في أحد الرمضانات في كل الشهر كل يوم هناك حالة جديدة يكون الله معك فتأملها وتتبعها في كتب السنة فسترى عجباً. حينئذ كلما دعوته جاءتك هذه الفاء الشريفة (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) أن ينزل سكينته علينا وعلى المسلمين جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.