الحلقة 6: الإيمان شرط قبول العمل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين ومن تبعهم بٍاحسان اٍلى يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشاهدون الكرام
.كنا في الحلقة الماضية في الكلام عن الاٍستعاذة، وبينا أن الاٍستعاذة أو أن الدعوة اٍلى الاٍستعاذة وردت في آية من كتاب الله عز وجل في سورة النحل، هذه الآية تقدمتها آيات أو كلام حاولنا أن نقف عنده لكي نصله بآية الاٍستعاذة، ثم قلنا بأننا سنمضي بعد ذلك مع الآيات التي تبعت آية الاٍستعاذة وبدأنا في أول الكلام في قول الله سبحانه وتعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) يعني جاءت هذه الفاء التي تربط آية الاٍستعاذة بما قبلها (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل) انتهت الآية ههنا لكن عندها تعلق بما بعدها يقول الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) النحل) نحن وقفنا في الحلقة الماضية عند قول الله عز وجل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) وبينا أن كلمة من هذه الشرطية لها جملة الشرط ولها جملة جواب الشرط من عمل، واستعمال الفعل عمل بصيغة الماضي قد يوحي أنه للمذكر لأن من تحتمل معنى الاٍفراد والتثنية والجمع وتحتمل معنى التذكير والتأنيث، فلما كان التذكير والتأنيث واردا في من هذه ويراد للكلام أن يحدد ذكر المرأة أيضا في هذا الشأن، نجد أن القرآن الكريم حتى يزيل هذا اللبس حتى يزيل هذا الاٍحتمال أنه قائم على الذكورية لوحدها يعني كلمة من يعمل، نقول الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ما نقول تقديره هي، فالفعل هذا لما كان مستعملا من عمل الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ما نقول تقديره هي، من كتب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو من يكتب الفاعل ضمير مستتر. وهكذا يعني هذا الفعل يحتمل ضميرا يعامل على أنه مذكر، لأن من لفظها لفظ مذكر فيعود الضمير عليها بالتذكير، لما عاد الضمير عليها بالتذكير والقرآن الكريم يريد أن يبين لنا أن العمل اٍذا صدر من ذكر أو أنثى له جزاؤه، لاٍزالة هذا اللبس الذي قد يحدث جاءت عبارة (من عمل صالحا) ينصرف الذهن اٍلى الذكور فقال (من ذكر أو أنثى). وقلنا في آخر الحلقة الماضية أن القرآن الكريم يتحدث عن الذكر والأنثى بحكم الواحد، لما نرجع بأذهاننا اٍلى التاريخ اٍلى تنزل القرآن الكريم في ذلك الوقت، أوربا وهذا هم يقولونه يقولون: نحن قبل كذا من السنوات يعني قبل ألف عام تقريبا كان عندهم دراسات هل المرأة كائن له روح ؟ أم هي شيء من الأشياء بعد دراسة في مجامع روما والكاردينالات والرهبان اٍلى آخره يدرسون، فوصلوا بعد المناقشات اٍلى أنها كائن له روح لكن خلقت لخدمة الرجل ومع ذلك بقي الرجل يتحكم فيها في البيع والشراء، يعني يستطيع الرجل أن يبيع زوجته اٍلى سنة 1830أو 1831 كما يذكر بعض الكتاب من قومهم، في ذلك الوقت صدر قانون في اٍحدى الدول الأوربية يحرم أو يجرم بيع الرجل لزوجته يعني 1830قبل اقل من 200عام، قبل 1400عام وزيادة القرآن الكريم يخاطب المرأة بكل تكريم ويجعلها ندا للرجل في التكليف ويجعلها ندا للرجل مساوية للرجل في الجزاء (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) هكذا اٍذن، ينبغي أن ندرك قيمة المرأة في الاٍسلام حتى لا نخدع بما يقوله هؤلاء الذين رضعوا من لبن الغرب وما فقهوا شيئا من اٍسلامهم ما فقهوا شيئا من دينهم، لم يطلعوا على ما عندهم وبهروا بما عند الآخرين، الاٍنسان ينبغي أولا الاٍنصات، يقتضي أن تطلع أولا على ما عندك هذا الذي عندنا وينبغي أن نطلع على ما عند الآخرين وأن نفيد منه، الحضارات يبنى بعضها فوق بعض، ولا يقال هذه حضارتنا ولا نفيد من أي حضارة أخرى، لا، هذا لا يقوله أحد من المسلمين، من علماء المسلمين يقولون نفيد فيه وقد أفدنا من قبل من حضارات الأمم وبنينا عليها، لكن أفدنا منها بما يوافق قواعدنا الشرعية وليس بما يكون هداما لقواعدنا الشرعية كما يريد بعض المطلعين على ثقافة الغرب والجاهلين لقواعد الشرع الاٍسلامي، فيكون هناك نوع من المواءمة بين ما عند الآخرين مما نريد أن نفيد منه وما عندنا، فاٍذا (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) لا فرق القيام بالعمل الصالح سواء كان الذي قام به ذكرا أو أنثى النتيجة واحدة المحاسبة والنظرة واحدة من عمل صالحا من ذكر أوأنثى قبل أن يقول لنا ما جزاؤه ما نتيجته وذكر في الجزاء فلنحيينه حياة طيبة لكن وضع قيدا ظابطا ذكره لنا قال: (وهو مؤمن) كلمة وهو مؤمن هذه قيد لقبول العمل، بمعنى أن العمل لا يمكن أن يقبل اٍذا كان العامل غير مؤمن (من عمل صالحا) حتى يحاكم حتى يحتج بهذه الآية يوم القيامة، أنه هو عمل صالحا حتى تكون له حجة ينبغي أن يكون مؤمنا، لكن عندنا في قصة ابني آدم يعني القرآن الكريم جاء أيها المشاهدون الكرام الأعزاء، القرآن الكريم لا يذكر لنا القصص للتسلية ولكن لكي نبني عليه فوائد وثمرات ونأخذ منه الأكمل والقواعد التي نسلك في ضوئها لما يقول لنا القرآن الكريم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) اٍذن كلاهما قرب قربانا لله سبحانه وتعالى، تقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر لا بد من سبب، الآخر ماذا قال؟ قال (لأقتلنك) قال حسدا لماذا يقبل منك ولا يقبل مني؟فماذا قيل له؟ (اٍنما يتقبل الله من المتقيين) لاحظ هنا الحصر اٍنما يتقبل الله من المتقيين اٍنما أداة حصر، يعني حصر المعنى لما تقول اٍنما زيد في المكتبة يعني هو حصرا في هذا المكان معناه نعرف زيد لكن هناك خلاف في المكان الذي هو فيه، فحتى ينحصر المكان يعني تقول: أين زيد؟ شخص يقول زيد في قاعة الدرس، الآخر يقول زيد في النادي، الآخر يقول زيد في ساحة الكلية في ساحة الجامعة، يأتي الشخص الذي يعرف المكان لاحظ هنا الخلاف في المكان يقول: اٍنما زيد في المكتبة. يعني حصرا هو في المكتبة فالمكان كان مجهولا مختلفا فيه فتأتي اٍنما لتحصره اٍذا صار تقديم أن يقال اٍنما في المكتبة زيد يكون المكان معلوما، يعني هناك اٍنسان في المكتبة من في المكتبة ؟ المكتبة معلومة، لكن من فيها ؟شخص يقول خالد شخص يقول حسن شخص يقول علي. فيأتي الذي يعرف من في المكتبة فيقول اٍنما في المكتبة زيد، الخلاف في الشخص وليس في المكان، (يتقبل الله) يعني التقبل معنى معلوم، لكن المجهول المختلف فيه من الذي يتقبل منه؟ من يقبل الله منه الكلام هذا على القبول، القبول معلوم لكن صاحب القبول الذي يقع عليه القبول، فتأتي اٍنما فتحصره فينحصر مثل ما قلنا اٍنما زيد في المكتبة انحصر في المكتبة، اٍنما في المكتبة زيد، انحصر الاٍسم الشخصي (اٍنما يتقبل الله من المتقين) اٍذن حصراً القبول في المتقين معنى اٍذا لم يكن العامل متقيا أن ذلك لا يقبل عليه. هذه عقيدتنا نحن المسلمين، لكن من المتقي؟نجد أن أول البقرة ذكر المتقي وأول علامات المتقي الاٍيمان أول سماته فقال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) من المتقين؟ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3) البقرة) اٍذن يؤمنون أول سمة من سماتهم الاٍيمان، ولذلك هنا جاءت (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) بقيد الاٍيمان وذكر بعد ذلك (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) البقرة) اٍلى آخر الآيات التي بينت من المراد بالمتقين، الاٍيمان هذا، الاٍيمان هو شرط لقبول العمل يعني أن يكون مؤمنا حتى يقبل الله منه العمل (من عمل صالحا من ذكر او أنثى) ما قال فلنحيينه مباشرة واٍنما قيد (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) اٍذا ما وجد هذا لا ينبغي عليه جواب الشرط، يعني فعل الشرط العمل الصالح بقيد الاٍيمان وجد العمل الذي ظاهره صالح، لكن لم يوجد القيد، هذا الوصل، اختل الشرط، هناك خلل في الشرط، فاٍذا الآية الكريمة تريد أن تبين لنا ذلك القيد (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) طبعا معنى الاٍيمان، ورد في الحديث الصحيح الذي يرويه عمر رضي الله عنه وعبد الله بن عمر رواه عن أبيه، في الحديث الذي قال: دخل رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب، لايظهر عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أح دفسأل الرسول عليه الصلاة والسلام سأله جملة أسئلة من هذه الأسئلة: فأخبرني عن الاٍيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. هكذا الحديث طويل، قال:ما الاٍسلام اٍلى أن قال له أخبرني عن الساعة، قال له ما المسؤول عنها بأعلم من السائل فلما خرج، يقول في الرواية الرسول عليه الصلاة والسلاة قال: تعرفون من هذا؟ قالوا: لا يا رسول الله، (لايعرفه احد منا ولا يظهر عليه أثر السفر) قال: ذلك جبريل( يعني جاء بهيأة رجل ) ليعلمكم أمور دينكم. هكذا، فهذا معنى الاٍيمان ومعنى ذلك أنه أمر يتعلق بالقلب أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. كلها امور قلبية يعني هذا الاٍيمان مقره القلب، أما الاٍسلام فهذه الأمور الظاهرة، الأمور التي نراها أمامنا أن تشهد أن لااٍله اٍلا الله هذا أمر مسموع، يعني يكون اللسان في اطلاع عليه أما الاٍيمان الذي في الداخل لا يطلع عليه اٍلا الله سبحانه وتعالى، ولذلك الأعراب لما قالوا آمنا وهم جاؤوا ولم يفقهوا شيئا من الدين (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) هذا الحرف لما الذي يكون للنفي يستغرق من الماضي اٍلى الحاضر، لكن فيه معنى قرب حصول الشيء، يعني لما يقول لم يأتي زيد هذا اٍخبار بعدم اٍتيانه، لكن لما يقول لما يأتي اٍخبار بعدم اٍتيانه مع توقع لمجيئه، فولما يدخل الاٍيمان في قلوبكم فأنتم لما دخلتم اٍلى الاٍسلام دخلتم بمجرد موافقة ظاهرية الاٍيمان، مادخل، لكن أنتم على شرف دخول الاٍيمان في قلوبكم واٍلا كان يقول ولم يدخل الاٍيمان في قلوبكم اٍخبار بعدم الدخول لما يدخل يعني هو ما دخل لكن هو على قرب دخوله (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فالاٍيمان مقره القلب والاٍسلام هذه الأعمال الظاهرة، نحن ماذا أمرنا؟ (اٍذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالاٍيمان) نحن ما شققنا عن قلبه، لكن اٍذا رأيناه يعتاد المساجد يعني اٍذا رأيناه يدخل المساجد ويصلي نقول والله نحن أمرنا أن نحكم عن ظواهر الأمور وما امرنا أن نشق عن قلب الشخص، اٍذا تصرف تصرفا مخالفا لشرع الله نقول: هذا خالف شرع الله، ما نقول نحن نعتذر له هذا كذا وأنه كذا اٍلى آخره لا نقول هذا، العمل مخالف لشرع الله عز وجل، أما نقول هذا نيته حسنة اٍلى آخره، هذا اٍلى الله سبحانه وتعالى، الاٍنسان يحاكم عن ظاهره، أشققت عن قلبه ؟ما قال عن هذا الذي قتله أسامة بن زيد وأسامة، هذا كان يقال له حب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حبيب رسول الله عليه الصلاة والسلام، لما قتل ذلك الذي كان كافرا يقاتل المسلمين: وصل اٍليه هو و الأنصاري فقال: أشهد أن لا اٍله اٍلا الله، الأنصاري كف عنه أسامة يقول قتلته ضربته برمح فقتلته، فلما سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي رواية يقول أسامة أخبره فبقي يكرر: قتلته بعد أن قالها ؟ قال أسامة: يارسول الله كان متعوذا، يعني قالها تعوذا وهربا من القتل قال: هلا شققت عن قلبه؟ أشققت عن قلبه أنه تعوذ بها أم فعلا قالها يريد أن يدخل في الاٍسلام؟ بقي يكررها: أقتلته بعد أن قالها ؟ قال حتى وددت أني لو أسلمت بعد ذلك يعني أني ما أسلمت قبل ذلك اليوم، فاٍذا وهو مؤمن شرط في تمام جملة الشرط (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فماذا ينبني على ذلك؟ قال (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) نلاحظ هنا الكلام في اوله كلام بصورة فردية، نلاحظ من عمل والكلام فردي يعني لا يكون العمل جماعيا، قد تكون جماعة يعملون عملا لكن كل واحد منهم ينظر اٍلى نيته مفردا، جماعة يصلون الصلاة جماعة لكن كل واحد منهم له جائزة تختلف عن الآخر (اٍن لك من صلاتك ما عقلت منها) ما فهمت فبعضهم يكون فهم عشرين بالمئة، بعضهم يكون فهم أربعين بالمئة، بعضهم يكون فهم سبعين بالمئة، بعضهم يكون ما فهم شيئا هذا الذي تلف الصلاة وترمى في وجهه فتقول ضيعتني ضيعك الله في الاثر، مع أنهم عملوا العمل بالمجموع لكن المحاسبة والكلام الذي يجري وما يسجله الملائكة بشأنه اٍنما هو أمر فردي صحيح قاموا بالعمل جماعة فالحساب والجزاء بعد ذلك أمر فردي. فاستعمل: (من عمل) هو ما قال هم (صالحا من ذكر) ذكر جنس هنا أو أنثى، يعني جنس الذكور او جنس الاٍناث بصرف النظر عن أعمارهم من عمل ذلك(فلنحيينه) هذه الفاء هي واقعة في جواب الشرط حتى تنبه اٍلى أنه الآن وقع جواب الشرط (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) ماذا ينبني على ذلك؟ هذا شرط ماذا يكون جواب الشرط؟ جاءت الفاء لتنبه اٍلى أنه هنا بدأ جواب الشرط ونلاحظ هنا جملة ملاحظات في كلمة فلنحيينه، أولا بقيت الفردية لأن سنة الحياة الاٍنسانية، الاٍنسان يريد نتيجة عمله لنفسه، وكل واحد ينظر هذا الأمر لنفسه، هو أنه أنا عملت صالحا ما الذي يكون نتيجة هذا الشرط الذي قيل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) أنا فعلت هذا وأحسب في قلبي أني من أهل الاٍيمان لأنه الأشياء المطلوبة أن أعملها، فالكلام فردي (فلنحيينه) بالفرد ما قال فلنحيينهم بعد ذلك سيأتي الجمع وسنبين سر ذلك اٍن شاء الله تعالى (فلنحيينه) لكن نلاحظ هنا هذا الاٍكرام، لأن الحياة وصفت بالطيبة هذه الطييبة في الحياة هذا الجواب للشرط يتعهد به الله سبحانه وتعالى بصفة التعظيم، ما قال فلأحيينه واٍنما بنون العظمة، يعني أنا ذلك العظيم، حتى يتذكر الاٍنسان عظمة الله عز و جل فلنحيينه، لأن صيغة ما يسمى بنون الجمع هذه لما تقول: نكتب، هذه صيغة جمع أكتب هذه صيغة مفرد، أكتب يعني أنا، نكتب يعني نحن، أحييه يعني أنا ننحييه يعني نحن، اٍذا فلنحيينه بصيغة التعظيم. لأن الفرد حين يستعمل صيغة الجماعة يعني يعظم نفسه،عادة عظماء الأمة من حيث الدنيا، يعني الرأس الأعلى في الدولة في الغالب، الآن بدأ يتغير هذا، لكن قديما دائما: نحن فلان أصدرنا المرسوم الآتي، نحن، ما يقول: أنا كأنه يعني لما أصدرت هذا المرسوم أصدرته نحن، يعني بهذه العظمة أصدرته و معي من هو من ورائي، من قومي، فيستعمل كلمة نحن، اٍذا هذه هي نون العظمة لماذا تستعمل نون العظمة هنا ؟لأنها في موطن الاٍكرام والاٍكرام يكون من العظيم ولهذا لما نأتي لسورة الكوثر ما قال أنا اعطيتك واٍنما قال (اٍنا أعطيناك الكوثر) (اٍنّا) نون العظمة، التعظيم لأنه فيه موطن عطاء، موطن اٍكرام، كذلك ههنا ماذا في نحيينه من غير نون العظمة ؟فيها اللام واللام هذه يقول العلماء موطئة للقسم، فكأن الله سبحانه جلت قدرته يقسم، فلنحيينه، وجاءت مع اللام الموطئة للقسم يعني نون التوكيد يعني تم شيء مطمئن لمتلقي القرآن اٍذا دخل الاٍيمان اٍلى قلبه وعمل الصالح، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) فلنحيينه: نون العظمة، اللام الموطئة للقسم، نون التوكيد والتوجه الفردي له كأن الله سبحانه وتعالى المتوجه بعظمته، العظيم يقسم فهذه اللام الموطئة للقسم، ويؤكد أنه سيحييك ويتكلم في الغائب من عمل فالمناسب نحيينه ذلك الذي قام بعمل قال (حياة طيبة) نحيينه فيها معنى الحياة، جاءت كلمة الحياة للتوكيد، ووصفت بالطيبة والطيب يعمله المرأ في العطر، الحياة طيبة، فلان نفسه طيبة، وتطيب فلان، اٍذن هذا الطيب لفظ يحبه المتلقي. فالحياة الطيبة تكون حياة في عمومها يكون فيها ذلك الطيب. للحديث بقية اٍن شاء الله تعالى أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.