سؤال: لماذا تحدثت كثير من آيات القرآن الكريم عن قصة آدم r ومراحل خلق آدم من طين ومراحل خلق الإنسان من ذرية آدم ولم تفعل ذلك عن خلق الملائكة والجنّ مع أنهم سبقوا خلق آدم؟
أساس الخلق أو المنوط بالتكليف بدراسة القرآن الكريم ودراسة المنهج وإتباعه هو آدم وذريته فكان يجب التركيز على مراحل خلق آدم لأنها قضية تثبت صدق رسول الله r في تحمل الوحي بالقصص عن الرسالة وتجعلنا نحن نفهم دورنا في الحياة، لماذا خُلِقنا؟ قال تعالى (الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان) الله تعالى يعرض في سورة الرحمن حقيقة الواقعة. بمفهومنا نحن كنا نقول خلق الإنسان يأتي قبل علّم القرآن لكن علينا أن نسأل أنفسنا لماذا خلق الله تعالى هذا الخلق؟ القرآن يجيب (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إذن مناط العبادة هو القرآن ولذلك قدّمه تعالى على الخلق (الرحمن علم القرآن خلق الإنسان) الله تعالى خلق الإنسان للعبادة والعبادة مناطها القرآن كأننا عندما ولدنا ولدنا على منهج والله سبحانه وتعالى ما ترك خلقاً سدى وإنما كل الخلق خُلِق على منهج والقرآن الكريم يمثل هذا المنهج قسورة الرحمن تعطي التعبير الحقيقي لكل بشر خُلِق. حتى آدم u قال له تعالى إفعل ولا تفعل هذا منهج يساوي عندنا القرآن الكريم. (الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان) علّم القرآن قبل خلق الإنسان فكأن الإنسان خُلٌِ على منهج ثم علّمه البيان وليس لأحد أن يُنكر هذا لأن الله تعالى قال (وعلّم آدم الأسماء كلها) مناط علّمه البيان أنه علّم آدم الأسماء.
سؤال: لماذا قالت الملائكة سبحانك في الحوار مع الله تعالى؟
الملائكة توضيفهم أنه يسبّحون الله تعالى ولا يعصونه. وساعة سألوه وأثبت لهم تعالى قصور علمهم تابوا إلى الله تعالى توبة إنابة لا توبة عن معصية كأنهم شعروا أنهم أخطأوا لمجرد هذا الإستفسار. والتوبة أنواع:
توبة عن معصية مثالها توبة آدم u
توبة إنابة مثلها توبة الملائكة (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا). حتى لو لم تعص أو تخطيء إرجع إلى الله تعالى.
توبة عن نوبة مثالها محمد r “يا أيها الناس إستغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفره وأتوب إليه في اليوم مئة مرة” فكان r توّاب كثير الرجوع إلى الله تعالى “أبوء إليك” وهذه هي التوبة التي يجب أن يعي الإنسان عليها. كلما فعلت شيئاً قل أستغفر الله.”هنيئاً لمن تاب عن توبة”. سواؤ فعلت معصية أو لم تفعل تب إلى الله تعالى لأنه سبحانه قال (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) المتطهر طاهر لكنه يتطهر.
الملائكة تابوا إلى اله تعالى توبة إنابة لمّا أفاقوا عند قوله تعالى (إني أعلم ما لا تعلمون) أجرى لهم تعالى تجربة عملية على مراده في الخلق لأنهم ليس عندهم مدارك العلم التي سيعملها البشر (وعلّم آدم الأسماء كلها) فوراً. (إني أعلم ما لا تعلمون وعلّم آدم الأسماء كلها) تجربة عملية على الفور.
سؤال: ما دلالة كلمة الأسماء هنا؟ ولم لم يقل الأفعال أو الحروف أو غيرها؟
لم يقل الأفعال والحروف والصفات لأنها كلها أسماء فاختار تعالى كلمة تعني الصفة (الأسماء). الإسم في اللغة يعني الصفة، توقيع اللفظ على الذات (بئس الإسم الفسوق) أي الصفة الفسوق (ولله الأسماء الحسنى) أي الصفات. الأسماء تعني الصفة.
سؤال: المنطق السياقي يقتضي أن يذكر خلق آدم قبل عملية تعليمه الأسماء لكنها لم تذرك في الآية؟
أنه تعالى قال في الآية الأولى (إني جاعل في الأرض خليفة) بهذه الكلمة (جاعل) إعتبره أنه خلق سبحانه لأن أمر الله تعالى واقع. ساعة قال تعالى (إني جاعل) إعتبر أمره (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون). عندما قال (إني جاعل) لم يكن آدم مخلوقاً في حينها والله تعالى لا يحتاج إلى زمن لأنه سبحانه هو خالق الزمن ومالكه وهو لا يحتاج لزمن لفعله تماماً مثل قصة الإسراء. عندما نقرأ قوله تعالى (كل يوم هو في شأنه) هل اليوم هو هذا المؤلف من 24 ساعة؟ كلا هذا اليوم سمّاه علماء اللغة (يوم الآن) لأنه في كل جزئ من جزئ من جزئ من الثانية هو في شأن سبحانه وتعالى. تماماً مثل قوله (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) و(في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) هذا بالنسبة لما نعدّه نحن وما نفعله نحن في ألف أو خمسين ألف سنة يفعله تعالى بكلمة كن فيكون في أقل من جزء الثانية. الله تعالى خلق آدم في لحظة بين (إني أعلم ما لا تعلمون وعلّم آدم الأسماء كلها) والرسول r قال (وتركه ما شاء) والبعض يقول أربعين سنة (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) ولو قال تعالى (خلق آدم وعلّم آدم) قد توحي أن الله تعالى كان يستشير الملائكة. الواو تفيد الترتيب والتعقيب ، فيها فترة لنا نحن لكن ليست عند الله تعالى لأنه لا يحتاج لزمن.
سؤال: لِمَ قال خليفة في بداية القصة (إني جاعل في الأرض خليفة) وقال (وعلّم آدم الأسماء كلها)؟ ألا يوحي هذا بالتناقض؟
عندما قال تعالى (إلا إبليس كان من الجن) لم يقل الشيطان لأن إبليس هو إسمه وصفته شيطان لأنه تشيطن وجنسه جِنّ. وكذلك خليفة تعبّر عن آدم كمرحلة في لحظة من لحظات الخلق فأعطانا تعالى توصيفه: خليفة أي ذرية يخلف بعضهم بعضاً. وآدم هو إسمه وكان جاهزاً عند الله سبحانه وتعالى.
في قصة يحي u قال تعالى (لم نجعل له من قبل سميّا) وفي قصة عيسى ذكر إسمه (عيسى ابن مريم) وفي قصة آدم u لم يعمل توطئة للإسم لم يقل سأسمّيه آدم أو إسمه آدم لأنه تعالى ساعة قال إني جاعل في الأرض خليفة لم يكن للإستشارة وإنما للإختيار لأنه تعالى عنده الإسم جاهز. يحيى u ساعة سمّاه الله تعالى يحيى (البشر يسمون أبناءهم يحيى ويموتون) لكن لما مات يحيى u مات شهيداً ليظل له من إسمه نصيب فهو قد مات شهيداً والله تعالى يقول (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) ويحيى u مات في سبيل الله.. لما يسمي الله تعالى يكون الإسم له مدار.
سؤال: (وعلم آدم الأسماء كلها) أي الصفات علّمه؟
نحن عندنا خطأ شائع لمن لم يدرس اللغة العربية ويقول هذه المسميات وهو يقصد بها الأسماء. وهناك فرق بين الإسم والمسمى: فالشيء الذي أكتب به مسمى وإسمه قلم فهناك فرق بين الأسماء والمسميات. لم يقل تعالى علّم آدم المسميات لأنه لا تُعلّم لأنها جامدة ولكن نطلق عليها أسماء فلما علّم آدم علّمه صفة الأشياء بحيث أن حتى الذي سيستجد يمكن أن تسمّوه مثلاً كلمة مجرّة وصاروخ ومركبة فضائية لم تكن موجودة في عهد آدم. علّمه تعالى الأسماء كلها أي كل الصفات حتى التي لم تكن في مدارك آدم ولكن علّمه بوصفه ممثلاً للجنس البشري الذي سيتعلم فالمعلِّم الأول هو الله تعالى: علّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم. إبتداء بآدم. علّمه ما لم يعلم من عهد آدم u. الولد يولد أولاً ثم يحبو ثم يبدأ يقول بابا وماما ولا يمكن أن تقول له إلعب فيفهم لكن تأتي إليه بالكرة أولاً وتلعب بها أمامه ثم تقول له إلعب فالكرة هي الإسم وهي الصفة فأولاً تعطيه الصفة . والمولى تعالى علّم آدم الأسماء أولاً ثم الصفات ثم الأفعال ثم الحروف لذا إختار القرآن الأسماء ولو قال علّمه الكلام: الكلام فيه أسماء وصفات وأفعال فكيف يفهمها آدم؟ كذلك قوله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً) ثم أعطاكم مناط العلم (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) المسع جاء مفرداً والأبصار جمع فكلنا نسمع صوتاً لكن العين ترى أشكالاً وألواناً ومن زوايا مختلفة فتحتاج إلى جمع ، والأفئدة هي محل القلوب في البدن وليست هي القلوب بدليل قوله تعالى (وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كاذت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها). مناط العليم إذن: سمع وأبصار وأفئدة. (قليلاً ما تذكرون).
سؤال: علّم على وزن فعّل لم يقل أعلم وأخبر أو أنبأ فلماذا إختيار علّم؟
لأنه تعالى علّمه بالإلهام بالنسبة لآدم ليس بالإتصال أنه قال يا آدم هذا كتاب، هذا كذا. عندنا ملايين الأسماء والله تعالى علّمه الأسماء بالوحي بـ (كن فيكون) لأن المعلّم هو الله تعالى. لا يحتاج أن يقول أعلّم أو ألهم لأنه في أقل من جزء من ثانية أصبح آدم عالماً. الصفة توحي بطول الفترة الزمنية (علّم) قد تدل على وقت طويل لكن نحن لا تعلمه لأن الله سبحانه وتعالى بـ (كن فيكون) ، بالإلهام علّمه وقد فعلها مع رسول الله r في (إقرأ – ما أنا بقارئ أو ما أقرأ ثم قال: إقرأ بسم ربك الذي خلق) أعطاه مناط التعلّم في ثانية. لما خلق الله تعالى لم يخلقه عن عدم كما يقول البعض لأنه لا يوجد عدم مع الله تعالى. لما خلق خلق في ثانية فالذي خلق بعيداً عن الأسباب يعلّمك بعيداً عن الأسباب يا محمد r. فإقرأ بسم ربك. ولو كنا نحن الذين نقول لقلنا إقرأ بإسم ربك الذي علّم وإنما قال تعالى (بإسم ربك الذي خلق) فهو سيعلمك بالإلهام في ثانية.
الأسماء كلها): كلها تدل على التأكيد أن كل الأسماء حتى الذرية تتعلم بالذي تعلمه آدم u وهذا دليل كلمة خليفة.
(ثم عرضهم على الملائكة) لم يقل (عرضها)؟ لم يقل عرضها لأنه تعالى علّمه الأسماء التي تحتوي العاقل وغير العاقل فالتغليب يكون للعاقل عند الإطلاق فقال (ثم عرضهم) لما إختار الأسماء إختارها لأنها أكثر وأغلب . إذا قلنا ما إعراب يلعب؟ نقول فعل وكلمة فعل هي إسم كذلك (في) هو حرف وكلمة حرف هي إسم. الكلام الشمولي الأسماء كل شيء بما فيها الأفعال والرحوف والصفات لأنها كلها أسماء ولم يقل كلاماً. لما قال تعالى (وعلّم آدم الأسماء) آدم كان يسمع ويرى وله قلب. (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) آدم هو من طين ونحن خلقنا من بطون أمهاتنا. إكتمل خلق آدم ويدل على ذلك قوله تعالى (وعلّم آدم الأسماء كلها) أي أن له سمع وحواس وبصر وله عقل ومنطق.
سؤال : ما الملمح الزمني في قوله تعالى (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة)؟
(ثم) تدل على التعقيب والتراخي والزمن يعلمه الله تعالى وحده وعلّم فيها ملمح زمني فأيهما أطول؟ ثم عرضهم على الملائكة أطول كأن الملائكة التي عرض عليها الأسماء أخذت وقتاً أكثر من آدم مع أنه هو علّم آدم لم يأخذ وقتاً لكن العرض على الملائكة أخذ وقتاً أكثر. فكأن المولى عز وجل يريد أن يري الملائكة شيئاً يجعلهم يقولون بعده: سبحانك. (قال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) إستعمل هؤلاء لجمع العاقل حتى يغلّب العاقل على غير العاقل فيدخل غير العاقل بالعلم. (إن كنتم صادقين) هل الملائكة تكذب؟ هناك صدق يقابله الكذب من حيث التوصيف وهناك صدق يقابله خطأ (يعني أخطأتم في التقدير) هم لم يكذبوا لكن أخطأوا في قولهم (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) أي إن كنتم صادقين فيما توقعتموه وفي التقدير وهذا لا يقابله الكذب. (أنبئوني بأسماء هؤلاء) كأني بالله تعالى قدّرت الملائكة خطأ فتهيّأ لها أنه سيحصل وسيحصل إما من واقع مما سبق عى الأرض أو من حدس وتوقع وهم أخطأوا في الإثنين لأن الخلق الذي خلقه الله تعالى ينفع في كل الأحوال: التعليم والتلقين إن شاء يصلي وإن شاء لا وإن شاء يطيع وإن شاء يكفر وله الإختيار على خلاف الملائكة أنتم أيتها الملائكة لستم أهلاً لموضوع الخلافة وموضوع العلم والأرض ولو كنتم أهلاً له كما توقعتم أنبئوني.
(وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) القياس يقتضي أن الله تعالى يجيب على الملائكة أن الخليفة لن يفسد في الأرض ولن يسفك ويجاريهم في كلامهم لكن الله تعالى لم يقل شيئاً فكيف نفسر هذا الوضع؟ لأن التجربة أفضل طريقة للتعلّم. القرآن يعلمنا وقال لرسوله r (أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وأفضل شيء في النعلّم التجربة. علّم آدم الأسماء حتى يبين لهم أنه لما قال تعالى (إني أعلم ما لا تعلمون) أن هذا المخلقو يُصلِح للأرض بحكمتي وإرادتي وأما الملائكة فهم لا ينفعون لأنه سبحانه وتعالى له إرادة أخرى(إني أعلم ما لا تعلمون) بالتجربة العملية.
سؤال: (أنبئوني) إستخدم أنبئوني ولم يستخدم علّموني؟ لأنه سبحانه وتعالى يعلم ولو قال أعلموني هو لا يحتاج إلى هذا فهو العليم سبحانه ولا يحتاج. ولا يمكن أن يقول أخبروني لأنه تعالى لا يحتاج للخبر لأنه يعلمه. نبّؤني كأنهم أخذوا النبأ وسيقولونه لكن أنبئوني هم لم يتعلموا هذا الشيء. مثل الفرق بين نزّل وأنزل: لما تأتي الهمزة يكون الفعل لله تعالى ونزّل لجبريل u. (أنبؤني لم يقل نبّؤني لأنه ليس من عندهم وهم ردوا: لا علم لنا إلا ما علمتنا. هم من ذاتيتهم لا يعرفون ولو قال: نبؤني كأما توحي أنه علمهم وهو لم يعلمهم ولم يتعلموا فقالوا: نحن أخطأنا ولا نعرف إلا ما علمتنا (سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا) أي لا علم ذاتي، ذاتيتنا لا تعرف (إلا ما علمتنا) (إنك أنت العليم الحكيم) الله تعالى عرض الأسماء فقط. هناك أشياء لا تعلمها الملائكة ملمح الآية هنا : الملائكة لا تعلم الغيب. الملائكة في الآية (32-33) كما أن الجن لا يعلم الغيب وهذه تقفل الطريق على النصابين الجدد الذيين طوروا النصب يقولون للناس: أنا ليس معي جني ولكن معي ملك. وهذا نصب لأن شاهد الآية أن علم الملائكة لا يكون إلا من إذن علم الله تعالى وأنها لا تعلم الغيب.
سؤال: أين كانت الملائكة ساعة علّم الله تعالى آدم الأسماء؟ كانت موجودة لكن الله تعالى علّم آدم بالإلهام: كن فيكون، ثم عرضهم والعرض لا يعطي علماً هم يرون الأشياء ولكن لا يعرفونها.. هذه طبيعة البشر. البشر يعمل من الصفة مليون صفة ومن الأسماء مليون إسم وهو يقيس لأنه تعلم الأسماء كلها من الأول والعملية تتطور فالمُشتق يطلع منه آلآف المستقات وتطلق تسميات من باطن علم واحد.
سؤال: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت الحكيم العليم: إعترفت الملائكة بعلم الله تعالى: نحن خلق لنا كبيعة تختلف عن طبيعة غيرنا. بعد التجربة إعترفت الملائكة وسلّمت لله تعالى (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) بعدما قال آدم الأسماء، لم تقل الملائكة (سل آدم) لأن طبيعتهم ليست المجادلة ولم يقولوا نحن خير منه كما قال إبليس وجاء في الإسرائيليات. هذا الكلام ما قاله القرآن (أنبؤني قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) كلمة وردّ. ثم قال تعالى (يا آدم أنبئهم بأسمائهم) يعني أن الدرس المستفاد من هذه القصة: أكمل تجربتك وإن سلّم لك من يناقشك ولا تكتفي بأنه إقتنع ولكن عليك أن تستمر في التجربة وأجهز على من تناقشه لأن فيها: فضل الملائكة في التسليم فوراً وإستكمال التجربة للأخر حتى تبيّن أنك تعلمت فعلاً. (تجربة – مشاهدة – إستنتاج) هذا منهج تعليم.
(فلما أنبأهم بأسمائهم) لم يقل بأسمائها لأن غلّب العاقل لأن فيها العاقل وغير العاقل. أنبئهم يعني العلم الذي علّمه المولى لآدم جاء بنتيجة.
أنبأ لأنه تعلّم وأخذ المنهج من الله تعالى وليس بذاتيته. الله تعالى لما يعلّم الملائكة فلم يستطيعوا أن يتبئوا أما العلم لآدم فقال أنبئهم. (فلما أنبأهم) بكل الأشياء قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا وتابت الملائكة توبة إنابة.
سؤال: إني أعلم غيب السموات والأرض . لماذا الإصرار على الحوار مع الملائكة؟ في الإختيار والتقدير أن البشر ينفع للأرض والجن تنفع لمهمتها والملائكة تنفع لمهمتها ولا أحد ينفع أن يأخذ دور غيره. وتؤكد أن الملائكة لا تعلم الغيب. توقيع الآية أنه حتى لو دار في دماغ أو ذهن الملائكة الله تعالى بقدرته وحكمته وإحاطته وهيمنته (إني أعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) هذه الآية تؤكد أنهم كانوا يُبدون شيئاً ويكتمون شيئاً وهذا سر توبتهم توبة إنابة (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
يوم القيامة لما يقول (إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) لا يقولها إلا عليم علاّم. ظاهر الأفعال تسجّله الملائكة (كتب، صلى، قرأ) ساعة صلّى هل سرح أو سهى في صلاته؟ هذه لا تعرفه الملائكة (يعلمون ما تفعلون) أهل التفسير إتفقوا أن الملائكة تعلم ظاهر الأمر أما ما تخفيه الصدور أبقاها تعالى لذاته (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). آدم u شهد هذا الحوار بين الله تعالى والملائكة لأن هذا من تشريفه وتكريمه.
سؤال: الآية ليس فيها كلام عم إبليس وكيف وسوس لآدم وزوجه وليس فيها السجود؟ في سورة البقرة جانب من جوانب القصة وقصته كما ذكرنا سابقاً سبعة أوجه وملامح ولم يكن هناك ذكر سابق لزوجة آدم، متى جاءت زوجته؟ لن نضع ايدينا على القصة إلا بإنتهاء الملامح السبعة وكذلك قصة موسى u يجب أن تُقرأ كل الآيات التي تحكي القصة ولا نكتفي بجزء من القصة.
سؤال: المنطق البشري يقتضي أن يرد كلاماً عن مراحل الخلق والزوجة ثم السجود لكن لماذا بدأ القرآن الكريم بهذين الملمحين؟ أن تسلملمراد الله تعالى فيك. أنا آخذ المنهج من الله تعالى لأنه علم القرآن يعني المنهج (ذلك الكتاب) كل هذا الكلام لا يمر هكذا. المسلمون للأسف في عصرنا هذا يريدون أن يتبعهم الدين ولا يريدون أن يتبعوا دينهم ويقولون:.لماذا لم يقل كذا والمفروض أن يكون هكذا؟ نحن عندما نسمع القرآن كلام الله تعالى نتّبعه.
الدرس المستفاد من عدم ذكر حواء ومراحل خلقه وسجود إبليس له حتى نعي ونخضع لكلام الله عز وجل أياً كان الملمح . والبعض يسأل لم لم تأت القصة كلها في سورة واحدة كما وردت في قصة يوسف؟ لله تعالى الحكمة البالغة فلما نقرأ البقرة ثم نقرأ ص حتى نعود للبقرة وكذلك في الحجر والأعراف والكهف وكل واحدة فيها ملمح ليس في السورة الأخرى وسنظهر لماذا جاء كل محور في سورة محددة. الكهف إسم وصفته وملمح قضية (أصحاب الكهف تتحدث عن أصحاب الكهف ثم يذكر آدم في ملمح معين ولو قرأنا الملامح الستة غير الكهف نتساءل لماذا فعل إبليس كذا. الجواب في سورة الكهف (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه).
بُثّت الحلقة بتاريخ 3/4/2006م