الفاء المباركة – فاستجاب له فصرف عنه كيدهنّ
بسم الله الرحمن الرحيم. تعرفون قصة سيدنا يوسف (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف) (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32)) هنا بدأ يلتجئ إلى ربه (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)) إستغاث بربه هذه الاستغاثة (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) ماذا كان الحل؟ ما بعد الفاء الفاء المباركة الفاء الشريفة (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ (34)) يا الله! فصرف عنه كيدهن بهذا الدعاء فعلى كل من يقف في هذا الموقف وربما في هذا الزمان نادراً ما لا يقف الإنسان هذا الموقف، يكون في مكان ما يضعف وهناك ضغط عليه فعليه أن يقول (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ) حينئذ أنت تعلم ماذا يعني الزنا (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) الفرقان) عليك أن تخرج من هذه الدائرة التي تطلق عليك أنك زاني. الزنى يورث الفقر الزاني لا يستجاب له في الدعاء فعليك أن تخرج من هذه الدائرة بأي طريقة قد يكون بالنكاح المرذول، هناك فرق بين جريمة الزنا العظيمة وبين نكاح غير كريم، هناك عقد صحيح يخرجك من دائرة الزنى كونه عند الناس عقد مرذول صحيح، هناك عقود مرذولة وغير كريمة وغير محترمة لكنه حلال يعني من النوع الذي يخرجك من الزنا وإلا فليس له قيمة عند الناس ولا ينتج نسلاً ولا فخراً ولا شرفاً ولكنه يخرجك من دائرة الزنا كما قال سيدنا يوسف (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ) فمن وقع موقعاً في مثل هذا وأوشك أن يقع في هذه الجريمة البشعة فعليه أن يقول (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) وسوف يرى أن الله سبحانه وتعالى سوف يرفع من قلبه ومن نفسه تلك الحالة البشعة التي قد تدفعه إلى مطاوعة الشيطان وقد يقذف في قلبه حلاً من الحلول التي تخرجه من هذه الدائرة. فعليك أن تعرف بأن هذه الفاء فاء عامة هذه الفاء المباركة (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ) من أجل ذلك على كل من يوشك أن يقع في هذه الرذيلة وهذه قضية تعرفونها “رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين” من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لصعوبة الموقف صعوبة هائلة ولذلك قال سيدنا يوسف (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) الله تعالى الذي فعل هذا، من الذي يستطيع أن يقاوم امرأة لها مقام رفيع وجميلة؟؟ رجل دعته امرأة ذات منصل لها مكانة مرموقة وجمال فقال (إني أخاف الله رب العالمين) من أجل ذلك عليك أن تعرف بأن هذه الفاء فاء الانقاذ (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ) عليك أن تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى. هكذا هي هذه الفاء المباركة الفاء الشريفة التي لو تتبعتها في كتاب الله عز وجل لوجدت لكل معضلة حلاً ولكل مأساة طريق للنجاة لأن هذه العبارات في القرآن الكريم مقدسة ولها أسرار هائلة لا يمكن أن تجد أي دعاء آخر يعوض عن هذا ما دام الله عز وجل جاء بها بعد الفاء وكل حل من الحلول التي ذكرناها في هذه الحلقات وجاءت بعد فاء الفرج بعد فاء التفريع الفاء المباركة فهي لها سر هائل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.