الحروف في القرآن الكريم, حرف الحاء

حرف الحاء – منظومة حَرَق

اسلاميات

منظومة  حَرَق

الحَرْق–  اللّفح – اللّوح –   الكيّ –  الشَيّ –  الصِّلاء –  النّزع  –  الكّلح – الصّهر – السّجر 

هذه الكلمات كلها تدخل قي منظومة أعمال النار يوم القيامة.

اللّفح: اللفح هو الوهج الذي يُصيب ظاهر الجلد من النّار. عندما تمر النار فإن وهجها يصيب البشرة من الخارج. قال تعالى (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) المؤمنون).

اللّوح: هو أثر من آثار اللفح أي يصير الجلد ملوّحاً أي حائلاً إلى لون آخر (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) المدّثّر) وقال تعالى (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر) وجوههم مسودة من شِدّة اللفح. والنفح عكسه النفخ وهو نوع آخر من العذاب في جهنم وهو عذاب بالبرد والزمهرير وهذا لا يدخل في منظومتنا هذه (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) الأنبياء).

الكيّ:  وهو الحرق بشيء محمي من حديد أو ما شابه يُكوى به المكان المعيّن لوَسْمه. والكيّ يُستعمل يوم القيامة لتمييز المعذَّب كالمنافق والمُرابي والسارق والقاتل والمُشرك كما توسم البهائم ليُعرف مالكها، فيوم القيامة يوسم كل مجرم بوسم معين عن طريق الكيّ فيُعرَف ما ذنبه وما هو جُرمه (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة).

الشَيّ: وهو الشي بالحرارة فقط وليس على اللهب أو الجمر وإنما هو على حرّ اللهب والجمر. يوضع الشيء في مكان يأتيه حرّ النار من بعيد فيُشوى وينضج كما يشوى العِجل (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) الكهف).

الصِّلاء: وهو الشيّ باللهب والجمر وهذه نار خاصة بالمشركين كما في قوله تعالى (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الليل) (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) النساء) (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) ص) ولا يدخلها الموحّدون.

النّزع: تنزع أطراف الإنسان يداه وذقنه وأصابعه . من ضمن أعمال النار أنها تتناثر أعضاء الإنسان. (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) المعارج) والشوى هي أعضاء الإنسان.

الحَرق: يوضع الإنسان على الجمر حتى يتلاشى المحروق من شدة حرارة الجمر (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) الأنبياء).

الكَلْح: من آثار النار يوم القيامة أن تتقلص الشّفَة العليا حتى تصل إلى الرأس والشفة السفلى تندلق حتى تصل إلى أسفل الذقن فتقسو الشفتان وتبرز الأسنان ويبدو الهلع والعبوس من شدة الألم على سُحنة الإنسان المعذّب وهذا المنظر المخيف من آثار النار يوم القيامة وهو منظر بشع مخيف في غاية القُبح (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) المؤمنون).

الصّهر: هو أن يستمر الحرق بالماء الحار أو المواد الشديدة الحرارة (غسّاق، غسلين) فلا يبقى إلا العظم يُصهر الجلد واللحم ثم يعود وينسلخ اللحم عن العظم وهكذا عملية مستمرة (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) الحج). والفرق بين الصهر في الدنيا (في حالات التعذيب في بعض السجون) أن المعذّب يموت أما في الآخرة فليس هناك موت وإنما يستمر العذاب وكلما تلاشى اللحم وانصهر عاد من جديد لتتكرر العملية وهذا أشد من عذاب الدنيا بكثير.

السّجر: هو إشعال النار في الشخص كما يفعل بعض الناس الآن الذي يعترضون على أمر ما فيُشعلون النار في أجسادهم. ومن العذاب يوم القيامة أن يُسجر الناس كل يوم (فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) غافر).

وأضيف إلى هذه المجموعة الكلمات التالية التي أظنّ والله أعلم أنها تدخل في منظومة عمل النار يوم القيامة:

المسّ (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80) البقرة)

العَرْض (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) هود) (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)غافر)

الغشية (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) ابراهيم)

الاطلاع (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) الهمزة)

هذه منظومة عمل النار يوم القيامة وليس بوسع العقل البشري أن يُلِمّ بما سيحصل يوم القيامة لأن ما سيجري يومها لا تدركه قوانين عقولنا البشرية لأن قوانين عقولنا في الدنيا مخلوقة لإدراك أمور الدنيا فقط وقضاياها البسيطة حتى إذا مات الإنسان كشف الله تعالى عنه غطاءه ليُبصر (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق). ومن ما لا يمكن أن ندركه بعقولنا أن النار يوم القيامة سوداء كالحة أما نار الدنيا فحمراء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصف نار الآخرة أُوقد عليها ألف عام حتى ابيضّت ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرّت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودّت فهي سوداء مُظلمة. وكل شرارة فيها سوداء مظلمة قاتمة السواد وعظيمة كالقصر العظيم (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) المرسلات). النار يوم القيامة عبارة عن كوكب كامل وعالم كامل مقابل الجِنان وكما أن الجِنان متعددة فالنار متعددة أيضاً وفيها وديان وجبال وصحارى وأنهار وقارات كاملة باردة فيُعذّب بعض أهل النار بالبرد (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) الأنبياء). والخلايا في الآخرة حيّة وكل شيء ينطق (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) الملك) (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) ق). فالكرة الأرضية كانت ملتهبة عندما انفصلت من القمر وبقيت كذلك ملايين السنين وكان يسكتها الجنّ الذين خُلِقوا من نار وعندما بردت الأرض خلق الله تعالى الإنسان عليها وقد هيّأ سبحانه وتعالى أهل النار للنار وهيّأ أهل الجنة للجنة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أهل النار لا يتعاظمون”  أما أهل الجنّة فيتعاظمون بشكل جميل فاتن وهذا من نِعَم الله تعالى عليهم. “ما بين كتفي الرجل في النار مسيرة ثلاثة أيام للمسرع” “سِنُّ أهل النار بقدر جبل أُحُد” ومن هذه الأحاديث تخلُصً إلى أن لا نُتعِب أنفسنا لإدراك حقيقة ما سيجري يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لو جِيء بأسعد رجل في الدنيا ثم أُخِذ حتى شمّ رائحة النار فيُقال له هل رأيت نعيماً قطّ فيقول لا، ولو جيء بأشقى رجل في الدنيا ثم أُخذ ختى شم رائحة الجنة فيُقال له هل رأيت بؤساً قطّ فيقول لا”

فمجرّد رائحة النار تُنسي الإنسان كا نعيم ذاقه في الدنيا ومجرّد رائحة الجنة تُنسي الإنسان كل شقاء وبؤس عاناه.

النّار بأشكالها وأنواعها ودركاتها أُعدّت للكافرين (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) النساء) والنار في الآخرة تتفاوت كما يتفاوت العقاب في الدنيا فهناك من يُسجن ليوم واحد ومنهم من يُسجن لأشهر أو أعوام ومنهم من يُحكم عليه بأحكام شاقة وغيره فالعذاب يكون بحسب الجريمة والذنب وكذلك في الآخرة. وفي الحديث الشريف :” إن أخفّ الناس عذاباً في الآخرة توضع جمرة تحت قدمه يغلي منها دماغه” فالنار يجب أن تكون زاجرة رادعة عن ارتكاب المعاصي والكبائر والإصرار عليها ولهذا فتح الله تعالى باب التوبة فلا نار مع التوبة. والصلي في الآخرة خاص بغير الموحّدين مصداقاً لقوله تعالى  . لكن هذا لا يعني أن من الموحدوين من يعذّب بالنار كما جاء في الكتاب والسُنّة “يُعذّب قوم من أهل التوحيد بالنار حتى يكونوا حِمماً ثم يُعادوا” “إذا كذب كفر وإذا كفر فجر وإذا فجر دخل النار” وللأسف أن أهل التوحيد يُعذّبون بجرائم كان من الممكن التوبة عنها في الدنيا فالشقيّ هو الذي يذهب إلى النار برجليه وقد جاء في الحديث الشريف :” لا يدخل النار إلا شقي”.    

ومن الأعمال التي تُدخل النار:

·    عدم أداء الصلاة كما في قوله تعالى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) المدثّر) وقوله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) مريم).

·    ومن ضمنها الغمز واللمز وأن نُعيب على الناس فمن كان هذا ديدنه ولم يتب إلى الله تعالى ويستغفر ويعتذر من الذين غمزهم أو عابهم فهو من أهل النار.

·    من المهذبين في النار القُرّاء العلماء المُراءون المنافقون الذين يشتغلون بالدين مراءآة للناس ولا يخلصون عملهم لله تعالى وإنما يفعلونه سُمعة ورياء “حديث أول من تُسعّر بهم النار عالم ومُنفِق وشهيد” فهؤلاء يكون هتافهم في الآخرة (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) الشعراء). فالرياء مصيبة المصائب ولهم في الآخرة جُبٌّ فيه من المياه الآسنة والحيوانات يُسمّى جُبُ الحُزن.

·    من المعذبين في النار الظَلَمة ” من غَلَبَ جوره على عدله فله النار” وهذا من رحمة رب العالمين الذي يعلم أن الإنسان يمر بساعة ظلم والظلم من قوانين البشر وهناك فرق بين أن يظلم الإنسان مرة أو مرتين وبين من أصبح ديدنه الظلم. في الحديث الشريف:” إن امرأة دخلت النار في هِرّة حبسَتها”.

·    العاقّ لوالديه ولساحر وقاتل النفس والمرابي والذين يتخوّضون في مال الله بغير حق سواء كان مال الزكاة يضعه في غير مكانه أو يسرقه أو مالاً عاماً أي مال الشعب وهذا هو الغلول وهو اللعب بأموال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) آل عمران).

·        “من أهل النار الجبارون المتكبرون”

·    من حلف في المدينة المنورة يميناً كاذبة كما في الحديث الشريف :” ما من عبد أو أمَةٍ يحلِف عند هذا المنبر على يمين آثمة ولوعلى سِواك رطْب إلا وجبت له النار”.

·    من أهل النار إنسان حيثما ذهب أثنى الناس عليه شرّاً ” من أهل النار من ملأ أُذنيه من ثناء الناس عليه شرّاً” أو الذي يمتهن مهناً حقيرة مالراقصة والبغيّ والمُرابي .

·    من أهل النار من لا يحبهم الله تعالى فهناك شرائح من الخلق لا يحبهم الله تعالى كما جاء ذكرهم في القرآن الكريم (المعتدين، كفّار أثيم، الظالمين، مختالاً فخورا، خوّاناً أثيما، المسرفين، المستكبرين) وعلينا أن نبتعد هن كل ما لا يحبه الله تعالى ورسوله .

·    عندما خلق الله تعالى الجنة قال: وعزّتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ولا قاطع رحِم. (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) الحديد)

كيف نتّقي النار؟

·    أن نكون ممن جاء وصفهم في أوائل سورة البقرة (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) فعلى كل مسلم أن يقيس نفسه بهذه الصفات ويحرص على أن لا ينقص منها شرط واحد. وهذه الصفات هي: الإيمان بالغيب، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الإيمان بالكتاب والإيمان بالآخرة وهذه الصفات هي الأساس لما بعدها.

·    الدعاء: كل الأنبياء كانوا يكثرون من الدعاء لله تعالى بأن يقيهم النار كما جاء في القرآن الكريم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) آل عمران) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)  أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) البقرة) (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) آل عمران) ومن قال : اللهم أجرني من عذاب النار سبع مرات بعد صلاة الصبح وصلاة المغرب تقول النار يا رب إن عبدك فلاناً استجار بك مني فأجِره فربّ العالمين يُجيره منها. وقد امتدح الله تعالى الكثير من الصالحين الذين يتعوّذون من النّار.

·    الشهادة: إذا شهد عليك بعد موتك محموعة من الناس إنك على خير فأنت على خير على ما كان منك من سوء (حديث وجبت وجبت وجبت) فالناس شهداء على الأرض (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج). ” من صلّى عليه أربعون إنساناً شهدوا له بالخير فهو على خير” وحديث من شهد له سبعة من جيرانه.

·        الاستغفار: هو أعجوبة العجائب وفي الحديث الشريف:” من سرّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار”.

·        الصدقة: “مل امرئ في ظِلّ صدقته يوم القيامة” “اتقوا النار ولو بشِقّ تمرة” “الصدقة تُطفئ غضب الربّ”.

·    “عينان لا تمسّهما النار عين بكت من خشية الله وعين سهرت تحرس في سبيل الله” والعين الساهرة هي عين الشرطة والطبيب والعالم وحافظ القرآن وكل من سهر في عمل من أعمال الخير. وعين لا تمسّها النار عين غُضّت عن محارم الله.

·        التوحيد: “من قال لا إله إلا الله مُصدّقاً بها قلبه لا تطعمه النار” وكلمة التوحيد ليست مجرد كلمة وإنما على كل مسلم أن يؤدي حقّها.

·        “لا تمس النار مسلماً رآني أو رأى من رآني” حديث شريف.

·    شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي تمنع الإنسان من دخول النار أو تُخرِج البعض من النار بشروط معيّنة وفي الحديث الشريف:” شفاعتي وجبت لأهل الكبائر من أمّتي” وأمّتي هم أهل القِبلة فلا بد أن يكون المسلم من أهل القبلة حتى تحِلّ له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلّم وعليه فلبيادر كل تارك للصلاة ويبدأ ويحافط على صلاته حتى تشمله شفاعة المصطفى إن كان من أهل الكبائر ومات وهو مُصرٌ عليها.

·        “إن الله قد حرّم على النار كل هيّن ليّن سهل” كالانسان المسامح البسيط السهل الذي يُحبّ كل الناس

·        “ثلاث من كُنّ فيه حُرّم على النار وحُرّمت النار عليه: إيمان بالله وحُبّ الله وأن يُلقى في النار فيُحرَق أحبُّ إليه من أن يرجع في الكُفر”

وحتى نكون ممن لا يقربون النار أو يُعذّب بها علينا أن نبحث في كتاب الله عن كل الآيات التي يقول فيها المولى عزّ وجلّ (إن الله يُحبّ) ونحاول أن نكون منهم كالتوابين الذين يُكثرون الاستغفار والمتطهرين الذين يحافظون على الطهارة ويداومون على الوضوء ومن لزِم الوضوء والطهور طيلة يومه فقد بريء من النفاق، والمقسطين الذين يعدلون في كل شيء ومع كل الناس، والمحسنين وأصحاب الخُلُق الحسن لأن معظم الأعمال التي تُدخِل الجنة هي الأخلاق فهذا باب من أبواب دخول الجنّة.

بُثّت الحلقة بتاريخ 6/8/2004م